رواية الوفاء العظيم – الفصل الثالث والستون
الحلقه لاولى من الحلقات الخاصه
❤️~*الوفاء العظيم
بقلمي ليلةعادل✍️( الحلقات الخاصه )*~❤️
الحلقة الأولى
بعد مرور 10 أعوام
*************************
مر على زواج سيف ووعد عشر أعوام ونصف بتحديد ..
فالآن مليكة في عمر تسع أعوام ومختار في عمر سبع أعوام ، وعمٓر في عمر أربع أعوام
ننتبه الى ملامح وعد التى بقيت كما هي وكذلك سيف
فابرغم من مرور 10 أعوام على زواجهما ، لم تتغير ملامحهما بشكل ملحوظ فالآن وعد تبلغ من العمر 35 عاما وسيف 42 عاما
وكما ذكرنا في الحلقة الأخيرة قد أصبح سيف من أكبر المهندسين في مصر والآن هم يمكثون في فيلا من طابقين فى أحد كومباوندز التي أشتغل بها سيف المملوكة لعائلة مجدي
فيلا سيف ووعد٤م
نرى فيلا حجرية من طابقين في منتهى الجمال والرقي على التراث الكلاسيكي بعض الشيء كما تحبها وعد ، كما نعلم ان وعد كانت تريد أن تعيش في فيلا أو قصر من الطوب الحجري ويكون أساسها كلاسيكي وبسيط …
نرى لوحات تزين الحائط ، والاكسسوارات والتحف تزين الأركان ، التي يبدو عليها أنها باهظه الثمن… فننتبه إلى الإختلاف الطبقي والمادي الذي أصبحو عليه الآن.. فهناك اختلاف ملحوظ عن ماسبق
غرفة النوم
نرى وعد تجلس على تسريحة وهي ترتدي ملابس خروج وتقوم بلف طرحتها ووضع القليل من مستحضرات التجميل وبعد دقائق يقترب منها سيف وهو يرتدي ملابس خروج توقف خلفها مباشرة وقبلها من رأسها وهو يضع يديه ع كتفيها
سيف بابتسامة: حبيبي خلصتي
وعد وهى تضع روج.: اممم لحظة
بعد ثواني… انتهت ونهضت وتوقفت أمامه بابتسامة
وعد : خلصت …انتبهت لما يرتديه بستغراب سألت .. أنت رايح فين
سيف : هاجي معاكي
وعد بتعجب : معايا فين
سيف بستغراب : في ايه يا وعد أنتي مش رايحة عند مجدي وهند وكلنا هنتجمع
وعد بضيق : اااه وهنتجمع ليه ؟ عشان عمر جه ومعه أسيل ولا أنت بقيت عادي ؟
سيف بعقلانية : فات كتير ياوعد خلاص بقى أكيد دلوقت بتحب جوزها ونسيتني
وعد بهدوء لكن بحده وحسم : وأنا مش هجازف إن هي ممكن تكون خلاص نسيتك ، أنت مش هتيجي ياسيف انزل أقعد مع أصحابك ، أقعد في كافي براحتك أعمل إللي أنت عايز تعمله ، لكن مرواح معايا هناك لا
سيف بضيق مبطن : على فكرة أنتي مكبره الموضوع أوي عموما حاضر
امسك بجاكيت التاير الذى ع ظهر مقعد التسريحه ، تحدث وهو يقوم بمساعدتها فى ارتداء بنبرة به شعر بالحنين أخوي
سيفو بابتسامة تنهد : عارفة يافراولتي ، بعيد عن أي حاجة أسيل وحشتني جداً ، حابب أتكلم معاها واشوفها واطمن عليها ، حاسس إني مفتقدها ، أسيل سابت لي فراغ كبير في حياتي…
التفتت له وعد و دققت النظر في عينيه وبضيق مصحوب بحدة و بسخرية وغيرة : ياحرام للدرجة دي صعبانة عليك ،ومشتاق لها ، ماتزعلش أوي كده ،رقمها ماتغيرش وعنوانها مايتوهش خالص ممكن تروح تشوفها !! ولا ليه ؟؟؟
كده كده هي هتبقى حاضرة القعدة خليك وتعالى معايا شوفها وسلم عليها وخدها بالأحضان وقول لها قد إيه أنت مشتاق لها ، قد ايه سببت لك أثر كبير في حياتك ، وقد ايه أنت مش قادر تتخطى عدم وجودها في حياتك ، وانك ندمان انك ضيعتها من ايدك زمان ايه رأيك فكرة حلوة صح
سيف ينظر لها باستغراب شديد مصحوب بضيق : أنتي اتجننتي ياوعد ، ازاي تفكري كده ، وايه الهبل اللي أنتي بتقوليه ده ، انا لو مشتاق لها، فامشتاق لها اللي هو العادي. أخوة و عشرة ، مش اللي في دماغك ، في إيه أنا ماقصدش خالص اللي جه في دماغك ده اعقلي
تنظر وعد له باتساع عينيها وبغضب شديد بنوع من التشنج : أنت كمان بتتعصب عليا وبتزعقلي بدل ماتراضيني
سيف بضيق : أيوه لأني مش عاجبني اللي أنتي بتعمليه ، لأنك عارفة كويس أنتي بالنسبة ليا ايه وهي كانت بالنسبة ليا ايه
وعد بغضب شديدة وصوت عالي بغيره : عايزني أعمل إيه بقى وأنا جوزي عمال يقولي إن في واحده ست تانية وحشته ، وهو عارف كويس إن الست دي كانت بتموت في تراب رجليه ..
المفروض أعمل ايه…هاا قولي ؟؟؟؟ (بسخرية)أقولك والله يا سيف يا قلبي تعالى معايا نشوفها ووريها قد إيه أنت مشتاق لها وقد إيه أنت كنت مفتقدها ، ( بغضب)
مطلوب مني، أعمل ايه وأنا جوزي عمال يقولي ان في واحده تانية سابت له فراغ كبير في حياته، وإن الأباجوره اللي متجوزها مش مالية الفراغ اللي الست هانم أسيل كانت ملياه
سيف بشدة: وعد هدي شوية ووطي صوتك محصلش حاجه لكل ده
وعد بغضب وتشنج تتحدث بين أسنانها: مش هوطي صوتي ولا هاهدى فاهم (صمتت لثواني وبنبره قوية لكن بهدوء قليلا ) ماتيجي نعكس الموضوع كده يا سيف لو أنا مثلا كان في واحد بيحبني وأنا عارفة إن هو بيحبني وبعد سنين قلتلك أنا مشتاقه له قد إيه ، وإنه ساب لي فجوة.. وفراغ في حياتي هتعمل إيه ها ؟؟؟؟ ماتنطق
سيف بجدية وصرامه مصحوب بتوضيح : أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه يا وعد بقول اخوه اخوه
وعد ردا عليه بجمود وبرود : وأنا برده مكنش هيبقى قصدي اللي فهمته وقتها، وهتكلم معاك بكل براءة زيك كده وقولك اشتياق أخوي
سيف يرفع عينه لأعلى بياس : لا اله الا الله
( نظر لها وتنهد هويحاول توضيح) حبيبتي أنتي عارفه كويس إن أسيل مكنتش حد عادي مر في حياتي ومشي وخلاص كدة ، إنتي أكتر حد عارف كويس إن هي كانت غاليه عندي وأنها زي غيداء و هند ولولا اللي حصل في المطار ماكنتش هقبل أبداً انها تسافر وتبعد بلاش غيرتك دي متنفعش ابدا لانها مش في محلها
وعد بضيق شديد : واضح إنك عايز تستفزني وكمان مش حاسس بغلطك
سيف بعقلانية: أنا ولا عايز أستفزك ولا عايز أعمل حاجة ، أنا بتكلم معاكي بكل صدق أنتي مكبره الموضوع ، و خطوة إني مش بكلم أسيل ده احتراماً لرغبتها هي لكن لولا كده أنا كنت كلمتها لان خلاص فات سنين اكيد المشاعر اختلفت دلوقت
وعد باستغراب بحزن وخزي : مكنش دة تفكيرك زمان ياسيف ، وقت لما رجعت من المطار زعلان ومتضايق وتقول لي أنها مش هينفع تبقى في حياتي تاني احتراماً ليكي لأنه مينفعش يبقى بنا كلام وانا عارف أنها بتحبني
( بدأت الدموع تتغلغل بعينيها وبحزن شديد)
عارف ياسيف أنا السبب … أنا اللي خليتك تعمل كده وأكتر ، لأن أنا كنت بأسكت وبحترمك و مابعملش مشاكل ،و أنت عمال تقولي قد إيه أنت مفتقد أسيل ، وقد ايه وحشتك ، وكلامك عنها معايا ومع ولادنا طول السنين اللي فاتت ، بس سكوتي ده لأني مكنتش بحب افتعل مشاكل ، عشان عارفة إن هي برده مكنتش حد عادي ، وأنا كمان مش حد عادي ، هي في مكانة وأنا في مكانة تانية خالص .. وبرغم إن أوقات كتير كنت بغير وبأتضايق، بس كنت باسكت ، لكن أنت اتمديت فيها ، بتقول لنفسك مراتي عاقلة مراتي مبتعملش مشاكل ، مافكرتش مرة إن ده ممكن يكون بيجرحني ،
وبدل ماتقف تصالحني وتراضيني وتبوس راسي ، بتزعقلي كإني غلطت ، الظاهر إن أسيل في نفس مكانتي ، ولوسمحت بلاش توضحلي تاني بتعمل كده لية ، أنا مش محتاجة توضيح ، لأن التوضيح باين في عينيك ، عموما أنا مش هضايق نفسي ولا هضيع على نفسي اليوم الجميل ده ، أنا هنزل أقعد مع اخواتي ولما أبقى آجي وقتها ياريت متورنيش وشك لأني مش طايقه أشوفك…. تركته وخرجت خارج الغرفة
خرج خلفها حاول توقفها بقوه أمسكها من دراعها: اصبري ياوعد احنا بنتكلم
وعد بغضب تنزع يده : سيب ايدى يا سيف مش هتكلم معاك لاني مش طايقاك اشوفك حتى … اوعى
نظر لها سيف وهو يجز ع سنانه امسكها من ذراعها وحاول سحبها الى الغرفه
سيف بغضب وصرامه : مش هنتخانق هنا والولاد يسمعونا ادخلى جوه بقولك حاول سحبها
وعد توقفت امامه مباشره وبعند وبشدة :مش دخله مش دخله هتعمل ايه ها
دفعته بقوتها بصوت عالى قامت بنداء على أبناءها
وعد بنداء : وعمر مليكة مختار يلا اتاخرنا
خرج الأبناء من غرفهم حاول سيف كتم غضبه ورسم الابتسامة ع وجهه امامهم من اجل ان لا يشعر بشيء
اقتربت وعد منهم
وعد بابتسامة مصتنعه: يلا هنتاخر
مليكة بتسأل : بابا مش هتيجي معانا
سيف اقترب منها بتوضيح بهدوء : لا انا رايح مشوار لو خلصت بدرى هجلكم
قبلها من خدها ….ونظر لعمر ومختار
سيف بتنبيه وهو يضع يده ع شعرها من اعلى: متعملوش شقاوه ولا تزعلو ماما عشان مزعلش منكم مفهوم
عمر ومختار بتهذب : حاضر
سيف قبلهم من رأسهم
اخذتهم وعد ورحلت
أخذ ينظر سيف لأثارها بضيق وهو يجز على أسنانه… مسح وجهه وتنهد
🌹_______❤️بقلم ليلةعادل ❤️_______🌹
فيلا عمر وأسيل ٤م
غرفة tv
نرى أسيل تجلس على الأريكة بملابس منزلية
وهي تشاهد التلفاز وبعد قليل دخل عليها عمر وهو يرتدي ملابس خروج قميص وبنطال… دقق عمر النظر فيما ترتديه وقال لها
عمر باستغراب مصحوب بتساؤل : ايه يا أسيل ملبستيش ليه
أسيل أجابت بهدوء : ما أنا قلتلك إني مش هاجي
أقترب عمر منها وعلى ملامح وجهه الانزعاج والضيق قليلا
عمر بمكر مصحوبة بتساؤل : هو كل مره كدة !!! أناعايزة أفهم في إيه؟ ، هو ليه كل مايكون في تجمع ترفضي تيجي فيه ؟ هم مش دول أصحابك أقصد أكتر من إخواتك !
أسيل بعقلانية وهدوء مصحوب باستغراب ترفع عينيها لأعلى : في ايه يا عمر ، ما أنا أوقات كتير بروح بس أنا مش عايزة اجي النهارده ايه المشكلة
عمر بمكر : عشان خايفة لحسن سيف يحضر.. صح
أسيل باستنكار : حتى لو حضر إيه المشكلة
عمر : قولي لنفسك إيه المشكلة ، مادام فعلاً نسيتيه وشلتيه من قلبك إيه مشكلتك لما تتواجدي هناك ولا أنتي خايفه تتواجهي معاه و تضعفي ؟
نهضت أسيل وتوقفت أمامه مباشرة وبضيق وحدة : أنا حقيقي غلطت لما حكيتلك الحقيقة ، أنا كنت فاكراك عاقل وهتفهم لكن للأسف طلع لا ، طلعت زيك زى أي راجل ، كنت حابة أكون صريحة معاك ومكنش مخبيه عليك أي حاجه ، خصوصاً بعد جوازنا ، بالرغم من محاولتي الابتعاد عن سيف تماماً .. لكن مازال في حياتنا بحكم القرابة اللي بينا
عمر بضيق : مطلوب مني أكون عامل ازاي بقى إن شاء الله ، وأنا حاسس إن مراتي لحد اللحظة دي لسه في قلبها مع راجل تاني
أسيل بحدة : ما أسمحلكش يا عمر تقول كدة فاهم ، بعدين أنا لو قلبي لسه مع سيف مكنتش أصلا خلفت منك ، وأنت عارف أنا أجلته ليه ! ، حتى جوازنا نفسة كمان ، مجرد ما تأكدت إني خلاص نسيت سيف وقتها قبلت نتجوز ، ولما اتأكدت أكثر وأكثر ، أخذت خطوة الحمل
(نظرت له من أعلى لأسفل بحزن شديد وخذلان) مكنتش أتصور أبداً إنك لسه مش واثق فيا ، ومادام دخل بينا عدم الثقة وكمان شكك إني بحب واحد تاني وأنا في حضنك ، أعتقد كدة محتاج مننا إعادة تفكير
عمر بجدية : ماتحاوليش تقلبي الترابيزه يا أسيل
أسيل بعقلانية شديدة وبوتيرة كلها حزن : أنا مبقلبش الترابيزه ، ولا حتى هدافع عن نفسي لأن اللي بيدافع عن نفسه ، يبقى إنسان ضعيف ، ومادام وصلنا للنقطة دي ، مافيش مجال للمناقشة خلاص، أنت لوحاسس إني لحد اللحظة دي ماحبتكش أو في راجل ثاني في قلبي ومستحوذ على تفكيري وقلبي يبقى تطلقني يا عمر. …الرجالة العاقلين الناضجين بيعملوا كده مع زوجاتهم ، مادام شاكين فيهم مابياكلوش من طبق واحد ، وبينامو في حضن بعض ويعيشوا ٨ سنين.. ٨ سنين سوا ، وفي طرف من الطرفين شاكك في الطرف الثاني ، فين الثقة كنت بتبص في عيني ازاي وكنت بتنام في حضني ازاي خلفت مني ازاي وأنت شاكك فيا ، مش عارفة أقولك ايه ، مش مستوعبه ، كل الكلام راح ، عمر لو سمحت كفايه كلام لحد كده
عمر بحزن : أنا بأثق فيك يا أسيل ولو ماكنتش بثق فيكي كان زماني من زمان طلقتك كل الحكاية إني بغير عليكي ، لأني بحبك وأنتي بنفسك قلتيلي قد ايه بتحبي يا سيف ، وقد إيه كان نفسك ترتبطي بيه و يبقى أبو ولادك ، تصميميك بالرفض كل مره إنك متحضريش التجمعات خصوصا المحتمل سيف يحضرها ، خلتني أحس إن خوفك ده له سبب ، وسبب أنتي عارفاه
أسيل تتنهد بهدوء وعقلانية : كل الحكاية ببساطه شديدة إني باحترمك مش حابة أتواجد في مكان ممكن يضايقك لأنه في شخص كان في مشاعر من ناحيته في يوم من الايام ، هو كمان ممكن يبقى متضايق عشان وعد
عمر باعتذار : أنا آسف
أسيل بجمود : مش بالسهولة دي
نظرت له من أعلى للأسفل وتركته خرجت خارج الغرفه
رن هاتف عمر .. أخرجه من جيب بنطاله.. نظر إلى الاسم كان مجدي، وضع هاتفه على أذنه وقال
عمر : إيه يا مجدي …. حاضر …. خلاص انا خارج أهو …..لا أسيل مش هتيجي…… آه هجيب الأولاد معايا ……. اوكا سلام
🌹________♥️بقلمي ليلة عادل ♥️_______ 🌹
فيلا مجدي وهند ٥م
الهول
نرى جميع أفراد العائلة والأخوة ومعهم عمر والأحفاد يجلسون في هول الفيلا وعلى ملامحهم السعاده والانسجام …
ف الاطفال يركضون خلف بعضهم بسعادة ..
والبعض الآخر يلعبون مع بعضهم …
وكانت الأجواء كلها مرح بينهم كأنهم حقيقة إخوة فهم زرعو في أولادهم المحبة والأخوة مثلهم
نقترب من ملامح الأخوة فهي أيضا لم تتغير
ثم الى الخالتين سميرة وأشجان بالطبع علامات الزمن والعمر بانت على وجوههم لكن ليس بشكل قوي فهما الآن في الستينات من عمرهم
كان الشباب يجلسون امام شاشة التلفاز يلعبون بلايستيشن لكن بعيد قليل
والفتيات ومعهم الخالتين يجلسون على الانتريه ويتحدثون
… لكن ننتبه لملامح وعد التى يبدو عليه الحزن والضيق قليلاً وتصنع الابتسامه
تنظر سميرة لوعد التى برغم محاولتها بشكل قوى تخبئ ماحدث معها وحزنها لكن سميرة انتبهت لها جيداً
سميرة باهتمام : ايه يا وعد مالك يا بنتي
غيداء بمزاح : أكيد بتفكر في سفاسيفو
هند باستفسار مصحوب بتساؤل : هو ما جاش ليه صح
وعد تجاوب بهدوء : هو حابب يقعد في الكافيه ده اللي هو قريب من البيت ، هيتفرج ع ماتش حتى مختار كان عايز يروح معاه وأنا رفضت
أشجان بعقلانية : كلميه هي مش هتيجي
تنظر وعد لها بعينيها وأخذت أنفاسها بترقب شديد وتوتر
فهمت أشجان من نظراتها تلك بما تشعر به ربتت على قدميها بحنان وقالت بحكمة : محدش يقدر فينا يغلطك أو يلومك يا حبيبتي ، حقك تغيري وتزعلي وتثوري كمان ، بس هو بيحبك أنتي واختارك أنتي ، أنا سمعت كلامك وأنتي بتتكلمي مع إخواتك ، سيف أكيد ميقصدش بعدين ده أنتي نور عين سيف ، ده روحه فيكي ، أكيد مش بعد العمر ده ولا بعد عشرة سنين الجواز هتشكي في حبه ليكي، فاكلميه بدل ما هو قاعد لوحده ولا شوفيه فين
وعد بحزن : خالتو أنا زعلانة قوي مكنتش متوقعة يعمل كده ، هو كمان بيغير عليا غيرة جنونيه ، مش أنا بس ، ده أنا لو اهتميت بولاده شوية مش هقولك حد غريب أو أصحابي مثلا ، بيغير جداً ويتقمص يفضل يقول لى مابقتيش تحبيني زي الأول ، لو ضحكت مثلا مع حد من أصحابي في الشركة يقعد يقول لي بتضحكي ليه ،ماتضحكيش خليكي عادي مش عايز حد يشوف ضحكتك غيري ، ماحدش يسمع صوتك غيري ، وكل الكلام دة اللي أنتي عارفاه يا خالتو ، وأنا والله ما بزعل بالعكس أنا بفرح جداً لما بشوفه بيحبني وبيغير عليا كده ، مش متضايقه ، (بغيظ وضيق) اشمعنا هو بقى مابيعملش زيي ؟ لية بيفضل يزعقلي ويتعصب ويتشنج ، ده أنا ماجرؤشي إن أنا أقول له حاجة زي اللي هو بيقولهالي دي ، ( باستهزاء) قال مشتاق لها ومفتقدها
سميرة بمزاح مصحوب بعقلانيه : أنتوا الاتنين مجانين حبكم امتلاكي لبعض ، واخدين بعض كاملكية خاصة وده غلط ، الحياة مش كده ،هتتعبوا كتير لو فضلتو كده ، لازم شوية هدوء وعقل ، كنت فاكرة لما تكبروا هتهدوا وتعقلو بس طلع لا اتجننتو أكثر
هند بعقل : يا بنتي كلميني سيف طيب وغلبان أكيد دلوقتي عمال بيفكر ازاي يصالحك
غيداءبمزاح: أيوه يا اختي مش زي الأستاذ اللي معايا لو زعلت شوية يكبر دماغه ويروح ينام في أوضة العيال ولا كإنه عمل حاجة… قال ايه مش عايز يشوف بوز النكد بتاعي
وعد باستنكار : مراد يعني مستنية منه إيه غير كده
غيداء بتصنع الحزن بمزاح : كده طب شكراً شكراً
اقترب منهم الشباب وهم يضحكون
مجدي : أنتوا قاعدين لوحدكم ليه ما تيجوا تقعدوا معانا
هند : ما أنتو عمالين تلعبوا بلاي ستيشن وسايبنا
مراد : إيه رأيكم نعمل فرقتين والخسران هو اللي يظبط الهول
غيداء بتأييد : موافقة جداً
وبالفعل بدأ الجميع باللعب مع بعضهم و كان يبدو على ملامح وجوههم المرح والسعادة….
**********************************
على الاتجاه الآخر عند الأطفال
نرى أروى ابنة مراد التي تبلغ من العمر ٦ أعوام تجلس وهي تلعب بعروستها.. يقترب منها مختار ابن سيف الذي يشبه والده الى حد كبير و يبلغ من العمر ٧ أعوام وهو يحمل بيديه كيس من الشيبسي ويجلس بجوارها ويقوم بتقديمه لها وهو يقول بحب طفولي
مختار بابتسامة : أنا عارف إنك بتحبي الشيبسي اللي بطعم الجبنة وسمعتك بتقولى لمليكة إنك بتبقى سعيدة وأنتي بتاكليه حبيت أجيبلك واحد عشان أشوفك سعيدة
أروى تنظر له وتبتسم بفرحة : شكراً قوي يا خوخه تاخذه منه وتفتحه وتتناوله بطفوله : خد حبة ليك وحبة ليا وتقوم بإطعامه
مختار : تيجي نلعب كونكت فور
أروى : بس لو كسبتك تخلي آسر و سيف يخلوني أنا ومليكة نلعب بلايستشن ألعاب بنات
مختار : ماشي
وبالفعل بدأا باللعب
كان شعره أروى يزعجها و كانت تقوم بإرجاعه خلف أذنها كل بضع ثواني ، فهي تشبه والدتها كثيرا بلون عينيها السماويه وشعرها الطويل شديد النعومة انتبه مختار لها ونظر إليها وقال بحب طفولى.
مختار باهتمام طفولي : ايه رأيك أعملك ضفيرة جميلة زي مليكة
أروى ببراءة : هو أنت بتعرف
مختار : آاه
أروى بمرح : ماشي
وبالفعل نهض مختار وجلس خلفها وأخذ يقوم بعمل ضفيرة لها وهو مبتسم… فيبدو أن هناك قصه حب تبدأ بنسج خيوطها منذ الطفوله كما حدث في السابق مع سيف وعد
كانت تنتبه لهما جيدا سميرة وتبتسم تمايلت قليلا على أشجان وقالت
سميرة بابتسامة : شايفة مختار بيعمل إيه مع أروى بنت مراد حاسة إن انا شايفه سيف وهو مقعد وعد قدامه وبيسرح لها شعرها و بيعمل لها الضفيرة وبيجبلها الشوكولاته اللي بتحبها بس الفرق إن أروي كانت أكبر من وعد شويه
أشجان بتنهيده طويلة و بابتسامة : اااه والله يا اختي كأن الزمن بيعيد نفسه… سبحان الله العيال كبرت وخلفت وبكره كمان عيالهم يكبروا ويخلفوا… يا رب دايما يفضلو مع بعض ايد واحدة
سميرة: آمين يارب العالمين
ع الجانب الآخر
انتبه مراد لما يفعله مختار ب أروى
مراد بمزاح. ايه يا أستاذة وعد امبارح ابنك جاب شكولاته لبنتى. وقولت عادي… من كم يوم جبلها توكه بردو قولت مافيش مشكله… وفى عيد ميلادها خلى سيف يرسمها و دلوقتي بيضفر شعرها
وعد بمزاح : اللي عنده معزة يلمها يا حبيبي
غيداء بدفاع ورفض : تقصدى إيه ؟؟ لا ابنك اللى بيجري ورا بنتي يا حبيبتي
هند بمزاح : بصراحه بنتك بردو مابتقولش لا.. ههههه
ضحك الجميع
مراد بمزاح : اااه ما ابنك بردو بيلطف مع مليكة لازم تدافعي طبعاً
مجدي وهو يضحك : سيف خلاص خطبها لنفسه… جه قالي من يومين بابا أنا هخطب مليكة لما أكبر بس مش عارف هي كل ما ببصلها وأكلمها تكلمني وحش لية
وعد بتحذير : ده لو سيف عرف هيعلقه ، مليكة عنده فرخة بكشك خط أحمر
غيداء بتمني : تفتكرو هتفضل مشاعرهم كدة لحد ما يكبرو… أنا نفسي أوي بجد إنهم يرتبطو لما يكبرو ويفضلو معانا
مجدي: إن شاءالله يارب
هند: ربنا يبعتلهم أيام كلها سعادة
🌹♥️______بقلمي ليلةعادل_______ 🌹♥️
منزل إيان ٦ م
شقة بحي الزمالك
تعكس الطبقة الاجتماعية التي يعيش فيها إيان الآن
بعد ٩ سنوات من المجهود والعمل الشاق ونقله من شقة عين شمس في ذلك الحي الشعبي إلى شقة في أفضل وأرقى أحياء القاهرة
الآن تغيرت الأحوال وأصبح إيان يمتلك شركة صغيرة وشقة بمستوى أرقى من قبل
كان مرور السنوات السابقة عليه صعب و قاسي من اتجاهين
الاتجاه الأول : على قلبه المتعلق بوعد وبذله قصار جهده بمحاربه نفسه من الاستمرار من التفكير بها
الاتجاه التاني العملي والمهني الذى كان شاق جداً عليه من أجل أن يحقق ذاته ويذاع اسمه بين الشركات الهندسية
كانت دائما جودي بجواره تدعمه وتعمل بجانبه حتى استطاعت أن تجعل إيان من مهندس صغير يعمل عند الأشخاص إلى مهندس له اسمه ومركزه وشركته حتى لو كانت صغيرة حتى الآن
و من الناحية العاطفية كانت تحاول أن تتغلغل بداخل قلبه و تتسرسب رويداً رويدا حتى تمتلك قلبه و مشاعره وتبقى خالصة لها وحدها دون مناازع فهى تستحق ذلك جيدا
مكتب إيان ٦م
نرى جودي وإيان اللذان لم تتغير ملامحهما رغم مرور السنين… كانا يجلسان ع الأريكة بجوار بعضهما ويقومان بتظبيط الدعوات فهى دعوات لشركتهم الجديدة
إيان يترك القلم بارهاق : أنا تعبت
جودي : ماعاد باقي كتير
إيان : شوي و منكفي
تبسمت جودي ونهضت وجلست ع قدمه بنظرات كلها حب : شو تعبت من شويه دعوات
إيان وهو يبتسم : ما تنسي نحنا من الصبح عم نشتغل ونظبط للاحتفال
جودي بتسأل مصحوب بستغراب: ليش ما بدك أحكى مع وعد وأعزمها بدون دعوة مو رفقات؟
إيان بتوضيح: بس أنتم من زمان كنتم رفقات ، لما كنتي لسة بدوومي بالشركة. ، يعني زمان شي. وهلا صار شي تانى ، نحنا بعدنا كتير عنهم بالأخص أنتي ووعد … تقريباً صار شي سنة ما حكيتيها
جودي : والله يمكن صارلنا شي سنتين كمان لكن ما تنسى أنت يالي بعدتنا عنهن مو أنا
ايان بمزاح : حكيتك إني عم غار ، كنتي مرافقتيها كتير لوعد
جودي بحكي جد ليش بعدتنا عنهن. ضليتك تسحبنا شوى شوي لحتى ما عاد بقينا رفقات
ايان بتوضيحو: لا بنوب انا ما بعدتك هيك عنهن ، بس يعنى ممكن يكون بسبب الشغل ومشغوليات الإنسان صار هيك ، بعدين
، ما بدى حد يساعدنا بدي كل شي يصير بمجهودنا مابقبل مساعدة من حدا … قبلها من خدها… شو رأيك تسويلي كاسة زهورات
جودي بابتسامة : تكرم عيونك ….
قبلته من شفتيه قبلة خاطفة ونهضت و توجهت للخارج
نظر إيان لأثرها بابتسامة حب
أمسك إحدى الدعوات وكتب المهندس سيف مختار وحرمه و وضعها ع الطاولة و أرجع ظهره للخلف
فيلا إسلام الطحان ٦م
مكتب إسلام
نرى إسلام يجلس ع مقعده المتحرك خلف مكتبه وهو يمسك بالتابلت ويشاهد فيديوهاته السابقة…..
لم تتبدل ملامحه كثيراً لكنه فقد القليل من وزنه…كان يبدو عليه اليأس والحزن… ينظر إلى الفيديو بتركيز وحزن ودموعه تتساقط حسرة على نفسه….
هنا كان يركض بحيوية ونشاط … وهنا يسبح بحماس ومرح ولكنه الآن أصبح سجين لمقعد متحرك سلبه كل شيء. يجز على اسنانه ونظر الى قدمه بختناق وضع التابلت ع المكتب و حاول النهوض هو يجز ع أسنانه لكنه سقط ع الأرض متألما
فتح الباب و كانت ناريمان رأته على ذلك الحال فركضت إليه
ناريمان بقلق وخضه : إسلام ايه اللي حصل؟؟! فيه ايه !!!
حاولت إمساكه لكي تساعده ع الجلوس لكنه دفع يدها بقوة
إسلام وهو يتحدث بعنف وغل : اوعي كدة أنا هعرف لوحدي …
مد يده وتمسك بيد المقعد وجلس مسح ع فمه بضيق
كانت تراقبه ناريمان بحزن و أسف ع حالته… نهضت وجلست امامه ع ركبتيها وهى تمسك يده بحب
ناريمان بحنان وحب ودعم مصحوب بعقلانية : إسلام أنت دلوقت فى مرحله هايلة جدا مكناش نحلم بيها… زمان كان احساسك برجلك كان صفر وبعد سنتين بقى ٢ وفضل كل مدة يتحسن لحد ماوصل ٥ غير إنك دلوقت بتقدر تحرك صوابعك وإن شاءالله لما نسافر وتعمل العملية هتقف ع رجلك بس بلاش يأس وإحباط.. الحالة النفسية ليها عامل كبير
إسلام بوجع وحزن: ٩ سنين وأنا باسمع نفس الكلام….. ٩ سنين وأنا مربوط بكرسى بعجل مش قادر حتى أمارس أبسط حقوق في إني أدخل الحمام لوحدي
ناريمان برجاء وضعف : الدكتور قال الإشاعات الجديدة أحسن من الأول وإن شاءالله العملية المرة دي هتنجح… إسلام عشان خاطري تماسك عشان خاطر ولادنا….
قبلته من يده وضع إسلام يده ع شعرها بحزن و دموع : يا رب يا ناريمان
بقلمي ليلة عادل 🌹✍️♥️
في أحد الكافيهات ٧م
نرى سيف يجلس على إحدى الطاولات وهو يحتسي كوب من العصير و على ملامح وجهه الضيق والانزعاج بعد دقائق تدخل أسيل المكان وجلست على طاولة قريبة من سيف لكنها لم تنتبه لتواجده بعد ثواني انتبه سيف لوجودها ابتسم ونهض وتوجه لها حتى اقترب منها توقف أمام طاولتها مباشرة
سيف بابتسامة لطيفة مصحوبه باستغراب : ماكنتش متوقع إني هشوفك هنا ، أنا هربت من الحفلة عشانك ، وجيت هنا ، بس واضح إن ربنا مدبر حاجة ثانيه خالص ، متهيألي إن أنتي كمان هربتي من الحفلة عشاني بس ربنا جمعنا أكيد في حكمة مظبوط
حينما سمعت أسيل صوته انصدمت كانت عينيها تدور يمينا ويساراً.. خفق قلبها بشدة، رفعت عينيها لأعلى باتساع وبصوت متقطع يخرج بصعوبة بنبرة مكتومة : سيف
جلس سيف على المقعد المقابل لها بابتسامة لطيفة وهو يهز رأسه بتنهيدة : اممم سيف فاتوا كتير 10 سنين مظبوط
أسيل بألم مبطن من الاشتياق : مظبوط
سيف باشتياق : كنتي وحشاني جداً كنت على طول بأفتقدك ، كل ما كان تحصل لي حاجة تفرحني كنت بقول يــااا ه لو كانت أسيل معايا و تشاركني فرحتي ، و لما كانت تحصل مشكلة أو حاجة تزعلني كنت بأفتقد مواساتك ليا و افتكر ازاي كنتي بتهوني عليا كنتي الغائب الحاضر في حياتي
أسيل بسعادة من داخلها : حتى أنت كمان كنت بتوحشني كتير ، كنت على طول بفكر إني أكلمك بس كنت بتراجع ، ( بأسف وحزن)لأن النهاية اللي اتقفلت بيها قصتنا ماتسمحش إن يكون في مابيننا تواصل تاني
سيف بابتسامة حب : بس الظاهر أنها مش النهاية و القدر فاجئنا و رجع يكتب الجزء التاني من القصة( برجاء وشغف)
أسيل أنا محتاجك في حياتي ، ليه مانرجعش زى زمان ايه رأيك
تبسمت أسيل له: يعني ده مش هيضايقك
سيف : بالعكس أنا اللي بطلب منك….
وفجأة اقتربت وعد منهما و كانت الدموع تغرق وجنتيها
وعد بوجع وألم يعصف بقلبها : طلقني ياسيف نظر سيف لها باتساع عينيه
وكذلك أسيل
وعد بصراخ مما جعل المتواجدين في المكان ينتبهو : طلقنى
ياريت محدش ينسي يدوس على علامه النجمه اللى تحت الى اسفلها كلمة تصويت
ووصله الحلقة ٢٠٠ تصويت عشان الحلقة جايه تنزل ع طول شكراً
استووووووب
الى اللقاء في الحلقه جايه من حلقات الخاصه من روايه الوفاءالعظيم ♥️
اتمنى تكون الحلقه عجبتكم النهارده ❤️
#روايةالوفاءالعظيم_حلقات_الخاصه
#بقلمي_ليلةعادل
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الوفاء العظيم) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.