رواية ملاذي و قسوتي الفصل السابع عشر 17 – بقلم دهب عطية

رواية ملاذي و قسوتي – الفصل السابع عشر

كان جالسًا على مقعده خلف المكتب منكب على ملفات العمل أمامه بتركيز شديد….

 

دلفت اليه ريهام بنظرات ماكرة والابتسامة
تلتوي بخبثٍ على شفتيها الملطخة بالحمرة المغوية….

 

تنحنحت بنعومة وهي تضع كوب العصير على سطح المكتب بالقرب منه ثم لم تلبث إلا
وقالت بنعومة…..
“اتفضل يابن عمي صبيتو ليك بنفسي… ”

 

ترك سالم الأوراق ناظراً لها باستغراب ثم رفع حاجبه للأعلى بتراقب من تلك الخطوة الغريبة منها…..

 

رد عليها ببرود…
“في حاجه ياريهام ….صاحيه ليه لحد دلوقتي ؟! ”

 

صمت عقلها لبرهة شاعرة بالاختناق
والحرج من أسلوبه الفظ النافر نحوها..

 

فحاولت الخروج من هذا المأزق كي تقنعه
بشرب العصير قبل ان تفشل تلك الخطة الشيطانية المتوقفة على كذبها ولافتراء عليه بالباطل هي تعلم جيداً ان (سالم) لن يقع بسهولة في فخ الاغواء هذا تحتاج الى بعض الحيل اللعينة وهي متفوقة في ذلك ! …..

 

جلست على المقعد المقابل له يفصل بينهما
المكتب الخشبي الكبير…

 

قالت بنظرة بريئة حزينة…
“انت مش ملاحظ يابن عمي انك بتعملني بطريقه وحشه اوي… ومن غير سبب بتكرهني…. ”

 

إرجع سالم ظهره للخلف براحة مُستند أكثر على مقعده وهو يجيبها بازدراء واضح….

 

“ده مش الرد على سؤالي يابنت عمي….
انا بسالك ليه صاحيه لحد دلوقتي؟! ….. ”

 

قالت بخفوت مدعية الحرج….
“كنت جاي اتكلم معاك….وسالك ليه بتعملني بطريقه دي وانت عارف اني بحبك…… ”

 

“ريــــــهــــــام…..”اخرسها بنظرة صارمة
ولفظ اسمها تنبيهًا لها…..

 

ارتعدت داخلها قليلاً بعد تصريح غير مقبول أبداً له ، حاولت التحلي بثبات اكثر من
ذلك….

 

خاطبت إياه مصححه خطأها بمكر…
“انت اللي قطعتني يابن عمي… انا كنت هقولك اني بحبك وبعزك زي اخويا واكتر كمان……. ”

 

غمغم سالم داخله باستهجان….
(زي اخوكي اقسم بالله أنا لا طايقك ولا طايق اخوكي اقسم بربي لولا وجود الست الكبيرة اللي تبقى أم ابوكم…. انا كنت قطعة صلة الرحم دي من زمان بس إكراماً ليها ولي صلة الدم اللي جمعتنا صابر لحد دلوقتي عليكم..)

 

“ساكت ليه ياسالم…… انت ليه دايماً بتتجهلني وبتعملني وحش هو انا مستهلش منك كلمه حلوة نحسن بيها علاقتنا
سوا…… ‘”

 

انتشلت شروده ريهام بصوتها الناعم لترى عيناه تظلل بنظرة باردة قائلا بمقت ساخر…

 

“بعملك وحش إزاي يعني.. وكلمة حلوة اي اللي اقولها ليكي….وعلاقة اي ياريهام….
انتي لي محسساني اننا كنا بعد شر يعني متجوزين… “

 

اربدّ وجهها بالغضب والغل من محاولاتٍ باتت تفشل في كل مرة تحاول جذب الحديث من على لسانه الثقيل الفظ دومًا معها…

 

تزعجها دوماً حقيقة مشاعره الباردة نحوها
وتقتل الآمال المعلقة عليه…..

 

“طب تعالى نشرب العصير انا وانت ونقعد الخمس دقايق دول مع بعض زي اي اخوات واعتبرني اختك الصغيرة…….. ”

 

مسك سالم كوب العصير على مضض مرتشف
منه بدون كلمة آخرى وكانه يقول لها بكل وقاحة….

 

(سافعل هذا كي ترحلي من امام وجهي…..)

 

نظر لها وقال بتراقب وهو يرتشف العصير…..

 

“انتي مش قولتي ان احنا هنشرب العصير سوا…. ”

 

ابتسمت بسعادة وظنت ان مفعول القرص اصبح له سحر اخر في نبرة صوته الهادئة…..

 

“ايوه….. ”

 

إرجع انظاره على الصنية الفارغه على سطح مكتبه ومن ثم عليها وقال…..
“امال ليه مش جيبه لنفسك كوباية…… ”

 

“ااه تصدق شكلي نسيته على رخامة المطبخ ثواني وجايه…… “نهضت بسعادة وخطت عدت خطوات بداخل غرفة المكتب….

 

ثم وقفت فجاة وبطرف عينيها نظرت إليه
لترى عيناه عليها مما أعطاها الفرصة لتنفذ
الخطة الثانية…..

 

وفي لمح البصر ادعت السقوط مدعيه انها
تعثرت في السجاد والتوى كاحلها….

 

“ااااه يا سالم الحقني…… آآي يارجلي…. ”

 

استقام سالم ناهضًا بعد ان وضع الكوب جانبًا
بعد ان ارتشف منه تارك القليل…..

 

توجه نحوها ومسك ذراعها تلقائيًا سائلا إياها بفتور بارد مزق قلبها الحاقد …

 

ومزق قلب عاشقة تسترق السمع الى حديثهما خلف باب المكتب…..تألمت من سؤاله
لريهام… “مالك ياريهام في حاجه وجعاكي ”

 

صوته وصل لها عبر هذا الباب الذي يفصلها عنهما كان صوتٍ عاديًا مجردًا من اية
مشاعر او إهتمام لكن غيرتها وحبها رسم لها صورة وهمية عن اهتمامه وخوفه على أمرأه غيرها ! …..

 

“رجلي..رجلي وجعاني أوي اسندني يابن عمي قعد مش قادره اقف عليها….. ”

 

وضعت ريهام ثقل جسدها عليه باعياء شديد مستمتعة بقرب جسده الرجولي منها جراء هذا مسك سالم ذراعيها بقوة يدعمها عن السقوط ارضًا……

 

فابتسمت ريهام بحب متشبثه به فطالما
رغبة وتمنت ان تنعم باحضان سالم ولو
حتى بالخطأ……

 

ولان تحققت الأمنية وقريبًا ستحيا كل
الأماني معه فهو حقها هي دون غيرها…

 

جزت حياة على أسنانها بقوة شاعره بقلبها
ينزف حسرة متخيله هذه الحية تعانق
زوجها تستنشق رائحته وتنعم بقرب ليس
من حقها….

 

همست لنفسها بنبرة معذبة على جمار
الغيرة…..

 

“جمدي ياحياة….مينفعش تدخلي دلوقتي
أصبري…لازم سالم يكتشف كدبها….”

 

وضعها سالم على الاريكة…قائلا بخفوت خشن لا يمس التعاطف بصلةٍ …

 

“استني هنادي حد من الخدم يطلعك على اوضتك.. لحد ما نشوف مالها رجلك.. ”

 

مسكت ريهام كف يده وقالت بصوتٍ ناعم
لا يناسب تاوهات آلامها الزائفة منذ دقيقة واحدة……

 

“خليك ياسالم رايح فين الخدم نايمين… ولمكان كله مفهوش حد صاحي غيرنا.. ”

 

رمقها بنظرة ثاقبة تحوي أكثر من علامة استفهام…..

 

شعر ان هناك شيء مخطط من هذه الحية الملونة تتغير بمنتهى الخبث امام الجميع وللأسف هو على يقين على انها من سلالة ثعابين الأنس !……

 

سألها سالم بخشونة وشك….
“في اي بظبط ياريهام انتي بتخططي لي
إيه المرادي ؟! …. ”

 

نهضت من على الاريكة بخفة….. وخلعت هذه
العباءة المفتوحة وقذفتها جانباً ووقفت امامه بهذا القميص القصير المفتوح بانحراف….

 

لم يترك للمخيلة شيء من شدة عُريه على جسدها المكشوف امام عينا سالم كـبضاعة
مستهلكة رخيصة تعرض أمامه بسخاء ! …..

 

نظر لها من أول رأسها حتى اخمص قدميها بأستهانة معقبًا….

 

“معقول وصل بيكي الرخص لكده….اللي بتعملي ده مش من مقام عيلة شاهين
سبتي إيه لـ*********…..هو طلع
جسمك وشرفك رخاص بشكل
ده عندك….”

 

كان يتحدث وهو جالس بثبات على الاريكة
ولم تهز ثباته ولم تحرك رجولته بل شعر
بالقرف والسخط لمجرد انهما يحملا
اسم عائلة واحده…

 

انهى الحديث ونظر الى مكان بعيد عنها..

 

لم تكتفي ريهام بهذا انحنت جالسة ارضًا
عند ساقيه بخنوع مغوي لأي رجلا
باستنثاءه هو…..

 

قد ظنت ريهام حينها انه ابعد وجهه عنها الى مكان اخر ضعف من ان يخطأ معها ! ، وانها الآن على حافة خطوه آخره لتعلن هزيمة سالم امام جسدها العاري.….

 

كان مجرد ظن غبي منها سياتي بالنتائج
الغير مرضية……

 

وضعت يداها على ركبته قائلة بصوتٍ
مائع انثوي…..

 

“سالم انا بحبك… وكل اللي بعمله ده مش رخص سميه حب….. حب وجنون بيك انت عارف انك…… اااااه… ”

 

مسك شعرها بين قبضة يده بقوة كاد ان يقتلع من الجذور بينما عيناه اشتدت بالغضب واصبحتا حمراوان كـبركتان من اللهيب
من كثرة وقاحتها وتماديها معه…..

 

هدر بها بغضب وانفاسًا متهدجة…..
“انا عارف كويس انك رخيصه وزبالة وللاسف نفسي اقولك اكتر من كده بس مش عارف أبدا منين ومش عارف اسمعك الكلام اللي بيدور في دماغي دلوقتي عن وسختك…..ورخصك ولا لا… ”

 

نظرت له بغضب وهو يمسك بشعرها بقوة بين يده يكاد يقتلعه كانتى أعينهما مقابلة لبعضها تحمل ادنئ وابشع المشاعر القاتمة لكلاهما…..

 

قالت ريهام بغل وحقد….
“انا مش رخيصة انا بعمل زي ماعملت بنت الحرام معاك مش هي عملت كده برضه عشان تخليك تجوزها مش عرضت جسمها قبلي عليك….. ”

 

لم يسمح لها بالمزيد صاح بها بغضب ….
“اخــــــــــــرســــــي ….حياة اشرف منك.. ”

 

وضعت حياة يدها على شفتيها تمنع شهقتها العالية من الخروج ….يجب الدخول الان عليهما يكفي ان سالم اكتشف تلك الشيطانة…

 

ولكن قدميها كانت كالثلج متجمدة اسفلها لم تقدر على رفعهما بخطوة واحدة..

 

سمعت صوت ريهام يصيح بحقد وكراهية نحوها…
“لا مش هخرس …..انت كنت رافض الجواز وكنت بترفض اي واحده تقرب منك سوى
في نجع او بلاد البندر اللي جاي منها…”

 

” بس من ساعة ما حسن اخوك مات وانت اتغيرت وفضلت هي تحلو وتدلع قدام عينك لحد ماعرضت نفسها عليك وانت وافقت وتجوزتها…مكانتش ليه رخيصه في نظرك
ليه بنت الحرام تربية الملاجئ…أحسن
مني في إيه…..”

 

فشل في سيطرة على نفسه فهي تطعن في
رجولته وشرف زوجته بالباطل…..تحرق قلبه
بحديثها الحاقد….

 

كان يود السيطرة على نفسه حتى لا يتمادى
ويضربها…..فهو لم يرفع يده يومًا على أمرأه ولكن تلك الشيطانة اوصلته لذروة غضبة
ووصل لطريق مغلق معها……

 

لذا ترك انفعاله يقوده للجنون مسك ذراعها ليرفعها عن الارض بقوة…….قائلا بصوتٍ
كزئير كالاسد الغاضب بالقرب من وجهها
جعلت جسدها يرتجف بالهلع من التوعد الواضح في عينيه….

 

“لم اتجوزت حياة تربية الملاجئ زي مابتقولي
اتجوزتها عشان بحبها عشان عايزها تكون مراتي وام عيالي عشان مينفعش حياتي
تكون من غيرها ويمكن تكون حياة اتحرمت من انها تملك عيله عشان كده سمتيها انتي واللي زيك بنت حرام ….لكن نسيتي حاجه مهم هي مرات سالم شاهين…..مراتي وبنتي
وحبيبتي….

 

ركزي معايا اوي يابنت عمي حياة مش بنت حرام …حياة بنتي وانا ابوها قبل ما أكون جوزها….وااه حياة اتربت من غير اب وام لكن موقفتش قدامي في يوم قبل جوزنا او حتى قبل ما أفكر اتجوزها من غير حجاب على شعرها مش عريانه كده زيك وبتعرض جسمها عليا …..”

 

بعد ان انتهى من الحديث ..باغتها بصفعة شديدة القوة هبطت على وجهها بقسوة
وبدون رحمة منه او اشفاق من اي نوع فهي
قطعة كل سبل التفاهم والاحترام بينهما…..

 

انقطع صوت ريهام المتألم وسط الصفعات القوية التي تتلقاها منه على صدغها كالسوط
تجلد بشرتها قبل قلبها….

 

سالت الدماء من حنايا وجهها الذي اربد
باحمرار مؤلم للناظر وكأنها خرجت للتو
من حادثة دهست على وجهها دون
غيره….

 

مسك سالم شعرها بعد ان افرغ شحنة الغضب على وجهها وكانه يصارع عشرة رجال بمفرده
لم تقدر على الحديث فقد كانت تلتقط انفاسها بصعوبة وسط شهقات بكاءها…..

 

سالها بغضب سائد وهو يلهس بصوت
عالٍ…..
“انطقي يارخيصه كنتي حطى إيه في
العصير خلاكي تتشجعي اوي كده وتقلعي قدامي وتوقفي بالبس اللي لبستيه مخصوص تحت العباية عشان عرضك الرخيصة ده…..”

 

كانت تتاوه وهي تحاول التقاط أنفاسها
مجيبة بانكار…“مكنتش حطه حاجه…. ”

 

صرخ سالم باهتياج…..
“انطقي يابنت خيرية…. عشان لعبتك كلها مهروش من ساعة ما دخلتي عندي ….انتي فكراني صدقت. البوقين بتوع اخوات وعلاقتنا تتحسن ….انا وفقت أشرب العصير عشان اتفرج على آخر مسرحيه هتقدميها هنا

 

مش من فترة برضه عملتي مسرحيه خبيثه من بتوعك ووقعتي حياة من على السلم وكنتِ ناويه تموتيها….”

 

كان يتحدث بثقة وثبات جعلها ترد عليه بذهول وغباء…..
“عرفت ازاي….. “

 

ثم توقفت عن التحدث بصدمة وهي لا تصدق سهولة اعترافها له……ويبدو انه كان يختبرها لان عيناه احتدت فجأه باللهيب مهدد بالنزول على جسدها الرخيص…بعد اعترفها الغبي له….

 

شد خصلات شعرها بقوة وصرخ بغضب…
” يعني انتي اللي عملتيها انتي اللي حاولتي تاذيها وكانت ممكن تموت فيها بسببك….انتي إيه شيطانه ليه عملتي كده…لـــيـــه…..”

 

لم تبالي باوجاعها المبرحة الذي سببها لها ..
ردت عليه بضغينة وجنون….
“لـيـه …. عشان خدتك مني عشان انت مش من حقها انت من حقي انا….. بتاعي انا اللي استحقك مش هي ….”

 

نظر لها بدهشة محتقرها…..
“انتي مريضه ……”

 

قالت بجنون..
“مريضه بحبك …..”

 

رد عليها بنفور ولكن بلهجة أكثر ازدراء…
“بالعكس انتي مريضه بحقدك وغلك ….واللي زيك عمر قلبه ما هيعرف طريق الحب … دا انتي حتى مقدرتيش تحبي نفسك وتحترميها ….”

 

قذفها على الاريكة باشمئزاز كقماشةٍ
متدنسة بالقذارة….

 

أشعل سالم سجارته بعصبية وهو
يسألها باصرار….
“كنتي حطى اي في العصير …سؤالي
مش هيتكرر كتير ……”

 

لم ترد ولم تحاول حتى التفكير في النطق فهي قررت ان لن يعرف ماذا وضعت… يكفي خطة فاشلة جعلتها تخسر( سالم شاهين) للابد…..
“ماتـنــطــقـي يابـــتـــــ……”

 

انتفض جسد ريهام على صوته خوفٍ من بطش كف يده الثقيل مره اخرى عليها فهي مزالت تعاني من جروح وكدمات وجهها..

 

ولكن سرعان ما التفتت لمصدر الصوت الذي اتى بعد ان فُتح باب المكتب واغلق…..
“العصير كان فيه حبوب ***…..”

 

بهت وجه سالم ونظر بصدمة نحو حياة
والى ردها عليه الذي جعله يجفل للحظةٍ عن وجودها في هذا الوقت وردها الذي يعني انها كانت تسمع الحديث منذ البداية خلف هذا الباب الخشبي …..

 

ردد جملة حياة بصدمة
“إيه الـ****؟!! …….”
_________________________________
تسرعت أنفاسه بشدة وهو يحدق في حياة بنظرات حارقة … ماذا فعلت…

 

من أين علمت بهذهِ التفاصيل التي غافلاً هو عنها…

 

وجودها في هذهِ اللحظة يجعله متيقن انها كانت خلف الباب منذ فترة او منذ بدأ المسرحية او ممكن من قبل بدأ اي شيء
كانت تعلم ؟!…..

 

الأفكار تتزاحم داخله وزوبعات من الاسئلة
تدور بلا هوادة…..

 

لكن كانت ملامحه جامدة ….جامدة الى ابعد حد كان ماهر في أخفى توهج أفكاره ومشاعره واخفاءها خلف قناع الجمود وثبات……..

 

انزل عينيه من على وجه زوجته ونظر نحو ريهام بغضب ولم يعقب على شيء…

 

فقد نسج الاحداث ببعضها وظهر امام عيناه اجابة كان يشك من وجودها ويكذب عقله الذي أولاه الاجابة بدون مجهود يُذكر في تفكير….ولكن حياة أكدت استنتج عقله

 

ظل يبعث لريهام نظرات حانقة غاضبة لا بل يمتزج معها الاشمئزاز ولاحتقار الذي يثير الغثيان الان منها…..

 

قال لها بسخرية….
“تعرفي اني عايز ارجع من كمية القرف اللي عرفتها عنك……. ”

 

نظرت له ريهام بريبه وخوف……ولم تعقب على حديثه او تقاطعه فقد أصبح جسدها هش امام همجية سالم عليها وعلى وجهها الذي لا تشعر به…..

 

نظرت لها حياة بشفقة…. ولكن الخوف تربع داخلها مما فعله سالم في وجه ريهام ….

 

لا تعرف انه بهذه الوحشية حين يفقد صوابه لم تدرك هذا قط !..

 

ابتلعت مابحلقها بخوف ونظرت نحو سالم الذي أكمل حديثه وهو ينفث سجارته ناظراً لريهام بسخط….

 

“انا بصراحه مش حابب اوسخ ايدي اكتر من كده… كفاية عليك اللي خدتيه مني مع ان مش كفاية خالص على عمايلك السواده معايا ومع مراتي وغيرتك وحقدك علينا اللي خلوكي شبه الحيه عايشه وسطينا ولا حسين بيها … ”

 

ثم تريث برهة وهو ينظر لها باحتقار وينفث سجارته بثبات بارد لا يناسب الجو الملتهب بنيران من حولهما…

 

هتف بحدة ومزال صوته هادئ بارد الى
أبعد حد…..
“قومي البسي عبايتك عشان تروحي على بيت ابوكي دلوقتي اللي زيك مينفعش الواحد يغمضلوا عين وانتي بتشركينا نفس
الهوا….. ”

 

هتفت حياة باعتراض وهي تنظر الى الساعة
المشيره لمنتصف الليل….
“بس ياسالم الوقت متأخر خليها الصــــــ…”

 

“اخــــــرســــــي مش عايز اسمع صـــوتـــــك”
هدر سالم بها بحدة صارمة مزقتها …

 

كانت مزالت تجلس ريهام تطلع على حياة بتشفي ولكن عقلها بين دومات افكاره كيف علمت حياة بخططها وافسدتها بهذهِ السرعة…
لم تتحدث امام احد ولم يكن في غرفة المعيشة غيرها هي وامها….

 

“ريم”هتفت داخلها بشك…. ولكن نفضت الفكرة سريعاً لانها كانت تراقب ريم طوال الوقت كانت تطهي فالمطبخ مع والدتها ولم تجلس للحظة فكان هذا اليوم مزدحم ببعض رجال العائلات الكبيرة

 

وكأنو بعض الضيوف في غرفة الضيافة مع والدها وكانت ريم ووالدتها يقومون بضيافتهم
فمن يترى الذي أفسد المخطط واخبر حياة……

 

كانت تعصر عقلها لعلها تجد إجابة على سؤالها ولكن أصبحت مشوشة فالاحداث مزالت تنسج امامها كشريط فيديو…..

 

والبطل الجلاد فيها هو حلم الطفولة الميؤس منها والذي بات الان من المستحيل الحصول عليه…

 

“أنتِ لــســه قـعــده عندك مــتــفزي غــوري من قدامي ….” صرخ بها سالم بعصبية ..

 

ارتجف جسدها وهي تنهض بخوف من بطش سالم لها مرة اخرى برغم من الألم المبرح الذي يعتريها الى انها حاولت التماسك قليلاً ارتدت عبائتها ببطء وتعب امامهم فهي اصبحت مجردة من الكرامة بينهم ولاهم امام نفسها…..

 

تزايد الحقد ولغل إتجاه (حياة) اكثر اشتعلت داخلها نيران للانتقام نحو كلاهما وبلاخص هذا السالم الذي جعل منها حطام انثى بعد إهانته وهمجيته الغير متحضرة معها….

 

قد مزق كرامتها الى شذرات حادة متفرقة وحدتها حتماً ستجعلهما يعانون بعد ان يقفوا عليها غير منتبهين بما فعلوه بايديهم….

 

وجدت سالم يغلق الهاتف وهو ينظر لها
قائلاً ببرود…..
“جابر هيجي يوصلك لحد البيت….
ومتفكريش ده اكرامن ليكي …. لا ده
عشان شكلي قدام النجع والناس …..”

 

خرجت من غرفة المكتب وهي تسحب قدميها بقوة لمهاجرة هذا المنزل ولكن ستعود يوماً عن قريب للانتقام من كلاهما وكلاً منهما له نصيب مختلف عن الآخر…

 

ذهب سالم واغلق الباب بالمفتاح…..

 

تطلعت عليه حياة بخوف من وجهه المربد
بالغضب وعينيه المظلمة بشكلا مخيفة
يوصل الرجفة لسائر جسدها…..

 

وصل امامها ومسك معصمها بقوة قائلا
بتوع. …..
“عرفتي منين ان العصير كان فيه الحبوب دي… وازي ظهرتي كده قدامي فجأه وكانك كنتي سامعه الكلام من أوله اتتي كنتي عارفه بمسرحيتها وسكته كنتي عارفه… ولا كنتم متفقين سوا…. ردي عليا ساكته ليه ”

 

صاح بغضبًا منفعلا فاقد السيطرة على
نفسه أمام صمتها اللعين وبُنيتيها التي
تحدق به بصدمة من ظنه المشين بها…..

 

ردت حياة بصدمة…
“انت بتقول إيه متفقه معاها ازاي…. وليه هعمل كده.. ”

 

مسك كتفها بين يداه وبدأ يهزها بعنف…
“امال عرفتي منين… وازي ظهرتي فجأه كده
وتكلمتي بكل هدوء وبساطه ده وكانك كنتي سامعه الحوار من أوله… ”

 

تعالت خفقات قلبها بوجع وخوف من نظراته
القوية عليها…..ردت عليه بهدوء عكس
خوفها منه….

 

“انا اتفاجئت بالموضوع زيك…. لم عرفت
من ريم… ”

 

“ريم ؟! …… “هتف بعدم فهم….

 

“اااه ريم كلمتني وحكتلي ان….. ”

 

قصت عليه مكالمة ريم لها ثم بعد ان إنتهت من حديثها نظرت اليه بتردد قد ظنت ان بعد هذا الحديث سيشعر بندم من ظنه بها وممكن ان يعانقها ويطلب ان تسامحه على انفعاله عليها وظنه المشين بها…..

 

ولكن صُدمت من ردة فعلة التالية….نظر له سالم مبتسمًا ببرود…
“بجد شابو يامدام حياة……. بجد شابوه
ليكِي تصدقي عجبني اوي تفكيرك…… ”

 

نظرت لها بعدم فهم من هذه السخرية
الاذعه منه….

 

“انت بتكلم كده ليه…… ماله يعني تفكيري…. ”

 

“عقيم…. “هتف بالكلمة وهو يجلس امامها بهدوء على مقعد كبير يناسب جسده وهالة رجولته…..

 

“عقيم…… تفكيري عقيم ازاي يعني…. “

 

حروفها كانت ضائعة وهي تسأله بدهشة

 

نظر لها بتمعن ثم قال ببرود….
“اكيد لو مش تفكيرك عقيم…. مش هتعملي الفيلم الهندي دا كله….. كان ممكن اوي ياهانم تحكيلي عن مكالمة ريم…… من غير ما نوصل انا وانتي لهنا ومن غير حتى ما شوف بنت عمي بشكل ده…

 

وحضرتك واقفه ورا الباب بتسمعي جوزك هيتصرف ازاي مع واحده بتعرض جسمها
عليه ببلاش…… ”

 

انفعلت من تلميح حديثه ولكن ردت عليه بصدق
“انا عملت كده عشان تعرفها على حقيقتها عشان خفت احكيلك مكلمة ريم تكدبني….. ”

 

طأطأ رأسه للأسفل وتبث عينيه على الأرض
الصلبة ورد عليها قائلاً ببرود……
“مش بقولك تفكيرك عقيم.. طب وبنسبه لوجودها معايا في المكتب وعرضها الجبار
ليا…تفتكري رفضت عرضها بقلة ذوق ولا بشياكه….. ”

 

ارتجفت شفتيها واحمرت عينيها من دموع تحرقها بدون هبوط وكانها تعذب مقلتيها
مثلما يعذب سالم قلبها بحديثه اللعين…..

 

همست باسمه ليتوقف
“سالم…….

 

نهض وقد حضر الانفعال في كل خلايا به
وهدر بحدة مزقتها……
“سالم إيه….. لا سبيني أكمل سبيني أقول
ان مراتي مش فارق معاها وجود واحده في مكتبي بتعرض جسمها عليا ببلاش….مع العلم ان مراتي على خبر بكل حاجه من قبلها…..لا ولا موضوع الثقه اللي مش قادره تستوعب اني بثق فيها وبصدقها لسه فاكره اني ممكن اكدبها عشان ريهام او غيرها

 

” طب ليه هكدبك لو فعلاً مش بثق فيكي زي مانتِخ شايفه كده…. اتجوزتك ليه هعترفلك باللي بحسه ناحيتك بسرعه ديه ليه ……لو فعلاً مش بثق فيكِ وهكدبك……ليه خليتك في حياتي وتمنيتك ام ولادي ……دا انتي في مكان مفيش واحده قدرت توصله…. “

 

ضحك بسخرية….
“وفي لاخر بتقوليلي خايفه تكدبني….و زعلانه من اني بقول على تفكيرك عقيم بالعكس دا انا اختارت أقل كلمة من كلام
كتير لو قولته ممكن يوجعك بجد ….”

 

حمل معطفه الأسود وارتداه وهو ينظر لها
ثم هتف بخشونة وأمر……
“اطلعي نامي …..وبلاش أرجع اشوفك فى وشي عشان معملش فيكي حاجه أندم عليها بعد كده.. ”

 

تريث برهة قبل ان يرمقها بحدة ليخرج بعدها سريعاً وتركها بعد ان ألقى عليها توعده المخيف…..

 

وقفت صامته كالجسد بلا روح….. و روحها غادرت مع من تركها بعصبية ورحل…
…………………………………………
” ادخلي يابت…..ينهار اسود مين اللي عمل في وشك كده ياريهام…..”هتفت خيرية بعبارتها وهي

 

تجلس بجانب ابنتها على حافة الفراش…..
“اوعي يكون سالم اللي عمل فيكي كده….”

 

اومات لها بسخرية ….بمعنى (ومن غيره)
خبطت خيرية على صدرها بغضب…
“وليه يعمل فيكي كده ابن زهيرة”

 

اخبرتها ريهام ماحدث….
صاحت خيرية بقهر….
“ااه يابن الـ****طب ويمين بالله ماانا ساكته لعمليه دي لازم ابـ…..”

 

بترت ريهام حديثها بحنق…
“وطي صوتك يامااا لو ابوي صحي وشافني كده هيبقى فيها سين وجيم ومش هخلص وساعتها مش هعرف اقوله إيه وقتها…..”

 

مسمست خيرية بشفتيها بامتعاض ومزالت تحتفظ بغضبها من سالم من ما فعله بوجه ابنتها….
“لازم ابوكي يعرف لازم يعرف عمايل ابن اخوه فيكي ..”

 

“ولم يروح يسأل سالم ليه عملت كده في بنتي ساعتها سالم هيقوله على كل حاجة….”

 

هتفت خيرية بيقين خبيث …
“سالم مش هيفضحك انتي بنت عمه….”

 

هتفت ببرود لها…..
“بس هيفضحني قدام أبويا ووليد عشان هما اهلي واهله وانا مش عايزه حد يعرف اللى حصل ده …”

 

خبطت خيرية على فخذيها بغضب قائلة…
“ااه ياناري ….هموت واعرف مين بس اللي قال لي بنت الملاجئ دي على الموضوع دا احنا لسه كلامنا فيه مبردش….كلمتك بنهار وكنتي بتنفذي بالليل مين بس اللي لحق
يقولها بسرعه دي …..”

 

اغمضت ريهام عيناها بتعب وهي تتحدث لإنهاء النقاش فجسدها اصبح ثقيل ولا تشعر بنفسها بعد هذه الليلة اللعينة…هتفت بحقد وتوعد
“مش عارفه ياماا…ومش عارفه أفكر دلوقتي بس مين مايكون مش هرحمه ….اما بقا سالم وبنت الحرام اللي متجوزها دي فدول هاخد طاري منهم قريب اوي بس الصبر جميل”

 

……………………………………………
بعد مرور عدة ساعات في ركوب الخيل في
الصحراء الخالية مع هذا الجو البارد ليلاً

 

دخل من بوابة القصر بجسد ثقيل متعب …

 

ولكن رغماً عنه يفكر في هذه العنيدة الغبية ….

 

غبية وستفقده يوماً بسبب هذا الغباء الذي تحيا به …..ولكن بعد تفكير علم أنه أيضاً تمادى معها ،

 

( حياة) فعلت هذا لأجله حتى ان كان بطريقةً خاطئة…

 

لكنها فعلت هذا لإبعاد( ريهام) عنه وحتى يكتشف حقيقة ابنة عمه الغير مرئيه عليه ، لكنها لا تعلم ان تلك الحقيقة كان يغفل عنها عمداً حتى لا يزعج والده وجدته بنفوره
الزائد الأبناء عمه…

 

حياة أخطأت ولكن على حسب تفكيرها تصرفت..ابتسم ببطء حين تذكر صدمتها
بعد ان قال عنها عقيمة التفكير….. يعلم
انها كانت تود عناق حنون وكلمات شغوفة مواساة حنونه منه بعد ان علمت بحقد ريهام لها وتدبير حادثة الدرج لها…

 

كان يود ان يعانقها ويبث الطمأنينة لها أنه دوماً بجوارها وقادر على حمايتها من جميع من يحاول تفريقهم عن بعض…

 

لكنه على اي حال فضل القسوة عليها حتى تمحي من عقلها الصلب فكرة (قلة الثقة)
التي دوماً تتظاهر أنه لا يمتلكها بينهما لكن
في الحقيقة هي التي لا تثق به ولا بنفسها
ولا حتى بحبهما لبعض…

 

كانت تجلس على الفراش تبكي بدون توقف ..
تلوم نفسها وعلى تفكيرها العقيم… سالم
محق كان من الممكن إصلاح كل شيء بدون ان تترك ريهام تقترب من سالم وتعرض نفسها عليه ولكن..

 

اللعنة سرعة تفكيرها توصلها لكلمة سالم الجارحة (تفكير عقيم) ليس فقط عقلها عقيم عن إيجاد حلاً افضل من هذا لا حتى قلبها كان عقيم في ايقافها من اجل الحب، والغيرة التي احرقتها وهي تقف خلف باب مكتبه..
“غبيه ياحياة…….. غبيه….. ”

 

“هو انتي فعلاً ساعات بتبقي غبيه… بس للأسف اجمل غبية.. “كان هذا صوت سالم وهو يجلس بجوارها على حافة الفراش….

 

لم تشعر بوجوده حين دلف الى الغرفة
هل الى هذا الحد كانت شاردة…
“سالم انا….. ”

 

وضع أطراف أصابعه على فمها بتر إكمال حديثها بحنان…
“بس ياحياة مش عايز اسمع حاجة ….. ”

 

مرر أصابعه تحت عيناها …. وقال بحنو…
“ليه كل العياط ده….عينك أحمرت ..انتب عايزه تحرميني اني اشوف لونهم ولا إيه…. ”

 

“انا آسفه…..”قالتها حياة وهي تنفجر في البكاء….
“طب تعالي ياملاذي ….. ”

 

سحبها الى أحضانه بحنان وهمس لها
بحب ….
“ممكن ننسى الموضوع الرخم ده…
وننسى اي حاجة حصلت النهارده ونفكر في الجايا ينفع تثقي فيه شويه وتحطي دايما في دماغك اني بحبك وبصدقك …..وبثق فيكي اكتر من نفسي ….. ”

 

ردت عليه وهي تريح وجهها على صدره كطفلة صغيرة تبرر لوالدها…
“ولله ياسالم انا بحبك اوي وبغير عليك
بس خوفت متصدقنيش عشان كده عملت كده بس انت عندك حق انا….. غبيه….. ”

 

انتزعها من أحضانه ببطء لمواجهة عيناها الحمراء موبخها بلطف….
“ممكن تبطلي تقولي على نفسك كده… انتي مش غبيه ياحياة انتي بس متسرعه… متسرعه في تفكيرك وفي رد فعلك عشان
كده ساعات بتبقي … ”

 

“غبيه قولها ماخلاص انا معترفه…. “قاطعته بتذمر طفولي مضحك لا يناسب احمرار وجهها من أثر الحزن والبكاء…..

 

ضحك وهو يمرر اصابعه مره اخره تحت عينيها بحنان ابوي …نعم وما الغرابة في كتابتها في النص فالحبيب الحنون والعاشق الصادق في عشقه هو لحبيبته الاب…والاخ ….والصديق …..والحبيب…
واخر شيء الزوج الحنون ……

 

قال سالم بحنان…
“أنتِ فعلاً غبيه بس غبيه بطعم الكرز…. ”

 

فغرت شفتيها ونسيت حزنها …متسائله بستفهام… “يعني إيه….. ”

 

حملها فجاة….وهو يقول بامر خشن مسكر على مسامعها….
“تعالي اغسلك وشك الاول….. وبعدين افهمك انتي ازاي غبية بطعم الكرز….. ”

 

ابتسمت وسط طيات حزنها….وهي تيقن
مع مرور الأيام بينهما ان الحياة بدون سالم

 

مثل الحياة دون هواء بنسبة لها !…
……………………………………………
بعد مرور شهر…..

 

كانت تقف بسنت وخوخة في شرفة غرفة خوخه
“ها نويتي على إيه….. “سالتها بسنت
اجابتها خوخة بخفوت….

 

“هكلمه بكره الصبح وهروح تاني يوم يكون حضر الفلوس اللي هطلبها منه….. ”

 

تطلعت بسنت على هذا الرجل من خلال وقفتهم في شرفة الغرفة الصغيرة….

 

التوت شفتيها بريبة وبدون ان تظهر اي
تعبير على وجهها قالت لبسنت بهمس….
“بقولك إيه ياخوخة الواد ده يختي على طول قاعد على القهوة اللي تحت بيتك وشكله كده مركز معاكي أوي هو يعرفك ولا حاجة …. اصل شكله مش مطمني…..”

 

نظرت خوخة بطرف عينيها مثلما فعلت بسنت حتى لا تثير شك الرجل أنهم يتحدثون عنه…

 

هتفت بتوتر بعد ان اختلست النظر له….
“شكله فعلاً جديد على الحته …”

 

ثم هتفت بعدم إهتمام بعد ان استنتجت من تفكيرها انها ليس لديها اعداء لمراقبتها وفعل شيئاً ما لها فاستبعدت الفكرة وهي تقول بسخرية….

 

“فكك يابسنت يمكن واحد من المقطيع اللي مش فالحين غير في لقعده على القهاوي ومراقبة الرايح والجاي تعالي جوا يابسنت نتكلم عشان عايز اشيلك امانه.. ”

 

جلست بسنت على الفراش وهي تطلع عليها..
“في إيه ياخوخة امانة ايه اللي بتكلمي عليها… ”

 

فتحت خوخة خزانة ملابسها واخرجت منها شريحة هارد خارجي…..
“خدي يابسنت الهارد ده عليه تسجيل وليد صوت وصوره وهو بيعترف انه هو اللي قتل حسن اخو سالم خليها معاكي… ”

 

مسكتها بسنت بعدم فهم متسائله ….
“اخليها معايا ليه انتي مش رايحه لسالم دا
كمان يومين وهتكلميه بكره…… ”

 

“ايوه….. بس…. “صمتت خوخة لبرهة
وقالت بخوف يراودها منذ أكثر من اسبوع
ولا تعرف سببه…

 

“انا خايفة شويه وحاسه ان ممكن يجرالي حاجة عشان كده بامانك امانه لو حصلي حاجه قبل ما وصل لبيت سالم شاهين….. ابعتي انتي ليه شريحة الهارد دي وخدي الفلوس اقسمي منها عليكي وعلى أمي واخواتي …..”

 

تسلل الخوف الى قلب بسنت وساد الصمت بينهم للحظات …. ولكن حاولت ان تتحدث بسنت معها بمزاح تلطف الجو المرعب من حديث صديقتها عن الموت….

 

“بطلي نكد ياخوخهة…. دا انتي هتعيشي اكتر مني ياهبله وانتي بنفسك اللي هتصرفي الفلوس ديه وتنغنغي اخواتك وامك بيها….دول نص مليون جنيه….. “

 

ابتسمت بسنت لها مشاكسه إياها..

 

ابتسمت خوخة بحزن…. وهي تضع الشريحة في راحتي يد صديقتها واغلقتها عليها وهو تقول بنبرة مبهمه….
“محدش ضامن عمره…خليها معاكِي
إحتياطي ….يتبع…

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ملاذي و قسوتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق