رواية طوفان الدرة الفصل الثلاثون 30 – بقلم سعاد سلامة

رواية طوفان الدرة – الفصل الثلاثون

بمنزل مرعي
تتمدد على فراشها الصغير، رغم إرعاق وتعب اليوم بالعمل لكن جفاها النوم، ها هو
عاد الخوف يدب في قلبها مرة أخري تشعر بصقيع على صدرها…جذبت الدثار علها تستمد بعضً من الدفئ،لكن الخوف هو سبب شعور البرد لديها…
يسألها عقلها المنهك:
ماذا ظننتِ
أحقًا اعتقدتِ أن ابتعاده، انخراطه في الجيش، كان نهاية الحكاية.

والجواب:
كنتِ موهومة فى غفله… رسمتِ وهم أنكِ اتنعّمتِ بالراحة،
صدقتِ أن مطاردته لكِ انتهت، وأن المجرم اختفى من حياتك … لكن الكابوس رجع تاني.

واعتراض عقلها:
ازاي فكرتي بكده ناسيه أنه سبق دخل سجن الأحداث
خرج كما دخل، من غير عقابٍ رادع يليق بقاتل، يوقفه عن افعاله الإجرامية

تنهدت بآسف وأسي وهي تُخبر نفسها:
واضح إن الشر لا بيموت، لا بيرحل،
بل يختبئ… يتخفّى كذئب ينتظر الظهور أمام فريسته،ينتظر اللحظة المناسبة ليعود
أشد قسوة، أكثر دهاء، أكثر غطرسة… يزرع الهلع فى قلب فريسته يموتها بيه قبل ما يلتهمها…

فى خضم ذلك الخوف الجاثم على صدرها، حاولت طرد تلك الأفكار من رأسها، لكن هلع قلبها وإنتفض جسدها حين صدح رنين
رن هاتفها،
تجمدت خلايا جسدها للحظات قبل أن تجذب الهاتف … نظرت على الشاشة…كان رقمً غير مُسجل لديها…فكرت بعدم الرد لكن خشيت من تكرار الرنين يوقظ أختها….، قامت بفتح الخط
سرعان ما شعرت، بنبضات قلبها تتقاذف داخل صدرها بدرجة غير مألوفة حين سمعت ذلك الصوت البغيض …يتردد عبر سماعة الهاتف يخترق وجدانها وهو يسخر منها بنبرة قوة:
فاكراني… أوعي تكوني نسيتي صوتي.

رغم أن الصوت منخفض..لكن كان عميق، ساخر… بل مستقوي برعبها أمامه

صمتت
ثوانٍ طويلة، تتنفس فيها رعبًا بدل الهواء.
ثم جاء الصوت مره أجري…جعل الدماء تتجمد في عروقها،
ذلك الصوت الذي كانت تتمنى أن لا تسمعه أبدًا مرة أخرى…
أرادت أن تغلق الهاتف، أن تصرخ، أن ترمي الهاتف من النافذة،
لكن ليس فقط يدها تحجرت على الهاتف كذالك قدميها تصنمن
وصوت نبضات قلبها أعلى من أي شيء…ربما يصل صوت تلك النبضات له عبر الهاتف تجعله يستلذ بتأثير ذلك الهلع لديها، ينتهز ذاك للوصول الى غايته، بينما هي
ابتلعت ريقها بصعوبة، وانسحبت للخلف على الفراش تشعر كأن الجدران تتقلص حولها،
وكأن الغرفة ضاقت فجأة أكثر من ضيقها… لحظة ارتجفت يداها،
سقط الهاتف منها، فوق الفراش لم تشعؤ به وهي تُحدّق في اللاشيء…
لكن عقلها كان يرسم كل خيالات ممكن حدوثها … وعقلها يعيد حديثه:
نايمة على السرير الخيش معايا هتنامي على سرير من حرير.

كيف علم ذلك هو
– يراقبها؟
-متى سيُهاجم؟

رجع الخوف، لكنه هذه المرة لم يأتِ وحده…
عاد ومعه ماضي أكثر من عام من الصمت، وكل الصرخات التي كتمتها يومًا… هي الشاهدة على قتله لإثنين… لو كان بيدها لكانت شهدت عليه، ربما كانت إستراحت منه، لكن الخوف، هو المُحرك بحياتها دومً، والدها ليس سندًا يحميها…
والسؤال بعقلها:
لو يعلم أن ذلك المجرم الذي تسبب فى عدم نيله العقاب المُستحق،حاول إنتهاك شرفه هل كان شهد بالباطل…
والجواب مفقود او بالأصح لا تود الأعتراف أن والدها طماع وقد يبيع أي شئ مقابل المال حتي شرفه

دموعها تسيل وحالة الشرود بدأت تزول…نظرت لهاتفها التقطته بيد مرتجفة،
كأنها تمسك بيدها جمرة مُشتعلة
تفحصت الرقم مرة، ثم مرة، ثم ضغطت على سجل المكالمات… سريعًا حذفت المكالمه…
كأنها بذلك ستمحي ذلك الهمس الذي ما زال يدوي في أذنيها،كأن صوته التصق بروحها.

نهضت بخطوات غير ثابتة،توجهت نحو النافذة…فتحتها بهدوء، رغم النسمة كانت ربيعية تميل للبرد لكن شعرت كأن يخنقها الهواء،جالت يمينًا ويسارًا، الشارع كان خاليًا… هادئًا أكثر مما ينبغي…. الهدوء المصطنع قبل صخب العاصفة القريب قدومها… فهل تصمت وتنحني لتلك العاصفة ربما تكسرها،أم تشتد أمامها وتمحو الخوف وتبحث عن من تستقوي به أمامها.
❈-❈-❈
بأحد المقاهي بالبلدة
كان مرعي يجلس بكبر وغطرسة يضع خرطوم الأرجيله بفمه ينفث الدخان بضجر… ينظر حوله بإشمئزاز كأن من حوله رعاع وهو لا ينتمي إليهم، لو كان أخذ “مختار غُنيم”أعطى له حقه فى ميراث قريبه لكان الآن ذو شأن آخر… يجلس بين الصفوة.. لا هؤلاء العاملين والفلاحين البسطاء، بنظره رعاع…

فجأة نفث دخان من فمه يضع يده على صدره يسعل بشدة…للحظات،حتى إبتلع ريقه وهو ينظر الى تلك اليد الممُدودة له بكوب المياة،أخذها وإرتشف القليل ثم وضع الكوب على الطاولة أمامه ثم رفع وجهه ينظر الى أعلى تفاجئ بذلك الواقف وعيناه الخبيثة تتبعته عيناه حتى جلس بالمقابل له قائلًا:
إيه شكلي إتغير للدرجة اللى متخليكش تعرف أنا مين.

إبتلع ريقه،وتحدث بحشرجة صوت:
لاء شكلك متغيرش بس مستغرب وجودك هنا فى قهوة بلدب زي دي يا وليد.

بغطرسة وغرور كاد يُجبره أن يقول”وليد بيه”لكن هنالك هدف برأسه لا داعي للتعالي عليه الآن…نظر حوله بإشمئزاز مُتأففً قائلًا بغطرسة:
وكنت عاوزني أقابلك فين…

توقف ثم نهض واقفً يقول له بأمر:
قوم نشوف مكان نضيف نقعد نتكلم فيه.

بالفعل نهض معه بعدما دفع لعامل المقهي ثمن ما شربه…
سارا معًا حتى وصلا الى سيارة وليد التي كانت بمكان قريب جلسا بها، بغرور تفوه وليد:
من كام شهر طلبت منك طلب وحصل ظروف وقتها بس أنا منستش الطلب.

توتر مرعي قائلًا:
إنت اللى بعدها دخلت الجيش و…

قاطعه وليد:
أيوه دخلت الجيش، وخلاص كلها شهر بالكتير وهستلم هنا هكمل بقية فترة التجنيد فى مكان قريب من هنا، وزي ما إتفقنا قبل كده، في أول أجازة نتمم كل شئ.

لمعت عين مرعي حين أخرج وليد رزمة من المال ومد يده بها له قائلًا:
خُد دول عربون قراية الفاتحة… خلاص كفاية تأخير يا مرعي، المرة دي كل حاجة لازم تتم على الساكت.

تردد مرعي لحظة، يشعر أز المبلغ أثقل من يده، ثم رفع عينه لـ وليد، يبحث عن طمأنينة بين نبرة صوته ونظرة عينيه، لكنه لم يجد سوى جمودٍ بارد.

تلاعب وليد بحدة ناعمة مغلفة بنبرة تهدبد:
إنت أكتر واحد عارف إن لو خلفت وعدك معايا، أو حد عرف بإتفاقنا وقتها ممكن أعمل إيه.

لوهلة تذكر مرعي وهو يراه يُطلق الرصاص على مختار وحسام كأنه يطلق الرصاص على جماد أو حمامة طائرة لا إنسان… هو صاحب قلب جاحد…أومأ قائلًا بإمتثال:
لاء متقلقش الموضوع هيفضل سر،بينا لحد ما يتم الجواز.

زفر وليد بظفر قائلًا:
تمام…كمان متقولش لا لمراتك ولا لـ زينة خليها مفاجاة وقتها.

أومأ عزمي بإمتثال…فتح باب السيارة وترجل منها وقف يراقب الطريق بعدما غادر وليد وضع رزم المال بجيب داخلي لجلبابه وسار يضع يده فوق ذلك الجيب، يترقب حوله حتى وصل لمنزله عاد ينظر حول المنزل ثم دلف يغلق خلفه الباب بالقفل كأنه يعتقد أن هنالك من رأي وليد وهو يعطيه المال وربما تعقبه، لكن كان ذلك خيالًا أو ربما بقايا ضمير.
❈-❈-❈
بالقاهرة
نظرة غضب لولا إحساسه بالخطأ وأنها امرأة ما كان تردد وصفعها، لكن حاول تمالك غضبه ومازال يمسك يدها يسحبها خلفه حتى وصل أمام الڤيلا الداخلى توقفا بالحديقة بعدما سلتت روزان يدها من قبضته، تنظر له عينيها بهن نظرة شماته، بينما تفوه طوفان بغضب:
روزان كان بينا إتفاق من قبل ما نمضي الورقتين إن اللى يحس إن العلاقة بينا إنتهت التاني يتقبل الموضوع ودي وبإحترام وتحضُر

تهكمت بضحكة سخرية موجعة لقلبها قاىلة بحنق وتكرار:
“إحترام.. وتحضُر”
ده مش موجود فى الواقع، بالذات فى حكاية زي حكايتنا، إنت طلبت تتجوزني أنا روزان اللى كان رجال أعمال وأصحاب نفوذ بس يتمنوا مني إشارة وافقت اتجوزك عرفي، عارف ليه يا طوفان عشان حبيتك من أول مرة شوفتك فيها، مكنتش بارع فى إدارة الاعمال بس لفتت نظري وإتمنيتك، لكن إنت…

توقفت ضحكتها الساخرة ترا بعينيه نظرة برود…تسأل بلوعة:
ليه قلبك ما اتحركش، محسيتش مرة بلهفتك عليا، حتى وإنت معايا عالسرير، كنت زي المغصوب… ليه يا طوفان قلبك محسش بيا، ليه هي بالذات قلبك بيتلهف عليه، شوفتكم مع بعض فى أول جوازكم عاالبحر، عرفت إنها ضربت عليك الرصاص، قولى واحدة إتمنت ليك الموت، ليه قلبك عاوزها أوي كده، حققت معاها اللى كنت بتمني أحققه معاك طفل يجمعنا، حتى ده كنت بتبقي حريص إن ميحصلش حمل.

ألقت عليه وحده اللوم كأنها يومً وعدها بشيء، كانت علاقتهما الخاطئة واضحة، لكن لم يحسب حساب أن تتمكن منها كل تلك المشاعر تنفس بقوة ثم نظر لها قاىلًابنبرة جامدة، دون أي تردد علها تفيق من تعلُقها بمشاعر واهية: روزان إنتِ وافقتي من الأول قولتلك إني معنديش أي مشاعر لا غصبتك ولا وعدتك بحاجة مش هقدر أوفي بيها… من أول يوم كنت واضح.

هزّت راسها بمرارة وقالت:
فعلًا كنت واضح.. كنت بارد، كنت قاسي، بس قلبي إتشد لك … حسّيت إنك الراجل اللي يستاهل أراهن على إنى انول قلبه… طلعت من الرهان خسران..قلبك كان مشغول .

تعمد النظر لها، بنظرة نفور حاول يخفيها لكنه فشل قائلّا بمحاولة هدوء :
إنتِ بتخسري نفسك يا روزان .. بتحاولي تكسبي قلب عمره ما كان ليكِ،إنتِ اللى رسمتى الوهم براسك،وكفاية يا روزان صدقيني حتى لو دُرة عرفت بجوازنا مش هنفصل عنها ولا هي هتنفصل عني،بينا مشاعر وطفل .

صُدمت من ثقته بمشاعره ومشاعر زوچته رغم انها كانت تتوقع ذلك … لكن كانت تحاول
جزت على أسنانها قائلة بانهزام فقط لتكسب وقت فهي لن تستسلم وترفع الراية :
تمام يا طوفان هنشوف رد فعلك بعد ما نتيجة الصورة اللى وصلت لمراتك أكيد… دلوقتي إنت عارف إن وقتي مش ملكي.

غادرت وهو تشعر بانهزام ساحق، لكن بداخلها شُعلة أخيرة.

بينما طوفان سريعًا، أخرج هاتفه وقام بالاتصال على هاتف دُرة…
يخفق قلبه بقلق بالتأكيد الصورة وصلتها عقلية درة مُتسرعة لن تُفكر كعادتها.

للغرابه هاتف دُرة يُعطي خارج النطاق… شعر بخفقان زائد، هو لم يتحدث مع دُرة منذ صباح اليوم… كان برأسه الاتصال بها بعد العودة الى الڤيلا لكن لم يتوقع حضور روزان ولا ما فعلت، وتلك الصورة التى لا يعلم فحواها ولا رد فعل درة… عاود الاتصال بترقُب لكن الهاتف يُعطي خارج نطاق الخدمة…
وضع الهاتف جواره وجلس قليلًا، ثم عاود الاتصال، نفس الرسالة، شعر بالقلق، قام بالإتصال على والدته
ردت عليه، بعد حديث قليل سمع بكاء صغيره شعر باستغراب سائلًا:
نوح معاكِ، لسه صاحي.

أجابته ببسمة حنون:
أيوة درة سابته وقالت هتروح مشوار، زمانها على وصول… أهي وصلت.

شعر طوفان بريبه وترقب، بينما درة اقتربت مُبتسمه من وجدان قائلة:
نوح صاحي توقعت أرجع القاه نايم.

تبسمت وجدان، بينما عادت ترد على طوفان الذي قال بترقب:
اديني درة أكلمها.

بالفعل مدت وجدان يدها بالهاتف لـ درة قائلة:
خدي كلمي طوفان.

أخذت درة الهاتف من وجدان، بمجرد أن سمع صوتها تسأل سريعّا:
درة بتصل على موبايلك بيدي خارج نطاق الخدمة ليه.

ضحكت قائلة:
موبايلي وقع وإتكسر وبقي أشلاء وتقريبًا كده مش هيشتغل تاني… وهعوز واحد جديد.

استغرب طوفان سائلًا:
ليه إيه اللى حصل.

أجابته:
أنا كنت أنا وماما عند الدكتورة وإحنا طالعين وقفنا نستني طلوع الاسانسير الموبايل رن، طلعته من الشنطة لسه هفتحه وقع من إيدي تحت الأسانسير دشدشه.

كأن القدر شاند طوفان الذي تنهد بإرتياح بلتقط أنفاسه ثم تسأل:
وكنتِ عند دكتورة ليه.

أخفضت صوتها وهي تنظر نحو وجدان التي إنشغلت مع الصغير،قائلة:
كنت عند الدكتورة عشان تحدد لى وسيلة منع حمل.

ضحك طوفان قائلّا:
أه تصدقي نسيت…

توقف طوفان ثم تعمد الوقاحة قائلّا:
كويس إنك روحتي للدكتورة،عشان لما أرجع متتحججيش تاني وتبعدي عن حضني هايفة من تأثيري عليك طبعًا ممكن تضعفي و….

حاولت إخفاء ضحكتها وهمست قائلة:
طوفان بطل أسلوبك مامتك واقفه بلاش تحرجني قدامها ويلا بالسلامه، وبلاش تنسي تجيب لى فون جديد إعتبره هدية ولادة نوح الكل جابلي هدايا معداك.

ضحك طوفان عن قصد بوقاحة قائلّا:
ونوح مين السبب إنه جه عالدنيا مش أنا يعني أنا كمان محتاج هديه لما أرجع.

-طوفان…
كفايه يلا بقي روح نام عشان تصحي فايق وتخلص شغلك وترجع لهنا بسرعة.

ضحك طوفان قائلّا:
تمام متنسيش تبوسي نوح وإنت كمان.

تنهدت قائلة:
طوفان خلاص إقفل بقي إنت مش مُرهق من الشغل خدلك شاور ونام.

ضحك طوفان قائلّا:
هاخد شاور بارد أهو يرطب جسمي.

ضحكت درة غصبّ… أغلقت الهاتف وأعطته لـ وجدان ثم أخذت الصغير منها قائلة:
هروح أنام أنا ونوح تصبحي على خير.

قبلت وجدان الصغير قائلة:
وإنتِ من أهله.

ذهبت درة بالصغير، تنهدت وجدان بسعادة…

بينما أغلق طوفان الهاتف وضعه جواره وهو يتنهد بإرتياح، فالقدر اليوم كان فى صالحه، لكن لن يظل ذلك دائمً عليه أخذ خطوة وإخبار دُرة بزواجه من روزان، ربما وقتها خفت حِدة رد فعلها… الغير متوقعة، أو ربما تتسرع دُرة برد فعل…برد فعل غير متوقع ، لكنه على الأقل سيكون قد واجهها بالحقيقة بدلًا من أن تكتشفها من غيره.

أسند طوفان رأسه للخلف، عيناه تحدقان في السقف يشعر بتزاحُم في عقله يلوم نفسه يخبرها أنه
بالتأكيد أخطأ حين تزوج روزان… لكن الظروف وقتها كانت قاسيه وذلك الزواج كان هروبً… كذالك
صوت داخله تمرد عليه:
كان لازم تفكر قبل ما تخطي الخطوة دي… مكنش لازم تسرع فى رد الفعل…

تنهد بأسف يشعر ان القدر دائمًا يضعه في مواجهات حاسمة دون أن يستعد لها.

❈-❈-❈
شقة ابتهاج
كان عزمي مُمَدّدًا على الفراش، شاردًا، يسبح في دوامة من الأفكار المتشابكة، يشعر بتزاحم المشاكل برأسه حتى كاد يختنق من كل شئ حوله يود الهروب من تلك الدائرة … لم يكن حاضر الذهن، بل كأن روحه تائهة بين خيبات مر بها…

فاق حين شعر بيد إبتهاج تُلامس صدره، بنعومة وجرأة…
رفع عينيه ببطء، نظر لـ ابتهاج التي تُمَسّد على صدره بإغراء سافر، نظرتها تحمل الكثير من الزيف… ابتسامتها التى تتسع بثقة من تظن أن لها أثر عليه..
شدّ أنفاسه، لم يُبدِ رد فعل مباشر، لكن عينيه قالت الكثير…
صراع بين التعب والرغبة، بين الحاجة للاحتواء والاشمئزاز من أسلوبها…

توقفت يد ابتهاج للحظة، كأنها تراقب رد فعله، وعينيها تُحدّقان فيه بجرأة،
همست بنعوم مُتعمّدة :
شكل دماغك مشغولة محتاج لحد يخرجك من اللي شاغل بالك…قولي إيه اللى شاغلك أوي كده…يمكن تلاقي عندي الحل اللى يريح راسك.

ظل عزمي ساكنًا، لم يتحرك، لكن عينيه لم تغفلا عن تلك النظرة التي رآها كثيرًا فى عين تلك الأفاقه

تنهد بهدوء يشوبه البرود والتهكم:
حلالة المشاكل إنتِ.

ابتلعت طريقته الجافة تبسمت بنعومة مُصطنعة تستفزه وهي تقترب أكثر، حتى أصبحت أنفاسها تلامس وجه، تتعمد إغراؤه وكادت تضع قُبلة فوق شفتيه، قائلة بإغراء:
جرب وشوف

تهكم عزمي
وفجأة، اعتدل في جلسته وهو يزيح يدها عن صدره بهدوء لا يخلو من الحسم، نظر لها نظرة ثابتة قائلّا بإمتهان لها:
جربت وشوفت… أنا زهقان، قومي حضرلي الشيشة يمكن انسي… كل اللى عاوزه هو النسيان.

عبست ملامحها قليلًا، ولمعت في عينيها نار خفية، لكنها أخفتها خلف ابتسامة مصطنعة: واضح زي ما قولت إن مزاجك مش رايق النهارده.

نهض من على الفراش، ، وتركها جالسة علي الفراش ثم قال وهو يسير نحو الباب:
مزاجي مش رايق … قومي هاتيلي الشيشة يمكن النفخ يطلع الكبت اللى جوايا.

فتح الباب وخرج، تاركًا خلفه سكونًا ثقيلًا، وامرأة لا تعرف الهزيمة…نهضت بعده دقائق وذهبت الى تلك الغرفة تحمل الأرجيلة تنظر له مازال عابسً، جلست أرضًا لجواره تدلل عليه بخبرة، لكن هو كل ما يريده تلك الأرجيلة فقط، يُنفث الدخان… حاولت سحبه للحديث، لكن هو كان أخبث منها ،لكن بلا وعي منه تحديث أمامها عن طوفان قائلّا:
طوفان…
طوفان قدر يوصل لكل اللى إتمناه، إتجوز اللى كان بيحبها، خلف منها، حياته هادية، بقي كبير العيلة وكلمته سيف على رقابهم… وأنا من زمان أوي اتنازلت عشان خاطر أبقي الكبير وفي الآخر…

توقف يضحك على خيبته… ثم تحدث بندم:.
ياريتني عملت زي طوفان وجرفتهم كلهم معايا تحت أمري، لكن نوح كان أقوي…

توقف يضحك بشدة قائلّا بحنق من تدابير القدر:
نوح لو يعرف إن أكتر واحدة كان معارض إن طوفان يتجوزها هي اللى جابت له الولد ورجعت إسمه يتنطق من تاني…تعرفي طوفان ليه سمى إبنه “نوح”.

صمتت تسمع هزيانه:
عشان يبقي الإبن البار… رغم قسوة نوح عليه، أنا شوفت نوح وهو كان هيصفع درة بالقلم وطردها هي وخالها من الڤيلا … مع ذلك سامحت…

توقف وعاد يضحك:
لاء مسامحتش هي عاوزه تبان إنها…

توقف يسعل ثم أكمل بتوهان:
تبان إيه…
عاد يمِن بغِل على:
طوفان محظوظ اتجوز من اللى حبها وأنا مصيري أتجوز من سامية، عمرها ما حسستني إني ليا مكانه دايمًا تتفاخر بعيلتها وأخوها سيادة النايب، دايمًا بومه عمرها ما أستقبلتني ببسمه زي اللى شوفت درة بتبتسمها لـ طوفان
تعرفي مش درة ضربت طوفان بالرصاص… بس حسيت وقتها إنها مش عاوزاه يموت وهو كمان كان مرحب بكده إنها تضربه بالرصاص يمكن تحس براحة قلب وترجع من تاني له وتنسي اللى حصل… أنا شوفت الفيديو…
الفيديو كان معايا.

توقف عزمي… بينما تحكم فضول ابتهاج سائلة:
فيديو إيه.

نظر لها بتوهان يُبعثر خصلات شعره كأنه نسي نظر لها سائلًا:
فيديو إيه.. أنا مصدع عاوز أنام…

لم يستطع النهوض تمدد مكانه أرضًا تركته ابتهاج وهي تشعر بزيادة الغِل والحقد على طوفان، تنفست هواء كأنه مسموم برياح قاصفه، لكن بداخلها قرار لابد من أخذ تارها من طوفان والهدف أصبح إثنين
زوجته وإبنه.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
بالمصنع

-زي ما قولتلك إيه اللى مش فاهمه.

انتقض جلال ونهض واقفً بتفاجؤ وعاد يسأل يود تأكيد النفي عله سمع خطأ:
قول تاني قولت إيه.

أخفى طوفان بسمته وعاد يؤكد قوله:
بقولك فى مهندس بيشتغل هنا فى المصنع، شاف خلود وعجبته وهو عارف انها قريبتي فطلب مني اتوسط وأكلم أهلها، هو من عيلة كويسة و….

قاطعه بغضب جم قائلًا بتعسُف ورفض ثم لوم لـ طوفان :
وإيه…ده مستحيل، بقي أنا جايبها تشتغل عندك هنا عشان في الآخر تجيب لها عريس، ماشي يا طوفان حسابك معايا بعدين.

مازال طوفان يحاول كبت بسمته فها هو من كان يدعي دائمًا إن خلود بالنسباله مثل شقيقته… الآن ظهرت حقيقة مشاعره
غضب وغِيرة من مجرد إقتراح عريس ، فضحته انفعالاته أكتر من أي اعتراف.

رفع طوفان حاجبه بخبث قائلًا:
أنا قولت عريس مش عدو جاي يحتل داركم
إيه يا جلال الراجل غرضه شريف شافها وعجبتها و….

تجمدت ملامح جلال، الغضب غلف صوته كذالك ملامحه:
طوفان قفل عالسيرة دي و…

قاطعه طوفان بنبرة ناعمة كذالك لاذعة ومفاجئه تكشف حقيقة قلبه وقسوة ما مر به سابقًا:
إنت بتحب خلود
حب حقيقي مش حب قرايب، بلاش تضيع وقت وخد خطوة الارتباط
بلاش تبقي زيي مستسلم للوقت ممكن تضيع منك فى غفلة وقتها هتعيش الندم فى كل لحظة، أنا لولا القدر كان زماني عايش بائس، رغم كنت أتمني جوازي أنا ودرة يكون بشكل تاني، بدون منغصات وأوجاع الماضي فوق قبل فوات الآوان بلاش تسيب الوقت يسرقك

تنهد وهو يتكئ بظهره على المقعد
تذكر قبل أكثر من عام مواجهة درة له بذلك الفيديو الذي كان
بداية الفُراق الذي ما زال صداه يصفع قلبه حتى الآن…
نظرتها له وقتها ، نظرة امرأة طُعنت فى كبريائها… ليته تحدث وقتها، لكن
صمته كان اعترافًا، وبداية إنهيار عاشه لوقت وحيد يتحمل بقسوة.

تكملة الفصل

بمنزل والد سجى
للتو دلف الى المنزل يشعر بإرهاق جلس على أحد مقاعد الردهه يلتقط أنفاسه، بنفس الوقت خرجت سجى من غرفتها تبسمت بمودة وهي تقترب منه بقلق قائلة:
مساء الخير يا بابا مال حضرتك بتنهج كده ليه.

رسم إبتسامة حنونه وهو يُربت على يدها قائلًا:
أنا بخير يا خبيبتي، إطمني ولا حاجه هما شوية إرهاق من الشغل فى الجمعية من صباحية ربنا وأنا بلف عالأراضي بتاع الفلاحين عشان إرشادات الزراعة،والجو بدأ يحرر.. ويظهر كِبرت وفرهدت… هاتيلي شوية مايه أشرب.

شعرت سجى بالشفقه عليه وقبل أن تنهض خرجن أختيها وذهبت إحداهن الى المطبخ وعادت سريعًا بكوب مياة ومدت يدها له:
خد يا بابا أشرب.

أخذ الكوب من يدها وإرتشف القليل، ثم نظر لهن وابتسم بحنان قائلًا:
مالكم وشوشكم صفره كده ليه، انا كويس، قولتلكم إني فرهدت من الحر واللف عالأراضي…

ثم أكمل بمزح:
أبوكم كِبر خلاص وبقي عجوز.

إلتففن حوله بمرح قالت إحداهن:
إنت لسه شباب يا بابا…

ثم همست بخفوت:
أوعي تقول كده تاني أنا بفكر أشوفلك عروسه صغيرة كده تتجوز يمكن تجيبلك الولد.

ضحك وهو يضغط على ذقنها قائلًا:
لا توبت خلاص وبعدين انا عندي تلات قمرات بكره يجبولى تلات رجالة يستاهلوهم.

ضحكت اخري قائله:
متقلقش يا بابا أنا عن نفسي خلاص زهقت من الثانوية العامة وقررت إني أختصر وأشوفلي عريس عالاقل هوفر تمن الدروس أهو تجوزني بها.

وافقتها توأمها بنفس المزح… فنظر لهن ضاحكً:
لسه فى اول سنه فى الثانوي وزهقتوا، لا كده انا معنديش غير سجى دكتورة المستقبل اللى دايمًا مشرفاني.

نظرت له ببسمه تضع رأسها على كتفه… رفع يده يربت على وجهها بحنان، بينما الاخرتين تبسمن وتحدثت إحداهن بتحفيذ واهي:
يا بابا دى مامت صاحبتنا بتقول إن مصاريف الدروس الخصوصية والمدرسة تجيب لها جهازها،وإحنا عاوزين نوفر عليك ونوفر على نفسنا التعب.

ضحك لهن قائلًا:
لاء ان كان عليا انا مش عاوز أوفر المصاريف، لو هضيع كل اللى حيلتي عليكم اللى يهمني مستقبلكم يكون أحسن الناس..

توقف ثم استطرد حديثه بمرح:
لكن لو إنتم بقي بتتلككوا وعاوزين كده انا معنديش مانع اول عريسين يقابلوني هقول لهم شيلوا.

ضحكن وهن يمرحن ويضعن ايديهم حوله بدلال وإنتماء وقالوا:
لا إحنا بنحبك يا بابا أكتر خلاص أمرنا لله،طالما إنت مسامح بقي.

ضحك وهو يربت على إيديهن وهن يمرحن ويتدللن عليه…حتى سمعن صوت فتح باب المنزل،نظرن نحو الباب،تعجب زيدان حين دخلت كوثر،بينما كوثر نظرت لهم بتهكم من ذلك الموقف السخيف بنظرها وهن حول والدهن يبتسمون ويتدللون…بينما الفتيات لوهله خفتت بسمتهن من نظرة والدتهن…
نهض زيدان ينظر الى كوثر سائلًا:
جايه منين دلوق.

نظرت نحوه هو والفتيات الاتي إختفت بسمتهن،لم تُبالي بذلك وتجاهلت الرد على سؤاله عمدًا وتفوهت بتعالي:
كنت برة البيت،والجو حر هدخل أغير هدومي،بناتك يحضرولك الغدا.

شعر زيدان بغضب وإقترب منها أمسك معصمها بقوة سائلًا:
كنتِ فين يا كوثر،إزاي خرجتي من الدار بدون عِلم مني.

نظرت له بتعالي وبرود كأنه يتحدث لغيرها،
بينما تعصب زيدان يشعر بغضب جم تنرفز سائلًا:
كنتِ فين وإيه اللى خرجك من الدار بدون ما تقوليلي قبلها.

نظرة عينيها إزدادت إستهزاء،لكن شعرت بألم من ضغط يده على معصمها،تأوهت بخفوت وحاولت سلت يدها لكن زيدان أصبح يشعر بأنها تتعمد التقليل من شأنه مع الوقت أصبحت لا تُطاق أفعالها السخيفة…
ضغط بقوة متفوهًا بتهديد:
ردي عليا كنت فين وإيه المهم اللى خرجك من الدار.

حاولت نفض يده بغضب قائلة بسخط:
هكون فين يعني،عند الجواهرجي بشتري صيغة… ولا فى البنك بحط ودايع… كنت مطرح ما كنت…

ضغط زيدان على يده بقوة وفكر بصفعها لكن منعه صوت بكاء بناته، بينما هي هنالك شعور يغزوا جسدها، لكن تقاوم بجحود وهى تسلت يدها من يده بغضب تنظر له بغرور، أصابه فى عقله لم يحسب حساب لكلمة تأخرت سنوات حاول التمسُك بالهدوء قائلًا:
من يوم ما أتجوزتك وأنا ماسك نفسي،وبفوت عشان خاطر البنات بلاش أتهور،رغم إنك مع السنين بيزيد غطرستك حتى على بناتك…

تهكمت بحركة سخرية برأسها من قسوة ما تشعر به كأنها لا تُبالي…

زاد ذلك غيظ وغضب زيدان ونطق تلك الجملة الذي ظل محتفظ بها سنوات
“إنتِ طالق يا كوثر”

صدمة فجعت قلوب بريئة والصدمة الأكبر كانت لـ كوثر الذي جحظت عينيها ولم تفقد النُطق فقط بل فقدت الوعي تمامً.

رغم قسوتها لكن قلوب فتياتها كانت ارق توجهن نحوها يحاولون إفاقتها لكن لا جدوى من ذلك، ربما هي ارادت عدم العودة وكتابة نهاية عذاب عاشت به وحدها لسنوات تقاوم لكن بلا إنجاز.
❈-❈-❈
بـ مرسي مطروح
على الطريق الصحراوي
صدح هاتف حاتم،جذبه من جواره نظر للشاشة سُرعان ما زفر نفسه وتجاهل ذلك الإتصال،وأكمل سير بالسيارة عالطريق الخالي بهذا الوقت،لكن أثناء ذلك تفاجئ بسيارة نقل ضخمة تأتي بالمقابل له فجأة قطعت عليه الطريق حين توقفت بالعرض على الطريق، غصبً توقف… ينظر خلفه كان الطريق خالي…لم يأخذ حذر،اعتقد أنه ربما السيارة بها عُطل…رجح ذلك حين رأي نزل منها شاب يضع وشاحً رماديًا فوق رأسه ويخفي جزء كبير من وجهه،كان يبدوا مُسالم بلا سلاح،لكن مهنته كشُرطي دائمًا عليه الحذر،بالفعل فتح صندوق السيارة وجذب سلاحه وقام بفتح صمام الأمان،إقترب منه الأخر يُشير له حتى توقف جوار زجاج شباك السيارة قام بالطرق عليه…
أنزل الزجاج بحذر والسلاح بيده الأخرى مصوب ناحية زجاج الشباك، إدعي الآخر التقاط نفسه قائلًا برجاء مُزيف:
معليش يا باشا العربية عطلت مني فجأة عالطريق، وكنت محتاج منك بس شوية ماية، الطريق صحراوي والمايه اللى معايا خلصت وأقرب كافيتريا على بُعد عشرة كيلو على الأقل.

لوهلة لم ينطبق ذلك على حاتم لكن بحذر جذب زجاجة مياة ومن تلك المسافة الصغيرة بالزجاج اعطاها له،أخذها من يده وقام بوضعها على فمه يحتشي منه الكثير،تبقي القليل،وجه فوهة الزجاجه نحو تلك المسافه بالزجاج وقام بسكب الباقي منها،لوهله إرتبك حاتم،كانت فرصة الآخر حين تمكن من الزجاج وقام بإدخال بخاخ وقام ببخ رذاذ عليه جعل عيناه تدمع،بذلك الوقت تراخت يد حاتم على السلاح واستغل الآخر ذلك وسلل يديه فتح باب السيارة وبسرعة قام بسحب السلاح من يد حاتم الذي قاوم لكن الآخر ضربه بقوة فوق رأسه جعله يغيب عن الوعي…أخذ السلاح وفر هاربً.

❈-❈-❈
بمنزل والدة درة
إبتسمت كريمان وهي تأخذ الصغير منها مُرخبة به قائلة:
نوح أول مرة يدخل البيت، نورت بيت جدو يا نوح.

إبتسمت درة بدمعة عين ولوهلة تخيلت لو كان والدها مازال حي كان سيكون له إستقبال خاص آخر، تنهدت بغصه، لكنه القدر..

جلست كريمان تحمل الصغير مُبتسمة قائلة:
هو نوح خاسس ولا أنا متهيألي.

تتنهدت درة بأسف قائلة:
فعلًا خاسس ومش عارفة السبب غير إنه أوقات كتير مش بيرضي يرضع من صدري غير بعد عذاب، أنا بقول يمكن بسبب دلع طنط وجدان طول الوقت شيلاه يمكن إتعلق بها أكتر.

إستغربت كريمان ذلك قائلة:
غريية، بس المفروض تروحي لدكتور يمكن فى سبب تاني.

شعرت درة بالقلق وسألت كريمان:
هيكون إيه السبب هتقلقيني ليه يا ماما.

نظرت كريمان للصغير قائلة:
مش حكاية قلق، بس يمكن محتاج تغذية أكتر والدكتور ممكن يقولك دخلي اللبن الصناعي مرة أو إتنين فى اليوم.

نظرت له درة قائلة:
ممكن بس مش بدري، يعني انا بس واخدة فترة صغيرة وهرجع تاني أشتغل وقتها يبقي ندخل اللبن الصناعي.

زمت كريمان شفتيها باستهزاء وقلة حيلة لكن لن تترك درة …تتخبط وحدها، فقالت بلين:
خدي بالك يا درة، الأمومة مش بس حضن ورضعة، دي مسؤولية كبيرة، والمهم في الآخر صحة ابنك، مش إنتي ولا طنط وجدان ولا حتى شغلك.

تننهدت درة قائلة:
أنا مش مقصرة يا ماما، بس أوقات بحس إني متلخبطة… مش عارفة أعمل إيه ولا هو عايز إيه.

ضحكت كريمان ومسدت على وجنتي الصغير بلطف قائلة:
وهو ده الطبيعي بتحسي بالحيرة أول فترة وبعد كده بتفهمي هو عايز إيه.. بس المهم بلاش تكابري وأطلبي المساعدة.

نظرت لها درة قائلة:
مساعدة أكتر من طنط وجدان، دي مش بتسيبه غير وقت ما يرضع ويادوب ساعات الليل، والله بحس انها ممكن تخبط علينا واحنا نايمين وتقول هاتي الولد ينام معايا.

تبسمت كريمان قائلة:
ده شعور طبيعي، الست وجدان بصراحه انا فى بداية جوازك من طوفان كنت خايفة منها بسبب اللى كنت بسمعه عنها مسبقش ليا التعامل معاها مباشر،كنت أسمع عنها إنها قوية وشديدة،بس اكتشفت انها عكس كده.

تنهدت درة قائلة بتأكيد:
هي فعلًا كده وفى أول جوازي كانت بتعاملني بحذر وقوة.

تهكمت كريمان قائلة:
والله انا لو مكانها كان مستحيل أقبل تتجوزي إبني.

نظرت لها درة بغضب، فضحكت قائلة بتبرير:
يعني واحدة ضربت على ابني الرصاص وعاوزاني آامن لها ليه يعني،أكيد اللى أقنعها وأثر عليها هو طوفان، وهي غصب عنها وافقت، مراية الحب عامية.

نظرت لها درة بتجهم قائلة بتعقيب:
قصدك ايه يا ماما، انا مكنتش موافقة على الجوازة أصلًا وإنت عارفة بكده، طوفان وخالي شاهر…

قاطعتها كريمان بإيحاء مرح:
أه مكنتيش موافقة ومن أول ليلة نمتي مع طوفان والدليل قدامي أهو يادوب عالتسع شعور باليوم… ولدتي نوح،وكمان معترضتيش على إسم الولد…رغم ان سبق وقولتي إنك مكنتيش بترتاحي له.

صمتت درة بينما تبسمت والدتها تعلم سبب صمتها
إنه العشق.. درة تعشق طوفان
كما أخبرها مختار سابقًا لكن تحكم الكبرياء.

بعد وقت قليل بغرفة درة بمنزل والدها… وضعت صغيرها الذي غفي على الفراش وتمددت جواره تنظر له بتأمُل.. تبسمت
حقًا بدأت ملامحه تتضح هو قريب الشبه لـ طوفان… تبسمت على ذلك نامت على ظهرها فقط كانت تبتسم،كانها غفت للحظات لكن كأنها سمعت همسً ميزه عقلها، إنه همس والدها… فتحت عينيها نظرت حولها بالغرفة تبحث عينيها عنه هو همس بإسم طفلها…
فاقت من غفوتها شعر قلبها بالحزن، دمعة سالت من عينيها… نهضت من فوق الفراش ذهبت الى خزانة الثياب فتحت إحد الأدراج نظرت بداخله… بتردُد جذبت تلك القطعة الصغيرة للغاية بالكاد بحجم عُقلة إصبع…
أدارتها بين أصابعها للحظات قبل أن تحسم ذلك التردد جذبت هاتفها وجلست فوق الفراش تتكئ بظهرها على بعض الوسائد… بمكان مُخصص لتلك الفلاشة بالهاتف وضعتها، ثم بدأت تُشاهد ذلك الفيديو الصغير…

لحظة وظهر وجه أبيها وهو يقف أمام تلك الأرض الخاصة بهما،لكن سُرعان ما ظهر “نوح” والد طوفان يقترب من والدها بخطوات غاضبة حتى أصبح أمامه لم تظهر عيناه كل كان واضحً كم البُغض من نبرة صوته وهو يتحدث لوالدها بإستهجان يصحبه ضحكة سخرية:
أوعي تقكر إني فى يوم ممكن اوافق أجوز طوفان إبني لبنتك اللى عايشه فى مصر،أنا مش زيك عديم النخوة وهوافق على بنت المصراوية تخطف إبني مني وتجبره يعيش معاها هناك،زي ما قدرت أقنعه يسيب الشغل فى النيابة ويرجع تحت سطوتي،بنتك لو آخر بنات حوا مش هوافق عليها…

توقف للحظات ثم عاود الحديث بثقة:
طوفان عُمره ما هيطلع من تحت كنفي ولا هيعصاني عشان بنت متفرقش عن غيرها ويوم ما هيتجوز،هيتجوز من اللى أنا أختارتها له،قلب طوفان تحت سيطرتي…وكسر قلب بنتك ده مجرد …بداية لرد الاعتبار لرجولتي اللي أنت حاولت تمسها زمان.

اتسعت عينا مختار من الصدمة، لكن ملامحه تماسكت بسرعة، يرد ببرود يخفي بركانًا:
الرجولة مش إنك تتحكم في قلب ابنك وتكسره بدم بارد، الرجولة إنك تسيبه يختار، يعيش، يحب… مش تسحبه بسلاسل العناد والزيف اللي لابسهم.

اقترب نوح خطوة، وجهه يشتعل غضبًا: ماتعلمنيش أنا يعني إيه رجولة، أنا اللي ربيت طوفان، وشكّلته على عيني… وانت إنت حتى معرفتش تحافظ على أرضك ولا بنتك اللي سايبها عايشه عند أهل امها متعرفش عنها حاجه.

نظر له مختار وتحدث بنبرة ثابتة:
بنتِ انا عارف أنا ربيتها إزاي،وتربيتها وأخلاقها إنت ملكش حق تقيمها ، ومتأكد إن هي الوحيدة اللي طوفان قدر يلاقي عندها راحته، واللي مهما عملت مش هتقدر تشيلها من قلبه… لأن الحب مش أمر ولا قرار… ده قدر.

رمقه نوح بازدراء، ثم استدار وهو يتمتم بغل وإستبداد:
طوفان ابني… وهيفضل ابني…ومش هيعصاني وبنتك مستحيل تكون من نصيبه شوفلها غيره ترسم عليه الحب.

غادر نوح بعصبية،بينما ظل مختار واقفًا، بعينين جامدين لكن مازال بداخله نور خافت من الأمل… لأنه على ثقة أن قلب طوفان، رغم قسوة والده لكنه مختلف، حتى لو لم يكُن من نصيب إبنته سيظل له مكانه لديه، لكن سكن الحزن قلبه… لو علمت درة برفض نوح لها …لن تظل كما كانت، سيكسرها ذلك الجحود، وسيُطفئ بداخلها بريق الحب الذي يراه بعينيها كلما جاء سيرة طوفان أمامها، لم تعترف له أنها مغرمة به، بل طوفان هو الذي إعترف له بذلك وطلب الزواج منها… وهو أراد موافقة والده لكن ها هو يرفض بل ويُهين بكلمات سامة..

زفر مختار بأنين مكتوم، وحدق في الفراغ أمامه، وكأن بين التراب والهواء حوار خفي لا يسمعه سواه…
قال بصوت خافت وهو يكلم نفسه:
أنا مش هسيب درة تنكسر … حتى لو قلب طوفان مش هيشيلها، هي تستاهل تعيش، تتحب… مش تتحاسب من شخص معدوم المشاعر.

أدار وجهه عكس تجاه الطريق الذي سلكه نوح، وفي عينيه نظرة تحدٍ، ليست له، بل للقدر ذاته…
فمن يعرف
ربما لا يكون طوفان هو من يُتم الحكاية، لكن درة ستظل كإسمها
“درة” ذات شأن عالي.

سالت دموع درة وهي تُعيد رؤية ذلك الفيديو الصغير الذي تأخر فى الوصول إليها لأكثر من عامين، أخفي عنها والدها ذلك اللقاء لو كانت علمت به لكانت واجهت نوح وأخبرته أنها لن ترفض الإقتران بـ طوفان لمجرد أن والده شخص جاحد يعتقد أنه يستطيع التحكم بمشاعر غيره بالتسلُط، لكن فات الوقت وكان قد رحل، وهي تحكمت بها مشاعر أخرى، أن والد طوفان أهدر كرامة والدها وعليها الآن رد تلك الكرامة

على همهمات صغيرها، تركت درة الهاتف ونظرت نحوه تُجفف تلك الدموع التي سالت من عينيها… جذبت صغيرها وضمته لصدرها تنظر له بحنان تعترف أن طوفان. لم يكن يومًا خطأً في حياتها، بل كان القرار الأصدق الذي تخلّت عنه لوقت تحت ضغط الغضب والكرامة المجروحة.

ابتسمت درة بحنان وهي ترا صغيرها يرمش بعينيه ويبتسم في براءة، تلك البسمة بمثابة برهان بأن الوقت لم يفُت … وأن هناك بسمة تُصلح، وتُداوى أخطاء وجراح الماضي.

❈-❈-❈

بينما بالمصنع غادر جلال بعدما نصحه طوفان بأن بتخذ خطوة ولا يفعل مثله ويترك كل شئ للقدر، فقد يُعاني ولا أحد غيره سيعيش التعاسة

تذكر ذهاب درة له قبل أكثر من عام ونصف
بتلك الڤيلا الذي يعيش بها فى القاهرة
إستقبلها ببسمة، لكن ملامحها كانت غاضبة
ولم تنتظر وهي تفتح هاتفها تمد يدها به له قائلة بغضب:
دلوقتي عرفت ليه دايمًا كنت بتماطل وتكذب عليا يا طوفان، طبعًا إنت الإبن الوحيد لـ
“نوح مهران” ومستحيل يطلع من تحت كنفه
إنت إختارت سطوة باباك، كنت كداب بإمتياز وبتخدعني بكلام كذب، حتى بعد وفاة باباك فضلت مُستمر بالكدب، ياريتك كنت صريح معايا كنت عذرتك…لكن إنت اخترت تكمل تمثيل دور البريء اللي أبوه قاسي عليه، عشان تكسب تعاطفي، عشان أصدق إنك مظلوم، بس الحقيقة إنك جبان.

رفعت صوتها أكتر وهي تكمل:
أنا مش جاية أعاتبك، أنا جاية أواجهك بالحقيقة اللي كنت هتفضل تخفيها لو مكنتش الفيديو ده وصل ليا… شوف بنفسك، شوف أبوك وهو بيهدد بابايا، بيقوله بالنص “إبعد بنتك عن إبني”، وإنت من وقتها كنت عارف وساكت

شهقت بأنفاس محبوسة:
وأنا اللي كنت فاكرة إنك مختلف، إنك بتمردك بتقاومه، لكن طلع كله تمثيل… طلع اللي كان بيحبني فعلًا هو خيال، مش إنت.

نظر طوفان الى الهاتف التى سحبته من يدها بخشونه، نظراته غارقة في وجع قديم، كاد يتحدث ويُبرر، لكن كانت كلمتها الأخيرة كفيلة تقفل أي باب للتبرير… حين نظرت له بشموخ مكسور وتفوهت بإستقواء:
أوعى تفتكر إنك لما تقول كلمتنين تبرر بهم اللى حصل هصدق بكده إنك كنت بتحمي حُبنا لبعض…، لأ… إنت كنت جبان بتحمي نفسك من إنك تظهر قدامي على حقيقتك….مُخادع…
بس مش أنا اللى تشوف إهانة والدها وتنسي يا طوفان…

توقفت تلتقط نفسها وكانت جملتها الأخيرة صادمة:
كل شئ بينا إنتهي يا طوفان، طُرقنا من البداية كانت بعيدة …ومش لازم تكمل تمثيل إننا نقدر نكمل، لأن الحقيقة بتوجع، بس الكذب بيوجع أكتر…
انا تعبت من إني أكون دايمًا اللي بتنازل، واللي بتسامح، واللي بتحاول تشوفلك أعذار، حتى لما ماكنش ليك عذر.

نظرت له بعينين محمّلتين بالحزن وقالت:
أنا بحبك، يمكن دي أكبر غلطة، بس حتى الحب محتاج كرامة، وكرامة بابا فوق أي إعتبار عندي.

قالت ذلك وأدارت ظهرها له غادرت وقلبها ينزف، مع كل خطوة كانت تفقد روحها ، أختارت كرامة والدها وكرامتها لن تسمح للكذب أو الخداع بالسيطرة على مشاعرها … والقرار الصعب هو طمس تلك المشاعر.. وبالفعل طمستها ووافقت على الزواج من حسام…

بينما الحقيقة كانت ناقصة وهي لم تعرفها…

لو إنتظرت لأخبرها باقي الحقيقة، لكنها غادرت وهو صمته كان إنتظارًا
لا يعني الرضى، بل كان رجاءً في لحظة صبر،
لكن اللحظة فاتت، وهي أخذت القرار على نصف الحقيقة…
تركت قلبه معلقًا بكلمة لم تُقال، وخرجت، تاركة خلفها وجعًا لا يُروى.

وهو يتذكر طلب والد درة له بعد حديث والده المُجحف، كان اللقاء بنفس المكان أمام تلك الأرض…
كانت المواجهه حين
تنهد والد درة، وكأنه يحمل فوق كتفيه جبالًا من الهم، قبل أن ينظر الى طوفان قائلًا:
بص يا طوفان إنت عارف مكانتك عندي من زمان، حتى لما أحتاجت إن أظهر اني بيعت الأرض أختارتك لان عندي ثقة بيك…حتى لما عرفتني بمشاعرك اتجاة درة إحترمتك …وإنك خدت قرار إنك تطلبها مني، وإنتظرت منك خطوة إنك تجيب موافقة والدك ويبقي الارتباط رسمي فى العلن،لكن….

 

 

صمت مختار فجأة،حين رأي نوح يقترب،بينما سمع طوفان صوت خطوات خلفه، التفت سريعًا… ليرى والده على بُعد خطوات، عيناه تتنقل بين طوفان ومختار
مختار الذي مازالت كلمات نوح تتردد في أذنه.
توقف نوح بينهما يتحدث بنبرة تحدٍ متعمد وهو ينظر لطوفان:
اسمع يا طوفان… أنا أبوك وبقولك بنت المصراوية دي متليقش بيك ومستحيل أوافق تكون مراتك… وإنت عارفني، اللي بقوله بنفذه.

صمت طوفان لم ينظر لوالده، كانت عيناه مثبتة على والد درة، ونبرته حين نطق كانت هادئة لكنها حادة كحد السيف:
حضرتك كويس سمعت اللي اتقال، ومحتاج أرد… قدامك…أنا بطلب إيد درة .

نطق نوح سريعًا بغضب:
طوفان.

لكن طوفان رفع يده بإشارة صامتة، يطلب من أبيه الصمت، ثم تقدم خطوة نحو والد درة وقال بصوت واضح:
حضرتك راجل محترم، وأنا آسف إن حضرتك اتعرضت لكلام بالشكل ده… درة أغلى حاجة حصلت لي، والبنت اللي خلتني أفهم يعني إيه أكون راجل بجد… بعيد عن أي سيطرة أو نفوذ.

ثم التفت لأبيه، وصوته ارتفع بدرجة:
وأنت يا أبوي … كفاية. كفاية تتحكم فيا كإني طفل… قلبي أنا اللي أعرفه… وأنا اللي أختار له، مش حضرتك. أنا هتجوز درة، سواء عجبك أو لا.

شهق والد درة من المفاجأة، بينما جحظت عينا نوح من الصدمة، نبرته خرجت مشوشة: بتعصاني يا طوفان؟

رد طوفان بحسم:
لأ، أنا بطلب تبطل تعتبر إن عصيانك هو إن قلبي يمشي عكس اتجاهك. أنا بحبها… وبس.

كان الصمت ثقيلًا… وكأن الأرض نفسها تنتظر ما سيحدث بعد ذلك.

على رنين هاتف طوفان إنتهت ذاك الجزء لكن هنالك جزء آخر كان أقسي…
نفض ذلك العبوس عن وجهه وتبسم حين نظر الى الهاتف ورأي من تتصل عليه، لكن سُرعان ما إنتفض حين سمع قول والدته:
خالتك كوثر وقعت من طولها ونقلوها للمستشفى…بنات خالتك منهارين.

أجابها:
مسافة السكة هكون عندك.
❈-❈-❈
بشقة خاصة
وقفت ابتهاج بغضب، عيناها تقدحان شررًا وهي تنظر للواقف أمامها، وصوتها يعلو بنبرة حادة:
بقالك شهور مش عارف تنتهز فرصة واحدة تتخلص فيها من مرات طوفان مهران

توقفت للحظه ثم رفعت يدها بحركة عصبية تكمل:
إيه نسيت الإجرام بتاعك القعدة في التكييف والنعيم خلتك تنسي تارنا مع طوفان ده أنا كنت بحسبك لما ترجع هتبقى نار مولعة.

ظل الواقف أمامها صامتًا، لكن نظراته بدأت تشتعل، وعض شفتيه بقوة

بينما تابعت ابتهاج، حديثها وهي تقترب خطوة منه وهي تصفع كفها بكفها
خفّت حِدى نبرتها قليلًا، لكن الحنق ظل واضحًا:
قلبك بقي طري،ودماغك خلاص مبقتش تفكر.

تنهد ببطء، كأنه يزن كلماته:
أنا مش ناسي إجرامي…ولا ينفع معايا قعدة التكييف… بس إنتِ ناسية إنها مرات طوفان يعني مش فريسة، دي ممكن تكون لينا فخ

انفجرت ابتهاج غيظًا، تصرخ بتحريض:
وإنت من إمتى كنت بتخاف من أي فخ… ده إنت اللي كنت بتعمل الفخاخ للناس ولا طلع الكبير كله فشوش.

رمقها بنظرة باردة، قبل أن يرد:
الكبير لسه موجود… بس اللعب المرة دي محتاج عقل مش عضلات… ومرات طوفان دي محتاجة خِطة خاصة… وساعتها هتشوفي الإجرام القديم رجع ازاي.

تهكمت بنظرة سخرية وإستهزاء جعلت الآخر ينظر لها بتصميم على العودة الى الإجرام.

❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
ظهرًا
بحديقة منزل طوفان
فتحت درة الباب الخلفي للسيارة، وضعت ذاك المقعد الصغير التى تضع به صغيرها على المقعد وقامت بربط حزام حول ذلك المقعد، ثم أغلقت باب السيارة وتوجهت الى المقود، عدلت تلك المرآة الأمامية تنظر لإنعكاس صورة صغيرها مُبتسمة ثم بدات بقيادة السيارة.. وهي تمرح بالحديث مع صغيرها…

الى أن وصلت الى مُنعطف على الطريق، لانشغالها بالحديث مع صغيرها لم تنتبه الى ذلك الجرار الزراعي الذي قطع الطريق بمجرد أن تخطت سيارتها ذلك المنعطف من الطريق، قطع الطريق على مرور سيارة الحراسة…
أصبحت وحدها على ذلك الطريق، أصبحت هدفً سهل المنال حين إنتبهت على صوت إطلاق رصاص على سيارتها.

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية طوفان الدرة) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق