رواية ساقي الود الفصل السابع عشر 17 – بقلم هالة ال هاشم

رواية ساقي الود – الفصل السابع عشر

– بأنفعال واضح صحت :
و اخوج لشوكت يظل ماشي بهالدرب ها ؟
ما ناوي يتوب المن يلم بيهن ، اشو بس اني و باعني برخص التراب ، المن يلم بهالفلوس و معرض روحـه و هالشباب للخطر ؟

 

كفـاية :: احو ، شو انداريتي عالزلمة ، شني ويانا علينه ؟

 

– آني ويا الحق ، تجارة السلاح جريمة يحاسب عليها القانون ، هذا من غير المخاطرة البيها ، لو الطلقة لا سامح الله واكعة بگلبه لو واحد من الشباب رايح بيها چان شكال لروحـه ؟

 

كفايه :: كلامج عين العگل بس الوضع ما يتحمل ملامـه بنتي ، هذا ابوچ سواء رضيتي و المارضيتي و آنه بلغتج تا تجين تشوفينه ، الظفر ما يطلع من اللحم حبوبة

 

– هـه لا والله يطلع ، وينـه اخوج عني كل هالسنين ؟
كم مرة اجيته و دفعني لبعيد ، اخرها حطني هنا و دار وجهه
وعدني يحلها و غَلس ، چم شهر آني هنا ما كلف خاطرة وشال تلفون يسأل عني ، الظفر اخوج شلعة من اللحم مو آني

 

كفاية :: شمالج متوحشه هيج، شغيرج ؟

 

– من زمان توحشت من ساعة السلمني ابويه بأيد سلام

 

كفاية :: يعني شني ما تجين تشوفين ابوج ؟

 

– لا ما اشوفـه ، و اتحمديلي بالسلامة لخنجر و بس !

 

سديت الخط منها و أَعرف كلش زين راح تشيل بخاطرها ، گلبي يضرب بقوة ، عيوني تلومني عليه و تگلي ابچي ، رحت اقلب بحصيلة ذكرياتنا القليلة و رغم شحت حضورها بذهني و قلّة اثرها بقلبي بـچيت و أرتجفن شفايفي امسكت تلفوني
و طلعت رقمـه اكثر من مرة حاولت اتصل و مكدرت ، صرخـة بكبر الگون انحشرت بصدري ، دَخلت عالصور بالاستوديو ، مثل ام استشهد ابنها بأنفجار و راحت تدور اوصـاله ، هيج آني ادورله صورة ، كلمة ، ذكرى حتى لو مكالمة فائته ارثيه بيها ماكو ،

 

فـارغـة منه ، من ابوتـه من وجوده ، بس اسمـه الباقي يربطني بيه ، و بدل ما ابچي عليه ، لگيتني ابجي منه ابجي من جفاه
ليش بابا ،، ليش بعدتني عنك ؟

 

اجـه صوته التعبان يقاطع بكائي :

 

غَيـاث :: ود

 

– مسحت دموعي بالعجل و رحت تقربت عليـه ، احسـه بصعوبة يتحرك ، همست :

 

صباح الخَير ،، شلونك شتحس ؟

 

غَياث :: شلّوني ،، متفلش !

 

-ابتسم و هو يحاول يسند نفسـه حتى يكعد

 

غياث :: سامعـة بلي يگول گلي يوجعني

 

– چتفت اديـه و صحت بأستهزاء :

 

الظاهر الجماعة المتضارب وياهم مو هينين ؟

 

عگد جَبينه بأستغراب واستفسر :

 

غياث :: شبيج ود ، ليش اهيسج بحلكج كلام تريدين تگوليه ؟

 

– ويامن تضاربت غياث ؟ لـو خليني اغير صيغـة السؤال
ليا جماعة تصديت بالذات ، جماعة الدعلج لوووو …

 

غَياث :: جماعة ابوچ !

 

– اتسعت عيوني مصدومـة ، حتى ما كلّف نفسه و نكر ، غوركن عيوني بدمعهن ، همست و الغصة خانگتني :

 

انتَ الي صَوبت ابويـه ؟

 

فتح حلـگه مصدوم بكلامي ، جاوب سؤالي بسؤال :

 

غَياث :: ابوچ تصوب ؟

 

-ضحكت بسخرية و اعقبت :
لا تَغشم روحك ،، انت الي هاجمتهم البارحة مو آني !

 

انتفض راد يگوم و انعقچت ملامحه متألم ، رجـع كعد لازم خاصرتـه و يحجي بتعب :

 

غَياث :: موش آنه الي اغشم روحي ، شني خايف منچ ، اي آنه هاجمتهم ، و طحت بزلام ابوچ دوسـه ونص ، أَذيتهم و أَذوني ، طحت چتيل خاطر يلتهون بالگونه و يتأخر التسليم منا لمن تجي المكافحة ، بس مو آنه الصوبت ابوچ و لا انـه الاكاون زلمة عيان بالتفك !

 

بعبوس تسائلت :
مافهمت ، اذا مو انت الي صوبته منو لعد ؟

 

ابتسم بسخرية و اردف :

 

غياث :: الظاهر ابوج من شاف زلامـه التهوا ، ضحى بروحـه
و راح يسلم لوحيدته مارد يضيع الفرصـة ، و الچيلة الطاحت بي هاي من الحكومة موش مني احمدي ربچ شرد بالحمرة وما خلاهم يلزمونه ، انت ياهي الگالچ ؟

 

-همست بـعبرة :
كفاية ؛ تمشيت بخطى مرهقة و كعدت بصفة ، ضميت وجهي بين ايديـة وبچيت بصوت مسموع ، امتدت ايده تطبطب على گتفي و اجـه صوتـه بتبرير صادق :

 

غَياث :: والله و روح ابوي موش آنه الصوبته ، انه اعترف اعترضت طريقهم وخربت شغلهم عبن شرحتلج اسبابي امس بس ما توصل للچتل موش عاد ابو مرتي

 

-شلت راسي و ابتسمتله بمرارة :
لا تبرر ، زين سَويت اني مثلك ضد هذا الشغل ، الي قاهرني داحسّ بالخذلان من نفسي ، كارهـة الصقيع المجمد گلبي ناحيته ، المفروض هسه اموت روحي علموده ، ليش ما احس بيني و بينه شي، دا تفهمني غَياث اليوم يالّه استوعبت
آني فاقدته من زمـان و ما باقيلي منـه غير بس الأسم ،

 

جرني لحضنـه رغم الألم الجسدي الي دَيحس بي ، ما خلاني لوحدي ، احتضني بحزني و ضياعي ؛ دموعي تبلل صدره ، باس راسي و بقى يواسيني بصمت ، صمت وحدة مثلي تفهمة وحدة عاشت كل عمرها تبچي و تحزن لوحدها بلا ما تنطق وتگول شنو اليوجعها لان محد چان موجود يسمعها .

 

بعدما قطعت شوط من البچي ، حَسيت على روحي آني حاطة راسي بثقله على صدره المتورم ، بعدت نفسي عنـه و اعتذرت:

 

اسفـة وجعتلك صدرك

 

بعد خصلة من وجهي ، عيونه تناظرني بحب :

 

غَياث : انتَ دوة لصدري

 

-ابتسمت بحزن ، سكتنا ثنينا لثواني ، صاح هو :

 

غياث :: ود لازم تروحين تشوفين ابوچ ، و تتحمدين الـه بالسلامة ، لو شما يصير بيناتكم يبقى ابوچ و محتاج شوفتج بهاي اللحظة

 

– شلون أتركك لوحدك و أَنت بهاي الحالة ؟

 

ابتسم بتعب :
غَياث :: لا تشيلين هَمي ،، آنه متعود عالصواب و موش اول مرة ، راح اگل لعمي ياخذج الهم

 

– و اذا سأل عمك ، ابوچ شبيه شكوله ؟

 

غياث :: خليها يَمي ، راح اگله جماعة معترضة دربهم رايده تسلبهم ، صاير رمي و أَبوها تصوب و انتِ فهمي عمتج على هذا الكلام ، خل حجيچن يصير واحد

 

– تتصور تعبر على عَمك هاي السالفة

 

تنهد و همس :
غياث :: هي ما تعبر بس آنه اعبرها عليه

 

– هزيتله راسي بتعب ، سند نفسـه و گام على حيلـه يتحرك بتثاقل ، صحت وراه :

 

وين رايح ؟

 

غياث :: اغسل و انزل اشوفن عمي خاطر يوديچ

 

– شراح تگللهم و أَنت هاي حالتك ؟

 

رفع تك حاجب و صاح

 

غياث :: شبيها حالتي ولك حنطاوي ؟

 

ابتسمت و اعقبت :
– مدا تشوف روحك بالگوة تمشي؟

 

غياث :: انت بس زهبيلي هدومي و شوفيني شلون راح اسبح و ارجعلج مثل الاسد

 

-هزيت راسي بأبتسامة و رحت جريت منشفـة و ناوشته :
تفضل اخذ هذهِ ويـاك بين ما احضرلك ملابس

 

اخذها و راح و آني مثل الچان يكابد على نفسـة بلگوه ضامـة دموعي ، كعدت ابچي بحركة و كأنه داصب روحي مو دمع
دا احس نفسي بعالم غَريب عني ، من جهة ابويـه و شغلة ومن جهة غياث و من جهة لخ حالتي النفسية الي تدهورت كلش وصرت اشوف شغلات ما ادري اذا الها وجود او لا

 

مسحت دموعي ، گمت اخذت علبـة العلاج الي بدأ ينفذ ، صفنت شوية و قررت احاجي غياث هالمرة ياخذني لبغداد اشوف دكتور لان العلاج ديضرني أَكثر مما ينفعني ، اخذت حباية و ضميت العلبة بجنطتي و بديت احضر غراضي الي اخذهم ويايه لبيت ابوية

 

كملت و لبست صايتي ، دخل ينشف بشعره و عيونـه نزلن عالجنطة بأستغراب ، ما حجـه تقدم اخذ ملابسـه ، صحت :

 

اساعدك تلبس ؟

 

غياث :: لا اخذي راحتچ كملي و لمي شعرج زين جوه الحجاب

 

-عقدت حواجبي و بداخلي احجي :
شوكت اني ما لامته زين ؟

 

صفنت عليه جان ديمشط بشعره ، سألته :
– شلون صرت ؟

 

غياث :: زوين

 

– بعدك موجوع ؟

 

غياث :: عادي ،، متعود

 

-اندار و نبهني مرة لخ :

 

غياث :: مثل ما وصيتج ، ما اريدن احد يعرف بالسالفة

 

– بس ترى مبين مالك خلك و گوة تتحرك

 

غياث :: محد يسأل و اذا سألوا عودن اكللهم فلاونزة بالعظم

 

ضحكت ..

 

غياث :: عَليش تضحكين

 

– رفعت اكتافي بعدم دراية ،
هيچ سوالفك مرات تضحكني

 

غياث :: جـا خوش الله يديمها، امشينا ننزل ناچلنه لگمة ، و هم احاجي عمي يوديج ،

 

تناوشت الجنطـة و اجت عينـه عليها تساءل بفضول :

 

غياث :: بس ما گلتيلي المن هاي الجنطة ؟

 

– اليـه ، غير رايحـة لاهلي

 

غياث :: و شني ناوية تسوين اقامة هناك ؟

 

-ذبيت الجنطة للارض و هتفت :
لا بس اريد ابقالي كم يوم هناك

 

ضرب لسانه بسقف حلكـه و صاح

 

غياث :: ماكو هيچ حجي ، بليل تردين

 

– صدك تحجي انت َ لو تشاقى

 

غياث :: مشاقي وياچ گبل ، شني بويه شعندج ظاله هلگد ، يحطونج اله بالمغذي لو يناوشوج اله ويه العلاج ؟

 

– دا تصنف حضرتك ؟

 

غياث :: لا جاي احجي صدگ ، چلمة ورد غطاها ، بياته هناك ماكوش سمعتيني يو اعيد ؟

 

– عضيت باطن خَدي بتوتر ، ما رديت عليه ، جر ايدي و نزلني
مشيت وياه ساكتة بس بداخلي اتوعدلـه لو آني لو هو ،

 

نزلنـه جوه چان الكل حاضر ، اليوم الشيخ موجود ، واصل بعد صلاة الفجر يعني ريوك جماعي ، فات هو للصالـة يم الولد
و آني رحت للمطبخ ، صبحت عليهن و ردن تحية الصباح عدا سمره ، جانن ملتهيات يحضرن الريوك ، زينب بدت حركتها تثكل رغم بعدها بشهر الخامس من الحمل ، رحت تناوشت منها السچينة و گمت اقطع بالخضروات بعصبية ، تساءلت بقلق :

 

زينب :: شمالچ ، لَيش هيج وجهج

 

– شبي وجهي ؟

 

زينب :: مصوفر و عيونج وارمـة چنج الليل كله جنتي تبچين

 

-انحدرت دَمعة مني ، حاجتني بمواساة :

 

زينب :: شبيج يبعد اخيتج ؟ كليلي مغثوثة يو شني ؟

 

-هزيت راسي بنفي ، همست :
ابويه تصوب

 

لطمت على صَدرها و نشغت

 

زينب :: ياااع ، دخيلك يبو الحسن

 

– كل الموجودات التفتن على حسّ نشغتها

 

سمرة :: شمالچ ياهو المات ؟

 

زينب :: فال الله ولا فالج ، بعدين شعدج خاله اذاناتج يمي

 

– هزت ايدها سمره بسخرية :

 

سمره :: مو صوجج و الله ، صوجي انه السألتج

 

زينب :: جـا خوش بعد لا تسألين

 

مد راسـه اواب من باب المطبخ

 

اواب :: صدك تحچن تجذبن ، راح يوذن الظهر وين اكلچن نريد انتدولچ و نولي لشغلنا

 

سمره :: ياااع شمالك ، تصيح نززتنا بعدين ياظهر اليوذن
و الساعة تسعة

 

اواب :: خو انتِ موجفـتلي مثل عظم الريس ، محد جا صوبج عيني

 

-هزت ايدها و اندارت تصب شكر للاستكانات ، هو خلى و راح
مدري حَسيت بسمره بدت تميل الـه او يمكن تتأثر بكلماته ،
من كل كلبي اندعيت الله يهديها عليه ،

 

گمنا ننقل الصحون للصالـة و تفاجئت بالبدوية كاعدة
و مترأسة السفرة و لا جن رايح گد عمرها و باب رزقها ، سابحة و متكشخة ، تسولف و تضحك والدنيـا زاهيتلها ، تجاهلتها وسلمت على الشيخ و سلم عليه بحفاوة ، باس راسي و طبطب على چتفي :

 

يعقوب :: هلا ،، هلا بالشيخـة مرت الشيخ

 

– لمعن عيوني بأفتخار ، حتى ما عرفت شنو ارد ، باوعت لغياث مبتسم فرحان اما البدوية تلاشت ابتسامتها الشفتها قبل شوي
و عيونها جدحت بغضب مكتوم ،

 

رحت كعدت بصفـه و عيوني ما نزلت منه ، چان مبين عليه تعبان و دا يتحامل على وَجعـه ، توقعت راح يلاحظون هالشي لكن خابت توقعاتي ، محد لاحظ تعب وَجهـه و لا حركتة البطيئة وهو يتناوش الاكل من الصحن و ملامحة الي تنكمش بين لحظة و لحظة ، انمرد گلبي عليه ، لعد شكد كابد بحياته و شگد تجرع مرارات و محد حسّ عليه ، و السبب لانه انسان يتحمل ، يحملونه اكثر و لانه ينوجع بصمت محد يسمع صدى معاناته ،

 

قاطع شرودي صوتـه وهو يخاطب عمـه مهران :

 

غياث :: عمي بلا أَمر عليك ، بلچن تودي ود لاهلها

 

-باوعلي مهران و رد عليه بأستغراب :

 

مهران :: سلامات ،، خما صاير بينكم شي ؟

 

غياث :: يسلم عمرك عمي ،، ما صاير شي بس جماعة مسلحة معترضة طريج ابوها امس رايدة تسلبه و متچاتل وياهم ، طايحة چيلة بچتفه و مصوبته

 

يعقوب :: لا حول و لا قوة الا بالله ،، و هسع شلونـه ابوچ

 

همست بحرج :: لا الحمدلله حالتـه مستقرة ، بس احنا نخاف لانو بي سُكر

 

قاطع حديثنا صوتها الي اجه بنبرة مستفزة ::

 

البدويـة :: و هو سليمان شعنده و الوادم تعترض دربه ،
يبوكون التمرات لو يسطون عالخشبات

 

فرقت شفايفي ردت أردحلها لكن غياث قاطعني :

 

غياث :: اسمـه ابو ود ، و عنده فلوس قيامة الله و هذا سبب كافي يخلي النفوس الضعيفة تترصدله

 

البدوية :: چا خوش الله يچثر خيره و يچفينه شره

 

– اجيت احجي ، لكنه عصر ايدي حيل ، باوعتله بعتب ، رمش وهز راسه بخفـه عود لخاطري سكتي

 

رمقها الشيخ بنظرة تحذيريـة خلّتها تلصم ، صاح موجـه كلامه اليه :
يعقوب :: الحمدلله على سلامته بنيتي ، الف لا باس و اذا محتاجين شي ما يردكم الا لسانكم

 

مهران :: و انتَ الصادك شيخ ، بنيتي ود ، احنا هم اهلچ شتحتاجون حاضرين

 

اواب :: حمدلله على سلامة ابوچ خيتي ، مايشوف شر

 

همست بخفوت :: تسلم ربي يحفظك

 

غياث :: كفو منكم يابـه

 

هارون :: حمدلله على سلامة الوالد و حنا اخوتچ هنا ، اي شي تحتاجونـه ركابنا سداده و ما نكصر ان شاء الله

 

غياث :: مامنك كصور عضيد

 

– تشكرت منهم بصوت خافت ، لطفهم و اخلاقهم خلّتني ما الكى رد مناسب ، حسيت برغبة انه ابجي من الفرحة هلكد ما شعرت بالاهتمام منهم و كأني فرد حقيقي من هذهِ العائلة ، قاطع شرودي صوتـه و هو يخاطب جده :

 

غياث :: اي شيخي شصار على سالفة هيثم كون انحلت على خَير ؟

 

يعقوب :: والله شگلك ابن عمك داكله دگة ناقصـة طلعت البت المتحارش بيها على ذمة رجال و هي موصله حجايته لاهلها
ورجلها و حالفين يمين يچتلونه عبنّه موش اول نوبه يتعرضلّهه ، حولنا عليهم و الناس طلعوا اجاويد صاحبين حظ و بخت ، قدروا جيتنا و طيحوا الفصل جوه الفرشه شرط ابنا بعد ما يدش لبغداد و يترك حتى دوامه و ان شافوه لو لمحوا خياله يحطون جيلة براسة و يچتلوه

 

غياث :: والله ما طلبوا الا حكهم ، هالزلمة لشوكت يظل مهرفل هشكل و عينه وصخة عالنسوان

 

اواب :: و انت الصادك يخوي ، آنه هم من شفته مزورك بگلبي گلت حرامات لو مچسرينة بعد

 

مهران :: ليش يفيد ؟ ،، صابر رخالة الحبل و خلاه يتفوسد
و يشوف رويحته عالوادم ، هذا غياث موش درس بالولاية
و خلصاله فترة عايش هناك شو ما اتفرعن هيچ علينا

 

يعقوب :: لا الحك ما يزعل ،، و ابنا غلطان من ساسه لراسه ، هل رديته للديرة و راح احاجي ابوه يشوفله مرة يزوجـه بلچن يعقل و يستچن

 

ضحك غياث بسخرية و صاح ::

 

غياث :: ابو طبع اسأل على سلامته ، و الله حرام تظلمون الحرمة التجيبونها اله ، اذا هو ما فلح بدراسه لو شغل تردونه يفلح بزواج ؟

 

يعقوب :: غصباً عنه يفلح زلمة طول بعرض شمتاني ، انه راح اشوفن دبره وياه

 

-بالبداية ما فهمت الحديث ، لكن اتضح فيما بعد ان المقصود هو اخو احلام الي يدرس ببغداد و الواضح مسويلة مكسورة ويا بنية تدرس وياه و الظاهر جايبينه و جايين للديرة ، قاطع شرودي صوت عمه :

 

مهران :: ها بنتي كملتي ، حتى نروح ما زال الوكت طيب ؟

 

-هزيت راسي بقبول ، و تذكرت علاجي بقى بالجنطة ، صحت :

 

بس اجيب جنطتي من فوك ، صدت عيني بعين غياث لكيته رافع حاجبة اعرف غثته سالفة الجنطة ، صعدت بسرعـة اخذتها و نزلت اركض تلاكيت وياه بنهاية الدرج ، قطع الطريق عني ، همس بتوعد :

 

غياث :: بيتـه ماكو ، بليل اجيج اخابرج تطلعيلي بالباب

 

– واذا اجيت و ما طلعتلك شراح تسوي ؟

 

صفن بوجهي ثواني ، رد :

 

غياث :: لا ابوچ و لا حراسـه يخلصوج مني ، اطلعلج من جوه الكاع و اردج وياي

 

– ديربالك على نفسك ، مشيت و جذبني حيل من الجنطة انداريت اباوعله مستغربة ، باس كصتي حيل و بلهجة تهديد گال :

 

غياث :: بليل تردددين !

 

– بوسته خلّتني اتصنم بمكاني ، اضطربت و أَحس العالم دَيدور بيـه ، قلبي يخفق بقوة ومغص لذيذ اصاب معدتي ،، باوعتله ، واكف مبتسم بخبث ، ايده بجيوبه ونظرة انتصار تسلّطت على محياه مثل الي ديكولي : شوفي الشروكي شلون من يعشگ شلون يخطط و يقاتل و يغتنم !
اجـه صوتـه العابث ، رجعني لوعيي :

 

غياث :: شمالچ جمدتي ، يلا يابه متانيج برا

 

– غمزلي و شعل بيه نار ، مشيت من يمـه و آني اتوعدله بگلبي
سهلة ، دا تشتغلني مو ؟ الا اراويك

 

صعدت ويه مهران ، و طول الطريق يحجي وياي و يواسيني
بأمثال و قصص عن الصبر عن ابتلاءات الدنيا و مصايبها لكني مجنت وياه بذهني ، فقد جسدي جالس بالسيارة ، عقلي و حواسي كلهن ظلن يمـه ، اسأل روحي من بعد كل هالسنين الما مرني العشك بيها شلون عشكته ؟

 

اكره هذا الضعف ، اكره كوني كتاب مكشوف گدامه و دا يستمتع بقرائتي و استكشافي على مهل ، اكره فكرة آنه اسرني
و اخذ كل تفكيري و اجتاح حياتي بهالشكل !

 

مهران :: وصلنـا عمي ، انزلي و آنه اجيبن جنطتج

 

– تمام عمو ، مشكور مقدماً

 

مهران :: العفو يابه ، شمسوي

 

– نزلت من السيارة و عيني تعلّكت على بيتنا ، احسّ بشعور غريب ما يتفسر ، ما ادري افرح لان مسيرة على بيتنه لو احزن لان هذا البيت خيب ظني مرتين سابقاً ؟

 

لكيت بس واحد من الحُراس ، لا جلال و لا خنجر موجودين ، بس شافني فتحلنا الباب و فتت و بدخلتي شفت كفاية واكفـة بنص الطارمـة و مسطرة كم سلاح رشاش على الارض و جاي تفصخ بيهم ، صحت بأستغراب :

 

شدسووين كفاية ؟

 

جفلت و رفعت السلاح بوجهي رأساً ، اجزاء من الثانية حتى استوعبت و نزلت سلاحها بتك ايد و الايد اللخ غَطت عيونها
من الشمس ، صاحت :

 

كفاية :: هلااا يمه ودة

 

– ايدي على گلبي ، اتنفس سريع ، صحت :
انتِ خليتي بيها يمه ، زوعتيني العافية !

 

اجـه صوت مهران وراية ممازح :

 

مهران :: حيي الله التفاكة بويـه !

 

-ذبت السلاح عالارض و صاحت :

 

كفاية :: حي الله اصلك ابو فاطمة خوية ، هلا بيكم نورتونا

 

اقتربنا كلش و القينا التحية و هي ردت بصوت ممزوج بخجل ، شكلها ما متوقعة يجي احد ويايه حسيتها ارتبكت بس سيطرت عالوضع ، دخلتنا للديوانية و جانوا خالين سرير مال مرضى و ابويـه ممدد عليها ، انخمش گلبي و عيوني انفتحن شلالات من الدموع :

 

قرفصت بمستوى السرير ، و باوعتله جان وجهه تعبان ،
والتجاعيد ظاهرة منطيته عمر أكبر من عُمره ، نحلان و مبين متأذي ، حطيت راسي بمستوى بطنـه و ظليت اشهك ، حَسيت بلمسـة خَفيفـه على راسي و صوت ثقيل خرج بنبرة نادمـه :

 

سليمان :: لا تبچين بويـه ،، آنـه زين ما بيه شي

 

مهران :: الحمدلله عالسلامـه يبو ود ، ما يجيسك شر ان شاء الله

 

سليمان :: الله يسلمك يخوي ، سهلة بالريش

 

رفعت راسي الـه ، اتمنى اكدر اواسيه و اخفف عنـه ، حسيت نفسي محرجة ، استحيت امد ايدي و أَحتضن چف ايده استحيت ادنك وابوس جبينـه ، بس دموعي تجري و بهذه اللحظة الدموع ابلغ من كل الكلام ، همست بتكلف :

 

-متشوف شر حجي

 

غمض عيونـه بأمتنان ،
سليمان :: عسا لايصيبج شر جوهرتي

 

-ارتجفن شفايفي بأبتسامـة مُزيفة .

 

كفاية :: تفضل خويـة ليش واكف !

 

-انداريت لكيتها شايلة صينية بيها عصائر ، حتى ما انتبهت شوكت راحت جابتهم من المطبخ ، كعدنا كلنا محاوطين ابويه
الي جان يجاهد حتى يسند نفسه و يكعد ، اخر شي كام مهران ساعده عالنهوض و حطله مخدتين ورا ظهره ، بگلبي اندعي لمهران گدما زلمة معدل و گلبه طيب.

 

لحظات معدودة تبادلنا بيها احاديث رَسمية و ما تطرقنا للحادث بشكل عميق بأستثناء سؤال مهران عما اذا كمشوا الي سووها لو بعد و جان جواب ابويـه دبلوماسي

 

سليمان :: قدمنـا شكوى و متانين القانون ياخذ مجراه

 

ضيقْت عيوني عليه و كأني اكوله علينا سليمان افندي
لولا نبهتني كفاية وهي تعض بشفتها و تأشرلي عود عيب منا ضيوف ،

 

سليمان :: شمتانيات روحن زهبن الغدا ،

 

مهران :: لا خويـه انتَ مريض و صوابك ثچيل ، رحم الله من زار و خفف

 

كفاية :: لا خويـه هاي ما مرجيـه منك اول دشتك علينا و وكت غدا و ما تتغدا

 

صفن ثواني ، مثل الي تذكر شيء و رد بوقار وهو يحط ايده على صدره :

 

مهران :: غداج وصل يا بنت الاجاويد ، حنا اهل ما بينا هالامور

 

اني فاتحة حلكي عليهم شديحجون و تذكرت سبحان الله حجه نفس كلامها من اجتي ذاك اليوم ، شنو صدفة لو بسمار ، افتر دماغي ؟

 

مهران :: آنه ارفع الزحمة يخوي و هاي جدام بنتك ، اي شي تحتاج لا تفكر ركابنا و زلمنه سداده

 

سليمان :: كفو منك يالمعدّل ما تكصر

 

-ترخص و مشى و طلعنا وراه آني و كفاية ، صحت وراه :

 

عمو مهران ممكن طلب عفية ؟
اندار و رد بـأبتسامة ،

 

مهران :: گولي يبعد عمچ ؟

 

-اريد ابات هالليلة ، ممكن تحجي ويا غَياث ما يجي ياخذني

 

ابتسم و هتف:

 

مهران :: بووووية شيورطني وياه ؟

 

ضحكت و رديت بخفوت :
-هو يحبك و يسمع منك ، عفية مشتاقه لعمتي و صار هواي ما جايـه

 

رفـع عينـه للي واكفـه ورايه ، صفن شويـه ورد :

 

مهران :: صار بويـه انه احاجيـه ، و كولي لعميمتج خلي اتاني الشمس تنزل و تطلع تنظفهن ، حارة و هوا شرجي مازين عليها

 

-انداريت الها ، رأساً دنكت ، رجعت باوعتله بأستغراب ،
و راودت عقلي فكرة غريبه ، همست بخفوت :

 

صار اكللها ان شاء الله

 

مهران :: يلا في امان الله

 

-مع السلامة ، رحت تخوصرت يمها و همست ممازحة :
عيني يكولون هوا شرجي و شمس حارة موزين عليج ، نظفي سلاحج العصر !

 

شالت راسها مغطيه عيونها بكف ايديها من الشمس :

 

كفاية :: و شمالج تحجين هَيچ ولچ ، اكفي عدل لا اكوم انيم التفكه براسچ

 

لويت شفايفي و باوعتلها بنص عين

 

استقامت و جرتني بحضن قوي ، تبوس بيه و تضحك

 

كفاية :: دَهر فرچ شگد مشتاگتلج !

 

دخلنا سوا للبيت ، هسه يلا حسيت نفسي مفتقده بيتنا رغم اللحظات القليلة الي عشتها هنا ، ابويـه تغده ، اخذ دواه و نام

 

و بقينا آني وياها نتبادل الاحاديث ، سألتها عن خنجر و جلال

 

كفاية :: بالمشتمل اليم البستان ، من شوي وديتلهم الغده بيد سعد

 

بعبوس تساءلت :
– سعد هذا منو ؟

 

كفاية :: الوليد الصغير الجان واكف بالباب

 

تنهدت و همست :
– حيل صغير هذا كفاية ، شنو هاي العالم بزعانة من جهالها
زين ابويـه لشوكت يستغلهم هيج

 

كفاية :: ليش ما تكولين مسويلهم سبوبة عيشة ، الوادم ما لاكية تاكل و ابوج ديشغلهم عايشين و معيشين عوائلهم

 

-وتعتبرين هذا شغل ، هاي نار و بأي لحظة يموتون !

 

كفاية :: سعد ماله غرض بشغل ابوج ، شغيلته بس يحرس بالباب

 

– آني داحجي بصورة عامـة ، الشغل هذا مو خوش و ديودي ارواح عالم للتهلكة ، كل من هبّ و دب صار يشيل سلاح و أقل مشكلة صار المراشك بفلس منو يروح بيها غير المساكين ،

 

فجأة خطرت على بالي بنين و نزلت دمعتي ، همست :

 

بنين مثلاً ،، بسبب منو راحت مو بطلقة تايهة من ولد اخوج

 

كفاية :: كلامج عدل يمـه بس ما راح يغير شي ، ابوج تعلم على هذا الكار ضيع نفسه و جاي يضيعنا وياه

 

-مسحت عيوني و تساءلت :
و هسه خنجر و جلال شلونهم ؟

 

كفاية :: شلونهم ، مجسرين تچسر ، المگوار الله يهديه كاضي بيهم التوبه ، بس خنيجر يگول انه هم طحتله وين التوجعة

 

رديت بأنفعال واضح :
– هم الهم عين يحجون و هم رايحين بهالشغلة العوجة !

 

كفاية :: و انتِ شمالج جاية حامية علينا ، شني تشتغلين عد الحكومة وما نعرف ؟

 

– لا مو مسألة حاميه بس موقفي حدي تجاه هذا الامر ، عموماً خما عدهم اصابة خطرة ؟

 

كفاية :: لا بالريش رضوض على فشخات

 

-ضحكت بأستهزاء :
لا ابد ما بيهم شيء

 

قلصت عيونها بعدم رضا
كفاية :: زلامنا متعوده عالكونات يطكون و ينطكون چا شلون ينرم عظمهم ؟

 

– اتركينا منهم هسه و كوليلي ولد اخوج شخبارهم ، شوكت يطلعون ؟

 

كفاية :: المحامي يگول ماظل شي و يطلعون ، و حجي ابيناتنا خايفة منهم و من طلعتهم

 

بأستغراب رَديت :
– خايفـة ، ليش خايفة مو انحلت سالفتهم

 

كفاية :: اسمعي مني بس ما اريدن الكلام يوصل ، هذا شهيب شال روحـه و دَكها من سمع بيهم خذوج ….

 

-ابتسمت بألم :
كمليها و لا تستحين من خذوني فصلية !

 

حطت ايديها على حلكي و بندم صاحت :
كفاية :: لا حبوبـة لا ! و روح ابوي طلعت بالغلط ، انت مو فصلية رحتي عروس معززة مكرمة

 

-زفرت انفاسي بتعب :
لا يظل ابالچ شلون ما رحت رحت بعد !

 

كفاية :: اهيس حالج مو تمام ، و چثير حجي بعيونج سولفيلي شلونه وضعج و شلونه زلمتج وياج ؟

 

-تنهدت بـحيرة و خوف من المجهول ، حسيت محتاجة افضفض رحت اتقيأ كل مخاوفي گدامها :

 

آني مريضة كفاية ، مريضـة كلش و علّتي الظاهر مالها علاج

 

باوعتلي بفزع و عيونها تتفحص كل شبر بيه ،

 

كفاية :: يمه اسم الله الزهرة ،، احجيلي يبعد چبدي شمالج شيوجعج ، شني علّة يا ساتر ؟

 

– العلّة بعقلي كفاية ، صايرة اتخيل شغلات مدري موجودة مدري لا ، احلامي كوابيس هاي اذا ما جانت احلام يقضة
و الدوة الچنت اخذة اي فايده مابي يضر ما يُمر !

 

كفاية :: دخيلك يالعباس اخافن بيچ تابعة يو شي ؟

 

-تابعة شنو ؟

 

كفاية :: سولفيلي شتشوفين ؟

 

-سولفتلها كل تخيلاتي و كوابيسي ، ظلت تباوعلي محتارة تضرب اخماس بأسداس

 

كفاية :: والله شگلّج ،، اعراضج هاي مال تابعه ، تخليني اوديج
لبيت سيد **** هذا رجال بخيت واذا چان عندج تابعة يعرف يخلصج منها

 

هزيت راسي برفض :
لا ،، المسألة مو مسألة تابعة ، اعرف هاي هلوسة و هاي اعراض متقدمة من المرض

 

كفاية :: جـا شمتانية ما تگلين لزلمتج خل يشوفلج دكتور يو يوديج لدكتورج ببغداد ؟

 

– هو اريد اكوله ، بس ماكو فرصة ، وهم علاقتنا …..

 

عكدت حواجبها بأستفهام :

 

كفاية :: شمالها علاقتكم لا دكليلي بعدكم ما …..

 

هزيت راسي بـأي محرجة

 

ضربت صدرها و نشغت :

 

كفاية :: شلوووون ،، هاي بعدج لحد هساع مانعته منج

 

– ما اكدر اخطي هيچ خطوة ،، افهميني !

 

كفاية :: شنهي لهسه ما رايدته ؟ مالچ نفس بي ؟

 

– مو مسألة نفس و غيرها ،، بس اهله

 

ضربت راسها و صاحت بقلّة صبر :

 

كفاية :: يا طلابه اهله الما تفض !

 

– شسالفة كفاية ،، ليش متفهين الامور لهذا الحد ، بعدين مو على اساس ابويه ما يبقيني عدهم و متاني عزيز يصحى اشو داشوفج مستقتله حتى يتم زواجي ؟؟

 

فلت وجهه و ارتبكت :
كفاية :: هاااه ،،. لا حبوبـه لا مستقتله ولا شي بس اشوفنج صرتي تميلين الـه و هو هم مبين رايدج گلت بلچن الله
و تستقرين احسن من شلّة الحال وسالفة الماضي التودي
و تجيب بيچ

 

ابتسمت بمرارة و اعقبت :
– شفتي رجعتي تفهين الماضي ،، و كأن الصار بي مجرد حدث عرضي ، انسانه على الهامش ماتت و اندفنت ، انتِ مستوعبـه الي ديصير بيه ؟ مستوعبة شلون وكعت وكعـة ؟ اني حبيته كفايه ،، تعرفين شنو يعني حبيته ، حبيت رجال من نسل الي كتلوا امي ، حبيت الرجال الي جنت اشوفه كابوسي واشوف امـه جحيمي بالحياة ، المشكلة بديت اضعف بديت انجذبله
وخايفـة من نهاية هذا الطريق !

 

كفاية :: يايمـه لا تسوين بروحج هيج ، ربج چريم و يزرع المحبة من بعد كره شمدريج شضاملج ويه هالزلمة يجوز يعوضج بدل الضيم الشفتيه .

 

انتفضت و وكفت گدامها اتكلم برجيف :

 

يعوضني ؟! شكد يريد يعوض سنة سنتين عشرة ذني 18 سنة
بعدين متخيله كسرتي بعيون البدوية لو ابنها اخذني ؟
لا و احتمال يردوني اجيبلهم جهال حتى تصير ذروة انتصارها هاي ،

 

كامت اخذت بأيدي و جَرتني لحضنها ، صرخت ما اعرف شأريد
بس اعرف تمام المعرفـة اني حبيته و مستحيل اكدر اتلاحك لگلبي بعد ، بـچيت وآني اعلن اول انهزامي بهالمعركة ، وصرحت بخسارتي امامها :

 

احبـه كفاية ، احبـه كلش

 

كفاية :: بسّج يمـه ، ذكري الله ما تعرفين حكمة ربچ و مدام حبيتيه يعني خوش زلمة و گدر يسكي عروك گلبچ اليبسن بالحقد و الغل مال سعاد و اخيها ، گولي يا الله و انطي لروحج فرصة بلچن تنسعدين وياه ،

 

مرت ساعات ما حسيت على الوقت ، آني نايمه بحضنها فتحت شعري و صارت تفليلي ، و تسولفلي على اجدادي وحكايات من نساء العشيرة و امثله بالصبر و الايثار ، فجأة خطرلي اسألها سؤال :

 

– رجلج المرحوم خذتيه عن حُب لو زواج تقليدي ؟

 

احمرن خدودها بأستيحاء و اجـه جوابها بصوت يرتجف خجلاً

 

كفايـة :: يا حبوبة وين شفته و حبيته ، امه شافتني و عجبتها وخطبتني الـه و الشاهد اله طلع خوش ازلمة سبع و اخو خيته بس الله يرحمه جان يابس وياي ،

 

– شلون يعني ؟

 

كفاية :: اكصد بالكلام و التعامل شلون افهمنچ

 

-قصدج ما عنده اهتمام و رومانسيات و غزل ؟

 

ضحكت و غطت وجهها ..

 

كرصت خدها و غمزت :

 

فديت الخجووولة !

 

كفاية :: يسمونا حيا يالمفلوكة

 

بعدني بحضنها و رنّ تلفوني بلا ما اشوفة توقعته غَياث
رفعت خط ، هي تركتني و طلعت :

 

– الوو

 

غياث :: أطلعيلي

 

– هااه ؟

 

غياث :: هو شني الهاااه ، جاي اكلچ اطلعيلي آنه متانيچ بالباب

 

– بس ،، آني وَصيت عمك يگلك اريد ابقى

 

غياث:: ااي گالي و آنه مارضيت ،، متانيج يلا لا تبطين

 

دمعت عيوني و صحت :
– شسالفة غَياث ،، گتلك بس هالليلة حتى بعدني ما متعشية

 

غياث :: آحد گالج ما عدنا عشا بويـه ، يلا ود

 

-زين انطيني صبر ، الملم غراضي اشوف ابويـه و اسلم عليه

 

غياث :: تمام متانيج

 

– شنو متنزل تسلم عليه؟

 

غياث :: ود ،، ما بيني و بينج شي و بين اهلچ شي ثاني

 

دَمعت عيوني ، عرفت قصدة سالفة الثار و حقه ما الومـه اول
و تالي خسر بنته بسبب شغل ابويه و تهور ولد عمي !

 

سديت الخط و گمت الملم بأشيائي و الدمعة بعيني ، گوة جاي اتقبل هذه الوضع اني وين جنت براحتي و هسه وين ، احس بديت اختنك من حياتي ، و صرت احن لبغداد و عيشتي قبل
تعوذت من الشيطان ، لبست و نزلت لگيت كفاية منتظره
وكأنها تعرف راح يجي ياخذني الظاهر فاهمة وضعي أكثر مني

 

رحت لابويـه لگيته كاعد ، سألته :
– شلون صرت ؟

 

هز راسـه و همس :

 

سليمان :: احسن الحمدلله

 

-تقربت منه و تشجعت اكله كلام جنت اخاف احجيه :
بابا اتمنى تترك هذا الشغل ، راح يوديك و يودينا للتهلكة

 

خزرني و رد بعبوس :
سليمان :: لا تتدخلين بشغلات اكبر منج !

 

– هاي الشغلات راحت ناس ابرياء بسببها ، بنين ماتت و آني فصالة و خنجر و جلال جان ماتوا ، حتى انت جان متت !

 

سليمان :: امشي ولي ويه زلمتج و مالچ غرض بيه

 

-بچيت گدامـه بضعف و استنجدت بي :

 

الله يخليك كافي ، كون اب حقيقي ولو مرة بحياتك

 

ابتسم بسخرية و رد :

 

سليمان :: انه كلشي ماعرف اصيرن غير سليمان ، لا گدرت اصير صاحب بي حظ و لا زوج زين و لا ابو كفو ، الله خلقني هيج و لله في خلقه شؤون !

 

– شفت الكلام ضايع وياه ، تركته ومشيت لحكتني كفاية
و جرتني لحضنها

 

كفاية :: انه ما اعوفنج ،، و رح انشد السيد بلچن ياخذلج خيرة و يعرف شبيج

 

– هزيت راسي بيأس :

 

الله كريم كفايـه الله كريم !

 

كفاية :: هاج اخذي هاي العليجة سويتهن الج

 

– فتحت الكيس و باوعت ملابس سود ، شلت راسي و تساءلت :
شنو ذني ؟

 

كفاية :: دشاديش سود خيطتهن الچ ، عبن اعرف ذوقج صعب سويتهن نازكات ، محرم بعدله اسبوع و احنا هنا نلبس اسود

 

هزيت راسي بأمتنان و تشكرت منها ، بوستها وطلعت لكيته متانيني بالسيارة و يجر دخان ، صعدت يمه لا سلمت و لاهو حجه ، شغل سيارته و انطلق للبيت ،

 

نزلت و ركعت الباب حيل ، تعبيراً عن حالة الغضب الي آني بيها ، دخلت ما لكيت احد بالمطبخ ، بوجهي صعدت فوك
ذبيت صايتي و حجابي ، دخل هو شايل غراضي يباوعلي
سد الباب برجلـه و راح خلاهن عالسرير ، توجه عليه وكف گدامي يحجي بنبرة باردة :

 

غياث :: نورتي بيتچ ست

 

– منور بيك استاذ ، كون ارتاحيت لمن سحلتني بهالليل لهنا ؟

 

ضحك من گتله هيج ،

 

غياث :: هاي تسمينها سحلـة ؟

 

– لعد شيسمونها ؟

 

اقترب و تبدلت نظرته ، امتدت ايده و جر المشبك مال شعري ، نزل گله ، هز راسـه و همس :

 

غياث :: فاتحـة الكصيبة ؟

 

-كفاية مشطت لي و …

 

قاطعني بحدة :

 

غياث :: محد يمشطه غَيري ،، و لا تفلين شعرچ گدام خلك الله ، العين حق و الحسد مذكور بالقرآن

 

– هاي عمتي

 

غياث :: لو ابوچ هم ما تخلينه يلزمـه

 

– ها يعني ملكية بأسمك ؟

 

بثانيـة خطف خصري وصرت بحضنه ، يهمس ببحـة ذوبتني :

 

غياث :: گلچ ملك صرف بأسمي

 

– من نظرة عيونـه عرفت على شنو ناوي ، خُفت من هذهِ الرغبة المجنونة و ادركت اذا ما اخلص نفسي بهذهِ اللحظة راح يهزمني ويمكن للابد

 

امسكت بذراعـه احاول انتزع روحي منه و همست بشفاة مرتجفـة : زين ممكن تتركني هسه ؟

 

غياث :: لشوكت ،، گليلي لشوكت تظلين تكابرين

 

– ششنو مدا افهم قصدك ؟

 

غياث :: فاهمتني و داعت الدا ، و فاهمة شرايد هسه منچ مثل ما آنه فاهم شجاي يصير بيچ هسه و انتِ بحضني

 

-غلطان ،، مدا يصير بيـه شي، و وخر عني

 

غياث :: و رجفتچ هاي ، دگات گلبچ المسموعـة و عيونج الذابت على وَجهي والچلمة الواكفـة بطرف شفايفج گوليها و اعوفنج وعد مني .

 

-افالت منـه ما اكدر ، مثبتني بأحكام بحضنـه بأحكام ، مثل واحد وكع بمأزق عاجز يطلع منـه وين اولي بروحي برجفتي بنظرات عيوني الفضحني يمـه

 

ابتسملي بمكر واثق من نفسـه و همس:
غياث :: الصياد نومتـه خفيفه و يهيس على دبيب النمل لو تمشى على جسمه موش عاد حوريـة انچفت بشعرها الطويل عليه و …..

 

اتسعت عيوني و شهكت ، بداخلي العن بروحي يعني جان كاعد لا ارادياً حطيت ايدي على حلگة مانعته يكمل و على اساس اذا ما كمل راح ينسى السالفه السويتها !

 

نزلت دمعتي محروجـة و رحت اتوسل بي يتركني :

 

غياث :: كوليها و اعوفنج

 

باوعت بعيونـه بقلّة حيلة ، رخى قبضته مني ، انزلقت من بين ايديـه ردت اشرد لكن جان اله رأي آخر ، امسك بأيدي ورجعني اله ماحسيت غير بشفايفي تذوب داخل شفايفه ، شعرت ان الارض وكفت و بس آحنا ندور حواليها ، جان سريع و جامح بإيقاعـه على عكس تباطئ نبضات قلبي ، طايفـه بالهوا وايده بس الي مثبتتني ، گلبي يخفق بقوة وأَحاسيس جمه خالجتني ، ضعف ، هزيمة ندم و رغبة ماكدرت اجاريه چان يسبقني بسنين ضوئية لان جان يعرف شنو يريد على عكسي فجنت انطحن ما بين عقل رافض و قلب مؤيد ، تجرأت لمساتـه
و صرح بنواياه بكل وضوح :

 

غياث :: مشتاكلج ،، اريدج ابقي وياي و لا تروحين لبعيد

 

– راحت ايده تتجول براحة و تحاول تجردني من ملابسي ، اندمجت وياه ، لولا اجـه صوت عقلي و كأنه يكولي :
غبية ،، ارجعي لوعيك وين وعدك و ين شعاراتك الرنّانة بالانتقام ، هسهسات تتلاطم براسي مثل صوت الضمير الحي
لكيتني ادفعـه و اصيح :

 

عوفنييي ،، ما اكدر !

 

توقف كلشي ، الارض رجعت تدور و احنا كلمن رجع لمكانه
وكف يباوعلي بخيبه او صدمـة ما كدرت اميز نظرته ساعتها
كل الي ردت اسويه الملم نفسي ، ملابسي مشاعري الفاضت
وانفضحت قبل شوية گدامـه !

 

مرر ايده يرتب شعره ، يتنفس سريع وعيونـه لمعن بغضب عارم

 

غياث :: ارتاحيتي ،، وصلتي للشي الي تريدينه ؟

 

هزيت راسي بعدم فهم ، بس دموعي تنزل

 

غياث :: نفذتي وعدج الي لو بعد احجييي ؟!

 

– طلكني غياث ،، آني وياك ما النه قسمة غلط زواجنا

 

ضحك بسخرية و حقد عظيم ارتسم على محياه :

 

غياث :: طلاك ما اطلك ،، بس وعد مني بعد ما اتدنالج لو تظلين بس انتِ مرة بالكون !

 

– اخذ منشفه وملابس و طلع ، دفنت وجهي بالمخده
وصرخت و الصراخ تحول لشهقات ، ما اعرف شگد مر وقت و لا شگد بچيت ، و لاحتى شلون نمت ، بس فتحت عيوني جانت ظلمـه كلش واصابع خشنه تتلمس بجسمي ، ثوبي نرفع فوق فخذي ، عگدت حواجبي و بديت اصحى معقولـة هو ؟

 

مديت ايدي احاول اوخره بس ماكو شي اكدر المسـه ، انداريت بتململ و اهمس : گتلك عوفنيي و اذا بيها نفس المرأة القبيحة تحتضن جسمي بطريقة مقززة ، طلعت صرخـة مجروحـة من زردومي و بعدها انخرست وعيوني انفتحت على وسعها كأن اكو شي علق بداخل حنجرتي ، ارافس برجليه اريد هوا ،جانت لحظات اشبه بالموت حتى صار گدامي وجهه المرعوب و هو يضرب على خدي بقوة

 

غياث :: اصحييي ،، اسم الله بويه شبيييج ؟

 

رفع جسمي و صار يضرب على ظهري و يرجع يفرك صدري
الى ان بدأ يجيني الهوا على شكل دفعات شحيحة ، اشهك بقوة و اسأله عنها : وووين راحت ؟

 

اتلفت و ادور عليها ، هو يباوعلي مصدوم

 

غياث :: هي منيه ؟ يابه ترى مكوبسه انتِ

 

اهز راسي بعنف و احلفله بأني حسيت حتى بلمساتها ، وعيونه تباوعلي بشك دمرتني ، سألته :

 

انت الي جنت تمرر ايدك على جسمي ، انتَ الي رفعت ثوبي ؟

 

غياث :: كفيلج العباس چنت نايم ، انه وعدتج ما ادنالج هذا عقلج الباطن يصورلچ هالاحلام !

 

– ضميت وجهي بين اديـه ابجي واحجي سوه :
تعبت وديني لبغداد ،، اريد اروح لدكتوري هو يعرف حالتي

 

غياث :: صار ، اوديج بس مو هسه تانيني الما تخلص العشرة

 

– وديني هاي الايام

 

غياث :: هالايام راسي ما احكـه ، لازم احضر للمواكب وللاعمال
بس لا تضوجين وعد مني اوديج

 

هزيت راسي بقلّة حيلة ، حاوط اكتافي و رجعني للفراش
و غطاني ، همس ممازح :

 

غياث :: نامي و آنه راح اطلع ادخن برا ، اريدن بت امها التوصلّج

 

– انتَ ممصدگني ؟

 

غياث :: نامي ود ،، ربچ يحلّها

 

***

 

– من بعد هذهِ الليلة كلش التهى عني انشغل بالتحضيرات لشهر محرم الي صار على الابواب الولد التهوا عدهم موكب طبخ للزوار و موكب زنچيل ، ماشفته طول هذهِ الايام بالنهار شغل و بليل حتى من عنده وقت فراغ يقضيه ويا الولد جوه بالديوانية او يروح لسعدية او يطلعله شغله من جوه الكاع
ويكضي الوقت بيها ، و قت النوم ينتظرني انام يلا يدخل للغرفـة و الصبح الكاه كاعد قبلي مصلي و نازل جوه يتمرن
او يم جده ، افتقده كلش ، افتقدت وجوده و صوته و غزله ، حسيت بالجوع لاهتمامه ، بس هو قرر يبتعد و آني احترمت قراره ،
الى ان دَخلنـه اخيراً بشهر محرم وكأنـه دخلنـا بعالم من ثاني من الحزن السرمدي الهوا مشبع برائحة البخور وأصوات المراثي الحسينية الي تتردد من بعيد، و كأن الديرة تتنفس الحزن ، جانت الأضوية الخافتة تنعكس على واجهات الحسينيات، وأصوات تلاوة القرآن الكريم تملأ الأجواء، ممزوجة بقصائد حسينية تحاكي واقعة الطف وشهادة الإمام الحسين عليهِ السلام ،

 

تحولت الديرة إلى گلب ينبض بالذكرى والوفاء ، مواكب العزاء تسير في الشوارع الرئيسية ، رجال ونساء واطفال لابسين السواد، و يرددون الاناشيد بأصوات تخترق القلب ، الرايات الحمر والسود ترفرف بالهوا ، تحمل كلمات الحزن والتضامن ؛ كل خطوة في الموكب چانت تعبير عن رفض الظلم، عن تمسك بمبادئ الحسين الي ما تموت.

 

اما بالحسينيات القريبة، جانت المجالس تقرأ المقتل الحسيني، و الخطباء تروي بصوت مخنوك قصة الشهادة ، الكلمات جانت تتساقط مثل الدموع ، تحجي قصة تضحية وصمود ، حتى البيوت هنا تتحول إلى فضاءات للعزاء، يجتمعون الأهالي لتلاوة القرآن وإلقاء القصائد الي تحمل بطياتها الألم والفخر ، هنا ما نحيي عاشوراء وبس ، هنا نعيشه بكل تفاصيله ،

 

الشوارع مزدحمة ، الأهالي يوزعون الاكل والشرب على الزوار ، ريحة القيمة و الهريسة ماليه الأجواء، و الچاي العراقي يُنقل بحب وكرم إلى المعزين المتعنين من مكان بعيد ، بديرتنا نتقاسم الاكل مثل ما نتقاسم الحزن و كأننا عائلة موحدة بهذا المصاب ،

 

ببعض الاماكن يسوون تشابيه تصوّرلنا مشاهد من واقعة الطف و وياهم شعراء شباب يتغنون بقيم الحسين مثل العدل، الحرية، ورفض الاضطهاد و هاي مو طقوس وثنية مثلما يدعي البعض هذه تذكير بأن الحسين ليس مجرد تاريخ بل فكرة حية ما تموت ،

 

و على عكس الهدوء الي يصاحب فترة الليل ؛ بهذا الشهر تزايدت الحركة الشعبية بالديرة و الشوارع الي چانت هادئة بالايام العادية، صارت تعج بالحياة، و الاصوات ، بالوجوه الي تحمل تعابير الشجن ، مدينتنا بمحرم مو مجرد ديرة ، لا تصير مسرح إنساني يروي قصة خالدة ، هنا، نرفض الظلم بكل خطوة، بكل كلمة، بكل دمعة و بكل مفهوم .

 

جنت واكفة بالسطح و صافنـة بالسما ، جانت مضوية بنجومها و لثواني تخيلت كل نجمة تحمل روح شهيد من شهدائنا الابرار ، تأثرت و نزلت دمعتي قريت الفاتحة وهديتها لأموات المسلمين و المسلمات و على روح امي و بنين ،
واندعيت لنفسي بكل حرقة گلب بأن اشفى من هذا المرض الي افتك بكل خلية من خلايا عقلي و خلاني ما اميز الحقيقة من الخيال ، مسحت دموعي و نزلت ، چان البيت مكتظ ، ليلة العاشر حجة و مسوين مجلس عزاء و طبخ برا و احنا النساء جوه ، نتبادل قصص اهل البيت و ذكر الفاجعة و كلما يشتد الحزن يبدي اللطم و النوح و حتى الاطفال يبچون بصمت مؤثر و كأنهم يفهمون وقع هذه الليلة في النفوس ، ابلغ ما يوصف هذهِ الليلة بأنها ليلة الندم و الألم ، العبرة و اليقضة ، الرجوع الى النفس و الزهد عن مغريات هذهِ الدنيا ، حتى حزنك الي تشوفة عظيم راح يصغر و يتلاشى و يختفي امام فجيعة هذا اليوم ، هذا اليوم يستشهد فيهِ سبط الرسول و يقتل اصحابهِ و تسبى نساء بيتهِ ، بهذا اليوم يموت الطفل عطشان و الاخو مكسور الفؤاد و الابن عريس ، بهذا اليوم تموت الارواح الطاهرة لتحيا الكلمة و تدرء الفتنة و تُرفع رايـة الاسلام ، هذا اليوم الي بقى عايش بأعماقنا عبر السنين و راح يبقى ،

 

وسط هذا الزُحام و الأنين الصادر من اعماق قلوب الحاضرين لفتني صوتـه القادم من الطابق الفوك ، صار كم يوم مشايفته التهى ما بين الزيارة و بين تحضيرات الموكب مالته ، تركت كل شي من بين ايديـه و قبل لا اصعد استوقفتني ايدها :

 

سمره :: عوفي متعود كل ليلة عاشر يختلي بروحـه
و ضيمه و السنة هاي انتِ زيدتي ضيمـه

 

-حررت ايدي بنترة منها و همست بتعب :
آني مو أي احد ، و مرة لخ اذا لزمتيني هيچ اكسر ايدج

 

تركتها مصدومة وصعدت اذا بغرفة من الغُرف المقفولة صوتـه جاي من عدها ، اخذتني رجليه اله ، فتحت الباب بمقدار قليل ، ما گدرت افوت من شفته شلون كاعد مهدول الاكتاف بدشداشته السوده و لاف شماغ اسود ، ينشد حسينية لباسم الكربلائي بصوت يمزق الگلب بقيت استمع و أبچي بصمت صامة حلگي بقوة الى ان انهاريت بهذا المقطع تحديداً و مدري ليش صورلي معاناته :

 

غياث :: إذا ما ينذبح ابني على صدري
صعب ترسم احساسك قافية شعري،،
إذا ما ينكسر عالمشرعه ظهري،،
أسولف عالأخوه و آني ما أدري ،،
مته ما خيامي…يسعرن أمامي
أحس شنهو اليعذبك ،،
أريد أعطش و أكتبك ،، خيالك إجاني
نسيتك ثوآني ،، خيالك اجاني

 

-مگدرت اضم شهكتي ، طلعت صرختي على شكل نَدم عارم ، ندم اني دخلت حياته بدافع الانتقام و سلبته أثمن الاشياء الي يملكها بنته الي راحت بشكل من الاشكال بسببي و گلبه الي عجزت شلون احتويه او ارجعـه اله فهو ضحية مثلي عاجز يتخطى ألمـه و فراق احبابه و الدليل كعدته هنا بمكتبة ابوه المرحوم و الي كل شيء بيها ظال على حاله ما متغير بأستثناء غياب صاحب المكتبة ،

 

اندار على صوت شهكاتي و نهض رأساً وهو يمسح وجهه المبلل بدموعة ، صاح بنبرة مخنوگه :

 

غياث :: ها يابـه موچفه هنا ، محتاجـة شي ؟

 

تكلمت بصوت مخنوگ و الغصـة محبوسة بصدري :

 

-سلامتك ،، و آسفـة گالولي ميقبل احد يصعد بس مگدرت اقاوم صوتك و الخشوع الي بيـه ، باوعلي بتمعن ، دمعتـه و دَمعتي نزلن سوا :

 

غياث :: الليلة موش اي ليلة ياود ، تحسين بثگل جاثم على صدرج ، حتى الحزن ما يشبه اي حزن و لا الدموع تشبه باجي الدموع ، اااخ الله يساعد گلبج يا مولاتي يا زينب ، شلون حملتي هالوجعـة !

 

باوعلي ثواني و استرسل :

 

غياث :: لو أَونن دهر كامل لو انوحن عمري گله ما انطي حك هالليلة يا ود ، و لا أردن فضل الحسين عليه ،

 

– لزم گلبه و بعبرة گال :
غياث :: احنا بليـه الحسين ما نسواش ، چان ما حملت هالضيم كله ، من اشوفن هظيمته تهون عليه المصايب
ومن اتنوع شفگد اتحمل الشدايد ، ابچيله ود يستاهل الدمعة
وخلي دمعتج دمعة وعي و تطهير من كل ملذات هاي الدنيا وشهواتها ، الليلة عصيبة و ما يهون جرحها الا الدموع .

 

– يسولف ودموعي تجاوبـه و كل كلمة يحجيها انحفرت بداخلي ،

 

وكف و عيونـه تباوع بحزن لـ ميز دراسي قديم وعليه شغلات مبينه مو مال جيلنا ، طوابع بريديـة ، اقلام حبر شايفة منها عد خالو سلام ، و دفتر ثخين مجلد بجلد بُني اطرافـة متزلغة ، بالاضافة لمجموعـة گُتب لعلي الوردي و نجيب محفوظ و محمود درويش ،

 

چانت الغرفـة قَديمة و حيطانها مامصبوغـة و اثاثها تعبان بس بيها روحانيـة غَريبة و ريحة طيبة ، صاح بصوت حزين :

 

غياث :: هاي حجرة ابوي ، چان يكعد هنا يدرس لو يقرأ لو يكتب مذكراته

 

-بلعت ريكي ،، و التفتت للدفتر احاجي نفسي ، هذا الدفتر الي حجالي عليه مرة

 

رأسـاً سألته بلا وعي : هذا الدفتر الي …..

 

قاطعني بصوت مخنوك :

 

غياث :: هذا الي حط راسـه عليه جابر و مات

 

 

وآني خليتهم و اجيت 🗡️🥀

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق