رواية ساقي الود الفصل الرابع والثلاثون 34 – بقلم هالة ال هاشم

رواية ساقي الود – الفصل الرابع والثلاثون

الفصل الرابع و الثلاثون -نريد وطن

شبيكم ،، شصـاير غيـاث بي شيء ؟

 

زينب :: احجي عمي فدوة اروحلك ولدنـا بيهم شي

 

مهران :: يواشجن بويـه ، بس ناوشنه كلاص ماي حلوجنـا يبست

 

-ركضت سمرة جابت سراحيـة ماي و ناوشتهم ، بابا بس لزم الكلاص ايده ظلت ترجف و بچى :

 

شصاير بابا ليششش تبچي ؟

 

مهران :: هدي خويـه ،، هساع خابروني شباب اعرفنهم گالوا الولد ما ميت بس متصوب بعينهم شايفين غياث شايله وراكض

 

-لطمت كفايـة بنحيب مكتوم :

 

كفاية :: وليدي خنجر !

 

-بلحظـة تجمع الدمـع بعيني رحت اسأل بقلق اخت على اخوها :

 

ش شنو شبي خنجر ؟

 

مهران :: والله مندري لهسـاع ، بس جماعة شايفينه متصوب وزلمتج حاكلـه و راكض بي

 

كفاية :: سودة بوجهج كفاية يمـه وليدي راح عمت عيني عليك خنيجر يمـه

 

-اقتربت منها فاطمة تواسيها بوجه معصور من القهر

 

سليمـان :: لا حول و لا قوة الا بالله ، لا تفاولين عليه وليدنا سبع هسـاع يطلع عدل بجاه ام البنين

 

-احسّ حيلي كله تبدد ، و عصفت بيه الذكريات لكل موقف منه من انقذ حياتي و من حماني من عمي ومن علّمني الرمـاية انحدرن دموعي وانعصّر گلبي واندعيت يرده النـه سالم

 

فجـأة سمعنـا حسّ اصوات و هوسـه برا ، ركضنـا كلنا بلا شعور لو لا خزرة عمـو مهران النـه كأن يكولنه وين طالعـات !

 

طلع هو و بـابا و بسـاع سمعنا صوت سوو طريق ، ركضنا اني و البنات خلينـا حجاب على راسنـه و رجعنا لكيناهم دخلوا و شايلين خنجر وياهم بنطرونه مشكوك و رجلـه ملفوفة ، حطوه عالقنفـه ، صاحوا علينـا

 

غيـاث :: جيبوله فراش بسرعـة

 

-بهيج مواقف اتحنط بمكاني بس الحمدلله كفاية تنشطت وراحت فرشتله ودموعها ينسابن عليه

 

كفاية :: يمـه وليدي ، بعداك ان شاء الله

 

-خرج صوتـه مجروح بألم :

 

خنجر :: الله يسلمج يمه ، دخيل الله لا تبچين هاي انه جدامج مثل الصل كلشي ما بيه

 

-مسح بابا عيونـه بمشهد مؤثر و خاطب غيـاث :

 

سليمـان :: الف رحمة على والديك بويه السبع ما تركته

 

غيـاث :: شسالفة عمي ، واجبي و لون انه الطايح هم جان شالني

 

بصوت متألم :

 

خنجر :: كفو منك يخوي

 

-جنت واكفـة اراقب المشهد بتأثر ، عيوني فاضت بدموعها واحساسي عجز يفهم عمق هاللحظة سبحان الله غياث الي مجان يطيق خنجر و هم على خلاف ويا اواب شلون وحدتهم النخوة و حب هاي الكـاع وحدو قوتهم و مستعدين ينطون روحهم فدا لوطنهم

 

اباوعلهم تعبانين ، هدومهم ملوثة بسخام اسود من آثار حرق اطارات السيارات ، عيونهم حمر و اصواتهم مجروحة متأثرين بقنابل الغاز المسيل للدموع كل هذا لان يريدون وطن !

 

وطن حقيقي بيه كل مقومات الحياة الكريمة السيادة الاستقلال ، فرص العمل ، منشآت صحية و بنى تحتية
كل الي رادوه حق مشروع ما رادوا اكثر من حقوقهم الي انسلبت لاعوام طائلة ،

 

اجوي فخري و جلال اخذوا خنجر و بابا ، و الشهادة لله عمو مهران توسل بيهم يخلوه عدنا و نشرف على علاجة و راحتـه بس بابا ما راد يزاحمهم و وعد كفاية العذبها القلق راح يجيبله مضمد كل يوم يشرف على حالة رجله

 

من التعب و القلق ما ظل عدنا حيل نكعد او نسولف انتشرنا كل واحد بصفحة ، رجعت للمشتمل وبقيت انتظره يجي اطمن عليه وافتهم منـه ، اخذتلي غفوة وجفلت على لمسـة ايده :

 

غيـاث :: اسم الله يابه هاي انه

 

-هلا بيك حبيبي ،، صارلك هواي من جيت ؟

 

هز راسـه و تنهد :
غيـاث :: كبل شوي اجيت سبحت و بدلت يله كعدتج

 

-اكلت شي ؟ خليني اكوم اصبلك عشـا

 

غياث :: اكلت بالمضيف .

 

-تنهد بحزن و استرسل :

 

غياث ::الدنيا مكلوبه ود

 

-اني بس اريد افتهم هي غير مظاهرة سلمية ليش رموكم شنو الي صـار ؟

 

غيـاث :: الوادم موش كلها بنفس الوعي اكو شباب مندفعة وتتصرف بتهور حركولج التايرات بالشارع والنار تناوشت دار الاقامة و اكلت غرفة الادارة كلها

 

-لااا مو خوش

 

غياث :: اي والله يكلج كلها سجلات مهمة وحساسة حتى الدفاع المدني ما گدرو يطفونها

 

غيم وجهي و أكتئبت و عرفت الجاي اسوأ

 

غيـاث :: اجت مكافحة الشغب و صارت ترمي عامي شامي فوك روسنـا ما هيست الا خنجر طاح خفت ينمرد جوه الرجلين بألف ياعلي شلّته الله يسلمه جثيث بس ربج نطاني الگوة و طلعته من حلج السبع چان راح بيها

 

-دمعت عيوني بفخر ، ربي يحفظك لشبابك حبيبي بس فدوة لعينك ديربالك گلبي ما مرتاح

 

ابتسم بذبول

 

غيـاث :: الله يسلم گليبج و يخليني بي للابد

 

اقتربت طبعت بوسه على خده :
هو انت للابد بي

 

زفر انفاسـه بتعب ، خله راسـه بحضني و همس :

 

غيـاث :: مرغيلي مواضغي بروح ابوج

 

-مديت ايدية و بديت افرك جانبي راسه بحركات دائرية بطيئة الى غفى وأنتظمت انفـاسه

 

شلت راسـه من حضني و جريت مخده خليتها جواه بقيت اراقبـه فترة و اندعي ربي يحفظه اليه ، اخذت تلفوني اراقب اخبـار الوضع ما يطمن و استنفار مو طبيعي من الشعب المحافظات كلها مكلوبة خصة بغداد بساحة التحرير ، غلقت تلفوني ودَسيت روحي بحضنـة ادعي الله يمرر هالازمة سلامات ويحفظ ولدنا ،

 

فتحت جفوني على وجهي مقرفص يم السرير ويباوعلي بحنية ، ابتسملي :

 

غيـاث :: صباح الخير

 

-صباح الخير ،، شنو مبدل ؟ بسلا حتروح من هسه

 

غيـاث :: لزوم اروحن ، كل ربعنـه بالحبوبي

 

-لزمت كف ايده بتوسل :
خايفة كلش عليك

 

غياث :: لا تخافين ، احنـا ما طالعين بطر ولا شايلن سلاح بس الصار امس ما ينسكت عنه

 

تقربت حضنتـه حيل ،، همست برجيف :
الله يخليك جاوب عالتلفون لا تسوون بينا مثل البارحة

 

باس جبيني بقوة :

 

غياث :: لا تظلين تهوجسين بأذن الله راجعلج

 

-ودعني و راح و بقيت اتقلب على نار

 

اليوم الثاني من المظاهرات علكت أكثر من البارحة الآلاف من المتظاهرين احتشدوا وسط ساحة الحبوبي مرة لخ منددين بالعنف الي استخدمو باليوم الأول وسط مشاركة عشائرية لشيوخ قبائل چبيرة عدنا و من ضمنهم عمو مهران ..

 

چنا على تواصل مستمر وياهم و حرصنـا ما نلح عليهم بالاتصال حتى لا يملّون و يغلقون جوالاتهم بس الساقي چـان يتواصل ويايه اول بأول و يرسلي صورهم على الواتساب ، شادين اللثامات على وجوههم حتى تخفف عنهم استنشاق الدخانيات و الغاز ، امرر اصبعي على وجهه من خلف شـاشـة واستشعر تعبه من رسم الملامح .

 

الي عرفناه بعدها انطلقت المظاهرة باتجاه مبنى المحافظة مرة لخ وبأعداد چبيرة وسط إجراءات أمنية مشددة و بالرغم من الوجود الأمني المكثف گدروا المتظاهرين يحركون أجزاء من مبنى ديوان المحافظة وجزء من مبنى نقابة المهندسين ، الشي الي خله قوات مكافحة الشغب وقوات الرد السريع تستخدم السلاح الحي والغاز المسيل للدموع بشكل مكثف والنتيجة سقط هواي من المتظاهرين بين قتيل وجريح.

 

فجـأة انقطع النت بعموم البلاد و انفقد التواصل بينا وبينهم ، حتى الشبكة المحلية ضعفت نتصـل و ماكو ردود الا ان كام يجينا الرد مغلق او خارج التغطيـة صرنا على حـافة الانهيـار واحنا نشوف الاخبار ما تطمن ارتفعت حصيلة القتلى ببغداد والناصرية و انذاع خبر اغتيال رسام هو و زوجتـه بالبصرة ، راودني احسـاس سيء بأن هاي مجرد البداية لسلسلة جرائم وتصفية حسابات بروس الناس الفقرة ،

 

من تشوف الاخبـار و تشوف هالشعب شلون متآزر وصاير قبضـه واحدة بجميع اديانه و طوائفة في سبيل مصلحة الوطن يقشعر جلدك فخرًا ، مشاعرنا تتأرجح بين الحزن والفرح مرة وبين الحُلم واليأس مرة أخرى نبتسم بثانية ونذرف الدموع بالثانية نفسها عشنا كل هذه التناقضات والمشاعر الملتبسة بنفس الوقت ،

 

احلى شيء صـار هو هتافات المتظاهرين بلا ملل ولاخوف غير مكترثين بالدخانيات و الرصاص الحي ونيران القناصين بشجاعة ملتهبة كلهم يهتفون بنفس اللحظة بتناسق وانسجام يهيج المشاعر ويخلق شعور موحد بالمسؤولية ، اكثر شي يحسسك بالفخر هو ترديدهم لشعارات موحدة و استحضارهم سرديات جديدة عابرة للطائفية تتمحور حول العراق فقط خالية من أي سرديات إشكالية مرتبطة بمذهب أو طائفة معينة :

 

“ما ترهبنا الصوتيات، بينا عناد شروكية
نرجع نوكفلك هوسات، وإحنا نسكت الصوتية ”

 

دموعنا تهل و گلوبنـا تخفق بحماسـه ودك تمتلك قدرة سحرية وتنقلك من مكانك الهم ،لحد وقت متأخر من الليل و بعد ما نخرنا القلق واجتاحتنا المخاوف ، رجـعوا زلمنـا بوجه متربه مسودة و ملابس ملطخة بالدماء ، نكضانين عطش وتعب وارهاق ، حناجرهم مجرحة و قواهم خائرة ، توزعوا على الحمامات و احنـا استلمنـا مهام تحضير العشا الهم

 

من هاي اللحظة عرفت ماكو مجال للرجوع بعد او العدول عن قراراتهم زلمنـا ناوية تسترد الوطن بأي ثمن كان و احنا النساء بدل ما نحاول نمنعهم لازم نساندهم و نوفر طاقاتنا حتى نشحذ هممهم بس الموضوع چان كلش صعب شلون امرأة تقدم حب حياتها قربان للموت ؟

 

شلون الأم تنطي فلذة كبدها اضحية للشيطان
والاخت راح تفرط بأخ يجيبه الزمان بس مرة وحدة ؟
يا تُرى هيج الوطن غـالي و مثل ما گال غياث بيوم “الوطن اغلى من كل المسميات ”

 

بعد ما خلصـوا عشاهم و شربوا چـايهم استوقفتني جملة حلوة من عمو مهران و هو يوجه الهم نصيحة عميقة :

 

مهران :: حي الله زلامنـا بويه والشي السويتوه موش قليل بس خلوها بأذنكم كطنه انتم طالعين خاطر هاي الكاع تذكروا كلشي موجود بهذا الكـاع هو امانة بركبتكم عدوكم جدام عينكم لا تخلون المندسين و المخربين يهجمون ديرتكم هذا مال عام يبه وكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته .

 

غيـاث :: تم عمي الله بطول بعمرك ، احنـا طلعنا نريد نسترد حك هاي الكـاع موش نسلبها و نزيد همومها

 

اواب و هارون :: صح لسانكم ، بعون الله ناخذ حكنـا

 

-رجعنـا اني وياه للمشتمل و رغم نفسيته المُرهقة بس عيونـه مشتعلة شوك الي و آني مو اقل منـه ، اخذني لحضنه واصابيعـه تخللت شعري :

 

غيـاث :: شگد احبنه لو تدرين

 

-همست مبتسمة ،، هنيـاله !

 

خله راسـه يشهك جوه نحري :

 

غيـاث :: اوووف نحرج مثل شهك النفس ما ينمل

 

-يا ويل گلبي منين اجيب حجي حلو و ارد عليـك

 

ذبلن عيونـه بحنين غامر همس ويمرر ايده على خـصري :

 

غيـاث :: مشتاك اشوفنها تتلوى جدامي

 

-مدري ليش انزعجت من حجـه هيج ، بأرتبـاك خليت شعري ورا اذني ، صحت بتلعثم : اريد اشيله لهذا الوشم !

 

ضيقْ عيونـه بأنزعاج :

 

غيـاث :: لا بالله مو بكيفج !

 

-تخصرت گدامـه و هتفت : لعد بكيف منو ، جسمي و اني حرة التصرف بي

 

امتدت ايده جذبتني بقسوة لذيذة :

 

غيـاث :: بكيفي آنه ، انتِ مالتي من الهامـة لاخمص الجدم والوشم احبنّه عيفيه مسويلي جو

 

-گال و غمزلي !

 

-سرسري ، عفتـه ومشيت بس ما عافني …

 

كل دَقيقة تمّر اكتشف روحي احبـه أكثر ، من أَكون وياه يحسسني بالاختلاف يثمنّي بطريقة فريدة ، يعيشني شعور الاميرات ، بين ايديـه أَشعر آني الانثى الوحيدة بعيونـه ،

 

ينفث دخـانه بهدوء ، حنجي متوسـد صدره و صارت عادة عندي اتحسس كل ندبة و أَثر من جرح قديم حتى ندباته صرت اقدسهم لان كل وحدة بيهم شايلة قصة و ألم ما ينسي ، همست اسأله بفضول :

 

-شنو أَكثر شي حَبيته بيه ؟

 

رد بنبرة ممازحـة :

 

غيـاث :: اخلاقج !

 

ضربته بخفـه و عدلّت كعدتي ،، هاي آني كاعدتلك الا اخذ جوابي منك و ما اريد اجوبه دبلوماسية !

 

اندار على جنبـه مسند راسـه على ذراعـه بحيث برزت عضلة ساعدة يايمـه شهالوسامه والله بي لقـطة ، صحت ابقى هيج لاتتحرك جريت تلفوني من الكومدي و صَورتـه ، حرك عيونه بأنزعاج :

 

غيـاث :: شمالج تهرفلتي

 

-طالع حلـو گلت اصورك ،، هاك شوف

 

مديتله الموبايل ، امسك بمعصمي جر التلفون و شمره وخله راسي على صدره و فرش شعري عليه :

 

غيـاث :: نامي ،، وراي گعدة

 

-همم بس ما جاوبتني

 

بنعاس تكلم :

 

غيـاث :: شجاوبج ولج مجاي تشوفيني شلون قفلت

 

-ميخالف جاوبني و نام ، شنو أَكثر شي حبيته بيـه

 

غيـاث :: سوالفج المكسّرة

 

-غيـاااث

 

غياث :: هههه

 

-احجي مو فتيته لگلبي

 

غيـاث :: الصراحة كلشي بيچ ينحب بس الطيحني اختلافج جرأتج و قوتج من چنتي تجين و تتناطحين وياي بلا تردد انتِ تركيبة عَجيبة قويـة و صلفة بس بنفس الوقت تفيضين انوثة ، وطبع الانسـان يميل للي يكمله

 

-شلت راسي لمستوى وجهه و همست :
هممم يعني كونك رجل فائض الرجولة تحب مرتك تصير فائضة الانوثـة ، هممم و اني عبالي مؤدب

 

ضحك و استرسل :

 

غيـاث :: الادب ماله دَخل بتفضيلات الانسـان ورغباته الشخصية بعدين انه شاب و ما متزوج و انتِ الله يسلمج خوش اشتغلتيني

 

-ضميت وجهي محرجة من سوالفي وياه

 

غيـاث :: سحنتيني سحن ، بدلالج ، صوتج من تحجين
الطريقة من تلتفتين و لمن ترمشين بعيونج يو من تتخصرين وجسمج كله يهتز ، خطوات رجليج و رنّة الحجل چانت تضرب بنص گلبي !

 

لمعن عيونة بنظرات ذابلة :

 

غيـاث :: موش اكلج انتِ اختبار صعب ، حاولت ما افكر بيچ و اعاين للفروقات البيناتنا و اكولن كل عكلك تفكر بيها غياث ؟ هاي حضرية ترفـة و بزر دلال وانت رجال عرُبي ايدك خشنه والشمس حاركة جلدك وغيرتك ما تنحمل كلما اهود وما افكر بيچ تجي المرحومة توصفج جدامي تخليني اشبن وما انطفي ، اخلص الليل اتصـارع ويه شيطاني عليج اتخيلج بحضني واعود استغفر و اتعوذ من شيطاني ومنج

 

حك طرف انفـه و استرسل بضحك :

 

غياث :: و لو شَريد اتعوذ بعد ، وآنه حتى مچان الحية اندليته ويتراولي شعرج مثل ليل كانون بسواده يغطيني عشكج استفحل عليه المرض الماله علاج

 

-هزيت راسي ابرر ، والله ما جنت اسوي هيج عمدًا و لا ادري بيها توصلّك عدا مرة وحدة فلّيت شعري بالصف ولمت روحي على هذا التصرف الغَبي !

 

همس بأبتسامة :
غيـاث :: اعرف

 

همست بتخابث :
-بس انت ليش اول ما كشفتني جريت شالي من راسي

 

غيـاث :: ردت اشوفه حلم لو حقيقة هههه

 

-ادبسيز

 

سحبني و صار يدغدغني ، فرطت ضحك

 

غيـاث :: صارلي سـاعة اكلج نامي شو تعالي خلي اشوفج الادبسيييز على اصوله

 

باليوم الثـالث طالبت منظمة العفو الدولية بالتوقف الفوري عن استخدام العنف ضد المتظاهرين وطالبت السلطات العراقية يجرون تحقيقات بقضية سقوط 18 قتيل من المتظاهرين وقوات الشرطة وطالبت بإنهاء الحظر الفوري على شبكة الإنترنت وعلى كافة مواقع التواصل الاجتماعي و بعد يوم وجُهت المرجعية الدينية في النجف أربع مطالب للحكومة تقضي بتشكيل لجان حكومية لمحاربة الفساد وتوفير فرص العمل للشباب العاطلة وتحسين الخدمات وانهاء الفساد و على هذهِ الرنّة استمر الحال الى ان قررنـا اني وكفاية و البنـات نشغل وكتنا ونكون جزء من هذهِ القضية بالدعم اللوجيستي ، فاتحنا عمـو مهران وارحب بالفكرة كلش لاسيما احنا بأيام حزن وهيج هيج راح نطبخ بثواب ابا عبدالله الحسين و كلفني آني بمهمة تسجيل المتطلبات و الموارد و كافة الاحتياجات حتى نرتب بوكسات غذائية و خابرت بابا وكلش شجعني و كال راح ينفذ نفس الفكرة بس بطريقته الخـاصة وهيج صرنا رسميًا جزء من الثورة

 

بلشنا نسجل اني و زينب بينما عمو و فاطمة اخذو كفاية للدكتورة شاكين عدهـا التهاب بكلياتها كلش مأذياتها ، والبدوية معزولة بغرفتها هي و المرة الي كثرت جياتها بآخر فترة ، مدري ليش راودني احسـاس سيء اكو شي ما مفهوم حول هاي المرة ايدنا تشتغل بس عيونه ملاصقة التلفزيون والتلفونات ما تلحك تشحن مدري اتصالات عليهم مدري نتابع الاخبار و نرفع هاشتاكات الاحداث اشتدت و الساحة امتلئت بالجرحى والشهداء، لكن الحزن ما كسر عزيمتهم بالعكس اشتدت الهمة و حتى بعض النسـاء طلعن بمسيرة سلمية يرددن بشعارات يندي الها الجبين :

 

” عوجـة الگاع من نمشي نعدلها
احنـا بنـات الناصرية الكاع نحتلها ”

 

واحنـا وياهن نهوس و دموعنّا تهل بحماسة ، دموع فخر وايثار ، دموع خوف و ترقب من المجهول دموع قلق بأن نفقد آخر سلاح ممكن يدمر ترسانة السلطة و تفشي وباء الطائفية

 

لحد المغرب اجوي من يم الدكتورة ، وجوهم مستبشرة ، تلكيتها بالباب :

 

-طمنيني فيفي

 

هتفت فاطمـة بسعادة :

 

فاطمة :: راااح يصير عندي اخو

 

-رأسـًا وكعن دموعي وحضنتها : مبررووك فيفي

 

كفاية :: الله يبارك بيچ يبعد چبدي يوم الالج وافرح بيچ

 

زينب :: الف مبروك حبوبة ربي يتمملج على خير ،

 

-باوعت لمهران الكاع متشيلة من فرحته ، باركناله اني وزينب

 

مهران :: الله يبارك بيچ يبعد عمج ، خلونا ندش جوه مازين عليها الوكفه

 

فاطمة :: ااي عيني تخاف على الفرخ من هسـه

 

-اجت دلال تتساءل بأستغراب :

 

دلال :: خير ،، شنهي فرخ ؟

 

مهران :: باركي لخالتج بويه راح يجيج اخو

 

-بلحظة تجمعت الدموع بعينها و خرج صوتها بصدمة :

 

دلال :: حامل !

 

زينب :: ااي شمالج حبوبة انخطف لونج

 

-باوعت لابوها و بصوت مُعاتب خانها التعبير :

 

دلال :: شني بويه انتَ صغير و تدورلك فرخ بناتك بطولك

 

-بثانية تبدّلت ملامح عمو مهران و أَحتقن لون وجهه بأعصاب :

 

مهران :: كضي لسانج و حترمي نفسج لچ ، شلون تحاجين ابوچ هيج

 

-تهافتن دموعها بخيبه ، عافتنا و ركضت لغرفة البدوية

 

صفك ايده و هتف :

 

مهران :: هساع كملت خوش راح تنحش براسها

 

كفاية :: ميخالف عيوني جاهلة متفهم و تغار عليك

 

مهران :: موش جاهلة و فاهمة كلش زين بس مع الاسف طاحت بيد من لا يرحم ، دشي بويه ارتاحي و الچ الصافي و شربي مي چثير شفتي الدكتورة شكالتلج عنج رمل بالكلية

 

-والله عرفت الم كليتج مو خالي

 

مهران :: بويه ود ماوصيج على عميمتج عاونيها و عينج عليها اعرفنها ما تهجد

 

-ضحكت و خدودها اشتعلن ، اشرتله على عيني وهمست من عيوني

 

حط ايده على صدره كعلامـة امتنان و طلع للديوان و اني وزينب خطفناها بوس و احضـان گوة خلصت روحها من عدنا صحت بحماسة :

 

ولج فيفي ممصدكة راح يصير عندي ابن عمة اوي فدواتك ربي

 

كفاية :: وابن عمتج يصير ابن عم زلمتج

 

زينب :: يابه والحسين دخت بطتنا بطت بطن بتكم

 

-كرصتها و صحت : هي تصفى بعدين

 

زينب :: اخخ چلابتين موش اظافر الله يسـاعد اخوي عليج

 

فريت عيوني بغرور :
اخوج متونس عليهن

 

زينب :: دَهر فرج صايرة فويسدة يالبريبيج

 

خزرتنا عمتي :

 

كفاية :: ثنينجن برابيج شو كومن فارجن خل اريح جتتي

 

زينب :: چـا غير تگليلنه شكد عليج

 

كفاية :: توني خمس اسابيع بس

 

زينب :: كفو من عمي زلمه حوك

 

كفاية :: لمي لسانج زنيبة لا احطج بحلج عمج

 

-هاي شنو شيخة كفاية ، تهديد شديد اللهجة

 

كفاية :: چـا شعبالجن اخلس خلس يو عصبت

 

-طكيناها ضحكة و من أَيـام ما ضحكنـا هيج

 

زينب :: حبوبة منا و غاد ارتاحي و لا تهلكين روحج بالشغل انه و بنت اخوج المخسبكة نكفي و نوفي

 

-ضربها على راسها بتوبيخ :
انجبي هاي منو المخسبكة يالهبشة

 

زينب :: انتِ چـا ياهي شايفة من تكضيلج شغلة تروح ناس وتجي ناس وانت ما مخلصتها

 

-هذا لان اشتغل بذمة و ضمير مو تشربت

 

كفاية :: ولج زنيبة جوزي من البت ، هي هاي ذبتها تحب تدقق بالسالفة

 

زينب :: مو فتت گليبي بفهاوتها

 

-اثنـاء حديثنا ، طلعت المرأة المبوشه من باب المطبخ

 

هزت كفاية راسها بأسف : اهيس وراها مصيبة ربي يسترنا ويچفينا شر عمايلها

 

فجـأة صدح صوت البدوية و گالت :

 

البدوية :: خيرج حبيبة يا شر التجفين منـه

 

سَندت روحها كفاية وكامت بمواجهتها :

 

كفاية :: صلـوات منين طلعت الشمس چلب العضج كتلناه

 

البدوية :: شنهي كصدج

 

كفاية :: كصدي واضح ، النهار كله جويعدة بحجرتج
انتِ و بنيتج لا شغلة ولاعملة وبس وكت المواچيل نشوفچن وحتى دلة علمتنها على دروبچن

 

البدوية :: شجاي درعمين ولچ نسيتي رويحتج ويامن تحجين ؟

 

كفاية :: لچلاچة التلجلج فچوچج ، انه الشيخة حرمة الشيخ واحجي وياچن مثل ما انه اريدن ، اسمعي ووصلي كلامي لبنتج منا و غاد ايدتچن ويانا بالبيت حنا مو خدامات عدتچن و هاي المنگبه المانعرفلها ساس من راس نوبة لخ من تجي ترفع نكابها و تكعدن بالصالة تسولفن جدامنـا ، حجرتجن للنوم حبوبة موش للاجتماعات

 

البدوية :: والله وكت ما بكى علي غيرج يا بنت داوود تحاجيني هيج

 

كفاية :: اي بالله شفتي الدنيـا شلون اندارت عليج عاد اتقي الله و صيري سنعة

 

-حسيت كفاية محملة عليها من سنين و كلهن طلعتهن هسة بحيث البدوية ما ندلت حلكها بعد ، حملت روحها وطلعت فشلانه ، ظلينـا اني و زينب مفهيات ومصدومات ، قاطع شرودنا صوتها بتشفي :

 

كفاية:: ها شـلوني ؟

 

زينب :: وعلي لوز عشتي يبعد چبدي

 

-عمي شيخة و النعم منج

 

خلص يومنـا بخبر مفرح بعد شهور عجاف ، طبعـًا كفاية عدها طبع عفة واستيحاء غير مسبوق ، ذممت علينـا ذمة ما نحجي بخبر حملها لازواجنـا لان تستحي و احنا هم احترمنـا قرارها ، اتصلت بأبويه و طمني على خنجر صحته تحسنت و وضعهم تمام ، متصالح ويه عمو حمدان و صاير يسير عليه كل يوم ما بينت اله انزعاجي وعذرته لان الوحدة ما تنحمل

 

بمرور ايام قليلة ، تحولت المظاهرة الى انتفاضة شعبية عارمة عمت العراق بمعظم محافظاته وهزت المنظومة الحاکمة بشدة غير مسبوقة واندفعو لساحات وشوارع العاصمة والمدن الاخرى ملايين المواطنين الساخطين على طغيان الطبقة الطائفية السياسية ومنهج المحاصصة واستشراء الفساد والبؤس والازمة الشاملة والي زيد الطين بلّة الرد الدموي على المحتجين والعنف الوحشي الي تعرضوله والي استهدف خنق المظاهرة وهي بالمهد

 

بالاضافة للدور الي لعبته بعض وسائل الاعلام المسيسة ومواقع التواصل الاجتماعي المغرضة بنشر اخبار كذب وفيديوهات مفبركة على اساس المحتجين ديحرقون دوائر حكومية و يثيرون الشغب لكن الحقيقة هم حرقوا مقرات جانت تطلق عليهم الرصاص الحي ، تصاعد لهيب الانتفاضة مثل عاصفة ما گدروا يقمعونها و يسيطرون عليها ،بفترة وجيزة تغير المشهد العراقي بأكمله تقريبا، موبس بالعاصمة لا بعديد من محافظات الوسط والفرات الاوسط والجنوب،

 

بتاريخ 8/ تشرين الاول ، قررا يوقفون المظاهرات لاحياء مراسيم الزيارة الاربعينية ، مثل استراحة محارب جرينـا نفس شوية زلمنـا مروا بحالة كآبة شديدة بسبب العاشوه والي شافوه بذيج الايـام ، التصعيد مستمر و التنكيل بالمظاهرة هم ، اكثر. شي مخوفنا هو دخول جماعات تحت مسميات مختلفة تحاول تضرب المظاهرة بالقلب ساعتها يروح دم الشهداء عبث و لوعة الامهـات هباءً منثورا

 

الحياة توقفت نسبيـاً ، هدوء مخيف اغلب اليشتغلون اعمال حُرة توقفوا و صابين جام اهتمامهم بالمظاهرات تلكاهم اول الحاضرين و حتى الموظفين و الطلاب السـاحة اشبه بالعراق متعدد الملل و الطوائف تشوف الطبيب و المهندس والتدريسي و الحرفي و الطالب والى اخرهِ ..

 

وبالرغم من توتر الاوضاع و سوء الحالة النفسية ما ادخرنه جهد بالتحضير للمواكب و احياء العزاء و كل ولدنـا مستعدين حتى يروحون للزيـارة سيرًا على الاقدام مثل كل سنـة ، عدا خنجر الي ماراح يكدر يروح بسبب اصـابة رجليه

 

الدنيـا ظهر واكفين نعزل المطبخ اني و زينب الي چانت معصبة من سمرة و دلال بسبب كسلهن و عدم مشاركتهن بشغل البيت خاطبتها بهدوء :

 

روحي ارتـاحي آني اكمل الباقي ؟

 

زينب :: وليش خية انتِ تكملين انه بس اريد اعرفن شغيلة وحدة احد گايللهن على راسهن ريشة وحدتهن راح صير بگد الثور اچل و نوم

 

ود :: هاي حرب باردة من سَمرة وغسلت دماغ هاي الطفلة للاسف خربتها هواي

 

زينب :: خلص اليوم عليها وجبة العِشـا ارد اشوف شلون تشرد لغريفتها گبل لا تزهب المطبخ ، انه فد شوية اروحن لحبوبتي

 

ود:: يمكن اجي ويـاج مشتاقتلها ، هسه لو تجي تگعد يمنـا اقلها تصير بركة بالبيت

 

زينب :: خية ما تتوالم ويه البدوية و صحتها على گدها
خو اذا شوف جيفة سمرة و جويعدة خدة و خدر الا تكوملها بالعكازة وين التوجعها

 

-ضحكنـا ثنينـا و بهاي الاثنـاء دخلت سمرة ترعد والواضح چـانت تتصنط لكلامنـا

 

سمرة :: لچ زنيبة هاي عليمن تگولين جايفـة شنهي نسيتي نفسج

 

-حسيت بنبرتها نوع من التعالي قررت اهدء الامور بينهم اهدي سمـرة الكلام مو يمي

 

سمرة :: اسكتي انتِ اللخ محد طالب منج تدافعين بأذني سمعتجن شون تقلدن عليه و تضحكن

 

زينب :: چـا لو عايفـه التصنط و مطلعة ندارتج ويانا بالشغل موش احسن

 

سمرة :: بكيفييي انه حرة اشتغل ما اشتغل

 

زينب :: لا موش بكيفج احنـا موش خدم عدج تشتغلين حالج من حالنـا

 

سمرة :: ههه شوف هاي مصدكه رويحتها حالها من حالي هيييه اصحي انه سمره بت جابر بت الشيخ يعكوب و انت ياهو ، يتيمة لفيناج و حسبناج وحدة من عدنا لـ الله بس لا تنسين روحج حبوبة ترى حتى سعدية چانت تشتغل عدنـا و ما تحجي بكدج !

 

-ماچنت اسمع كلامها الفـارغ بقدر ماركزت بـ زينب شلون تجمعت الدموع بعينـها و احتقن وجهها بخيبة وكسرة چبيرة مثل واحد خلص عمرة يسعى لشيء ومسح ايده بالحايط ، زينب الي خلصت عمرها متناسية جرح اليتم و حاسبة روحها جزء من هذهِ العائلة اجتي سمرة فتحت جرحها و دارت عليه ملح ، ما نبست بكلمة و ما سمحت لدمعتها تتهاوى و تنزل على خَدها تقدمت عليها و بدون سابق انذار شالت ايدها ونزلتها على وجهها بصفعة خلاتها تنذهل ، بعدها عافتنا وراحت لمشتملها

 

بحرگة گلب رزلتـها : ولج انتِ شنو ؟ شغيرج وين سمرة القديمـة !

 

بخبث ردت :
سمرة :: آخر وحدة تحجين انتِ سوسـة البلة من يوم دشيتي لحياتنا هجمتيها هجم

 

-هزيت راسي و بمرارة تگلمت :
ااي حقج ، انت الزوجوج غصب عنج و انتِ المرضوج وخلوج مدمنـة و قبل كل شي سلبوا امج منج ، لچ دماااغ سز حمدي ربچ وشكريه ساكته لحد الان الچ غيري وحدة فضحة عمايلج من أَول يوم

 

سمرة :: ليش يمـه شمسوية انه

 

-هه شمسويه عبالج ماعرف حتى اواب غاسله دماغه عليه ومصورتله اني وحدة موخوش

 

سمرة :: ليش انتِ خوش ؟ ، وين اكو وحدة شريفة تدك دكتج بينـا بس هو حظ الكح*** بالسما يلالي هالاخذتي شيخ الزلم و الله العالم شمفينة بحياتج گبله

 

-سدي حلگج يا ادبسز ، تروحيلي فدوة و لا تخلطين الاوراق ببعضها مو اني العشكت رجال ما يحبني وضحك عليه واخذت ابن عمي و گلبي مو يمه

 

سمره :: چبي لا اگوم ادوس حلكج بالنعال

 

-هاا شو ضجتي ، هو انتِ هيج مدمغة و مضحكة بدل ما تكرهين عزيز الي ضحك عليج و بسببج انتِ وياه راحت بنين حقدتي عليه لان عافج اني هم بطرانه من اسألج وين سمرة القديمة الظاهر هذا معدنج و اللطف الي بشخصيتج چـان مجرد قناع حتى تتسللين لعزيز من خلالي

 

سمـره :: هيييه كافي انلصمي و ولي لبيتكم موش عندج مشتمل شكو جاعدة على گلبنا

 

-شسوي اجي اكرف خيستج لان بس تاكلين و تنامين

 

فجـأة حسينـا بصوت حركة قوية من يم باب المطبخ ، تحنطنا ثنينـا وانخطف لونـا بعد لحظة تقدمت سمرة تتلفت منـا و منـا ما شافت احد ، خزرتني و راحت ، بقيت استغفر ثواني وانرشگ باب البرا حتى مشفت منو الي طلع !

 

دخلت لبيتي تعبانه و مرهقة و گلبي محمل قهر لشوكت اظل متحملة سمرة و فضاضتها و غبائها ، صفنت داير مدايري وفكرت آني ليش ما اسويلي مطبخ خاص بيه و ارتب امورنا حتى نعزل كلش بلا ما اشوف خلقة سمرة والبدوية كل يوم بس كفاية شلون منو يسـاعدها بهاي الفترة ؟

 

ظليت أَجر حسرات و خطرتلي زنوبـة فكرت اروح اطيب خاطرها لبست شالي و فتحت الباب و اذا بي اتفاجئ بغياث واكف يم المرة المبوشـة يحاجيها بملامح مشدودة :

 

عجيب هو يدري بيهـا خرسـة ليش ديحاجيها و شنو يريد منها اصلاً ، تقربت من يمهم بخطوات مرتبكة التفت شافني اندار وهي خلت ومشت ..

 

غيـاث :: خير حبيبتي ليش طالعة

 

-همم واذا طلعت ممنوع ؟

 

دندن بصوت هامس :

 

غيـاث :: اذا طلعت شمس فوت انتَ للبيت لان شمسين معناها احتركنـا !

 

-هههه تغني بمحرم

 

شـال راسـه للسمـا وصاح :

 

غيـاث :: ربي سامحني دولاب دولبني العشگ

 

-چتفت ايديه و تساءلت :
اني هم المفروض اسألك شعندك طالع او بالاصح شعندك وياها ؟

 

غيـاث :: ماعندي شي وياها ، بس ممرتاحلها وسألتها منين اصلها فصلها

 

-بضحكة ساخرة :
اي و جاوبتك ؟

 

حاوط اكتافي و مشاني بأتجـاه المشتمل :

 

غيـاث :: لا حضرة المحققة ما جاوبتني لان الظاهر صدگ خرسة

 

-اممم احسك هواي مركز بيها ، شاك بشيء

 

طبك البـاب و مد ايده جر الشـال من راسي

 

غيـاث :: چنج ما تعرفيني ، انه هيج بويه من اشوف احد غريب دش ديرتنا يو بيتنا اظل ادور وراه الدنيا موش امان

 

-يسولف وياي و ايده مستمره تجردني

 

-طكيتها صفنة و تذكرت روحي من اجيت اول مرة لهنـا وشلون كشفني و شكد اتمنى اسألة شلون عرفت هويتي بس اعرف راح اسببله مغثة وفتح دفاتر قديمـة ، قطع صفنته ببوسة على خدي وحرشة من حرشـاته المعهودة

 

غيـاث :: احبنج من تصفنين

 

-هااه

 

غيـاث :: اروحن فدوة للهـا ، تحبيني ودّ

 

-احبك ،، و اموت عليك !

 

-حاوط خصري و طَوقت ركبته و همست :

 

“اول حب بعمرك آني
اول واحد يبوسك آني
اول دمعة نزلت منك اذكر چانت بأحضاني ”

 

دَمعت عيونه و لزم صفحـة صدره بتألم :

 

غيـاث :: ليش اهيس اكو خوف هنـا

 

عقدت حواجبي و تساءلت مستغربـة :
خوف ؟ خوف من شنـو

 

غيـاث :: خوف من خسارتج ، خوف من المجهول من لحظة تجي و نتفارك بيها

 

-حطيت سبابتي على شفاهه :
اسم الله عفيـة ، لا تحجي هيج

 

جر مشبك شعري بلطف و اخذ بيدي ، مدد طوله و نومني بحضنـه وكالعادة ما يرتاح اذا ما يفرد شعري فوكاه :

 

غيـاث :: اعشگج ودّ و محتار شلون اوصف حبچ ما يكفيه الوصف و لا اكدر انطي تسميـه ، مرات اهيسه سكينة للهوسة البروحي و مرات اهيسه لعنة صابت كل خلية بجسمي !

 

قوست شفايفي بزعل :
خلف الله عليك طلعت لعنة

 

ضحك وباسني بحنجي :
غيـاث:: هاي اللعنـة الشهية الي ماريد اشفى منها

 

-هممم اخذني ويـاك للزيارة ، حتى نتعاهد هناك منعوف بعض مهما يصير

 

غيـاث :: زيارة الاربعين متعبة و ازدحام چتل ما راح اكدر اخذج وياي بس وعد مني بعدها اخذج اذا الله خلانه طيبين و تعدي هالازمة على خير

 

-هم راح ترجع للسـاحة

 

غيـاث :: الساحة صارت قضية وثار و موش غياث اليعوف ثاره

 

-گلبي ما مرتاح

 

اندار بحركة سريعـة وقيد ايديني رفعهم فوگ راسي ، ابتسم بتلاعب وهمس :

 

غيـاث :: هذا ياهو الگلبه ما مرتاح وانه موجود

 

-من عيونـه عرفته راح يتسوفل ، صحت :
تعبـانه بروووح اهلك لااا

 

غيـاث :: احتركوا اهليييي

 

****

 

-اذا اريد اوصف شعوري وياه راح ابخس حقه ، احساسي وياه مثل واحد متيه اهله من سنين و لكاهم ، كل نهاية يوم نجتمع نعيش حب شغوف و لهفة ما تنطفي ، نشتاق لبعض و احنـا سوه ، نتسامر ولا تخلص سوالفنـا كل نظرة منـه تشرحلي شكد يحبني حب عميق مختلف متفرد عن غيره وكل نظرة مني تصيح شكد دا احبـة اي هيچ ، اني مو بس حبيته اني دا احبـة حب يتجدد ويزيد كل لحظة ، احب حنيته واحب حبـه الي ولاهله والناس ، واحب خوفة عليه ومن خسارتي ، بس ليش هوما مطمئن ناحيتي ؟

 

معقولة ما يثق بيه بعد ، لو مايثق بالظروف ؟ لو اكو شي مخبي عليه ؟

 

بعدما راحـوا كلهم للزيـارة ما صار شي مستجد هدوء نسبي بس مو مريح ، هذا الهدوء الي ينبئ بحدوث عاصفة ، شعور مزعج يزحف زحوف لگلبك وياكل بذرات الامـآن الي تحاول تتمسك بيها ،

 

المرأة المنقبة بعدما اجتي و البدويـة هي الي صارت تطلع مبررة انه عدها واجبات تأديها تجاه النسـاء بهيج ازمة ، دلال شالعة گلبها لكفاية و غيرتها أَصبحت لا تُطاق و فاطمة نفسيتها تعبت بسبب الوضع الامني و دوامهن المتذبذب بسبب سوء الاحداث ،

 

خلصت الزيـارة و رجع اشتعل فتيل المظاهرات من جديد و لكن للاسف بدأت سلسلة اعتقالات ممنهجة لناشطين و اعلاميين وخطف ناشط معروف ببغداد ومحد يعرف مصيرة ،

 

ارتفعت حصيلة القتلى و صرخات الامهات الملكومة ارتفع وسط ضجيج الثورة ، ازداد القتل و القنص والترهيب ، اجتمع عمو مهران بالشباب وبملئ فمه كالها :

 

مهران :: كلكم تهجدون و تكعدون مامش روحـة للساحة بعد !

 

غَيـاث :: السموحة منك عمي بس كلامك هذا ما مقبول حنا ولد هالگاع اذا انه و غيري نكعد چـا ياهو اليدافع عنها

 

هارون :: صح لسـانك يخوي ، عمي انه ما اكدر اهجد والمجاتل صاير بفلس برا

 

اواب :: وانه بعد ما اكدر اعوفن جماعتي واكعد هناه حالي حال النسوان و الشهادة للـه حتى نسوانا طلعت بمسيرات خاطر هالارض

 

مهران :: خلصتوا انتَ وياه ، خلوني احجي و لا تكطعون سالفتي ، بويه انتم جاي تشوفون الوضع يـو لا ، اعتقالات وكنص بالوادم بويه هاي موش معادلة شريفة و لا مجاتل نظيف ، الموضوع خرج عن اطار السلمية وصاير الچتل بفلس والماطيح بي چيله يدشون على بيته يشيلونه من فراشه والله اليعلم يطلع بعد يو لا ، بويه غيـاث الجاي يصير فرصـة لكل ردي و جبـان يصفي حساباته بأسم الاحتجاج ، كلمن شال تفكته و طلع بحجة المظاهرة و هو رايح يچتله واحد يطلبه ثار لو يودي جماعة يخطفونه و بعد محد يندلّة درب ، خصـة انت غويث هاي خوش فرصـة لذولاك الناس خاطر ياخذون ثارهم !

 

-صدت عيني بعين غَيـاث و أعتصر گلبي القلق شلون ما فكرت ممكن عزيز و سليم يستغلون هذه الاحداث لمصالحهم ؟!

 

بعد شد و عت و نقاش حامي ما توصلوا لأتفاق و كلمن متزمت برأيـه و متمسك بموقفه ، حتى انهم بقوا للصبح مساهرين يفكرون بكلام مهران !

 

مرن يومين اضافيـات الولد ملازمين السـاحة بس غيـاث مو وياهم ، حسيته مشغول بغير حسبة و هاي طبيعته تقلقني جدًا لأن اعرف وره هدوءه و اختفاءه عاصفـة وبالفعل مثل كل مرة احساسي ما يخيبني بعد غفوة العصر صحيت على هوسـه وصيـاح جاي من بيتهم

 

دفعت الغطـا و نزلت خايفـة لان صوتـه چان يصدح بحرگة ، بسرعة غسلت وجهي ولفيت شالي عبرت من الطارمة للمطبخ ماكو احد ، مشيت بأتجاه الديوانية والكـا الكل متجمهر هنـاك والعجيب كلهم واكفين و هو يرعـد بينهم اندارت زينب شافتني اجتني و عيونها متروسـة دمع ، انخطف لوني وصدري يعلى ويهبط بقلق:

 

زينب :: ود

 

دفعتها و دخلت للديوانية و اذا بيـه الكـاها هناك ، مرميـة مثل الذليلة عالارض ، تشهك بمرارة توسعت عيوني بدهشـة والحروف طلعت متقطعة من شفايفي : ربحـة !

 

باوعتلي و صاحت بحرگة ::

 

ربحـة :: موش انه السبب هي ،، هي !

 

-چانت تأشر على البدوية الي تباوعلها بنظرة لاهبـة ولا بيها ذرة خوف او تردد

 

الكل چـان حاضر ، سعدية ، مهران الولد سمرة و غيـاث متوسط الصـالة و شايل الحربة بأيده ركزت بيها نفسها نفس الحربة الطعنته بيها ، من مقبضها الجلد الاسود المعتق من هذهِ المنحنيات الي تتوسدها قبضـة الاصابع ، باوعتله و تساءلت بترقب :

 

شديصير ؟

 

باوعلها بأستقراف و گال :

 

غيـاث :: هاااي الـ.. استغفر الله و اَتوب اليه

 

مهران :: هدي يبـه مو راح تنجلط امشي زنيبه جيبي لاخوج ماي

 

غيـاث :: تعاي زينب ماريدن ماي اريدكم تسمعون هاي الساقطة شعملت !

 

ربحة :: موش انه لوحدي عملت دخيل بخت جدك يمه انه حسبة امك لا تفضحني

 

باوع لأمـه بعيون لوامـة :

 

غيـاث :: أُمي! آنه ماعندي غير امي سعدية و تندارين فدوة لوصخ رجليها عبن حتى وصخ رجليها انظف منج ومن عمايلج

 

مهران :: بويه غير تفهمنـا شعملت ، من جيت لهساع انت ترعد فوك راسها وكاض خنجرك تريد تذبحها يو شنو تالي وكت تهرفلت و تريد تچتلك حرمة !

 

-بحركة سَريعة اخذ ايدي و حط الخنجر بأيدي و هتف :

 

غياث :: موش انه الاچتلها، بويه ود آنه وعدتج گبل شوكت ما لكيتها اجيبها حدر رجليج و بأيدج تاخذين حگج منها

 

فاضت محاجري و آني استذكر كل السونّه بيه من اول يوم دخلت لحد آخر ليلة غادرت هي بس شافت الخنجر بأديه زحفت زحوف لزاويـة لمت رجلها لصدرها و ظلت تنحب بجملة وحدة :

 

ربحة :: لا تچتليني بروح امچ انه احچيلج كل شي بس لا تچتليني !

 

-وسط ذهول و صمت الجميع و أمام لَهيب عيون البدوية الي حتفترستي بنظراتها ، تجاهلتها و رحت قرفصت يم ربحة الي كل اوصالها ترجف ، بهدوء حاجيتها :

 

لا تخافين ، آني مو مثلج اريدچ تحجيلي الحقيقة گدامهم كل شي صار و منو الحرضج عليه ؟!

 

بصوت مهزوز
البدوية :: شنهي كصدج ، شني صغيرونة و نحرضها لو تريدين تدخلين الفكرة لدماغها جدام رجلج عودين احنا الدافعينها عليج !

 

رمقتها ربحة بنظرة شرّانية و بأصرار ردت :

 

ربحة :: كل الصـار بسبتج انتِ عيجوز الشّر دمرتيني ودمرتي الفرخة !

 

توسعت عيوني بصـدمة و هي استرسلت تتقيأ كل الحقائق :

 

ربحـة :: اي لا تتنوعيلي هيج انتِ الوزيتيني عليها انت الردتي تطيحين شعرها و انتِ الوديتيني ابوكن علاجها وجعدنا الليل كله نفرغ دوه الكبسونه و نخلي دواج

 

تهاوى مهران على القنفـه :

 

مهران :: لا حول ولا قوة الا بالله

 

البدوية :: چذابة و روح ابوي تچذب

 

-تقدمت بحركة سريعة و هجمت عليها ملختها تملخ وذيج مستمرة تصرخ بالحقائق ، اجواء مشحونه بالتوتر
بالصدمة و الترقب للجـاي ، منظرهن وهن يتقاتلن يثير الاشمئزاز ، اقترب غيـاث و حرر ربحة من قبضة البدوية
و حاجاها بنبرة تحذير :

 

غيـاث :: لخاطر التسع شهور الشلتيني بيهن راح اعديها الج هالنوبة ، خليها تحجي و لا تقاطعينها !

 

البدوية :: لون عندي خاطر يمك ما تسوي بينـا هَيچ

 

-تجاهلها و خاطب ربحة :

 

غيـاث :: گملي حجية ربحة بعد شمفينـات بحرمتي

 

ربحة :: گبل لا تحاسبني حاسب اميمتك كله من جوه راسها انه عبد مأمور

 

البدوية :: چبي يالجايفة لا تجيبين سيرتي على لسانج الوصخ صوجي انه لفيتج بعد ما ذبج سليمان للشارع
هاي جزاتي يم صنّة تتبلين عليه شنهي

 

ربحة :: شتبلى عليج خَية چـا احنه دافنينه سوه خليني ساكته لا ازوعن كلشي جدامهم ويصير چـاتل و مچتول
بين ولد العَم !

 

-اتسعن عيونه بشرر و الولد واحد صفن بوجـه اللاخ ، ضحكت آني بمرارة الظاهر اكو اسرار ماعندي علم بيها

 

انتفض مهران من مكـانه و بلهجة تحذير خاطبها :

 

مهران :: بسّج ولج شنهي احنـا بيـا حال ، كومي ولمي رويحتج و فارجي ما اريدن اشوفن ركعة وجهج نوب

 

غيـاث :: لااا السموحة منك يالعم ، هاي متروج لمچان موش گبل ما تذب كلشي تعرفه هنا و تاخذ جزاتها من المظلوم

 

سحب مسدسـه من جناده وجر اقسـام موجهه على ربحه !

 

اواب :: اهدا يخوي شمالك

 

ربحـة :: يباااووو يردون يچتلوني هناه ، وينك شيخ يعكوب تعال ليه شوف ويلادك شيعملون

 

غياث :: لمي لسـانج الجايف واحجي كلشي گبل ما اطشر دماغج هنا و ادشن بيج الحبوس

 

ربحة :: شحجي حبوبه أكثر من الحجيتـه ، گتلك هي الوازتني على مرتك ، رادت تطيح شعرها و من كشفتنا بكنا دواها وبدلناه ..

 

غيـاث :: وبعد ؟؟ احجييي !

 

ربحـة :: و من چنت تروح يو تسهر ويه الويلاد تخليني اصعدلها خاطر اخلسنّها

 

البدوية :: يالچذابة يالماتخافين الله لچ كليلهم تصعدين خاطر نفسج الدنيـة يالخايسة نفسج تدني عالبنـات

 

-شهكن زينب و سمرة وكفاية لطمـت على صدرها ، غياث من حركة روحه رمى بأتجـاه السقف و صرخ صرخة شگت گلبه ، چيتوا عليه الولد رادو يجرون السلاح منـه ما گدروله ، انهارت ربحـه و گامت تحجي بكلام هوسة ما مفهوم :

 

ربحـه :: يباووو لا تچتلني بروح ابوك ، والحسين هي ،، البدوية سبب كل الصـار البدوية حتى دخلّت ابن عمك لحجرتها يخوفها !

 

-صدمـة ، رعب ، غضب مشاعر متتوسط جحظت عيوني وانشل لساني عن التعبير ، احسّ دماغي تقلّص و گلبي تضائل جوه صدري ، ضربات بطيئة اشبه بآخر لحظات الحياة ريكي يبس و حنجرتي تجرحت اسأل نفسي ويه نفسي شنو هذا الشعور معقولة راح اموت ..

 

صرخ غَيـاث موجه سلاحـه صوب أُمـه :

 

غيـاث :: لييييشششششش !

 

تقدم مهران و رفع ايده فوگ ثارت رصـاصة ثانية ، كارثة حلّت ، تحنطت بمكاني و طنين مزعج سيطر على طبلة أُذني ، وكفت عاجزة عن السمع و جزئياً عاجزة عن الرؤية ، ضباب ضجيج ألم ماينوصف بصوت متقطع ثگيل ما يشبه صوتي ابدًا همست : ليش !

 

تراخت ايديه و تهاوت الحربـة للارض و بحركة سريعة تقدمت البدوية خطفتها من يم رجليـه وركضت متوجهة لربـحة ، چـانت راح تقتلها لولا تدخل البنات و جروها من دشداشتها !

 

ربحـه :: يباااووو تريد تچتلني مـثل ما چتلت ودادددد

 

-هي حجت هيج و أَحس روحي رفرفت وطلعت من جسمي ،، سقوط ،، صمت ظلام
آني وين … وليش وحدي ؟!

 

 

::

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق