رواية ساقي الود – الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثاني و العشرون – متاهه
اغفى و أَكعد و ما اسمع غير هدير محرك السيارة وهي تشق طريقها وسط الظلام و تمشي بأَقصى سرعتها ، أَريد افرق شفايفي و اسأل السايق ، شگد باقيلنـا من الوقت لكن ما گدرت
اصطكت اسناني و موجـة برد اجتاحت جسمي خلت عظامي
ترجف ، افرك زندي براحـة ايدي عسى ان ادفى ، لكن البرد اذا جـان بنص الگلب شيدفيـه ؟
غُفيت و جـانت آخر غَفوة ، صحيت وكدامي صارت اقواس المدينة و عبارة ( مدينة بغداد تُرحب بكم ) ، فَزيت من مكاني
ممصدكـة ، وصلت أَخيراً ، ياربي دَخيلك ، بچيت بصوت مسموع مثل السجين و كالوله افراج ، بس عبرنـه السيطرة
الولد تكتر على جهة و توقف ، جر تلفونـه و ظل يرسل مسجات
انعصـر گلبي و خفت ، سألتـه : العفو اخويـه ليش وكفت ؟
باوع بالمرايـة الامامية وجاوب :
السايق :: خويه انه هذا حدي وياچ ، هسه يجون اهلج ياخذون الامـانه ؟
– بعدني افكر بكلامـه و معناه واذا بيـه ينزل و يسلم على اخر انسـان بهذهِ الدنيا اتمنى شوفته ،
انقبض گلبي و بهذهِ اللحظة تمنيت افتح الباب واشرد بس وين اولي هيمة و برد و دنيـا ليل !
باوعت للجـامـة ، واكف بأستقامـة بالزي العسكري يحجي ويا السايق بملامح مشدوده و يأشر بسبابته بتحذير ، جر من جيبه صفطـة فلوس و انطاه ، و رأسـاً فتح الباب ، نصـه راسه
ابتسملي و تكلم بنبرة عَابثـة :
عزيز :: نورتي بـغداد يـا هَيل !
– انمغصت معدتي ، اندفعت للجهـة الثانية فتحت الباب و نزلت امشي و اتلفت خايفـة يلحكني ، أشر للرجال يروح و صعد سيارتـه ، ركضت مسرعـة و ماعرف وين رايحـة ، تقرب بمحاذاتي و يصيح :
عزيز :: لچ مخبلة وين موليـه بهاي الهيمـه ؟
– احجي بأنفاس متقطعـة ، ولي انت من وجهي و روح ترى اشتكي عليك
قهقه بصوت عالي ، و شخط السيارة بأقصى سرعـة بحيث وكف مسافـة گدامي ، طبك و نزل يمشي بسرعة بأتجاهي ، لكيتني اتقهقر بخطوات يائسة للوراء ، امشي و افرك بخاصرتي ، صاح :
عزيز :: راح تتمرضين ، و يطيح حظج توكفين لو اجي اسحلچ بنص الشارع ؟
– تعبت من المشي ، من المراوغـة من وضعي وكل شيء وكفت واستداريت بمواجهته ، شلت نقابي و صرخت :
شتريددد ، مكفاك السويته بيه ، ظليت الطم على وجهي
عزيز :: بت السطل منـا شارع ، فضحتينا انعل يومچ
– تقرب راد يلزمني ، صرخت :
ديربالك ، والله هسه اذب روحي جوه السيارات
عضّ اصبعـه بنفاذ صبر ، و يأشر على گلبه
عزيز :: لچ اااخ ،، لومـا هذا و روح ابوي چان انه ذَبيتج جوه السيارات ، لچ هم الچ عين و تحجين ، امشي اصعدي للسيارة
احسن الچ
– مـا اصعد وياك لو تموت ، هسه اخابر سعاده و العب بيها طوبة ، عود شنو تدزك اليه ؟!
عزيز :: شوفي لچ ، جري عدل و امشي اصعدي ، سعاد ببيت نجيبة ، ما نكدر نخلي السايق نفسـه يوصلچ كلشي يصير يلزمونه براشدي واحد يعترف على مكانج ، عرفتي يالذكية
– باوعت كلامـه منطقي ، وكفتنا هنا غلط من غير البرد الكص عظامي ، مشيت وياه بيأس ، مستلسمة لكل شي هالمرة حتى گلبي بطل ينبض سريع ، و تجمد كل احساسي بهذهِ اللحظة
شلون دنيـا الي خلّتني الوذ بعزيز ، لا اب بي حظ و لا اخ يسندني ، صعدت ويـاه للسيارة و عيوني لحظة وحدة ماسكتت اخر شي فاض بيـه و همس :
عزيز :: مو كافي بچي ،، كل الصار الج و الي سببه انتِ ، لچ شكد كتلج انتِ مو گدهم ذوله ترباة دوواين ، ما يتقشمرون بسهولة ، ورطيني و ورطتي نفسج ، لا بعيني الكم شهر الي نباكن من عمري و اني نايم و لا همني نص مصاريني تكطعت
بس زواجج من هذا ااااخ !
ضرب الستيرن حيل و أسترسل :
عزيز :: ناااري ،، لچ ناري ما جاي تهدأ ، لج كتلج اكتله و ما يبين شي ، طلقه تايهة بكصته و ينتهي الموضوع ، هسه احسن
لمن حطوا عليه عهد اليوكع من السما على ابنـه انتَ الملام ، لج شسوي بيج هسه ضيعتي المشيتين !
– كاااافي ،،، كاااافي لا تسوي نفسك براسي شريف وكل الي صارلي بسببك انت ، من وره تهورك ورعونيتك راحت بنية مثل الوردة و راح شبابي و صحتي و عقلي ،لك الك عين و تسولف
حرامات كعدت مثل الصلّ حتى الموت ما گدر يكرفك لانك واحد عار !
اشتعل من الغيض، و دار الستيرن بحركة جنونية خله راسي ينردم بالجـامه !
– الله لا يوفقك تريد تموتنا !
عزيز :: لججج اسكتي ما اسمع صوتج ، هين اني تكوليلي عار مو بت سليمان الناقص
– اذا ناقص شكو تشتغل وياه ، لو فلوسه حلوة معلوم طول عمرك تعبد الفلس
عزيز :: تنلصمين لو الصمج بطريقتي ؟
– سكتت ، افرك بصفحة راسي ، فلشني الله يفلشـه ، طلعت تلفوني من الجنطـة قبل لا افتحه ، جره من ايدي و صرخ :
عزيز :: رحمة لامچ لا تبلينـا
– رجعة الي عزيز ما راح افتحه خلص
طلع الشريحة و ذبها بالشارع و رجعلياه ،
عزيز :: اني اجيبلج تلفون و شريحة هذا لا تستخدمي بعد
– ما اريد منك شي ، وصلني و انتَ ساكت
عزيز :: يطبچ مرض
– مرض بگلبك جاوبته بداخلي ، سكتت و كملنا الطريق
وبعدما حجينـا ، وصلنـا لبيت نجيبة اخيراً بعدما ختمت القران بگلبي خفت يتروعن و يسوي بيه سالفه ، طبك يم بيتهم :
عزيز :: امشي انزلي گدامي
– نزلت بخطوات مسرعـة ، ادك الباب و الجرس سوة ، لحظات قليلة و فتحت الباب سعاد ، دخلت بحضنها مثل طفل تايـه ولگه امه :
بچيت بحضنها وهي بچت ، و على حسّنا طلعت نجيبة تمشي بالگوه ، هي تصير مرة عمو فاضل اقارب امي من جهة الخوال بيضة مربرة تخبل عبالك مسيحية ، كبرانـه اخر مرة شفتها جنت باول كليه انتقلوا للسكن بتركيا و عافوا بيتهم ما باعوه ،بس هسه جايه تريد تصفي امورها بالعراق و ترجع لاهلها ، اخذتني لحضنها ، باستني و صاحت موجهة كلامها لسعاد :
نَجيبـة :: هاي شنووو دادة ، كلما جالها تصير نسخة من وداد ،
– ابتسمت الها ماعرفت شأرد ، اجـه صوت عزيز ورانا
عزيز :: السلام عليكم
نجيبة و سعاد ردوا تحية السلام ، امـا اني عفتهم و مشيت اريد ادخل جوه
صاح بنبرة مستفزة يحاجي سعاد :
عزيز :: تفضلي ،، هاي فوكاها ؟
سعاد :: ميخالف حبيبي فوت هسـة جوه ، الدنيا باردة
– وكفت عند كلمتها ، نسيت البيت مو بيتي و نسيت نجيبة واكفة ، انداريت اصرخ :
وووين يفووووت ؟ اذا فات جوه اني اطلع !
سعاد :: عيب هالتصرفات ود ، لا تصيرين رَعنة
نجيبة :: صلّوا عالنبي يا جماعة ، منـا جيران امشونا جوا نتفاهم
– من رخصتچ خالة ، هذا اذا دخل جوه اني مالي ظلة بالبيت
عزيز :: هذا منو لچ قندرة ! مو اجي ادوس ابطنج و انعل ابوج لابو اليطلعلج
– احترم نفسك ، واحد سافل امشي يلا اطلع !
سعاد :: ود
– عيونـه صارت بگصته ، اخذني تدفع لداخل البيت سعاد
و نجيبة يتوسلّنه يتركني وما يسويلي شي
دخلنا للصالـة و كبت العيطة بيناتنا ، صرخت :
ايدددك لا تلمسني لا العب بيك طوبة
ضحك بسخرية ورفع ثنين ايديـه بالهوا
عزيز :: العفووو نسيت انتِ صرتي مدام متزووجة
– اي متزوجة و متمد ايدك بعد لا اخليهم يكصوها و يعلكونها بركبتك
كفر و دفر الباب چلاق فلشه ، ظل يلعن و يفشر على اهلي
اخذتني نجيبة لوحدة من الغرف و سعاد بقت يمـه تهديه ،
سعاد :: حبيبي روح هسـة ، ترى مو بعقلها البنية مبينة مسحورة ، خبلوها الميخافون الله
عزيز :: تولي هالطايحة الحظ ، و ما اروح شو كاعد على گلبها
– حَسيت الدنيا ضاقت عليه ، مشاعر مختلطة بين الندم
و الحسرة و شعور الخلاص ، بس خلاصي اجـه متأخر مثل واحد سبح بعرض البحر ايام متواصلة و وصل للضفة هلكان
حسيت جمجمتي تفطرت و گلبي تقسم لالف وصلة ، اختنكت
و اشتهيت اصرخ ، عفت نجيبة المدري شنو چانت تحجي وگُمت متوجهـه لعزيز ، كورت قبضـة ايدي و لگمته على حلگة بكل ما املك من قوة بحيث وجهه افتر ، رجع باوعلي مبهوت
همست گازة على اسناني :: اطلععع ما اريد اشوفك
عزيز :: هاي شنو بت وداد صايرة شرسـة لازم نسيتي عزيز وشيكدر يسوي
– عيونـه تحدقلي بنظرة حقيرة صَحت كل جرح بيـه ، انتفضت الطم على وجهي بقوووة :
– ما نسيت ،، ما نسيت ،، ما نسيت
تهاويت للارض ، انعدمت الرؤيا بس احساس الوجع حاضر جسمي يهتز بقوة ، اخر صوت سمعته و تمنيت يكون صحيح
نجيبـة :: يمه البنية ماتت !
.
.
.
______ بيت الشيخ يعقوب _____
كاعد الشيخ بهدوء بس عيونه تفتر مثل عيون الصگر ترمقهم واحد واحد ، وجوه الرجـال متجهمة و وجوه النسـاء مرعوبة ، كمـا هو معلوم بالعرف العشائري ان الغلط التسويه وحدة منهن راح يعم عليهن جميعاً بصورة او بأخرى ،
صمت مُدوي لايسمع فقط ضربات قلوب تقرع بقوة ، كاعد مدنك راسه عاصر كَفيه كمحاولـة لسحق الألم الي يعتصر قلبـه
اجـه صوت الشيخ بخشونه موجه كلامـه لحفيده :
يعقوب :: مرتك وييين ؟
رفع عيونـه لجده بنظرة تحمل الف كسرة وجرح ، انشگ صدره
و هو يحجيها :
غياث :: ماهي ،، شردت !
انتفض الشيخ و كل اوصـاله ترجف :
يعقوب :: شلون انهزمت يعني ؟
غياث :: چانت طالعـة للسوك ويه البنات ، مناك مغافلتهن
و شاردة
الشيخ :: هذا شلون حجي ، زين خابرت اهلها ، يجوز رايحتلهم
غياث :: خابرت يا شيخ ،، كالوا ما جايتنا ، و جايين بالطريج
– چان يتكلم بصعوبـة بالغـة مثل الواحد الي ديسحبون منـه الروح بحبل ، هاي مو كسرة گلب ، هاي كسرة عهد و ميثاق وشرف و منين من الانسـانه العشكها كثر من اي شيء ثاني بالوجود من الحلم الكضى عمره يتانيه ، من النجمة الكطع گلبه حتى يلوحها ، جان ما يعرف شلون يفكر و لا شنو يسوي بس شي واحد يفتر بدماغـه شلون يلكاها و يتفنن بعقابها ، اجـه صوت جده و بدد كل افكاره :
باوعلـه الشيخ و الألم يكطع بگلبه وحدة حاسّ بمعاناته ويعرف شلون جاي يحتضر وسط هذهِ النكسة ، ارتعد گلبه بخوف خشية ينعاد ماضي ابنـه بحفيده ، وجه كلامه للنساء بلهجة تحذير :
يعقوب :: اسمعنّي زين ، من هاي الساعة بيبانچن تنسد
و رجليچن تنكف ، لاحد يدشلچن و لا تسيرن على احد چلمة وحدة ما تطلع برا البيت منا لما نشوف شلون تنحل ، ما اريدن حرمة غياث تتصيح ، يجون اهلها و نتفاهم و انتَ يبن جابر ، لا تحني راسـك موش ابن جـابر التكسره مرة
البدويـة :: السموحـة منك شيخ ، السوته بت سليمان ما ينسكت عنـه ، حالها حال النهبت …
قاطعها ابنها بصوت هز الحيطان هز :
غيـاث :: خاتووون!!
البدوية :: شكلت انه ، گلت الحك حرمتك مسّت شرفنا كلنا خن نكول حجرنا روحنا ابيتنا و ماطلعت السالفة چم دوب نضملها وهي مسويه فاينه بكبر راسها
لفت عالشيخ و استرسلت :
البدوية :: السموحـة منك شيخ ، اكولن خل غياث يطلكها
وحلها ويه اهلها بفصل عاد هم يدورون بتهم و يحاسبونها
تجادحت نظرات غَياث ، كام انتفض لكن قبل لا يهجم تكلم الشيخ :
يعقوب :: غَياث !
باوعله غياث بقلـة صبر و گأنه يگله اترك الوحش البداخلي يتحرر و يحركني و يحرككم كلكم !
ناجاه الشيخ بنظرة توسل ، بقى واكف لكن سكت يتحامل على وجعته مثل واحد يبتلع شظايا كزاز
خاطب الشيخ البدوية بتحذير :
يعقوب :: عالية !! لمن تحجي الزلم ،، النسوان تسكت و ما تدخل مفهوم يو اعيد كلامي بصيغة لخ
– تفشل وجهه و كام ينطي الوان ، نزلت راسها وتمتمت بخفوت:
البدوية :: مفهوم شيخنا
يعقوب :: گومن فزن لشغلچن ، و ممنوع چلمة تطلع برا ، وان سمعت حرف واحد طالع برا هالديوانية احسبن الله ما خلقچن
سمره :: السموحـة شيخنا ، اذا اجو بيت عمي ابوهيثم شنكللهم ؟
يعقوب :: بنية و مسيرة لاهلها غاد چم يوم ، غير كلام ينگال لساناتچن ينكصن !
– طلعن وحدة تردم باللخ و قبل لا تلحكهن البدوية استوقفها الشيخ بآخر تحذير :
يعقوب :: عاليـة !
البدوية :: آمر شيخ ؟
يعقوب :: حجرة المرضى تسدينها هالايام و تستسمحين من الوادم
البدوية :: بس ياشيخ ، النسوان على ساعة تطيح و ان جان عالحجاية وعد مني ما تطلع ….
قاطع بصرامـه :
يعقوب :: ام غيييث ، لا تخليني اعيد الكلام مرتين بويـه ،
و خليها ابالچ ، الصيحة ما تلحك الحرمـة وبس حتى زلمتها يتصيح بالسلف ، يرضيج ولدج يمشي مدنچ راسـه بين الوادم
– دنكت راسها و بحنق واضح ردت :
البدوية :: لا ما يرضيني ، و ما عاش الي ينزل راس ولدي
الشيخ :: لچن اسمعي الكلام بويه
البدوية :: امر شيخ
****
– بعد مرور وقت قليل ، چان يتلظى بيها غَياث على لَهيب الجَمر ، عاجز ان يخلي عينـه بعين جده او عمـه و هارون الي يباوعولـه بنظرة اسف ،
أَخيراً وصل سليمان الي ملامح وجهة تطشرت و كأن مرشوش عليها تراب يصيح : بنتي وين ؟
يعقوب :: بنتك شردت يسليمان
سليمان :: حجيش هذا ، شني يعني شردت ؟!
باوع لغياث و راح يسـأله :
سليمان :: بنتي وين يغياث ؟
– رُمقـه غَياث بنظرة لاهبـة بس تشم ريحة معاتب بعد ، توج بيهم نار متخلي منهم شيء
يعقوب :: اكعد يبو ود و خلنا انتفاهم
سليمان :: ما بيني و بينكم اي تفاهم ، انه مخلي بنتي عدكم
بيت مليـان زلام واحدهم ما يفوتـه الباب ، كلولي شلون ضاعت البنية ؟
يعقوب :: بنتك طالعة ويه خياتها للسوك و مناك مختفية
صفك ايده سليمان بعصبية :
سليمان :: موش شغلي طالعة للسوك رايحة للكبور اريدن بنتي منكم
اندار بمواجهة غَياث و صاح :: جيبلي بنتي غَياث !
اومـأ راسـه غَياث ، همس :
غياث :: تـم ، راح ادورها لچن من الكاها شنهي العمل ذيج الساعة يسليمان ؟
سليمان :: هاي جدام الشيخ احجيها ، انه فصالك يغياث طلكها و عرس ، و تكاليف عرسك كلها بهاي الركبه بس تنطيني بنتي انه احاسبها هيج تكول الاصول يو لا يبو جابر
اومـأ راسـه الشيخ بأسف :
غَيـاث :: خل الكاها يسليمان ، ساعتها لكل حادث حديث
سليمان :: ممنوع تجيس شعره منها موش گبل ما اشوفنها
و اسمع منها وين چانت و ليش شردت ، و قـد اعذر من انذر
گال كلامـه سليمان وطلع ، امـا غياث فاض بيه الألم و ما عاد يتحامل على كسّرته بعد ، ترك جده و ركض متوجـه لغرفته ، جر سلاحـه و نزل يركض عيونـه ما تشوف احد گدامـه غير شلون راح يلكاها و ينفذ بيها انتقامـه و يا ويلها لو چان الي يفكر بي صحيح، صاح الشيخ على هارون و مهران يلحكونه قبل لا يسوي شيء يندم عليـه ، فهيچ امور ما تنحل بالقوة و المكان القاصده مو مثل ديرتهم ،
لحكوه الزلم و مكدروا يوقفون بطريقـه ، انعمت بصيرتـه بالغضب و عقله يندد بصوت الانتقام، نسى نفسـه من يكون
رفع سلاحـه بوجههم و كان مستعد يرمي اي رجل يقف بطريقه حتى لو كان الشيخ نفسٰه ، تهاوى الشيخ يصفك ايد بأيد وعرف
الي امـامـه الان مو غَياث و لا الساقي ، بل الوحش الي خلص عمره يروض بيه بالبوادي و البراري ..
مهران :: ترفع سلاحك بوجهي يبن جابر ؟
غياث :: ميل عن دربي عمي گبل لا ارميك و أَجتل روحي هنا ، ميلو عني اكللكم
هارون :: هدي يخوي ،، مو هيج تنحل الامور ، هناك مو مثل هنا ، يروح يدبرلك مكيده الناقص هذاك
غيـاث :: ميلو عني ! ،، صرخ و رمى صليه بالجو خلتهم يتراجعون للوراء
يعقوب :: مهرااان ، بسّك بويه ميل عن دربه خلّه يروح هذا الموجف گدامك موش غياث
– ابتعدوا عنـه مسافة قليلة ، صعد لسيارته و انطلق بأقصى سرعته ، اشرلهم الشيخ يتبعونـه ، حطوا روحهم بسيارة
و لحكوه .
.
.
.
___احد مستشفيات بغداد ____
– اصوات اعرفها و ريحـة ديتول قَويـة ، عرفت اني بالمستشفى بس مـا اريد افتح جفوني و لا اشوف بشّر اريد ابقى نايمـة ، بمعزل عن هذا العالم الي لاهو و لا ناسـه رحموني ، لكن لو تركتهم آني راح يتركوني ؟
الدكتور :: ود بابا دتسمعين صوتي ؟
– اسمعك دكتور ،، اطمئن خوش سويت شغل وما خليتني اموت !
سعاد :: شنو هالحجي ماما، استغفر الله ياربي كولي يا الله حبيبتي ، دكتور اني شرحتلك وضعها ، عدها مشاكل ويه زوجها و عيالها
– فتحت عيني وصفنت عليها شلون تسولف للدكتور بخصوصياتي غصبـاً عني دخلت بنوبـة ضحك ، هذا الضحك الي يوجع الروح ، صافنين عليـه ثنينهم ، يمكن عبـالهم تخبلت ولكيت ضحكاتي الأليمـة تتحول لشهقات و غصات شرحت كل تخبطاتي ، ما قاطعوني ، تركوني اطلق سراح اوجاعي الوحدة تلو الاخرى ، الى ان توقفت ،، مو لان انتهت احزاني بس لأن تعبت ،
سعـاد تباوع بحالة ذهول يمكن بطلت تستوعبني، لكن الدكتور جرلـه كُرسي و كعد بجواري ، يسألني اسئلة روتينية و اجاوبه اجوبـه دبلوماسية الى ان دخل بالمفيد
الدكتور :: اسمعيني بـابـا
– لا تگلي بـابـا ، اكره هذهِ المفردة !
الدكتور :: خلص نكولج مدام ود شنو رأيچ ؟
– هزيت راسي برضا .
الدكتور:: مدام ود ، تسمحين اقترحلج دكتور نفسي شاطر ؟
– تلاكت نظراتنا آني وسعاد ، رجعت باوعتلـه بأبتسامة ساخرة
الدكتور :: هاه ، ما عجبچ اقتراحي او حَسيتي نوع من الاهانـة
اسمحيلي اشرحلچ ترى الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامـة ، و الاضطرابات النفسية تأثر بشكل مباشر
و سَلبي على حياتج اليومية ، علاقاتج بالمجتمع و غيره
وصدگيني التشخيص المبكر يساعدج على التعافي بشكل اسرع .
– هو يسولف و آني احس بوجهه كام يتكرر حتى صوتـه صرت اسمعله أكثر من صدى بالمكان ، ضغطت على صدغي رأسي حتى اركز و هم مدا اركز
سعاد :: دكتور عيني ، كلامك منطقي و اساساً هي مراجعـة دكتور سابقاً ، و شخصها بالمنخوليا وجان المرض ببدايته گدرنا نسيطر عليه بالعلاج و نمط الحياة بس من تزوجت الامور صارت نحو الاسوأ حتى العلاج صار ينطي نتائج سلبية وتفاقمت الحالة هلوسات و تخيلات ..
باوعلي الدكتور بأسف و اقترح اراجع دكتوري فوراً ، تمنالي الشفـاء و قبل لا يطلع اوصى الممرضى تنطيني علاج اضافي بالمحلول الوريدي ، و هذا العلاج اعرفـة نوع مهدء كلش قوي
لحظات قليلـة و استسلمت لنوم عَميق ،
مابين الحلـم و الواقـع تخيلي سمعت صوت سعاد تبچي وعزيز
يسب و يتوعد و بس طاري غَيـاث على لسانهم ، بؤبؤي يتحرك جوه جفوني مثل الواحد الخايف يفتح عيونه و يلكه نفسه بنص المصايب ، لـكن لا مفر من الواقع و الي زرعتـه بيوم لازم اجنيه ، فتحت عيني و بالفعل ثنينهم كانوا وياي بنفس الغرفة
همست بوهن :
شبيكم ؟!
انداروا عليـه ثنينهم ، مسحت عيونها سعاد و عزيز صاح :
– ماكو شي
– لا واضح مـاكو شي ، سعاد ما تبچي اذا مو صايرة كارثـة حقيقية ، احجولي غَيـاث بي شي ؟
تجادحت عيون عزيز بغضب لاهب ، صرخ
عزيز :: هذا الهـامج هسه صخمان بي شي لو لا !
– صخمان بعينك ، احجي عدل
عزيز :: شوفيها شلون تتجاسر بنت السكط مو صوجها صوجي اني المطي الي نجريت وراها
سعاد :: اتركها هسه عزيز ترى حالتها ما تسمح
– شصاير غير افتهم ، ليش دتبچين وليش صوتچ هيج ؟
جـر الستول حيل وحطه بصف سريري ، گعد يحجي وياي
و عيونه مفتوحـه على وسعها :
عزيز :: تريدين تعرفين شصاير ؟!
– هزيت راسي بـ أي ، بس من عيونـه عرفت اكو مصيبة
عزيز :: رجلج المتخلف ، جاي لبيت سليم و داكـه و مخلي المنطقة داخلـه انذار بس و الله شاربي موعليه اذا ما اشتكيت عليه اربعـة ارهـاب
– لحظة ،، لحظة شنو داكـه مفهمت ، المنطقة شلها علاقة ؟
دفـع نفسه ليوره يبتسم بسخرية و يفرك راسـه ، رجع مرة لخ :
عزيز :: لازم ما تعرفين الدكـه العشائرية ، لچ رجلج مفرغ شواجيره بيت سليم خارط واجهـة بيته كلها و ….
– نشغت و ضربت صدري ، عزة سليم خوما بي شي
سعاد :: يا ما بي شي غير طالعه عود يتفاهم وياه ،ساحله للشارع و كاتله حتى منزعة هدومـه الما يخاف من ربـه
– تخيلت الوضـع و لا اراديـًا ضحكت
صرخت هي منهارة :
سعاد :: عليمن تضحكين ، هي هاي سوايـة حتى المتخلف ما يسويها ، منطقة راقية و ناس مسالمين خلاهم ينامون و ايدهم على گلوبهم .
عزيز :: يطبهم مرض عبن مابيهم زلمة اشتكى عليه ، احلف عليـه چان خاس بالحبوس ومحد طلعه
– شيسوي متانيك انتَ الزلمة بلكي تشتكي عليه
عزيز :: اذا هلكد تحبينه و تدافعين عليه شكو شردتي ، ماظليتي هناك تسرحين ورا الهوايش
سعاد :: كاااافي عاد ، انتم شنو اعداء خلونـا نفكر عدل شنسوي .
عزيز :: ميحتاج تفكير ، راح اسحب الفيديوات من الكاميرات
و اشتكي عليه.
– دسويها حتى أكتلك بأيدي و هالمرة اشرد منكم كلكم
بصدمـه جاوبني :
عزيز :: لچ دا اكلج متهجم على بيت خالچ و معتدي عليه بالضرب و التنكيل و تكليلي لا تسويها اكتلك و اشرد ؟!
فهميني وين غيرتچ على اهلچ الربوج و لچ لو مربين چلبـه چان عدها وفـه أكثر منج
– باوعتلة بأستهزاء ، نصيت نظري للكانيولا ، مُلصتها من ايدي
و هو براقبني بذهول ، سـعاد صرخت :
سعاد :: ولچ هو هيچ ، شوفي الدم شلون يتطافر
– ركضت جابت كلينكس و حطتـه على چفي ، سحبت ايدي منها و عدلت كعدتي ، صفنت عليهم ثنينهم افكر بجواب مناسب للي گاله عزيز ، صحت :
ربيتوني لـو استغليتوني شنو نسيت انت و عَمك شنو سويتو بيه ؟
فلت وجهه و سعاد اشاحت بنظرها بعيد ، استرسلت :
اذا انتم مو گادرين تواجهون ماضيكم وياي رغم انتم الجناة
ليش تطلبون من الضحية تواجـه الماضي بكل رحابة و تنسى افعالكم ؟
والله لو گايلي كاتل سليم خلاص مارح تنزلي دمـعة ، اكول چلب ومات !
سعاد :: وددد !
عزيز :: خليها ، خليها خل تزوع الحقد و سم الحيايا كله بلكي تشفى من امراضها النفسية
اقترب مني وكف فوك راسي يحجي بلهجة تهديد :
عزيز :: شوفي لچ ، لا تتوقعين بعد هاي الهوسة كلها
والمخاطرة بروحي حتى اجيبج مناك و ضربة سليم و اهانته اخليچ ترجعين بعد ، تكعدين هنـا و تنچبين و محتمل اسفرج ويا نجيبه و هذا غياث حسـابه وياي ما خلص
باوعتله بسخرية :
– سليم راح يبيعني الـهم
سعاد :: سليم ما يدري بالسالفه بكبرها و كايل لغياث احنا تبرينا منها من يوم الخذتك و ما تربطنا اي علاقـة بيها
– بالرغم من انـه سليم خايس و ما اعتبره خال ابداً بس كلامه لغياث جرحني ، نزلت راسي لحضني و بچيت بكسرة .
قرفص عزيز لمستوايه و بنبرة تعاطف حجـه :
عزيز :: هسه عليمن تبچين ، من اجيتي لهسه تهوبزين على راسي و متحملچ ولج منو يتحمل جنونج بگدي ؟
سعاد :: عزيززز مو وكت كلامك هذا
انتفض يحاجيها بأنفعال :
عزيز :: ليش سعاد ، ليش مو انتِ شاهدة على كلشي و تعرفين شكد عانيت حتى استعدل علمودها و شكد ضحيت و كديت حتى اسعدها تاليها تروح لغيري بلاش !
سعاد :: ادري حبيبي بس لازم تعرف هسه وضعها ما يسمح ..
دفتر الستول و قاطعها بصرخة :
عزيز :: و شمسوووي اني شمسووي رحمة للكائنات ، شفتيني تحرشت بيها لو لزمتها ، مو راح اموت من وراچن ناقص عمر
– اطلععع برا عزيز
اجتي الممرضـه تركض و تصيح : خير ،، ياجماعة احنا بمستشفى و اصواتكم طالعـة برا
عزيز :: امشي شوفي شغلچ و لا تتدخلين
– باوعتله الممرضة وراحت عينها للرتبة على چتفه ، صفنت شوية و شردت خطية
سعاد :: عزة بعينك تخزينا والله ، امشي كومي خلي البسج
ونطلع قبل لا يسويلنا سالفة هالمخبل
سجلنـا خروج و طلعنـا بوجهنا لبيت نجيبه ، اباوع للسما من خلال الجٰامه بزع خيط الفجر و تحول الأفق الى لوحة من الالوان الناعمـة خيوط ذهبيه و وردية تسللت عبر السماء المغبرة ، الظلام تراجع و حل مكانه ضوء خفيف غُمر الارض بلطف ، نزلت الجـامـه و بديت استنشق الهوا ، بارد و منعش
استيقظت الطبيعـة و زقزقت العصافير بلحن خافت فوق الاشجار الي تتمايل برفق ويه نسيم الصبح ،
وصلنـا لبيت باجي نجيبه ، سعاد رادت تروح و تعوفني علمود سليم بس عزيز ما قبل تتركني ،
عزيز :: ابقي يمها ، اسـاسـا سليم ما بقى بالبيت ، شرد يم صاحبه
سعاد :: سوده بوجهج سعادة اخويه هيج يصير بي
عزيز :: هين ،، و عيونج ارجع حكه !
هددته بشكل مباشر :
– ديربالك تفكر تأذي شعره منـه لو تشتكي عليه ، راح تلكاني گدامك بالمركز و احجي بكل ضمايمك ويه ابويه الهم
عزيز :: تهدديني ولچ صلـفة ، ادبسز !
– گلت العندي وبعد ما اعيد كلامي
خزرتني سعاد و ما هتميت ، نزلنا و هو شخط سيارته حيل
و راح ، سعاد تملك نسخة من مفتاح البيت لذلك دخلنه بلا ما نزعج نجيبة و رغم اجواء البيت اللطيفـة و طرازه البغدادي العتيك ، ماحسيت براحة ، استحوذ عليه قلق جَسيم و بقيت افكر بردة فعل غياث ، صاحت سعاد :
سعاد :: عزة العزاني تلفوني مشتعل ، الامـة كلها داكـه عليه
رجفت اطرافي و قبل لا اسـأل أَهتز تلفونها بأسم ابوية ، تبادلنا نظرات سريعـة متورطين منعرف شنسوي ؟
سعاد :: راح اجاوبه و لا طلعين نفس
– ماشي بس فتحي سبيكر
– كحت و بصوت ناعس جاوبت :
سعاد :: الو
سليمان :: بت غازي وين وديتي البنيـة ، شلون شردتيها ولچ تانيني جـاي العب بيكم فلك
– جاوبت مُدعية عدم الفهم :
سعاد :: يا بت سليمان ، كلشي مجاي افهم منك
سليمان :: يا بت مووو ؟ اكبر بريبيج انتِ ، احجي وين وديتي ود
سعاد :: عزه العزاك ، شبيها ود غير تفهمني ؟
سليمان :: شبيها يعني ، شردت و خاتلة يمج ، سعاد اعرف فواينج كلهن و اعرف لعبتي بعكل البت اغزي الشيطان و كليلي وينها خل اتلاحك للموضوع كبل لا عمها و ولد عمها يدرون ساعتها محد يخلصها منهم ، يحطون چيلة براسها ويچتلونها
فاضت عيوني ، اباوعلها مفزوعـة وهي فلت وجهها بس تماسكت بسرعـة و ردت بنبرة غير مباليـة :
سعاد :: ضيعت البنية موو؟ ، كم مرة گتلك رجعها رحت حطيت ايدك بأيد الكتلو وداد و نطيتهم بنتك ، استلم نتيجة افعالك واذا ود صارلها شي طم روحك احسن ، يلا روح وبعد لا تخابرني
سليمان :: شگد تريدين و تنطينياها !
– انصدمت و بقيت اباوعلها بأستغراب امـا هي ارتبكت وتيهت حتى حروفها ، بتلعثم اجابت :
سعاد :: شـ ،، شنوو هالحجي سليمان ، دا اكولك ما اعرف مكانها بعدين شنو هالسوالف شنو شگد تريدين ؟
سليمان :: شنهي بس لا جرحت شعورج ، لوما جبتوا عمركم تاكلون من جدي ، عمومـاً هذا موش موضوعنا هسع ، انه ادري انتِ و ابن اخوج وره السـالفة و راح اتاني تعكلون و تردون البت سالمة بس لا تخلوني اتاني چثير عبن من الانتظار يتعب اعصابي و لون تعبت اعصابي اصيرن مو خوش ادمي
وتعرفين كلش زين سليمان الموخوش ادمي شيسوي
سدت الخط بوجهه ، بقت معلكة عيونها بالفراغ بس اذا اطخها تنفجر ، ما حجيت وياها ، بس كلام ابويه كطعني وصل من كاللها شكد تريدين و تسلمينياها ،
لهذهِ الدرجة مرخصيني و معتبربني حاجة لا راحت و لا اجت يوم عن يوم يزيد كُرهي لابويه و لاهل أُمي اضعاف و اذا جـان عندي ندم شويه على الشردة هسه لا ، اكول خلي يحتركون بنار الفضيحة مثل ما حركوا شبابي هيچ ،
سعاد نامت بعدما هلكها التعب و البچي على احوال سليم ما اكدر الومها ، حتى لو شفته عدوي فهي ما تشوفـه غير اخو
هو السند الي باقيلها من ريحـة اهلها ..
عفتها نايمة و نزعت صايتي و حجابي ، رحت للمطبخ ادور بالكاونتر على چـاي او كهوة وبعد معاناة و بحث طويل لكيت عبوه بيها اظرف نسكافيه سريعة التحضير ، فورت مي
وجهزتها بكوب ، اخذته و طلعت للحديقـة ، جريت نفس طويل
كأنني اول مرة اتنفس ، و بكل رَشفة تنزل دمعـة ممصدكة تحررت من براثن البدوية !
رحت كعدت عالمرجوحة القديمة المتهالكـة واهز بروحي على كيف و افكر شراح اسوي و شلون راح اخلص نفسي من غياث ، عمي اذا سمع و الاهم من كل ذني من عزيز الشاخط ؟
ابسط المقومات ما املكها لا تلفون و لا ملابس و لا ملجأ اخير احتمي بي ، مدري شلون غُفيت عالمرجوحـة وفزيت على لمسـات
سعاد ، فتحت عيوني جفلانـه :
سعاد :: اسم الله ، ادري ليش نايمه هنـا ، الدنيا ظهر و الشمس تدك براسج و لو شمس الشتـا ما بيها اذيـة
جرت كرسي و كعدت گدامي ، حالتها اسوأ من حالتي ، سألتها :
ندمتي لأن سـاعدتيني ؟
سعاد :: تؤ ،، جـان المفروض اسويها قبل لا ياخذوج الانذال بس يله ربّ ضارة نافعة ، هيج الضربة توجع اكثر !
ابتسمت بمرارة :
– لازم معتبرتني البيدق مالتج ، و فرحانـة لان ضربتي عصفورين بحجر ؟
سـعاد :: مستحيل اعتبرچ اداة ، بس دارت الدوائر و انضربوا
مثل ما غدروا اختي بعدين انتِ ليش ضايجة مو هذا الي كرستي عمرج علمودة ، ثارج و ثـار امج تحقق بفد يوم
– على طاري امي ،، شوكت توديني التقي بليلى ؟
سعاد :: شوكت ما تردين بس قبلها و الاهم احجزلج يم الدكتور
تصرفاتج صايرة تخوفني ، راح احجزلج على باجر لان الجمعة عطلته و مو مال ابقيج لاسبوع الجـاي ؟
– احسن لاسبوع الجـاي اشو لا عندي ملابس اروح بيهن ولا مستعدة نفسياً !
سعاد :: هسه اخذج للسوك ناخذ ملابس و شغلات و هم اخذج لصالون يطرفون شعرج صاير كلش طويل مابي روح
– لزمت شعري لا اراديـًا و تذكرت غياث ، هزيت راسي برفض
شعري مـا اكصة !
سعاد :: نطرفـة مو نكصة بعد كم يوم تدوسين عليه ميصير حبي
– ولا بيه حيل اطلع ، عفية خليها لاسبوع الجاي
سعاد :: منعرف ظروفنا شنو ، احتمال الجمعة يكلج عزيز يله
– شنو وين يله ما فهمت ؟
سعاد :: تسافرين ، تروحين يم نجيبه بين ما نشوف شلون نحلّها
– حجيش هذا سعاد شنو نسيتي اني على ذمة رجال ؟
سعاد :: شرعاً اي بس مو قانوناً ، ماكو شي يلزمج وياه ، يولي عود يطلكج غيابي
هزيت راسي بعنف :
لا ما اكدر اسويها
سعاد :: بعدين نسولف ، امشي خلي ناكل لكمة حتى نطلع نتسوك و نرجع من وكت و راح احجزلج يم الدكتور
– مدري ليش گلبي مقبوض و ما مرتاحة وحاسه جايتني مصايب حتى سعاد صايرة تخوفني بتصرفاتها ، شلت راسي و اندعيت بگلبي ، ربي لا تفجعني بسعاد ، ادري بيها خَبيثة و ادري تريد بس تنتقم من غياث و اهلي بس عندي بصيص امل انها تحبني و تهتم لحياتي ، لحد الان ما شفت منها شيء سيء بحقي بس ليش گلبي ما مرتاح، قررت امشي وياها بس اترك مسـافة امان ، حتى لا اندم بالاخير .
.
.
.
____ في مكانٍ آخر ___
واكـف بمواجهة جده الي يرمقـه بنظرات هادئه يشوبها الغضب
نهض الشيخ من مكـانـه و أَقترب منـه ، توگأ على عوجيته الخيزران و راح يسألـه بلهجـة حازمـة :
يعقوب :: شجـاي تسوي يبن جـابر ؟
رصّ جفوف ايديـه و هو يحاول يبتلع غَضبـه حتى لا يطلع على شكل نبرة عاليـه بوجه جده :
غياث :: جـاي اموتن ،، تدري يو لا يا جدي ؟
يعقوب :: وين چنت و شعملت هالمرة يغويث ؟
غياث :: رحتلهم ،، ادور مرتي
يعقوب :: و گلي بيش دورتها بلسانك يو بتفكتك ؟
غياث :: جـا شتريدني اسويلهم ، انه لو بيدي اوچن بيهم نار
بلچن تهود نار گلبي
امتدت ايد الشيخ لتربت على كتف حفيده :
يعقوب :: چم دوب اكللّك النار ما تطفيها النـار يبن جويبر
غيـاث :: لـچن گلي شسوي ، اكعد مثل الجبـان واشوفن حرمتي شلون تضيع مني
يعقوب :: چـان اخيرلك من دكة الوادم ، موش تركض مثل الحصان الاعمى ورا فضيحتك ، حطيت روح بروح خاطر ما نتصيح بالديرة ، تروح تصيح رويحتك و حرمتك بغداد ؟
غياث :: انه اعرف شجاي اسوي جدي ، ريح بالك ذول المخانيث دواهم عندي و انه متأكد كلها چم يوم و خالها الخرطي يحجي الاول و التالي و يسلمها الي
يعقوب :: و سلمها الك شراح تسوي تچتلها ؟
غياث :: لا والله الچتل ارحم
– صفك ايده الشيخ مأيس من عنده ، فهذا الرجال ربى على ايده
و كلش زين يعرف ، هو ناوي على مصيبة بس الله اليستر منها
غياث :: السموحـه منك جدي بس لازم اردن لبغداد
يعقوب :: شتعمل بغداد ، مو رحت و الجمـاعة كالولك تبرينا منها و موش يمنا المن راد لو ردتها حجـه خاطر تاخذ ثارك الضابط
غياث :: و راح اخذه و دم بنتي بس تانيني مسألة وكت ، اما ليش اردن لان دليلي يكلي هي هناك ، و خايف ابطي عليها
و تضيع كلش
يعقوب :: روح يوليدي مودع بالله بس حكم عكلك كبل تفكتك
و اعرف كل كونه تسويها راح تفتح علينا ابواب من نار و تفتك جروح ما تنسد .
– طلع من الديوان حامل كلام جده على گلبه بس عاجز يؤمن بي ، النار الي بداخـله مجاي تخمد و الحقد ديتضاعف بگلبه
و بينما چان يستعد للرحيل مرة لخ لاكـاه ابن عمـه و صاحب عمره :
اواب :: گواك الله خويـه
غياث :: الله يگويك
اواب :: شني هذا السمعته ، صدك شاردة ؟
غيـاث :: رايحة لبغداد
اواب :: وانتَ شنهييي مو زلمـة روح اخذها و جيبها سحل خليها تركع جوة رجليك علمها الله حك
– غير لـو الكاها ، بغداد شكبرها و خوالها النغولة تبروا منها
اااخ لو بس اعرف وين كارصـة
-خلصصص مالك حل غير المگوار
-المگوار ؟
-و منو غيره يطلعها من زاغورها ..
.
.
.
____ ود ___
ض
امشي بخطوات مترددة ايدي مجلبه بأيدها ، صار شكد مطالعـة و ما شايفة دنيـا ، احس كل شي غريب الناس ، المحلات و الاصوات ، احس الارض مهزوزة جواي و بأي لحظة تنشك و تبلعني ، الوان البضائع المعروضـة اذت عيوني ، اسأل نفسي كل شويه ، صحيح اني هنـا لو حلم ، اخاف يكون احد خيالاتي ، و انام و اصحوا و الكـاني بالغرفـة فوك صـافنه بالحيطان و احاجي الفراغ ، اجـه صوت سعاد نبهني بتوبيخ
سـعاد :: امشي عدل ترى ربكتيني شبيج تتختلين ورايـة ، ترى نفسه سوكنا و نفسهم ناسنـا ، الله يسامحك غياثوو سويت بيها توحد .
انتزعت ايدي من عدها و بنتره عاتبت :
هسـه وكتـه هذا الكلام
سعاد :: على كيفج دادة ، شگلنه قابل ، شو تعالي هذا المحل ملابسه حلوة
دخلت وياها ، صارت تجيب و تعرض گدامي ، هزيت راسي برفض :
– بطلت البس بنطرونات ضيكه سعاد !
لوت شفايفها بسخرية و صاحت :
سعاد :: الله يهديج و يهدينـا
– عفتها و رحت اني ادور ، عجبني تنانير كلوش خصر عالي
يلوكن الي و بلوزات شكلهم كلش كيوت و اخذت احزمـه وشغلات ثانويـة
سعاد :: حلوات بس ليش اغلب الوانج اسود و رصاصي
و جوزي ، هاج هذا البلوز الاحمر يطلع يجنن عليج
– ما كسرت بخاطرها ، اخذته ورحنا لمحلات الاحذية و كالعادة ماكدرت اخذ غير الحذاء الاحمر بكعب عالي على كوله سعاد ابو البسمار ، بقينا نفتر هواي و شويه شويه رجعت لطبيعتي ، لولا الغصة المستوطنه قلبي و مدا تروح ، اخر شي اخذت شريحة جديدة لان عزيز كسر السيم كارت مالتي ، بيومها ما رجعنـا الا بالليل ، اخذنـا عشا و رجعنا ، بس طول الطريق سعاد تحجي ويه سليم و مبين الموضوع يخصني بس ما رادت تقهرني يمكن ،
وصلنـا تلكتنا نجيبه تتمشى بنزاكـة كيفت من شافت العشا تحب اكل المطاعم ، فرشنـا وكعدنا ناكل ، بدن هنا يسولفن ويستذكرن ماضيهن و سوالف اهلهن گبل ايام اللمـة و الحنية وصلة الارحام ، و تذكرن امي و ندارتها و شلون چانت فقيرة ما ينسمع الها حسّ ، هنـا استصعبت حتى ابلع اللكمـه ، ترخصت منهن بغصـة بالكوة لزمت دموعي گدامهن ، رحت غسلت
و انزويت بغرفـة اطلقت حُرية دموعي ، و بهاللحظة الله وحده يعرف شكد احتاجيتها وطن وسط هذا الضياع الاني بيه
سحبت تلفوني خليته عالشحن اخذ دقائق حتى اشتغل ، اول شغلة سويتها حذفت الواتساب القديم و نصبته بالرقم الجديد
بقيت اتصفح ، ماعندي فيس بس انستا ، مليت ماعندي شي اشوفه ، سديت التلفون و نمت و ما صحيت الا الظهر ثاني يوم
على صوت سعاد تستعجلني اكوم واحضر نفسي لروحـة الدكتور ، بقيت صافنـة ثواني بالفراغ عيوني مدمعـة ، احس بفراغ محاوط گلبي وشعور خوف مسيطر عليه ، ترجيتها :
-عادي نأجلها لاسبوع الجـاي ، گلبي ما مرتاح
سعاد:: لا مو عادي ، ماخذتلج موعد ، كل شي ما بي گلبج هذا عجز تعودتي عالاهمال ، يلا كومي غسلي ولا تأخرينا و تعالي خلي ارتب شعرج ، منـاك راح نمر للصالون اطرفه الچ
– بس آني لابسـه شال عليمن مرتبته
سعاد :: و عليمن هالشال ، انتٍ ما محجبـة
– ميخالف راح اذبـه هيج على راسي تعودت
سعاد :: براحتچ بس لا تأخريني
غسـلت وجهي ، وسعاد ضفرتلي شعري ضفيرة هنديـة ، تسريحة ماما المفضلة ، جرت كحل حطت بأطراف عيني وشويه بلشر لخدودي و مرطب شفـه ، صفنت ثواني بوجهي ،
و همست :
سـعاد :: الله ،، هسـة رجعتي وداد
– بعبوس جاوبتها :
شنو قصدج ،، و ليش هشكل تباوعيلي خوفتيني ترى ؟
حطت حنجها على چتفي و تباوعلي من خلال المرايـة :
سـعاد :: كل ما افتقد اختي ،، ادورهـا بيچ من اول لحظة وكعتي بحضني و شفت الشبه بينج وبينها ارتاحيت كلت الله اخذ مني وداد و انطاني نسخة صغيرة منها .
– افهم من كلامچ محبتج اليـه لان اشبه امي ولان تشوفيني وداد مـو ود ؟
هزت راسها بعدم رضـا
سعاد :: شيء اكيد احبچ لان ود ، يالله كومي لا تعطلينـا
– گمت ذبيت شال على راسي بأهمال ، طلعنـا ، اجرنا اول تكسي تصادفنا وصعدنا للمكان المنشود ،
– بعدما وصلنـا ، دفعنـا الكشفية و بقينا ننتظر مو كلش هواي لان عادة الاطباء النفسيين ما يكون عليهم رجل ، دخلنـا اخيراً
وشفت دكتور عمار الي ارحب بينا بلهفـة :
دكتور عمـار :: اهلاً ،، اهلاً وييين هالغيبة بابا ود
ابتسمت محرجـة : جنت متأملة خلص ما راح ازورك بعد لكن القدر ساقني الك مرة لخ
دكتور عمار :: خلينـا ننظر للجانب الايجابي ، شفناج و راح نطمن على اخبارج و انه هم اسولفلج عن اخباري
– اخباري ما تطمن دكتور ،، و اظن انتَ هم ما اتصور انت تحمل اخبار جيدة و انت مُحاط بكل هذا الجنون و العقد النفسية
دكتور عمار :: تخيلت الدنيـا راح تغيرج باباتي بس بقيتي بنفس الفلسفة
سعاد :: هههه هاي شنو دكتور بعدك تصيحلها الفيلسوفة
دكتور عمار :: للابد
– بعدما تبادلنـا اخبارنا و ضحكنا شوية ترخصت سعاد وكالت راح تنتظرني برا ، لان الكشف لازم يكون بين المريض و الدكتور حصرًا
باوعلي الدكتور بنظرة فاحصـة و نزلت عيونـه على ارتعاشة ايدي ، دنك بأسف للورقـه الي گدامـه و همس :
دكتور عمار :: راح ادون ملاحظاتج هنـا بالوقت الحالي بين ما تلكه السكرتيرة ملفج ، مثل دتشوفين سوينا تغييرات بالعيادة وانتِ من سنين ما زرتينا ، فصار بالارشيف
– حلقت بعيوني حول المكان ، بالفعل مسويين تغيرات حلوة
ديكور مريح ، الوان هادئة و اضاءة خافته حتى يخلق بيئة مريحة ، همست :
عاشت ايدك دكتور ، التغييرات حلوة بس ما ادري ادعيلك بالرزق لو لا ؟
قهقه بصوت مسموع و هتف :
دكتور عمـار :: مصائب قومٍ عند قوم فوائد ، ااي ست ود شلونج اخبارچ ؟
– ابتسمت بسخرية و فجرت القنبلة :
اني تزوجت دكتور صدق او لا تُصدق
فتح عيونـه بدهشة ، قوس شفايفـه وكال :
دكتور عمار :: اووو تطّور ملحوظ ، آخر شيء جنت اتوقعة انك تخوضين تجربة الزواج و الانجاب بعد كل العشتيه ، بصراحـة اهنيچ على قوتج وشجاعتج ..
-قاطعتـه بضحكة خافتـة !
لا دكتور الامر ابد مالـه علاقة بالشجاعة و لا حتى بسرعة التخطي ، رغم من اخر جلسة صارت بيناتنا گلتلي تعافيتي بنسبة ممتازة ، خليني اقصّلك روايتي من البدايـة ..
نزع نظارتـه و شبك ايديـه بفضول
دكتور عمّـار :: و آني كلي اذان صاغيـة و متشوق لسماع القصة
– بديت اسردلـه كل الي عشته من اول لحظة خَليت بيها رجلي هناك و الطريقة الي تم زواجي بيها والاشياء العشتها ببيت الشيخ و مشاعري لغياث و آخرها هروبي بهذهِ الطريقـة مع التحفظ على بعض التفاصيل الي مكدرت ابوح بيها مثل شغل ابويه و شخصية المكوار و شغل عزيز !
اخذت وقت طويل بالجلسـة حتى اني تعديت الوقت المسموح الي و بأعتبار ماكو مريض ينتظر ورايـة انطاني مساحة كافية اخذ راحتي بالكلام و چان مهتم بأدق التفاصيل و يسجل يمـه
وبعدما انهيت كلامي ، سألني سؤال واحد
دكتور عمـار :: ندمانـه على روحتك للديرة من الاول ؟
-اومأت راسي بـأي ، بچيت و اعقبت :
اكثر شيء ندمت عليه بحياتي
دكتور عمار :: خلينـا نتفق على كم شغلة ، اولها انتِ مو الوحش المتخيلته ، بالعكس اني دا اشوف رغم كل هذا البؤس الي مريتي بي ناضلتي في سبيل الحفاظ على الباقي من انسانيتج و هذا شيء ايجابي
لكن زواجك الغلط و انتقالك من بيئة متحررة و مجتمع منفتح الى بيئة عشائرية محكمة بالعادات و التقاليد و الاسوء من ذلك بينج و بينهم قضية ثأر و دم هو الي ادى الى تفاقم حالتج المرضية .
– غطيت وجهي و بچيت بضعف :
صدكني دكتور كل الي شفته هناك مو تخيلات كانت حقيقة ملموسة شعرت بيها بكل ذرة من احساسي ، اني مارة بهذا المرض سابقاً بس ما كان بي هيچ اعراض ، و الي رعبني أكثر
الكدمات و الاثار الي لكيتها على جسمي ، شيء مقرف مو كادرة استوعبـه !
دكتور عمار :: حقيقة شيء محير ، انت اخذتي نفس العلاج الي صرفته الك و صرفته الك بكل حذر مستحيل تكون اله هيج اعراض جانبية ؟
– لعد شنو تفسير الي ديصير وياي ، مستحيل يكون كيان شيطاني مثل ما يكولون ؟
ضحك بسخرية و صاح :
دكتور عمار :: صدقيني بعض النفوس تحمل شَر يعجز الشيطان نفسه عن استيعابه
صفن يفكر ثواني ، و تساءل :
دكتور عمـار :: گلتيلي والدة زوجك ضليعة بالطب العربي ؟
هزيت راسي بـ أي
اصلها من البدو و كلش متمرسة بالعلاج بالاعشاب
دكتور عمار :: و العلاج كان يجيبه زوجك ، حتى قبل لا يتزوجك هو الي جابه و ارسله الك بيد زينب صح؟
– صحيح دكتور
نزع نظارته و فرك جبينـه ثواني ، صفن بوجهي ، سألته :
بشنو دتفكر دكتور ؟
هز راسـه بأسف وكال :
دكتور عمـار :: والله يا ود ، الي دا افكر بي حالياً ضرب من الجنون ، لكن خلينـا نقطع الشك باليقين و نسويلج تحليل دم
و ادرار ونشوف شيطلع النـه ،
كتبلي ورقـه و طلب مني اسويهن بأقرب وقت ، اخذتها وطلعت لسعاد الي لكيتها تغفي ، ندستها كومي
سعاد :: شگالج الدكتور ؟
– نفس حجي كل مرة الظروف و المشاكل و غيرها ، لكن طلب مني هذه التحاليل اسويها بأقرب وقت
سعاد :: تمام امشينـا للمختبر حتى نفضها .
رحت سويت التحاليل الطلبها ، كالوا 24 ساعة يلا تطلع النتيجة، اخذوا رقمي حتى يرسلون نتيجة التحليل على الواتساب ،اخذني الفضول و سألت ام المختبر :
بلا زحمة هذهِ التحاليل مال شنو ؟
ردت بلا ما تباوع لوجهي :
– فحوصات السموم ، يعني مال تعاطي !
انصدمنا و ظلينا وحدة تباوع للثانية اني وسعاد ،
سعاد :: هذا شبي دكتورج شخط ، شنو تحاليل تعاطي ؟
– هزيت اكتافي بعدم درايـة ، والله مادري !
قبل لا نرجـع للبيت مرينـا على الصالون ، بس بالي مشغول بكلام الدكتور خصوصا اخر جملة من گال الي دا افكر بي ضرب من الجنون ، شنو قصده ؟
نفضت افكاري و حاولت افكر بطريقـة ايجابية ، سعاد كصت شعرها و خلت ام الصـالون تكص اطراف شعري اخذت من طوله
شويـه و اقترحت تدرج كذلتي ، وافقت كنوع من التغيير وفعلا صارت كلش حلوة ، و طلبت مني اذا فديوم فكرت اقص شعري ابيعه الها ، لان حبت ثخنـه و طوله ، عدلتلي حواجبي و نظفت بشرتي و قلمت اظافري فعلاً محتاجة هذا التغيير ، حسيت بشرتي كامت تتنفس ..
رجعنـا للبيت وصدمتني سـعاد من كالت راح ترجع لبيت عمو سليم ، صحت بنبرة خايفة : وين عايفتني ؟
سعاد :: والله ما اريد اعوفج ، بس مـا اريد خالج يشك بشي
تعرفينـه شايل منچ نوب يسمع من وراج دكو بيته گبل يفتن عليچ ، خليني اروح حبيبة و امرلج السبت علمود روحة الدكتور
– و ليلى شوكت تاخذيني الهـا ؟
ضربت كصتها و صاحت :
سعاد :: يووو والله نسيت ، اسبوع الجاي وعد
تحاضنا و توادعنـه ، وصت نجيبه هواي عليه ، خلت مصرف بأيدي و راحت ،
بقيت لوحدي ، صح نجيبه موجودة بس ماعندي ميانه وياها ، و هي الله يسلمها تاكل وتنام ، تعشينـا اني وياها ، ظلت تحجيلي عن شبابها و سحرها الذي لا يقاوم وشلون الشباب تكاتلت عليها ، لكن هي اختارت حب حياتها فاضل الي وافاه الاجل بسكتة قلبيـة ،
استمع الها و عقلي شارد ، تذكرت زينب سوده عليه يا ترى شكالت لمن عفتها ، و يا ترى راح تسامحني لولا ؟
يمكن هسـه ولدت و آني ما ادري ، حـاصرني الحنين واشتهيت ابجي ، لكن وجود نجيبة منعني ، كملنا العشا ، راحت هي لغرفتها واني نظفت المطبخ و توجهت لغرفتي ، بدلت وحطيت راسي عالمخدة ، و كعادتـه الليل يقبل علينا و بجعبته اشكال من المشـاعر ، الاشتياق ، الندم والحسرة ، تراولي وجهه عيونـه المحكلة و الابتسامة الحنينة ، حسيت بأيده لَفتني و بأنفاسه حاصرتني وصوتـه يهمس بأذآني : آني ملاذج !
انحدرت دمعتي ، جـاوبت وكأنه يسمعني :
– لا انتَ ضيـاعي !
***
ظهيرة الجُمعـة ، ما كـان يوم عادي ، صَحيت على تلفوني محترك بالرسائل والمكالمات ، و كُلهـا من سعاد اغلب محتواها
– وينج ،، اكعدي عاد ،، كارثـة و طاحت على روسنا
فركت عيوني بـتعب ، ماخُفت يمكن مات الشعور او تبنج بهذه الفترة ، دكيت عليها و اجـه صوتها مبحوح عبالك جانت تصرخ :
سعاد :: وينچ انتِ ، من الصبح لهسـه اراسل و ادگ عليج
– چنت نايمة ، خيـر شصاير ؟
سعاد :: هو من ورا ابن البدويـة نشوف خير ؟
– هسه حَسيت رجـع گلبي يدك ، و لساني تيه شيحجي ، صحت : دخيلك ربي شسووه بعد
سـعاد :: كعدنا الفجر على هوسـة الناس بابنا ، النار واجـه بسيارة عزيز ما مخليه منها شي !
– دخيلك ياربي ، زين غياث شعليه يجوز قضـاء و قدر
سعاد :: يا قضاء ، يا قدر رحمة لاهلج ، غير طالع بالكاميرات
– غياث طالع بالكاميرات ؟
سعاد :: لا مطالع وجهه ، جان منگب بس منو غيره يسويها ،
و ابوچ الله يسلمه جـان يمنا هددنا بشكل مباشر في حال جنتي يمنا ، و راح على ريس فخذنا يشتكي يكول ناهبين بنتي ، فضحنا ابن المكموعة !
– بچيت ، تكلمت بوهن :
هسـة شراح اسوي ؟
سـعاد :: كليلي آني شراح اسوي ، من ناحية عزيز بدوامـه
وما خلينا احد يگله امه تخربطت و تدعي عليچ ، وسليم يون
ممخلي بي عظم صاحي ، حالف اذا يشوفج يكتلج خلاص
و ابوچ هددنا بشكل مباشر !
– يعني شنـو سعادة ، افهم من كلامج لازم اسلم روحي الهم
سعاد :: الا اذا تخبلتي ، ترى داحجيلج من ضيم گلبي مو علمود اخوفج ، باچـر اجي علمود نتفاهم شلون نسفرچ
– تسفروني ؟
سعاد :: بس هذا الحل گدامج !
مرّ اليوم عليـه كمرارة العلقم ، لا گدرت اسولف و لا احط لگمة بحلكي بس الدمعة تجري على خدي ، شكد حاولت نجيبة تواسيني ما گدرت ، دخلت بنوبة كآبة فضيعة حسيتها ضاجت و لمحت اكثر من مرة انها تريد ترجع لتركيا و بعدين تجي جيـة ثانية ترتب امورها ، عرفت بيها ضاجت من كعدتي صدك لو كالوا بن ادم عظمـه ثكيل و محد يدوم الاحد .
منو يتخيل ود جوهرة داوود ، بنت سليمان التاجر الي يلعب بالدولار لعب هيج يصفى حالها ، ضايعـه يم امرأة غريبة ، انتظر مصير مجهول ، نمت و كالعادة حتى بنومتي ما مرتاحة ، اشكال الكوابيس المتداخلة شي بشيء عدا انني تخلصت من شوفة المرأة القبيحة و سماع صوت فحيحها
باليوم التالي ، اجتني سعاد و توجهنا للمختبر اخذنـا التحليل و رحنا للدكتور ، دخلت رأسـا ، بعد الترحيب
والسؤال على الاحوال ، ناوشته التحليل ، اخذه وسم بأسم الله و بدأ يقرأ ،
و هو يقرأ تجهمت ملامح وجهه ، مرة يحرك حواجبـة بدهشه
ومرة يعگد جَبينه بعبوس ، آخر شي ذب الورقة عالميز ، ظل يتنهد و يستغرب :
بتلعثم واضح مني تسائلت :
خير دكتور ، شطلع يمك ؟
باوعلي و ظهرت على محياه علامات الاسف
دكتور عمار :: بصـراحة ود طلع الي چنت خايف منـه !
-بـصوت مكسور خايف مرتجف اجبته :
شنو الخايف منه ، دكتور ما فهمت ؟
دكتور عمـار :: آكو آثار مادة مُخدرة بدمچ ، و على وجـه التحديد مادة الـثو**** !
-هزيت راسي بأستفسار ،
عـفواً منك دكتور ، شنو يعني ثو**** ؟
دكتور عمار :: مركب كيميائي يتواجد بزيوت بعض النباتات العطرية ، يعتبر مركب سـام و يأثر بشكل مباشر على الدماغ
والخلايا العصبية مما يسبب الهلوسة و الاضطرابات الذهنية اذا أُستهلك بكميات عالية و بحالات نادرة يؤدي للوفاة
-دخيلك يارب ، زين گولي دكتور هاي المـادة شجابها بدمي ؟
دكتور عمـار :: گوليلي انتِ ود ، متأكدة زوجك جابلك نفس العلاج الي كنت اوصفـه الك ؟ نفس شكل الكبسولات ؟
– شنو قصدك دكتور ؟ شنو يعني نفس الكبسولات
هز راسـه بأسف و گال :
-شوكت تتفاعلون و تصوتون ههههه
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.