رواية ساقي الود الفصل الثاني والعشرون 22 – بقلم هالة ال هاشم

رواية ساقي الود – الفصل الثاني والعشرون

الفصل الثاني و العشرون – متاهه

اغفى و أَكعد و ما اسمع غير هدير محرك السيارة وهي تشق طريقها وسط الظلام و تمشي بأَقصى سرعتها ، أَريد افرق شفايفي و اسأل السايق ، شگد باقيلنـا من الوقت لكن ما گدرت
اصطكت اسناني و موجـة برد اجتاحت جسمي خلت عظامي
ترجف ، افرك زندي براحـة ايدي عسى ان ادفى ، لكن البرد اذا جـان بنص الگلب شيدفيـه ؟

 

غُفيت و جـانت آخر غَفوة ، صحيت وكدامي صارت اقواس المدينة و عبارة ( مدينة بغداد تُرحب بكم ) ، فَزيت من مكاني
ممصدكـة ، وصلت أَخيراً ، ياربي دَخيلك ، بچيت بصوت مسموع مثل السجين و كالوله افراج ، بس عبرنـه السيطرة
الولد تكتر على جهة و توقف ، جر تلفونـه و ظل يرسل مسجات

 

انعصـر گلبي و خفت ، سألتـه : العفو اخويـه ليش وكفت ؟

 

باوع بالمرايـة الامامية وجاوب :

 

السايق :: خويه انه هذا حدي وياچ ، هسه يجون اهلج ياخذون الامـانه ؟

 

– بعدني افكر بكلامـه و معناه واذا بيـه ينزل و يسلم على اخر انسـان بهذهِ الدنيا اتمنى شوفته ،

 

انقبض گلبي و بهذهِ اللحظة تمنيت افتح الباب واشرد بس وين اولي هيمة و برد و دنيـا ليل !

 

باوعت للجـامـة ، واكف بأستقامـة بالزي العسكري يحجي ويا السايق بملامح مشدوده و يأشر بسبابته بتحذير ، جر من جيبه صفطـة فلوس و انطاه ، و رأسـاً فتح الباب ، نصـه راسه
ابتسملي و تكلم بنبرة عَابثـة :

 

عزيز :: نورتي بـغداد يـا هَيل !

 

– انمغصت معدتي ، اندفعت للجهـة الثانية فتحت الباب و نزلت امشي و اتلفت خايفـة يلحكني ، أشر للرجال يروح و صعد سيارتـه ، ركضت مسرعـة و ماعرف وين رايحـة ، تقرب بمحاذاتي و يصيح :

 

عزيز :: لچ مخبلة وين موليـه بهاي الهيمـه ؟

 

– احجي بأنفاس متقطعـة ، ولي انت من وجهي و روح ترى اشتكي عليك

 

قهقه بصوت عالي ، و شخط السيارة بأقصى سرعـة بحيث وكف مسافـة گدامي ، طبك و نزل يمشي بسرعة بأتجاهي ، لكيتني اتقهقر بخطوات يائسة للوراء ، امشي و افرك بخاصرتي ، صاح :

 

عزيز :: راح تتمرضين ، و يطيح حظج توكفين لو اجي اسحلچ بنص الشارع ؟

 

– تعبت من المشي ، من المراوغـة من وضعي وكل شيء وكفت واستداريت بمواجهته ، شلت نقابي و صرخت :

 

شتريددد ، مكفاك السويته بيه ، ظليت الطم على وجهي

 

عزيز :: بت السطل منـا شارع ، فضحتينا انعل يومچ

 

– تقرب راد يلزمني ، صرخت :

 

ديربالك ، والله هسه اذب روحي جوه السيارات

 

عضّ اصبعـه بنفاذ صبر ، و يأشر على گلبه

 

عزيز :: لچ اااخ ،، لومـا هذا و روح ابوي چان انه ذَبيتج جوه السيارات ، لچ هم الچ عين و تحجين ، امشي اصعدي للسيارة
احسن الچ

 

– مـا اصعد وياك لو تموت ، هسه اخابر سعاده و العب بيها طوبة ، عود شنو تدزك اليه ؟!

 

عزيز :: شوفي لچ ، جري عدل و امشي اصعدي ، سعاد ببيت نجيبة ، ما نكدر نخلي السايق نفسـه يوصلچ كلشي يصير يلزمونه براشدي واحد يعترف على مكانج ، عرفتي يالذكية

 

– باوعت كلامـه منطقي ، وكفتنا هنا غلط من غير البرد الكص عظامي ، مشيت وياه بيأس ، مستلسمة لكل شي هالمرة حتى گلبي بطل ينبض سريع ، و تجمد كل احساسي بهذهِ اللحظة
شلون دنيـا الي خلّتني الوذ بعزيز ، لا اب بي حظ و لا اخ يسندني ، صعدت ويـاه للسيارة و عيوني لحظة وحدة ماسكتت اخر شي فاض بيـه و همس :

 

عزيز :: مو كافي بچي ،، كل الصار الج و الي سببه انتِ ، لچ شكد كتلج انتِ مو گدهم ذوله ترباة دوواين ، ما يتقشمرون بسهولة ، ورطيني و ورطتي نفسج ، لا بعيني الكم شهر الي نباكن من عمري و اني نايم و لا همني نص مصاريني تكطعت
بس زواجج من هذا ااااخ !

 

ضرب الستيرن حيل و أسترسل :

 

عزيز :: ناااري ،، لچ ناري ما جاي تهدأ ، لج كتلج اكتله و ما يبين شي ، طلقه تايهة بكصته و ينتهي الموضوع ، هسه احسن
لمن حطوا عليه عهد اليوكع من السما على ابنـه انتَ الملام ، لج شسوي بيج هسه ضيعتي المشيتين !

 

– كاااافي ،،، كاااافي لا تسوي نفسك براسي شريف وكل الي صارلي بسببك انت ، من وره تهورك ورعونيتك راحت بنية مثل الوردة و راح شبابي و صحتي و عقلي ،لك الك عين و تسولف
حرامات كعدت مثل الصلّ حتى الموت ما گدر يكرفك لانك واحد عار !

 

اشتعل من الغيض، و دار الستيرن بحركة جنونية خله راسي ينردم بالجـامه !

 

– الله لا يوفقك تريد تموتنا !

 

عزيز :: لججج اسكتي ما اسمع صوتج ، هين اني تكوليلي عار مو بت سليمان الناقص

 

– اذا ناقص شكو تشتغل وياه ، لو فلوسه حلوة معلوم طول عمرك تعبد الفلس

 

عزيز :: تنلصمين لو الصمج بطريقتي ؟

 

– سكتت ، افرك بصفحة راسي ، فلشني الله يفلشـه ، طلعت تلفوني من الجنطـة قبل لا افتحه ، جره من ايدي و صرخ :

 

عزيز :: رحمة لامچ لا تبلينـا

 

– رجعة الي عزيز ما راح افتحه خلص
طلع الشريحة و ذبها بالشارع و رجعلياه ،

 

عزيز :: اني اجيبلج تلفون و شريحة هذا لا تستخدمي بعد

 

– ما اريد منك شي ، وصلني و انتَ ساكت

 

عزيز :: يطبچ مرض

– مرض بگلبك جاوبته بداخلي ، سكتت و كملنا الطريق
وبعدما حجينـا ، وصلنـا لبيت نجيبة اخيراً بعدما ختمت القران بگلبي خفت يتروعن و يسوي بيه سالفه ، طبك يم بيتهم :

 

عزيز :: امشي انزلي گدامي

 

– نزلت بخطوات مسرعـة ، ادك الباب و الجرس سوة ، لحظات قليلة و فتحت الباب سعاد ، دخلت بحضنها مثل طفل تايـه ولگه امه :
بچيت بحضنها وهي بچت ، و على حسّنا طلعت نجيبة تمشي بالگوه ، هي تصير مرة عمو فاضل اقارب امي من جهة الخوال بيضة مربرة تخبل عبالك مسيحية ، كبرانـه اخر مرة شفتها جنت باول كليه انتقلوا للسكن بتركيا و عافوا بيتهم ما باعوه ،بس هسه جايه تريد تصفي امورها بالعراق و ترجع لاهلها ، اخذتني لحضنها ، باستني و صاحت موجهة كلامها لسعاد :

 

نَجيبـة :: هاي شنووو دادة ، كلما جالها تصير نسخة من وداد ،

 

– ابتسمت الها ماعرفت شأرد ، اجـه صوت عزيز ورانا

 

عزيز :: السلام عليكم

 

نجيبة و سعاد ردوا تحية السلام ، امـا اني عفتهم و مشيت اريد ادخل جوه

 

صاح بنبرة مستفزة يحاجي سعاد :

 

عزيز :: تفضلي ،، هاي فوكاها ؟

 

سعاد :: ميخالف حبيبي فوت هسـة جوه ، الدنيا باردة

 

– وكفت عند كلمتها ، نسيت البيت مو بيتي و نسيت نجيبة واكفة ، انداريت اصرخ :

 

وووين يفووووت ؟ اذا فات جوه اني اطلع !

 

سعاد :: عيب هالتصرفات ود ، لا تصيرين رَعنة

 

نجيبة :: صلّوا عالنبي يا جماعة ، منـا جيران امشونا جوا نتفاهم

 

– من رخصتچ خالة ، هذا اذا دخل جوه اني مالي ظلة بالبيت

 

عزيز :: هذا منو لچ قندرة ! مو اجي ادوس ابطنج و انعل ابوج لابو اليطلعلج

 

– احترم نفسك ، واحد سافل امشي يلا اطلع !

 

سعاد :: ود

 

– عيونـه صارت بگصته ، اخذني تدفع لداخل البيت سعاد
و نجيبة يتوسلّنه يتركني وما يسويلي شي

 

دخلنا للصالـة و كبت العيطة بيناتنا ، صرخت :

 

ايدددك لا تلمسني لا العب بيك طوبة

 

ضحك بسخرية ورفع ثنين ايديـه بالهوا

 

عزيز :: العفووو نسيت انتِ صرتي مدام متزووجة

 

– اي متزوجة و متمد ايدك بعد لا اخليهم يكصوها و يعلكونها بركبتك

 

كفر و دفر الباب چلاق فلشه ، ظل يلعن و يفشر على اهلي

 

اخذتني نجيبة لوحدة من الغرف و سعاد بقت يمـه تهديه ،

 

سعاد :: حبيبي روح هسـة ، ترى مو بعقلها البنية مبينة مسحورة ، خبلوها الميخافون الله

 

عزيز :: تولي هالطايحة الحظ ، و ما اروح شو كاعد على گلبها

 

– حَسيت الدنيا ضاقت عليه ، مشاعر مختلطة بين الندم
و الحسرة و شعور الخلاص ، بس خلاصي اجـه متأخر مثل واحد سبح بعرض البحر ايام متواصلة و وصل للضفة هلكان

 

حسيت جمجمتي تفطرت و گلبي تقسم لالف وصلة ، اختنكت
و اشتهيت اصرخ ، عفت نجيبة المدري شنو چانت تحجي وگُمت متوجهـه لعزيز ، كورت قبضـة ايدي و لگمته على حلگة بكل ما املك من قوة بحيث وجهه افتر ، رجع باوعلي مبهوت

 

همست گازة على اسناني :: اطلععع ما اريد اشوفك

 

عزيز :: هاي شنو بت وداد صايرة شرسـة لازم نسيتي عزيز وشيكدر يسوي

 

– عيونـه تحدقلي بنظرة حقيرة صَحت كل جرح بيـه ، انتفضت الطم على وجهي بقوووة :

 

– ما نسيت ،، ما نسيت ،، ما نسيت

 

تهاويت للارض ، انعدمت الرؤيا بس احساس الوجع حاضر جسمي يهتز بقوة ، اخر صوت سمعته و تمنيت يكون صحيح

 

نجيبـة :: يمه البنية ماتت !
.
.
.

 

______ بيت الشيخ يعقوب _____

 

كاعد الشيخ بهدوء بس عيونه تفتر مثل عيون الصگر ترمقهم واحد واحد ، وجوه الرجـال متجهمة و وجوه النسـاء مرعوبة ، كمـا هو معلوم بالعرف العشائري ان الغلط التسويه وحدة منهن راح يعم عليهن جميعاً بصورة او بأخرى ،

 

صمت مُدوي لايسمع فقط ضربات قلوب تقرع بقوة ، كاعد مدنك راسه عاصر كَفيه كمحاولـة لسحق الألم الي يعتصر قلبـه
اجـه صوت الشيخ بخشونه موجه كلامـه لحفيده :

 

يعقوب :: مرتك وييين ؟

 

رفع عيونـه لجده بنظرة تحمل الف كسرة وجرح ، انشگ صدره
و هو يحجيها :

 

غياث :: ماهي ،، شردت !

 

انتفض الشيخ و كل اوصـاله ترجف :

 

يعقوب :: شلون انهزمت يعني ؟

 

غياث :: چانت طالعـة للسوك ويه البنات ، مناك مغافلتهن
و شاردة

 

الشيخ :: هذا شلون حجي ، زين خابرت اهلها ، يجوز رايحتلهم

 

غياث :: خابرت يا شيخ ،، كالوا ما جايتنا ، و جايين بالطريج

 

– چان يتكلم بصعوبـة بالغـة مثل الواحد الي ديسحبون منـه الروح بحبل ، هاي مو كسرة گلب ، هاي كسرة عهد و ميثاق وشرف و منين من الانسـانه العشكها كثر من اي شيء ثاني بالوجود من الحلم الكضى عمره يتانيه ، من النجمة الكطع گلبه حتى يلوحها ، جان ما يعرف شلون يفكر و لا شنو يسوي بس شي واحد يفتر بدماغـه شلون يلكاها و يتفنن بعقابها ، اجـه صوت جده و بدد كل افكاره :

 

باوعلـه الشيخ و الألم يكطع بگلبه وحدة حاسّ بمعاناته ويعرف شلون جاي يحتضر وسط هذهِ النكسة ، ارتعد گلبه بخوف خشية ينعاد ماضي ابنـه بحفيده ، وجه كلامه للنساء بلهجة تحذير :

 

يعقوب :: اسمعنّي زين ، من هاي الساعة بيبانچن تنسد
و رجليچن تنكف ، لاحد يدشلچن و لا تسيرن على احد چلمة وحدة ما تطلع برا البيت منا لما نشوف شلون تنحل ، ما اريدن حرمة غياث تتصيح ، يجون اهلها و نتفاهم و انتَ يبن جابر ، لا تحني راسـك موش ابن جـابر التكسره مرة

 

البدويـة :: السموحـة منك شيخ ، السوته بت سليمان ما ينسكت عنـه ، حالها حال النهبت …

 

قاطعها ابنها بصوت هز الحيطان هز :

 

غيـاث :: خاتووون!!

 

البدوية :: شكلت انه ، گلت الحك حرمتك مسّت شرفنا كلنا خن نكول حجرنا روحنا ابيتنا و ماطلعت السالفة چم دوب نضملها وهي مسويه فاينه بكبر راسها

 

لفت عالشيخ و استرسلت :

 

البدوية :: السموحـة منك شيخ ، اكولن خل غياث يطلكها
وحلها ويه اهلها بفصل عاد هم يدورون بتهم و يحاسبونها

 

تجادحت نظرات غَياث ، كام انتفض لكن قبل لا يهجم تكلم الشيخ :

 

يعقوب :: غَياث !

 

باوعله غياث بقلـة صبر و گأنه يگله اترك الوحش البداخلي يتحرر و يحركني و يحرككم كلكم !

 

ناجاه الشيخ بنظرة توسل ، بقى واكف لكن سكت يتحامل على وجعته مثل واحد يبتلع شظايا كزاز

 

خاطب الشيخ البدوية بتحذير :

 

يعقوب :: عالية !! لمن تحجي الزلم ،، النسوان تسكت و ما تدخل مفهوم يو اعيد كلامي بصيغة لخ

 

– تفشل وجهه و كام ينطي الوان ، نزلت راسها وتمتمت بخفوت:

 

البدوية :: مفهوم شيخنا

 

يعقوب :: گومن فزن لشغلچن ، و ممنوع چلمة تطلع برا ، وان سمعت حرف واحد طالع برا هالديوانية احسبن الله ما خلقچن

 

سمره :: السموحـة شيخنا ، اذا اجو بيت عمي ابوهيثم شنكللهم ؟

 

يعقوب :: بنية و مسيرة لاهلها غاد چم يوم ، غير كلام ينگال لساناتچن ينكصن !

 

– طلعن وحدة تردم باللخ و قبل لا تلحكهن البدوية استوقفها الشيخ بآخر تحذير :

 

يعقوب :: عاليـة !

 

البدوية :: آمر شيخ ؟

 

يعقوب :: حجرة المرضى تسدينها هالايام و تستسمحين من الوادم

 

البدوية :: بس ياشيخ ، النسوان على ساعة تطيح و ان جان عالحجاية وعد مني ما تطلع ….

 

قاطع بصرامـه :
يعقوب :: ام غيييث ، لا تخليني اعيد الكلام مرتين بويـه ،
و خليها ابالچ ، الصيحة ما تلحك الحرمـة وبس حتى زلمتها يتصيح بالسلف ، يرضيج ولدج يمشي مدنچ راسـه بين الوادم

 

– دنكت راسها و بحنق واضح ردت :

 

البدوية :: لا ما يرضيني ، و ما عاش الي ينزل راس ولدي

 

الشيخ :: لچن اسمعي الكلام بويه

 

البدوية :: امر شيخ

 

****

 

– بعد مرور وقت قليل ، چان يتلظى بيها غَياث على لَهيب الجَمر ، عاجز ان يخلي عينـه بعين جده او عمـه و هارون الي يباوعولـه بنظرة اسف ،

 

أَخيراً وصل سليمان الي ملامح وجهة تطشرت و كأن مرشوش عليها تراب يصيح : بنتي وين ؟

 

يعقوب :: بنتك شردت يسليمان

 

سليمان :: حجيش هذا ، شني يعني شردت ؟!

 

باوع لغياث و راح يسـأله :

 

سليمان :: بنتي وين يغياث ؟

 

– رُمقـه غَياث بنظرة لاهبـة بس تشم ريحة معاتب بعد ، توج بيهم نار متخلي منهم شيء

 

يعقوب :: اكعد يبو ود و خلنا انتفاهم

 

سليمان :: ما بيني و بينكم اي تفاهم ، انه مخلي بنتي عدكم
بيت مليـان زلام واحدهم ما يفوتـه الباب ، كلولي شلون ضاعت البنية ؟

 

يعقوب :: بنتك طالعة ويه خياتها للسوك و مناك مختفية

 

صفك ايده سليمان بعصبية :

 

سليمان :: موش شغلي طالعة للسوك رايحة للكبور اريدن بنتي منكم

 

اندار بمواجهة غَياث و صاح :: جيبلي بنتي غَياث !

 

اومـأ راسـه غَياث ، همس :

 

غياث :: تـم ، راح ادورها لچن من الكاها شنهي العمل ذيج الساعة يسليمان ؟

 

سليمان :: هاي جدام الشيخ احجيها ، انه فصالك يغياث طلكها و عرس ، و تكاليف عرسك كلها بهاي الركبه بس تنطيني بنتي انه احاسبها هيج تكول الاصول يو لا يبو جابر

 

اومـأ راسـه الشيخ بأسف :

 

غَيـاث :: خل الكاها يسليمان ، ساعتها لكل حادث حديث

 

سليمان :: ممنوع تجيس شعره منها موش گبل ما اشوفنها
و اسمع منها وين چانت و ليش شردت ، و قـد اعذر من انذر

 

گال كلامـه سليمان وطلع ، امـا غياث فاض بيه الألم و ما عاد يتحامل على كسّرته بعد ، ترك جده و ركض متوجـه لغرفته ، جر سلاحـه و نزل يركض عيونـه ما تشوف احد گدامـه غير شلون راح يلكاها و ينفذ بيها انتقامـه و يا ويلها لو چان الي يفكر بي صحيح، صاح الشيخ على هارون و مهران يلحكونه قبل لا يسوي شيء يندم عليـه ، فهيچ امور ما تنحل بالقوة و المكان القاصده مو مثل ديرتهم ،

 

لحكوه الزلم و مكدروا يوقفون بطريقـه ، انعمت بصيرتـه بالغضب و عقله يندد بصوت الانتقام، نسى نفسـه من يكون
رفع سلاحـه بوجههم و كان مستعد يرمي اي رجل يقف بطريقه حتى لو كان الشيخ نفسٰه ، تهاوى الشيخ يصفك ايد بأيد وعرف
الي امـامـه الان مو غَياث و لا الساقي ، بل الوحش الي خلص عمره يروض بيه بالبوادي و البراري ..

 

مهران :: ترفع سلاحك بوجهي يبن جابر ؟

 

غياث :: ميل عن دربي عمي گبل لا ارميك و أَجتل روحي هنا ، ميلو عني اكللكم

 

هارون :: هدي يخوي ،، مو هيج تنحل الامور ، هناك مو مثل هنا ، يروح يدبرلك مكيده الناقص هذاك

 

غيـاث :: ميلو عني ! ،، صرخ و رمى صليه بالجو خلتهم يتراجعون للوراء

 

يعقوب :: مهرااان ، بسّك بويه ميل عن دربه خلّه يروح هذا الموجف گدامك موش غياث

 

– ابتعدوا عنـه مسافة قليلة ، صعد لسيارته و انطلق بأقصى سرعته ، اشرلهم الشيخ يتبعونـه ، حطوا روحهم بسيارة
و لحكوه .
.
.
.

 

___احد مستشفيات بغداد ____

 

– اصوات اعرفها و ريحـة ديتول قَويـة ، عرفت اني بالمستشفى بس مـا اريد افتح جفوني و لا اشوف بشّر اريد ابقى نايمـة ، بمعزل عن هذا العالم الي لاهو و لا ناسـه رحموني ، لكن لو تركتهم آني راح يتركوني ؟

 

الدكتور :: ود بابا دتسمعين صوتي ؟

 

– اسمعك دكتور ،، اطمئن خوش سويت شغل وما خليتني اموت !

 

سعاد :: شنو هالحجي ماما، استغفر الله ياربي كولي يا الله حبيبتي ، دكتور اني شرحتلك وضعها ، عدها مشاكل ويه زوجها و عيالها

 

– فتحت عيني وصفنت عليها شلون تسولف للدكتور بخصوصياتي غصبـاً عني دخلت بنوبـة ضحك ، هذا الضحك الي يوجع الروح ، صافنين عليـه ثنينهم ، يمكن عبـالهم تخبلت ولكيت ضحكاتي الأليمـة تتحول لشهقات و غصات شرحت كل تخبطاتي ، ما قاطعوني ، تركوني اطلق سراح اوجاعي الوحدة تلو الاخرى ، الى ان توقفت ،، مو لان انتهت احزاني بس لأن تعبت ،

 

سعـاد تباوع بحالة ذهول يمكن بطلت تستوعبني، لكن الدكتور جرلـه كُرسي و كعد بجواري ، يسألني اسئلة روتينية و اجاوبه اجوبـه دبلوماسية الى ان دخل بالمفيد

 

الدكتور :: اسمعيني بـابـا

 

– لا تگلي بـابـا ، اكره هذهِ المفردة !

 

الدكتور :: خلص نكولج مدام ود شنو رأيچ ؟

 

– هزيت راسي برضا .

 

الدكتور:: مدام ود ، تسمحين اقترحلج دكتور نفسي شاطر ؟

 

– تلاكت نظراتنا آني وسعاد ، رجعت باوعتلـه بأبتسامة ساخرة

 

الدكتور :: هاه ، ما عجبچ اقتراحي او حَسيتي نوع من الاهانـة
اسمحيلي اشرحلچ ترى الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامـة ، و الاضطرابات النفسية تأثر بشكل مباشر
و سَلبي على حياتج اليومية ، علاقاتج بالمجتمع و غيره
وصدگيني التشخيص المبكر يساعدج على التعافي بشكل اسرع .

 

– هو يسولف و آني احس بوجهه كام يتكرر حتى صوتـه صرت اسمعله أكثر من صدى بالمكان ، ضغطت على صدغي رأسي حتى اركز و هم مدا اركز

 

سعاد :: دكتور عيني ، كلامك منطقي و اساساً هي مراجعـة دكتور سابقاً ، و شخصها بالمنخوليا وجان المرض ببدايته گدرنا نسيطر عليه بالعلاج و نمط الحياة بس من تزوجت الامور صارت نحو الاسوأ حتى العلاج صار ينطي نتائج سلبية وتفاقمت الحالة هلوسات و تخيلات ..

 

باوعلي الدكتور بأسف و اقترح اراجع دكتوري فوراً ، تمنالي الشفـاء و قبل لا يطلع اوصى الممرضى تنطيني علاج اضافي بالمحلول الوريدي ، و هذا العلاج اعرفـة نوع مهدء كلش قوي
لحظات قليلـة و استسلمت لنوم عَميق ،

 

مابين الحلـم و الواقـع تخيلي سمعت صوت سعاد تبچي وعزيز
يسب و يتوعد و بس طاري غَيـاث على لسانهم ، بؤبؤي يتحرك جوه جفوني مثل الواحد الخايف يفتح عيونه و يلكه نفسه بنص المصايب ، لـكن لا مفر من الواقع و الي زرعتـه بيوم لازم اجنيه ، فتحت عيني و بالفعل ثنينهم كانوا وياي بنفس الغرفة
همست بوهن :

 

شبيكم ؟!

 

انداروا عليـه ثنينهم ، مسحت عيونها سعاد و عزيز صاح :
– ماكو شي

 

– لا واضح مـاكو شي ، سعاد ما تبچي اذا مو صايرة كارثـة حقيقية ، احجولي غَيـاث بي شي ؟

 

تجادحت عيون عزيز بغضب لاهب ، صرخ

 

عزيز :: هذا الهـامج هسه صخمان بي شي لو لا !

 

– صخمان بعينك ، احجي عدل

 

عزيز :: شوفيها شلون تتجاسر بنت السكط مو صوجها صوجي اني المطي الي نجريت وراها

 

سعاد :: اتركها هسه عزيز ترى حالتها ما تسمح

 

– شصاير غير افتهم ، ليش دتبچين وليش صوتچ هيج ؟

 

جـر الستول حيل وحطه بصف سريري ، گعد يحجي وياي
و عيونه مفتوحـه على وسعها :

 

عزيز :: تريدين تعرفين شصاير ؟!

 

– هزيت راسي بـ أي ، بس من عيونـه عرفت اكو مصيبة

 

عزيز :: رجلج المتخلف ، جاي لبيت سليم و داكـه و مخلي المنطقة داخلـه انذار بس و الله شاربي موعليه اذا ما اشتكيت عليه اربعـة ارهـاب

 

– لحظة ،، لحظة شنو داكـه مفهمت ، المنطقة شلها علاقة ؟

 

دفـع نفسه ليوره يبتسم بسخرية و يفرك راسـه ، رجع مرة لخ :

 

عزيز :: لازم ما تعرفين الدكـه العشائرية ، لچ رجلج مفرغ شواجيره بيت سليم خارط واجهـة بيته كلها و ….

 

– نشغت و ضربت صدري ، عزة سليم خوما بي شي

 

سعاد :: يا ما بي شي غير طالعه عود يتفاهم وياه ،ساحله للشارع و كاتله حتى منزعة هدومـه الما يخاف من ربـه

 

– تخيلت الوضـع و لا اراديـًا ضحكت

 

صرخت هي منهارة :
سعاد :: عليمن تضحكين ، هي هاي سوايـة حتى المتخلف ما يسويها ، منطقة راقية و ناس مسالمين خلاهم ينامون و ايدهم على گلوبهم .

 

عزيز :: يطبهم مرض عبن مابيهم زلمة اشتكى عليه ، احلف عليـه چان خاس بالحبوس ومحد طلعه

 

– شيسوي متانيك انتَ الزلمة بلكي تشتكي عليه

 

عزيز :: اذا هلكد تحبينه و تدافعين عليه شكو شردتي ، ماظليتي هناك تسرحين ورا الهوايش

 

سعاد :: كاااافي عاد ، انتم شنو اعداء خلونـا نفكر عدل شنسوي .

 

عزيز :: ميحتاج تفكير ، راح اسحب الفيديوات من الكاميرات
و اشتكي عليه.

 

– دسويها حتى أكتلك بأيدي و هالمرة اشرد منكم كلكم

 

بصدمـه جاوبني :
عزيز :: لچ دا اكلج متهجم على بيت خالچ و معتدي عليه بالضرب و التنكيل و تكليلي لا تسويها اكتلك و اشرد ؟!
فهميني وين غيرتچ على اهلچ الربوج و لچ لو مربين چلبـه چان عدها وفـه أكثر منج

 

– باوعتلة بأستهزاء ، نصيت نظري للكانيولا ، مُلصتها من ايدي
و هو براقبني بذهول ، سـعاد صرخت :

 

سعاد :: ولچ هو هيچ ، شوفي الدم شلون يتطافر

 

– ركضت جابت كلينكس و حطتـه على چفي ، سحبت ايدي منها و عدلت كعدتي ، صفنت عليهم ثنينهم افكر بجواب مناسب للي گاله عزيز ، صحت :
ربيتوني لـو استغليتوني شنو نسيت انت و عَمك شنو سويتو بيه ؟

 

فلت وجهه و سعاد اشاحت بنظرها بعيد ، استرسلت :
اذا انتم مو گادرين تواجهون ماضيكم وياي رغم انتم الجناة
ليش تطلبون من الضحية تواجـه الماضي بكل رحابة و تنسى افعالكم ؟

 

والله لو گايلي كاتل سليم خلاص مارح تنزلي دمـعة ، اكول چلب ومات !

 

سعاد :: وددد !

 

عزيز :: خليها ، خليها خل تزوع الحقد و سم الحيايا كله بلكي تشفى من امراضها النفسية

 

اقترب مني وكف فوك راسي يحجي بلهجة تهديد :

 

عزيز :: شوفي لچ ، لا تتوقعين بعد هاي الهوسة كلها
والمخاطرة بروحي حتى اجيبج مناك و ضربة سليم و اهانته اخليچ ترجعين بعد ، تكعدين هنـا و تنچبين و محتمل اسفرج ويا نجيبه و هذا غياث حسـابه وياي ما خلص

 

باوعتله بسخرية :
– سليم راح يبيعني الـهم

 

سعاد :: سليم ما يدري بالسالفه بكبرها و كايل لغياث احنا تبرينا منها من يوم الخذتك و ما تربطنا اي علاقـة بيها

 

– بالرغم من انـه سليم خايس و ما اعتبره خال ابداً بس كلامه لغياث جرحني ، نزلت راسي لحضني و بچيت بكسرة .

 

قرفص عزيز لمستوايه و بنبرة تعاطف حجـه :

 

عزيز :: هسه عليمن تبچين ، من اجيتي لهسه تهوبزين على راسي و متحملچ ولج منو يتحمل جنونج بگدي ؟

 

سعاد :: عزيززز مو وكت كلامك هذا

 

انتفض يحاجيها بأنفعال :

 

عزيز :: ليش سعاد ، ليش مو انتِ شاهدة على كلشي و تعرفين شكد عانيت حتى استعدل علمودها و شكد ضحيت و كديت حتى اسعدها تاليها تروح لغيري بلاش !

 

سعاد :: ادري حبيبي بس لازم تعرف هسه وضعها ما يسمح ..

 

دفتر الستول و قاطعها بصرخة :

 

عزيز :: و شمسوووي اني شمسووي رحمة للكائنات ، شفتيني تحرشت بيها لو لزمتها ، مو راح اموت من وراچن ناقص عمر

 

– اطلععع برا عزيز

 

اجتي الممرضـه تركض و تصيح : خير ،، ياجماعة احنا بمستشفى و اصواتكم طالعـة برا

 

عزيز :: امشي شوفي شغلچ و لا تتدخلين

 

– باوعتله الممرضة وراحت عينها للرتبة على چتفه ، صفنت شوية و شردت خطية

 

سعاد :: عزة بعينك تخزينا والله ، امشي كومي خلي البسج
ونطلع قبل لا يسويلنا سالفة هالمخبل

 

سجلنـا خروج و طلعنـا بوجهنا لبيت نجيبه ، اباوع للسما من خلال الجٰامه بزع خيط الفجر و تحول الأفق الى لوحة من الالوان الناعمـة خيوط ذهبيه و وردية تسللت عبر السماء المغبرة ، الظلام تراجع و حل مكانه ضوء خفيف غُمر الارض بلطف ، نزلت الجـامـه و بديت استنشق الهوا ، بارد و منعش
استيقظت الطبيعـة و زقزقت العصافير بلحن خافت فوق الاشجار الي تتمايل برفق ويه نسيم الصبح ،

 

وصلنـا لبيت باجي نجيبه ، سعاد رادت تروح و تعوفني علمود سليم بس عزيز ما قبل تتركني ،

 

عزيز :: ابقي يمها ، اسـاسـا سليم ما بقى بالبيت ، شرد يم صاحبه

 

سعاد :: سوده بوجهج سعادة اخويه هيج يصير بي

 

عزيز :: هين ،، و عيونج ارجع حكه !

 

هددته بشكل مباشر :
– ديربالك تفكر تأذي شعره منـه لو تشتكي عليه ، راح تلكاني گدامك بالمركز و احجي بكل ضمايمك ويه ابويه الهم

 

عزيز :: تهدديني ولچ صلـفة ، ادبسز !

 

– گلت العندي وبعد ما اعيد كلامي

 

خزرتني سعاد و ما هتميت ، نزلنا و هو شخط سيارته حيل
و راح ، سعاد تملك نسخة من مفتاح البيت لذلك دخلنه بلا ما نزعج نجيبة و رغم اجواء البيت اللطيفـة و طرازه البغدادي العتيك ، ماحسيت براحة ، استحوذ عليه قلق جَسيم و بقيت افكر بردة فعل غياث ، صاحت سعاد :

 

سعاد :: عزة العزاني تلفوني مشتعل ، الامـة كلها داكـه عليه

 

رجفت اطرافي و قبل لا اسـأل أَهتز تلفونها بأسم ابوية ، تبادلنا نظرات سريعـة متورطين منعرف شنسوي ؟

 

سعاد :: راح اجاوبه و لا طلعين نفس

 

– ماشي بس فتحي سبيكر

 

– كحت و بصوت ناعس جاوبت :
سعاد :: الو

 

سليمان :: بت غازي وين وديتي البنيـة ، شلون شردتيها ولچ تانيني جـاي العب بيكم فلك

 

– جاوبت مُدعية عدم الفهم :

 

سعاد :: يا بت سليمان ، كلشي مجاي افهم منك

 

سليمان :: يا بت مووو ؟ اكبر بريبيج انتِ ، احجي وين وديتي ود

 

سعاد :: عزه العزاك ، شبيها ود غير تفهمني ؟

 

سليمان :: شبيها يعني ، شردت و خاتلة يمج ، سعاد اعرف فواينج كلهن و اعرف لعبتي بعكل البت اغزي الشيطان و كليلي وينها خل اتلاحك للموضوع كبل لا عمها و ولد عمها يدرون ساعتها محد يخلصها منهم ، يحطون چيلة براسها ويچتلونها

 

فاضت عيوني ، اباوعلها مفزوعـة وهي فلت وجهها بس تماسكت بسرعـة و ردت بنبرة غير مباليـة :

 

سعاد :: ضيعت البنية موو؟ ، كم مرة گتلك رجعها رحت حطيت ايدك بأيد الكتلو وداد و نطيتهم بنتك ، استلم نتيجة افعالك واذا ود صارلها شي طم روحك احسن ، يلا روح وبعد لا تخابرني

 

سليمان :: شگد تريدين و تنطينياها !

 

– انصدمت و بقيت اباوعلها بأستغراب امـا هي ارتبكت وتيهت حتى حروفها ، بتلعثم اجابت :

 

سعاد :: شـ ،، شنوو هالحجي سليمان ، دا اكولك ما اعرف مكانها بعدين شنو هالسوالف شنو شگد تريدين ؟

 

سليمان :: شنهي بس لا جرحت شعورج ، لوما جبتوا عمركم تاكلون من جدي ، عمومـاً هذا موش موضوعنا هسع ، انه ادري انتِ و ابن اخوج وره السـالفة و راح اتاني تعكلون و تردون البت سالمة بس لا تخلوني اتاني چثير عبن من الانتظار يتعب اعصابي و لون تعبت اعصابي اصيرن مو خوش ادمي
وتعرفين كلش زين سليمان الموخوش ادمي شيسوي

 

سدت الخط بوجهه ، بقت معلكة عيونها بالفراغ بس اذا اطخها تنفجر ، ما حجيت وياها ، بس كلام ابويه كطعني وصل من كاللها شكد تريدين و تسلمينياها ،

 

لهذهِ الدرجة مرخصيني و معتبربني حاجة لا راحت و لا اجت يوم عن يوم يزيد كُرهي لابويه و لاهل أُمي اضعاف و اذا جـان عندي ندم شويه على الشردة هسه لا ، اكول خلي يحتركون بنار الفضيحة مثل ما حركوا شبابي هيچ ،

 

سعاد نامت بعدما هلكها التعب و البچي على احوال سليم ما اكدر الومها ، حتى لو شفته عدوي فهي ما تشوفـه غير اخو
هو السند الي باقيلها من ريحـة اهلها ..

 

عفتها نايمة و نزعت صايتي و حجابي ، رحت للمطبخ ادور بالكاونتر على چـاي او كهوة وبعد معاناة و بحث طويل لكيت عبوه بيها اظرف نسكافيه سريعة التحضير ، فورت مي
وجهزتها بكوب ، اخذته و طلعت للحديقـة ، جريت نفس طويل
كأنني اول مرة اتنفس ، و بكل رَشفة تنزل دمعـة ممصدكة تحررت من براثن البدوية !

 

رحت كعدت عالمرجوحة القديمة المتهالكـة واهز بروحي على كيف و افكر شراح اسوي و شلون راح اخلص نفسي من غياث ، عمي اذا سمع و الاهم من كل ذني من عزيز الشاخط ؟

 

ابسط المقومات ما املكها لا تلفون و لا ملابس و لا ملجأ اخير احتمي بي ، مدري شلون غُفيت عالمرجوحـة وفزيت على لمسـات
سعاد ، فتحت عيوني جفلانـه :

 

سعاد :: اسم الله ، ادري ليش نايمه هنـا ، الدنيا ظهر و الشمس تدك براسج و لو شمس الشتـا ما بيها اذيـة

 

جرت كرسي و كعدت گدامي ، حالتها اسوأ من حالتي ، سألتها :
ندمتي لأن سـاعدتيني ؟

 

سعاد :: تؤ ،، جـان المفروض اسويها قبل لا ياخذوج الانذال بس يله ربّ ضارة نافعة ، هيج الضربة توجع اكثر !

 

ابتسمت بمرارة :
– لازم معتبرتني البيدق مالتج ، و فرحانـة لان ضربتي عصفورين بحجر ؟

 

سـعاد :: مستحيل اعتبرچ اداة ، بس دارت الدوائر و انضربوا
مثل ما غدروا اختي بعدين انتِ ليش ضايجة مو هذا الي كرستي عمرج علمودة ، ثارج و ثـار امج تحقق بفد يوم

 

– على طاري امي ،، شوكت توديني التقي بليلى ؟

 

سعاد :: شوكت ما تردين بس قبلها و الاهم احجزلج يم الدكتور
تصرفاتج صايرة تخوفني ، راح احجزلج على باجر لان الجمعة عطلته و مو مال ابقيج لاسبوع الجـاي ؟

 

– احسن لاسبوع الجـاي اشو لا عندي ملابس اروح بيهن ولا مستعدة نفسياً !

 

سعاد :: هسه اخذج للسوك ناخذ ملابس و شغلات و هم اخذج لصالون يطرفون شعرج صاير كلش طويل مابي روح

 

– لزمت شعري لا اراديـًا و تذكرت غياث ، هزيت راسي برفض
شعري مـا اكصة !

 

سعاد :: نطرفـة مو نكصة بعد كم يوم تدوسين عليه ميصير حبي

 

– ولا بيه حيل اطلع ، عفية خليها لاسبوع الجاي

 

سعاد :: منعرف ظروفنا شنو ، احتمال الجمعة يكلج عزيز يله

 

– شنو وين يله ما فهمت ؟

 

سعاد :: تسافرين ، تروحين يم نجيبه بين ما نشوف شلون نحلّها

 

– حجيش هذا سعاد شنو نسيتي اني على ذمة رجال ؟

 

سعاد :: شرعاً اي بس مو قانوناً ، ماكو شي يلزمج وياه ، يولي عود يطلكج غيابي

 

هزيت راسي بعنف :
لا ما اكدر اسويها

 

سعاد :: بعدين نسولف ، امشي خلي ناكل لكمة حتى نطلع نتسوك و نرجع من وكت و راح احجزلج يم الدكتور

 

– مدري ليش گلبي مقبوض و ما مرتاحة وحاسه جايتني مصايب حتى سعاد صايرة تخوفني بتصرفاتها ، شلت راسي و اندعيت بگلبي ، ربي لا تفجعني بسعاد ، ادري بيها خَبيثة و ادري تريد بس تنتقم من غياث و اهلي بس عندي بصيص امل انها تحبني و تهتم لحياتي ، لحد الان ما شفت منها شيء سيء بحقي بس ليش گلبي ما مرتاح، قررت امشي وياها بس اترك مسـافة امان ، حتى لا اندم بالاخير .
.
.
.

 

____ في مكانٍ آخر ___

 

واكـف بمواجهة جده الي يرمقـه بنظرات هادئه يشوبها الغضب
نهض الشيخ من مكـانـه و أَقترب منـه ، توگأ على عوجيته الخيزران و راح يسألـه بلهجـة حازمـة :

 

يعقوب :: شجـاي تسوي يبن جـابر ؟

 

رصّ جفوف ايديـه و هو يحاول يبتلع غَضبـه حتى لا يطلع على شكل نبرة عاليـه بوجه جده :

 

غياث :: جـاي اموتن ،، تدري يو لا يا جدي ؟

 

يعقوب :: وين چنت و شعملت هالمرة يغويث ؟

 

غياث :: رحتلهم ،، ادور مرتي

 

يعقوب :: و گلي بيش دورتها بلسانك يو بتفكتك ؟

 

غياث :: جـا شتريدني اسويلهم ، انه لو بيدي اوچن بيهم نار
بلچن تهود نار گلبي

 

امتدت ايد الشيخ لتربت على كتف حفيده :
يعقوب :: چم دوب اكللّك النار ما تطفيها النـار يبن جويبر

 

غيـاث :: لـچن گلي شسوي ، اكعد مثل الجبـان واشوفن حرمتي شلون تضيع مني

 

يعقوب :: چـان اخيرلك من دكة الوادم ، موش تركض مثل الحصان الاعمى ورا فضيحتك ، حطيت روح بروح خاطر ما نتصيح بالديرة ، تروح تصيح رويحتك و حرمتك بغداد ؟

 

غياث :: انه اعرف شجاي اسوي جدي ، ريح بالك ذول المخانيث دواهم عندي و انه متأكد كلها چم يوم و خالها الخرطي يحجي الاول و التالي و يسلمها الي

 

يعقوب :: و سلمها الك شراح تسوي تچتلها ؟

 

غياث :: لا والله الچتل ارحم

 

– صفك ايده الشيخ مأيس من عنده ، فهذا الرجال ربى على ايده
و كلش زين يعرف ، هو ناوي على مصيبة بس الله اليستر منها

 

غياث :: السموحـه منك جدي بس لازم اردن لبغداد

 

يعقوب :: شتعمل بغداد ، مو رحت و الجمـاعة كالولك تبرينا منها و موش يمنا المن راد لو ردتها حجـه خاطر تاخذ ثارك الضابط

 

غياث :: و راح اخذه و دم بنتي بس تانيني مسألة وكت ، اما ليش اردن لان دليلي يكلي هي هناك ، و خايف ابطي عليها
و تضيع كلش

 

يعقوب :: روح يوليدي مودع بالله بس حكم عكلك كبل تفكتك
و اعرف كل كونه تسويها راح تفتح علينا ابواب من نار و تفتك جروح ما تنسد .

 

– طلع من الديوان حامل كلام جده على گلبه بس عاجز يؤمن بي ، النار الي بداخـله مجاي تخمد و الحقد ديتضاعف بگلبه
و بينما چان يستعد للرحيل مرة لخ لاكـاه ابن عمـه و صاحب عمره :

 

اواب :: گواك الله خويـه

 

غياث :: الله يگويك

 

اواب :: شني هذا السمعته ، صدك شاردة ؟

 

غيـاث :: رايحة لبغداد

 

اواب :: وانتَ شنهييي مو زلمـة روح اخذها و جيبها سحل خليها تركع جوة رجليك علمها الله حك

 

– غير لـو الكاها ، بغداد شكبرها و خوالها النغولة تبروا منها
اااخ لو بس اعرف وين كارصـة

 

-خلصصص مالك حل غير المگوار

 

-المگوار ؟

 

-و منو غيره يطلعها من زاغورها ..
.
.
.

 

____ ود ___

 

ض
امشي بخطوات مترددة ايدي مجلبه بأيدها ، صار شكد مطالعـة و ما شايفة دنيـا ، احس كل شي غريب الناس ، المحلات و الاصوات ، احس الارض مهزوزة جواي و بأي لحظة تنشك و تبلعني ، الوان البضائع المعروضـة اذت عيوني ، اسأل نفسي كل شويه ، صحيح اني هنـا لو حلم ، اخاف يكون احد خيالاتي ، و انام و اصحوا و الكـاني بالغرفـة فوك صـافنه بالحيطان و احاجي الفراغ ، اجـه صوت سعاد نبهني بتوبيخ

 

سـعاد :: امشي عدل ترى ربكتيني شبيج تتختلين ورايـة ، ترى نفسه سوكنا و نفسهم ناسنـا ، الله يسامحك غياثوو سويت بيها توحد .

 

انتزعت ايدي من عدها و بنتره عاتبت :
هسـه وكتـه هذا الكلام

 

سعاد :: على كيفج دادة ، شگلنه قابل ، شو تعالي هذا المحل ملابسه حلوة

 

دخلت وياها ، صارت تجيب و تعرض گدامي ، هزيت راسي برفض :

 

– بطلت البس بنطرونات ضيكه سعاد !

 

لوت شفايفها بسخرية و صاحت :
سعاد :: الله يهديج و يهدينـا

 

– عفتها و رحت اني ادور ، عجبني تنانير كلوش خصر عالي
يلوكن الي و بلوزات شكلهم كلش كيوت و اخذت احزمـه وشغلات ثانويـة

 

سعاد :: حلوات بس ليش اغلب الوانج اسود و رصاصي
و جوزي ، هاج هذا البلوز الاحمر يطلع يجنن عليج

 

– ما كسرت بخاطرها ، اخذته ورحنا لمحلات الاحذية و كالعادة ماكدرت اخذ غير الحذاء الاحمر بكعب عالي على كوله سعاد ابو البسمار ، بقينا نفتر هواي و شويه شويه رجعت لطبيعتي ، لولا الغصة المستوطنه قلبي و مدا تروح ، اخر شي اخذت شريحة جديدة لان عزيز كسر السيم كارت مالتي ، بيومها ما رجعنـا الا بالليل ، اخذنـا عشا و رجعنا ، بس طول الطريق سعاد تحجي ويه سليم و مبين الموضوع يخصني بس ما رادت تقهرني يمكن ،

 

وصلنـا تلكتنا نجيبه تتمشى بنزاكـة كيفت من شافت العشا تحب اكل المطاعم ، فرشنـا وكعدنا ناكل ، بدن هنا يسولفن ويستذكرن ماضيهن و سوالف اهلهن گبل ايام اللمـة و الحنية وصلة الارحام ، و تذكرن امي و ندارتها و شلون چانت فقيرة ما ينسمع الها حسّ ، هنـا استصعبت حتى ابلع اللكمـه ، ترخصت منهن بغصـة بالكوة لزمت دموعي گدامهن ، رحت غسلت
و انزويت بغرفـة اطلقت حُرية دموعي ، و بهاللحظة الله وحده يعرف شكد احتاجيتها وطن وسط هذا الضياع الاني بيه

 

سحبت تلفوني خليته عالشحن اخذ دقائق حتى اشتغل ، اول شغلة سويتها حذفت الواتساب القديم و نصبته بالرقم الجديد

 

بقيت اتصفح ، ماعندي فيس بس انستا ، مليت ماعندي شي اشوفه ، سديت التلفون و نمت و ما صحيت الا الظهر ثاني يوم
على صوت سعاد تستعجلني اكوم واحضر نفسي لروحـة الدكتور ، بقيت صافنـة ثواني بالفراغ عيوني مدمعـة ، احس بفراغ محاوط گلبي وشعور خوف مسيطر عليه ، ترجيتها :

 

-عادي نأجلها لاسبوع الجـاي ، گلبي ما مرتاح

 

سعاد:: لا مو عادي ، ماخذتلج موعد ، كل شي ما بي گلبج هذا عجز تعودتي عالاهمال ، يلا كومي غسلي ولا تأخرينا و تعالي خلي ارتب شعرج ، منـاك راح نمر للصالون اطرفه الچ

 

– بس آني لابسـه شال عليمن مرتبته

 

سعاد :: و عليمن هالشال ، انتٍ ما محجبـة

 

– ميخالف راح اذبـه هيج على راسي تعودت

 

سعاد :: براحتچ بس لا تأخريني

 

غسـلت وجهي ، وسعاد ضفرتلي شعري ضفيرة هنديـة ، تسريحة ماما المفضلة ، جرت كحل حطت بأطراف عيني وشويه بلشر لخدودي و مرطب شفـه ، صفنت ثواني بوجهي ،
و همست :
سـعاد :: الله ،، هسـة رجعتي وداد

 

– بعبوس جاوبتها :
شنو قصدج ،، و ليش هشكل تباوعيلي خوفتيني ترى ؟
حطت حنجها على چتفي و تباوعلي من خلال المرايـة :

 

سـعاد :: كل ما افتقد اختي ،، ادورهـا بيچ من اول لحظة وكعتي بحضني و شفت الشبه بينج وبينها ارتاحيت كلت الله اخذ مني وداد و انطاني نسخة صغيرة منها .

 

– افهم من كلامچ محبتج اليـه لان اشبه امي ولان تشوفيني وداد مـو ود ؟

 

هزت راسها بعدم رضـا
سعاد :: شيء اكيد احبچ لان ود ، يالله كومي لا تعطلينـا

 

– گمت ذبيت شال على راسي بأهمال ، طلعنـا ، اجرنا اول تكسي تصادفنا وصعدنا للمكان المنشود ،

 

– بعدما وصلنـا ، دفعنـا الكشفية و بقينا ننتظر مو كلش هواي لان عادة الاطباء النفسيين ما يكون عليهم رجل ، دخلنـا اخيراً
وشفت دكتور عمار الي ارحب بينا بلهفـة :

 

دكتور عمـار :: اهلاً ،، اهلاً وييين هالغيبة بابا ود

 

ابتسمت محرجـة : جنت متأملة خلص ما راح ازورك بعد لكن القدر ساقني الك مرة لخ

 

دكتور عمار :: خلينـا ننظر للجانب الايجابي ، شفناج و راح نطمن على اخبارج و انه هم اسولفلج عن اخباري

 

– اخباري ما تطمن دكتور ،، و اظن انتَ هم ما اتصور انت تحمل اخبار جيدة و انت مُحاط بكل هذا الجنون و العقد النفسية

 

دكتور عمار :: تخيلت الدنيـا راح تغيرج باباتي بس بقيتي بنفس الفلسفة

 

سعاد :: هههه هاي شنو دكتور بعدك تصيحلها الفيلسوفة

 

دكتور عمار :: للابد

 

– بعدما تبادلنـا اخبارنا و ضحكنا شوية ترخصت سعاد وكالت راح تنتظرني برا ، لان الكشف لازم يكون بين المريض و الدكتور حصرًا

 

باوعلي الدكتور بنظرة فاحصـة و نزلت عيونـه على ارتعاشة ايدي ، دنك بأسف للورقـه الي گدامـه و همس :

 

دكتور عمار :: راح ادون ملاحظاتج هنـا بالوقت الحالي بين ما تلكه السكرتيرة ملفج ، مثل دتشوفين سوينا تغييرات بالعيادة وانتِ من سنين ما زرتينا ، فصار بالارشيف

 

– حلقت بعيوني حول المكان ، بالفعل مسويين تغيرات حلوة
ديكور مريح ، الوان هادئة و اضاءة خافته حتى يخلق بيئة مريحة ، همست :
عاشت ايدك دكتور ، التغييرات حلوة بس ما ادري ادعيلك بالرزق لو لا ؟

 

قهقه بصوت مسموع و هتف :

 

دكتور عمـار :: مصائب قومٍ عند قوم فوائد ، ااي ست ود شلونج اخبارچ ؟

 

– ابتسمت بسخرية و فجرت القنبلة :
اني تزوجت دكتور صدق او لا تُصدق

 

فتح عيونـه بدهشة ، قوس شفايفـه وكال :
دكتور عمار :: اووو تطّور ملحوظ ، آخر شيء جنت اتوقعة انك تخوضين تجربة الزواج و الانجاب بعد كل العشتيه ، بصراحـة اهنيچ على قوتج وشجاعتج ..

 

-قاطعتـه بضحكة خافتـة !
لا دكتور الامر ابد مالـه علاقة بالشجاعة و لا حتى بسرعة التخطي ، رغم من اخر جلسة صارت بيناتنا گلتلي تعافيتي بنسبة ممتازة ، خليني اقصّلك روايتي من البدايـة ..

 

نزع نظارتـه و شبك ايديـه بفضول
دكتور عمّـار :: و آني كلي اذان صاغيـة و متشوق لسماع القصة

 

– بديت اسردلـه كل الي عشته من اول لحظة خَليت بيها رجلي هناك و الطريقة الي تم زواجي بيها والاشياء العشتها ببيت الشيخ و مشاعري لغياث و آخرها هروبي بهذهِ الطريقـة مع التحفظ على بعض التفاصيل الي مكدرت ابوح بيها مثل شغل ابويه و شخصية المكوار و شغل عزيز !

 

اخذت وقت طويل بالجلسـة حتى اني تعديت الوقت المسموح الي و بأعتبار ماكو مريض ينتظر ورايـة انطاني مساحة كافية اخذ راحتي بالكلام و چان مهتم بأدق التفاصيل و يسجل يمـه
وبعدما انهيت كلامي ، سألني سؤال واحد

 

دكتور عمـار :: ندمانـه على روحتك للديرة من الاول ؟

 

-اومأت راسي بـأي ، بچيت و اعقبت :
اكثر شيء ندمت عليه بحياتي

 

دكتور عمار :: خلينـا نتفق على كم شغلة ، اولها انتِ مو الوحش المتخيلته ، بالعكس اني دا اشوف رغم كل هذا البؤس الي مريتي بي ناضلتي في سبيل الحفاظ على الباقي من انسانيتج و هذا شيء ايجابي

 

لكن زواجك الغلط و انتقالك من بيئة متحررة و مجتمع منفتح الى بيئة عشائرية محكمة بالعادات و التقاليد و الاسوء من ذلك بينج و بينهم قضية ثأر و دم هو الي ادى الى تفاقم حالتج المرضية .

 

– غطيت وجهي و بچيت بضعف :
صدكني دكتور كل الي شفته هناك مو تخيلات كانت حقيقة ملموسة شعرت بيها بكل ذرة من احساسي ، اني مارة بهذا المرض سابقاً بس ما كان بي هيچ اعراض ، و الي رعبني أكثر
الكدمات و الاثار الي لكيتها على جسمي ، شيء مقرف مو كادرة استوعبـه !

 

دكتور عمار :: حقيقة شيء محير ، انت اخذتي نفس العلاج الي صرفته الك و صرفته الك بكل حذر مستحيل تكون اله هيج اعراض جانبية ؟

 

– لعد شنو تفسير الي ديصير وياي ، مستحيل يكون كيان شيطاني مثل ما يكولون ؟

 

ضحك بسخرية و صاح :
دكتور عمار :: صدقيني بعض النفوس تحمل شَر يعجز الشيطان نفسه عن استيعابه

 

صفن يفكر ثواني ، و تساءل :

 

دكتور عمـار :: گلتيلي والدة زوجك ضليعة بالطب العربي ؟

 

هزيت راسي بـ أي
اصلها من البدو و كلش متمرسة بالعلاج بالاعشاب

 

دكتور عمار :: و العلاج كان يجيبه زوجك ، حتى قبل لا يتزوجك هو الي جابه و ارسله الك بيد زينب صح؟

 

– صحيح دكتور
نزع نظارته و فرك جبينـه ثواني ، صفن بوجهي ، سألته :
بشنو دتفكر دكتور ؟

 

هز راسـه بأسف وكال :
دكتور عمـار :: والله يا ود ، الي دا افكر بي حالياً ضرب من الجنون ، لكن خلينـا نقطع الشك باليقين و نسويلج تحليل دم
و ادرار ونشوف شيطلع النـه ،

 

كتبلي ورقـه و طلب مني اسويهن بأقرب وقت ، اخذتها وطلعت لسعاد الي لكيتها تغفي ، ندستها كومي

 

سعاد :: شگالج الدكتور ؟

 

– نفس حجي كل مرة الظروف و المشاكل و غيرها ، لكن طلب مني هذه التحاليل اسويها بأقرب وقت

 

سعاد :: تمام امشينـا للمختبر حتى نفضها .

 

رحت سويت التحاليل الطلبها ، كالوا 24 ساعة يلا تطلع النتيجة، اخذوا رقمي حتى يرسلون نتيجة التحليل على الواتساب ،اخذني الفضول و سألت ام المختبر :

 

بلا زحمة هذهِ التحاليل مال شنو ؟

 

ردت بلا ما تباوع لوجهي :
– فحوصات السموم ، يعني مال تعاطي !

 

انصدمنا و ظلينا وحدة تباوع للثانية اني وسعاد ،

 

سعاد :: هذا شبي دكتورج شخط ، شنو تحاليل تعاطي ؟

 

– هزيت اكتافي بعدم درايـة ، والله مادري !

 

قبل لا نرجـع للبيت مرينـا على الصالون ، بس بالي مشغول بكلام الدكتور خصوصا اخر جملة من گال الي دا افكر بي ضرب من الجنون ، شنو قصده ؟

 

نفضت افكاري و حاولت افكر بطريقـة ايجابية ، سعاد كصت شعرها و خلت ام الصـالون تكص اطراف شعري اخذت من طوله
شويـه و اقترحت تدرج كذلتي ، وافقت كنوع من التغيير وفعلا صارت كلش حلوة ، و طلبت مني اذا فديوم فكرت اقص شعري ابيعه الها ، لان حبت ثخنـه و طوله ، عدلتلي حواجبي و نظفت بشرتي و قلمت اظافري فعلاً محتاجة هذا التغيير ، حسيت بشرتي كامت تتنفس ..

 

رجعنـا للبيت وصدمتني سـعاد من كالت راح ترجع لبيت عمو سليم ، صحت بنبرة خايفة : وين عايفتني ؟

 

سعاد :: والله ما اريد اعوفج ، بس مـا اريد خالج يشك بشي
تعرفينـه شايل منچ نوب يسمع من وراج دكو بيته گبل يفتن عليچ ، خليني اروح حبيبة و امرلج السبت علمود روحة الدكتور

 

– و ليلى شوكت تاخذيني الهـا ؟

 

ضربت كصتها و صاحت :
سعاد :: يووو والله نسيت ، اسبوع الجاي وعد

 

تحاضنا و توادعنـه ، وصت نجيبه هواي عليه ، خلت مصرف بأيدي و راحت ،

 

بقيت لوحدي ، صح نجيبه موجودة بس ماعندي ميانه وياها ، و هي الله يسلمها تاكل وتنام ، تعشينـا اني وياها ، ظلت تحجيلي عن شبابها و سحرها الذي لا يقاوم وشلون الشباب تكاتلت عليها ، لكن هي اختارت حب حياتها فاضل الي وافاه الاجل بسكتة قلبيـة ،

 

استمع الها و عقلي شارد ، تذكرت زينب سوده عليه يا ترى شكالت لمن عفتها ، و يا ترى راح تسامحني لولا ؟
يمكن هسـه ولدت و آني ما ادري ، حـاصرني الحنين واشتهيت ابجي ، لكن وجود نجيبة منعني ، كملنا العشا ، راحت هي لغرفتها واني نظفت المطبخ و توجهت لغرفتي ، بدلت وحطيت راسي عالمخدة ، و كعادتـه الليل يقبل علينا و بجعبته اشكال من المشـاعر ، الاشتياق ، الندم والحسرة ، تراولي وجهه عيونـه المحكلة و الابتسامة الحنينة ، حسيت بأيده لَفتني و بأنفاسه حاصرتني وصوتـه يهمس بأذآني : آني ملاذج !

 

انحدرت دمعتي ، جـاوبت وكأنه يسمعني :
– لا انتَ ضيـاعي !

 

***

 

ظهيرة الجُمعـة ، ما كـان يوم عادي ، صَحيت على تلفوني محترك بالرسائل والمكالمات ، و كُلهـا من سعاد اغلب محتواها
– وينج ،، اكعدي عاد ،، كارثـة و طاحت على روسنا

 

فركت عيوني بـتعب ، ماخُفت يمكن مات الشعور او تبنج بهذه الفترة ، دكيت عليها و اجـه صوتها مبحوح عبالك جانت تصرخ :

 

سعاد :: وينچ انتِ ، من الصبح لهسـه اراسل و ادگ عليج

 

– چنت نايمة ، خيـر شصاير ؟

 

سعاد :: هو من ورا ابن البدويـة نشوف خير ؟

 

– هسه حَسيت رجـع گلبي يدك ، و لساني تيه شيحجي ، صحت : دخيلك ربي شسووه بعد

 

سـعاد :: كعدنا الفجر على هوسـة الناس بابنا ، النار واجـه بسيارة عزيز ما مخليه منها شي !

 

– دخيلك ياربي ، زين غياث شعليه يجوز قضـاء و قدر

 

سعاد :: يا قضاء ، يا قدر رحمة لاهلج ، غير طالع بالكاميرات

 

– غياث طالع بالكاميرات ؟

 

سعاد :: لا مطالع وجهه ، جان منگب بس منو غيره يسويها ،
و ابوچ الله يسلمه جـان يمنا هددنا بشكل مباشر في حال جنتي يمنا ، و راح على ريس فخذنا يشتكي يكول ناهبين بنتي ، فضحنا ابن المكموعة !

 

– بچيت ، تكلمت بوهن :
هسـة شراح اسوي ؟

 

سـعاد :: كليلي آني شراح اسوي ، من ناحية عزيز بدوامـه
وما خلينا احد يگله امه تخربطت و تدعي عليچ ، وسليم يون
ممخلي بي عظم صاحي ، حالف اذا يشوفج يكتلج خلاص
و ابوچ هددنا بشكل مباشر !

 

– يعني شنـو سعادة ، افهم من كلامج لازم اسلم روحي الهم

 

سعاد :: الا اذا تخبلتي ، ترى داحجيلج من ضيم گلبي مو علمود اخوفج ، باچـر اجي علمود نتفاهم شلون نسفرچ

 

– تسفروني ؟

 

سعاد :: بس هذا الحل گدامج !

 

مرّ اليوم عليـه كمرارة العلقم ، لا گدرت اسولف و لا احط لگمة بحلكي بس الدمعة تجري على خدي ، شكد حاولت نجيبة تواسيني ما گدرت ، دخلت بنوبة كآبة فضيعة حسيتها ضاجت و لمحت اكثر من مرة انها تريد ترجع لتركيا و بعدين تجي جيـة ثانية ترتب امورها ، عرفت بيها ضاجت من كعدتي صدك لو كالوا بن ادم عظمـه ثكيل و محد يدوم الاحد .

 

منو يتخيل ود جوهرة داوود ، بنت سليمان التاجر الي يلعب بالدولار لعب هيج يصفى حالها ، ضايعـه يم امرأة غريبة ، انتظر مصير مجهول ، نمت و كالعادة حتى بنومتي ما مرتاحة ، اشكال الكوابيس المتداخلة شي بشيء عدا انني تخلصت من شوفة المرأة القبيحة و سماع صوت فحيحها

 

باليوم التالي ، اجتني سعاد و توجهنا للمختبر اخذنـا التحليل و رحنا للدكتور ، دخلت رأسـا ، بعد الترحيب
والسؤال على الاحوال ، ناوشته التحليل ، اخذه وسم بأسم الله و بدأ يقرأ ،

 

و هو يقرأ تجهمت ملامح وجهه ، مرة يحرك حواجبـة بدهشه
ومرة يعگد جَبينه بعبوس ، آخر شي ذب الورقة عالميز ، ظل يتنهد و يستغرب :

 

بتلعثم واضح مني تسائلت :
خير دكتور ، شطلع يمك ؟

 

باوعلي و ظهرت على محياه علامات الاسف

 

دكتور عمار :: بصـراحة ود طلع الي چنت خايف منـه !

 

-بـصوت مكسور خايف مرتجف اجبته :
شنو الخايف منه ، دكتور ما فهمت ؟

 

دكتور عمـار :: آكو آثار مادة مُخدرة بدمچ ، و على وجـه التحديد مادة الـثو**** !

 

-هزيت راسي بأستفسار ،
عـفواً منك دكتور ، شنو يعني ثو**** ؟

 

دكتور عمار :: مركب كيميائي يتواجد بزيوت بعض النباتات العطرية ، يعتبر مركب سـام و يأثر بشكل مباشر على الدماغ
والخلايا العصبية مما يسبب الهلوسة و الاضطرابات الذهنية اذا أُستهلك بكميات عالية و بحالات نادرة يؤدي للوفاة

 

-دخيلك يارب ، زين گولي دكتور هاي المـادة شجابها بدمي ؟

 

دكتور عمـار :: گوليلي انتِ ود ، متأكدة زوجك جابلك نفس العلاج الي كنت اوصفـه الك ؟ نفس شكل الكبسولات ؟

 

– شنو قصدك دكتور ؟ شنو يعني نفس الكبسولات

 

هز راسـه بأسف و گال :

 

-شوكت تتفاعلون و تصوتون ههههه

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق