رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل الخامس عشر
بارت 15
رجع ابو سعد للبيت ومن رحمة الله على سميه ان سعد كان جاي معـاه.
وقف قدامها وقال بقوه : تكلمي وين كنتي ، والا قسماً بالله لأفضي الرشاش براسك
سعد بصدمه : وش هالكلام وش صايـر !
ابوه : اسألها ليش راجعه للبيت الفجر وهي طالعه بدري من العرس !
سعد : طيب اهدا عشان تقول لنا ، ها سميه وين كنتي
سميه ببحه : رحت لبيتي ابي ادخله ماقدرت ، طلع البيت ايجار مو ملك ، وصاحب البيت غير قفل الباب عني ،والله هذا اللي صار والله
ابوها : واكيد قضيتي وقتك مع صاحب البيت صح ؟؟ولا ليش كل هالتأخير
سعد عصب : يعني لو صح بتقول لك ايه صح ! يبه اذكر الله وش هالتفكير ، سميه ماسوت هالحركات وهي مراهقه تسويها الحين وهي فاهمه وعاقله !
ابوه : اسكت عني انت ، مناف ماعصب الا انه شايف شي كبير
سميه بتعب : يبه خلاص حرام عليك ، والله العظيم قلتلك اللي صار مازودت ولا نقصت ، تقدر تسأل صاحب البيت
ابوها : الحين اروح له لكن مااسأله ، لإنه اكيد بينكر اذا فعلاً مسوي شي ، لكن بعرف بطريقتي !
سميه : روووح ، اعرف بطريقتك ، سو اللي تبيه بس فكوني من شركم.
طلع ابوها وراح لبيت عزيز .. ونزل وطق الباب لين انفتح وطلع له شخص ماعرفه : هلا ؟ نعم ؟ من انت ووش بغيت
ابو سعد ناظر له بشك : انا ؟ انت اللي من ؟ غريب اول مره اشوفك بهالحاره !
الشخص : اجل شكلك جديد هنا ، البيت بيتي وكنت مأجره لناس والحين رجعت سكنت فيه
ابو سعد : اعطوك ايجار البيت ؟
غمز له : لا والله بيني وبينك ، اخذته بطريقه ثانيه
ابو سعد دخل فيه الف جني مسك قميصه بقوه وضربه ع الجدار : وش قصدك يالملعون !
الشخص : انت علامك داخل بشرك ، اقصد المسكينه زوجة المرحوم ماقدرت على الإيجار فـ اخذته منها بطريقه ثانيه ، وعشان تفهم اكثر قلتلها ياتنامين معي ولا اشتكي عليك ، عاد هي مسكينه وتدور الستر ونفذت طلبي
ابو سعد انعمى من الغضب ، رجع لسيّارته وقعد يدور اي سلاح ينفضه فيه ، فتح العزبه وطلع منها سكين كبير ، ورجع له بإندفاع وبرمشة عين دخل السكين بأعماقه وشهق الرجال بألم : يـ..
ابو سعد بتشفّي : وش قلت ؟ اخذت من بنتي حاجتك مقابل الإيجار
الشخص بألم : كـ، كـنت ..
ماكمل كلمته الا سحب ابو سعد السكين منه ، ودخله فيه مره ثانيه وطاح الشخص ماله حول ولا قوه ، ودمه متناثر بكل المكان.
ابو سعد : هذا خلصت منه ، باقي هالكلبه هذيك لازم اذبحها واغسل عاري
طلع مندفع من البيت ركب سيّارته وراح ، سعد كان واقف وراه ولما راح نزل ودخل البيت وانصدم ، وشاب شعر راسه من هول المنظر ، طلع وراح ورا ابوه بأقصى سـرعه ، عارف انه بيذبح سميه ويمحي اسمها من الحيـاه..
سعد اتصل على امه يبي يحذرها ، وماردت ، اتصل على سميه وكريمه ونفس الشي ارقامهم مغلقه ، ضاقت فيه الدنيـا ، مو وقتهم ابد ، تذكر ان وسن عند اهلها وممكن تنقذ الموقف ، اتصل فيها وفعلاً ردت بسرعه : هلا سعد
سعد : وسن اسمعيني وركزي ، انطلقي لبيتنا الحين وخوذي سميه وخبيها بمكان بعيد ، فاهمه علي ؟ بسرعه وسن ماعندنا وقت
وسن برعب : بسم الله ليش ؟
سعد : ابــوي بيذبحـهــا ، وسـن اسرعــي !
وسن اذا انخرعت ماتعرف تتصرف ابد ، طاح منها الجوال ورجفت ومسكت راسها بصدمه ، سحبت عبايتها وطلعت بسرعه واول مافتحت الباب دخل منـاف وانصـدم من شكلها : وسن ؟ خير شفيك ؟
وسن بتعب : بـ ، بلحق على سميه ، قبل يذبحها ابوهـا
مناف قبل تخلص كلامها سبقها وطلع بسرعـه لبيت ابو سعد ، فتح الباب وكانت سميه جالسه ومنكمشه على نفسها وتنتظر مصيرها المجهول ، ارتعبت لما شافته ورجعت خطوتين.
مناف ماترك لها مجال تتكلم سحبها بسرعه رغم مقاومتها وطلعها معه وركبها سيّارته وركب ومشى بأقصى سرعه ، بنفس اللحظه اللي وقف ابو سعد ودخل بيته مندفع وناداها ودور عليها ولا لقاها ولعت شياطينه من جديد وحس بدوخه من القهر فتح ازارير ثوبه وجلس ع الأرض وكح كحه قويه هدت حيله.
سميه تحت تأثير صدمه كبيـره ناظرت لمناف بفزع ويالله يالله طلع صوتها الخافت : وش تبي منـي ؟
مناف : ابـوك جاي يذبحك ، وش مسويه انتـي ؟
سميه بتعب : ماسويت شي ، كل اللي صار بسببك ، انت اللي ظلمتني يامناف
مناف : اشششش ولا كلمه ، انا ماظلمتك ، انتي ظلمتي نفسك
سميه بصوت باكي : ليش يذبحني انا ، ليش مايذبحك انت وجارك المتخلف ، الله ياخذكم دمرتوا حياتي كأني ناقصه ، حسبي الله عليكم
مناف اخذ نفس وهدا شوي ، قلبه يحترق عليها لكن بنفس الوقت مايبي يحن عليها ، خايف من هالإنسانه اللي انصدم فيها كبر السماء والأرض.
لبق سيّارته على جنب ولف عليها وقال بهدوء : الحين وين اوديك ؟
سميه : مالك شغل فيني ، اتركني ارجع له ويذبحني ، اريح لـي
كانت بتنزل ومسك ايدها بقوه وقال بحده : سميه لاتتهورين وهدي نفسك عشان نعرف نتصرف !
سميه : اتركني مناف لايغرك هدوئي الحين ، لي يومين مانمت وهلكانه ، خلني اصحصح واعرف ارد عليك ، هذا اذا مامت
مناف رحمها ، مايدري وين يوديها ، خاف عليها من ابوها.
اما سميه ماقدرت تبكي ولاتشكي ، خلاص وصلت لمرحله تتعذب بصمت.
سعد دخل بيت ابو مناف وكانت وسن تنتظره بخوف : ها ، وش صار ؟
وسن : اخذها مناف ، وش صاير سعد خبصتني
سعد : اسمعي ، انتبهي تقولين لأحد وسن هالموضوع بيني وبينك
وسن : ان شاءالله بـ،
مارد عليها وطلع مصدوم على اصوات الشرطه اللي ملت الحي كلـه.
الساعه 10 الصبح ؛
حست بشيء ثقيل كاتم عليها فتحت عيونها وازعجها ضوء الشمس وغمضت بسرعه ، ثواني وفتحت وحست انها تحلم ، طاحت عيونها بعيونه ورجف قلبها وقامت ، لبست عبايتها وقالت تضيّع ربكتها : ليش ماتصرفت ، للحين حنا بالشارع ، والحمدلله ان الشارع مو عام ولا كان انفضحنا
عزام : كنت انتظرك تصحين .. عسى ارتحتي بس
سندس فهمت قصده وخزته بإحتقار : وين الراحه وانت بحياتي
نزلت وعزام جلس واخذ شماغه وعقاله وسكر ازارير ثوبه ونزل وراها ، دقايق ووقفت عندهم سيّارتين ونزل من الأولى سواق وركب بداله عزام ، السواق فتح لسندس الباب وركبت بسرعه ميته تعب ونعسانه ، مشى عزام وهو مرتـاح لإنه كسر اول حاجز بينهـم.
➖
طلع سعد من المركز بعد ماطلب يقابل ابوه ورفضوا الا بعد التحقيق ، الشخص المطعون بالعنايه المشدده وحالته خطيره.
اتصل على مناف ، ورد بهدوء : هلا سعد
سعد : شخبار سميه ؟
مناف : بخير ، وش صاير ؟
سعد : وش تبيني اقول لك بس ! سالفه ماتنقال ، لكن ان شاءالله يتضح كل شي مع التحقيق ويطلع كل اللي صار كذب وتخطيط.
مناف ناظر لسميه وقال بحده : ماظنتي والله ، بس نقول يارب
سعد : عطني بكلمها
مد الجوال لها وردت ببحه : هلا سعد
سعد : سميه انتبهي لنفسك ولا ترجعين ابد انا بس اخلص من مشكله ابوي واجي اخذك
سميه : وش اللي صار ؟
سعد : ابوي طعن صاحب البيت وحالته خطره ، اذا مات بيموت ابوي ، قلبتي اوضاعنا ياسميه
سميه قفلت الخط بوجهه ، تحس في نزيف بقلبها ، تولد داخلها حقد ، وقهر مايطفي وانزرعت داخلها قوه عجيبه وسحبت بريك بقوه ووقفت السياره وفتحت الباب ونزلت ، مناف نزل وراها بسرعه وماسمع الا صوت شهقاتها قطع قلبه ، مسكها ووقفها ، وقف قبالها وقال بتأنيب ضمير : هدي سُميه هدي ، اوعدك ماراح يصير الا الخير ، لاتبكين خلاص
سميه بين دموعها : ليش صرت قاســي ؟
كانت كلمتها مثل السيف بقلبه ، وش معنى كلمتها ؟ صد عنها وسرح شوي وقال بهدوء : عرفت شي ، ذبحنـي
سميه : وش عرفت ؟ قول لي موتظلمني وتمشي
مناف : انا يوم انخطفتي مانمت الليل ، حسيت بالذنب ، افكر شلون اجيبك ، شلون انتقم من اللي خطفك ، اخرتها تطلعين تعرفين عزيز من قبل ! ومتفقه معاه على هالخطه ، عشان ماتتزوجيني ياسميه ! لو قلتي لي ماابيك احسن من انك تبيعيني بهالبشاعـه ..
سميه بتعب : وانت مصدق مناف ، ظلم ترا
مناف : صدقيني اللي جاب لي الخبر شخص مابينه وبينك اي مصلحه !
سميه : محمـد ، محمد هو سبب كل اللي انا فيه ، عرف كيف يلعبها عليكم ، عرف كيف يشغلني بنفسي وينسيني ظلمه لعزيز وليّ ، لكن والله مااخليه ولا انسـى.
وصل سعد للمستشفى ، وطلب يدخل لغرفة الرجال اللي طعنه ابـوه ، ومنعوه من الدخول ، فقد الأمـل ومشى بيرجع لكن استوقفه صرخة وراه : ولـــدي
التفت لها بسرعه وشاف عجوز طايحه وعيالها ماسكينها ويبكون وهي تصيح من قلبها وتشاهق : ولدي مات ، اه ياقلبي عليه ماتهنى بشبابه ، حسبي الله ونعم الوكيل
سعد مشى لهم بتردد ويدعي من اعماقه ان اللي بباله غلط.
وقف قبال الدكتور وقال بأمل : الرجال اللي بالغرفه هذي هو اللي مات ؟
الدكتور : اي نعم ، لاحول ولا قوة الا بالله
سعد حس بغمامه سوداء غطت عيونه ، فتح ازارير ثوبه وجلس على اقرب كرسي ومسك راسه ، ياكبرها من مصيبه ، ابوه بيروح قصاص ، والأدهى والأمـر ان السبب شرف ، يعني فضيحه ، يعني سمعة سميه راحـت ، يعني كارثـه.
طلع الظابط اللي ماسك قضيتهم، وعرف سعد وربت على كتفه وقال بهدوء : هذا امر ربك ، وعندي كلام بقوله للقاضي وان شاءالله خير ، عن اذنك.
➖
ام سعد مسحت دمعتها وقالت بقهر : احسن ، هذي جزاة الظالم ، هذي حوبتي وحوبة بناتي.
سعد بتعب : يمه هذا ابونا ، كيف تتشمتين فيه
ام سعد : مو شماته ، فرحه لأن ربي مانسى حقي ، مانسى دموعي طول هالسنين وحرقة قلبي على بناتي ، اللي للحين اشوفهم يتعذبون ولا اقدر اساعدهم ، وكله بسببه وسبب ظلمه ، حسبي الله عليه
سعد : عموماً الظابط قال ان فيه ملابسات كثير وراح يقولها للقاضي ، والله يعين.
➖
رهف شهقت : ابـوي ! قصـاص !
ثامر : صار اللي صـار
رهف برجفه : مستحيل مستحيل ، اختي ماتسويها ، والله ياثامر سميه مظلومه
ثامر تنهد : انا مصدوم واحس بين نارين ، والظابط يقول في تسجيلات صوتيه ومرئيه للجريمه ، بننتظر ونشوف وش السالفه.
رهف رفعت راسها تمنع دموعها، مكسور قلبها على سميه اللي ماتهنت بحياتها ، وكل ماقالت زانت تشين اكثـر.
قالت بغصه : وسميه وينها ؟
ثامر : فزع لها مناف واخذها عن ابوك وعن عن انظار الناس ، لكن الشرطه يدورونها عشان اقوالها ، كلميها وقوليلها تسلم نفسها اريح لها
رهف : لا ، اختي ماتدخل السجن ، اللي فيها يكفيها
ثامر : مو سجن ياروحي ، بس تحقيق اكيد راح تفيدهم وينفهم الموضوع من كل الأوجه
رهف بحرقه : اخاف يظلمونها اكثر ويثبتون التهمه عليها
ثامر : الدنيا مو فوضى ، اذا هي ماسوت العيب ماحد يقدر يثبته عليها
رهف : اللي قدر يظلمها ويشوه سمعتها يقدر يثبت التهمه عليها ، لالا خلها بعيده احسن لهـا.
ثامر : الله يعين بس ، ماتوقعت ابوك يصدق ببناته لهدرجه
رهف بحسره : واكثر من ماتتوقع ، لكن انا نفسي اعرف من للي مصلحه يظلم سميه ، حسبي الله ونعم الوكيل.
رؤى كانت نايمه وحست على الباب ينفتح وفزت بخوف ، خايفه من هالإنسان اللي قلب وحش الفتره الأخيره ، وصار يضربها ويتكلم عليها ومقفل البيبان عنها وماخذ جوالها عشان ماتتواصل مع اهلها.
محمد شافها ترجف وقرب لها وابتسم : انا اسف حبيبتي نفسيتي كانت تعبانه شوي ، وعشان ارضيك بنسافر لألمانيا
رؤى : مابي منك شي ، بس فكني من شرك
محمد : اي شر ياقلبي ؟ انا مطنش زوجاتي عشانك انتي ، يالله قومي تجهزي طيارتنا الساعه سبع الصبح
رؤى : مابي اسافر ، ابي اروح لأمي حرام عليك من زمان ماشفتها
محمد : طيب اوديك لأمك بس قومي جهزي عشان يمدينا نمرها
رؤى قلبها قارصها وخايفه وتحس وراه شي لكن طردت احاسيسها وقامت بسـرعه.
➖
مناف تعب من السواقه ، هذي رابع مره يعبي بانزين ، مو راضيه تخليه يستأجر لها فندق ولا راضيه ترجع لأهلها ، وخايف عليها يدري ان الشرطه طالبينها للتحقيق ، خايف تثبت عليها التهمه ساعتها هو اللي بينصدم ، وهو متأكد لو تدري انها مطلوبه كان اصرت تروح لهم ، عشان كذا سكت.
ناظر فيها بالمرايا وتنحنح : سميه ، حرام عليك عيونك حمر كم لك مانمتي ؟ لازم ترتاحين ، وين تبين اوديك
سميه : مابي اشوف احد ، نزلني وانا اتصرف
مناف : انسي اني اتركك لحالك ، تبين استأجر لك فندق ؟
سميه بسخريه : ناقصني كلام بعرضي ! ولا انت كذبت الكذبه وصدقتها ؟
مناف : اوديك لخواتك ؟
سميه : لا ، وقف بنزل
مناف عصب : ماتفهمين ؟
سميه بعناد : الا افهم
برمشة عين فتحت الباب ورمت حالها ، مناف سحب بريك بصدمه ورجع لها بسرعه ، سميه انقطعت عبايتها وتجرحت بكل مكان ، استغربت كيف عاشت كل هالألم النفسي والجسدي بيومين وللحين ماماتت او ماصار لعقلها شي.
مناف انحنى لمستواها ورفعها عن الأرض وقال بخوف : سميه ، سميه فيك شي ؟
سميه تحس انعدم شوفها ، كل شي اظلم قدامها غمضت عيونها بقوه وهمست : راسسسي منااف منااااف
وقفت بصعوبه ومسكت راسها وصرخت : راســي
مناف ثبتها قدامه وركز بعيونها : اهدي سميـه ، بوديك للمستشفى
سحبها بسرعه وركبها السيّاره وطـار للمستشفى.
➖
رؤى شافت محمد يمسك طريق المطار وصرخت عليه : مو قلت بتوديني لأمي !
محمد : تأخرنا
رؤى : كذاب ، اسمع وربي اذا ماوديتني لها وربي مااركب الطياره
محمد بسخريه : على كيفك الظاهر ؟
رؤى : على كيفي ونص ، محمد لاتخليني ازعل ترا هالمره زعلي كايد
محمد : دايم تزعلين .. الحين جاء دوري ازعل
رؤى بخوف : وش قصدك
محمد بغل : بتعرفين اذا وصلنا !
رؤى : مو وقت خباثتك ، ودني لأهلي احسن لك والا قسم بالله
طلعت جوالها وكملت : اتصل على الشرطه و.
سحب الجوال بسرعه ورماه من الشباك وشهقت رؤى برعب.
بالمستشفى :
عقموا جروح سميه وعطوها مهدئ لوجع راسها .. الدكتور كان خايف ومناف لاحظ واخذه على جنب : سلامات صار لها شي ؟
الدكتور : ضروري نسوي لها اشعه لراسها ، لإن الضربه قويه ويمكن صار نزيف للجرح اللي براسها بعد الحادث !
مناف : طيب وش تنتظرون يالله افحصوها
دخل عليها مستعجل وكانت تناظر للمرضه وهي تنظف جرحها الي بيدها وعيونها فيها دمع خفيف ، وقف جنبها ولمس جبينها بدون شعور.
ناظرت فيه بفزع : مـ ، مناف شتسوي
مناف : راح الم راسك ؟
سميه : اي صار خفيف بس !
مناف : ايش ؟
سميه : طلعني من هنا مابي اجلس
مناف : لا بيسون لك اشعه يتأكدون ، لازم ترتاحين وتنامين لو على الأقل ساعه !
سميه بنبره باكيه : قسم بالله اذا ماطلعتني لأهرب لمكان محد يعرفه
مناف : اقول ارتاحي هذي صحه ماينلعب فيها.
➖
سيف دخل بيته وسمع صوت جاي من المطبخ ، ارتاح ، اول مره من تزوج يسمع صوت بالبيت ، دخل عليها وشافها تطبخ وماسكه كتابها وتدرس شوي وتناظر للطبخه شوي ، كسرت خاطره نظراتها الحزينه وابتسم : اوو اخيراً شفناك ، تو مانور البيت
نجلاء بصوت خافت : منور فيك
سيف سحب الكرسي وجلس : وش بتطبخين لنا اليوم ؟ اخيراً حسيت اني عريس
نجلاء : مقلوبه
سيف : الحمدلله كنت خايف ماتعرفين وابلش بأكل المطاعم
نجلاء : الا اعرف
سيف : حتى بالمطبخ تذاكرين ؟ ايش الكتاب هذا
نجلاء : علم الأنسجه
سيف ارتفع ظغطه : انتي شفيك كلمه ورد غطاها ؟ ردي زي الناس
نجلاء : طيب
سيف مايدري يضحك ولا يعصب : تستهبلين !
نجلاء : لا هذا اسلوبي
سيف : وش هالأسلوب اللي مدري وش يبي ، انا بروح اغفي اذا خلص العشاء صحيني
لف بيطلع وتذكر شي ورجع وقف قدامها بسرعه : انتي دريتي وش صار لأبوك ؟
نجلاء : اي
سيف بصدمه : معقوله دريتي وهذي ردة فعلك ؟
نجلاء بغصه : شسوي يعني هو غلط ويتحمل غلطه ، واذا على بالك بحزن عليه كونه ابوي فـ مستحيل ، هو علمنا نفرح اذا تضايق هو !
سيف اخذ نفس وقال بهدوء : كل هالحقد لأبوك لأنه اجبرك تتزوجيني ؟
نجلاء : لا صدقني عادي اني انجبرت ، بس اللي مو عادي انك انت تنجبر وتاخذني و قلبك مع بنت ثانيه !
الجمه ردها وسكت ، ماكان يبي يجرحها بهالشيء لكن اتضح انها تتعذب بداخلها.
نجلاء : عادي ترا انا مو متضايقه على شي ، انا متضايقه على مستقبلي بس ، انا عشت بإنتظار اليوم اللي يقال لي فيه دكتوره !
سيف : وانتي ليش متشائمه وتحسبيني بحرمك من مستقبلك ؟
نجلاء : لإن الطب عالم ثاني ، يبي له انسان فارغ تماماً ، انت وقفت بطريق مستقبلي وانا وقفت بطريق حبك ، لازم نشوف لنا حل عشان مانهدم احلامنا !
سيف : موجود الحل ، لكن مانبي نتسرع ، فكري زين !
عزام كان جالس على لابتوبه ولابس نظارات طبيه وقدامه اوراق ويكتب ومندمج ، سندس كانت واقفه على المدخل ولابسه بجامه حرير ورافعه شعرها ذيل حصان وماسكه كوب قهوه وتناظر فيه ، شي منعها تتقدم اكثر وظلت تتأمله لحظات ، تحسبه مو منتبه لكن كان شاد تركيزه معاها ويتظاهر بالكتابه.
عزام : قربي عشان تتأمليني اكثر
سندس انتبهت على نفسها وقالت بإحراج : لا ماكنت اتأملك بس شفتك مشغول وماحبيت ازعجك
عزام : حلو عارفه نفسك مزعجه ، تعالي اجلسي لاينكسر ظهرك
سندس تقدمت وجلست جنبه وناظرت باللابتوب : وش تسوي ؟ اوف كله انقليزي يعمي العين ، وش مكتوب
عزام : لقيت لي كم محامي من عدة دول ، وجالس اشرح لهم القضيه
سندس : اي قضيّه ؟
عزام : قضية ابوك
سندس : ابوي ؟ ليش وش فيه ابوي
عزام حس بذنب كبير لإنه ماقال لها ، قفل اللاب ولف عليها وقال بهدوء : والله ماادري شنو اقولك ، توقعت امك ولا سعد بيفهمونك لكن !
سندس : بسم الله عسى ماشر تكلم!
عزام : ابوك ، طعن واحد و. وتوفى !
سندس بصدمه : ابـوي يسوي كذا ! عزام متأكد
عزام : اي سندس هدي شوي ، وجالسين ننتظر اول جلسه قضائيه يقولون في ادله عند الظابط واحتمال ماتثبت التهمه على ابوك ، وطلبني احط له محامي وماحبيت ارده !
سندس صدت عنه وسكتت شوي ولمعت عيونها : انت تنشغل بكل شي الا امك ؟
عزام : وانتي تهمك امي ومايهمك ابوك !
سندس بغصه : كنت اتمنى اني اهتم لأبوي اكثر من اي شي ثاني ، لكن ماتعودت على هالشيء ، لو تقول لي مات ماراح انصدم !
عزام يدري بحجم كره بناته لـه بسبب ظلمه ، ماحب يطول معاها بهالموضوع ، لو تدري ان سميه السبب كان انهارت ، لكن يبيها تعرف من امها افضل قال بهدوء : قومي اوديك لأمك..
➖
كريمه كانت جالسه وتفطر هي وعيالها ، وامها جنبها نايمه ، قلبها يحترق خوف على سميه وابوها ، هي الوحيده بين خواتها اللي قلبها على ابوها ، رغم انها مثل خواتها ماشافت شي حلو منه ، لكن يمكن لأنها الكبيره وكانت قريبه من ابوها رغم قسوته..
انس : ماما كولي
كريمه ابتسمت : شبعت ياروحي
دخل سعد وكان جايب علاج لأمه ، لإنها تعبت من كثر مابكت على حال سُميه ، شافها نايمه ماحب يزعجها.
كريمه : حياك سعد افطر معانا
سعد جلس وهو مُنهك : مالي نفس لكن ابي اسد جوعي
كريمه : من له نفس بس ؟ متى يحكمون ابوي ؟
سعد : بعد يومين
اتصل جواله وناظر لأسم المتصل وتأفف بضيق : وانا ناقصني ضيقة صدر بعد ؟
كريمه : مين ؟
سعد : ايما
كريمه : الله يشغلها بنفسها ، مو ناقصينها حنا
سعد : ماعليك انا حاقرها ، ادري انها تبي ولدها لكن حريمتها ، تتحمل رميها له ، مستحيل اسمح لها تاخذه بهالسهوله.
وقف لأول مره بالشارع بعد غياب طويـل عن العالم الخارجي ، ولأول مره يستشعر نعمة الحُريـه ، دخل اصابعه بشعره وزفـر براحـه : شكراً ياربي لإنك عطيتني فرصه للتوبه ، وهذا انا اعلن توبتي لوجهك الكريم ، الحمدلله.
كان يتصل على ابوه مايرد ، وسعد نفس الشيء ، اخوياه حذف ارقامهم لإنهم مصدر ضياعه ، وقف تاكسي وركـب معاه ، ومر اقرب صراف عشان يسحب فلوس ودعى من اعماقه ان ابوه ماجمد حساباته ، واستجابت دعوته ، سحب مبلغ ، وعطى سواق التاكسي حسابه ووصف له العنوان واخذه هناك ونزل.
وعينه طاحت على البيت اللي مانساه ولا يوم ، وذنب البنت اللي دمره ، مانسى دموعها وكلامها وحرقة قلبها على اهلها.
وقف قدام الباب ومحتار يطق ولالا ، خايف من ردة فعلها ، خاف تجرحه اكثـر ، وهو بس يبي منها شي واحد ، انها تسامحه.
طق الباب مره ومرتين ، وثلاث ، ووصله صوت ناعم : مين ؟
تنحنح : انا عبـداللــه ، صديق اخوك
سرا فيها رُعب مو طبيعي ، قفلت الباب قفلتين زياده وقالت برجفه : وش تبـي ؟ خالد تلقاه بمستشفى المجانين ، انقلع له
عبدالله : ادري ، انا جاي لك مو له
مها : لو سمحت امش ، لاتخليني اتصل بالشرطه
عبدالله : مها وربي انا صار لي ثمان شهور مسجون ، واول ماطلعت جيت عندك ، ابي اعتذر لك وافهمك ، قسم بالله مالي ذنب باللي صار لخالد ، افهميني والله تعبت من الذنب
مها بقهر : وش تبي الحيـن ؟
عبدالله : ابي افهمك ، وماراح امشي لين تفهميني وتقولين سامحتك ياعبدالله
لبست عبايتها وتحجبت وفتحت له جزء من الباب ، وناظرت فيه بنظرات حاده : تفضل تكلم ، اسمعك
عبدالله رجع خطوتين وهو يناظر بعيونها لحظـات لين صرخت : تكلـم بسرعه !
استوعب وصد عنها ، اخذ نفس وسرد لها القصه كاملـه ، ووضح لها انه مرسول بين اخوها خالد وصديقه ، وأول مره كانت هي آخر مره ، وكان ناوي يمشي بهالطريق ويتاجر فيه ، لكن من رحمة الله ان مها بلغت عليه وانسجـن ، وكانت الخيره بسجنه عشان مايضيع بطريق الهلاك ويضيّع شبابـه..
مها ماقدرت ماتصدقه ، لإن الصدق كان واضح بملامحه ، واساساً الظابط اللي كان شاهد على سالفتهم اكد لها ان عبدالله اول مره ولاهو راعي سوابق ، وان ذنبه الوحيد ان اصدقاءه اقنعوه و حب يجرب.
قالت بهدوء وغصة حزن : مصدقتك ، والله يسامحك ويهدي خالد ، ويغير حالنا لأفضل حال ، ويحفظ شباب المسلمين من كل شـر..
عبدالله انزاح عنه هم كبر الجبـال ، ابتسم لها : الحين اقدر اكمل حياتي بسلام.
مها بقلبها : وانا كيف اكمل حياتي مثل كل بنت ، كيف !
عبدالله كأنه عرف وش يدور براسها وجاوبها : تتزوجينـي ؟
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.