رواية ضحية حب عائلي الفصل السابع 7 – بقلم ناريمان حسنين

رواية ضحية حب عائلي – الفصل السابع

دخلت هنا ازاي!؟
نطقتها بصدمه وأنا بحاول اتسوعب وجوده، مش اطلقنا هو ازاي هنا…..
=من البلكونه
تلقائي وجهت نظري للبلكونه اللي في الأوضة، وأنا بقرب منها وأشوف البعد بينها وبين الأرض، كان البعد كبير طبيعي ما احنا في الدور السادس….
قطع تفكيري وهو بيقول:
متقلقيش عليا البعد مش كبير اوي، بس حلوة فكرت تغيرك للكالون دي.
عند النقطة دي افتكرت امبارح لما غيرت كالون الباب؛ لأن للأسف مكنش عندي مكان اروحه غير هنا؛ فدا كان اقتراح البنت… وبدأت تتجسد قدامي ذكرى امبارح…
فلاش باك……
وتحديدا قبل 10ساعات من الآن….
_ أنا سارا وأنتِ
كانت تتحدت إليها سارا وهي تحاول أن تخفف من ألامها، فهي تعلم أنها لم تتعافي بعد.
أجابتها ريما بحزن:
_ريما
ردت عليها سارا بمزاح وهي تزيل دموعها:
اسمك جميل أوي يا ريمي، تعرفي معناه ايه
لم تجاوبها ريما فقط صامته…. لذا قالت لها سارا:
معنى اسمك الغزال الأبيض، وأنتِ اللهم بارك أجمل من الغزال…. ألا قوليلي سر الوصفة
نظرت إليها ريما وهي تضيق ما بين حاجبيها بعدم فهم وهي تقول:
قصدك ايه
أجابتها سارا بحزن مصطنع:
تعرفي بقالي يومين بروح عند دكتور تجميل علشان يكتبلي وصفة تبيض للجبهة وكل مره يقولي هي مالها؟
نظرت ريما إلى جبهتها بتلقائية وقالت بجدية:
هي مالها فعلا، ما هي جميله اهي
ردت عليها سارا بتذمر وهي تحرك يدها بحركات عشوائية:
ايه اللي جميله يا ست انتي مش شايفه هي غامقة ازاي عن خدودي
ضحكت ريما بدهشة على أفعالها، فهي بأفعالها تلك تذكرها بنفسها، عندما تغضب… وكا..
ولم تكد ترجع ريما إلى عالمها…. حتي فاجأتها سارا وهي تقول بغمزة:
_ ضحكت يبقى قلبها مال… والفرق ما بينا اتشال
ابتسمت لها ريما بحب وهي تقوم من مكانها وتزيل أثار دموعها من على خديها:
شكرا بجد….. مش عارفه من غيرك، كنت هكمل باقي اليوم ازاي
أجابتها سارا بحب:
يا روحي أنا معاكي دايما، قوليلي هتروحي فين دلوقتي
شردت ريما قليلا ثم قالت:
مش عارفه… بس مش هقدر ارجع البيت
ردت عليها سارا بتلقائية:
تحبي تيجي معايا
_لا طبعا مش هينفع
سكتت سارا قليلا وهي تفكر، هل تقول لها أنها زوجة حازم رفيق زوجها…. ولكن حالتها تلك لم تكن تسمع بأن تذكر لها اسم زوجها، فهي كانت تعاني منذ قليل بسببه…
لذا قالت سارا بتفكير:
طيب انا عندي فكرة….. مش هو أذاكي ودا واضح
أجابتها ريما بألم ودقات قلبها ترتفع بمجرد ذكر ما مرت به:
للأسف اه
فكرت سارا قليلا ثم قالت:
ايه رايك نندمه
_ لا كفايه كدا مش طايقه اشوف وشه
حاولت ان تهدئها سارا وهي تقول:
عارفه يا عيوني بس انتي معندكيش مكان حاليا تروحي عليه ولا راضية تيجي معايا، ايه رأيك نغير كالون الباب، لحد بكرا الصبح بس وأكون شوفتلك بيت، لحد ما يطلقك رسمي وتقدري ترجعي مصر بعدها براحتك.
نهاية الفلاش باك…………
أفاقت من شرودها على صوت فارس بجوار أذنها وهو يقول:
اللي يشوفك كده يقول اتقتلك قتيل.
ابعدته عندها بقوة وقالت وهي تحاول أن تقاوم تلك الرعشة التي تجتاحها بمجرد قربه أو سماع صوته…. هي لحد الآن لم تعرف معنى تلك الرجفة هل بسبب بغضها منه أو……
_ احترم نفسك ومتحاولش تقرب تاني، احنا اللي بينا انتهي، ايه اللي رجعك
ولم تكد تكمل حديثها حتى سمع الإثنان، صوت جرس الباب يرن ودقات خفيفة تأتي من الخارج…..
وصوت كان بمثابة طوق النجاة بالنسبة لها، وكان هذا صوت والدتها الذي يأتي من الخارج وهي تقول باشتياق:
«ريمووو افتحي الباب وحشتيني»
كادت أن تذهب لهما ولكن وجدت فارس يسد عليها الطريق وهو ينظر إليها ويشير على ملابسها..
ثم تحدث بضيق:
هتقابليهم كده، بالعباية السمرا؟!
رديت عليه بغضب وأنا بحاول أتخطاها:
ملكش دعوه وابعد أنت، وبعدين أنت بأي حق تكون في أوضتي دلوقتي، لا وكمان تتدخل في لبسي
تنهد فارس بقوة:
يمكن علشان أنا لسه جوزك!؟
ضحكت بسخرية:
اتطلقنا امبارح……. ولا تكون رجعت!.
نطقت اخر كلمة بدهشة…. هو ممكن يكون عمل كده فعلا…. يا رب يكون لا…
بصلي وهو بيقرب من الدولاب وبيقول:
طلاق رجعي يا روحي مسمعتيش عنه….. خدي البسي دا وهفهمك كل حاجه.
صوتي عِلي مرة واحده وانا بقول بانكسار:
_للأسف فكرتك راجل
قرب مني وهو بيضغط على ايده بقوة وبهدوء على غير عادته قال:
= نبقى نشوف الموضوع دا بعدين….. المهم حاليا العيلة حبت تعمل لينا مفاجأة وهي أنهم ييجوا يزرونا ويستقروا معانا فترة وخلال الفترة دي بإذن الله هنحاول نمهد ليهم موضوع طلاقنا…. علشان كده رديتك وكمان أول طلقة متتحسيبش صح لأني مكنتش بوعي.
ضحكت بسخرية ولقيت نفسي بقول بشكل تلقائي غير موزون بالمرة :
اه يا عيني كنت مصدوم وقتها، بس ايه سر الصدمه دي لتكون مش حامل منك..
عيونه احمرت وقرب مني جامد للدرجة اني كنت هدخل الدولاب… وقال وهو بيتنهد بغضب:
احترمي نفسك مش هقولها تاني، لسانك بدأ يطول عن المعتاد.
اتكلمت بعصبية:
اطلع برا افتح الباب وملكش دعوة باللي هيحصل.
بعد عني وقال:
أنا جيت هنا، علشان اقولك بس اني سمعت انه ماما أميرة كانت تعبانه وكانت محجوزة في المستشفى بقالها فترة…. فلو حابه تتعبيها أكتر اعملي اللي في دماغك.
سابني وخرج وأنا وقفت مكاني استوعب اخر جملة قالها….. وكرهي ليه بدأ يزداد اكتر، يعني ماما كانت تعبانه ومكنتش اعرف عنها حاجه بسببه……
……………………
صلوا على النبي ﷺ…..
خرج من الغرفة وهو يضع رأسه على الباب بألم، لا يعلم ماذا يفعل ولكن كل الذي يعلمه حاليا… أنه لا يريد خسارة عائلته أيضا كما خسرها…. يعلم أنه كان مندفعا ولقد أعماه غضبه ولكنه لم يكن بهذا القسوة التي يراه البعض بها……
تنهد بضيق وهو يخلع ملابسه…. فحينما كان يتسلق الجدار تبهدلت كامل ملابسه….. لذا حمد ربه بأنه أخذ معه تلك الملابس المنزلية….
ارتدى ملابسه على عجل من أمره….. لكي يفتح لهم الباب…..
………………………
في الخارج أمام المنزل…..
تحدث خالد إلى زوجته بعتاب:
بتتكلمي ليه أميرة…. مش قولنا هنعمل مفاجأة
أجابته أميرة بفرحة واشتياق:
ريما وحشتيني أوي يا خالد مش قادرة استحمل اكتر من كده
ثم سكتت قليلا وسألتهم:
هما مالهم اتأخروا كده ليه
رد عليها حسن وهو ينظر في ساعة يده:
تلاقيهم لسه نايمين، ايه دا الساعة 6
ضحكت أميرة:
تقريبا من فرحتنا نسينا الوقت
وما كادت أن تدق الباب مرة آخرى….. حتى وجدته يفتح ويطل عليهم فارس من خلفه وهو يتثاءب بتمثيل ويقول بمزاح،وهو يبعتد عن الباب لكي يفسح لهم الطريق…
= حد يصحي حد كده يا ميرو….. بس ايه النور دا أبو الحسن وخلوده وميرو أنا كده قلبي لن يتحمل
ضحك الثلاثة بقوة عليه وهم يدخلون المنزل، ويتحدثون في وقت واحد…..
•لسه زي ما أنت يا فارس، مطلعش الجواز بيغير فعلا
ابتسم فارس وهو يهمس لنفسه ببعض الكلمات:
للأسف طلع بيغير للأسوء
قاطع تفكيره أميرة وهو تقترب منه وتقول:
اومال فين ريما
وهذه المرة أجابتها ريما بعتاب وهي تخرج من الغرفة…..
: ست أميرة ست الكل وحشتيني أوي يا ماما
وما إن أنهت جملتها حتى انهارت في البكاء بين أحضان والدتها……
اقترب منهم خالد وهو يعتاب ريما بصمت:
وأنا مفيش وحشتني يا بابا
احتضنها الإثنان بقوة وظلت تبكي بألم….. حتى لاحظها حسن الذي كان يتابعهم وهو يقف بجوار ابنه….. ثم سأل فارس بحيرة وشك:
– أول مرة أشوف ريما بتبكي بالطريقة دي، أنتَ زعلتها!؟
كان يسأله بشكل مباشر، حتى أجابه فارس بألم واضح وهو يحتضنه بقوة:
قولي خسرتها.
……………………………………….
استغفروا……
قبل ساعتين وتحديدا في تلك المستشفى التي تمكث فيها سارة……….
أفاقت من نومها وهي تحاول أن تستوعب أين هي، ولكن ما أن فتحت عيناها حتى وجدت ظرف مغلق موضوع جوار يدها، لم تهتم به في البداية ولكن حينما كانت تأخذه لكي تضعه على الطاولة جوارها……
لمحت تلك الكلمات التى دونت أسفله والتي كانت…
“إلى سارة حبيبت فارس الأولى وزوجته الثانية”
– زوجته الثانية!؟
نطقت تلك الكلمة بذهول وصدمة في آن واحد ودقات قلبها بدأت تتسارع بقوة، كلما اقتربت من فتح ذلك الظرف….
وما إن فتحته، ونظرت إلى ما فيه حتى وجدت فارس أمامها…… ولم يكد يتحدث بكلمة حتى قاطعته سارة بصدمة….
_مين دي
لم يفهم ماذا تقصد في البداية، ولكن حينما نظر إلى الصورة التي في يدها….. أجابها بتردد:
= دي
قاطعته وهي تضحك بسخرية:
_ لحظه دي مراتك الثانية
سكتت قليلا ثم قالت بألم؛ وهي تتأمل تلك الكلمات المدونة أسفل الصورة:
_ الأولى؟!
عندما نطقت هذه الكلمة، لم تستوعب بعد ما تراه… هل من يقف مقابلها الآن هو نفسه زوجها الذى كان….. وعند هذه النقطة بالتحديد، بدأت تتجسد أمامها ذكرى، كانت تلقبها يوما بأسعد ذكرياتها……
Flash back…..
قبل سنتين وتحديدا في مبنى الجامعه….
= أول مرة أشوف قمر بيبكي….. بصراحه مكنتش قادر امشي و أنتِ في الحالة دي… مالك
تحدث إليها فارس وهو يقترب منها ويجلس بجوارها…
أجابته سارة بوجع وهي تنظر للسماء:
يخصك في ايه تعرف وجعي، واحنا اللي بينا مشروع تخرج وبس.
رد عليها فارس بمكر:
ومين قال انه ممكن يكون كده بس
نظرت إليه سارة بعدم فهم:
قصدك ايه.
جلس على ركبتيه أمامها وقال وهو يلتقط تلك الوردة من خلفها:
بحبك يا سارة….. تقبلي تتجوزيني
أدهشها بشدة، ماذا هل يطلب الزواج منها هي… هي التي لم تتذوق يوماً طعم الحب….. وكانت رائحته أبعد إليها من خيالها……. لقد نبذها الجميع بعد وفاة عائلتها وهو الآن يريدها…….
نهاية الفلاش باك…….
أفاقت من شرودها على قربه منها وهو ينتزع تلك الصورة التي بيدها بقوة…..
ثم قال:
مين بعتلك الصورة دي
ضحكت باستهزاء:
هو كل اللي فارق معاك مين بعتها، مش فارق معاكي تعرفني مين دي…
أجابها فارس بصدق:
كنت هقولك وحاولت….. بس
ردت عليه سارة بتعب ودموع بدأت تتساقط من عينيها:
بس ايه
هنا سكت قليلا وبدأ يتذكر تلك الكلمات التي قالها له الطبيب قبل سفرهم بأيام….
الطبيب:
للأسف سارة مش هيكون صعب أنها تخلف
رد عليه فارس بصدمه:
بس أنت قولت أنها بتتعافي
تنهد الطبيب بحزن وضيق:
_الثقب طلع أكبر من ما كنت متخيل يا فارس… ألم الولادة ممكن يؤدي لفشل في القلب ونخسرها، أنا بقولك الكلام دا لأن سارة قالتلي أنكم هتتجوزوا
أفاق من شروده، على صوتها وهي تقول بتعب وقلبٌ منهك…
_ بس ايه يا فارس!
اقترب منها فارس وهو يهديها ويقول بهدوء:
ممكن تهدي حاليا وهحكيلك كل حاجه.
قطع حديثهم صوت كريم وهو يدق على باب الغرفة من الخارج وينادي على فارس….
كريم:
فارس ممكن تطلع ثانية في حاجه ضرورية لازم تعرفها
وجها فارس حديثه لسارة وهو يقوم من جوارها ويقول، فلقد أنقذه صديقه فهو لحد الآن لا يعرف ماذا سيقول لها……
=ثواني وجيلك
تركها تفكر وأخذ تلك الصورة… ثم خرج من الغرفة وهو يتنهد بقوة:
الحمدلله أنقذتني يا كريم…
• في مشكلة عرفت من صاحبنا في المطار أنه كمان ساعة وعيلتك هتكون هنا، وأكيد أول مكان هيخطر في بالهم بيتك.
…………………………………..
الآن عند فارس وريما……..
ابتعد عن والدتها وهي تمسح دموعها بقوة وتقول:
ماما أنتِ كويسة، سمعت أنك كنتي تعبانه
ردت عليها أميرة بقلق، فحالتها تلك يبدو أن ورائها سبب وربما يبدو كبيرا:
لا يا عيوني مكنش فيه حاجه، رجلي بسبب كانت بتوجعني شويه وأنتِ عارفه باباكي إما بيصدق اقول حاجه بتوجعني علشان يرزعني جنب منه في المستشفى.
_ الحمدلله يا ماما، كنت عايزة اقولكم حاجه
وعند نطقها لهذه الجملة بالتحديد، انتفض فارس من مكانه واقترب منها وهو يحاول أن يوقفها….. ولكنها حدثت نفسها أنها لن ولم تتراجع، فا يكفي ما تعانيه وهي تراه يقف أمامها وكأنه لم يفعل شيء
لم تنتظر ردهم على سؤالها، بل قالت مباشرة…
_أنا وفارس قررنا نطلق
صل على الحبيب المصطفى محمد ﷺ

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ضحية حب عائلي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق