رواية ضحية حب عائلي الفصل الثامن 8 – بقلم ناريمان حسنين

رواية ضحية حب عائلي – الفصل الثامن

الفصل/8
_أنا وفارس قررنا نتطلق.
-قررتوا؟!
نطقوها هما الثلاثة في صوت واحد…. كنت لسه هتكلم فارس منعني واتكلم هو وقال:
= ممكن نقعد دلوقتي وهفهمكم
مقدرتش اسكت اكتر من كده وقطعت كلامه بعصبية على غير عادتي:
_ هو كمان مش من حقنا نقرر؟!
أجابها حسن وهو يقترب منها:
اه طبعا مش من حقكم
ثم سكت قليلا وهو يتأملها، بدت شاحبة كمن لا روح فيها،على غير عادتها لقد تغيرت….عند وصوله لهذه النقطة قال:
من حقكم في حالة واحدة بس.
انتبها إليه كل من في الغرفة وهو يقول بغموض وحيرة:
لو عندكم سبب مقنع، غير كده مفيش طلاق
_عندنا
نطقتها بتردد وتلقائية وأنا ببص لفارس….. كان مصدوم من ردت فعلي عيونه كانت بتترجاني اني متكلمش… وحقيقي أنا كمان مكنتش قادرة اتكلم….. مش قادرة انطق كلمة أنه سابني واتجوز……
رد عليها الثلاثة في صوت واحد:
حصل ايه؟!
وجهت كلامي لفارس:
فارس هيحكيلكم
اتنهد بصوت مسموع وقال وهو بيبص في الأرض بخجل:
أنا اتجوزت…… وجوازي دا كان بإرادتي
صمت قليلا ثم قال بغضب وحزن:
أنتَ عارف يا بابا اني مبحبش الإجبار ومع ذلك أجبرتني اتجوز ريما، قولتلك وقتها اني بحب واحده ووعدتها اني مش هتخلى عندها….. قولتلي انه مش بمزاجك، واللي بتقوله هو اللي هيمشي وأنتَ عارف مصلحتي واهو اديني سمعت كلامك….. وايه اللي حصل.
نطق اخر جملة بعتاب وحسرة وهو ينظر الى ريما بألم، ثم قال:
بعد ما كنت بعتبر ريما اختي وكنت بحافظ عليها أكتر من نفسي، بقيت أنا اللي بأذيها.
هذه المرة خرج خالد من صدمته وهو يقترب منه ويلكمه بقوة….
ثم قال بغضب:
أنتِ بتقول ايه يا حيوان أنتَ.
لم يجاوبه فارس بل فضل السكوت، فهو قال كل ما بداخله……. فريما وإن كانت هي الضحية فهو أيضاً ضحية؟!….. في هذه اللحظة تمنى وجود والدته ظنا منه أنها ربما تخفف عليه الأمر…….
كاد حسن أن يتحدث ولكن قاطعه صوت أميرة وهي تلاحظ شحوب وجه ابنتها وتقول بقلق واضح:
_ريما مالك….. أنتِ كويسة
لم تجاوبها ريما، بل تركت جسدها يبرر لها الأمر، فلقد خانها هو أيضا عندما أظهر ضعفها أمامهم…. مرة آخرى……..
………………………………….
استفغروا…….
في مكان آخر…… وتحديدا في عند رامز….
كان رامز يتحدث في هاتفه وهو يبتسم بمكر على أثر كلمات المتحدث معه، ثم قال له:
أنا مش أي حد برضوا
لم يأته هذه المرة الرد من الهاتف، بل جاءه من خلفه…وما كان هذا الشخص سوى كريم…الذي تحدث إليه بغضب :
عمري ما شوفت أفعـ. ـى براسيين
استدار له رامز بصدمة، هل من يقف أمامه الآن…..
لم يعطيه كريم الفرصة بأن يستوعب حتى وجوده، بل اقترب منه وهو يلكمه بعنف:
وحشتني يا رامز، ايه عمو كريم موحشكش أنا قولت كفايه عليك كده مراقبة من بعيد وأقربلك أنا
ثم نظر حوله وبدأ يتفحص المكان بدهشة وهو يقول:
كل دي صور لفارس، شكله هو كمان وحشك… بس ايه دا
ثم اقترب من تلك الصورة الموضوعة على الحائط، ولم تكن سوى صورة عادية لحفل زواج ريما وفارس….
أخذها كريم وهو يغمز للأخير ويقول بمكر وهو يقترب منه:
شكلك حضرت معانا الفرح كمان
عند نطقه لهذه الجملة بالتحديد…. بدأت تتجسد أمامه ذكرى تلك الليلة……..
flash back…..
_ايه دا يا رامز
نطقها معتز بدهشة وهو يراه يضع شيئا في كأس المشروب، الذي من المفترض أن يقدم لفارس بعد لحظات في حفلة زفافه.
رد عليه رامز بمكر:
دا اللي مش هيخلي في رجعه نهائي لفارس في حياة ريما
_قصدك ايه
تحدث إليه رامز بضيق وهو يحاول أن يفهمه:
دا عبارة عن مخدر بطيء المفعول، بس مش أي مخدر.
نطق آخر جملة وهو يغمز له، لكي يفهم غرضه، فهو لا يريد أن يوضح له أكثر من ذلك..
رد عليه معتز بدهشة وذهول:
أنتِ ازاى هتعمل كده، أنت مش بتحبها.
– بحبها بس هي اختارت فارس، مش مشكله تدوق شويه من عذابه، علشان بعد كده تعرف تختار صح
أجابه معتز بضيق وهو لم يستوعب بعد ما فائدة أن يعطيه هذا المشروب وتحديدا في هذا اليوم:
طيب ما هو كده كده مقرر هينتقم منها، يبقى ملهوش لازمه المشروب دا.
ضحك عليه رامز بسخرية:
أنتِ غبي يا معتز، مبتتفرجش على أفلام، مجاش في بالك أنه ممكن يفوق من غضبه عادي ويكتشف أنه بيحبها ويرجع يقولها نبدأ صفحه جديده
أجابه معتز بتلقائية وتفكير:
اه دا ممكن وارد يحصل بس..
ولم يكد يكمل حديثه، حتى قاطعه رامز وهو يرتدي ذلك الماسك الذي في يده، ويذهب:
_ من الآخر يا سيدي المشروب دا هيمحي اي فرصة جديدة ليهم تاني، القرب مع البعد بيخلق فجوة كبيرة عمرها ما هتتنسي ولا هتتغفر بسهولة.
نهاية الفلاش باك………..
أفاق من شروده على يد كريم وهو يسحبه خلفه… ويتحدث بضيق:
شرودك المفاجأ دا مش مطمني، شكلك كنت بتخطط من بدري أوي، مش عيب عليك يكون كيمو اخر من يعلم
………………………………..
بعد ساعات……… كانت تغمض عيناها وتفتحها بتعب، علها تستفيق وتعرف أين هي الآن…. فهذه لم تكن شقتها…….
قطع تفكيرها صوت والدتها وهي تقترب منها وتقول ببكاء:
حمد لله على سلامتك يا عيوني، طمنيني حاسة بايه
أجابتها ريما بتعب وهي تحاول أن تقاوم ألام جسدها:
حاسه بوجع في جسمي رهيب
سكتت قليلا وهي تتأمل المكان من حولها….. ثم قالت:
احنا فين
ردت عليها والدتها بألم على حالة ابنتها تلك، فهي لحد الآن لا تستوعب ما حدث معها:
اهدي يا عيوني احنا في المستشفى
ارادت والدتها أن تعاتبها على عدم محادثتهم طوال تلك الفترة…… ولكن كيف تعاتبها وهي هكذا…..
_مستشفى؟!
نطقتها ريم وهي تنتفض من مكانها بقوة؛ ألمتها وبشدة فسبب حركتها تلك…. خارت قواها مرة آخرى، ولم تقدر على الوقوف……..
حضنتها والدتها بقوة وهي تبكي بشدة:
مالك يا ريما أنت مكنتيش كده يا عيوني اهدي
لم تنطق غير بجملة واحدة:
طلعيني من هنا يا ماما
…………………………………….
خارج المستشفى……..
_ تصدق بجد أنتَ عجبتني، حلو موضوع أني اجبرتك دا، بالله عليكي هل دا سبب كافي يخليك تعمل في بنت عمك كده.
نطقها حسن بحسرة على أفعاله وهو مازال لحد الآن في صدمة من ابنه….
أجابه فارس بعتاب:
بجد أنا لحد الآن معرفش ايه اللي وصلني لكده
_للأسف أنا معرفتش أربي كويس، كنت فاكرك انسان سوى اقدر اعتمد عليك ولكن طلعت
سكت قليلا ثم قال بغضب وهو يلكمه في صدره بقوة:
طلعت انسان حقير، أنت ازاى كده، كنت خايف لتخلف وعدك لمجرد بنت حبتها وتكسر قلبها، ومخوفتش تكسر وعدك لجدتك و الوصية، معقول حبك للبنت دي خلاك تضحي بعيلتك كلها علشانها؟!
=مضحتش، كنت عايز ريما تكرهني مش أكتر، أنا زي ما قولت في البداية أنا انسان مش سوى، مكنتش استحق ريما…… مش أنا الشخص اللي تمنيته ليها، بس للأسف اكتشفت متأخر أني مكنتش هقبل أنها تكون لحد غيري
ضحك عليه حسن بسخرية:
كان مش شوية أجبرتك
=يمكن لو كنت وقتها اديتني حريتي كنت عرفت اقرر، أنا الغضب كان عميني من تخيل فكرة أنها السبب في جوازنا بالطريقة دي
أجابه حسن بدهشة:
السبب ازاي
= مكنش ينفع تظهر حبها ليا قدامكم، مكنش المفروض تقول لتيته أنها بتحبني وتقرر تجوزنا، حتى لو اظهرت دا بطريقة غير مباشرة
رد عليه حسن بصدمة:
أنت اللي بتقول كده….. اللي كان يشوفك يوم الفرح مكنش يتوقع منك كل دا.
وعند ذكره لهذه النقطة بالتحديد، أصبحت تتجسد أمام فارس، تلك الذكرى مرة آخرى….. فهو لحد الآن لا يتذكر منها شيئا غير أنه كان ينظر إلى ريما على أنها…. زوجته.
………………………………
في مكان آخر… وتحديدا في نفس المشفى……..
كانت تجلس تنتظره…… هى لا تعرف سبب اختفاءه هكذا فجأة…. ولكن كل ما يشغل تفكيرها الآن من تلك التي كان يتمسك….
قطع تفكيرها وصول إشعار على هاتفها….. فتحته، وجدت أنه ليس مجرد إشعار، فعندما فتحته وجدت فيه…..
“لو حابة تزوري مرات زوجك الأولى… أحب اقولك هي عندك في نفس المستشفى في الدور الثالث…”

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ضحية حب عائلي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق