رواية رحماك – الفصل الرابع والعشرون
الارملة و المجنون
ابتسم بسخريه، وأكمل
أنا عمري ماكنت بكرهك ياكيان،أنا كنت بعتبرك اكتر من اخويا،أنا كل مشكلتي معاك اني حبيتها..
حبيتها من اول ماوقعت عيني عليها وهي بتجري في الشارع،انا حبيتها بجنون،وهي حبتك انت..
اقترب كيان منه بصدمه،تقصد مين،تقصد مين ياوسخ..
ابتسم بسخريه،اقصد فريده.. هو في غيرها..
هجم عليه كيان،وعاد عليه لكمات مميته، صارخا به،اسكت ياوسخ ماتنطقش اسمها علي لسانك، ولكنه لم يصمت
وأكمل،كأتون مشتعل،يغلي قلبه،وقرر أن يبصق حممه بالجميع..
حبيتها،عشقتها كنت كل ماشوفها معاك،بتجنن،النار بتقيد فيا،ليه انت،تفوز بيها،مانا حبيتها أكتر منك،حاولت اقرب منها واعترفتلها أكتر من مره
وهي صدتني،كل مره مفيش علي لسانها،أنا بحب كيان
كانت بتشعلل ناري أكتر
لكمه كيان بفمه،أخرس،اخرس ياوسخ..
ضربتني بالقلم،قلم عمري ماهنساه،كسرت قلبي، وقررت اكسرها
فكرت اغتصبها واحرق قلبك عليها،بس هي قدرت تهرب مني، لما حاولت اخطفها،كل السكك ليها كانت مقفوله
محبتنيش،لحد مقررت انتقم منك،وخصوصا اني عرفت انك مخبي عليها جوازك من بنت عمك
قابلتها وهي كانت سهله ورخيصه،مقابله في التانيه،وصلتلها بسهوله،واتفقنا نزيح فريده ونحرق قلبك عليها
في كل مره كنت بروح اقولها بحبك،كانت بتسيبني وتمشي وكاني نكره،كان قلبي بيتحرق عليها ولأنها كانت عارفه انك هتكذب الكل وتصدقني انا خافت تقولك..
لحد ما وصلت لخطه،انا وسلوي،انها تروحلها وتقولها انك بتضحك عليها،
بس حصلت صدفه واتقابلو في الشركه
وحصل اللي حصل.
قدرنا نبعدها عنك،وللاسف بعدت عني انا اكتر
انا كرهتك علي قد ماحبيتك،ولو خرجت من هنا وعلي رجلي،هحرق قلبك ميت مره عليها،انت متستحقهاش،انا اللي بحبها..
لكمه،وجز علي اسنانه، يابن 🐕، مش لما تخرج من هنا علي رجلك ياروح امك اصلا..
ومحمد ذنبه ايه ياوسخ كنت عاوز تقتله
حسام بضعف،اللي حصل الليله من تنفيذ ابوك هو اللي جبرني اعمل كدا عشان يخرجني من الاوضه اللي حبسني فيها،كان هيرميني للديابه..
كيان بصدمه،أبويا،هو فين ابويا ده،انطق،عارف مكانه..
دق الباب عليهم وأخيرا نطق الجد المستمع بهدوء
من البدايه، وامر الطارق بالدخول،كان احدي رجال وجدي
الرجل، بلهفه، ياكبير،وجدي بيجولك،تم المراد ياكبير،واللي عليهم العين والنيه زي ماتوجعنا،كانو بالدوار الجديم،بيحفرو عالآثار..
متحفظين عليهم اهنيك..
كيان،جدي،انت تقصد..
الجد،ايوه ياولدي وجت الحساب بدأ،خليهم يربطوا الوسخ ده،ويحصلونا بيه عالدوار الجديم…
كيان بتشفي وهو يبصق علي حسام ،امرك ياجدي..
اقترب منه قائلا..
عمري ماتوقعت ان الضربه تجيني منك انت،كنت أخويا،كنت فاكرني نايم علي وداني،لا ياحسام انا كاشفك من اول يوم،وعارف انك مبتحبنيش،انت بتحب نفسك أكتر.
عارف من امتا،من يوم الصفقه اياها،اللي بسببها بعتني للشركه المنافسه،اليوم اللي اضربت فيه بالنار،كنت عارف انك انت اللي وراها..
جحظ عين حسام وابتلع ريقه،كنت عارف.
كيان،بسخريه،آه كنت عارف،انت مشكلتك انك دايما بتبص للي في ايد غيرك،مع اني كنت بعتبرك اخويا
ساعدتك في ظروفك الصعبه،وقفت جنبك،وفي الاخر
طعنتني في شرفي
فكرك مكنتش عارف بعلاقتك بسلوي،كل اللي قولته كدب،انت تعرف سلوي من قبل مانا أكتب،عليها،بتخدع مين انت هنا،ضحك واكمل
حتي الواد اللي كنت عاوز تلبسهولي،كنت عارف انه ابنك،بس قولت ياواد عديها يمكن غلطت في الليله اياها،ويطلع ابنك فعلا متظلمهاش،يمكن تابت،بس للاسف الوسخ هيفضل طول عمره وسخ..
بصق بوجهه،وامر رجاله
هاتوه..
صرخ من خلفه،بكرهك ياكيان،بكرهك
وهاخدها منك زي ماخدت سلوي قبل كدا
وعلمت عليك
استدار،بشماته،له،سلوي مكانتش تهمني أنا فريده قبل،ماتقربلها،هكون خلصت عليك،نجوم السما اقربلك من نظره عنيها،مش ايدك تلمس ايديها..
احلم علي قدك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت حولها وسألته.
احنا رايحين فين ياقاسم،دا مش طريق البيت..
ابتسم لها بحنان،وقبل يدها التي تفتحها وتغلقها بتوتر،متقلقيش،طول مانا معاكي
أمل،بخجل،وببسمه باهته من تحت نقابها،وهمست،مش خايفه
نظر لها بحنان،
وجدت نفسها امام بيتا جميلا بمنطقه قريبه من بيتهم القديم،ولكن يبدو عليها التحضر والجمال،بيتا يشبه الفيلل ولكنه صغير..
مزروع بحديقته أنواع لم ترها ابدا من الاشجار والورود..
بعد نصف ساعه،كانت تقف تنظر بانبهار لما حولها..
من جمال،يشبه صاحبه..
وقف خلفها،وهمس لها،عجبك
من زمان، وانا بجهز فيه
ـ ابتسمت بفرحه، جميل اوي،وخصوصا المنظر من هنا،اللي بيطل علي بحر اسكندريه، جميل اوي..
ابتسم وادارها له،طب ليه مش عاوزه تبصيلي،أنا جوزك دلوقت علي فكره..يعني النظر في عيونك حلال..
يعني مش هفضل استغفر طول الليل..
رفعت وجهها له،والتقت عيناها الحزينه،بعيناه،التي تشع ايمانا وراحه..
ـ وهمست بتلقائيه، لما ببص في عنيك،بحس براحه وهدوء عجيب،زي سحر بيجذبني..فبخاف ابص ليك..
تفهمني غلط..
قالت ما قالته وخفضت نظرها..
رفعه بيده وابتسم ابتسامه مهلكه ككلماته..
رفع نقابها،وهمس،بس من انهاردا تقدري تبصيلي زي ماانتي عاوزه..انتي حلالي،ياأمل،صدفتي الحلوه،اللي هفضل ادعي ربنا ليل نهار ان،رزقني بيها..
همست بحزن،يعني مش هيجي يوم، وأسمعك بتقول ياريتني ماعرفتك..
وضع اصبعه علي شفتيها،يسكتها ششش
متكمليش،محدش جبرني عليكي،يمكن الناس كلها تشوفك وحشه،تشوفك بلون تاني
بس اتأكدي ان انا شايفك بعيون قلبي،أنا ميهمنيش اللي فات قد مايهمني انتي ايه دلوقت..
سالت دموعها بصمت،بخزي، بقهر
قبل راسها واخذها من يدها،تعالي..
ابتسمت وسارت خلفه،شعرت بدفئ يسري بأوردتها يجعلها كالمغيبه في حضرته.
بغرفه نوم،عاديه،لكنها مميزه،هادئه،تريح العين،بها شئ مميز،ربما المميز بها أنه هو بجانبها..
ترك يدها بجانب الخزانه،
وقال لها..
الخاله ماجده،جابتلك كل حاجتك هنا،من يومين،
ادخلي غيري هدومك هستناكي نصلي سوا..
عاوزين نبدأ حياتنا بطاعه الله..
أنا مش عاوز اغضب ربنا فيكي ياأمل..
ابتسمت واومأت له
وسكتت، تنتظر خروجه،
نظرت له بخجل،فحك ذقنه وابتسم،وفهم
حاضر هخرج.. بس متتأخريش..
ضحكت عليه وهو يبدو كطفل صغير تائهه كحالها..
بعد نصف ساعه أخري،
كان صوته العذب يشق سكون الليل،وهي خلفه
وكأن، سحر العالم اجتمع بصوته،جعلها نست نفسها وماكان وعادتتلك الطفله الصغيره..
التي كانت تقف خلف والدها تقلد خطواته وهو يركع ويسجد..
انتهت صلاتهم والتف لها،مرددا علي رأسها دعاء الزواج،رددته بعده..
كما أخبرها..
أمسكها من يدها بحنان، واستقام بها.
اقتربت من المرآه تتهرب من عينه بخجل..
فحطت عينها بعينه في مرآتها،
تقف امامه وهو خلفها
همست، عارف ياقاسم
حاسه ان انهارده اتولدت من جديد،كل هم وكل ذنب ارتكبته وأنا زي المغيبه،كأن ماكان،مش عارفه دا سحر صوتك،ولا ايدك اللي اول ماحطيتها عليا وانا حاسه اني رجعت طفله صغيره..
ولا هو سحر الجواز من الشيخ قاسم..
رد ابتسامتها، وحاوط جسدها الهزيل
الذي لا يقارن مع جسده بتاتا بيده اليمني،ومد يده الاخري،وحرر شعرها الذي ستره في اول ليله التقاها بها..
بقطعه من ملاءه كان يخزنها بخزانته..ابتسم ومد يده وفرده علي ظهرها
وهمس بأذنها، عنيكي،بتبقي زي نهر العسل في النور والشمس،خدودك بتحمر لما بتكسفي، شعرك زي سلاسل الدهب..
ـ استدارت وضحكت..
ـ فهمس،بتضحكي علي ايه؟
ـ عبست،انت طويل اوي ياشيخ قاسم..
ـ ضحك بعلو صوته،شيخ.
ماضاعت المشيخه علي ايدك،ياقلب الشيخ..
ردت،باستنكار ويدها امتدت لتلمس نغذتيه،الظاهرتين بخديه الاثنين،وأنا مالي ياشيخ..
ـ همس وهو ينظر ليدها التي تتحرك براحه علي خده،بتعملي ايه؟
فلتت من بين يديه،وأقتربت واغلقت الاضاءه..
غزا ضوء القمر الغرفه
اقتربت وجلست بجانبه علي تلك الأريكه التي جلس عليها، بجانب الفراش.
ابتسم ومد يده، جذبها لتجلس ملتصقه بها،حطت برأسها علي كتفه
ــ فهمس،عارفه ياأمل،أول ماشوفتك الليله إياها حسيت بإيه؟
ـردت بلهفه، بإيه؟
ـ تنهد،أنا دايما ادعي ربنا وأقوله،اللهم اجعلني نورا اميز به بين الحق والباطل..
عشان كدا شوفتك،بقلبي،مش بعيني
وفي فرق بين اللي بيشوفه القلب،وبين اللي بتشوفه العين..
أنا شوفتك ملاك،تايهه،وسط شياطين،فكرتيني بنفسي زمان،وبحالي
مد يده وفك عبست وجهها من استغرابها كلامه،وابتسم
عارف ان الخاله ماجده حكيتلك حكايتي
بس اللي متعرفيهوش،ان انا كنت بشوف ابويا وامي شياطين،بيتلونو علي ميت لون،جدي دايما كان يقولي،انت الحسنه الوحيده اللي طلعت بيها من جحر الشياطين..
عشان كدا كان دايما يقولي،اللي تشوفه عينك،مش زي اللي يحكم بيه قلبك،متخليش المظاهر تخدعك..
أنا مش شيخ يأمل،أنا بس واحد عارف تعاليم دينه كويس،ربنا ميزني،بطلاقه اللسان، أعرف اوصل بيه لقلوب الناس..
ميزه من ميزات تانيه حطها بردو في ناس تانيه
كل واحد ميزه بميزه،ودي كانت ميزتي
ناس كتير بتفهم الدين غلط
الدين مش جلد،دينا دين رحمه،وربنا غفور رحيم..
ـ أمل،بصيلي،استدارت له، بعدما اشاحت بوجهها عنه، بهدوء،وابتسمت ابتسامه غصبا عنها حزينه..
اللي فات من انهارده،ميلزمنيش،مش هنفتكره،عايز اعمل معاكي عيله حلوه،تملي حياتنا،عايز ولاد كتييير،يبقو اهلي واهلك،نربيهم علي رضا ربنا،وننسي بيهم اللي فات..
من أنهاردا انا أهلك وانتي أهلي،مفيش مكان للماضي،اللي فات باللي فيه مات بالنسبالي.
ابتسمت ونزلت دمعه حزينه من عينها،خايفه ربنا ميسامحنيش..
أنا،أنا زانيه..
كتم فمها ونظر لها بحده،ششش متكمليش..
انتي أطهر واحده في عنيا، أحسن من ناس كتير
انتي بس كنت محتاجه حد يفهمك
يقرب منك، ويحتوي ضعفك
اوعي اسمعك تقوليها تاني..
شهقت وارتمت بأحضانه،أنا خايفه اوي ياقاسم،انا والله ماكنت اعرف اللي عملته دا حلال ولا حرام،انا اتربيت مع أم مكنتش بتركعها،عمري ما سمعتها بتتكلم،عن الحرام والحلال،واحده كل شهر كانت بتمشي حياتها كلها بالدجالين
قاسم،امي كنت بشوفها بنفسي بتحط الكتابه لابويا واخواتي في الاكل..
كنت اقولها ايه،دا،تقولي دا مايه مبروكه.
كبرت علي انها فعلا مايه مبروكه
لحد ماكبرت وفهمت..وخوفت اتكلم،أبويا وعابد،كانو بيصلو عشان كدا،مكنتش بتقدر عليهم،اما احمد وانا بقينا نسخه منها..
أنا والله ماكنت اعرف بعمل كدا ازاي،انا كل ماافتكر،بستحقر نفسي..
تركها تخرج ما بقلبها،الي ان هدأت شهقاتها
قبلها،بهدوء،هديتي..
أومأت ،ورفعت رأسها له،مصدقني
ابتسم بهدوء،وأجابها، مصدقك
أمل،عفا الله عما سلف
انا قولتلك وهقولك،كلنا بنغلط،ومادام،القلب طاهر وتاب،صدقيني ربنا بيقبل توبته،
الرسول صلي الله عليه وسلم،
قال: “كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ”.
عشان كدا،انتي احسن من ناس كتير،امسحي دموعك دي،مش عاوز اشوفها،ايدي بايدك،واوعدك ان اللي جاي احسن بس انتي متبكيش..
أومأت بابتسامه مرتاحه،حاضر ياشيخ
قبل رأسها، وهمس بجانب أذنهاوهي يميل بها،آخذا من العمر لحظه لن تعوض،سيبقي صداها للابد
،بحبك ياقلب الشيخ..
ـ استسلمت لقبلاته،التي تشبه قطرات الندي،تنزل علي ثغرها تشفي الجروح،سلمت له وبكل لمسه منه،
كانت تنزل علي جسدها تمحي ماكان من قبله،وكأنها خلقت لتكون هنا بين ذراعيه،بين ذراعي رجلا يدعي شيخا،البعض يحسبونه متشددا،وهي وحدها تعلم أن بقلبه جمع حنان العالم، بين احضانه موطنها،وسكنها
من بين أوجعها،كان لها أملا،ومن بين جروحها الداميه،كان لها بلسما شافيا..
وفي ليله،عدتها أسوأ لياليها،كان لها بالمرصاد وتحولت علي يديه،لاخري ستبقي من اجمل أمانيها..
اغمضت أعينها براحه علي صدره،وهمست،بحبك ياقاسم…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباحا
ها يافريده،طمنيني يابنتي..
فريده براحه،محمد تحاليله اتطابقت مع سولاف هندخلهم العمليات كمان ساعتين،ادعولهم انتو بس..
زينب وناديه،يارب
نظرت ناديه لمحمد الجالس بجوارها،بفخر،وربتت علي كتفه،أنا فخوره بيك ياقلب امك،اللي خلف مماتش
وكأن الايام بتعيد نفسها من جديد..
محمد باستفسار يعني ايه يأمي..
ابتسمت ناديه،يعني أنا متأكده انك قدها،هتخرجو منها،مهو اصل أبوك عملها زمان واصر انه هو اللي يتبرعلي بكليته،مهو انا مقلتلكش انا كنت مريضه فشل كلوي
سمر بجانبهم،انتي بتتكلمي جد ياخالتي..
ردت زينب،كانت سعديه الله لا يكرمها،هاريه معده خالتك بالسحر والكتابه،لحد ماجالها فشل كلوي،وخلاص كانت كلها ايام وتودع الدنيا ،وكالعاده سويلم رفض يديها كليته وألحاج،منطبقتش تحاليله،ولأن مراد كان روحه في ناديه،أصر ان يشاركها كليته
وفعلا ربك كان كريم،شالو كليتين ناديه،وحطو مكانها كليه خوي مراد،وعاشو روحين،بروح واحده..
ورغم السحر والشر،مجدرتش سعديه تفرج بيناتهم،بس بالأخير طالته يد الغدر..
سمر،ياااه،للدرجه دي..دي كان بيعشقك ياخالتو..
ناديه،بحزن،كان حياتي كلها،نوري في وسط عتمه الدنيا،ربنا ينتقم منها..اللي فرقتنا..
سمر،بس أنا مش فاكره ياخالتو،عمو مراد مات ازاي.؟
زينب،بحرجه،كان ياكبد اخته حالته يوم عن يوم بتسوء،حاله اتبدل وعلطول تعبان،لحد مافيوم دخلنا عليه لجيناه سايح،بدمه،السكينه شجت جلبه شج،وجنب منه
اكملت ناديه،بدموع،كانه كان بيعافر عشان يوصلنا حاجه معينه،الوقت ده انا كنت في مصر انا والولاد،وياريتني مانزلت ولا سبته،
رجعت لقيته سايح في دمه وجمبه حرفين كتبهم بالدم عالارض،س،ع..ومات ومقدرش يكملهم..
طبعا،كلنا شكينا،بس انا رحت في دنيا غير الدنيا،
كنت فاكره ان جدك.نسي وخلاص..
فوجئت انه عارف كل حاجه،بيخطط،للتار من سنين..
محمد،بغل، القادره،اه لو اطولها كنت قتلتها بايدي،حتت..
تار ابويا،لازم أخده بإيدي..
دخل الجد عليهم، بسعاده مستتره ،تم ياولدي جوم انت بالسلامه وتار بوك،وعد تاخده بيدك
محمد، بلهفه، مسكتوها ياجدي..
الجد،جدك وعدك يابن الغالي،تجوم بالسلامه،وتاخد تار بوك،وننصب الصوان، وناخد عزا بوك..
محمد،بعزيمه،هقوم ان شاءالله ياجدي،واخد تاري وتار ابويا بيدي..
الجد،عفارم عليك..
يالا يابطل،جوملنا انت بالسلامه..
واقترب هامسا بأذنه،انت وحبيبه الجلب..
ابتسم بخجل،وحك راسه،دايما فهمني صح انت ياجدي..
ابتسم،الجد..فاهمك يابن الغالي،شهم ياولدي كيف بوك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ فتحت عيناها بالمشفي ولا تتحدث،عيناها شارده
موجوعه
أغمض عيناه وهو يراها متقوقعه علي نفسها،علي فراشها منذ عادا للمنزل،يحدثها ولا ترد عليه..
حل الليل عليهم،ولا امل أبدا..
نظر لها بحزن،علي حاله وحالها..
طيله اليوم يحاول معها ولا فائده.
أغمض عينيه وتنهد بحزن وخرج بخفي حنين،لا تأكل،ولا تتحدث..
جلس علي الاريكه بحزن،واضعا كفه علي وجهه يكتم شهقاته حتي لا تسمعها هي،وحيد ضائع،من غيرها.
اعترف لنفسها،هي كل حياته،وما يملك
لن يضيع عمره مره اخري بارضاء من حوله،كل مسئول عن افعاله،ماذا جني هو؟
همس بغصه،ياسمين،محتاجلك اوي،ارجعيلي
انا من غيرك ضايع..
أحست ببروده بجسدها،نظرت حولها يمينا ويسارا،واحست بان ظهرها عاريا،لا احدا خلفها لتلتصق به كالعاده،يحاوطها فتشعر بالدفئ
وكأن عقلها كان بثبات عميق،واشتغل الان،أين هو؟
عادت بذاكرتها،وتذكرت ماحدث،همسه،كلماته الحنونه لها.
سالت دموعها،حينما تذكرت ماحدث،لم تكن تريد تلك النهايه،
ابتلعت ريقها وهي تعتدل،تبحث عنه بعينها داخل الغرفه..
شعرت بالوحده تغزو قلبها..أين موطنها وسكنها..
نزلت ببطء ورأت تلك الدماء مازالت اثرها علي فخذها،العاري،لقد حاول معها ان تأخذ حماما،ولم تستجب له
توترت،ومنظر الدماء يوترها،منذ تلك الليله وماحدث وهي تتوتر من منظر الدماء وتخاف وبشده..
صرخت بهلع،فقفز هو من مكانه،راقدا لها..
ياسمين،في ايه،مالك يا حبيبتي..
اشارت بيدها،بخوف،ودموع،وجسدها يرتجف،
عابد،دم،دم،ياعابد..
اقترب،منها متسائلا بخوف،فين ياياسمين،مفيش حاجه
انتي كويسه متخافيش
أشارت لآثار الدماء،وببكاء اهو ياعابد،اهو..
أغمض عينه بحزن،وتذكر انها تخاف من منظر الدماء منذ تلك الليله..
اهدي ياقلبي تعالي،أغسلهالك..
استسلمت ليديه،تسحبها كيفما شاء..
خلع لها ثيابها ،وسحبها لأحضانه،يهدأ من رجفتها،ششش
اهدي،أنا معاكي،مش هسيبك ابدا..
همست،عابد،احضني اوي..أنا خايفه،هما بخير صح
ابتسم من بين دموعه،بخير.
طول مانتي بخير هما بخير..
أغمضت عينها براحه،وحاوطت عنقه بيدها،مستسلمه للمسات يديه علي جسدها،تمحي آثار دمائها،وانهيارها والمياه تسيل من فوق رؤوسهم
تطهرهم،وتطهر اجسادهم..
همست بأذنه،عابد..
أبعدها ونظر لعينها،عيون عابد
ابتسمت بخجل،وهمست،أنا جعانه..
حملها بعدما احاطها بمئزر الاستحمام،وارتدي هو مثله
واجابها بابتسامه،عيوني حاضر..
جلس يطعمها بيديه كطفلته،وهي تفتح فمها بهدوء تستقبل مايعطيه لها بسعاده..
بعد ساعه،كان يحتويها بين ذراعيه،وهي مستسلمه لدفئ أحضانه..
ابتسمت،وقالت..
بودي..
ـ عيون بودي
ـ بحبك.احضني أوي
ـ وأنا بعشقك،وعمري ماهسيب أبدا، متخافيش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين احضانه الدنيا ومافيها..
يسكن القلب،ودموعي يمحيها.
وان ابتعدت،نار تسكن القلب
لا ماء ولا رماد،تطفيها.
أهلوس،أين أنت؟ ياا من لي الدنيا ومافيها
بعدك لا دار،ولا سكن،أرتاح أنا فيها
أنت الامان،أنت الحنان
ولي كنت الدنيا ومافيها
ان غبت عني،تسيل دموعي،ولاغيرك ياحبيب القلب يمحيها
بين أحضانك الدنيا ومافيها
ممنوع النقل والاقتباس،الابعد انتهاء الحصري،ممنوع النشر الا بإذن
دمتم بخير
أسما السيد
ـ
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.