رواية جنة الياسين – الفصل الواحد والعشرون
كان يمشي بجانب سرير أخيه الذي يركض به الأطباء ينظر له بقلب منفطر لا يصدق انه امامه سائح بد.مه حتى لو كان أخطأ بحقه هل سيجرب الشعور ثانية يكفي فقدانه لأخيه الصغير أغمض عينيه يمنع دموعه التي تريد الهبوط ليشعر بيد أحد توضع على كتفه وكان في أشدها حاجة نظر لها بوجع لتهمس بدموع وصوت مبحوح ” هيصير منيح ان شاء الله صدقني ”
رد بصوت مختنق ” مسامحه والله مسامحه ده ده فداني بروحه كان زماني … ”
قاطعته بلهفة وخوف ” بعد الشر عنك ما تحكيش هيك والله العظيم اموت وراك على طول ”
رفع عينيه ليجد اخته تنظر للاشئ اقترب منها بوجع وقال بحنان ” هيبقى كويس يا حبيبتي ”
حركت عينيه تنظر له لتهتف بجمود ” انت السبب ”
فتح عينيه بصدمة لتكمل هيا بوجع ” ايوة انت اللي حرمتني منه بالأول ورفضته ودلوقتي خلتني ابعد عنه هو ما غلطش هو عمل كدة عشاني ودلوقتي هيمشي ويسيبني قبل ما اقوله مسامحاه ”
كانت حالتها مؤلمة لذلك لم يعاتبها فقط همس بوجع ” هيبقى كويس صدقيني يا حبيبتي ان شاء الله وهترجع كل حاجة زي الاول ”
جلست على الارض وقالت وهيا على نفس صدمتها ” انت ما تعرفش كان حنون ازاي كان فيه حنية الدنيا كلها احن من الام من الاب كنت عندو الدنيا كلها ما افتكرش زعلني كنت اتلكك عشان ازعل وبرضو يصالحني انا مش هأقدر اعيش من غيرو والله ما اقدر ”
وهنا شرعت ببكاء حاد يمزق القلوب ركع على ركبتيه امامها واحت.ضنها بقوة وقال بطمانينة ” هيبقى كويس ان شاء الله ”
خرج الطبيب بعد وقت وقال باجهاد ” الحمد لله عدى مرحلة الخطر الرئتين تمام بس للاسف في رصاصة اخترقت كلية واضطريني نشيلها بس التانية سليمة الحمد لله ”
ابتسم وقال وهو يقبل خديجة ” شوفتي يا ديجا اهو كويس الحمد لله ”
نظر الطبيب لها وقال بضحك ” انتي بقى ديجا ”
هزت رأسها ليكمل على نفس ابتسامته ” ماخد بنج ينيم فيل بس طول الوقت ديجا انا بحبك ديجا ديجا ده عشق بقى ‘
خبأت وجهها بصدر اخيها من شدة خجلها ليمسح على راسها بحب ثم سأل ” ينفع تدخله ‘
هز رأسه وقال بابتسامه ” هيتنقل غرفة عادية بعدين يفوق وتدخله عادي ”
بعد نصف ساعة كانت تجلس بجواره تنتظر منه ان يفق وكان فقط اسمها الذي ينطقه وعندما فتح عينيه قالت بدموع ” حمد الله عالسلامة يا حبيبي ”
اغمض عينيه بتعب وهمس ” ديجا ”
أمسكت يدها تقبلها بحب وقالت بدموع ” ايوة يا حبيبي ديجا اللي عمرها ما تسيبك لحظة وحشتني اوي يا أحمد ”
فتح عينيه ينظر لها بعدم تصديق ليهمس ” هو انتي هنا بجد ولا مت ودخلت الجنة ”
ردت بلهفة ” لا هنا يا روحي وعمري عمري ما هسيبك تاني ”
قاطعهم دخول ياسين الذي نظر له بابتسامه وعندما اراد الكلام اشار له بالسكوت وقال بحنان اخوي ” نفتح صفحه جديده وننسى اللي فات ”
فتح عينيه احمد بعدم تصديق ليكمل ياسين بابتسامه ” وتيجي تتقدم لخديجة ويا اوافق يا ارفضك واحلى فرح طبعا ده اذا وافقت ”
كاد يصاب بالجلطة من شدة سعادته همس بعدم تصديق ” انت بتتكلم جد حاسس اني هيحصل ليا حاجة ‘
ابتسم ياسين وقال وهو يقبل جبينه ” صفحة جديدة نعوض كل اللي فاتنا بلاش نضيعها بالعتاب ‘
هبطت دموعه وقال بندم ” انا اسف والله اسف يا اخويا حقك عليا ”
بعد وقت ذهبت خديجة برفقة ياسين لدكتورة نساء لتطمئن عليها نظرت جنة لاحمد نظرة خبيثة ابتلع احمد ريقه وقال ” ايه بتبصيلي كدة ليه ”
جنة بابتسامه ” ملعوبة تصدق عجبتني ”
نظر لها بتوجس وقال بعدم تصديق ” هيا اللي ملعوبة ‘
اقتربت منه بمكر وقالت ” انك تجيب واحد يضربك رصاصتين وكدة الكل هينسى اللي حصل ”
نظر لها بصدمة من مكرها وقال بانكار ” ايه الجنان ده طبعا ما حصلش افرض كنت مت ”
جنة بضحك ” كنت مستغربة طول منا قاعدة معاكي انك بتطلع في الساعة ومتوتر وعينيك بتطلع على المكان اللي الراجل اللي ضربك نار فيه يعني كله ترتيب انا مش طفلة كل حاجه مترتبة ”
نظر لها بضيق من مكرها وقال ” ده انتي مصيبة ”
غمزت له وقالت بفخر ” فلسطينية عاد بس ما خفتش تموت فعلا’
ابتسم بسخرية وقال ” وانا كنت عايش .. سكت قليلا ثم تابع ” طول ما هيا بعيدة عني كنت ميت ”
كان صوته يقطر عشقا همست ” ربنا يسعدكو ”
اراد الكلام لتقاطعه ” ما تخافش مش هجيب سيرة لحد ده وعد بس ياريت تتعلم من اللي صار ”
*****
جلس بجوارها بعدما قضى ٤ شهور منذ ميلادها بجانبها لم يتحرك ولم يذهب الى شغله كان شاردا لا يسمع كلامها لتهمس بضيق ” مراد انت معايا ”
نظر لها بابتسامه مصطنعة وقال ” ايوة يا حبيبي في حاجة ”
هزت رأسها بانكار وقالت بقلق ” من امبارح مش مظبوط في ايه ”
مسح رأسه بضيق وقال برجاء ” وتوعديني تفهميني من غير ما تتعصبي ‘
دب القلق في قلبها وقالت برجاء ” في ايه يا مراد ”
ابتلع ريقه من ردة فعلها وهمس بترقب ” عمي ماجد تعبان اوي وبابا عايز ينزل مصر يشوفه ‘
شعرت بتوقف ضربات قلبها لتهمس بتوجس ” وانت هتروح معاه ”
كان صوتها دليلا على رفضها وقلقها وقبل ان يجيب هتفت بحسم ” وانا جاية معاك ”
مسح وجهه وقال بهدوء ” وتقدري تسيبي نور ”
نظرت له بعدم فهم ليكمل ” نور لسة ما كملش ٤ شهور مش هينفع يسافر المسافة دي كلها هما يومين وراجع عشان خاطري وافقي بدون ما ….’
وقبل ان يكمل كلامه كانت دخلت بموجه انهيار شديدة صوت شهقاتها ارتفع انتفض من مكانه وسحبها لحض.نه وهو يعتذر بعد ساعة كاملة هدأت بعد ان ارهقت روحه كل دمعة كانت تهبط كانت بمثابة ماء نار تهبط على قلبه همس بقلق ” نتكلم بالراحة دلوقتي ”
اجابت بصوت مكتوم ” هتسافر وتسيبني من يوم ما تجوزتك ما بعدتي عني يوم يا مراد ”
رد بحنان اعتادت عليه ” غصب عني والله مااقدرش اسيب بابا يسافر خصوصا احنا وعمي مش طايب اوي بس بابا مش عايزه يموت والنفوس شايلة قوليلي اعمل ايه ”
رفعت عينيها الحمراء وقالت برجاء ” هتتأخر ”
أغمض عينيه يشتم عمه وكل عائلته وقال بحب ” يومين بس هكلمك باليوم الواحد ٢٨ ساعة بس ما تعيطيش عشاني يا دودو ”
وفي اليوم التالي سافر بصعوبة بعد ان بكت كأن لم تبك من قبل وصل بلده وهو يشعر بروحه ما زالت هناك وبعد يومان مات عمه وحزن والده حزنا شديدا عليه فمهما كان يظل اخيه ومن سوء حظه العاثر سيمكث هنا فترة العزاء ثلاث ايام وعندما اتصل بوالدته اخبرته ان زوجته لم تتوقف عن البكاء لانه سيبقى فترة اطول ورفضت ايضا الرد على اتصاله رمى هاتفه وقال بعصبية شديدة من شدة اشتياقه ” بس اشوفك يا دلال هه.. هااا معرفش بقى ”
انتهى العزاء ليهمس بارتياح ” نحجز نسافر بقى يا بابا ”
والده بهدوء ” بس يجهز ورق بنت عمك ”
عقد حاجبه باستغراب ليجيب والده ” ايه هنسيبها لوحدها هنا ”
مراد بضيق ” نوديها لمامتها ”
نور بجدية ” والدتها متجوزة راجل غريب ما ينفعش نسيب لحمنا هنا ”
مراد بتعب ” طيب هنستنى كام يوم ”
أجابه ببرود ” اسبوع ”
صدمة شلت جس.ده وخصوصا ان تلك المتمردة لم تجب على اتصالته اغمض عينيه يقرأ الفاتحة على روحه فالاكيد انها ستقتله واخيرا مضى الاسبوع ووصل بيته وقد شعر انه بعيد عنه اميال واميال ابعد من كوكب بلوتو لم تكن تعرف بمجيئه كانت تجلس امام المسبح شاردة بذاك الغائب وعندما رأها شعر بقلبه سيخرج من شدة اشتياقه ولم يصدق شحوب وجهها خلال غيابه همس باشتياق ” وحشتيني اوي اوي ”
استدارت بلهفة تنظر له غير مصدقة انها تراه وعندما تذكرت حزنها منه قامت تريد الذهاب لكن بثانية كانت بحض.نه يضمها بقوة شديدة وهو يعتذر وهيا تبكي بشدة حتى انتفضت على صوت فتاة استدارت لتهمس الفتاة بضيق ” دي مراتك يا مراد ”
هز رأسه بفخر وهو يجذبها من كتفها ثم استأذن وصعد غرفته وتلك تنظر له بغل وحقد فقد رأت حب وعشق كالروايات ..
مر اسبوع دون اية أحداث حتى ارسل نور لابنه يريد رؤيته جلس امام والده يقرأه جيدا ليهمس نور بقلق ” عمك قبل ما يموت كلمني ووصاني ”
قاطعه مراد بسخرية ” أتجوز سارة بنته ”
ذهل نور من معرفة مراد بالموضوع ليكمل بتوجس ” ولازم قبل ما توافق او ترفض تفكر كويس البنت بتحبك من زمان وانا ما كنتش اعرف بس ابوها قالي الكلام ده يومها ”
هز رأسه بهدوء شديد ثم قال ” والمطلوب ”
نور بجدية ” وصية الميت واجبة والبنت صغيرة وحلوة وان كان على دلال انا هأقن…. ”
قاطعه بهدوء ” لا لا سيبك من دلال خلي موضوعها عليا انا وانا موافق ”
نظر له نور بعدم تصديق فقد توقع أن ينتفض ويعترض ليكمل ” بشرط ”
ضيق نور عينيه ليهمس ” اطلق دلال ”
صدم والده وقال ” ازاي انت بتحبها هتطلقها ازاي ”
مراد بهدوء ” اصل عارفك ومتاكد انك مصمم ومش هيفيد رفضي من موافقتي وهتفضل ورايا وانا مش هأكون ظالم وأسيبها تجرب لتاني مرة انه جوزها يتجوز عليها فهطلقها وتاخد ولادها وترجع مصر ‘
انتفض نور كمن مسه ماس كهربائي وقال بجنون ” ولادها ”
هز مراد رأسه بهدوء وقال ” ايوة ما هما في حضانتها لغاية بعد ١٢ سنة ”
جن والده وقال بصراخ ” على جثتي تاخد حد فيهم دول ولادي انا ”
مراد بهدوء مرعب ” ولادها تعبت فيهم ونز.فت وعايزك تعرف وتتأكد من حاجة وحدة انت رفضت بنت خالتي عشانها طماعة ودي انت متأكد انها بتحبني وهيا بنت اخوك لكن انا بحب دلال وما كنتش هتجوز غيرها قبل ما اتجوزها ما بالك لما اتجوزتها ان صممت على جوازي هاخدها هيا وولادي واوعدك ما تعرفش مكاني حتى انا روحي فيها ”
نور بصدمة ” انت بتهددني ”
مراد بدموع ” العفو يا بابا بس انا مش هد..بح مراتي عشان اي حد انا ماليش في عمي ولا بنته ليا في مراتي اللي دمعة منها بروحي شخصيا ..
لمح سارة تستمع له ودموعها تهبط بغزارة ليكمل بلامبالاة ” انا اشتريت الفيلا اللي جمبنا هنا عشان مش هأستحمل غيرة مراتي ولا حد يسمعها كلمة لانه ساعتها مش هأعمل اعتبار لحد ”
كان يقصد ابنة عمه لانه متأكد انها لن تتركها فاشترى راحة باله ببيت مستقل لها باسمها ايضا واولادها يكونوا بجوار جدهم الذي يعشقهم ..
ترك والده وخرج بسرعة يجهز حقائبه وعلى وجهه اجمل ابتسامة يهديها لتلك التي رآها تقف على الشرفة تستمع له بدموع الفرحة ..
تكملة الفصل
فتح عينيه بتعب ليجدها تقف جانبا تنظر له بتوجس مد يده من بعيد لها وهمس بابتسامه وصوت دافئ اشتاقته كثيرا ” تعالي ”
كأنها كانت تحتاج دعوته أمسكت بيده ووضعت رأسها داخل عنقه تشهق بشدة ملس على حجابها بحنانه المعتاد وقال ” هششش ليه كدة يا ديجا ”
ردت بصعوبة من بين شهقاتها ” انت كنت هتموت وتسيبني ”
رفع رأسها ويده على وجنتها وقال ” خفتي عليا ”
هزت رأسها بقوة وقالت بضياع ” كنت حموت من الرعب انا بحبك اوي اوي يا أحمد اوي ”
قالت جملتها وخبأت وجهها في عنقه مجددا ليشعر بنفس يحلق وكان قلبه غادر جس.ده ليرقص بحرية من شدة سعادته حبيبته وعشقه الوحيد تحبه ولم تستطيع فراقه هبطت دمعة من شدة سعادته وشعوره التي لا يوصف همس بصوت مهتز ” ديجا حبيبي اهدي عشان البيبي عايز بنت قمر زيك ”
رفعت رأسها وقالت بسعادة ” الدكتور قالي بنت كنت عايز ولد يبقى حنين زيك بس الحمد لله ”
غمز لها وقال بمشاكسة ” نجيب البنت وبعدها نفكر بمشروع الولد ”
ضحكت برقة وقالت ” انت بس شد حيلك وارجع ليا انا وهيا وحشتنا اوي ”
أغمض عينيه بقوة وقال من بين اسنانه ” ديجا بطلي رقتك دي انا واحد تعبان وواخد طلقتين وشايل كلية راعي حالتي ”
أدمعت عينيها مجددا وقالت ببراءة ‘ ينفع تاخد كليتي انا مش عايزاها بس تبقى كويس ”
ضحك بكل صوته حتى شعر بألم شديد بجروحه وقال بتعب ووجع ” تعرفي انا عشقتك ليه ”
همست بخجل ” ليه ”
رد بمرح ” عشانك هبلة يا حبيبتي ‘
عقدت حاجبها بحزن وقالت وهيا تستعد للقيام ” انا هبلة ماشي يا احمد ”
تظاهر بالالم وصرخ ” اااه ”
عادت له مجددا وقالت بقلق ‘ في ايه بيوجعك اندهلك الدكتور ”
أمسك يدها وهو يضحك وقال ” مش بقولك هبلة ي روحي ”
سحبها لحض.نه يراضيها بطريقته تلك الجنية التي يعشقها لدرجة لم تذكرها رواية او اسطورة فهي كل حياته ..
****
تقف امامه تبتلع ريقها تنتظر منه محاكمتها وهو يجلس يضع قدما فوق الأخرى ينظر لها بهدوء شديد تعلم جيدا غيرته ..
همست بقلق شديد ” عارفة انه غلط بس والله العظيم عشان خاطر خديجة وخاطرك كان نفسي كل حاجة ترجع منيحة ”
انزل قدمه وقال بهدوء وهو يشبك يديه ببعضها ويهز رأسه ” اممم تصدقي سبب مقنع مراتي تنزل تقعد مع واحد غريب في المطعم عشان تحل الموضوع اقنعتيني ”
لأول مرة تخافه لتلك الدرجة امتلأت عينيها بالدموع وقالت بندم ” ياسين انا اسفة بس انا خايفة منك كتير ”
صدم من كلامها كان سيصرخ عليها حتى لا تعيدها لكنه شعر بخوفها الشديد منه فانقلبت الآية قام من مكانه يرفع يديه عن وجهها وقال بهمس وحنان ” خايفة مني هو انا اقدر اعمل حاجة انا أخرى ازعق وارجع احايل واراضي ”
همست بدموع ” منا خايفة تزعقلي ”
قبل جبينها وقال بحب ” ما تخافيش مش هزعقلك ”
سكت قليلا ثم قال بجدية ” جنة انا بغير فوق ما تتخيلي ياريت تحطيها في بالك عشان بحبك فوق الوصف فمش عايز اوصل لمرحلة ازعلك مني وممكن ازعلك اوي ”
ردت بثقة ” ما تقدرش ”
ابتسم على شقاوتها وقال برجاء ” بلاش تحطيني في مواقف غيرة عشان مش هشوف قدامي ساعتها ما تعرفيش الغيرة بتعمل في قلبي ايه ”
هزت رأسها بتفهم وقالت بخجل ” انا آسفة ”
رفع حاجبه بمكر وقال ” تؤ صالحيني بسرعة ”
أبعدته وقالت بجدية ” هتجيب ماما زينب وقتيش ‘
عقد حاجبه وقال ” أجيبها فين ”
سحبته من يده وأجلسته وجلست جواره وقالت ” عارفة انك بتفكر في موضوعها ومش عارف كيف تجيبهولي انك تجيبها عندي او تتأجر ليها بيت لحالها بس انا يا حبيبي بدي اشوف ام حبيبي وجدة عيالي وبدي اياها تعيش معانا هنا عشان هيك جيبها اليوم عشان خاطري حكيت للبنات عنها مستنين بفارغ الصبر يشوفوها ”
لو تعلم ماذا فعلت بكلامها هذا وكيف ازاحت جبل عن ظهره أدمعت عينيه من شدة تأثره وقال بصوت متحشرج ” انتي مش عارفة انتي ريحتيني ازاي جنة انتي احلى حاجة حصلتيلي في حياتي مش عارف عملت ايه حلو عشان ربنا يكافئني فيكي انا بحبك فوق الوصف ”
ابتسمت بخجل وقالت بصدق ” وانا بحبك كتير واي حد من طرفك احطه على راسي ما بالك لو تبقى والدتك ”
سحبها لحض.نه وقال ” هروح اشوف شريف الأول هيخرج من المستشفى النهاردة اخيرا الحمد لله بعدها هجيبها ”
***** صلي على النبي
كان يجهز أغراضه عندما دخلته له فتاة رقيقة وهمست ” ها خلصت ”
هز رأسه بابتسامه وهو يمسك يدها وأجلسها بجواره وقال ” ايوة بشطب أهو بس قلقان من الدنيا برة ”
ضغطت على يده وقالت ” ما تخافش هنعديها سوا ان شاء الله ”
قاطعهم صوت دقات على الباب طل ياسين برأسه وقال بمشاكسة ” أدخل ”
ضحك شريف وخجلت نسمة احتضن ياسين اخيه بسعادة شديدة بسبب تحسنه ثم قال ” قولتلك انك تجوزت ”
نظر بطرف عينيه لتلك الجميلة ثم تابع ” هااا تتجوز من ورايا عايز أعرف القصة كلها ”
انسحبت نسمة بخجل وخرجت بسرعة ليضحك شريف عليها ثم تنهد وقال ” فاكر عمر زيدان اللي كان زميلي في الجامعة ”
فكر ياسين قليلا ثم قال ” فاكر الاسم بس مش فاكر الشخص ماله ”
تابع شريف ” دي تبقى اخته كانت صغيرة تقرييا ١٤ سنة وانا كان عندي ٢١ وبدرس واتاريها يا سيدي كانت معجبة بيا بس كانت صغيرة وافتكرت انه اعجاب وهيروح واما انا اتجوزت انهارت وزعلت وحاولت تتخطى المووضوع ما عرفتش وقررت تخلي دراستها اهم حاجة في حياتها وتحاول تتخطى وتنساني فلما كان يجيها اي عريس ترفض ترفض لغاية ما تنقلت هنا من سنتين ”
سكت يتذكر حالتها عندما رأته وكيف هربت من أمامه دون ان تتكلم وبعدها باسبوع عادت بعد ان عرفت كل شئ عن حالته
ياسين بحماس ” هااا وحصل ايه كمل يا مدوب قلوب العذارى ‘
ضحك شريف وتابع ‘ وبعد بسنة وهيا متابعة معايا حسيت اني مش مجرد حالة اعترفتلي وانا ما كنتش مصدق انه في حد بحبني كدة وموقف حياته علشاني فكانت الخطوة الأصعب اقناع اهلها وبعد معاناة وافقوا وبقت مراتي ”
ابتسم ياسين بسعادة شديدة وقال ” وانت مبسوط ”
هز رأسه وقال بصدق ” اوي جميلة اوي يا ياسين حنونة عرفت تحتويني وتطمني غيرتني كليا ما كنتش مع دلال حاسس بالراحة لاني ما كنتش احس انها بتحبني زي ما بحبها اما نسمة كانت فعلا نسمة حاسس اني تولدت من جديد على ايديها هأخرج من هنا نتجوز اخر الشهر وأبدا حياة جديدة ان شاء الله ”
احتضن ياسين اخيه بقوة وقال بسعادة ” يبقى تحافظ عليها جوة عينيك وتخرج بسرعة عشان تشوف بنات اخوك يمكن تجيب انتاج حلو زي كدة ‘
ضحك شريف وقال ” ان شاء الله بس انت انتاج مهجن فلسطيني على مصري يعني حاجة ايه من الآخر ”
واستمر ضحكهم وسعادتهم بتغيير حياتهم ولم يريد ياسين أحزانه باخباره ان والدته فاطمة سافرت للعلاج بسبب مرض ليس له علاج والله يتولاها ..
*****
بعد مرور عامين كانت تقف تجهز بناتها وهيا تتصل بياسين الذي ارسل لها رسالة سيتأخر قليلا بسبب الاجتماع لكنها ابلغته انه ان تأخر لن تكلمه نهائيا وخصوصا انها تحضر له مفاجأة انها حامل أخيرا..
رن هاتفها لتجدها خديجة التي همست بابتسامه ” يلا يا جنون نلحق الحفلة من اولها وياسين قالي هيحصلنا ”
هتفت بتذمر ” اخوكي ده هيشلني تكريم بناته في المدرسة مش عارف يجي بدرب عارفة لو ما اجاش تاخدي عندك اسبوع بحاله عشان ما أقتلهوش ”
ضحكت خديجة عليها وبعد قليل هبطت برفقة بناتها وصعدت بالخلف وكان أحمد خلف مقعد السائق وقال بابتسامه وهو يقبل البنتان ” حبايب عمو اخبارك ايه ”
البنات بحماس ” الحمد لله بسرعة يا عمو نلحق الحفلة احنا هنتكرم بالأول ”
هز رأسه بسعادة بعد ان رد التحية على زوجة أخيه ثم انطلقوا للاحتفال..
بدأت الحفلة وهيا تنظر للساعة وتحاول الاتصال به حتى طلبوا من ولي أمر بناتها الصعود للمنصة لاستلام الجائزة نظرت للباب لم تجده لتصعد بحزن وخيبة أمل استلمت الجائزة بابتسامه وشكرت المديرة والمعلمات ..
لتصدمها المديرة حينما همست ” ودلوقتي يا مدام جنة عايزين حضرتك تغني لينا ”
فتحت عينيها بذهول وقالت بتقطع ” انا اصلي .. ما بعرفش ”
المديرة بابتسامه ” ازاي يا افندم دول بنات حضرتك يوميا بيقولولنا ازاي صوتك حلو اوي وانهم بحبوا يسمعوا ليكي ”
جنة بتوتر شديد وهيا تنظر للباب تنتظر ياسين ان ينجدها ” اكيد بيبالغوا ”
المديرة بابتسامه ” انتي غني واحنا نقرر ”
نظر احمد لخديجة الذي شحب وجهها وقال بقلق ” يارب ترفض ربنا يستر ”
خديجة بتوتر ” ده ياسين ممكن يقت.لها ”
همست عشق لوالدتها برجاء ” ماما عشان خاطري انا وعدتها انك هتغني وانك هتكسري الدنيا يلا بسرعة”
جنة بتوتر شديد ” وحياة ابوكي لغير ياسين اللي يكسر الدنيا فوق راسنا ”
ومع شدة الالحاح بدأت بالغناء بصوت كروان ولم يكن بجمال كل مرة بسبب توترها الشديد من قدوم ياسين
” نجحت وربنا كرمني
بدعوة امي قدرتي
أفرح القلوب ديا
وحلم العمر حققته ”
كان الجميع بحالة انبهار شديد من شدة جمال صوتها والجميع اخرج هاتفه يصور تلك المعجزة الفنية نظر احمد حوله وقال بعصبية ” غبية يا جنة غبية ”
انتهت من الغناء لتهمس المديرة بعدم تصديق ” وبتقوليلس ببيالغوا ما شاء الله صوتك رائع جدا ”
دخل ياسين القاعة على صوت التصفيق نظر للمنصة وجد زوجته تهبط الدرج وفي يديها بناتها والجائزة همس بقلق ” ربنا يستر جنة هتعلقني ”
وصل بجوار احمد وقال بقلق ” تأخرت ”
احمد بخوف ” اوي ”
مد يده يحتضن بناته وقال وهو يقبل جبين زوجته ” انا اسف يا حبيبتي غصب عني الوفد تأخر ”
كان وجهها متعرق من شدة خوفها من ياسين وقلقها منه استغرب ياسين نظرات الناس له لكنه لم يهتم فهمس بقلق ” جنة انتي كويسة ”
هزت رأسها وقالت بندم لما فعلت وخوف من القادم ” اه بس تعبانة شوية ”
انتهى الحفل وهيا في عالم آخر ثم غادر الجميع همست جنة لخديجة ” انا خايفة كتير ”
خديجة بقلق حقيقي فهيا حضرت غيرته كثيرا ” غلطانه يا جنة ربنا يستر ”
وصلت البيت واستغرب هدوءها الشديد فهم انها خاصمته بسبب تأخره فقال بندم ” جنة انا اسف والله غصب عني ”
ردت بهدوء ” مافش اشي بس انا تعبانة هأدخل انام شوية وهأصحى منيحة ”
اقترب منها يتحسسها وقال بقلق ” حاسة بايه نروح مستشفى ”
هزت رأسها بالنفي وقالت ” بس شوية صداع مش مستاهلة ”
وفعلت دخلت تنام او تتظاهر بذلك بعد ان حذرت بناتها من أخبار والدهم بالموضوع
في اليوم التالي استعد للذهاب الى عمله وجدها تجلس مكانها تنظر للأمام بشرود ..
قلق من حالتها وقال بحنان ” جنة مش هعرف اروح الشغل وانت كدة عشان خاطري فيكي ايه ”
ابتسمت بوهن وأجابت ” ما تقلقش يا حبيبي روح انت وان تعبت هكلمك ”
هز رأسه بعدم اقتناع وعندما خرج من غرفته كانت ابنته ستطرق الباب لكنها تراجعت ولم تقبله ككل مرة
انحنى على ركبتيه امامها وقال بحنان ” حبيبة قلب بابي مش بتكلموا ومخاصماه ليه ”
أخفضت عينيها بحزن واجابت ببراءة ” بابا انت ما جتش استلمت الجائزة معايا انا وغرام واحنا مخاصمينك ”
أغمض عينيه يلوم نفسه وقال بندم حقيقي ” حقك على قلب بابا يا روحي النهاردة هنخرج بالليل احلى خروجة عشان تختاروا الهدية اللي انته عايزينها كويس كدة ”
صفقت الطفلة بحماس وقبلت والدها وتركها وغادر..
دخل شركته ليلفت انتباهه صوت يعرفه جيدا كيف لا وهو الصوت الذي دخل قلبه قبل اذنه في اول استمع له عاد للخلف يرى مصدر الصوت ليجد احد موظفينه ينظر بهاتفه والصوت يخرج منه ..
استغرب جدا صوت من هذا لم يأتي في أسوأ كوابيسه أن هذا صوت زوجته …
انتبه الموظف لمديره فوقف باحترام وقال بصوت مهتز ” اهلا يا فندم تؤمر بحاجة ”
فرك جبهته بحيرة وقال ” بس ينفع توريني الفيديو اللي كنت تشوفوا من شويا ”
ابتلع الموظف ريقه فهو يعرف زوجته هز رأسه وأعطاه الهاتف بيد مهزوزة أمسك ياسين الهاتف ليجد صدمة حياته زوجته تقف تغني امام حشد كبير بصوتها الذي امتلكه لنفسه واخذه ملكية خاصة له وحده ..
حدق بعينيه يستوعب ما يرى يتمنى لو أنه حلم بل كابوس كتب في بحث الفيسبوك جنة الخالدي ليضحك عندما وجدها تريند زوجته اصبحت تريندا فيديوهات كثيرة انتشرت لها من اكثر من زاوية صوت الكروان شاهد جمال الصوت والوجه الكروان الاسمر
فيديوهات كثيرة جدا كان وجهه يوحي بمدى جنونه وصدره يعلو ويهبط بجنون انفاسه عالية جدا ..
كان يقلب في الفيديوهات وهو يشعر بعقله يكاد يجن قلبه يكاد يقف واخيرا رمى الهاتف بقوة حتى أصبح شظايا وخرج بسرعة البرق يتوعد لتلك الجنة التي اصبحت الآن بنظره خااااائنة ..
أمسك هاتفه واتصل باحد يعرفه جيدا في مباحث الانترنت وهمس بهدوء ” هبعتلك فيديو انتشر دلوقتي خلال ساعة يكون تحذف من كل مكان مالوش أثر ‘
اغلق دون ان ينتظر الاجابة رن هاتفه مرارا وتكرارا برقم غريب رد بنفاذ صبر ليأتيه صوت غريب ” استاذ ياسين الخالدي من امبارح بحاول اتواصل مع حضرتك ”
ياسين بضيق ” وعايز ايه من حضرتي ”
الطرف الآخر بحماس ” حضرتك انا شوفت فيديو مدام حضرتك وقد ايه صوتها يجنن فعايز ااقابل حضرتك نمضي عقد لالبوم ايه رأيك ”
ضحك بكل صوته ضحك بقوة كانت ضحكة قهر وألم شديد داخل صد.ره أغلق الخط وهبطت دمعة حارقة من عينيه تعبر عن مدى قهره وقلة حيلته
اما هيا أستمعت لرنين هاتفها كانت خديجة ردت بتعب ” الو ”
ليأتيها صوت خديجة الذي جعلها تنتفض من مكانها برعب حقيقي
خديجة بقلق حقيقي ” جنة ربنا يسامحك الفيديو بتاعك بقى ترند نزل في كل مكان والله لو انتي اللي منزلاه ما انتشر كدة انا خايفة ياسين يكون شافه ”
كادت ان تتكلم لتجد ياسين امامها فهمست برعب ودموع ” شافه يا خديجة شافه ”
رمت هاتفها وهيا تمسك بالغطاء من شدة خوفها اقترب منها وهو يمسك هاتفه ويعرضه امامها وقال بهدوء عكس غليانه وعينينه الحمراء ” بقيتي ترند يا حبيبتي مبروك ”
همست بتقطع ” يا .. ياسين انا انا ”
اشار باصبعه ان تكمل وقال بنفس الهدوء ‘ كملي يا حبيبتي انتي ايه اتصل بيا منتج كبير عايز يعملك ألبوم ايه رأيك ”
تجزم انه استمع لصوت دقات قلبها التي تدق برعب من هيئته فقالت بدموع ” انا اسفة والله غصب عني ‘
رفع رأسها وضغط على ذقنها آلمها وقال بفحيح مرعب ” غصب عنك ازاي هددوكي ولا كانوا حاطين المسدس بدماغك ”
تألمت وقالت ” ياسين والله العظيم بنتك أصرت وانت ما كنتش موجود فعشان ما تزعلش عملت هيك ”
اقترب بوجهه من وجهها وقال بألم حقيقي ” لو كانوا بناتي الاتنين ماتوا ما كنتش هحس باللي انا حاسه دلوقتي ”
شهقت من صدمتها ونبرة القهر بصوته وقبل ان تتكلم كان يكسر بكل شئ حوله كالمجنون يريد قت.لها يقسم انه يتمنى ذلك وهيا تتكور على نفسها وترتعش بشدة اقترب منها لتصرخ بخوف ورعب تعيد لوعيه ” والله العظيم ان مديت ايدك عليا ما تشوف وجهي تاني ”
ليحول قبضته للزجاج ليتناثر وتبدأ يده بالنز.يف انتفضت من مكانها تريد الاطمئنان عليه ليصرخ بها كالمجنون ” ما تلمسنيش ما تقربيش مني ”
كانت تبكي بشدة همست بندم حقيقي ” عشان خاطري سامحني والله العظيم ندمت ”
ليكمل ما قضى على قلبها حينما همس ” انتي بالنسبة ليا خا..ينة يا جنة ”
شهقت تضع يدها على فمها ليكمل هو بكسرة حقيقية ” الخيا.نة عمرها ما كنت بالجس.د بس انتي خليتي ملايين الناس تتغزل فيكي وفي صوتك وجمالك تفتكري دي خيانة ولا مش خيانة يا حب عمري ”
قال جملته وخرج اما هيا ركعت على ركبتيها تبكي بانهيار لأجله نبرة صوته وقهرته جعلتها تستحقر نفسها ليته ضربها وكسرها ولا قال كلامه هذا ..
مضى اسبوع كرس نفسه لحذف تلك المصيبة وتأكد من اغلاق اي حساب يقوم باعادة نشره ..
يعود اخر الليل ويخرج صباحا ولم يعطها اي فرصة للكلام معه كانت تؤنب نفسها كثيرا تتمنى لو عاد الزمن فقط وكانت ترفض بكل جراءه لكنها خجلت وقتها أذنبت ذنب كبير بسببه تدمرت حياتها ..
اسبوعان آخران كانوا سوادا عليها فلم تستطع ان تتكلم معه بكلمه واحدة قامت من مكانه تريد ان تنهي تلك المسألة لكنها شعرت بألم أسفل معدتها تحاملت على نفسها وقامت وجدته يريد الخروج من المنزل فهتفت بلهفة وألم ” ياسين انا عايزة أتكلم معاك ”
رد دون ان يستدير لها ” مش فاضي عندي شغل ”
وخرج دون أن يستمع ردها لتشعر بشئ ينساب بين قدميها فتحت عينيها تتذكر جنينها التي نسيت أمره وضعت يديها على بطنها وقالت بخوف حقيقي ” ابني ”
مشت ببطء وأمسكت هاتفها تتصل به وعندما رأى اسمها على الهاتف لم يجب لانه ان كلمها سيعود يحتضنها فقط اشتاقها بجنوووون ولكنه يريد معاقبتها ..
استسلمت لاغماءها حينما فقدت الامل بان يجيب اتت احدى بناتها لها لتصرخ بخوف عندما وجدت والدتها على الارض واسفل قدميها يوجد د..ماء ..
ذهبت بجوارها وقالت بدموع ” ماما ردي عليا يا ماما مامااااا ”
رنت خديجة بعد وقت تريد الاطمئنان عليها وعلى اخيها ليأتيها صوت ابنة أخيها وهيا تبكي ” عمتو ماما على الارض وفي د.م انا خايفة اوي يا عمتو وعشق بتعيط هيا كمان’
انتفضت خديجة على صوتها وقالت تطمئنها ” انا جاية يا حبايبي خمس دقايق ”
أمسكت هاتفها تتصل بأخيها الذي أجاب بهدوء ” ايوة يا خديجة ياريت ما تتكلميش.. ‘
لتقاطعه بصراخ ” ياسين بناتك بعيطوا ومراتك مغمى عليها “
الخاتمة
كان ذاهبا الى عمله والألم والاشتياق على وجهه رن هاتفه نفخ بنفاذ صبر وأجاب ” ايوة يا خديجة ما … ”
أوقف سيارته يدور بها يعود لبيته ومن شدة سرعته دارت حول نفسها اكثر من مرة حينما سمعها تصرخ بدموع ” ياسين انت فين ارجع البيت بسرعة ”
قلبه كاد يتفتت رعبا ماذا حدث تسائل بانفاس متقطعة ” في ايه ”
هتفت بسرعة وهيا ترتدي ملابسها ” البنات خايفين لوحدهم ومراتك مغمى عليها ”
هل اصابها اذى هل حدث لها شئ لن يتحمل سيتحمل اي شئ في الكون الا ذلك هل هي حزينة منه أيعقل انه عندما اتصلت به كانت تريد ان تخبره انها متعبة دمعة هبطت حرقت قلبه قبل عينيه
وصل بسرعة البرق لا يدري كيف ترك الباب مفتوح وطار للداخل تجمدت اطرافه حينما وصل الغرفة ورآها غارقة بدماء أسفلها ووجهها شاحب خوف ذكره بها عندما ذ..بحت على يد أخيها بسبب واليوم يتكرر نفس الرعب وهيا أمامه وبناتها تبكي حتى انه لم ينتبه لهم ..
اقترب منها بخطوات بطيئة ونظرات متألمة رفعها عن الأرض وضمها بقوة وقال بحنان وتوسل ” قومي يا جنة قومي عشان خاطري قلبي هيوقف معرفتش الخوف غير لما عرفتك قومي يا حبيبتي ”
فاق على صراخ خديجة التي وصلت وشهقت من منظرها ضمت البنات ” قوم خودها المستشفى بسرعة ”
لفها باسدال كان موجود جانبا وخرج بها ومن يراه يبكي شفقة عليه ..
وصل المشفى وبمجرد وضعها على احد الاسرة دخلت غرفة الطوارئ وهو ينظر للغرفة دون اي ملامحه فقط صور تمر عليه ضحكتها غناءها مشاكستها واخرى منظرها واخيها يذ..بحها واليوم وهيا فاقدة لاي معالم الحياة ماذا سيفعل لو حدث لها شئ هل سيبقى بعدها رفع رأسه وقال برجاء ” عارف اني مستاهلش بس انت الكريم يارب اسألك بكل اسم هو لك اسألك بدعاء ذي النون ودعاء كل نبي دعاك واستجبت ليه ”
سكت يكتم شهقة ستخرج منه وقال بصوت مختنق ” رجعهالي واشفهالي والله اموت من غيرها ارجوك يارب ”
سكت يحاول التماسك ثم تابع بدموع وهو يسقط على قدميه عندما شعر أنها لا تحمله ” يارب انت قولت ادعوني استجب لكم ها انا ادعوك كما امرتني فاستجب لي كما وعدتني يا مغيث أغيثني يا مغيث أغيثني ”
بعد وقت مر عليه بالدعاء شعر انه قرن خرج الطبيب منهك وقال بجدية ” للاسف الجنين نزل ”
انتفض ينظر للطبيب بصدمة وقال بعدم استيعاب ” جنين ؟؟ هيا هيا كانت حامل ”
استغرب الطبيب ملامحه وقال ” ايوة باول الثالث نز.فت كتير حطينا ليها وحدة دم بس دلوقتي لازم تدخل عملية تنضيفات ربنا معاك ”
كان ما زال ينظر امامه بعدم تصديق ليشعر بيد توضع على كتفه وقد كان احمد الذي سأل بقلق ” طمني عاملة ايه ”
نظر له ياسين بجمود وقال ” أجهضت ”
صدم أحمد من كلامه ليسأله ياسين بحرقة ” تفتكر اكون السبب في موت ابني ”
تألم احمد لأجله وقال وهو يربت على كتفه ” انما امره كله خير اكيد ربنا ليه خير في ده ”
نظر له ياسين بقهر وقال وهو يراجع قسوته معها خلال المدة الماضية ” انا قسيت عليها اوي مش كدة ”
نظر احمد ارضا فهو كان يستمع لخديجة وهيا تحاول التخفيف عنها هز ياسين رأسه ثم قال بصوت مختنق ” والله العظيم من غيرتي عليها ”
رفع أحمد راسه وقال بجدية ” انا غير على خديجة منك من اي حد يلمحها ”
نظر له ياسين بعدم فهم ليكمل هو ” بسيب الغيرة تحر.ق فيا لو هموت ولا اني ازعلها بكلمة حتى ممكن ضغطي يعلا اتجنن أعمل اي حاجة بس ما أسبش نفسي لغيرتي وازعلها ما هو ان نزلت دمعة منها بسببي ابقى ما أستحقهاش وانت قسيت اوي يا ياسين ”
نظر له ياسين بقهر ليكمل احمد بنصيحة ” انت اخويا وربنا يعلم يهمني قد ايه مصلحتك بس مراتك كانت كل يوم بتكلم خديجة تترجاها تحننك عليها بتقولها انها مش بتعرف تنام خالص عشانك بعيد معرفش ازاي قدرت تبعد عن حد تعتبره روحك ”
قاطعه صراخ خديجة عليه وهيا تضم ياسين الذي كاد يموت بسبب تأنيبه لنفسه وشعوره بالذنب والالم لاجل حبيبته ” كفاية مش شايفه عامل ازاي حرام عليك يا احمد ”
احمد بندم بعدما رأى حالة اخيه ” انا اسف يا ياسين بس حاول تصلح اللي حصل وبعدها تتعلم من غلطك ”
رفع رأسه ينظر له وعينيه تسأله فقط كيف يصلح ما حدث كيف يخبرها انه قت.ل ابنه وقت.لها من قبل وضع يده على قلبه يحاول تنظيم أنفاسه التي كادت تنقطع خوفا وحزنا على حبيبته…
تركه ودخل غرفتها يشبع نفسه من رؤيتها وهو متأكد ان القادم ليس هين ..
نظرت خديجة لأحمد نظرة قلقته ظن انها حزنت منه بسبب كلامه مع أخيه همس بقلق ” انا ما كانش قصدي ”
تفاجأ منها انها رفعت رأسها وقبلت ذقنه وقال بامتنان شديد ” شكرا انك في حياتي انا عايزة افضل اشكر ربنا عمري كله ”
ابتسم بشدة وقال وقلبه يخفق ” وانا اعمل ايه بقى عشانك بقيتي نن نصيبي أقضى حياتي صوم وصلاة وحج ”
وضعت رأسها على صدره وقالت بقلق ” تفتكر هتسامحه ”
تنهد بضيق وأجاب بجدية ” أعتقد مشواره صعب عارفة لو اختي ما أخليهوش يطول ضفرها ”
لكمته بصدره بخفة وقالت بغيظ ” ليه يعني عشان بحبها وبغير عليها كل واحد ليه طريقته بالغيرة واللي متأكدة انه بحبها”
ضمها مرة اخرى واجاب بجدية ” اللي متأكد منه انه مهووس بيها ”
اما ذاك المسكين أمسك يدها وهو يجلس بجوارها على كرسي بعد ان اجرت العملية وضع رأسه داخل يدها وقال بندم ” بحبك اوي يا جنة غيرت والله غيرت لدرجة اني عيطت قوليلي كنت عايزاني أعاقبك ازاي عشان ما تكرريش اللي عملتي ”
رفع رأسه ينظر لها عندما لاحظ حركة يدها فتحت عينيها تنظر للمكان تستوعب أين هيا حتى تذكرت ما حدث وضعت يدها على بطنها وقال بجسد يهتز من شدة ألمه ” ابني مات صح ”
اقترب منها يمسك يدها يمنعها من الانهيار وقال بحنان ” اكيد ربنا ليه حكمة في كدة ”
نظرت له قليلا تتذكر كيف اتصلت به وكيف طلبت منه قبلها ان تتكلم معه فنفضت يدها بضعف وقالت بجمود ” ايوة اكيد عشان ما فيش حاجة تانية تربطني فيك كفاية البنات ”
ابتلع ريقه يمنع نفسه من التفكير بمقصدها وقال بخوف حقيقي ” اهدي يا جنة دلوقتي بعدين نتكلم يا حبيبتي ‘
كزت على أسنانها وقالت بصراخ ” ما تقولش حبيبتي ما تقولش حبيبتك كانت بطنها بتموتها وبتنز.ف ورنت على جوزها ينقذها طنش ما رضش غروره سابها تنز..ف وساب ابنه يموت وتيجي تحكيلي حبيبتك يا اخي لو انت متجوزني تخليص حق ما كنتش عملت فيا هيك ”
كلامها كان بمثابة سكا..كين تقطع في قلبه امتلأت عينيه بدموع الندم من قسوته وقال بندم ورجاء وهو يحاول ضمها لمنع يدها التي بها المحلول من النز.يف ” ما كنتش اعرف والله ما كنت اعرف انا ما ردتش عشان … ”
قاطعته بكلمة قضت على باقي ثباته ‘ طلقني
نظر لها بعدم تصديق وقال ” جنة انتي بتقولي ايه ”
نظرت له نظرة باردة وقالت بهدوء ” زي ما سمعت طلقني ”
مسح على وجهه بعنف وقال ” جنة اهدي دلوقتي بعدين نتكلم ”
هزت رأسها وقالت ببرود ” لا لا مش هيغير رأيي انا هلقيت لا بثق فيك ولا بطمنلك وممكن في يوم أبقى بموت وانت ما الاقيكاش معايا هيا كانت فرصة وانت خدتها وكنت مش قدها فخلاص كل واحد يروح لحاله ”
شعر بنفسه يريد ضر.بها كز على اسنانه وقال بجدية ” طيب عشان نبقى على نور الكلمة دي مش عايز اسمعها تاني لانه مش هيحصل ‘
هزت رأسها بالايجاب وقالت بلامبالاة ” لا هيحصل مين هيمنعني واتفضل اخرج برة عشان بدي انام تعبانة ”
سكتت تمنع شهقة كادت تخرج وقالت بقهر ” حملت مرتين ومافيش مرة فرحتني فيها مرة كنت بتخطط تنتق.م بدون ما تسألني ومرة تانية خليتها اسود ايام حياتي لدرجة اني نسيت اني حامل امشي يا ياسين امشي ”
ادرات وجهها لتهبط دموعها بشدة نظر لها قليلا ولاحظ اهتزاز جس.دها من البكاء ترك الغرفة وخرج مسرعا يتنفس بالخارج عندما شعر بجدران الغرفة تضيق عليه ندم وقهر فقط هو ما يشعر به ..
قلقت خديجة من حالته فطرقت الباب ودخلت لتلك التي كانت تنظر للباب وهيا تنتحب فهمست خديجة بحزن ” حمد الله عالسلامة يا جنة ”
نظرت لها جنة ولم تتكلم جلست جوارها وقالت ” قولتيله عايزة تسيبي ”
اغمضت عينيها ولم تجب لتكمل خديجة كلامها ” انتي فاكرة الشهر اللي فات انتي بس اللي كنتي بتتعذبي انا اخويا كان بيموت وهو بيقرأ التعليقات على الفيديو وشايف غزل الناس فيكي شهر وهو بيحاول يمحي أثره من النت ما كانش بينام ”
سكتت قليلا تتنهد بضيق وتابعت ” عمرك شوفتي راجل بعيط اوي من الغيرة اللي في قلبه غيره كانت بتطحن فيه جامد قوليلي انتي عايزاه يعمل ايه يا جنة قولي ”
شهقت جنة وقالت بألم ” اي اشي الا انه يقسى عليا هيك انا كنت هموت من كتر منا مشتاقاه نفسي نتكلم نتعاتب انا وانا بموت اتصلت بيه ما ردش عليا وانا متأكدة انه شاف اتصالي ”
خديجة بمواساه ” عارفة انه غلطان بانه ما ردش بس اكيد ما كانش يعرف انك تعبانة انتي ما شوفتيش منظره اما شافك كدة كان بموت حرفيا اول مرة اشوفه كدة مات بابا واخويا كانتش دي حالته جنة ياسين بيعشقك غيرته حرقته بعد عشان ما يقساش عليكي فكري كويس يا جنة ”
جنة ببكاء شديد ” وابني اللي ما فرحتش فيه ”
خديجة بجدية ” جنة انتي فاكرة قبل حملك اما كنتي بتاخدي ادوية عشان معدتك كل ده أثر على البيبي كنت خايفة اقولك اني مش مطمنة للحمل انه يكون مش.وه وده اللي حصل فعلا الدكتور اللي عمل الإجهاض سألني ان كنت بتاخدي ادوية وانه الطفل فعلا مشو.ه فنحمد ربنا بقى لانه ربنا ما بيعملش غير خير والله ”
سكتت تضع يدها على يدها وقالت برجاء ” عاقبي زي ما تحبي بس بلاش تبعدي والله العظيم يموت ”
خرجت وتركتها تفكر هيا اساسا لا تستطيع العيش بدونه وعندما يأست نامت لعلها ترتاح قليلا
أغلقت الباب لتجد يد تسحبها لأحد الغرف خلع عنها حجابها وقال وهو يدلك رقبتها وفروة رأسها بحنان ” تعبتي بقالك ساعتين على رجلك وحامل جديد عشاني يا قمري تعالي ارتاحي شويتين ”
وقبل ان تتكلم وجدت نفسها تحمل وتوضع على السرير كجوهرة ثمينة ابتسمت بعشق لذاك الحنون وهمست بحب ” هو انا طفلة بتعاملني كدة ”
هز رأسه بتأكيد وقال ‘ بنتي وحبيبتي وكل حياتي ”
رفعت حاجبها وقالت ” ودرتي القردة جوري ”
تنحنح قليلا ثم قال ” ما تقوليش عليها قردة حرام يعني واخدة جنب صغير كدة ”
ضحكت بسخرية وتابعت ” انا اللي قاعدة بالزاوية بعيط يا أحمد انت بتحبها اكتر مني ”
هز رأسه بالنفي واجاب بصدق ” بحبها اوي اوي لانها حتة منك شبهك عمرك شوفتي واحد بحب النسخة اكتر من الأصل انتي عمري كله يا ديجا والله العظيم ”
تكورت داخل حضنه وقالت بنعاس ” منا عارفة بس بحب اسمعها منك بكرة اخلف ولد أغايظك بيه برضو ”
رد بدعاء صادق ” ان شاء الله تطلع بنت يارب ‘
*****
جلست امامها تفرك يديها بخجل ثم همست ” انا حسيت انك كويسة وطيبة عشان كدة جتلك ”
عقدت حاجبها بعدم فهم تنتظر منها ان تكمل لكنها تشعر ان القادم ليس هين فقالت ” انا عايزاكي توافقي اتجوز مراد انا ومن وانا صغيرة بحبه ونفسي … ”
لم تكمل كلامها بسبب شعورها بثور هائج ينقض عليها ويجذبها من شعرها وهيا تصر.خ بشدة ” بتحبيه وعايزة تتجوزيه وعايزاني اوافق ده انا هد.فنك مكانك يا باجاحتك يا ختي ”
دخل البيت بلهفة عندما سمع صراخها ليجدها فوق ابنة عمه التي تصرخ وتضر.بها كأنها قت.لت أبيها ..
سحبها بقوة لتصدمه حينما لك.مته ببطنه بقوة وعادت تضر.بها سحبها تأوه بشدة وعاد يسحبها لتصرخ به ” سيبني عليها بنت &&& جاية تتطلبك للجواز ايه رايك يا حبيبي ”
رغم دهشته الا ان صدحت صوت ضحكته تملأ المكان بسبب مهرته التي غارت عليه وأصبحت كوحش مفترس لكمته مجددا وهيا تكز اسنانها ” بتضحك بتضحك طيب طلقني دلوقتي وروح اتجوزها ”
سحبها لحض.نه بقوة وقال من بين ضحكاته ” مش قادر اصدق ان اللي قدامي هيا دودو الهادية العاقلة ”
امتلأت عينيها بالدموع وقالت بغصة ” قالتلي انها بتحبك ”
لهنا واختفت ضحكته يتحمل اي شئ الا بكاءها نظر لتلك التي تجلس ارضا تبكي حتى تستعطفه جلس على ركبتيه امامها وقال ” زمان قولتيلي انك هتموتي على بطل من بتوع الروايات اللي بيعشق مراته وبيدللها عشان كدة رفضتي كل العرسان وفضلتي تستني ورغم انك كنتي قدامي الا انك عمرك ما لمحتي بالعكس اما والدك كان بيلمح كنتي بتضايقي ”
أخفضت عينيها بخجل ليكمل هو بقسوة ” واما تجوزت وشوفتي جنوني بمراتي افتكرتيني بطل من بطل الروايات اللي بتقريها ويا ترى بطل الروايات ده لما كان بيحب مراته بيبدلها بغيرها ”
ضحك بقوة وقال ” ايوة صح حصل في روايات بيتجوز على مراته وبيحب الجديدة ‘
رفع رأسها من ذقنها وضغط بقسوة وقال بحدة ‘ بس ده ما بيكونش بحبها بجد لاني انا مجنون فيها يعني لا انتي ولا مليون زيك يخلوني اشوفهم مش بس اتجوزهم عشان كدة انا بحذرك لآخر مرة مراتي مية مليون خط أحمر واللي يزعلها اقسم بالله ما اتردد اني أقت.له انتي سامعة ”
قام من مكانه وقال وهو يصرخ بها جعلها تنتفض ” غوري من هنا ورجلك ما تخطيش هنا تاني وده آخر تحذير ”
قامت تركض التف ليجدها تبكي بصمت نفخ بضيق وقال وهو يقف أمامها ” بتعيطي ليه طيب حقك عليا انا ‘
رفعت رأسها وقالت بصدق ‘ غيرت عليك اوي اول مرة اجرب شعور وحدة تغير كدة على جوزها بيوجع اوي ”
سكتت تقترب منه وقالت وهيا تحتضن وجهه ” اما جربت بالاول شعور انه جوزي يتجوز عليا ما كانش بيوجع غيرة كان بيوجع عشان كرامة بس ”
رغم غيرته من ذكرها زواجها الاول الا انه صمت يستمع لها لتكمل هيا بحب ” اما دلوقتي فكرة حد يقرب منك بس او يبصلك بيحرق اوي بحبك اوي يامراد اوي ‘
ضمها بقوة وقال بسعادة شديدة ” انتي ما تغيريش من حد انتي الدنيا كلها تغير منك انتي القلب كله وعمري ما أقدر اشوف غيرك انتي حلم عمر كامل تحقق بعد سنين وجع وتعب تفتكري ممكن أبص لغيرك ”
رفعت رأسها تنظر له بعيون تقطر عشقا وقالت ” انت كتير عليا اوي ”
هز رأسه بالنفي وقال ” انتي اللي كتير عالدنيا كلها يا روحي ”
دفنت وجهها في عنقه تتنهد براحة اما هو نظر امامه بشرود يفكر بحر.ق أي احد يقترب منها أيا كان
****
مضى اليوم كاملا لم تراه به لتوقن يومها انها لن تستطيع العيش بدونه أغمضت عينيها باشتياق لتشتم رائحته بقوة فتحت عينيها لتجده ينظر لها عن قرب ويده فوق رأسها همس بصوت حنون ” عاملة ايه دلوقتي ”
أدارت وجهها الجهة الأخرى وقالت ببرود ” كويسة طول ما انت بعيد ”
اقترب اكثر وقال وهو يتنفس انفاسها ” متأكدة طيب قلبك بيدق جامد كدة ليه ”
أغمضت عينيها من تأثيره فقد اشتاقته بجنون فتحتهم ترسم البرود واللامبالاة وقالت ” هادي تهيئات يا استاذ ياسين ”
وضع رأسه داخل عنقها وقال بصوت مهتز ” متأكدة ”
كورت يديها تحاول التحكم بنفسها وقالت بصوت خافت ” ياسين ابعد لو سمحت ”
رفع رأسه ينظر له من قرب وقال بصوت مختنق ” آسف وبحبك ومستعد لأي عقوبة الا انك تسيبيني ”
هزت رأسها بالنفي وقالت بدموع ” مش قادرة أطمنلك تاني طلقني ياسين ”
ابتعد ينظر لها وهو ينهج ثم قال بصرا.خ ” الصبح قولت تعبانة وسكتلك انما دلوقتي اسمعك بتقوليها هكسر دماغك انتي سامعة قال طلقني قال انتي عارفة انتي بتطلبي ايه عارفة ”
اقترب مجددا وقال بهمس ” بتطلبي مني اموت نفسي بايدي ”
اقترب اكثر وتابع ” أهون عليكي أموت ان موتي عادي عندك فممكن تترملي بس طلاق لا”
انخلع قلبها خوفا عليه لتجد نفسها تتعلق برقبته تبكي بنحيب وهيا تهتف ” انت وجعتني كتير كنت بشتاقلك كتير صارلي شهر ما نمتش ”
ضمها بقوة اكثر وقال بأسف ” حقك على قلبي والله العظيم ما تتكرر تاني بعد كدة ايا كان اللي يحصل عمري ما ابعدك عن حضني اسف والله غيرتي عليكي من عشقي ليكي ”
ردت بهمس ” وانا آسفة مش هأعمل هيك تاني ”
اقترب يشبع شوقه وهو يهمس ” هيك تاني سبيلي الموضوع ده انا مش هخلي في صوت تتكلمي اصلا مش تغني ”
***
بعد مرور عام ونصف كان الجميع مجتمع لحضور حفل التوأم واسبوع طفلهم الجديد سيف …
بدا الحفل بسعادة شديدة وبعد قليل أطلت تلك الحورية تتأبط يد زوجها بعد عشرون مشكلة بسبب عشرون فستان حتى اخيرا سمح لها بفستانها الاوف وايت من الدانتيل ببورد زرقاء وحجاب ازرق ممسك بيدها لا يسمح لها بالتحرك بسبب غيرته ..
بدأ اطفاء الشموع لتتفاجا بأحد المدعويين يهمس برجاء ” ممكن تغني يا مدام جنة قبل كدة سمعنا صوتك وكان حلو اوي ”
شعرت بتصلب يد زوجها وتسارع انفاسه لتهمس ” اكيد نطفي الشمع الأول ”
نظرت له نظرة تطمئنه وبعد الانتهاء من اطفاء الشمع وضعت يدها على رأسه وقالت بتعب ” ياسين انا دايخة ”
حملها بلهفة حقيقية وقال ” نروح مستشفى ”
هزت رأسها وقالت ” وديني أوضتي ”
صعد بها السلالم بقلق وضعها على السرير وعندما اراد الاعتدال أمسكت برقبته وقالت بمشاكسة ” تخنقت من الحفلة قولت نيجي انا وانت نحتفل هنا وانا وعدتهم أغني”
نظر لها بمكر ولم يجب استدار يغلق الباب وهيا تغني بصوت خافت ” بحبك يا حبيبي اكمني ” اغنية جنات
همس” نيال اللي يتجوزها فلسطينية يدخل الجنة بدري ”
هزت رأسها وقالت بالنفي ” انا بس جنتك انت جنة الياسين ”
#النهاية
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية.. (رواية جنة الياسين) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.