رواية الإعصار الفصل الواحد والعشرون 21 – بقلم زينب محروس

رواية الإعصار – الفصل الواحد والعشرون

 

رائد عمل أنه مش فاهم و قال : هو ايه اللى ليه ايه اللى حصل ؟

عمر زعق و قال : عملت فيها ايه ؟؟؟

رائد بردو عمل أنه مش فاهم حاجة و قال : انا مش فاهم. تقصد ايه ، هى مين دى اللى عملت فيها ايه ؟؟ بتتكلم عن صفقة مثلاً .

عمر زعق اكتر و قال بعصبية و دموع فى عيونه : مش ناقص استعباط أنجز و عملت ايه فيها .

رائد زعق هو التانى و قال : هى مين اللى عملت فيها ايه ؟ ما توضح كلامك .

عمر بدموع و هدوء : عملت ايه فى عليا يا رائد ؟؟؟

رائد باستغراب : عليا مين ؟
عمر بقلة صبر و صوته اترفع تانى : عليا اللى انت مفكرها ملك ، اللى انت سافرت معاها ألمانيا تبقى عليا مش ملك ،اللى كانت معانا فى كندا تبقى عليا مش ملك ، اللى انت قولت أنها هربت و سابتك انت و فهد تبقى عليا مش ملك ، عليا مش أم فهد، عملت فيها ايه ؟؟؟

رائد اتلغبط فعلا و حس أنه عك فى الموضوع و هيطلع فى حاجة غلط فى الموضوع فقال بعدم فهم : و الله معرف مين عليا اللى بتتكلم عليها، طيب فهمنى .

عمر : ماشى يا رائد هفهمك، انت حاليا فاقد الذاكرة ، و ملك ماتت من أربع سنين اللى هى كانت مراتك و أم ابنك و من بعد دا فهد حالته النفسية بقت زى الزفت و مبقاش يتكلم و لا يتفاعل مع حد و بعد اربع سنين اللى هو من كام شهر عليا ظهرت فى حياتنا و فهد لما شافها بدأ يتكلم و حالته بدأت تتحسن عشان كدا أنا اقترحت منك تتجوزها لحد ما فهد يخف و يبقى كويس و بعدها ابو ملك حاول أنه يقتلك انت و فهد و عشان كدا كان لازم نروح كندا لكن قبل ما نسافر حضرتك عملت حادث و سافرنا و انت تعبان و لما صحيت فى كندا كنت ناسى كل حاجة حصلت فى آخر اربع سنين و الدكتور قال لازم نسيبك تفتكر لوحدك عشان لو احنا حاولنا دا ممكن يأثر على صحتك، و عشان كدا خبينا عليك شخصية عليا الحقيقية و قولنا أنها ملك، دلوقت بقى انا. عايز اعرف انت عملت ايه فى عليا لما كنتوا فى ألمانيا عشان القصة اللى انت قولتها دى انا مش مقتنع بيها .

رائد حس بذهول من اللى بيسمعه، لو دا فعلا صح يبقى هو ظلم عليا جدا و قتلها من غير ذنب ، بس كمان ازاى ممكن يكون فى شبه كدا ، اكيد عمر بيضحك عليه فقال : لاء انت بتألف من عندك عشان توقعنى فى الكلام

عمر مسح دمعة نزلت منه و قال بشك : اوقعك فى الكلام؟؟! انت عملت فيها ايه يا رائد؟؟

رائد : ايه يثبتلى أنها مش فعلا ملك .

عمر اتنرفز و قال بزعيق : إثبات ايه يا رائد اللى بتتكلم عليه؟؟؟ طول عمرك متسرع و أكيد عملت فيها حاجة أنا متأكد .

رائد كان خلاص جاب اخره و قرر يطلع كل اللى جواه و قال بزعيق مماثل لعمر : ايوا عملت، هى فعلا مسبتنيش عشان انا متسابش، عايز تعرف عملت فيها ايه؟؟….. انا قتلتها، انا قتلت ملك .

عمر اتصدم من اللى سمعه متوقعش إن رائد ممكن يعمل حاجة زى كدا أبدا فقال بصدمة: قتلتها؟؟؟!

رائد المرة دى هو اللى دمع و طلع فونه من جيبه و فتح الفيديو و اتكلم من بين دموعه و هو بيعطى الفون لعمر : شوف انا قتلتها ليه، شوف هى عملت فيا ايه، شوف عملت ايه فى امى و حرمتنى منها و من حنانها .

عمر خد الفون و شاف الفيديو بتاع أمينة و ملك و هى بتقتلها بالسم و شافها و هى بتزلها و كانت صدمته أكبر فعلا لأن ملك كانت شخصية مسالمة و طيبة جدا عمره متوقع انها ممكن تعمل كدا أبدا يعنى لو كان متأكد إن رائد عمره ما يعمل كدا بنسبة ١٠٠فى المية فهو متأكد إن ملك مستحيل تعمل كدا بنسبة ٢٠٠فى المئة ، رائد قطع الصمت الراهيب اللى كان فى المكان و قال و هو بيقعد على كرسى المكتب و قال بحزن و دموعه بتنزل : مكنش قدامى حل تانى، لما شوفت امى و هى بتموت كنت بموت، كنت بموت كل يوم و انا شايف إللى قتلت امى عايشة و مبسوطة و بتستمتع بحياتها، امى كانت بتتذلل لها عشان تعطيها المصل لكنها كانت بتضحك باستهزاء عليها و على شكلها و مستمتعة بذلها، كنت عايزنى اعمل ايه و انا شايف الست اللى منحتنى الحياة مراتى و أم ابنى بتسحب منها روحها بدون رحمة و لا شفقة و لا أى ذرة إنسانية، كنت عايزنى اعمل ايه؟؟ كان دمى بيفور كل يوم و انا شايفها عايشة من غير ما تحس بالذنب .

عمر قال بسخرية : كنت عايزك تعمل ايه؟؟ فى حاجة اسمها عدل يا بيه، فيه قانون يجيبلك حقك، مش تجيبه بإيدك و تبقى سفاح، و يا ريتك حتى أخدت حقك من اللى قتلت امك انت قتلت واحدة بريئة ملهاش ذنب، اخدتها بذنب واحدة تانية يا بيه .

رائد مسح دموعه و قال : انت بتتكلم بجد، اللى كانت معايا دى عليا مش ملك.

عمر بتأكيد : هو الكلام دا فيه هزار ؟؟

عمر قال جملته و فتح الشنطة كان فيها دفتر يوميات و محفظة عليا الشخصية، طلعهم و رماهم على المكتب قدام رائد و قال : دا الإثبات اللى عندى طالما مش مصدقنى، شوف أوراقها الشخصية و انت تعرف أنها مش ملك و إنها عليا .

رائد اخد المحفظة و شاف البطاقة، غمض عيونه بندم و متكلمش أما عمر رمى الشنطة من ايده على الكرسى اللى جنبه و قال بهدوء و هو بيحاول يتمالك نفسه : عايز اعرف كل اللى حصل فى ألمانيا و أنا مش موجود .

بدأ رائد يحكيله من أول ما سافروا لحد ما راحوا الغابة السوداء ، و كل ده و عمر بيسمع و مذهول من تفكير رائد الحنين اللى عمره ما يقرب من نملة و بعد ما رائد خلص عمر قال بعدم استيعاب : مش مصدق اللى بسمعه و الله لو حد حكالى ما كنت مصدق ان رائد صديق عمرى يعمل حاجة زى كدا،لاء و كمان الغابة السودا يعنى لو فى أمل إن السم ميضرهاش فكدا كدا هتموت،انا بجد مش عارف قلبك طاوعك ازاى تعمل كدا ، عموما لو صابها حاجة فأنا هنسى كل العشرة اللى بينا يا صديق عمرى يا أخويا

عمر خلص كلامه و خرج من المكتب و ساب رائد قاعد غرقان وسط حزنه. ندمه على اللى عمله، بيتمنى لو فى طريقة يصلح بيها اللى عمله، أو حتى لو يرجع الزمن و حد يمنعه من اللى عمله.

 

فى مشفى المصرى

الباب خبط،و دخل وليد و هو متلهف جداً أنه يشوف ليان و يطمن عليها،اما ليان كانت مستغربة وجوده اه صح هو صاحب المشفى بس متوقعتش أنه يطمن عليهم أو أنه يعرف. اصلا ايه اللى حصل معاهم .

ليان لما هو دخل هى وقفت و قالت : اتفضل يا دكتور وليد .

وليد : فريد قالى على اللى حصل، فقولت اجى اطمن عليكم، انتوا كويسين؟؟

ليان : اه الحمد لله عدت على خير .

وليد : طب الحمد لله، بس هو ايه اللي سبب الحريق ؟؟

ليان: و الله يا دكتور منعرف احنا كنا قاعدين فى مكتب نازلى بتقفل الحسابات عشان نمشى و فجأة شمينا ريحة دخان و لما خرجنا كان المطعم بيتحرق حاولنا اننا نخرج بس الباب كان مقفول ، بس الحمدلله ربنا بعتلنا باشمهندس فريد انقذنا من الحريقة و الدخان اللى كان هيموتنا .

وليد حس بالغيرة عشان بتتكلم على فريد ، لكنه مبينش كدا هو أهم شىء عنده انها بخير و محصلش ليها حاجة فقال و هو بيحط ايده فى جيوب بنطاله : طيب الحمدلله ، كويس أن فريد كان موجود ، انا حبيت اطمن بس عليكم ، انا لازم امشى دلوقت و لو احتاجتوا اى حاجة أنا موجود و مش هتأخر

ليان ابتسمت و قالت : شكرا لحضرتك يا دكتور و شكرا لسؤالك .

 

 

فى ألمانيا

كانوا البنات قاعدين فى النادى بيضحكوا و يهزروا مع بعض ، و هما قاعدين جيه عليهم شاب و بنت بس البنات مكنوش واخدين بالهم و فجأة البنت حطت أيدها على كتف إيلدا و تلقائى إيلدا بصت للبنت اللى واقفة وراها و لكنها ابتسمت بسعادة اول ما شافتها و قفت و سلمت عليها و قالت : يا إلهى، أماليا لقد اشتقت إليك كثيراً

أماليا قالت بسعادة : و أنتِ أيضاً يا صديقتى ، متى عدتِ من الخارج ؟؟

إيلدا : لقد عدت اليوم .

أماليا : منذ أن بدأتِ بالعمل و نحن لا نراكِ
إيلدا : هذا هو العمل يا صديقى يضطرنى كثيراً للسفر .

قبل ما أماليا ترد اتكلم الشاب اللى جنبها و قال : ألن ترحبين بى ؟؟

إيلدا ابتسمت و قالت : و هل أفعل ذلك أيها الشاب ؟؟ أما زلت كما أنت ؟

أماليا ضحكت و قالت : أجل إنه لم يتغير أبداً ، و أنا أحبه هكذا

بعد ما إيلدا سلمت على الشاب ، إيلدا قالت : اعرفكما ، روبين أختى الكبرى و رولا أختى الصغرى .

أماليا استغربت و قالت: ماذا؟؟! إنك لما تخبرينى أبدا بأن لديكِ شقيقتين ، انا فقط كنت اعرف أن لديك شقيقة واحدة و هى رولا .

إيلدا بصت ل روبين اللى حست إنها زعلانة و قالت : لم تأتى فرصة مناسبة لأخبرك بذلك و لكن فى الحقيقة أنا لدى شقيقتين.

أماليا ابتسمت و قالت : حسناً لا بأس .

أماليا و حبيبها قعدوا معاهم شوية و فضلوا يتكلموا لكن روبين كان كلامها قليل جدا، و إيلدا و رولا حسوا بزعلها و بعد ما أماليا و حبيبها مشيوا إيلدا حطت إيدها على ايد روبين و قالت بقلق : ما بكِ عزيزتى .

روبين ابتسمت : لا شىء إيلدا، لا تقلقِ

رولا : لا بل هناك شىء، أخبرينا ما بك يا عزيزتى ، ألسنا إخوتك؟؟

روبين قالت بنفس ابتسامتها: صدقينى رولا ، لا يوجد شىء لذلك لا داعى للقلق .

إيلدا : لا هناك شىء يزعجك، هل بسبب ذاكرتك؟؟

روبين بصتلها و قالت بحزن : أجل ، بسبب ذلك، لا أعرف من أنا و من تكون عائلتى و غير ذلك فأنا عائل على عاتق ايريك .

إيلدا قالت بعتاب : ما هذه الحماقة التى تتفوهين بها روبين، نحن نحبك كثيراً و أنتِ لست بعائل على عاتق أحد، ألا تعلمين مكانتك عند ايريك؟؟ ، ستتعافين بالتأكيد و تتذكرين كل شىء و لكن يجب أن تعلمى أننا عائلتك و لن نتخلى عنك أبداً و أيضاً لو تحدثتِ بتلك الطريقة مرة آخرى سأخبر ايريك و هو يتعامل معك .

دا كان كلام إيلدا أما رولا فوقفت ورا روبين و حضنتها و قالت: أنتِ أجمل ما حدث لنا يا روبين، و كما قالت إيلدا لا تتفوهِ بتلك الكلمات مرةً آخرى سأنزعج منك و أخبر ايريك .

_________________________________________

خرج عمر من فيلا رائد كلها و اتصل و حجز تذكرة لأول طيارة هتروح ألمانيا ، و اتصل بمحمد اللى فى ألمانيا
و اول ما الخط اتفتح عمر قال : محمد مفيش وقت عايزك تروح الجزيرة السوداء فى أقرب وقت و تدور فيها على عليا و انا جايلك فى أول طيارة .

محمد باستغراب : ادور على عليا فى الغابة السودا؟؟ و دى ايه اللى هيوديها هناك

عمر : بغض النظر بس هيا هناك و لازم ندور عليها

محمد : عمر انت عارف انت بتقول ايه الغابة دى اللى بيدخلها من غير احتياطات احتمال ٩٩ فى المية مش هيخرج منها

عمر : محمد انا مش ناقص خد معاك ناس و روح لازم ندور عليها هناك دا لو كانت لسه عايشة .

عمر قفل مع محمد و كمل سواقة و هو بيفكر فى الخبر التانى اللى محمد قالهوله و هو إن عليا تبقى هى بنت عمه اللى كان بيدور عليها ، معقول لما يلاقيها تضيع منه لاء و كمان اللى يضيعها هو اغلى شخص فى حياته، يعنى لو خسرها يبقى خسر كمان رائد مش هى و بس .
افتكر موضوع فهد و إنه لازم يروح المشفى عشان رجله ، فلف و رجع تانى على الفيلا ، و لما دخل لقى فهد قاعد مكانه زى ما سابه بس الفرق أنه بطل عياط، قرب عليه و نزل لمستواه و قبل ما يتكلم فهد حضنه جامد و بدأ يعيط جامد و هو بيقول : عايز امشى من هنا، بابا وحش يا عمو، مشينى من هنا.

عمر بص الدادة اللى قالت بحرج : بصراحة يا ابنى احنا سمعنا كل الكلام اللى دار بينك و بين رائد .

عمر غمض عيونه بأسف لأن فهد مكنش لازم يسمع كل الكلام اللى دار بينهم لأن دا ممكن يأثر عليه أكتر، و بالفعل سمع و الواضح جدا إن حالته هتسوء أكتر ، عمر بعده بالراحة و بص للدادة و قال : ركبيه فى عربيتى و خليكى معاه يا دادة و انا جاى وراكم .

الدادة أخدت فهد و خرجت ، و عمر دخل المكتب عشان يجيب ملف المشفى اللى كان عايزه و لما دخل المكتب كان رائد قاعد و محاوط وشه بكفوفه و كان حزين جدا على الحالة اللى وصلها بغباؤه و لما حس بعمر رفع وشه و قال : كنت عارف إنك………….

منعه عمر يكمل كلامه لما قال: مش راجع عشانك، راجع عشان الملف و إبنك اللى هدمره بإيدك .

_______________________________________

فى فيلا فريد النفيلى

بعد ما وصل ليان و نازلى، رجع البيت و هو تعبان و حاسس إن جسمه متكسر بس دا كله مكنش موجود و هى معاه، و مبسوط جداً، إنها طلبت منه المساعدة و دا معناه أنه الرجل الوحيد اللى بتعتمد عليه فى حياته و دا مؤشر كويس إن ممكن يكون فى أمل إنها تحس بمشاعر تجاهه، لكنه ملحقش يفرح كتير بسبب شعور الغثيان إلى جاله ، دخل الحمام اللى فى اوضته و استفرغ دم .

قعد على الكنبة اللى جنب السرير و اتنهد بحزن و رجع دماغه لورا و غمض عيونه وشرد فى مرضه الحقيقة إن فريد النفيلى هو مريض بتليف الكبد و مع الأسف اكتشفه فى مراحله الأخيرة و الحل الوحيد هو زرع كبد سليم عشان يقدر يعيش ، هو اه صح الأعمار فى يد الله بس كمان لازم يعمل اللى عليه و يحاول عشان يتعالج و ربنا له الأمر فى النهاية ، مكنش عنده اى سبب يعيش عشانه و خصوصاً لما اكتشف أنه مريض و خطيبته سابته و اتخلت عنه لكن دلوقت فى ليان عشان كدا نفسه ربنا يكتبله معاها حياة ، من لما بدأ يحس بمشاعر تجاه ليان وهو بدأ يتمسك فى الحياة عشان كدا بيروح لدكاترة و بيدور على متبرع…لكن كل اللى بيلاقيهم غير مطابقين ليه.

خرج من شروده على رنة الفون ، و مكنش حد غير بنت عمه اللى كانت خطيبته فتح الخط بملل و عمل أنه ميعرفش رقمها و قال: ايوا مين ؟؟

جاله صوتها بتتكلم بحزن مصطنع و بتقول : اى يا بيبى مش عارف رقم حبيبتك

فريد بجدية : لاء معرفش مين حضرتك ، ناسى

ساندى بدلع: نسيتنى بالسرعة دى يا فريد ، انا ساندى خطيبتك .

فريد : اللى كنتى خطيبتى ، و دلوقت لاء و اه ناسيكى هفتكرك بتاع ايه يعنى

ساندى اتغاظت من كلامه بس لازم تنفذ اللى اتفقت مع ابوها و أخوها عليه فمسكت نفسها و كملت بدلع و عتاب مصطنع : على الأقل افتكر بنت عمك لو مش فاكر خطيبتك و حبيبتك

فريد اتخنق منها و من اصطناعها فى الكلام فقال : الخلاصة عايزة ايه؟

ساندى : عايزة اشوفك ممكن نتقابل بالليل ؟؟

فريد : مش فاضى

ساندى : طب بكره ، اى رأيك لو نتغدى سوا؟؟

فريد عارف انها زنانة فمحبش يعطيها فرصة تزن على دماغه فقرر يقفل الخط فى وشها بس قال قبل ما يقفل: و لا نتغدى و لا نتعشى بقولك مش فاضى و يلا سلام .

________________________________________

خرج من الفيلا من غير عربيته و من غير الحراسة ، و فضل ماشى زى التايه و مش عارف هو رايح فين كان كل اللى فى دماغه شكل عليا و هى بتترجاه ، للدرجة دى مفيش فى قلبه رحمة ، يا ريته سمع منها و ادالها فرصة مكنش زمان دا حالهم دلوقت .

بالرغم من زحمة العربيات و صوت أبواق العربيات اللى عاملة دوشة لكنه مش سامع اى حاجة غير صوت عليا و هى بتنده عليه و بتترجاه عشان ينقذها لدرجة إنها كانت هتبوس رجله عشان يرحمها لكنه رفض يسمعها ، ابتسم بحزن من وسط دموعه لما افتكر ابتسامتها البريئة و كلامها معاه و هما فى ألمانيا ، فاق من زحمة أفكاره لما حس حد شده من دراعه .

كان واحد من عمال النظافة كبير فى السن ملامحه هادية، شعره الأبيض و تجاعيد وشه بتبين أنه مر بكتير تجارب فى حياته ، ابتسم لرائد بود و حنان و اخده و قعدوا على مقعد تحت شجرة بعيد عن العربيات و الزحمة و بعدين اتكلم بهدوء و قال : مالك يا ابنى، شايل هم الدنيا فوق كتافك ليه ؟
رائد ابتسم بحزن و قال بشرود : يا ريتنى كنت قد الحمل دا فعلا، انا شيلت الحمل كله على كتاف بنت بريئة كل ذنبها إنها وافقت تساعدنى.

الراجل حس بحزنه و قال و هو بيبص على و لا شىء : حملك مش هيشيله غيرك يا ابنى، انا مش عارف ايه اللى حصل معاك، بس كل حاجة محسوبة بالورقة و القلم ، كل اللى بيحصل معانا و كل اللى بيدخلوا حياتنا ليهم دور و وجودهم معانا دا شىء مكتوب فى قدرنا، مش صدف و لا ذنب حد .

رائد بصله و سكت ، أما الراجل حس أنه مش عايز يتكلم ، فقال : كلنا لما بنغلط ربنا بيعطينا فرصة تانية نصلح غلطنا، لما تجيك الفرصة اتمسك فيها بإيدك و سنانك و أوعى تسيبها غير لما تصلح غلطك و خفف شيلتك.

رائد دموعه نزلت و قال : بتمنى يكونلى فرصة تانية .

الراجل ابتسم و قال و هو بيمسح على ضهر رائد بود : هتيجى يا ابنى بس انت قول يا رب .

رائد مسح دموعه و قال من كل قلبه : يا رب

قبل ما حد يتكلم سمعوا الأذان فالراجل عزم على رائد يصلى معاه جماعة فى المسجد و رائد وافق و راح معاه .

__________________________________________

على الطرف التانى
كانت ليان قاعدة جنب نازلى على طرف السرير بتعطيها العلاج و هى ساكتة و كانت ليان سرحانة و نازلى خدت بالها فقالت بمشاكسة : ايوا بقى يا عم ربنا يسهلوا .

ليان مخدتش بالها فنازلى قالت تانى و هى بتحرك أيدها قدام عنيها: يتهنى بيه .

ليان خدت بالها فقالت : ايه ، بتقولى حاجة؟
نازلى ضحكت و قالت و هى بتغمز: اللى واخد عقلك يتهنى بيه .

ليان تلقائى افتكرت فريد وضحكت ، و نازلى قالت : دى غمزت

ليان بعدم فهم : هى ايه؟
نازلى : الصنارة

ليان : صنارة ايه ؟؟قولى حاجة واضحة عشان مش فاهمة حاجة .
نازلى شاورت على قلبها و رجعت تانى شاورت على عقلها و قالت : ده بدأ يخلى ده يسرح و يفكر، و لا انتى عندك رأى تانى.
ليان فهمت هى قصدها ايه بس عملت مش فاهمة و قالت : بلاش كلام فاضى هو مين اللى يسرح انتى الخنقة هبلتك و لا ايه؟؟

نازلى ضحكت عشان فهمت إنها بتغير الكلام فقالت: دا على أساس إن تبادل النظرات دا كان ليا يعنى و لا ايه

ليان حطت العلاج على الكومود جنب السرير و هى بتقول : تبادل نظرات ايه. و هبل ايه

قالت جملتها و كانت هتقوم بس نازلى مسكت أيدها و قالت : بتكلم على فريد .

ليان قالت بهيام: فريد.
نازلى قلدتها و قالت : اه فريد

ليان خدت بالها من نفسها فرسمت ملامح جدية و قالت : ماله يعنى فريد

نازلى: من غير لف و لا دوران عشان فهماكى مختيش بالك كان بيبصلك ازاى و لا انتى كنتى بتبصيله ازاى من تحت لتحت .

ليان شدت ايدها بالراحة و قالت : ايه من تحت لتحت دى ، لاء طبعا محدش كان بيبص للتانى هو بس كان بيساعدنا امبارح مش اكتر من كدا وهو لو مجاش مكنش زمانا عايشين، كويس أنه لقى المفتاح………

ليان وقفت عند كلمة المفتاح وقررت كلامها تانى و قالت: المفتاح؟؟!!! ازاى لقى المفتاح ؟ معقول الحريقة كانت مقصودة و بفعل فاعل؟؟

نازلى بصتلها باستغراب و قالت: مفتاح ايه؟ انا مش فاهمة حاجة .

_________________________________________

الطيارة هبطت فى مطار ألمانيا ، نزل و هو مقرر إنه مش هيرجع غير و عليا معاه، لازم يلاقيها حتى لو تطلب منه الموضوع أنه يدور فى ألمانيا كلها شبر شبر مش معقول بعد ما لقاها هيضيعها بسبب غباء صاحبه و تسرعه و رغم إن رائد قاله إنه سممها لكنه عنده يقين إنها عايشة مش عارف الشعور دا منين بس هو مقتنع إنه هيلاقيها .

طيارتهم كمان نص ساعة ، السواق الخاص و طبعا عربيات الحراسة وصلوهم لحد بوابة المطار زى ما ايريك طلب منهم، عرضوا على رولا إنها تروح معاهم و تغير جو و هى وافقت بسرعة و خصوصاً أنها كانت حابة تزور مصر بلد الفراعنة .

نزلوا التلاتة من العربية الليموزين و هما على أتم الاستعداد لرحلتهم فى مصر، و خصوصاً روبين الى كان قلبها بيدق جامد و متحمسة لكنها فى نفس الوقت كانت خايفة و متعرفش ليه حاسة كدا بس عشان أخواتها معاها هى كانت مطمنة نوعاً ما.

فى نفس وقت نزولهم من العربيات كان هو نفس توقيت خروج عمر من المطار ، جاله اتصال من محمد ، فتح الخط و اتفق معاه هيتقابلوا فين و رجع تانى عان فونه و كمل طريقه و فجأة خبط فى حد ..

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق