رواية الإعصار – الفصل الثلاثون
ليان أول ما سمعت إن فريد مش جاى تلقائياً الدموع عرفت طريقها، رجعت لورا بصدمة و قالت: معقول مش فارقه معاه؟ انا شكلى فهمت تصرفه غلط، يا ريتنى ما صدقت ساندى و لا وثقت فيها.
نازلى قربت منها و حاولت تهديها: اصبرى بس يا ليان ما يمكن يرجع فى كلامه و يجى.
ليان برفض: هيجى فين و لا امتى و هو بيقول إنه مش جاى اهو، هيكدب على مدام أمانى ليه؟……. مكنش لازم اسمع من ساندى و اعمل كدا، مكنش لازم اجازف بسمعتى و سمعة دكتور وليد و اعمل حاجة زى كدا.
ريتان أدخلت و قالت: ممكن عشان هو و وليد صحاب يكون دا سبب يمنعه يوقف الخطوبة؟ مش ممكن يكون دا تفكيره و مفكر إنك بتحبى وليد و مش عايز يحط نفسه فى موقف محرج، هو أنتى اعترفتى بحبك؟
نازلى ردت بدلاً عنها و قالت: باشمهندس فريد فعلاً ميعرفش حاجة عن مشاعر ليان تجاه، انتى معاكى حق فعلاً ممكن دا يكون سبب.
ريتان باندفاع: انتوا بتهزروا يا جماعة!! يعنى كل التمثيلية دى و هو أصلاً مش عارف إنك بتحبيه؟؟ طب ما من الطبيعى إنه مستحيل يوقف خطوبتك من حد غيره، الخطوة دى ممكن يعملها لو هو عارف إنك بتحبيه و أنتى مثلاً مُجبرة تتجوزى وليد، لكن كإنسان طبيعى و عقلانى مستحيل يمنع جواز واحدة بيحبها من طرف واحد.
ليان عياطها زاد و نازلى عيطت عشانها و مدام أمانى بتحاول تهديهم هما الاتنين و ريتان كانت زعلانة عشانها فخرجت تنادى وليد و تعرفه إن انتظارهم دا ع الفاضى.
الباب خبط و دخلت ريتان و من وراها وليد إللى حس و كأن حد بيجرح فى قلبه بآلة حادة لما شاف دموعها و كسرة قلبها اللى مجربها على إيدها، زفر بألم و بعدين اتحرك لعندها مع احتفاظه بمسافة بينهم و قال: و بعدين؟؟
ليان بصتله بألم و أسف على اللى وصلت ليه و قالت: فريد مش جاى، هيتخلى عنى.
– يعنى أنا ابقى قاعد فى بيتى فى أمان الله و أنتى هنا بتقولى عليا اتخليت عنك، دا اسمه افترى و لا مش افترى؟؟
الكل التفت لفريد اللى واقف على عتبة الباب، كان لابس بدلة رمادى و متأنق كأنه عارف أنه العريس، البنات ابتسموا لما شافوه، و وليد بعد من قدام ليان عشان تشوف اللى واقف ع الباب مبتسم لها بحب و لما هى ابتسمتله ميل دماغه حاجة بسيطة و لعب بحواجبه كحركة مشاكسة و قال و هو بيرفع ايده: جيت اهو.
وليد بص فى ساعته و قال بمرح: الساعة بقت تسعة يا عريس، خمس دقايق تجيب عروستك و تحصلنى عشان المأذون زمانه بيشتم فيا تحت دلوقت.
“بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع بينهما فى خير” نطق بيها المأذون أخيراً ليعلن للجميع إن ليان مصباح الدين بقت زوجة فريد النفيلى قدام القانون و الشرع، اول واحد باركلهم هو وليد إللى ساب فرصة لغيره يبارك، و بعد عنهم فى زاوية لوحده بيتأمل ليان البنت الوحيدة اللى حبها بعد ما سلمها لراجل تانى غيره تكمل معاه حياتها.
اتنهد بوجع و بص للسما و قال: يارب هون على قلبى.
حس بإيد على كتفه، مكنش حد غير ريتان اللى قالت بابتسامة حزينة: أنت شخص جميل و نضيف أوى يا وليد، و إن شاء الله ربنا هيعوضك و يجازيك خير على مساعدتك ليهم رغم قلبك اللى بيتعذب.
وليد مسح دمعة نزلت منه قبل ما حد يلاحظ و قال: دا اللى المفروض يحصل يا ريتا، سعادتها عندى بالدنيا و ما فيها سواء كانت معايا أو مع غيرى.
حفلة الخطوبةو كتب الكتاب انتهت و كل شخص رجع بيته، و وليد وصل نازلى لبيتها، أما ليان و فريد فراحوا لڤيلا النفيلى سوا، طول الطريق محدش فيهم نطق أو اتكلم الاتنين كانوا بيكتفوا باختلاس النظرات لبعض و هما بيحاول يستوعبوا إنهم خلاص اتجوزوا و بقوا لبعض.
دخلوا الڤيلا و هما ماسكين إيد بعض، خرجوا فى الجنينة اللى كانت متزينة بطريقة جميلة، الأشجار متزينة بفروع نور دهبية صغيرة و فى نُص حمام السباحة فيه جهاز صغير مخلى سطح الميه و كأنه انعكاس للنجوم، ليان أول ما شافت المنظر ده سابت ايد فريد و بدأت تلف حوالين حمام السباحة و هى مندهشة من جمال المنظر، رجعت تانى لفريد اللى قابلها و سألته بحماس و سعادة: أنت عرفت منين إن أنا بحب اشوف انعكاس السما على الميه؟؟
فريد بشرح: فاكرة أول مرة جيتى الشركة و نسيتى الشنطة؟
ليان هزت دماغها بتذكر و هو كمل: كنت بدور فى شنطتك على حاجة اقدر من خلالها اوصلك و لقيت دفتر كدا ظريف لطيف فتحته و لقيت فيه بعض أمنياتك……بس كدا.
ليان غيرت نبرة صوتها و قالت بهزار: طلعت خبيث……يا خبيث.
فريد ضحك على نبرتها الطفولية و قال بمشاكسة: أنا اللى خبيث! أنا اللى بعمل خطط و مؤامرات و هجيب رجله يعنى هجيب رجله؟
ليان ضحكت بشدة على اكتشافه لخطتها و قالت: الله ما أنت اللى رد فعلك بطيء، دا احنا لو كنا قعدنا للسنة الجاية مكنتش هتتلحل، و بعدين تعالى هنا لما أنت عارف أنى بجر رجلك بتقول لمدام أمانى مش جاى ليه و تنكد عليَّ فى يوم زى ده؟
فريد بجدية: عشان أنا فعلاً مكنتش جاى، انتى ازاى تخيلتى أنى ممكن امنع واحدة انا بحبها و مش عارف مشاعرها تجاهى و الأغلب كنت معتقد إنها بتحب خطيبها و اروح اعترض جوازها، لاء و كمان خطيبها دا مش أى حد دا شخص فى مقام صديق عزيز على قلبى، انا اه صح من لما عرفت بموضوع خطوبتك و انا مش عارف اتلم على بعضى و قلبى كان بيوجعنى جداً لمجرد فكرة إنك هتبقى مع غيرى، بس رغم كدا عمرى ما كنت هبقى أنانى و اعترض جواز اتنين بيحبوا بعض عشان حب من طرف واحد.
ليان باستفسار: طب و ايه اللى غير رأيك؟
فريد بتذكر: بعد ما قفلت مع مدام أمانى كان دكتور وليد وصل هنا على الباب، حكالى عن اتفاقك معاه و عن تمسكك بيا و حاول يقنعنى انى انفذ الخطوة اللى انتى مستنياها، و هو خرج من هنا على أساس أنى مش هاجى.
ليان بحزن: يعنى حتى بعد ما عرفت إنى بعترفلك بحبى بطريقة غير مباشرة كنت عايز ترفضنى؟
فريد مسك ايدها و قال و عيونه فى عيونها: انا عمرى ما اقدر ارفضك، عمر قلبى من لما شافك قدر يرفضك، انا بس كنت خايف عليكى مش عايز اظلمك معايا،مش عايزك تتعلقى بيا و بعدين اسيبك، انت دلوقت متجوزة واحد ممكن فى أى وقت يم……….
ليان حطت أيدها على بؤه و قالت: متكملش، انت فيك نفس و أنا فيا نفس و كل واحد فينا ليه عُمْر، فبلاش تقدر البلاء قبل وقوعه، و إن شاء الله هتخف و تبقى كويس و هنعيش عمرنا كله سوا، بس انت خلى عندك يقين بالله إنك هتتعالج.
فريد شال ايدها عن بؤه، و بص لإيدها الاتنين فى أيده و قال بحزن و هو بيداعب كفة إيدها بالإبهام: بس يا ليان أنا فى المراحل الأخيرة.
عيونها دمعت و سحبت ايدها منه و حاوطة وشه بين كفوفها و قالت: بلاش تكون متشائم يا حبيبى قولتلك أنت فيك نفس و أنا فيا نفس يعنى ممكن ربنا من ناحية الموت يفتكرنى قبلك، فخلينا نعيش على امل الشفا و إن شاء الله خير.
خلصت كلامها و ابتسمت تزامناً مع نزول دموعها و قالت: اتفقنا.
هز برأسه موافقة على كلامها و مسح دموعها و هو مبتسم و قال: يبقى بلاش دموع.
هزت دماغها هى كمان موافقة، و هو بادر و حضنها جامد و كأنه عايز يدخلها بين ضلوعه، و هى شددت من حضنه و هى بتتمنى من جواها إن ربنا ميحرمهاش من وجوده أبداً.
********
قد ايه صعب لما تقابل حد و تحبه و تتعلق بيه و فجأة تكتشف أن الشخص دا بيحب حد غيرك و طالب مساعدتك عشان يقرب من الطرف التالت و يكون معاه، شعور صعب جداً على أى حد إنه يسلم اللى بيحبه بإيده لحد تانى، و على قد ما دا صعب وليد مقدرش يكتم مشاعره و وجع قلبه أكتر من كدا، دخل اوضته و قفل على نفسه و نزل على ركبه و هو ماسك قلبه و لأول مرة من لما أبوه مات وليد يعيط بالشكل ده، خبط الأرضية بقبضة أيده و هو بيقول بوجع: ليه؟ ليه؟ ليه كل اللى بتعلق بيهم بيسبونى و يمشوا؟ ليه كل اللى بحبهم مش بيحبونى؟ ليه؟ ليه؟
سند على الأرض بإيده و هو بيعيط جامد و دموعه بتزيد كل لما بيفتكر ليان و هى واقفة مع فريد، مكنش حاسس بالوقت و هو بيمر عليه بس كل اللى عارفه إنها فعلاً ليلة صعبة و تقيلة عليه، و من بعد النهاردة لحد ما ربنا يأمر براحة قلبه هيفضل يتعذب بنفس الطريقة المؤلمة.
الصبح طلع عليه و هو نايم على الأرض مكانه، ميعرفش امتى و لا ازاى قدر ينام و هو بيفكر فى اللى حصل، اتعدل و سند بضهره ع باب الأوضة و غمض عيونه بتعب و هو بيفتكر كل مرة قابلها فيها، بعد وقت لا بأس به قام من مكانه و هو بيهمس لنفسه: مبقاش لازم أفكر فيها بعد النهاردة، لازم اعافر و انساها.
ع الطرف التانى فى ڤيلا الشيمى، كانوا قاعدين فى الصالون، صفاء قاعدة على كنبه فى وش الباب و جنبها ريتان اللى متحمسة و مستنية اللى هيحصل بفارغ الصبر، كانت بتنقل نظرها بين الباب و بين رائد اللى قاعد قبالها بيشتغل ع اللاب و جنبه فهد اللى ساند على كتفه و منتظر بملل، رائد قفل اللاب و قال: يا بنتى ما تفهمينا احنا مستنين مين؟
ريتان بصت لصفاء بابتسامتها العريضة و قالت: اصبر بس يا رائد، و الله اللى هيحصل دلوقت هيبقى حدث عمرك.
رائد بص لصفاء اللى ضحكت و قالت: بتقولك اصبر يبقى اصبر مش هتخسر حاجة.
فهد بص لرائد و قال: يا بابا عايز اروح عند ماما.
رائد ابتسم بحب و حضنه و قال: هنروح يا حبيبى بس استنى شوية.
فهد بص لريتان و قال: ما تقولى يا عمتو فى ايه؟
ريتان بفرحة: كل اللى أقدر أقوله دلوقت إن ابوك كان عنده نظر لما قالك تقولى يا عمتو.
رائد بغيظ خفيف: على فكرة بقى لو مقولتيش مين اللى جاى، انا هخليه بعد كدا بقولك يا بت
ريتان و صفاء ضحكوا عليه و قبل ما حد فيهم يتكلم سمعوا صوت خالد اللى دخل و قال بمرح: اتمنى ميكونش فاتنى حاجة.
ريتان: لاء لسه هو مجاش.
خالد بحماس: طب الحمدلله، كويس جيت بدرى.
رائد بصلهم التلاتة بضيق و قال: على فكرة همشى و مش هستنى.
اتحرك عشان يخرج من الصالون بس قابلته هدى إللى قالت: سيد رائد أنت برا عايز نفسك.
ريتان و صفاء ضحكوا جامد على جملتها، بينما رائد بصلهم و قال: هو يوم باين من أوله اضحكوا اضحكوا.
رجع بص لهدى و قال بنفاذ صبر: وضحى كلامك يا مدام هدى أنتى كمان.
هدى بحيرة: و الله فى واحد برا نسخة منك بيقول اسمه وليد المصرى و عايز يقابل حضرتك.
رائد خرج و كلهم خرجوا وراه، كان وليد واقف و ضهره للباب، رائد من وراه: اتفضل يا أستاذ وليد.
على التصوير البطيء وليد لفله و هو بيبتسم، فهد هو الوحيد اللى استغرب الشبه اللى بينهم لأنه أول مرة يشوف وليد فشد ايد ريتان و قال: هو فى اتنين بابا؟
ريتان راحت وقفت جنب وليد و حطت إيدها على كتفه و قالت: فى اتنين اه، بس واحد بابا و واحد عمو………و فى عمتو.
قالت جملتها الأخيرة و هى بتشاور على نفسها، رائد بصلها و قال بعدم فهم: تقصدى ايه.
خالد اتدخل و قال: تقصد إن اللى هى معطلاك من ساعتها عن شغلك عشان تقابله يبقى اخوك……توأمك….دكتور وليد المصرى.
رائد سكت شوية بينقل نظره بين الجميع بيحاول يستوعب و أخيراً نطق و سأل ريتان: اعتقد ان اسم اخوكى وليد المصرى، يبقى اخوكى؟
ريتان بابتسامة: يبقى اخويا و أخوك……و انا اختكم.
رائد بص لصفاء اللى عيونها مدمعة و هزت براسها تأكيد على كلامهم، ف رائد قال: هو دا بجد! مش معنى إن إحنا شبه بعض نبقى اخوات، يخلق من الشبه اربعين.
وليد نطق أخيراً و قال: فعلاً يخلق من الشبه أربعين، و الأربعين يحصل إن مش ليهم نفس الأب، لكن ما يحصلش إن الاربعين ليهم نفس الأم، ميحصلش إن الاربعين تاريخ ميلادهم 1990/1/15، ميحصلش إن الاربعين زمرة دمهم AB سالب.
وليد نهى كلامه و هو بيعطى رائد ظرف طبى أبيض، و صورة بتجمعهم مع أمينة و هما أطفال، رائد أخدها منه بتردد و أول ما شاف الصورة دموعه نزلت، مش عارف عشان أمه إللى ماتت و لا عشان لقى اخواته.
صفاء قربت و قالت: رائد يا حبيبى، طبعاً إنت عارف إن وائل الله يرحمه مش أبوك بالدم، و بالتالى أمينة كانت متجوزة قبله من محمود المصرى، يعنى فعلاً هما اخوتك و وليد توأمك.
وليد ابتسم بحب و قال: عايز أدلة اكتر من كدا؟
رائد خطى خطوة تجاه وليد و هو بيفتكر لما كان صغير و دايماً يقول لأمينة أنه عايز اخ و كانت تقوله “بكره ربنا هيبعتلك اخ يكون ليك سند بس أنت اصبر” أخيراً فهم جملتها اللى كانت بتقولها علطول، كانت كل خطوة تجاه وليد نفس الكلام بيتردد فى دماغه، وقف قدامه مباشرةً و الاتنين بيعيطوا، رائد ابتسم و قال من بين دموعه: يا أهلاً بالسند.
أنهى كلامه و ضم وليد بين دِراعاته فى عناق أخوى أمينة عاشت و ماتت بتتمنى تشوفه و يكونوا ولادها مجتمعين سوا، بعد عناق طويل بين الأخين، رائد فتح دراعه و شاور ل ريتان اللى مسحت دموعها و انضمت ليهم، حضنوها إخواتها الاتنين و وليد قال: يا ريت لو ماما كانت هنا.
رائد بتمنى: يا ريتها كانت موجودة.
صفاء مسحت دموعها و قالت بمرح و هى بتصفق بإيدها: لاء يا أخويا أنت و هو انا مبحبش الحزن، هنقلبها دراما و دموع و بتاع هسيب الڤيلا و امشى……اه عشان تبقوا عارفين.
التلاتة بعدوا عن بعض و ريتان مسحت دموع وليد و رائد اللى باس دماغها، خالد اتدخل هو كمان عشان يخفف الجو المشحون: جرا ايه يا صفصف فى فطار و لا عملتوها من غيرى؟
صفاء ضحكت و قالت: الفطار جاهز و الله بس البت ريتان عطلتنا عنه، بس اهو يلا طلع حدث العمر فعلاً زى ما هى قالت و مطلعش انتظارنا ع الفاضى، و الله يا بت يا رورو تستاهلى حضن على المفاجأة الجميلة دى، تعالى.
ريتان حضنتها و هى بتضحك و بتقول: أحلى حضن لأحلى طنط صفاء.
فهد قال بتذمر طفولى: كله حضن بعضه و محدش حضنى، ودونى عند ماما.
وليد انتبهله و نزل لمستواه و هو بيسأل رائد: ابنك؟؟
رائد هز بدماغه، ف وليد رحب بفهد بحضن أبوى دافى و قال: عمك يحضنك يا جميل.
خالد شوح بإيده و هو داخل و قال: خليكوا انتوا احضنوا فى بعض و الله لداخل واكل و مش هستنى حد.
دخلوا كلهم وراه و فطروا سوا فى جو أسرى كان جديد على وليد بس كان مبسوط بيهم معاه و حواليه.
*********
راحوا المستشفى بعد ما فطروا، صفاء ركبت مع خالد و فهد مع أبوه و ريتان مع وليد، دخلوا كلهم مع بعض من باب المشفى و الأخين جنب بعض و كل واحد فيهم مقرر يخصص وقت من يومه لأخوه يتعرفوا على بعض و يقربوا من بعض أكتر، اتجهوا لأوضة عليا، رائد خبط قبل ما يدخل عشان لو خالعة الحجاب تلبسه، فتح الباب و دخل و هو فرحان و متحمس عشان يعرفها على اخواته، بس مع الأسف فرحته مكملتش أو نقدر نقول اتكسرت لما لاقى الأوضة فاضية، ساب مقبض الباب اللى اتفتح على وسعه بطريقة خلت الكل يكشف محتوى الأوضة، لف و بصلهم بصدمة و بصوت متقطع: عليا مش هنا.
ريتان باستغراب: ممكن تكون بتتمشى شوية و لا حاجة، ممكن زهقت من الأوضة.
رائد هز راسه برفض و متكلمش، فى حين وليد لمح دكتور زميل مسؤول عن حالة عليا كان معدى فنده عليه و راحله وقف يتكلم معاه شوية و بعدين رجعلهم، ريتان سألته بسرعة: قالك ايه؟
وليد بجدية: بيقول إنه كتب لعليا على خروج من حوالى ساعتين، و دكتور عمر هو اللى أصر إنها تخرج النهاردة و اخدها معاه.
رائد بعتاب و هو بيضرب برواز الباب: انا غبى كان لازم اعمل حساب لحاجة زى كدا، اكيد هو دا الحل التانى إللى قال عليه، نفذ اللى فى دماغه و بعدها عنى.
خالد بدفاع عن عمر: يبعدها عنك ليه؟ أكيد مش قصده يعمل حاجة زى كدا؟ لو عايز يعمل حاجة زى كدا كان ساب سمير نفذ خطته اول امبارح.
رائد بانتباه: و أنت عرفت منين إن سمير كان عنده خطة؟
خالد بانتباه: عشان أنا اللى منعته يفكرها باللى حصل، بطلب من عمر اللى اكتشف حقيقة سمير.
رائد قطب ما بين حواجبه باستغراب فى محاولة لفهم كلام خالد، و قبل ما حد ينطق سمعوا صوت إيلدا اللى بتجرى ناحيتهم و هى بتنادى رائد.
انتبهوا ليها كلهم، و هى وقفت قدامهم و قالت بصوت متقطع بسبب أنفاسها السريعة: لقد……أخذ عمر عليا معه،ذهبوا إلى الإسكندرية.
رائد باستفسار: و هل وافقت عليا على الذهاب معه؟
إيلدا بحزن: أجل، حينما حاولت منعها قالت بأنها قد علمت بالحقيقة و بحادث الغابة السوداء.
الخبر نزل على رائد كالصاعقة، مقدرش ينطق أو يقول حاجة و كأنه اتخرس و حركته اتشلت.
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.