Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل التاسع 9 - بقلم دعاء سعيد

 رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل التاسع 9 - بقلم دعاء سعيد 

الفتاة_التى_فى_المرآة٩

التاسع......


وماان رأت أميرة والدها يجلس ع أريكته ويطالع أحد كتبه ....

حتى اندفعت نحو تحتضنه من كتفه وتقبل رأسه من الخلف وهى تقول.......

(((وحشتنى اوى يابابا....أنا فعلا كان نفسى اشوفك تانى واعتذر لك عن تقصيرى معاكى .....)))

وفجأة شعرت بيديه تربت ع إحدى يديها بلطف ويمسك بها لينزلها من فوق كتفه بهدوء و يستدير لينظر اليها ، فاذا به محسن وليس والدها ...فانتفضت مبتعدة عنه وقد احمر وجهها خجلا ، واسرعت لتتوضأ وتصلى الفجر  دون أن تنطق بأى كلمة ، وبعدما فرغت من صلاتها ، جلست تدعو وتناجى ربها أن يرشدها لما فيه خيرها وتدعو لوالديها بالرحمة ولأولادها بهدوء النفس ....

ثم سمعت طرقات ع باب حجرتها وإذا بصوت محسن يخاطبها ...

(((أميرة تسمحيلى ادخل ...؟؟!!!)))

فقامت من مكانها وفتحت له وهى مازالت تشعر بالخجل مما حدث منها قبيل صلاتها.....

وبالفعل دخل غرفتها ليتحدث معها ، وكانت عينيه تدور فى المكان وكأنه يريد أن يتعرف ع محتويات غرفتها التى طالما أثارت فضوله منذ أن كانت صغيرة فى بيت أبيها ويسمع عنها من والدها وعن طموحها واجتهادها واهتمامها بالقراءة والاطلاع ....

تلك الفتاة التى تصغره بعدة سنوات والتى طالما أراد أن ينشأ بينهما حديثا وديا منذ أن وقعت عينيه عليها اول مرة وهى تمسك بيد امها وتبتسم له ابتسامة رقيقة ممزوجة بالثقة بالنفس..

 وتلمع عينيها لمعة تعبر عن امتلاء عقلها بأفكار سابقة لسنها. وقلبها بمشاعر جياشة صادقة لكل من حولها ......

وبينما هو ينظر فى أرجاء حجرتها وقد سرح بعقله متذكرا 

ذكريات مرت عليها عشرات السنوات.........

ثم انتبه لصوت أميرة وهى تحدثه .......

(((أنا آسفة ع اللى حصل من شوية ....

مش عارفة ليه تخيلت للحظة انك بابا.......وإن..)))

وقبل أن تكمل كلامها قاطعها باعتذاره هو أيضا ....

(((أنا اللى باعتذر انى لبست روب الاستاذ محمود والدك .....

أصل الجو كان برد لما صحيت أصلى الفجر ومكنتش عامل حسابى فى هدوم تقيلة ...وشقتى متبهدلة مكنتش هاعرف أجيب منها حاجة والصراحة شفت الكتاب ده فى الاوضة بعد ماخلصت الصلاة شدنى عنوانه  'وعادت الأيام' ....)))

فردت عليه وهى مبتسمة ....

(((تعرف انك كنت تشبهه اوى ...أنا حسيت انى شايفة بابا ...

نفس قعدته وهو بيقرا بعد صلاة الفجر وبعدها بيحضر الفطار ويصحينا أنا وماما....)))

فرد عليها وهو مبتسم .......

(((فكرتينى ...أنا حضرت الفطار يلا بينا قبل ما يبرد.........)))

وأمسك بيدها وجذ*بها برفق ....فخرجت معه من غرفتها لتناول الطعام وبداخلها شعور لم تشعره منذ سنوات .....

لم تكن تستطيع تحديد هذا الشعور ....

*هل هو شعور بسعادة من يعاد به الزمان ام انه شعور بالأمان افتقدته مع الايام .....؟؟!!!*

جلست أميرة مع محسن يتناولان الطعام ويتحدثان بانسجام عن ذكريات الطفولة والشباب ...فاستطرد محسن فى الكلام متحدثا عن والدها الاستاذ محمود الذى كان يحبه كثيرا فأخذ يحدثها عن والدها.......

((( أنا فقدت والدى وانا عمرى خمستاشر سنة ، وكنت فى بداية المرحلة الثانوية ، وقتها حسيت بالضياع  وان الحياة وقفت بيا وانى مش هقدر اكمل وخصوصا انى كنت مرتبط بيه ،ولولا وجود الاستاذ محمود فى حياتى ؛ هو اللى عوضنى عن غياب والدى فى كل حاجة .....

كان بيساعدنى فى دراستى وبيوجهنى فى اى مشكلة تقابلنى وكنت بحسه دايما جنبى لو احتجت له فى اى وقت ..أنا عارف انك كنتى صغيرة وقتها و ممكن متفتكريش الكلام ده اوى ، بس حقيقى والدك كان شخص عظيم بكل المقاييس 'الله يرحمه ')))

لم يكن يعلم محسن أن أميرة كانت ع دراية بعلاقته بوالدها الذى كان يحكى لها ولأمها عن هذه العلاقة وكيف أنه كان يراه بمثابة ابنا له إلا إنها بالطبع كانت قد تناست كل هذا مع الايام.......

 ،ومع انشغالها بحياتها مع زوجها  رأفت واولادها ....

ولم يكن محسن يدرك أن أميرة قد صدقته فى امر شرائه الشقة ليس لأنه يملك عقدا لها ، ولكن لمعرفتها الجيدة به من كلام والدها عنه وعن أخلاقه....

وبعدما انهى محسن حديثه عن والدها .....أراد الاطمئنان عليها فسألها عن علاقتها بابنائها ولماذا لم تترك ابنتها تبات معها ....؟؟؟!!!

فأجابته أميرة والحزن بدأ يتسلل إلى عينيها بعدما كانت تبتسم  عند استماعها لكلامه عن والدها ....

(((للأسف أنا حاولت اربى اولادى زى مااتربيت فى بيت اهلى ، بس ماخدتش بالى إن والدى ووالدتى كانوا شركاء فى كل حاجة وأهمها تربيتى ، لكن إهمال  رأفت لتربية الولاد وقسوته معاهم فى بعض الأحيان ومحاولاتى تعويض غيابه المعنوى رغم تواجده الجسدى

 وتعويض قسوته بحنية زايده ... قلب موازين التربية ...

ولادى شافونى ضعيفة مستكينة ماملكش أى قرار فى حياتى ولا فى حياتهم ، وشافوا أن وجودى مضمون ومتاح وحنيتى مستمرة معاهم مهما عملوا  معايا ...فقرروا يوفروا مجهودهم النفسى والبدنى لمحاولة إرضاء باباهم والاستفادة من اى حاجة منه لانه مكتش متاح طول الوقت ولا مضمون بالنسبة لهم .....

المشكلة أنهم قدروا رغم صغر سنهم يفهموا ابوهم اكتر منى .. 

يمكن لانى كنت مصممة اعيش فى نفس الإطار اللى اتربيت فيه رغم اختلاف كل شئ بين حياتى مع أهلى وحياتى مع رأفت .....)))

رد عليها محسن معاتبا برفق.....

(((كان لازم بنت الاستاذ محمود تكون عارفة إن قوة الأم  أدام أولادها وتواجدها بجانب الاب مش وراه هو ده اللى بيظبط 

موازيين التربية ......

أنا لولا ان والدتى كانت قوية ومستقلة ....

ماكانتش هتقدر تربينى لوحدها بعد وفاة والدى .....

للاسف فى رجالة كتير وخصوصا اللى زى رأفت بيخافوا من دعمهم لزوجاتهم ، وبالعكس بيضعفوهم ويهدوهم  علشان يبقى عندهم الحرية فى كل شئ وهم ضامنين وجود الزوجة مهما عملوا فيها ....

ومش مدركين أن تربية الأولاد قوامها قوة الاب الممزوجة بعطفه وحنية الأم المدعومة بقوة شخصيتها علشان تكون مؤثرة فى اولادها....)))

كانت أميرة تنظر إليه وكأنها ترى والدها وهو يتحدث إليها ..،

ولكن تسلل إليها شعور غريب أثناء حديثه عن رأفت .....

شعرت وكأنه يعرفه جيدا وليس مجرد شخص بعيد يتحدث عنه ...

مرت الايام  ومحسن وأميرة منشغلان فى الاعداد لمكتب المحاماة....وأميرة لا تتلقى اى اتصالات من أبنائها الثلاثة...وهى لم تحاول التواصل معهم رغم اشتياقها لهم حتى لا تساعدهم فى التمادى فى أخطائهم.....

كان محسن وأميرة يعملان طوال النهار معا فى إعداد المكتب ويتشاركان الوجبات وتجمعهم الصلوات فى بعض الأحيان وفى المساء يبات كل منهما فى غرفته فى شقة أميرة ........

أما فتاة المرآة فلم تعد تظهر لأميرة بعد ما دار بينهما ليلة مجئ سماح ابنتها لتبات معها ...

وع الرغم من افتقاد أميرة لميرا إلا أن وجود محسن بجانبها 

عوضها كثيرا عن غيابها......

وبعد تمام الاعدادات للمكتب جاء يوم الافتتاح ....

وكان محسن قد دعا بعض الجيران والأصدقاء ع حفل كان قد أعد له سابقا هو وأميرة بمناسبة الافتتاح فى شقة محسن و مقر المكتب الجديد......

ومع اقتراب موعد الحفل دخلت أميرة تعد نفسها فى غرفتها ودخل محسن للاستعداد فى غرفة والديها التى كان ينام بها منذ أن انتقل للعيش معها فى شقتها...

وفجأة سمعت أميرة ومحسن طرقات ع الباب ....

فخرج كل منها لمعرفة الطارق وإذا بمحسن يفتح الباب ولم يكن اتم ارتداء ملابسه ظانا أن الطارق هو عامل التوصيل الذى احضر مستلزمات الحفل ، بينما وقفت أميرة ع باب غرفتها لترى القادم ...

فإذا بابنائها 'سامح وسماح وسميح ' يقفون أمام باب الشقة بعدما فتحه محسن وينظرون إليهما باستغراب  ..................................


انتظروا الجزء العاشر 

 والأخييير 

باذن الله 

  بقلم 

،،،،د.دعاء سعيد


• تابع الفصل التالى " رواية الفتاة التى فى المرآة  " اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات