Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل السابع 7 - بقلم دعاء سعيد

 رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل السابع 7 - بقلم دعاء سعيد 

الفتاة_التى_فى_المرآة٧

السابع.....


وما إن سمع محسن موافقة أميرة ع عرض الزواج منه ...حتى لمعت عينيه  وزادت ابتسامته اتساعاا ...وفجأة سقطت صينية الطعام من يديه وهو ينظر إليها ...فقال وقد بدا  الارتباك عليه

(((أنا آسف جدا ...بس المفاجأة لغبطتنى خالص ...)))

ثم تدارك نفسه وأخذ يلم الطعام الذى تناثر امام باب الشقة وبدأ يتحدث وهو يجمعه....

(((تمام .. كويس جدا 

تحبى نتمم الأمر امتى باذن الله........؟؟؟!!!)))

أجابت أميرة ...

(((الموعد اللى يناسبك أنا تمام .....

الموضوع كده كده زواج ع ورق بس ...ولا إيه ؟؟؟!!)))

أجابها محسن وهو يهز رأسه بالموافقة بعدما انتهى من جمع الطعام ...

(((طبعا يا استاذة أميرة....زى ما اتفقنا بالظبط...

وع فكرة أنا لسة قدامى شوية ع ما ابتدى اوضب شقتى ...

ومش هاجى ابات هنا الا لما ابدأ التوضيب باذن الله..

بس تبقى تسمحيلى اجى اشاركك معاكى وجبات اليوم هنا بدل ما كل واحد فينا يأكل لوحده .، ومتقلقيش أنا اللى هطبخ...)))

ردت أميرة بهدوء ...

(((مفيش مانع اطلاقا ...

بس موضوع الطبيخ ده خليه مناصفة بينا ..

انت يوم وانا يوم ....)))

اومأ برأسه بالموافقة ثم تابع حديثه...

(((لو يناسبك النهارده لعقد القران ...يبقى تمام ..))

فهزت رأسها بالموافقة ...

(((تمام جدا ....)))

رد عليها 

((يبقى اتفقنا هاعدى عليكى النهارده العصر  باذن الله 

..واسمحيلى بعد اتمام أوراق الزواج ..اعزمك ع العشا فى مكان ظريف هيعجبك ...)))

صمتت أميرة برهة قبل أن تجيبه بالموافقة وسرحت بخيالها متعجبة من أمرها  ..كيف يكون كل هذا اللطف من شخص يعد غريب عنها ولم تلتقيه منذ عشرين عاما بينما اقرب من لها تركوها دون السؤال عنها ....هل هناك سر تجهله !!! ام انها رحمة من السماء منزلة .....

وسرعان ما تداركت نفسها وأجابت محسن وابتسامة رقيقة تعلو وجهها ....

(((تمام وانا موافقة ......)))

استأذن محسن فى الانصراف ... بينما دخلت أميرة التى بدأت تشعر بشعور تجهل ماهيته ؛ فدقات قلبها متسارعة وتشعر بأن روحها خفيفة وان جسدها معافى من اى إرهاق أو تعب كانت تشعر به الفترة السابقة ....

ثم جلست فى شرفة منزلها التى امتلأت بنور الصباح  مما جعل شعورا بالارتياح يتسلل إلى قلبها الذى بدأ يهدأ قليلا ..وأخذت تتأمل المارة وكأنها تستعيد ذكريات الماضى عندما كانت تجلس هنا مع والديها للاستمتاع بالهواء وتناول الطعام معهمزفى أيام العطلات ...

وعند اذان الظهر ...وبعد أن أتمت الصلاة ،ختمتها بالدعاء بالخير والتوفيق فى كل ماهو آت ...

ثم دخلت غرفتها لتستريح قليلا  وعينيها ع المرآة وتتمنى بداخلها أن تظهر لها الفتاة لتتحدث معها وتحكى لها ما تشعر به رغم علمها أنها لن تظهر قبل انتصفاف الليل مع دقات الساعة كالمعتاد ....

فجلست  أمام المرآة تنظر لوجهها ..إلا أنها شعرت بتغير فى شكلها عن الفترة السابقة ..فهى ترى أنها اليوم تبدو النضارة عليها بعدما كاد العجز يسيطر ع ملامحها  منذ مجيئها إلى هنا .......

اخذت تتأمل فى ملامحها وتتذكر ملامح ميرا وتذكرت الحلم الذى رأته عندما نظرت لنفسها فى المرآة وجدت نفسها ميرا وهى فى مثل سنها ...فأسرعت تبحث عن البومات صورها القديمة لترى نفسها وهى فى مثل سن فتاة المرآة إلا أنها وليس كما توقعت فملامحها تختلف عن ملامح ميرا ولكنها رأت بريق فى عينيها وهى صغيرة يشبه نفس البريق الذى تراه فى عيون ميرا ....

ولكن أين اختفى هذا البريق ومتى اختفى من عينيها ...؟؟؟

فهى تشعر أنها لم تراه فى عينيها منذ أعوام ...فقد اختفى وحل مكانه ابتسامة زائفة لسعادة وهمية عاشت بها أعوام فى بيت رأفت ...

وفى تمام الساعة الرابعة والنصف  عصرا ....حضر إليها محسن ليصطحبها إلى المأذون لعقد القران ...فما أن وقعت عليها عينيه حتى ابتسم لها ابتسامة تظهر إعجابه بمظهرها فاطرى عليها بالكلام قائلا ...

((( عرفتى بقى أنا ليه كنت مصمم اناديكى آنسة أميرة ...بيتهيالى النهارده اتاكدتى انى كان معايا حق ....)))

فقد كانت ترتدى تييرا ابيضا اعتادت ترتديه فى المناسبات وكان شعرها منسدل وراء أذنيها .....

أما محسن فقد ارتدى بدلة سوداء أنيقة أظهرت شياكته ووسامته

والشعر الابيض يضفى عليه رزانة ...

ابتسمت أميرة خجلا بعدما احمر وجهها وشعرت وكأنها عادت بالزمن فى مشاعرها وكأنها رجعت للعشرينات من عمرها ....

فردت عليه كلماته...

(((انت كمان مظهرك شيك اوى ....)))

جلست أميرة مع محسن أمام المأذون لاتمام الزواج وهى لاتصدق ما يحدث فمنذ عدة أيام كانت تنام فى سريرها تنتظر أن تنتهى حياتها فإذا بها تبدأ حياتها من جديد وكأنها ذهبت وحل مكانها شخص اخر....

بعد اتمام الزواج ذهبت أميرة مع محسن لتناول العشاء ..

فابتسم لها وبدأ حديثه ....

(((اعتقد كده مشكلة الشقة اتحلت ...)))

ثم أخرج العقد الابتدائي من جيب بدلته وأعطاه لأميرة قائلا...

(((كده الاثبات الوحيد انى اشتريت الشقة معاكى ....

يعنى كده الشقة رجعت لك ..اعتبريها مهرك.....)))

ردت أميرة يده الممدودة بالعقد قائلا ...

(((أنا آسفة ..مقدرش اقبل مهر ع زواج صورى ...

الشقة هتفضل بتاعتك وانا هقعد فيها طول ما انا ع اسمك لو حصل بينا انفصال فى اى وقت هسيبهالك ..لأنها حقك ...)))

كانت تتحدث معه وفى ذاكرتها الحلم الذى رأته به يعطيها مفتاح الشقة وتسآلت فى نفسها  هل هذا هو تفسير الحلم أم أن هناك تفسير آخر ....

رفض أميرة لامتلاك الشقة لم يكن فقط لأن الزواج صورى ولكن أيضا لادراكها أنها مازالت ام لثلاث أبناء لاتعلم ماذا سيفعلون عند معرفتهم بأمر زواجها من محسن..فخشيت أن تظلم محسن لو قبلت عرضه ...

ابتسم محسن لها متداركا كلامها....

ثم ادخل العقد فى جيبه مرة أخرى وتحدث إليها ...

((طيب سيبك من العقد ...ايه رايك تشتغلى معايا فى المكتب ...؟؟؟!!!)))

لمعت عينى أميرة متساءلة ...

(((اشتغل معاك ايه ...؟؟؟!!

انت محامى وانا خريجة آداب علم نفس ...؟؟!!!)))

أجابها محسن بثقة المتمكن فى عمله ...

((( احنا فى شغلنا ع بعض القضايا بنحتاح كتير محلل نفسى علشان نقدر نحلل شخصية المتهم علشان نقدر نبحث فى أدلة ممكن تساعدنا فى براءته  وده بيحقق معدلات افضل فى البراءة أو ع الأقل تخفيف الحكم ....

ساعات الإنسان مش بيبقى فاهم نفسه أو حتى عارف يعبر عن اللى جواه......)))

كلمات محسن لأميرة كانت بمثابة بعث الامل فى روح انطفأت من سنوات ....وبالطبع قبلت عرضه والسعادة تبدو ع وجهها 

ثم سألته أميرة والفضول يبدو عليها ...

(((ممكن اسالك سؤال شخصى ....)))

أجابها محسن بسلاسة ...

(((اتفضلى طبعا .....)))

ردت أميرة ....

(((انت فعلا مسبقش ليك الزواج زى ما كتبنا فى العقد ...؟؟!!!)))

رد محسن بهدوء ...

(((أيوة طبعا ....وانا هكدب ليه ..؟؟!!)))

فأكملت أميرة حديثها ....

(((اضايقك لو سألتك عن السبب....؟؟؟!!!)))

رد عليها بنفس ابتسامته الهادئة ....

(((اطلاقا ....

أنا متجوزتش لانى حبيت مرة واحدة فى حياتى ...

بس للاسف مكنش ليا نصيب ارتبط باللى حبيتها ....

حاولت كتير انساها واحب غيرها لكن اللى حبيتها كان فيها صفات صعب القيها فى اى واحدة تانية ....)))

كان محسن يوجه كلماته لأميرة وهو يثبت عينيه ع عينيها مما اشعرها وكأنه يتحدث عنها ...ولكنها لم تستسلم لهذا الشعور الذى تخشاه وتخشى عواقبه ..فهى مازالت سجينة تضحياتها من أجل أسرتها ...فاشاحت بنظرها عنه وحاولت ان تغير محور الكلام هاربة من شعور بدأ يتسلل إلى قلبها....

بدأت أميرة مع محسن الاعداد للمكتب الجديد وفى نفس الوقت كانا يتشاركان الطعام و جلسات الحديث  يوميا ..

وقد أعلنا خبر زواجهما للجيران ...

وكانت أميرة كل ليلة تجلس لتتحدث مع ميرا وتحكى لها عن مشاعرها ومشكلاتها ...وتستمع لنصائحها 

وبعد عدة أسابيع من الاعدادات وفى تمام العاشرة مساءا ...

سمعت أميرة طرقات ع الباب ،وعندما فتحت باب شقتها ..

وجدت محسن أمامها يستأذنها فى الدخول  والمبيت معها فى الشقة متعللا ...

(((أميرة ...معلش باعتذر انى جت لك دلوقتى ...

أنا عارف انك يتنامى بدرى...

بس للاسف الشقة بتاعتى بسبب التوضيبات مفيهاش ميه ....

تسمحيلى ابات معاكى اليومين دول ...)))

ردت أميرة دون تردد ...

(((طبعا ..مفيش مشكلة دى شقتك ..)))

دخل محسن إلى الشقة ...فاصطحبته أميرة لينام بغرفة والديها لأنها تنام بالغرفة الأخرى...ثم تركته وذهبت لتستريح بغرفتها ...

واستلقت ع السرير تفكر فى الوضع الجديد وهو مبيت محسن معها وعينيها ع الساعة تنتظر دقات منتصف الليل لتتحدث فى هذا الأمر مع ميرا ......

وبينما هى ع سريرها غلبها النعاس ....

فنامت قليلا ثم استيقظت  ع طرقات قوية ع باب الشقة ..

فنهضت مفزوعة وفتحت باب غرفتها ، فوجدت محسن قد خرج أيضا من غرفته ليفتح الباب .. فأشارت له بالانتظار ثم اقتربت من باب الشقة وبصوت عال حدثت الطارق ....

(((مين ع الباب ...؟؟!!)))

فسمعت صوت ابنتها سماح من خلف الباب  ...

(((أنا سماح يا ماما ....

افتحيلى أنا جاية ابات عندك الليلة دى.............................


انتظروا الجزء الثامن 

 باذن الله 

 بقلم 

،،،،د.دعاء سعيد


• تابع الفصل التالى " رواية الفتاة التى فى المرآة  " اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات