رواية الاشقر الفصل السادس 6 – بقلم منة الله الجزار

 رواية الاشقر الفصل السادس 6 – بقلم منة الله الجزار 

الفصل السادس﴾

في مصر، وتحديدًا في مدينة “حلايب” الواقعة على الحدود بين مصر والسودان، كانت تجري عملية تسليم لأطفالٍ صغار. جرت العملية في منطقة جبلية يصعب الوصول إليها بسهولة. 

كانت الشرطة تراقب المكان من بعيد، استعدادًا للهجوم، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ تبيّن أن هذه العملية لم تكن سوى كمين نُصِب للشرطة للإيقاع بهم. 

تم القبض على أفراد الشرطة وأُسروا على يد تلك العصابة، ثم اقتيدوا إلى مكانٍ يضم كميات كبيرة من مواد الاشتعال والبنزين، وكانت الرائحة قوية جدًّا لدرجة أن أحدًا لم يكن يستطيع تحمُّلها. 

جاء “العقرب” إليهم وهو يبتسم ابتسامة مستفزّة وماكرة، ثم أردف موجّهًا حديثه إلى رئيس الشرطة: 

– إنت مفكر إن الراجل إللي إنت مجنده ودسه في وسط رجالتي، مش هعرف إنه تبعك يا باشا؟  وإللي إنت متعرفوش إنه من رجالتي أصلا من الأول خالص…. وهو إللي كان بينقل ليكم إللي أنا عايز  تعرفوه وبس!  شوفت مين فينا بقى الذكي يا باشا .. 

علت ضحكات “العقرب” في سماء الصحراء من فرط سعادته .. 

رئيس الشرطة بغضب قال: 

– هتتحاسب أنت وأعوانك يا “عقرب”. 

أردف “العقرب” ساخرآ: 

– حتى وأنت متكتف بتهدد يا باشا، دنا  حتى عرفت إنك كنت عايز ترجع “الأشقر” لفريقك بس هو رفض. 

تفاجأ الجميع من هذا الأمر، إذ لم يكن أحد يعلم بوجود “الأشقر”. 

قال الرئيس بصدمة: 

– وإنت عرفت منين؟! 

أردف “العقرب” ساخرًا وهو يبتسم ابتسامة تنمّ عن ثقة مفرطة: 

– قولتلك يا باشا… أنا عارف كل حاجة. 

وفجأة، دوّى صوت تكسيرٍ عنيف من داخل إحدى الغرف في ذلك المخزن المهجور، فصرخ “العقرب” في رجاله، آمرًا: 

– شوفوا إيه إللي بيحصل جوه! 

أسرع الرجال نحو الغرفة، وما إن فتحوا الباب حتى اندفع منها رجل ضخم، كالثور الهائج، يحطّم كل من يعترض طريقه بقوةٍ مروّعة، كأن الغضب يُحرّكه. 

صرخ  بشر وقوة : 

– عــــقـــرب!! 

التفت “العقرب” والجميع في ذهول، وقد وقعت الصدمة على وجوههم كالصاعقة. 

قال الرئيس، وقد خنقته الدهشة: 

– “الـفـهــد؟!” 

أردف “الفهد” ببغضٍ مكبوت: 

– حبستني هنا كتير، بس وانا في حبسي، ماكنتش عارف إن موتك هيكون على إيدي، يا “عقرب”. 

قال الرئيس، وما زالت الصدمة تلجمه، كأن الكلمات لا تصدق: 

– “الفهد”… معقول إنت لسه عايش؟! 

أجاب “الفهد” بنبرة مليئة بالمرارة: 

– أيوه، لسه عايش، واللي خطفني كان “العقرب”. 

أمر “العقرب” رجاله بحرق المكان وتدميره بالكامل، لكن ما حدث بعد ذلك كان صدمة للجميع…..! 

فريق “الأشقر” اقتحم المكان فجأة، ليزداد المشهد تعقيدًا… الصدمة كانت أكبر على “لبنى”؛ هل هي في حلم أم حقيقة؟ هل هو بالفعل موجود؟ أم أن ما تراه مجرد خيال؟! 

بدأ الجميع في إطلاق الرصاص على بعضهم البعض في فوضى عارمة. 

كان “العقرب” على وشك الهروب، لكن “الفهد” ركض خلفه بقوة وعزيمة، حتى ظهرت سيارة مسرعة أخذت “العقرب” بسرعة هائلة، واختفت في الأفق. 

رجع “الفهد” إليهم مرة أخرى، وكانت المعركة لا تزال مشتعلة بين الطرفين.. لكن بمجرد أن ساند رجال الشرطة فريق “الأشقر”، بدأوا في القضاء على أفراد العصابة بشكل تدريجي… 

تم القبض على باقي أفراد العصابة، وحينها اقتربت “لبنى” بفرحة مختلطة بالدموع، وصرخت بحماس: 

– “فهد!”… “فهد” 

ثم اندفعت نحو “الفهد” وأخذته في أحضانها. 

أخذها “الفهد” بين ذراعيه، مغمورًا بفرحة هائلة وشعور بالاشتياق الشديد، فقد مرّت ثلاث سنوات منذ يوم زفافهما، وهو غائب عنها طوال هذه الفترة الطويلة. 

أردف “مايكل” بفرحة واضحة على وجهه: 

– “الفهد”، وحشتنا يا أخي! وسع كده، عاوز أحضن أنا كمان! 

ثم أبعد “لبنى” عنه بينما كانت تتذمر، ليقوم بعدها بحضن الجميع بحماس. 

قال الرئيس بفرحة، رغم أن الدهشة ما زالت واضحة عليه: 

– إنتوا عرفتم مكاننا إزاي؟ 

أجاب “القناص” بنبرةٍ واثقة: 

– عيب عليك يا فندم تسأل السؤال ده، وإحنا معانا أخطر هاكر في الوجود. ومتنساش إحنا فريق “الإشقر”.” 

قالت “سوسن” بنبرة استفهام: 

– بس “الأشقر” مكنش موافق ليه انضممتوا لينا دلوقتي؟ 

أجاب “القناص” بابتسامة خفيفة: 

– فعلاً، “الإشقر” مكنش موافق، بس حد طلب مساعدتنا وإحنا مش هنقول للواجب لا، صح؟ 

ابتسم “مايكل” قائلاً: 

– وبعدين، إحنا كده كده كنا عارفين إن “الفهد” لسه عايش. وما تنساش إننا ما كناش هنخلي حق “الفهد” يروح هدر. 

سأل “الفهد” متعجبًا: 

– فين “الأشقر”؟ 

ابتسم “مايكل” بغرور: 

– “الأشقر” في مكان سري جدًا، وممنوع حد يعرفه. 

نظر الجميع إلى “مايكل” بشك، وكأنهم بدأوا يشكّون في سرية الأمر كله، بينما كانت الأجواء مشحونة بالتساؤلات. 

ركض “مايكل” أمامهم بسرعة، بينما ركضوا وراءه، يودون أن يعرفوا أين يوجد “الأشقر”. 

في مكان “العقرب”، كان غاضبًا للغاية، وكان كل شيء يثير غضبه. جاء مساعده الخاص إليه، ليقول “العقرب” بجنون: 

– إزاي فريق “الأشقر” يوصل لينا لحد هنا؟! أنا مش عارف، لو ما كنتش وصلت في الوقت المناسب كان زماني ميت! 

أجاب المساعد بثقة: 

– أنا في أي وقت، يا “عقرب”، هتلاقيني موجود. 

وضع “العقرب” يده على كتف مساعده، وقال بصوت جاد: 

– عارف إنك دايمًا في ضهري. المهم، اتصرفّت مع “النابولسي”؟ 

أجاب المساعد بابتسامة: 

– أيوه، وزمانه دلوقتي بيتحاسب ههه 

قال “العقرب” بفرحٍ واضح: 

– برافو عليك… دلوقتي أنا لازم أهرب من مصر وأروح روسيا، هناك مفيش حد هيعرف يلاقيني. 

سلم المساعد لـ”العقرب” جواز سفر مزور وقال: 

– ده جواز مزور هتقدر تخرج بيه من مصر عن طريق البحر… بس لازم تكون هناك بعد ساعة، عشان المركب هتمشي في الوقت المحدد. 

قال “العقرب” وهو يشعر بالامتنان: 

– شكرا ، هروح أجهز نفسي. 

ذهب “العقرب” بسرعة، وهو يستعد للرحيل، وقد بدا على وجهه عزمٌ لا يُلين. 

(في روسيا) 

جاءت العديد من السيارات السوداء، وحاولت اختطاف “سيرين”. كانت “سيرين” تقاوم بشدة، لكنهم كانوا أكثر عددًا وأقوى منها. 

تم اختطاف “سيرين”، ولكن كانت هناك سيارة تراقبهم من بعيد، ظلت تتابعهم حتى وصلوا إلى مكانٍ بعيد خارج البلاد. 

في الصحراء  الروسية القاحلة على حدود كازخستان. 

نزل الرجال من السيارات ومعهم “سيرين”، وأخرجوها منها بالقوة. كانت السيارة المراقبة لا تزال بعيدة، لكن صاحبها نزل منها واختبأ وراء صخرة كبيرة، ثم أخرج سلاحه وركب عليه كاتم الصوت، ليبدأ في استهداف الرجال. 

كان هناك رجلان يمسكان بـ”سيرين”، بينما كان ثالثٌ يصوب بندقيته تجاهها. كادت الطلقة أن تخرج، لكن كان هناك طلقة أسرع أصابت رأسه، فسقط مفارقًا الحياة على الفور. 

أخرج الرجلان اللذان كانا يمسكان بـ”سيرين” أسلحتهما، لكن كان هذا الشخص أسرع منهما، فتم القضاء عليهما جميعًا في لحظات. 

حمل الرجل “سيرين” المغشي عليها، ثم غادر بسرعة. 

في مكان آخر، استفاقت “سيرين” من تأثير المخدر. 

وجدت نفسها في سيارة أحدهم، وهي لا تعلم من هو. نظرت بجانبها، فوجدته جالسًا ينتظرها حتى تفيق. 

قالت “سيرين” بتعب: 

– أين أنا؟ ومن أنت؟ 

تذكرت “سيرين” شيئًا فجأة: 

– نعم …أنت ذلك النادل الذي كان في الحفل ليلة أمس! 

أجاب ببرود: 

– أنا لست نادلًا. 

قالت “سيرين” بدهشة: 

– لكن من أنت إذًا؟ 

أجاب ببرود معتاد وبصوت رخيم وقوي: 

– أنا “أشقر”، ضابط في القوات الخاصة المصرية… وأنا ساعدتك في مواجهة هذه العصابة لأنني أعلم أنك ضد عمل والدك، لأن والدك يسبب الأذى للكثيرين في عمله هذا. 

قالت “سيرين” بتعب: 

– وما الذي يُطلب مني الآن؟ 

أجاب “أشقر” ببرود: 

– المطلوب منك أن تدخلينني في عائلتكم فقط. 

قالت “سيرين”: 

– حسنًا، كيف ستدخل وبأي صفه ؟ 

أجاب “أشقر” بثقة: 

– بصفتي حبيبك “خالد”، وأننا نريد أن نتزوج. وعندما أنفذ مهمتي و أقوم بالقبض على “العقرب”، ستنتهي مهمتك. 

قالت “سيرين” بموافقة: 

– موافقة، ولكن من كان يريد اختطافي؟ 

أجاب “أشقر”: 

– أخوك “أليكس” من حرض الرجال على قتلك.. وأنتِ تعرفين سبب ذلك . 

تجمدت “سيرين” للحظة، مصدومة: 

– وكيف علمت بذلك؟ 

أجاب “أشقر” بجدية: 

– أنا على دراية بكل شيء منذ زمن. وحميتك لأنني أعلم أنك تستحقين الحماية. 

نزلت دمعة من عيني “سيرين”، فأخرج “أشقر” منديلًا وأعطاه لها. 

شكرت “سيرين” “أشقر”، وأخذت المنديل، ثم توجهت إلى منزلها. 

عندما وصلت، صُدم أخوها لرؤيتها على قيد الحياة، وتأكد أنها لم تمت كما كان يعتقد. 

دخلت إلى المنزل وأخبرت والدتها بأنها تحب “أشقر” الذي يسمى “خالد” وترغب في الزواج منه. صُدم الجميع من ذلك، واندلع جدال كبير بينها وبين أخيها، الذي كان يعلم جيدًا أنها لا تحب أحدًا… وكان متأكدًا أن  جلبها ل”خالد” لغرض معين، لكنه لم يكن يعلم ما هو هذا الغرض.

عشان عندنا نجاح انهارده عاوزه تفاعل حلو بقا ♥🙈

رواية الاشقر. 

دا البارت الي قبل الاخير رايكم في الرواية بقا عشان انزل ليكم رواية وحوش الصعيد الجزء الرابع من الوحش للمهتمين بس 🙈

للكاتبة منة الله الجزار “زهرة” 

اشوفكم بخير 

باي

• تابع الفصل ” رواية الاشقر  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق