رواية مالكة قلب الزين الفصل السادس 6 – بقلم ريشة ناعمة

 رواية مالكة قلب الزين الفصل السادس 6 – بقلم ريشة ناعمة 

رواية “مالِكة قلب الزين” – الفصل السادس

الصالة الواسعة في الطرقة الخلفية اتوضبت على الهادي.

سفرة صغيرة، وعليها طبقين.

الإضاءة خفيفة، ورائحة المسك والنعناع مالية الجو، كأنها متعمّدة تهدي الأعصاب… أو تربّكها.

ليان دخلت، ووشها ساكن… لكن عقلها مش ساكت.

“ليه عايز يقعد معايا؟

الهواري قاعد منتظر.

جسمه كبير، لابس جلابية بيضا نقية، وعصاه جنب رجله، كأنها سيف مش عصاية.

“اقعدي، يا ليان.”

ليان ابتسمت باحترام، وقعدت.

“شكراً، يا جدو.”

قال بهدوء:

“البلد نورت بيكم… وانتِ نورتِ بيتنا، يا ليان.”

“منوره بيك يا غالى.”

سكت لحظة، وعينه ثابتة عليها.

زي اللي بيقرا تفاصيل الوش… مش بس بيبص.

“محمد… مش بيرجع البلد غير لو ليها سبب.”

ليان بصّت له بسرعة، ووشها بدأ يتغيّر.

“بابا… كان وحش جدو، حابب يزوركم.”

“لا يا بنتي… اللي زاي محمد، ما بيتحرّكش من غير داعي.

وأنا اللي دعيتكم.”

ليان قلبها دقّ بسرعة، لكنها حاولت تبتسم:

“تشريف لينا طبعاً.”

سحب نفس، وقال بصوت غامق:

“اللي زيّك… ما ينفعش يعيش في مدينة بس.

البلد محتاجة وش زيك، دم نضيف… عقل صاحي.”

سكتت.

حاسّة إن فيه كلام مستخبي.

“أنا كبرت يا ليان…

و عايز اطمن عليكى قبل ما اموت… و مش بحب أسيب الأمور للقدر بس.”

عيون ليان اتفتحت، بس ما اتكلمتش.

هو كمّل:

“لو كنتِ فاهمة، فالكلام وصل.

ولو مش فاهمة… فاسمعي مني.”

هي قالت بصوت واطي:

“حضرتك تقصد…”

“أيوه.

أنا عايزِك لزين.”

الدنيا اتسكتت.

صوت طبق اتحرّك على الترابيزة كان أوضح من صوت النفس.

ليان حطت إيديها في حجرها، وقالت:

“بس أنا… ما أعرفوش كويس،

و… بابا ما قاليش حاجة عن كده.”

الهواري اتكلم بقوة:

“لأني أنا اللي رتّبت،

وأبوك وافق… وما قالكيش،

عشان تتعرفي عليه من غير ما قلبِك يرفض قبل ما يشوف.”

ليان اتنفّست بسرعة.

“أنا مش ضد الجواز… بس أنا مش لعبة تتكتب في ورق!”

الهواري ضحك ضحكة خفيفة…

مش سخرية، بس عجبه ردها.

“جميلة… وحُرّة…

بس شوفي، يا ليان،

في الصعيد… لما كلمة تطلع من فم كبير العيلة،

البيت كله بيمشي وراها…

حتى اللي مش من هنا.”

سكتت.

قلبها بيخبط، ومخّها مش قادر يركّب الكلام.

“أنا مش جاهزة…

وأنا مش عارفة زين أصلًا!

طب هو عايز؟ ولا دي خطته هو بس؟!”

❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊

وقتها… صوت خبطة قوية على باب الطرقة.

الهواري بصّ للباب.

“ادخل.”

كان خالد، أخو زين، وشه متوتر.

چدى… آسف، بس حصلت مشكلة في الضيافة.

واحد من رچالة الأرض اتخانق مع حد من رچالة عم سعيد…

والسلاح اتطلع.”

الهواري وقف على طول.

ليان وقفت بسرعة، وقالت:

“سلاح؟!”

خالد قال:

“أيوه… والموضوع كبير.

وزين هناك دلوقتي… وبيفصل بين الاتنين، بس فيه تهديدات.”

الهواري بصّ لليان وقال:

“ده الصعيد يا ليان…

ما فيهوش هزار.

واللي هتكون مع الهواري… لازم تكون قد الدم قبل العِشرة.”

ليان ما ردتش…

بس عيونها قالت:

“أنا مش خايفة…

بس أنا محتارة.”

• تابع الفصل التالى ” رواية مالكة قلب الزين  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق