رواية نقطة أختراق الفصل الخامس 5 - بقلم زينب رشدى
البارت_الخامس
نقطه_اختراق
وفجاءه اغمي عليه وجسمه كله يتصبب عرقا
اتسعت عيناها، وجف حلقها.
دقات قلبها تسارعت وهي تنظر حولها، كأن الجميع يعرف ما فعلت.
أسرعت إلى المستشفى، وهناك وجدته مستلقيًا على السرير، أنبوب مغذٍ في ذراعه، وجهه شاحب وعيناه نصف مغمضتين.
دخل الطبيب، وبدأ يتحدث لأحد زملائه، لم تنتبه كثيرًا للكلمات، لكنها التقطت جملة واحدة جعلت قلبها يسقط:
"لو كان متأخر شوية، كان حصل تسمم حاد."
شعرت بالغثيان، وكأن العالم يدور بها.
اقتربت من الطبيب بخطوات مترددة.
ريهان:"هو.. هو كويس دلوقتي؟"
الطبيب بنظرة مشككة:
"أه الحمدلله.. بس واضح إنه أكل حاجة مضروبة. أنتي قريبته؟"
ريهان بسرعة:"زميلته في الشغل.. كنت معاه من شوية."
خرج الطبيب وتركت وحيدة معه في الغرفة.
اقتربت منه، وجلست على الكرسي الجانبي.
نظرت إليه، وهو نائم كأن لا شيء بينهما.. كأنه لم يسخر منها، ولم يجرحها.
شعرت بمرارة الندم تخنقها.
همست لنفسها:
> "كنت عايزة أتعبه بس... مش أم" وت حد. أنا مش كده."
وقفت فجأة، وكأن شيئًا أثقل من جسدها سقط داخلها.
عادت إلى المنزل وهي في حالة ذهول.
✨ في المساء – داخل غرفتها
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها.
نظرت إلى الحاسوب، لكن أصابعها لم تطاوعها على العمل.
ألقت بجسدها على الأرض، وبدأت في البكاء.
بعد دقائق، نهضت، فتحت الدرج، وأخرجت ألعابًا صغيرة محفوظة داخل صندوق خشبي قديم.
أمسكت دمية صغيرة بيد واحدة مكسورة، ثم قالت بصوت مرتجف:
> "كنتي بتحبيها يا ريهام.. فاكرة لما كنتِ بتتكلمي معاها، كأنها بتفهمك؟"
رفعت الدمية عالياً ثم رمتها بقوة في الحائط، تبعتها ألعاب أخرى:
> "كلكم كدابين! بتحكولي حواديت وهم! ما بتحمونيش! محدش فيكوا رجع ريهام!"
جلست على الأرض وسط الحطام، تضم نفسها بقوة، وتهمس:
> "أنا السبب.. أنا السبب في كل حاجة..."
وتاني يوم نزلت المستشفى قابلت هشام
سأل هشام: "إيه اللي حصل؟"قالولى انتي اللي جبتيه
ريهان بتوتر: "م... م... معرفش، بعد الأكل تعب فجأة."
– "أكيد أكل من الشارع."
"الدكتور بيقول شوية ويفوق."
هشام: "تعبناكي معانا."
ريهان: "ولا تعب ولا حاجة، تعالى ندخل لحد ما يفوق."
بعد وقت...
قال أسر: "آآآه أنا م" ت ولا لسه؟"
هشام ضاحكًا: "لسه يا خويا."
اسر– "إيه اللي حصل؟"
هشام– "إنت جالك زهايمر كمان؟ أنا هطلع أقول للدكتور إنك فوقت."
ريهان بتوتر: – "إنت كويس؟"
– "عايزة تقت" ليني يا ريهان؟!"
قالت ريهان بدموع: "لا والله! أنا مكنتش أعرف إنه هيحصل كده... قولت هييجي لك مغص وتتعب شوية، بس مش يوصل لكده."
اسر– "طيب خلاص، متبكيش."
– "ما أنا متصورتش توصل لكده."
اسر "مكنش المفروض يحصل كده أصلاً."
ريهان – "ما أنا كنت مفروسة منك... مرة لما هكرت الأب، ومرة لما قللت مني، ورفضت أعمل حماية للبرنامج."
اسر – "تقومِي تسم" ميني؟!"
ريهان– "قولتلك مكنش سُ" م."
دخل الطبيب: "إيه أخبارك دلوقتي؟"
اسر– "كويس يا دكتور، بس إيه اللي حصل؟"
الطبيب "هو الأكل كان فيه مادة غريبة، تسبب وجع ومغص، بس الظاهر زادت شوية، عشان كده تعبت."
قال هشام: "إنت كلت منين؟"
اسر وهو ينظر ل ريهان– "وجبة جتلي هدية... وإنت عارف إني طفس، وكلت زي البغل... بس مش هتتكرر تاني."
هشام – "أتمنى."
الطبيب – "على العموم، ممكن يمشي بالليل عادي، وألف سلامة."
قال هشام: "أتمنى تحترم نفسك."
– "هحترم، وكمان هق" لع عين اللي عمل كده!"
ريهان بتوتر: "طيب أستأذن أنا عشان اتأخرت."
هشام – "معلش تعبناكي معانا."
ريهان– "ولا تعب ولا حاجة، المهم اطمن على أستاذ أسر... عن إذنكم."
قال هشام بصدمة: "هي قالت أستاذ؟"
اسر بذهول– "تصدق بقالى أسبوعين ما سمعتش اسمي أصلاً!"
هشام بغمزه– "تعبك جاب نتيجة."
رجعت ريهان إلى الفيلا، وضميرها يؤنبها. لم تتصور أنها أذت شخصًا لمجرد أنها ضايقت منه. بدأت تلف في غرفتها، ثم لم تحتمل، فأخذت درجتها الناريه وذهبت إلى الشقة.
دخلت غرفة الألعاب، وبدأت تلعب بغضب، ثم حطمت كل ما حولها.
– "عملتي كده ليه من الأول؟"
قالت باكية: "مش عارفة... مش عارفة... بقيت بأذي أي حد حتى لو مالوش ذنب."
– "متبقيش زي اللي أذوكي."
– "أنا بقيت خلاص... أنا سمّ" مت واحد بس عشان ضايقني، عارف يعني إيه؟ أنا مجر"مة، مش بدمّر البلد بس، لأ، ده أنا بقيت قات"لة!
– "طيب، اهدِي، وخلاص عرفتي غلطتك."
– "سيبني لوحدي، لو سمحت."
خرج الشخص، وبقيت ريهان تفكر كيف انقلبت حياتها... من فتاة طيبة، مرحة، تحب الناس، إلى فتاة انطوائية، تكره الجميع، وتؤذيهم. ثم طرق أحدهم الباب ليستعجلها قبل أن يتأخر الوقت.
عادت إلى المنزل، فوجدت رسائل من "العنكبوت" يطلب منها إنهاء العمل بسرعة. ولهذا استيقظت مبكرًا، وغادرت قبل موعد عملها لتكمل العمل
– "يلا، معاد شغلك."
– "خلاص، قربت أخلص."
– "والمستكل اللي هنا؟"
– "هسيبه، وهروح بتاكسي، وحد يوصّل ده البيت."
– "خلصي، وأنا هوصلك."
– "بعمل نظام حماية، وهخلص خلاص... من ساعة ما أسر قدر يفك نظام حماية الااب، وأنا بقيت بحرس في الموضوع ده."
– "طيب، هلبس لحد ما تخلصي."
– "تمام."
ذهبت "ريهان" إلى الشركة بعد أن أنهت بعض أعمالها، ودخلت إلى مكتب "هشام" بعد أن طلب مقابلتها.
ريهان: طلبتني؟
هشام: بصي يا ريهان، في كذا شخص طلب مني فكرة أبلكيشن، وقلت أعرضها عليكي.
ريهان: اتفضل.
هشام: زي ما إنتي عارفة، كل صاحب أوتيل أو مطعم بيبقى ليه فروع، ومش دايمًا بيبقى فاضي يتابع كل حاجة. علشان كده، عايزين يوصلوا كل حاجة بالموبايل. أنا عارف إن الموضوع مش سهل، بس هما عايزين يضيفوا ميزة كمان.
ريهان: زي إيه؟
هشام: إن لو حصل خطر أو أي تلاعب، يتبعتلهم تحذير أو رسالة تنبيه.
ريهان: فكرة جديدة وحلوة، ومجتش في بالي قبل كده.
هشام: وصعبة، أنا عارف.
ريهان: مفيش حاجة سهلة، بس زي ما قلتلك، هي فكرة جديدة وهتاخد وقت.
هشام: تاخد زي ما تاخد، المهم تتنفذ.
ريهان: تمام، هفكر فيها وهرد على حضرتك.
خرجت "ريهان" من مكتب "هشام" وتوجهت إلى مكتبها، وهناك وجدت "أسر".
ريهان (بتوتر): أنا افتكرت إنك مش هتيجي.
أسر: معلش بقى، مم" تش.
ريهان: إنت ليه مش مصدق إني مكنتش عايزة أقت"لك؟ أنا مش قت"الة ق"تلة.
أسر: افرض مكنوش لحقوني وكان حصلي حاجة؟
ريهان (بخجل): أنا مفكرتش في كده، مكنتش متصورة إن الكمية دي هتعمل كده.
أسر: وأهو حصل.
ريهان: أنا آسفة... بجد آسفة.
أسر (بحزن): خلاص، حصل اللي حصل.
جلست "ريهان" على اللابتوب وبدأت تفكر في كلام "هشام"، وبدأت تضع عدة خطط للأبلكيشن الجديد.
أسر: مشغولة في إيه؟
ريهان: في شغل مكلفني بيه مهندس هشام.
أسر: عرفتي إن البرنامج نزل والإعلانات بتاعته كمان، وكذا شخص بدأ يعرفه ويحمله؟
ريهان: حلو خالص، وأنا هبدأ أنزله على صفحتي كمان... إيه ده؟ إنت كتبته باسمنا؟
أسر: أيوه، أنا قولتلك طالما ساعدتيني، هكتبه باسمنا.
ريهان: أيوه بس أنا افتكرتك بتهزر... دي كانت فكرتك من البداية وإنت اللي تعبت فيها.
أسر: ده قبل ما تسم" يّني بقى.
ريهان (بضيق): يووووه... أنا ماشية خالص.
غادرت "ريهان" الشركة وذهبت إلى شقتها، ولم يكن أحد بالمنزل، فاستغلت الوقت في إنهاء البرنامج. بعدها، اتجهت مباشرة إلى منزلها واتصلت بـ "العنكبوت".
ريهان: كله تمام، وكل حاجة جهزت، ومش فاضل غير نزوله.
العنكبوت: تمام، نزليه وإحنا هنتصرف، خليه يتعرف، والفلوس هتبقى على حسابك.
ريهان: تمام.
العنكبوت: دلوقتي إنتي مش فاضية تركزي على كل المعلومات اللي داخلة، هنخلي حد مننا يساعدك.
ريهان: مش قلتلك أنا اللي هشوف الشات بنفسي؟
العنكبوت: وإنتي مش فاضية لينا دلوقتي، وإحنا معانا ملايين البشر، فاضية لكل ده؟
ريهان: فاضية... ومحدش يدخل في شغلي.
العنكبوت: ريهان، متنسيش نفسك... كفاية إننا موافقين تدخلي في شغلنا.
ريهان: وانت متنساش إني ممكن أقفل شغلك ده كله.
العنكبوت: تمام يا ريهان... فكري وردي عليّا.
دخلت "أمل" فجأة إلى الغرفة.
أمل: العشا جاهز.
ريهان: مليش نفس، هنام.
أمل: لا بقى، إنتي هتجننيني، قاعدة في البيت أو الشغل، مانعة الأكل... هيجرالك حاجة.
ريهان: ماما، راسي مشغولة ومخنوقة، ولا قادرة أتكلم ولا أتناقش.
أمل (بضيق): وإيه الجديد؟ ما إنتي على طول راسك مشغولة ومش قادرة تتكلمي.
خرجت "أمل"، وظل قلب "ريهان" مضطربًا. لم تستطع النوم، فجلست تعمل على مشروع "هشام" حتى حان موعد الخروج. نزلت إلى العمل دون أن تنال قسطًا من الراحة.
دخلت إلى مكتب "هشام".
ريهان: صباح الخير.
هشام: صباح النور... تعالي يا ريهان.
ريهان: أنا جبتلك فكرتين.
هشام: بالسرعة دي؟
ريهان: هو بصراحة أكتر من فكرة، بس دول اللي حسيت إنهم مناسبين.
هشام: نطلب قهوة ونتكلم؟
ريهان: ياريت، راسي هتنفجر أصلًا.
هشام: شكلك مش نايمة.
ريهان: أيوه.
طلبا القهوة، وناقشا الأفكار. أعجبت "هشام" إحداها، وطلب منها تنفيذها.
هشام بنهار: حلو فكره جميع الحسابات تبقي على الموبايل وكمان متراجعه
ريهان: تمام... قريب هقولك إنها خلصت. عن إذنك.
خرجت من المكتب وذهبت إلى مكتبها، فلم تجد "أسر" موجودًا.
ريهان: ربنا يستر.
فتحت الحاسوب المحمول، ولاحظت أن عددًا من الأشخاص بدأوا في استخدام برنامج الشات. أدركت أن بعضهم من رجال "العنكبوت" للتجربة. وبعد قليل، دخل "أسر".
أسر: صباح الخير.
ريهان: صباح الخير.
أسر: هشام قال لي إنك شغالة على فكرة أبلكيشن.
ريهان: أيوه.
أسر: إنتي تعبانة ولا مالك؟
ريهان: منمتش طول الليل بس.
أسر: ليه؟ بتفكري تصالحيني إزاي؟
ريهان: أسر... بجد كفاية... أنا تعبانة.
أسر (بابتسامة): واوو... بقيتي تقولي اسمي؟
ريهان (وهي تجمع أشياءها): أنا ماشية.
ركبت المصعد، ودخل "أسر" معها، لكن المصعد تعطل فجأة.
ريهان (بخوف): في إيه؟
ي تري هيحصل اي؟ وبرنامج ريهان هيوصل لفين؟ وممكن فعلا ينجح ولا برنامج اسر يأثر عليه؟ وهل هيفضلوا دايما فى سراع؟! حابه اعرف توقعاتكم وكمان رأيكم♥🫶🏻
• تابع الفصل التالى" رواية نقطة أختراق " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق