رواية عرض جواز الفصل الحادى والثلاثون 31 – بقلم أسماء صلاح
البارت الواحد والثلاثين من عرض جواز
توقفنا لما عم شفيق: “أيوه، ما هي نجمة قالت لي على كل حاجة.”
مروان (بصدمه): “إيه قالت لك؟”
عم شفيق: “أيوه قالت لي إنتم اتقابلتوا إزاي، واللي هي
قالته لك في الكافيه، بس يا مروان، نجمة قالت لك علشان ما كنتش عارف تكتب مشهد في الرواية بتاعتها اللي هي كانت بتكتبها دي، وكانت بتمثل مكان البطلة بتاعتها. لما قالت لك كده، مش أكتر، يا مروان، وأنا أضايقت منها لما قالت لي إنها عملت كده معاك بس.”
مروان (باستغراب) : “بس إيه يا عم شفيق؟”
عم شفيق: “بس هي خلتني أوعدها قبل ما تقولي أي حاجة
يا مروان
مروان (بدهشة): “توعدها؟”
عم شفيق: ايوه ، علشان كانت عارفة إني هزعل وهتضايق منها، علشان كده أصرت إني أوعدها. فامعرفتش أزعل منها
يا مروان.”
مروان (باستغراب): “وهي قالت لك إمتى يا عم شفيق؟”
عم شفيق: “قالت لي لما أنا زعقت لك وحصل اللي حصل ومشيت.
وهي كانت منهارة من العياط وقالت لي على كل حاجة.
نجمة مش وحشة يا مروان، أنا عارف إن اللي هي عملته معاك غلط، وإنه ما ينفعش تقولك كده.بس حبها للكتابة هو اللي خلاها تعمل كده.نجمة من وهي صغيرة بتحب الكتابة أوي يا مروان، وكانت بتحب تكتب.علشان كده، لما عملت معاك كده، مافكرتش غير إنها تكتب وبس.مافكرتش نتيجة ده إيه أو إنت هتقول عليها إيه لما تقولك كده.هي كل اللي فكرت فيه هو إزاي تكتب المشهد وبس، اللي مش قادرة تكتبه.بس صدقني يا مروان، نجمة مش وحشة، وعمرها ما عملت كده مع حد.”
مروان (بقلق): “أنا مصدقك يا عم شفيق، وزي ما نجمة قالت لك على كل حاجة، أنا كمان هقولك على اللي حصل علشان تساعدني بس، أوعدني زيها إنك متزعلش مني.”
عم شفيق (باستغراب): “أوعدك؟”
مروان : ايوه اوعدني ياعم شفيق مش هتزعل مني
عم شفيق: “وهزعل منك ليه يا مروان؟ بس هو إنت عملت حاجة؟”
مروان: “أيوه يا عم شفيق، عملت.”
عم شفيق: “عملت…؟”
(وبقلق) “عملت إيه يا مروان؟”
مروان: “هقولك بس أوعدني الأول.”
عم شفيق: “طيب أوعدك يا مروان إني مش هزعل منك، قولي بقى عملت إيه؟ علشان أنا هزعل منك بس الأول تعال نقعد علشان تعرف تتكلم، تعال.”
مروان: “طيب.”
في الصالة:
عم شفيق (بقلق): “قولي بقى في إيه؟”
مروان: “هقولك يا عم شفيق، أنا ماكنتش جاي لك علشان عاوز أعرف الوجع اللي في رجل نجمة خف ولا لأ زي ما قلت لك، أنا كذبت عليك.”
عم شفيق (باستغراب): “إيه كذبت عليه؟”
مروان: “أيوه، أنا كنت جاي علشان أخليك تكلم نجمة علشان تتطمن عليها بس، علشان هي كانت بتعيط.
عم شفيق: ايه كانت بتعيط
مروان : ايوه ياعم شفيق وأنا حاولت أخليها تبطل عياط
بس ماعرفتش. علشان كده جيت لك تكلمها.”
عم شفيق: “وأنت شوفت نجمة فين يا مروان؟”
مروان: “تحت يا عم شفيق، قبل ما أطلع لك. ما أنا اتصلت بيها علشان…”
(وبيحكي له على اللي حصل)
( وبينظر له عم شفيق بدهشة)
وحكى له مروان على اللي حصل:
“أنا عارف يا عم شفيق إنك زعلان مني دلوقتي، وليك حق تزعل مني علشان أنا غلطان إني قولتها كده.بس أنا كنت همشي زي ما حكت لك، بعد ما عرفت منها هي عملت كده ليه.بس نجمة كانت مُصِرّة إني أقولها… وخلّتني أتنرفز وأقولها.”
عم شفيق (بقلق): “يعني هي كانت بتعيط علشان كده؟ صوتها كان متغير ومش من المذاكرة زي ما قالت لي؟”
مروان: “أيوه يا عم شفيق، هي قالت لك علشان مش قادرة تتكلم، وأنا خايف عليها ياعم شفيق من كتر العياط لتتعب وتفقد الوعي. علشان انا كده جيت لك تساعدها.”
عم شفيق: “طيب يا مروان، اهدأ، إنت معذور إنك فكرت في نجمة كده بعد اللي قولته لك، وأنا قلت لها كده.”
مروان (باستغراب): “قولتها كده.”
عم شفيق:”أيوه… أما نجمة قالت لي، وحكي له على اللي حصل.علشان كده، قلت لك إن أنا قولتها كده.”
مروان (بقلق): “بس إنت زعقت لها ليه يا عم شفيق؟ كان لازم تتكلم معها براحة، هي تعبانة وعندها ضيق تنفس، والانفعال مش كويس علشانها.”
عم شفيق (بابتسامة): “طيب، أما إنت عارف كده، بتتخانق معها ليه بقى يا مروان?”
مروان: “ما أنا ما ببقاش عايز أتخانق معاها يا عم شفيق، بس هي اللي بتنرفزني، ما بتسمعش الكلام من أول مرة، بتخليني أتخانق معاها وأزعلها. المهم دلوقتي يا عم شفيق، هنعمل إيه؟ هي هتلاقيها منهارة من العياط دلوقتي في شقتهم.”
عم شفيق (بقلق): “مش عارف يا مروان، لو روحت لها جمال هيصحى، وهيعرف بكل حاجة، ولو عرف هتبقى مشكلة، مش عارف أعمل إيه.”
مروان (باستغراب): “ليه؟ هي نجمة ما قالتش لباباها زي ما قالت لك يا عم شفيق?”
عم شفيق: “لا، ما قالتلوش، وكويس إنها عملت كده وما قالتلوش، وإلا جمال ما كانش هيسكت يا مروان، وكانت حصلت مشكلة، وأنا كمان قلت لها ما تقولوش.”
مروان (بقلق): “طيب يا عم شفيق، المهم دلوقتي، نجمة لازم تبطل عياط بأي طريقة علشان ما يجيلهاش ضيق تنفس وتفقد الوعي.”
عم شفيق (ابتسم)
مروان (باستغراب): “إنت بتبتسم يا عم شفيق?”
عم شفيق: “أيوه، علشان شايفك خايف عليها قوي يا مروان، ونجمة برده كانت خايفة عليك كده لما زعقت لك ومشيت. تعرف يا مروان إنتم رايقين على بعض قوي.”
مروان: “رايقين على بعض؟”
عم شفيق: “أيوه، كل واحد فيكم خايف على التاني بالرغم إنكم زعلانين ومش طايقين بعض. بس إنت ما بتقدرش تشوفها زعلانة، ولا هي كمان بتقدر تشوفك زعلان. علشان كده أنا ببتسم يا مروان. إنت ونجمة تستاهلوا بعض.”
مروان (بقلق): “مش وقته الكلام ده يا عم شفيق، لازم نخلي نجمة تبطل عياط بدل ما يحصلها حاجة.”
عم شفيق: “طيب، هنعمل إيه يا مروان?”
مروان:”مش عارف، بس لازم نتصرف.”
(ونظر للأرض وبيفكر)
“أيوه…”
(والتفت لعم شفيق)
“أنا جت لي فكرة يا عم شفيق.
عم شفيق: “إيه هي يا مروان?
وقال له مروان الفكرة:”فهمت يا عم شفيق؟”
عم شفيق: “فهمت، بس…”
مروان (باستغراب): “بس إيه يا عم شفيق?”
عم شفيق (بقلق): “أنا مش هعرف أعمل كده يا مروان، وبعدين نجمة ممكن تزعل أكتر من اللي إنت عاوز تعمله ده
لو عرفت يا مروان.”
مروان: “مش هتعرف يا عم شفيق، وهي مش هتزعل، ولو عرفت وزعلت أنا هبقى أقولها إني أنا اللي خلتك تعمل كده، وإنت ملقكش دعوة.”
عم شفيق: “أنا مبقولش كده يا مروان علشان خايف لتزعل مني، لا. أنا خايف لو عرفت يجرلها حاجة يامروان، واللي
إحنا خايفين إنه يحصل، يقوم يحصل بلي إنت ناوي عليه
ده يامروان.”
مروان: “متخافش يا عم شفيق، أنا مش هخليها يجرلها حاجة طول ما أنا موجود. إنت مش بتثق فيها.”
عم شفيق: طبعاً يا مروان بثق فيك أنا بعتبرك ابني يامروان.
مروان: يبقى خلاص يا عم شفيق ساعدني علشان خاطري، أنت مش بتحب نجمة وبتعتبرها بنتك وعاوزه دايماً كويسة.
عم شفيق: أيوه طبعاً يا مروان.
مروان: يبقى خلاص ساعدني علشان أخرجها من الحالة
اللي هي فيها دي، أنا متأكد إنك هتقدر تعمل كده ياعم شفيق علشان خاطر نجمة يا عم شفيق، ساعدني لو أنت
عاوزه فعلا تشوفها كويسة.
عم شفيق: طيب يا مروان، أنا هساعدك.
مروان (بابتسامة): شكراً يا عم شفيق.
عم شفيق: بتشكرني على إيه يا مروان؟ أنت ابني ولازم أساعدك وكمان نجمة بنتي، ومقدرش أشوفها في الحالة دي ومعملش حاجة، علشان كده أنا هساعدك وربنا يستر بقي، ومتعرفش حاجة.
مروان: إن شاء الله مش هتعرف يا عم شفيق، اعمل بس
زي ما قلت لك ومتقلقش، مش هتعرف حاجة، المهم يا عم شفيق إنها متعرفش إن أنا قلت لك حاجة عن اللي حصل بيني وبينها من شوية، وإلا لو عرفت كل حاجة هتبوظ
يا عم شفيق.
عم شفيق: لا متخافش يا مروان، أنا مش هقولها حاجة.
مروان: طيب يا عم شفيق، أنا همشي وانت نفذ اللي إحنا اتفقنا عليه.
عم شفيق: تمشي تروح فين يا مروان؟ انت مش هتخليك معايا؟
مروان: لا يا عم شفيق، مش هينفع ابقى موجود علشان لو شافتني نجمة هنا هيبوظ كل حاجة من اللي إحنا اتفقنا عليها، وكمان أنا قولتها إنها مش هتشوفني تاني.
عم شفيق (باستغراب):”مش هتشوفك تاني؟ ليه يا مروان؟ انت مسافر ولا إيه؟”
مروان: لا يا عم شفيق، مش مسافر.
عم شفيق: أمال مش هتشوفك تاني ليه؟
مروان: علشان دي كانت رغبتها يا عم شفيق.
عم شفيق:”رغبتها يعني؟ نجمة هي اللي طلبت منك إنها مش عاوزة تشوفك تاني؟”
مروان: أيوه هي طلبت مني كده وأنا وافقت، وهي معها حق يا عم شفيق. كفاية قوي اللي أنا عملته فيها ده، هي مجروحة قوي مني وأنا مش عاوز أجرحها أكتر من كده، علشان كده هي مش هتشوفني تاني زي ما قلت لها فعلشان كده أنا لازم أمشي.
عم شفيق: يا مروان، أنت ملكش ذنب في اللي حصل ده. أنت صحيح قولت لها كلام يزعل ويجرح، بس أنت كنت معذور وماكنتش تعرف إن نجمة بتعمل كده ليه، وأي واحد مكانك كان هيعمل كده وأكثر من كده كمان بعد ما نجمة قالت له كده.
مروان: حتى لو كده يا عم شفيق، أنا غلطان برده. ماكنش لازم أفقد أعصابي وأجرحها بالشكل ده، وبعدين هي طلبت كده وأنا وافقت. وأنا مش ممكن أرجع في كلمة قولتها. فأنا همشي وانت نفذ اللي إحنا اتفقنا عليه، ومتقلقش ياعم شفيق أنا هكون واقف على أول الشارع علشان نجمة ماتشوفنيش، ومش همشي غير لما أطمن إن نجمة بقت كويسة. واديني رقمك علشان أبقى أتصل بيك، وأول ما تنزل من عندك يا عم شفيق كلمني ماشي.
عم شفيق (بحزن): طيب ليه تعمل في نفسك كده يا مروان وتوافق على طلبها ده بما إنك خايف عليها لدرجتي وتهمك بالشكل ده؟
مروان (بحزن): علشان مش عاوز أشوفها زعلانة يا عم شفيق. أنت ما شفتهاش وهي كانت منهارة إزاي؟ وما كانتش قادرة تتكلم. دي كانت قاعدة على السلم يا عم شفيق وتصرخ من كتر الوجع. لأ، أنا جرحتها قوي يا عم شفيق ولازم أبعد. ماخليهاش تشوفني تاني، كده أحسن. هي كده هتبقى مرتاحة. ويلا بقي، اديني رقمك علشان تبقى تكلمني.
وطلّع عم شفيق رقمه من على التليفون:
“اكتب يا مروان.”
مروان:”طيب يا عم شفيق، قول.”
وقال له عم شفيق رقمه:
“خلاص يا مروان، سجّله بقى.”
مروان:”طيب يا عم شفيق، بسجّله أهوه…وسجل الرقم خلاص، يا عم شفيق، سجلته.”
عم شفيق: طيب يا مروان.
وقفل مروان تليفونه: أنا همشي بقي يا عم شفيق، وزي ما اتفقنا ماشي.
عم شفيق: ماشي يا مروان.
مروان: طيب يا عم شفيق، وقام.
وهيقوم عم شفيق من على الكرسي.
مروان: خليك انت يا عم شفيق، أنا عارف طريق الباب فين.
عم شفيق:”لا، إزاي يا مروان؟ لازم أوصلك لغاية الباب.”
(وقام)
مروان: لا، يا عم شفيق خليك انت، وأنا هنزل وأول ما هبعد شوية بالعربية هتصل بك علشان تنفذ اللي إحنا اتفقنا عليه. وزي ما قلت لك يا عم شفيق، مش لازم نجمة تعرف إن أنا جيت لك أو قلت لك حاجة، ماشي؟
عم شفيق: ماشي يا مروان، متقلقش، مش هتعرف حاجة.
مروان: طيب يا عم شفيق، وأول ما تنزل من عندك تكلمني، ماشي؟
عم شفيق (بابتسامة): حاضر يا مروان، هكلمك.
مروان: طيب يا عم شفيق، خليك انت وأنا همشي. سلام.
(وماشي)
وبينظر له عم شفيق وهو ماشي:
“استنى، هوصّلك.”
مروان (وهو ماشي):”لا يا عم شفيق، مافيش داعي، خليك إنت.”
عم شفيق:”طيب.”
وراح مروان عند باب الشقة ووقف، وقال بصوت مرتفع:
“متقلقش يا عم شفيق، لو حصل حاجة، ابقى كلّمني على طول، وأنا هجيلك.”
عم شفيق بصوت مرتفع: طيب يا مروان، وإن شاء الله
مش هيحصل حاجة، بس خلي بالك أنت بس وأنت سايق.
مروان (بابتسامة): “حاضر يا عم شفيق.”
وفتح الباب، وخرج، وقفله وراه.
ونظر عم شفيق للباب بقلق: شاب مافيش منه، في حد يخاف على حد في الزمان ده كده؟ ربنا يحميك يا مروان. وقعد على الكرسي.
علي السلم:
ونزل مروان مسرعاً على السلم، وخرج من البيت، ووقف قدامه.
ونظر على بيت نجمة، ورفع راسه بقلق:
– “زي ما انتي سامحتيني، أنا كمان مش هسيبك تعيطي كده يا نجمة من غير ما حد يحس بيكي.لازم أخليكي تبطلي عياط، علشان أنا السبب في دموعك دي.وزي ما كنت أنا السبب إنها تنزل… أنا برده كمان اللي هخليها توقف.
وبأي طريقة… لازم أخليكي تبطلي عياط يا نجمة.”
وراح لعربيته، وركب، وحط تليفونه على الكرسي اللي جنبه.
وقفل الباب، وبصّ على بيت نجمة بحزن.وتحرك، والتفت وراه، ورجع بالعربية، وطلع من الشارع.
ركن على جنب:
– “أما اتصل بقى بعم شفيق.”
في شقة عم شفيق:
في الصالة:
“قاعد عم شفيق على الكرسي، وماسك تليفونه في ايده بقلق.
ورن التليفون، ونظر له لقى رقم : تلقي ده مروان اللي
بيتصل وفتح الخط.”
مروان: الو، ايوه يا عم شفيق، أنا مروان.
عم شفيق: ايوه يا مروان.
مروان: أنا اتحركت بالعربية وطلعت من الشارع. يلا نفذ
اللي احنا اتفقنا عليه.
عم شفيق: طيب يا مروان، بس أنت واقف فين؟
مروان: على أول الشارع زي ما قلت لك، متقلقش يا عم شفيق، لو حصل حاجة اتصل بي بس وهتلقني عندك.
عم شفيق: طيب يا مروان، سلام.
مروان:”مع السلامة يا عم شفيق.”
وقفل الخط، وحط تليفونه على الكرسي اللي جنبه: “يارب تبقى كويسة.”
وسند راسه على الكرسي بقلق.
في شقة عم شفيق:
في الصالة:
عم شفيق بقلق: يارب استر، وبيتصل بنجمه.
في شقة نجمة:
في غرفة نجمة:
قاعدة نجمة على السرير، وحاطة راسها على الخدّدية،
ومنهارة في العياط.
ورن تليفونها على المكتب، وسمعته، ورفعت راسها وبصت
له.
وقامت من على السرير، وراحت ناحية المكتب، وبصت لتليفون، لقيت عم شفيق هو اللي بيتصل وباستغراب:
“عم شفيق؟”
وأخذت التليفون، وحطت ايدها علي وشها ومسحت
دموعها، وشالتها، وفتحت الخط:
“ألو؟”
عم شفيق بتعب وبصوت منخفض: الو، ايوه يا نجمة.
نجمة (باستغراب): ايوه يا عم شفيق، مالك موطي صوتك ليه؟
عم شفيق بتعب وبصوت منخفض: ها، أصل تعبان شوية.
نجمة (بخوف): إيه تعبان؟
عم شفيق: ايوه يا نجمة.
نجمة (بقلق): مالك يا عم شفيق، ما أنت كنت كويس من شوية وأنت بتكلمني؟ إيه حصلك؟
عم شفيق: مش عارف يا نجمة، حاسس إني دايخ.
نجمة (بخوف): دايخ؟ أنا جاي لك حالا يا عم شفيق.
عم شفيق: طيب هو جمال نايم؟
نجمة: آه، بابا نايم يا عم شفيق، بس أنا هصحيه ونجيلك على طول.
عم شفيق: لا يا نجمة، بلاش تصحيه.
نجمة (باستغراب): بلاش اصحيه؟
عم شفيق: ايوه، خليه نايم مرتاح وبلاش تصحيه. هيتخض عليه وأنا كويس، بس حاسس بدوخة. بس تعالي أنتي يا نجمة، ولا قولك بلاش خليكي تذاكري.
نجمة (بقلق): بلاش إزاي يعني يا عم شفيق، أنا جاي لك حالا. سلام.
عم شفيق : مع السلامة. وقفل الخط. معلش يا نجمة، لازم أعمل كده علشان ماتتعبيش تاني وتفقدي الوعي. وربنا يستر بقي.
في شقة نجمة:
في غرفة نجمة:
“وحطت نجمة تليفونها على المكتب، وراحت مسرعة
للسرير، واخدت المفتاح وحطته في جيبها. وجريت وخرجت من الغرفة، وبتجري، وراحت لباب الشقة، فتحته، وخرجت وقفّلته وراها.
ونزلت مسرعة على السلم.”
في عربية مروان:
مروان (بقلق): “أما أنزل أشوف… نجمة نزلت كده ولا لا
من بيتها ؟”
“وفتح باب العربية، ونزل، وراح عند بيت في أول الشارع ووقف جنبه.”
وبينظر على بيت نجمة:
– “يا ترى نجمة خرجت… ولا لسه؟”
وخرجت نجمة من بيتها مسرعة، و رايحة على بيت عم شفيق بقلق.
وبينظر مروان على بيت نجمة، لقى نجمة خرجت من بيتها ورايحه على بيت عم شفيق.
ولنفسه بابتسامة:
– “أهي خرجت لوحدها… معنى كده إن أول خطوة نجحت.”
وبقلق:
– “يارب بقى تنجح الخطوة التانية.شكلها قلقانة أوي… أنا ماكنتش أعرف إنها بتحب عم شفيق أوي كده.بس كويس إنها بتحبه كده…علشان ده هيخلي الخطة تنجح… وتبطل عياط.”
ودخلت نجمه بيت عم شفيق
وبينظر لها مروان، وقال لنفسه:
– “أهي دخلت بيت عم شفيق… هتبدأ بقى الخطوة التانية.”
والتفت على بيت عم شفيق بقلق.
وطالعه نجمة جري على السلم، ووقفت قدام شقة عم شفيق، ورنت الجرس.
سمع عم شفيق صوت الجرس بقلق:
– “أهي نجمة جات.”
والتفت لباب الشقة:
– “لازم أبين بقي إني تعبان.”
وقام من على الكرسي، ورايح عند الباب.
نجمة بنهج: “افتح يا عم شفيق… أنا نجمة!”
وبتخبط على الباب.
وسمع عم شفيق صوت نجمه، وقال لنفسه بقلق:
– “شكلها خايفة عليّ أوي…معلش يا نجمة، مضطر أعمل
كده علشانك.”
ووقف قدام الباب، وأخد نفس، وفتح الباب،ونظر لها بتعب.
نجمة (بخوف وبنهج): “عم شفيق!”
ودخلت الشقة:
– “أنت كويس؟”
عم شفيق بتعب بصوت منخفض: آه يا نجمة، كويس.
نجمة: كويس إيه؟ أنت باين عليك تعبان أوي. تعال أما أوديك على المستشفى.
عم شفيق: ها، لا يا نجمة مافيش داعي، دي دوخة بسيطة وهبقى كويس.
نجمة: إزاي بس يا عم شفيق؟ مافيش داعي، لازم الدكتور يشوفك عندك الدوخة دي من إيه؟ تعال يلا.
عم شفيق: لا يا نجمة، ما أنا عارف الدوخة دي من إيه.
نجمة (باستغراب): عارف؟
عم شفيق: أيوه، الضغط علي شوية وأنا أخدت الحباية وهبقى كويس.
نجمة (بقلق): طيب يا عم شفيق، تعال علشان ترتاح. وحطت ايدها دراعه.
عم شفيق: طيب استني يا نجمة، أفقل الباب لحد ما يخش.
نجمة: أنا هقفله يا عم شفيق.
عم شفيق: طيب.
وقفلت نجمة الباب: تعال يا عم شفيق ارتاح في أوضتك.
عم شفيق: لا يا نجمة، تعالي نقعد في الصالة.
نجمة: لا يا عم شفيق، ارتاح أحسن في اوضتك. يلا.
عم شفيق: لا يا نجمة، أنا عاوز أقعد شوية في الصالة. وبعدين، ماتقلقيش بما إن أخدت الحباية، فأنا هبقى كويس. يلا تعالي بقي علشان أنا مش قادر أقف.
نجمة: ما أنا علشان كده يا عم شفيق بقولك لازم ترتاح في اوضتك. أحسن.
عم شفيق: لا يا نجمة، أنا عاوز أقعد في الصالة شوية. تعالي يلا.
نجمة: “طيب… يلا.”
ومشت، ومسكت دراعه
–على مهلك.
وماشي عم شفيق، وبابتسامة: “متخافيش يا نجمة… أنا كويس.”
نجمة: طيب، بس على مهلك برده.
عم شفيق: طيب.
ووقفت نجمة قدام الكرسي: “اقعد يا عم شفيق… ارتاح.”
ووقف عم شفيق بابتسامة: “طيب.”
وقعد.
وسابت نجمة دراعه، وقعدت قصاده على الكرسي، بخوف:
– “أنت كويس يا عم شفيق… مش كده؟”
عم شفيق: أها، يا حبيبتي، كويس. متقلقيش.
نجمة بارتياح: طيب، الحمد لله.
عم شفيق: بس أنتِ مالك؟
نجمة: ها، مالي يا عم شفيق؟ ونظرت للأرض، “ما أنا كويسة أهو.”
عم شفيق: أمال شكلك زي ما تكون معيطه ليه كده؟
والتفت له نجمة: “ها… ما عيطه إيه يا عم شفيق؟”
وبابتسامة:
– “مش ما عيطه ولا حاجة.وبعدين… دي تاني مرة تسألني إذا كنت معيطه ولا لأ.هو أنت عاوزني أعيط ولا إيه يا عم شفيق؟لو عاوزني أعيط… مافيش مشكلة، أعيط لك مخصوص.”
عم شفيق: لا يا نجمة، طبعا مش عاوزك تعيطي، بس أنا بطمن عليكِ، مش أكتر.
نجمة: اطمن يا عم شفيق، أنا كويسة.
عم شفيق: مش باين يا نجمة إنك كويسة.
نجمة (باستغراب): ها، إيه اللي خلاك تقول كده يا عم شفيق؟ هو أنا باين علي وشي حاجة؟
عم شفيق: أيوه، باين يا نجمة. علشان كده أنا سالتكِ: “أنتِ كويسة ولا لأ؟” وخلي بالك يا نجمة، أنتِ وعدتيني إنك مش هتخبي عليه حاجة، ولو عرفت إنك خبتي عليه، هزعل منك ومعتش هكلمك.
وبتنظر له نجمة ونزلت الدموع من عينيها:
– “بصراحة يا عم شفيق، أنا مش كويسة زي ما قلت لك.”
عم شفيق (بقلق): ليه يا نجمة يا حبيبتي؟ بس مش كويسة؟ وليه بتعيطي؟ قولي لي، في إيه يانجمه؟
ونازله نجمه الدموع من عينيها:
– “هقولك يا عم شفيق… علشان مش قادرة أستحمل الوجع اللي جوايا ده.”
عم شفيق (بخوف): وجع؟
و منهارة نجمة من العياط وهزت راسها بنعم.
عم شفيق: وجع إيه يا نجمة؟ بطلي عياط وقولي لي مالك بس.
ومنهارة نجمة من العياط:
–” تعبانة أوي يا عم شفيق، ونفسي أصرخ بس مش عارفة.”
عم شفيق (بقلق): ليه بس يا حبيبتي؟ إيه اللي حصل لده كله؟ بس علشان تبقي في الحالة دي؟
نجمة: مروان يا عم شفيق.
عم شفيق: ماله مروان يا نجمة؟ بطلي عياط علشان أفهم منكِ، أنتِ عاوزة تقولي إيه؟
نجمة: “طيب.”
وحطّت إيديها على وشها، ومسحت دموعها.
عم شفيق: “أيوه كده… قولي بقى براحه.ماله مروان؟ حصله حاجة؟”
وشالت نجمة إيديها من على وشها:
– “لا يا عم شفيق… هو كويس، بس….”
عم شفيق (باستغراب): بس إيه يا نجمة؟
نجمة (بحزن): “بس هو…”
وبتحكي له على اللي حصل.
عم شفيق لنفسه بقلق: مروان معاه حق يا نجمة، منهارة من العياط وحالتها صعبة، كان لازم فعلاً تتكلم مع حد، وإلا كان هيجرالها حاجة لو فضلت تعيط كده زي ما هو قال.
وحكت له نجمة اللي حصل، بحزن:
– “شوفت يا عم شفيق؟”
وانهارت في العياط:
– “مروان مفكرني إيه؟”
عم شفيق: أنا مش قلت لكِ كده يا نجمة؟ إنك اللي عملتيه
ده معاه في الكافيه غلط، وماكنش ينفع إنك تعملي كده.
ومنهارة نجمة من العياط:
– “أيوه يا عم شفيق… قولت لي.بس ده فاكرني بنت مش كويسة يا عم شفيق.”
وانهارت أكتر في العياط.
عم شفيق: اهدي يا نجمة بس، وبطلي عياط. هو أنتِ ليه زعلانة من مروان كده؟ هو طبيعي يفكر فيكي كده بعد اللي أنتِ قلتيه له.
نجمة: أنا مش زعلانة منه يا عم شفيق، أنا مسامحاه.
عم شفيق (باستغراب): مسامحاه؟
نجمة: آه.
عم شفيق: طيب، ليه بقي بتعيطي و منهارة من العياط كده يا نجمة، بما إنك مسامحاه؟
نجمة: علشان مش قادرة أنسى اللي هو قاله لي يا عم شفيق، أنا لسه سامعة صوته وهو بيقول لي الكلام ده في وداني، ومش راضي يروح أبداً. ومن ساعتها وأنا بعيط، مش قادرة أوقف عياط. قولي أعمل إيه يا عم شفيق، أنا مش قادرة أستحمل الوجع اللي جوايا ده.
عم شفيق (بقلق): تعملي إيه؟
نجمة: أيوه، قولي يا عم شفيق، وأنا هعمله علشان أرتاح.
عم شفيق: هقولك يا حبيبتي. أول حاجة لازم تعمليها إنك تهدي وتبطلي عياط، علشان اللي عملها في نفسك ده مش كويس علشانك يا نجمة.
نجمة: أنا مش عارفة أبطل عياط يا عم شفيق، مش قادرة أسيطر على دموعي دي، كل ما أحاول أسيطر عليها ومعيطش، ترجع تاني وتنزل. يا عم شفيق، وأعيط.
عم شفيق: هي بتنزل علشان أنتِ بتفكري في اللي قاله مروان لك لسه يا نجمة. حاولي يا حبيبتي تنسي اللي حصل ده وماتفكريش فيه.
نجمة: والله مش عارفة أنسى يا عم شفيق، من ساعة ما
هو قاله لي، وهو مرحش عن بالي دقيقة واحدة يا عم شفيق.
عم شفيق: لدرجتي كلام مروان مزعلك يا نجمة؟
نجمة: مزعلني؟ دي كلمة قليلة يا عم شفيق، أنا حاسة زي ما يكون ضربني بسكينة في قلبي يا عم شفيق، ومش قادرة أستحمل.
عم شفيق: اما هو كده يا نجمة، سامحت مروان إزاي، بما إنك حاسة بكل الوجع ده؟
نجمة: مش عارفة يا عم شفيق، والله أنا سامحته إزاي؟ بس كل اللي أعرفه إن أنا مش زعلانة منه، بس إزاي معرفش. ساعدني يا عم شفيق، أخلص من الوجع ده.
عم شفيق: ما أنا قلت لك يا نجمة لازم تهدي. حاولي كده تبطلي عياط وتهدي. يلا يانجمه، أنتِ قوية يا حبيبتي، ومش كلام زي ده هو اللي يعمل فيكي كده. يلا يا حبيبتي، قومي اغسلي وشكِ وماتفكريش في الكلام ده تاني. فكري بس إنك لازم تبقي كويسة وبس، مش أكتر من كده. مروان غلط واعتذر لكِ على الغلط ده، وأنتِ سامحتيه، وخلاص الموضوع انتهى. يبقى ماتفكريش فيه تاني. وبعدين، أنتِ هتشوفي مروان تاني يعني؟
نجمة: “لا يا عم شفيق… معتش هشوفه تاني.أنا قلت له…
إني معتش عاوزة أشوف وشه تاني.”
وانهارت أكتر في العياط، وحطّت إيديها على وشها.
عم شفيق (باستغراب): طيب، وأنتِ زعلانة ليه كده يا نجمة؟ أنتِ عاوزة تشوفيه تاني يعني، ولا إيه؟
نجمة وهي حاطه ايديها على وشها و منهارة من العياط:
– “مش عارفة يا عم شفيق… مش عارفة.”
عم شفيق (بقلق): “طيب يا حبيبتي… قومي يلا.”
وقام، ومسِك إيدها اللي هي حطها على وشها:
– “يلا يا حبيبتي… قومي معايا.”
وشالت نجمة إيدها التانية من على وشها، وهي منهارة
من العياط:
– “أقوم على فين يا عم شفيق؟”
عم شفيق: تقومي تغسلي وشكِ ده وتبطلي عياط، علشان مش نجمة اللي تعيط بشكل ده. نجمة اللي أنا عارفها قوية وبترمي أي حاجة مزعلها وراها ضهرها، وما بتفكرش فيها. بتفكر بس ازاي تبقي مبسوطة وبس. يلا قومي.
وقامت نجمة بحزن.
عم شفيق: “يلا، روحي اغسلي وشكِ، وما تفكريش في أي حاجة تانية.خلاص… اللي حصل حصل.انسي يا نجمة علشان ترتاحي.عاوزة تعيشي في الدنيا دي مرتاحة؟ لازم تنسي أي حاجة تكون مزعلاكي.علشان أي حاجة مزعلاكي… متستاهلش إنك تقعدي تفكري فيها وتعيطي بالشكل ده.
يلا يا حبيبتي، روحي اغسلي وشكِ.ولما تجي… هحكيلك حكاية هتعجبك أوي.”
نجمة (باستغراب): حكاية زي اللي كنت بتحكيهم لي وأنا صغيرة؟
عم شفيق: أيوه. يلا بقي، روحي اغسلي وشك.
نجمة (بابتسامة): طيب يا عم شفيق. ومشت.
وبينظر لها عم شفيق وهي ماشية بقلق، وقال لنفسه:
– “الحمد لله… هَدِت شوية.”
وقعد.
ودخلت نجمة الحمام.
وبعد شوية، خرجت وراحت عند عم شفيق بابتسامة:
– “قولي بقى يا عم شفيق… حكاية إيه دي اللي أنت هتحكيهالي؟”
عم شفيق: أيوه كده، وشك نور. ازاي لما ابتسمتي؟ خليكي دايمًا بتبتسمي كده وماتخليش الابتسامة دي تروح أبدًا.
نجمة: ربنا يخليك لي يا عم شفيق، وقعدت قصدًه على الكرسي.
عم شفيق (بابتسامة): ويخليكي لي يا نجمة.
نجمة: طيب قولي بقى الحكاية اللي أنت قلت لي عليها.
عم شفيق: هقولك يا حبيبتي.
في أول الشارع:
ووقف مروان جنب بيت، وبينظر على بيت عم شفيق،
وقال لنفسه بقلق:
– “يا ترى إيه اللي بيحصل فوق؟ ونجمة عاملة إيه؟
يا رب يكون عم شفيق عرف يهديها ويخليها تبطل عياط… علشان ما تتعبش.بس… اتأخرت ليه كده؟ فوق تلقيها نازلة على السلم؟أما أشوف… عم شفيق اتصل بي ولا لأ؟”
ونظر في إيده، ملقاش حاجة، وباستغرب:
– “تليفوني فين؟ ما هو كان معايا من شوية…تلقيه نسيته في العربية.”
وراح عند العربية، وفتح الباب،لقى التليفون على الكرسي، وأخده وقفل الباب.
وفتحه، ملقاش عم شفيق اتصل…
– “لسه عم شفيق مااتصلش… مش مشكلة.
تلقي نجمة لسه عنده. بس بما إنها اتأخرت كده، يبقى الخطة ماشية كويس…وتلقي عم شفيق بيهديها دلوقتي.”
وراح عند البيت ووقف جانبه، ونظر لبيت عم شفيق.
في شقة عم شفيق:
في الصالة:
وبيحكي عم شفيق لنجمة.
وضحكت نجمة.
وحكى لها عم شفيق الحكاية بابتسامة:
– “بس يا ستي… إيه رأيك؟ عجبتك؟”
وبتضحك نجمة: “ودي عاوزة كلام يا عم شفيق! طبعاً عجبتني.”
وبطّلت ضحك.
عم شفيق: “طيب… كويس إنها عجبتك.”
نجمة (بابتسامة): احكي لي كمان واحدة يا عم شفيق.
عم شفيق: لا، كفاية كده يا حبيبتي، الوقت اتأخر وأنتِ لازم تنامي. يلا قومي روحي علشان ترتاحي شوية. ولا أقولك خليكي ونامي عندي النهاردة؟
نجمة: كان نفسي يا عم شفيق، حتى تحكلي شوية حكايات كمان. بس مش هينفع علشان بابا ممكن يصحى. ولو ما شافنيش في غرفتي هقلق عليه، علشان أنا مصحتوش زي ما أنت قلت لي، وكمان أنا مش عاوزة يعرف حاجة يا عم شفيق عن اللي حصل ده. ماشي؟
عم شفيق: من غير ما تقولي يا نجمة، أنا مش هقوله حاجة. يلا بقي، روحي نامي وماتفكريش في حاجة غير في الحكاية اللي أنا حكته لك دي. مش هي عجبتك؟
نجمة (بابتسامة): عجبتني أوي يا عم شفيق.
عم شفيق: طيب خلاص، فكري فيها بقي وأنتِ هتنامي. ماشي؟
نجمة: ماشي يا عم شفيق، بس أنت بقيت كويس؟
عم شفيق: آه يا حبيبتي، بقيت كويس.
نجمة: طيب لو حاسة بأي تعب اتصلي بي على طول وأنا هجي لك. ماشي؟
عم شفيق: ماشي يا حبيبتي، متخافيش. أنا بقيت أحسن الحمد لله، وهتدخل انام على طول.
نجمة: طيب يا عم شفيق، تصبح على خير. وقامت.
عم شفيق (بابتسامة): وانتِ من أهله يا حبيبتي، وهيقوم.
نجمة: إيه رايح فين؟ عاوز حاجة؟ لو عاوز حاجة أنا هجيبه لك.
عم شفيق: لا يا نجمة، مش عاوز حاجة. أنا هوصلك لغاية الباب.
نجمة: لا يا عم شفيق، ارتاح أنت. وأنا عارفة مكان الباب فين.
عم شفيق: بس يا نجمة.
وقطعت نجمة كلامه: مابسش يا عم شفيق، هو أنا غريبة؟ ده بيتي ولا إيه؟
عم شفيق: آه طبعاً يا حبيبتي، بيتك.
نجمة: يبقى خلاص، ارتاح أنت، يلا تصبح على خير.
عم شفيق (بابتسامة): وانتِ من أهله. وزي ما قلت لك يا نجمة، ماتفكريش في حاجة غير الحكاية ونامي وارتاحي، ماشي؟
نجمة (بابتسامة): ماشي يا عم شفيق.
عم شفيق: نجمة.
نجمة: خلاص يا عم شفيق، أوعدك إني مش هفكر في حاجة غير الحكاية، وهروح أنام على طول، تمام كده؟
عم شفيق (بابتسامة): تمام يا حبيبتي.
نجمة: طيب، يلا سلام.
عم شفيق: مع السلامة.
ومشت نجمة.
“وبينظر لها عم شفيق وهي ماشية بابتسامة.
وراحت نجمة عنده باب الشقة، ووقفت، والتفت له
بابتسامة،وبعدين فتحت الباب وخرجت وقفّلته وراها.”
عم شفيق: “أما أتصل بقى بمروان.”
وأخذ تليفونه من على الترابيزة، وبيتصل بيه.
في الشارع:
ورَن تليفون مروان ونظر فيه، لقى عم شفيق هو اللي
بيتصل وقال لنفسه بلهفة:
–”عم شفيق!”
وفتح الخط:
– “ألو؟”
ونظر على شماله.
عم شفيق: الو، أيوه يا مروان.
مروان:
– “أيوه يا عم شفيق.”
والتفت قدامه بالصدفة، لقى نجمة خرجت من بيت عم شفيق وبتبتسم، فابتسم وقال:
– “الخطة نجحت يا عم شفيق… مش كده؟”
ورايحه نجمة على بيتها.
عم شفيق (باستغراب): وعرفت إزاي يا مروان؟
وبينظر مروان لنجمة وهي ماشية بابتسامة:
– “من وش نجمة يا عم شفيق.”
عم شفيق: وش نجمة؟
مروان: أيوه يا عم شفيق.
ودخلت نجمة على بيتها.
عم شفيق: وهو إنت شوفت وش نجمة إزاي يا مروان؟
مروان: “ما أنا واقف على أول الشارع يا عم شفيق،وشوفتها وهي طالعة من بيتك… وهي بتبتسم.”
عم شفيق: “آهااا…
مروان: أنا مش عارف أشكرك إزاي يا عم شفيق على اللي عملته ده.
عم شفيق: أنا اللي مش عارف أشكرك إزاي يا مروان. لولاك كانت نجمة لسه بتعيط دلوقتي وكان جرى لها حاجة لا قدر الله، بس الحمد لله ده ما حصلش. وخليتها تضحك تاني يامروان.
مروان: لا يا عم شفيق، أنت اللي لولاك ما كانش ده حصل، ونجمة ضحكت تاني وبطلت عياط. بس قولي يا عم شفيق، هي مشكتش في حاجة؟
عم شفيق: لا يا مروان، الحمد لله ما شكتش. وفكرتك كانت عبقرية يامروان، وخصوصا لما قلت لي إن أحكي لها حكاية دي، اللي خلتها تنسى اللي حصل وتضحك تاني يامروان.
مروان: طيب الحمد لله إنها ضحكت تاني يا عم شفيق. أنت متعرفش أنا كنت مضايق قد إيه لما شايفها في الحالة دي.
عم شفيق: معاك حق يا مروان. أنا كمان اتضايقت لما شوفت حالتها كده. ما كنتش فاكر إن الكلام اللي انت قولتها خليها تنهار بشكل ده. أنت كان معاك حق إن لازم نتصرف علشان نساعدها انها تخرج من الحالة اللي هي فيها دي. بس إنت عرفت منين إنها بتحب الحكايات يامروان ؟
مروان: أنا معرفش يا عم شفيق إنها بتحب الحكايات.
عم شفيق: متعرفش؟
مروان: أيوه، أنا ماكنتش أعرف يا عم شفيق إنها بتحب الحكايات.
عم شفيق: أمال إيه اللي خلاك تقولي أحكي لها حكاية بما إنك متعرفش إنها بتحب الحكايات؟
مروان: علشان نجمة بتحب الكتابة يا عم شفيق، وإنت قلت لي كده، وكمان بتكتب روايات، فأكيد بتحب الحكايات ياعم شفيق علشان الروايات اللي هي بتكتبها حكايات برده علشان كده قولتلك تحكي لها حكاية. بس أنا كان غرضي إني ألهيها عن اللي حصل ده وماخليهاش تفكر فيه، بس مش أكتر. بس إنتِ اظهار حكيت لها حكاية حلوة علشان كده خارجه بتبسم، مش كده؟
عم شفيق: أيوه، حكيت لها حكاية حلوة وعجبتها أوي وكانت بتضحك. تعرف يا مروان، من وهي صغيرة كانت بتجي تقعد جنبي وتقول لي يا عم شفيق احكي يلا حكاية، وكنت بحكي لها حكايات، وتقعد تضحك عليها وما كانتش تبطل ضحك طول النهار يامروان. ولغاية دلوقتي بتحب الحكايات اللي أنا بحكي لها، وتقعد تضحك برده. يا رب تفضل تضحك كده على طول وما تزعلش تاني.
مروان: يا رب يا عم شفيق. وعلى العموم بما إنها مش هتشوفني تاني، يبقى هتكون كويسة وهتفضل تضحك.
عم شفيق: أنت مصير برده يا مروان إنك تعمل كده ومتخلهاش تشوفك تاني.
مروان: لازم أعمل كده يا عم شفيق، علشان لو شافتني هتفتكر اللي أنا قلته لها ده تاني، وهترجع تاني للحالة اللي كانت فيها دي، وتنهار من العياط يا عم شفيق، ويبقى كل اللي إحنا عملناه ده راح على الفاضي، وأنا مش هسمح بده يحصل وترجع نجمه تاني للحالة اللي كانت فيها دي ويحصل لها حاجة. علشان كده لازم أبعد خالص، وهي هتبقى كويسة لو بعدت، صدقني. وإلا ما كنتش طلبت مني إنها مش عاوزة تشوف وشي تاني، وأنا كمان هبقى كويس، وكفاية اللي حصل لغاية كده بقي يا عم شفيق.
عم شفيق: طيب يا مروان، بما إن ده هيريحك، اعمله. بس بقولك إيه، إنت هتبعد عن نجمة يعني مش عني، ماشي؟ يعني أبقى تعال يا مروان.
مروان: لا يا عم شفيق، مش هقدر اجي لك علشان نجمة ماتشوفنيش ومتزعليش مني، بس أنا مش هقدر اجي تاني هنا علشان لو جيت يبقى أنا كده معملتش حاجة ياعم شفيق.
عم شفيق (بقلق): يعني إيه يا مروان؟
مروان: يعني أنا لازم أبعد خالص يا عم شفيق علشان نجمة تقدر تنسي كل اللي حصل من يوم ما قابلتني في الكافيه، وأنا كمان لازم أنسى إني عرفتها. علشان كده مش هقدر اجي هنا تاني يا عم شفيق. وإنت لو عاوز تشوفني في أي وقت كلمني، ونتقابل بره أو زي ما قلت لك تعال على البيت وانت تنورني طبعاً ونقعد نتكلم. بس سامحني يا عم شفيق مش هقدر والله أجي هنا تاني.
عم شفيق: طيب يا مروان، خلاص أنا مش هضغط عليك أكتر من كده، وأنا هبقى أكلمك علشان أشوفك.
مروان: ماشي يا عم شفيق، كلمني في أي وقت، وأنا آسف علشان صحيتك من النوم و ازعجتك بس.
وقطع عم شفيق كلامه: “إيه اللي أنت بتقوله ده يا مروان؟
أنت مزعجبتنيش ولا حاجة، يا بالعكس…أنا مبسوط إنك عملت كده وفكرت انك تجي لي يا مروان.ولو ما كنتش عملت كده، كنت هزعل منك.وبعدين ده بيتك، وتجي في أي وقت يا مروان.و متقولش كده تاني علشان مزعلش منك… ماشي؟”
مروان: “ماشي يا عم شفيق… وربنا يخليك لي.”
عم شفيق: ويخليك لي يا مروان.
مروان: “طيب، أسيبك بقى علشان تنام.الوقت اتأخر، وانت لازم تنام.تصبح على خير يا عم شفيق.”
عم شفيق: وانت من أهله يا مروان، مع السلامة.
مروان: “سلام يا عم شفيق.”
وقفل الخط،ونظر على بيت نجمة بابتسامة.
في بيت نجمة:
طلعت نجمة شقتها، فتحت الباب ودخلت، وقفّلته براحة.
وراحت على غرفة والدها، وفتحت الباب، وسرجت النور.
لقت والدها نايم، فابتسمت، وطفت النور، وخرجت وقفّلت الباب براحه.
“وراحت على غرفتها، ودخلت، وسرّجت النور، وقفّلت الباب.
وحطّت مفتاح الشقة على المكتب:
– أما أروح أنام بقى.”
وراحت عند الدولاب، قلعت العباية وحطّتها فيه.
وطفّت النور، وراحت عند السرير، وأخذت نفس، وقعدت.
وشدّت الغطا، وأخذت الخدّدية في حضنها… ونامت.
في الشارع:
مروان بابتسامة: “تصبحي على خير يا نجمة.”
وراح عند عربيته، وركب.
وبيتحرّك، والتفت من شباك العربية، وبص على بيت نجمة.
والتفت قدامه، وتحرك.
في شقة عم شفيق:
في الصالة:
عم شفيق بارتياح: الحمد لله إن نجمة بقيت كويسة بعد
اللي حصل ده، وإن الموضوع عدى على خير ها أما أقوم أنام.
وقام، وراح عند باب الشقة، وطفى النور، وراح على غرفته
في عربية مروان:
وسايق مروان العربية، وبينظر قدامه، وقال لنفسه:
“الحمد لله إن نجمة نسيت اللي أنا قولته لها وضحكت تاني.
بس…” (وبضيق)
“أنا مش فاهم… إزاي تعمل في نفسها كده علشان مشهد مش عارفة تعمله؟معقول تشوّه سمعتها زي ما عم شفيق قال… علشان مشهد مش عارفة تعمله؟هي إيه… ما فكّرتش ولو لحظة حتى إنها ما تنفعش تعمل كده؟أنا مش فاهم… إزاي تفكر في مشهد وما تفكرش في سمعتها؟معقول الكتابة عندها أهم من سمعتها؟يعني علشان ما فكّرتش غير فيها… وسمعتها دي ما تهمهاش خالص؟إزاي بس تعمل كده؟وأنا مضايق ليه كده؟ ما هي حرة تعمل اللي هي عاوزاه.أنا مالي… أديني هرتاح منها، ومعتش هشوفها تاني،ولا عاد هيحصلي مشاكل.
أحسن برده إني مش هشوفها تاني.”
ووصل أمام الفيلا، ووقف قدامها، وبيزمر بالعربية.
ونايم جاد، وهو قاعد على الكرسي جانب البوابة.
وبيزمّر مروان بالعربية.
وفاق جاد على صوت تزمير العربية بنعاس:
“مين اللي جاي دلوقتي ده؟”
وقام:
“تلقيه مروان بيه.”
وفتح البوابة، وبينظر، لقى مروان بيه.
وشغل مروان العربية وتحرك ودخل الفيلا.
وبينظر جاد للعربية وهي ماشية، وقال لنفسه بقلق:
“ربنا يستر ومايزعقليش.”
والتفت للبوابة، وقفّلها، ونظر للعربية مروان بيه.
ووقف مروان العربية،وأخذ تليفونه من على الكرسي اللي جنبه،ونزل، ورايح ناحية باب الفيلا.
وبينظر له جاد وهو عند البوابة، وقال لنفسه باستغراب:
“ايه ده يا مناديش عليه وماشي، هو مش هيزعلقي ولا ايه؟
باين عليه نسي ان انا كنت نايم… بس نسي ازاي؟ده مروان بيه عمره ما نسي حاجه فيها غلط.تلقيه نسي علشان كان مستعجل.المهم انه نسي، الحمد لله… والا كان هيرفدني.
الحمد لله عدت علي خير… وربنا ستر.”
وقعد على الكرسي اللي جانب البوابة.
وراح مروان عند باب الفيلا ووقف،وهيحط إيده على الجرس، وقال لنفسه:
“لا، بلاش أرن الجرس… لماما وكريم يصحوا.ولو صحوا، هيقعدوا يسألوا أنا كنت فين دلوقتي،ومش هعرف أقولهم حاجة… بلاش أحسن أرن الجرس.أمال أعمل إيه بس دلوقتي؟هفضل واقف كده لغاية الصبح؟أعمل إيه بس؟”
وبيفكّر:
“أيوه… أدخل من الجنينة.”
ومشي.
وبينظر له جاد، وقال لنفسه باستغراب:”ايه ده؟ هو مروان بيه رايح فين؟وبعدين… ما دخلش ليه الفيلا؟هو كان واقف عند باب الفيلا…تلاقيه هيقعد في الجنينة شوية،بس ده الوقت متأخر… هو مش هينام ولا إيه؟وأنا مالي… خليني ما أبصلوش أحسن،بدل ما يفتكر ان انا كنت نايم ويزعقلي.
وأنا ما صدّقت إنه نسي…ما أبصلوش أحسن وخلاص…
بدل ما أفكّره.”
(والتفت للبوابة.)
وراح مروان على الجنينة وماشي،واتذكّر نجمة وهي منهارة من العياط،فظهر على وجهه علامات الحزن. ودخل الفيلا.
وبيلتفت جاد على الجنينة، ملقاش حد، وقال لنفسه باستغراب:”هو مروان بيه راح فين؟إيه ده؟ ما هو كان ماشي دلوقتي!تلاقيه غيّر رأيه ومش هيقعد في الجنينة، ودخل ينام… أحسن برده.بدل ما يقعد في الجنينة ويبص لي ويفتكر ان انا كنت نايم.ولو افتكر… هتكون ليلة مش فايتها.
خليه ينام أحسن.”
(والتفت للبوابة.)
جوه الفيلا:
وطالع مروان على السلم، وبيتذكّر نجمة وهي منهارة من العياط بحزن.
وراح على غرفة والدته، وفتح الباب، ودخل الغرفة.
وسرج النور، لقى والدته نايمة، ومدّ إيده وهيطفّي النور.
وبتتقلب والدته على السرير،وفتحت عينيها، ونظرت، لقيت مروان واقف، وقالت باستغراب:
– “مروان؟”
والتفت لها مروان بدهشة…………. نتبع
بقلم :Asmaa Salah
• تابع الفصل التالى ” رواية عرض جواز ” اضغط على اسم الرواية