رواية حلال منسي الفصل الثانى 2 – بقلم اية طه
البارت 2
في بيت الراجل الغامض
حط حبيبة على فرش ممدود جنب الكانون، و بيحط كمادات على جبهتها.
رشاد شيخ المطاريد:
يا ترى انتى حكايتك ايه علشان يرموكي اكديه بين الحيا والموت للديابه تنهش فيكي شكلك بيقول انك بت حلال بس كلكم صنف واحد زباله وبالذات اللى بيحو يترموا اهنيه كلهم بيكونو خطايا وبيغسلوا عارهم بس انتي ربنا كتب ليكي عمر تاني… و العلامة داي ديه حد كان ناوي يخلص منيكي خالص… مش جرح طبيعي ديه
يبقى اللي عمل فيها اكديه خطف الواد وسابها تموت… يا لهوي يا دنيا!
حبيبة بتحاول تفتح عينيها بصعوبة، وبتهمس بصوت ضعيف جداً:
ابني… ولدي… فين؟ اااه يدي… انت مين عاد وليه مربطني اكديه…. حلني خليني اروح اجيب ولدي الله يخليك..
رشاد: اقفلي خشمك ومتنطقيش بحرف واصل….الحق عليا نجيتك من الديابه اللى كانت بتنهش فيكي وبعدين انا ايش دراني بولدك فين مش لما تعرفي مين ابوه فى الاول ياخاطيه وطلوع من اهنيه مش هيحصول واصل انتى بتخدميني لاخر عمرك واعتبريه كفاره ذنبك وردك للجميل.
حبيبة بصوت مكسور:
اسمي… حبيبة… واللي سرق ابني… مرات… مرات العمدة…وابني بيكون ابن العمده عمران…. انا مش خاطيه انا واحده مغلوبه على امرها استغل ضعفي وقله حيلتي… الله يخليك بس اجيب ابنى واللى انت رايده اعملهولك..
رشاد:
إيه؟! مرات العمدة!! مفكره اني هصدق الحكي الماسخ ديه.. مغلوبه على امرك عاد واللى كله بمزاجك ولما فضيحتك بانت عليكي رموكي اهنيه علشان يخلصوا منيكي…. انا مليش صالح بولدك ديه انتى ختكون جاريه اهنيه تخدمينى وملكيش طلوع من الجبل ديه ولو عملتلي وجع راس برميكي للديابه برا انتى ملكيش عازه ولا تسوى…
حبيبه بدموع: انا مش خاطيه… وربي مش خاطيه هو اللى كان ربنا مديله قوة بيستقوى بيها على بنات الناس بس ولدي متخلاش عنه واصل وانا اكديه اكديه ميته بس سبني اروح اجيب الواد وجميلك ديه على راسي من فوق واخدمك طول العمر… بس الله يخليك صدقني وساعدني لوجه الله..
بيبص عليها رشاد باستحقار ويسبيها ويطلع غرقانه في دموعها ووجع روحها قبل جسمها..
******************
في دار العمدة – بعد العصر
العمدة الكبير حمدان قاعد في المندره، والمهنيين حواليه، وإسراء بتضحك وهي شايلة الطفل، والكل بيزغرط.
واحد من الضيوف يقول:
مبروك يا هانم… ولي العهد جه ينور الدار… ربنا يباركلك فيه ويشوفه أبوه راجل زيه.
إسراء تبتسم بخبث، وتبص في عيون حمدان:
إن شاء الله يكون خير خلف لخير سلف… وحيد العز يا ناس..
بعد المغرب
إسراء قاعدة في اوضتها، وبتبص لعيل بنظرة مش مفهومة، حب؟ ولا خوف؟ ولا انتصار؟!
وفجأة… الباب بيخبط خبطة قوية.
الدادة خافت وقالت:
مين اللي بيخبط اكديه وفي ساعة زي ديه؟
صوت راجل من بره:
افتحي يا داده… أنا عمران!
الدادة قامت جري تفتح، ودخل عمران، هدومه متغبرة، ووشه مرهق، باين عليه السفر والتعب.
إسراء قامت بسرعة، وشها اتغير:
عمران! جيت إمتى؟! مقولتليش انك جاي النهارديه..
عمران وهو بيبص في عينيها:
في ايه يا اسراء ارجع وقت ما ارجع هتحسبيني عاد … جريت من آخر الدنيا أول ما عرفت إنها ولدت.
إسراء بصوت هادي وهي بتقرب منه:
لاه يا عمران وبعدهالك عاد قولتلك ديه ابنى انا وهي طفشت وهربت من زمان…
عمران وهو بياخده قلبه بيتنفض، عينه دمعت بس شد على نفسه وقال:
شبه أمه… شبه حبيبة الخالق الناطق..
إسراء اتجمدت لحظة:
إنت… ليه بتقول اكديه دلوك؟ اتفقنا الكلام ديه يفضل بينا واسم حبيبه ميتذكرش واصل….. الواد ولدي وانا امه..
عمران بصوت خشن:
انتى هتعلميني اقول ايه ومقولش ايه اتخبلطي فى عقلك يا وليه ولا ايه…. وأنا ساكت… بس قلبي مولع… قوليلي، حبيبة فين؟ انطقي…
إسراء اتوترت وقالت:
ماخبراش! قولتلك قبل اكديه… شكلها خافت وطفشت وانى ماليش صالح بيها… اخدت الفلوس وطفشت طوالي رخيصه صوح…
عمران قرب منها فجأة وقال بصوت حاد:
اقفلي خشمك وما تكذبيش علي… أنا سايبك تلعبي الدور ديه علشان الواد… بس لو عرفت إنك أذيتيها، هاتشوفي مني وش تاني…
العيل بكى، عمران خده في حضنه بسرعة وقال:
أني مش هسكت… لازم أعرف حبيبة راحت فين وحسك عيني اعرف ان ليكي يد في اللى حوصل ليها والا ماتلوميش الا نفسك….
إسراء بصوت منخفض وهي تحاول تسيطر على الموقف:
يا عمران… اسمعني… الود اهنيه… في حضني… ماينفعش تهد كل حاجه دلوك…
وبعدين انت ملكش صالح بيها متفضحناش يا عمران الواد معانا وابوك رضيان…
عمران بنبرة متكسرة:
أنا شايل سر تقيل… وساكت علشان ابنها يبقى بخير وفي عز، بس ضميري بيصحى كل ليلة ويقولي: إرجع دور عليها…بس الحق علي انا… انا اللى كبريائي وعزه نفسي منعوني اقول قصاد الكل انه ابني منها واني بحبها….
إسراء حست إنها بتخسر السيطرة، فقربت منه ولمست دراعه بلين:
وانا اللى مرتك دلوك ولو بتحبني صوح… خليك جنبي… وأنا هقولك كل حاجه في وقتها.اسمع كلامي زين ومضيعش كل حاجه منينا…..
عمران شد إيده منها وقال:
أنا بحبها هي… حتى وإنتي مراتي… عمري ما نسيتها… وحبها مافارقنيش…ومش هممني
حاجه غيرها واصل…
إسراء بصوت مخنوق:
يعني هتسيبني؟ بعد اللي عملته علشانك؟! ضحيت بكرامتي علشان اداري على عملتك معاها ويبقى ليك هيبه قصاد الخلق كلاتها وقصاد ابوك اللى لو خبر ان الواد ديه ابنك من الخدامه هيعمل ايه…. وانت ليك مكانك ومركزك فى البلد كلاتها.. ليه ماريدش تصدقني عاد بقولك الواد ديه ولدي انا وهي ملهاش صالح بيه واصل…. اعقل يا عمران ومضيعش كل اللى عملناه لحد دلوك….
عمران سكت، قلبه بيصارع بين الندم والغضب، قال بهدوء:
أنا خارج… ولو لقيت ريحة ظلم حوالين حبيبة… هاطلعك إنتي السبب.ووقتها مش هيهمني حاجه واصل..
وخرج من الباب…و إسراء، بصت للباب وهو بيترزع ودمعة نزلت من عينها… دمعة مش ندم… لا… كانت دمعة خوف من اللي جاي.
*****************
في وادي الجبل – عند رشاد
حبيبة بدأت تفوق، وشها شاحب، لكن نظرها بدأ يوضح.
رشاد ببرود:
الحمد لله على سلامتك يا هانم…اخيرا فوقتي… كنتي في غيبوبة يومين! جايبك تخدميني ولا انا اللى اخدمك…
حبيبة بصوت مخنوق:
ولدي… إبني… فين؟ الله يخليك…. احب على يدك.. احب على رجلك اعتقني لوجه الله..
رشاد بعصبيه:
قولتلك 100 مره مافيش حد كان معاكي … انا لاقيتك لحالك والديابه كانت بتنهش فيكي…
حبيبة قامت من مكانها بصعوبة وقالت بدموع:
ماينفعش… اكديه ولدي لسه مولود! ما ينفعش يعيش بعيد عني… ديه قلبه بيدق من قلبي.انا لازم اروح عنديه واطمن وابرد قلبي….
رشاد بهدوء نبرة قرار:
اهدي اكديه وارتاحي دلوك… وبعدها، هنرجعلك حقك كامل… وهنجيب ابنك.بس الموضوع ديه صعب وطويل ومحتاج صحه وعافيه..حتى لو كنتي خاطيه بس الله ميرضاش ان ولد يتفرق عن امه واصل…
حبيبة رفعت راسها، وعينيها مليانة وجع وأمل:
أنا مش هسكت… حتى لو هموت… هفضل أصرخ لحد ما آخده في حضني تاني.
حلال_منسي
آيه_طه
• تابع الفصل التالى ” رواية حلال منسي ” اضغط على اسم الرواية