رواية عرض جواز الفصل التاسع والعشرون 29 – بقلم أسماء صلاح
البارت التاسع والعشرين من عرض جواز
توقفنا لما والدته بابتسامة: لما يعرف إنه بيحبها يا ذكي.
كريم بدهشة: إيه؟ بيحبها؟
والدته: أيوه.
كريم: أيوه إيه يا ماما؟ إنتِ بتهزري؟ مروان يحب نجمه؟ لا، أكيد إنتِ بتهزري، ده مستحيل يحصل يا ماما.
والدته: مستحيل ليه بقى؟ ما هو مهتم بيها اهوه.
كريم: أيوه يا ماما مهتم بيها، بس توصل لحب؟ لا، معتقدتش يا ماما. نجمه ومروان مع بعض؟ إنتِ أكيد بتحلمي يا ماما.
والدته بابتسامة: ولا بحلم ولا حاجة، بكره تشوف.
كريم: اشوف إيه يا ماما؟ ده مستحيل يحصل يا ماما! مروان ونجمه يحبوا بعض؟ هو إنتِ مش شايفه مروان عامل إزاي يا ماما؟ لما جبنا سيرتها، وإنتِ بنفسك لسه قايله إن نجمه لو كانت هنا كان ممكن يقتلها! وهو عصبي كده، يبقى إزاي هو يحبها؟ بس يا ماما!
والدته: زي الناس يا كريم، اللي خليها يهتم بيها ويخاف عليها كده، هيخليه برده يحبها.
كريم: ماما متحلميش يا حبيبتي، علشان مش هيحصل، الاتنين مش ممكن يحبوا بعض.
والدته: يا عالم يا كريم، مش يمكن يحبوا بعض؟ يا هما الاتنين رايقين على بعض قوي.
كريم بابتسامة: ماما، أكيد بتحلمي.
والدته: خلاص، سبني أحلم، هو الحلم يعني حرام؟
كريم: لا، الحلم مش حرام.
والدته: خلاص، سبني أحلم، مش يمكن الحلم ده يتحول للحقيقة.
كريم: حقيقة إيه بس يا ماما؟ ومروان ونجمه مش طايقين حتى يسمعوا أسماء بعض، يبقى هيحبوا بعض؟ طيب إزاي بس يا ماما؟
والدته: قادر ربنا على كل شيء يا كريم، ويحول الكره ده لحب.
كريم: طيب يا ماما، أنا هطلع للمنظم ده أهديه شويه، وانتي قولي لعايشة تحضر الأكل علشان أنا جعوت.
والدته: طيب، اطلع هدّيه، وحاول ماتجيبش معاه سيرة “نجمة” تاني، علشان هيتعصب زيادة ولو حصل ده واتعصب.
(وبابتسامة)
– ممكن ساعتها يحدفك من البلكونة.
كريم: تصدقي يا ماما، ممكن يعملها فعلاً! لا، أنا مش طالع، خليه لوحده أحسن بدل ما أنا اللي أروح فيها.
والدته بابتسامة: إنت خوفت ولا إيه؟
كريم: آه طبعاً خوفت، ماهو العمر مش بعزقه يا ماما، وبعدين مروان بيتحول ويبقى واحد تاني لما بيكون عصبي، وأنا معنديش غير عمر واحد، وعاوز لسه أعمل حاجات كتير في حياتي. وبعدين، إنتِ ترضي أموت محدوف من البلكونة برده؟
والدته: تموت إيه يا بني بعد الشر عنك؟ أنا كنت بهزر معاك. هو مروان برده يقدر يذيك يا أهبل! إنت يا ضحي بحياته علشانك يا أهبل! يا أنت أخوه هيحدفك إزاي من البلكونة؟ اطلع هدّيه، عقبال ما أخلي عايشة تحضر الأكل.
كريم: طيب، بس لو سمعتي صوت أي حاجة تعالي على طول، ماشي؟
والدته: والله إنت أهبل يا بني، ده مروان أخوك هياذيك برده! اطلع وخليك راجل كده، ولا إنت مش راجل؟
كريم: إيه يا ماما اللي إنتِ بتقوليه ده؟ طبعاً راجل!
والدته: يبقى خلاص، اطلع وخليك أسد كده.
كريم: طيب، ما تطلعي انتي يا ماما.
والدته: لا، أنا مش فاضية، هقعد أقرا في رواية نجمة شوية، وبعدين لو طلعته وهو عصبي كده مش هيسمع مني حاجة، وهيبقى مش عاوز يتكلم. بس إنت لو طلعته، ممكن تعرف إزاي تخليه يهدأ ويضحك. اطلع يلا.
كريم: طيب وربنا يستر.
والدته: إن شاء الله هيستر.
كريم : طيب، بس بقولك إيه، زي ما قلت لك لو سمعتي حاجة تعالي بسرعة يا ماما، ماشي؟
وهزت والدته رأسها بابتسامة: ماشي، روح بقي.
كريم: طيب وماشي.
وبتنظر له والدته وهو ماشي، والتفت على المطبخ، وبصوت مرتفع:
– عايشة! عايشة!
وسمعتها “عايشة” وهي في المطبخ، وخرجت منه،
ونظرت لها، ورايحة لعندها.
وجدان: خليكي عندك(وشاورت بإيدها)
وحضّري الأكل.
ووقفت عايشة مكانها: حاضر يا هانم، ومشت.
وبتنظر لها وجدان وهي ماشيه، والتفت على شمالها لقي
كريم طلع على السلم و لنفسها: على الله كريم يعرف يهديه. أما أقعد أكلم رواية نجمة.
وراح كريم على غرفة مروان، ووقف قدام الباب،ولنفسه
بقلق:
– يارب يكون هدي شوية.
(وخبط على الباب)
وحطته مروان إيده على جبينه، وهو قاعد على السرير،
وشالها، والتفت للباب بغضب:
– ادخل.
وفتح كريم الباب،لقى مروان قاعد على السرير:
– ممكن أدخل؟
مروان: خير، عاوز إيه؟ وبص قدامه.
كريم: إيه يا مروان من على الباب كده؟ طيب، قولي اتفضل، حتى مايصحش كده.
والتفت له مروان بغضب: هو أنا قلت لك ماتدخلش؟ إنت اللي واقف، ما تدخل.
كريم: طيب. ودخل الغرفة وقفل الباب وراه، ورايح لعنده بقلق.
(ونظر مروان قدامه بضيق)
(وقف كريم قصاده بقلق)
والتفت له مروان: عاوز إيه؟ جاي علشان تكمل دافعك عن الست نجمة بتاعتك؟
وقعد كريم جانبه: إيه بتاعتي دي يا مروان؟ هي لعبة؟
دي إنسانة من لحم ودم، وبعدين لا يا سيدي، أنا مش جاي علشان أكمل دافعي عنها، برغم إن انا ما كنتش بدافع عنها زي ما قلت لك تحت، بس أنا مش جاي علشان كده ولا جاي اتكلم عنها أصلاً.
مروان: أمال عاوز إيه؟ لو جاي عاوزنا نقعد نتكلم، فأنا تعبان ومش عاوز اتكلم مع حد، وهنام دلوقتي يا كريم، فلو سمحت اخرج دلوقتي.
كريم: إيه يا مروان؟ إنت بتطردني زي ماطردتني من مكتبك في الشركة؟
مروان: أنا مش بطردك يا كريم، أنا بقولك إني تعبان ومحتاج فعلاً أرتاح ومش عاوز اتكلم مع حد. يبقى فين ده بقى اللي بتطردك؟ وبعدين بقولك لو إنت جاي عاوز تقعد معايا ونتكلم، بس لو إنت عاوز تكلم معايا في حاجة، قول، أنا سامعك عاوز تقول إيه.
كريم: ها اهااا، العمال كانوا بيدعولك قوي يا مروان لما كانوا بياخدوا البيتزا من الأستاذ فتوح، كانوا فرحانين قوي، مش هتصدق قده إيه.
مروان: طيب كويس.
كريم: إنما قولي لي، هما كانوا بيدعولك ليه؟ لما روحوا لعندك، لما شافوك، إنت عملت إيه علشان يدعولك كده؟
مروان: لا، مافيش، معملتش حاجة.
كريم باستغراب: معملتش حاجة؟ أمال كانوا بيدعولك ليه؟
مروان: مافيش، يا انا كنت بسألهم إذا كانوا محتاجين حاجة ولا لأ، فقالوا لا، ودعولي.
كريم: آه، إنما قولي، صحيح، إنت متعرفش إن بابا الله يرحمه كان بيساعد فاتح صاحبي اللي في المطبعة، ووالدته بفلوس كل أول شهر؟
مروان باستغراب: إيه؟ بابا كان بيساعد فاتح ووالدته بفلوس كل أول شهر؟
كريم: أيوه.
مروان بدهشة:مين اللي قالك الكلام ده؟
كريم: فاتح هو اللي قال لي، أصل…وبيحكي له على اللي حصل
(وبينظر له مروان باستغراب)
وحكي له كريم على اللي حصل: وأنا استغربت لما قال لي إن الفلوس دي انقطعت لما بابا الله يرحمه توفى. هو مقلكش إنه كان بيعمل كده؟
مروان: لا يا كريم، ماقليش ولا جاب لي سيرة عن موضوع
زي ده.
كريم: غريبة، طيب ليه بابا عمل كده وما قالكش؟ وبعدين إنت كنت معاه في الشغل يا مروان، إزاي متعرفش حاجة زي دي؟
مروان: أيوه، صحيح… أنا كنت معاه في الشغل،بس أنا سيبت المطبعة بعد ما فهمت الشغل يا كريم،وبقى شغلي كله في الشركة.وبعدين، بابا لما بيجي يعمل كده،ببقى مش عاوز حد يعرف… حتى أنا.والدليل على كده إنه ماقليش حاجة،ولا كنت أعرف حاجة عن الموضوع ده غير منك إنت.
ولا طبعاً… إنت مش مصدقني.
كريم: لا طبعاً، مصدقك يا مروان، إيه اللي بتقول ده؟ هو أنا عمري مصدقتك وكذبتك في حاجة يعني؟ ولا إيه؟
مروان بضيق: والله، واللي حصل تحت من شوية ده إيه؟ واللي حصل قبله في الشركة كان برده إيه؟ وتلاقيك قلت لماما كمان إن احنا اتخانقنا في الشركة زي ما قلتها كده على اللي حصل في مكتبي الصبح، مش كده؟
كريم: لا يا مروان، أنا مقولتهاش، إن احنا اتخانقنا في الشركة. وبعدين، إنت شايفني أهبل علشان أقولها كده؟ يعني غير كده، أنا وعدتك، وانت عارف إني مش ممكن أخلف بوعدي.
مروان: خلاص يا كريم، ده مش موضوعنا دلوقتي.
كريم: لا، موضوعنا يا مروان، اللي حصل تحت من شوية، واللي حصل في الشركة كمان. ده مش معناه إني أنا مش مصدقك ومكذبك. لا يا مروان، أنا عمري ما كذبتك أو مصدقتكش في حاجة. بس أنا كنت بوضح لك وجهة نظري، مش أكتر. ماكنتش بكذبك أو مش مصدقك زي ما إنت افتكرت في الشركة ساعتها. وزي ما قلت لك تحت، أنا وماما كنا بنتكلم عن نجمة، والكلام جاب بعضه وقلت لها، مش أكتر. وعلي العموم يا سيدي، أنا آسف لو كنت زعلتك.
مروان: خلاص يا كريم، خلينا في موضوع صاحبك فاتح ده.
كريم: طيب، هنعمل إيه يا مروان دلوقتي؟
مروان: هنعمل إيه يا كريم؟ يعني الفلوس اللي كانت بابا بيعطيها لصاحبك ووالدته هتروح لهم كل أول شهر زي ما كان بابا بيعمل بالظبط.
كريم بقلق: مش هينفع يا مروان، فاتح مش هيرضى ياخد الفلوس دي.
مروان: ليه طيب؟ وبعدين كان مرتب المطبعة بيكفيه هو ووالدته لما فلوس بابا انقطعت لما توفي، ومعتش بتوصلهم.
كريم: لا طبعاً، ما كانش مكفهم يا مروان، ما أنا قوتلك إن والدته تعبانة وعندها سكر والعلاج غالي، يبقى كانت هتكفهم إزاي بس؟
مروان باستغراب: أمال كان بيعمل إيه هو ووالدته لما المرتب ما كانتش بيكفيهم؟
كريم: ها، معلش يا مروان، مش هقدر أقولك.
مروان: مش هتقدر تقولي ليه بقي يا كريم؟
كريم: علشان أنا وعدت فاتح إني مش هقول لحد، وأنا مش ممكن أخلف وعدي معاه.
مروان: وعدته ليه؟ هو كان بيعمل حاجة غلط ولا إيه؟
كريم: لا يا مروان، دي حاجة تشرف جداً، وأنا لما هو قال لي، كنت فخور بيه أوي ومبسوط جداً إن انا اتعرفت عليه.
مروان: بما إنها حاجة تشرف، وأنت كنت فخور بيه لما عرفت ومبسوط إنك عرفته كده، أمال وعدته ليه؟
كريم: علشان هو مش عاوز حد يعرف
مروان بدهشة: مش عاوز حد يعرف؟
كريم : ايوه علشان كده وعدته وأنا مش هقدر أخلف بوعدي يا مروان، علشان لو خلفت بوعدي ممكن فاتح يضرر، وأنا مش ممكن أرضى إنه يضر بسببي.
مروان: يضر؟وهيضر ليه يا بني؟ مش أنت بتقول إنها حاجة مشرفة وإنك فخور بيه؟
كريم: أيوه يا مروان والله، حاجة مشرفة، وأنا مش بكذب عليك.
مروان: طيب إيه اللي هيضره بقى لو أنت قولت لحد؟
كريم: ها ماهو ده جزء من وعدي اللي وعدته ليه، وأنا مش هقدر أقولك.
مروان: طيب في حد المطبعة غيرك عارف إيه اللي فاتح عمله لما معتدش فلوس اللي بابا كان بدهلهم بتوصلهم؟
كريم: لا يا مروان، محدش يعرف، وإياك حد يعرف في المطبعة عن الموضوع ده.
مروان: ليه يعني؟
كريم: ما أنا قوتلك إن فاتح هيضر لو عرف حد لو حد عرف من المطبعة، هيضر أكتر يا مروان، فامتقولش لحد.
مروان باستغراب: لو حد عرف من المطبعة هيضر أكتر؟
كريم: أيوه يا مروان، وأنا مش عاوز أزعله.
مروان: تزعله من إيه يا كريم؟ أنا معتش فاهم منك حاجة! منين اللي هو بيعمله مشرف وانت فخور بيه؟ ومنين ده هيضره أكتر لو حد عرف؟ متوضح، انت عاوز تقول إيه؟ علشان أنا دماغي مش ناقصه كفاية اللي فيها، ولو مش عاوز توضح وتقول لي تقصد إيه، فتفضل بقى اخرج واقفل الباب وراك، خليني أنام علشان أنا تعبان ومش قادر، اتفضل. وشاور له.
كريم: كده يا مروان؟ يعني أنا بتكلم معاك، تقولي “اتفضل”، علي فكرة؟ يا مروان، انت معندكش طايقني ليه؟ أنا مش عارف.
والتفت مروان قدامه، وحط إيده على جبينه وبيحركها،
ثم شال إيده وبص له: يا كريم، حرام عليك والله،اللي إنت بتعمله فيا ده!إنت من ساعة ما قعدت،وإنت بتلف وتدور في الكلام،وأنا مش فاهم منك حاجة،لغاية ما خلاص… دُخت منك!ولما أقولك وضح اللي إنت بتقوله،تقولّي: “معتش طايقك”!وأنا مش هطايقك ليه؟!يعني هقعد أقولك كل شوية يعني إن إنت أخويا؟مش بحبك؟أشوفك زعلان… يبقى أزعلك؟مش بطّيقك؟إزاي؟!بس قولي،أنا جاي تعبان من الشغل،وعاوز أنام…فوضح اللي إنت عاوز تقوله لو سمحت،
علشان أفهم… وخلاص.
كريم: أوضح إيه يا مروان؟ ما أنا قلت لك إن وعدت فاتح ومش هقدر أقول لحد.
مروان: طيب، أنا إيه المطلوب مني دلوقتي؟ علشان أنا مش فاهم، وانت مش عاوز تقول اللي وعدت بايه. فقولي انت عاوز مني إيه وأنا اعمله لك.
كريم: ما أنا مش عارف يا مروان أعمل إيه. أنا قلت لك علشان أنت تتصرف.
مروان بضيق: اتصرف في إيه يا بني؟ هو أنا فاهم منك حاجة علشان تقولي اتصرف؟ أنت وعدت فاتح، أنا بقي مالي بالموضوع ده كله؟ أنا مش فاهم. عاوز يعني تعطي لفاتح الفلوس اللي بابا كان بيساعده هو ووالدته بيهم؟ مش مشكلة، ما تعطيهم وخلاص.
كريم: ما هو يا مروان، فاتح مش هيرضى ياخد الفلوس دي زي ما قلت لك.
مروان: طيب هو مش راضي، أنا أعمل إيه بقي؟ قولي أغصبه إنه ياخدهم غصبن عنه يعني ولا إيه؟
كريم: حتى لو عملت كده مش هيرضى ياخدهم برده يا مروان. وهيعرف إن أنا قل تلك، وساعتها هيزعل مني. هو شخص طيب يا مروان، وأنا هضايق أوي لو هو زعل مني، ومش هسامح نفسي.
مروان بتنهيد: ما أنا بقولك قولي اعمل إيه وأنا اعمله لك اهو.
كريم: ما أنا لو كنت عارف ماكنتش جيت لك يا مروان ولا كنت حتى قوتلك على الموضوع كله، بس أنا مش عارف أعمل إيه يامروان.
مروان: أما أنت مش عارف يبقى أنا اللي هعرف يعني يا كريم.
كريم بزعل: تمام يا مروان.
(وقام من على السرير)
– انسى اللي أنا قولته لك، واعتبر إني مقولتش حاجة.
وانزل يلا علشان تاكل.
مروان: لا أنا أكلت بره وهنام، ولو سمحت مش عاوز حد يخبط عليه. وقول لماما كده علشان عاوز أبقى لوحدي شويه وارتاح، واقفل الباب وراك وانت خارج.
كريم بزعل: طيب وماشي.
وبينظر له مروان وهو ماشي، وهز راسه بتنهيد.
وفتح كريم باب الغرفة وخرج منه مد إيده وراه ضهره وقفل الباب.
ونظر مروان للباب بتنهيد،وقام من على السرير،وراح عند الدولاب، وفتحه.أخذ ترتيج، وراح دخل الحمام،وقفل الباب وراه.
في الطرقة:
“ماشي كريم ووقف، والتفت وراه على غرفه مروان بزعل،
ونظر قدامه، ونزل علي السلم، وراح عند والدته في الانتريه، ووقف وراها. لقاها بتقرأ، وراح جانبها، وقعد على الكرسي ونظر قدامه.”
“والتفت له والدته وبطلت قراءة: “إيه يا كريم، عملت إيه مع مروان؟ هدها شويه؟”
والتفت لها كريم بزعل: “ها، آه، ياماما، هدها شويه.”
والدته: “طيب، كويس. امال هو فين؟ منزلش معاك ليه?”
كريم: “هو هينام ياماما.”
والدته باستغراب: هينام؟ هينام ليه؟وبعدين… هينام من غير ما ياكل معانا؟!
كريم: “ماهو أكل بره يا ماما، وعاوز ينام علشان جاي تعبان من الشغل. وقالي أقولك إنه مش عاوز حد يخبط عليه علشان عاوز يرتاح.”
والدته: “طيب، خليه ينام ويرتاح هو تعبان طول النهار في الشغل. بس هو كويس يا كريم?”
كريم: “أيوه يا ماما، كويس. وبعدين لو ماكنش كويس، يعني كنتي هتلقيني قاعد كده؟ يا ماما يعني هو كويس، متقلقيش.”
والدته: “طيب يا كريم، بس انت مالك؟”
كريم: “ها، مافيش يا ماما.”
وجاءت عايشة ، ووقفت قصده وجدان هانم: “الأكل جاهز
يا هانم على السفرة.”
وجدان: “طيب يا عايشة، روحي انتي.”
عايشة: “حاضر يا هانم.” ومشت.
وجدان: “يلا يا كريم علشان ناكل.”
كريم بزعل: “يلا يا ماما.” وقام وماشي.
وقفلت والدته تليفونها وقامت من علي الكرسي وماشيه وبتنظر له وباستغراب: “مالك يا بني ساكت كده ليه؟
هو مروان زعلك ولا إيه؟”
كريم: “لا يا ماما، مروان مزعليش ولا حاجة.”
والدته: “أمال ساكت ليه؟ مش عوايدك يعني.
“كريم: “هقول إيه بس يا ماما؟” ووقف قصاد السفرة، وشد الكرسي وقعد عليه.
ووقفت والدته جانب الكرسي اللي قدامه، باستغراب، وشدته وقعدت عليه وحطت تليفونها جنبها: “تقول إيه؟ في إيه يا كريم؟ مالك؟”
كريم بابتسامة خفيفة: “مافيش حاجة يا ماما، هيكون في إيه يعني.”
والدته: “ماهو ده اللي أنا عاوزه اعرفه. انت كنت قبل ما تطلع لمروان كنت قاعد تتكلم، دلوقتي لما نزلت من عنده ساكت خالص ومش بتكلم. هو أنت جبت سيرة نجمة ومروان زعق لك ولا إيه؟”
كريم: “لا يا ماما، مجبتش سيرتها، ومروان مزعقليش ولا حاجة.”
والدته: “أمال مالك بقى؟”
كريم: “مافيش حاجة يا ماما، ويلا بقى ناكل علشان أنا جوعت أوي.”
والدته: “طيب يلا.” ومسكت المعلقة، بسم الله الرحمن الرحيم.
ومسك كريم المعلقه اللي قدامه بزعل: “بسم الله.” وبياكل
في غرفة مروان:
خرج مروان من الحمام، لقى الجاكيت على السرير، فأخذه.
وحط إيده في جيبه، طلع التليفون ومفتاح العربية.
لقى الورقة بتاعة كريم، حط التليفون والمفتاح على السرير، وفتح الورقة وبص فيها، وهز راسه بتنهيد، وقطعها.
وأخذ التليفون والمفتاح، وراح عند الكومودينو، حطهم عليه، وقعد على السرير.
سند راسه بتعب، وحط إيده على جبينه.
وغمض عينيه،و شال إيده، وفتح عينيه، وعدل راسه، وأخذ التليفون من على الكومودينو وفتحه… وبيتصل بالشركة.
في شركة الشناوي:
في مكتب نجوى السكرتيرة:
وبتشتغل نجوى ، ورن تليفون مكتبها، فبصت له، ورفعت السماعة: “الو.”
مروان: “الو، ايوه يا نجوى.”
نجوى: “ايوه يا فندم.”
مروان: “بقولك إيه، انتي معاكي رقم تليفون الأستاذ فتوح؟”
نجوى: “ايوه يا فندم، معايا.”
مروان: “طيب قولي لي.”
نجوى باستغراب: “أقوله؟”
مروان: “ايوه، أنا عاوزه، قوله لي يلا هو ايه “
نجوى: “حاضر يا فندم، لحظة واحدة.”
(وأخذت دفتر من على المكتب وفتحته، وبصت فيه)
“لقيت رقم بيت الأستاذ فتوح، هو يا فندم؟”
(وقالت له علي الرقم)
“ده رقمه بيته يا فندم.”
(وقفلت الدفتر)
مروان: “طيب يا نجوى، لو فيه حاجة، ابقي كلمني.”
نجوى: “حاضر يا فندم.”
مروان: طيب سلام
نجوى: “مع السلامة يا فندم.”
وقفلت الخط، وباستغراب:يا ترى مروان بيه عاوز رقم الأستاذ فتوح ليه؟متصلش بيه على المطبعة ليه؟تلقي المطبعة قفلت، تلقيه عاوزه في حاجة في الشغل.خليني أشوف شغلي.
ونظرت على مكتبها وبتشتغل.
في فيلا الشناوي:
في غرفة مروان:
وبيتصل مروان بالاستاذ فتوح: الو
الأستاذ فتوح: الو مين معايا؟
مروان: أنا مروان يا أستاذ فتوح.
الأستاذ فتوح: آه، أهلاً يا فندم.
مروان: أهلاً بك.
الأستاذ فتوح: خير يا فندم؟
مروان: خير إن شاء الله يا أستاذ فتوح. أنا اتصلت بك علشان أقولك إن زودت مراتب العمال اللي بيشتغلوا في المطبعة.
الأستاذ فتوح باستغراب: حضرتك زودت مراتب العمال؟
مروان: أيوه، زودتها من أول الشهر الجاي. العمال هياخدوا على مراتبهم، وقولهم على الزيادة. مفهوم يا أستاذ فتوح؟
الأستاذ فتوح: مفهوم يا فندم. دول هيفرحوا أوي لما يعرفوا إن حضرتك زودت مراتبهم. وهيدعوا لحضرتك أكتر.
مروان: لا يا أستاذ فتوح، متقولهش حاجة دلوقتي غير لما يجوا ياخدوا مراتبهم.
الأستاذ فتوح: ليه يا فندم؟
مروان: علشان لو عرفوا هيجوا يشكروني، والشغل هيعطل، وأنا مش عاوز الشغل يتعطل لأي سبب كان. فمتقلهومش إن زود مراتبهم دلوقتي يا أستاذ فتوح.
الأستاذ فتوح: حاضر يا فندم، مش هقولهم حاجة. على فكرة، يا فندم، كانوا فرحانين أوي بالبيتزا. وشكرا إن حضرتك عملت حسابي أنا كمان.
مروان: العفو يا أستاذ فتوح طيب، اسيبك بقي مع السلامة.
الأستاذ فتوح: مع السلامة يا فندم.
وقفل مروان الخط، وحط تليفونه، وقام، وراح عند باب الغرفة، وفتحته، وخرج منه، ومشى.
على السفرة:
وجدان وهي بتاكل، وبتنظر بالصدفة لكريم، لقيته ماسك المعلقة وبيِلعب بيها في الطبق اللي قدامه، وباستغراب:
– إيه يا كريم، مابتاكلش ليه؟
والتفت لها كريم: ها، مافيش يا ماما، أنا باكل اهوه.
والدته: بتاكل إيه يا بني، يا إنت ماسك المعلقة وعمال تلعب بيها في الطبق، ومش بتاكل، يبقى بتاكل فين ده بقي؟
كريم: لا يا ماما، باكل اهوه.
والدته: بتاكل فين ده بس يا كريم، إنت عمال تلعب بالمعلقة! مالك؟ إيه اللي حصل؟ وبعدين إنت شكلك زعلان، فيه إيه؟
وجاء مروان وسمع كلام والدته، ووقف جانب كريم: “فيه إنه بقى، حاسس أوي يا ماما.”
(والتفتوا له كريم ووالدته)
مروان بابتسامة: “مش كده؟” وحط إيده على كتف كريم.
(والتفت كريم قدامه بزعل)
والدته باستغراب: “مروان، هو إنت لسه مانمتش؟”
مروان: “لا يا ماما، لسه ما نمتش، أعمل إيه؟ أنام إزاي وأخويا ده مكشر كده؟” وبص لكريم.
ونظرت والدته لكريم ثم له: هو إنت زعلته في حاجة يا مروان؟
مروان: هو أنا أقدر برده أزعله؟ ده يا ماما برده.
ونظر لكريم:
– خلاص يا عم، الموضوع اللي انت كلمتني فيه أنا اتصرفت وحليته، يعني ماتشلش هم… يا انت تأمر يا عم كريم.
والتفت له كريم بابتسامة: بجد يا مروان اتصرفت؟ وقام.
مروان: أيوه يا سيدي، اتصرفت. وشال إيده من على كتف كريم.
كريم باستغراب: اتصرفت إزاي؟ إنت مش قلت لي إنك مش عارف تعمل إيه؟
مروان: ما أنا…
وقطعت والدته كلامه باستغراب: قولي، موضوع إيه ده
اللي إنت اتصرفت فيه ده يا مروان؟
مروان: مافيش يا ماما، صاحب كريم عنده مشكلة كده صغيرة وأنا حلتها.
والدته: آه، علشان كده كان باين عليه زعلان.
مروان: آه يا ماما، مش ملاحظة يا ماما إنه بقي حاسس أوي وبيزعل من أقل حاجة؟
والدته: ملاحظة يا مروان، بس مش عارفة إيه اللي غيره كده.
كريم: يا سلام، على أساس إيه يعني؟ أنا ماكنتش بحس الأول؟ يعني ولا إيه؟
والدته بابتسامة: لا طبعاً، كنت بتحس، هو فيه إنسان ما بيحسش برده؟ بس إنت ماكنتش بتحس أوي كده يعني زي دلوقتي.
كريم بابتسامة: لا يا ماما، أنا طول عمري إنسان حساس، بس إنتي اللي مش واخدة بالك. وحط إيده على ياقة الترنج اللي لبسه.
والدته: يا سلام!
كريم: أيوه طبعاً. قولي يا مروان، اتصرفت إزاي وحليت الموضوع؟
مروان: أهو اتصرفت وخلاص بقى يا كريم، المهم إن الموضوع اتحل. يلا، أنا رايح أرتاح بقى.
والدته: طيب، اقعد كول الأول وبعدين ابقى اطلع ارتاح يا مروان.
مروان: لا يا ماما، أنا مش جعان.
والدته: طيب.
ومشي مروان.
وبينظر له كريم وهو ماشي بابتسامة.
والدته: ما تقعد تاكل يا كريم ولا هتفضل واقف كده؟
كريم: لا، هاكل يا ماما، بس جاي أهو. ومشي.
وبتنظر له والدته وهو ماشي باستغراب ولنفسها: رايح فين ده؟
وماشي كريم : مروان.
ووقف مروان والتفت له : أيوه يا كريم، إنت مش هتخلني أرتاح؟ أنا عارف في مشكلة تانية ولا إيه؟
ووقف كريم قدامه وحضنه بابتسامة: شكراً يا مروان.
وهز مروان راسه وكريم حضنه بابتسامة وحط إيديه على ضهره كريم.
وبتنظر له والدته وهي قاعدة على كرسي السفرة بابتسامة ولنفسها: ربنا يخليكم لبعض ومايحرمكوش أبدًا من بعض، ويحفظكم يا رب.
والتفت للأكل وبتاكل.
“طلع كريم من حضن مروان، بابتسامة: شكراً يا مروان إنك ساعدت فاتح.”
وشال مروان إيديه من عليه: شكراً إيه يا أهبل! أنت يا كريم انت أخويا وأي حاجة تعوزها قولي عليه. بس شكل فاتح ده بقي يهمك قوي علشان كنت زعلان عليه قوي كده.
كريم: هو طيب يا مروان زي ما قلت لك، ويستاهل كل خير والله. وزعلت عليه قوي لما عرفت إنه كان عاوز يكمل دراسته بس ظروفه منعته. علشان كده كنت عاوز اساعده بأي حاجة علشان بقى صاحبي. غير كده، كنت عاوز اللي بابا الله يرحمه كان بيعمله وماينقطعتش ويفضل موجود كأنه بابا الله يرحمه موجود معانا بالضبط يا مروان، بس ماكنتش عارف أعمل ده إزاي، بس أنت عملته. مش عارف أقولك إيه يا مروان.
مروان: متقولش حاجة، احنا اخوات وما ينفعش تشكرني على حاجة. وانت معاك حق، لازم اللي كان بيعمله بابا الله يرحمه مايتقطعش ويفضل موجود. وأنا كان لازم أفهم كده، بس معلش يا كريم، أنا آسف، بس أنا تعبان وما كنتش قادر أركز في حاجة.
كريم: أنا عارف يا مروان، من غير ما تقول. أنت تعبان من كتر الشغل، وكمان اللي حصل من شوية خلاك عصبي، تعبك أكتر، فما فيش داعي إنك تعتذر.وبعدين، أنت برضه حليت الموضوع يعني.
(وحط إيده على كتف مروان بابتسامة)
– يا منظم، رغم إنك تعبان قدرت تحل الموضوع برضه. إيه، عندك قدرات خارقة وأنا مش عارف ولا إيه؟
مروان بضيق: ده إيه الظرفه اللي أنت فيها دي؟
(وحط ايده علي ايده كريم اللي علي كتفه، وشالها وسابها )
كريم بابتسامة: طول عمري يا منظم ظريف. إيه، أنت مش واخد بالك ولا إيه؟
مروان: لا مش واخد. وبطل ظرفك ده علشان أنا مش ناقصه. وماشي.
ومسك كريم ايده ووقفه: استني بس. (وساب ايده)
مروان بضيق: في إيه تاني؟ مش خلاص اللي أنت عاوز اتحل؟ عاوز مني إيه تاني بقي؟
كريم بابتسامة: هو أنا أقدر استغنى عندك برده يا منظم انت؟
مروان: كريم، أنا دماغي فيها اللي مكفيها ومش ناقصه ظرفك ده كمان. قولي عاوز إيه خلني أطلع أنام.
كريم: طيب خلاص، من غير ما تتضايق هقول.
مروان: اتفضل، قول.
كريم: عاوز أعرف أنت عملت إيه علشان حليت الموضوع بسهولة كده؟
مروان: و يهمك في إيه أنا عملت إيه؟ مش أنت كان عاوز الموضوع يتحل؟ خلاص أنا حلته.
كريم: لا يا مروان، يهمني طبعاً علشان ممكن فاتح يعرف. ولو عرف هيعرف إن أنا اللي قلت.
مروان: لا، متخافيش، مش هيشك في حاجة.
كريم: مش هيشك في حاجة ليه؟ أنت عملت إيه؟
وهز مروان رأسه بضيق: أنا عارف إن مش هرتاح من زنك ده غير لما تعرف. علشان كده أنا هقولك علشان أطلع أنام وارتاح شوية. أنا كلمت الأستاذ فتوح.
كريم: الأستاذ فتوح؟
مروان : أيوه، لسه قافل معاه من شوية وطلبت منه إنه
يزود المراتبات للعمال اللي شغالين في المطبعة.
كريم : يزود المراتبات؟
مروان : ايوه علشان لو المراتبات زادت، فاتح صاحبك دخله هيزيد وظروفه هتتحسن. ومن غير ما يعرف حاجة، وانت تكون ساعدته زي ما أنت عاوز. علشان كده أنا طلبت من الأستاذ فتوح إنه يزود المراتبات من أول الشهر.
كريم بتركيز: يا أنت فظيع يا مروان.
مروان باستغراب: فظيع؟
كريم بابتسامة: أيوه، دي فكرة حلوة جداً. كده فاتح عمره ما هيشك أبداً إن أنا قلت لحد. ازاي فكرت في الفكرة دي؟ صدقت الناس لما قالت عليك زكي فعلاً.
مروان بابتسامة: طيب يا سيدي، متشكر. أقدر بقى أطلع أنام ولا في حاجة تانية حضرتك عايز تكلمني فيها؟
كريم: والله يا منظم، أنا كنت عايز أقعد معاك ونرغي شوية. بس بما إنك تعبان وعايز تنام، فتفضل روح نام، وشاور بإيده.
مروان: كويس والله إنك قدرت إني تعبان فعلاً، وشكراً يا سيدي. وماشي
وبينظر له كريم وهو ماشي بابتسامة، وطلع مروان وراح
على غرفته، دخل وقفل الباب وراه، وراح عند البلكونة
وقفلها، وبعدها راح عند السرير ونام.
على السفرة:
ونظرت وجدان لقيت مروان طلع وكريم واقف وبصوت مرتفع: “يلا يا كريم تعالى كول قبل ما الأكل يبرد.”
والتفت لها كريم وبصوت مرتفع: “لا يا ماما أنا شبعت أنا هطلع اذاكر بقى شويه.”
والدته: “يا ابني تعالى كمل أكلك الأول وبعدين روح ذاكر براحتك.”
كريم: “لا يا ماما أنا شبعت خلاص أنا هطلع إذاكر بقى.”
والدته: “طيب اطلع ذاكر.”
ومشي كريم.
وبتنظر له والدته وهو ماشي بابتسامة، والتفت للأكل ولنفسها: أنا كمان شبعت.
وبصوت مرتفع:
– يا عايشة!… عايشة!
وجاءت عايشة: “ايوه يا هانم.”
وجدان: “لمي الأكل وقامت.”
عايشة: “حاضر يا هانم.”
وأخذت وجدان تليفونها: “ولما تخلصي لم الأكل اعملي لي كوبايه شاي وهاتيها لي على الانتريه.”
عايشة: “حاضر يا هانم.”
وراحت وجدان على الانتريه وقعدت على الكرسي والتفت لتليفونها ولنفسها بابتسامة: “أما أكمل بقى قراءة الرواية دي وأشوف نجمة قفلاها على إيه.” وفتحت تليفونها وجابت الرواية وبتقرا.
دخل كريم غرفته وقفل الباب وراه بابتسامة: الحمد لله إني قدرت أساعد فاتح شوية في الظروف اللي هو فيها دي.
(ورايح ناحية المكتب)
– الفكرة بتاعة مروان دي، اللي هو نفذها، تخلي فاتح ما يفكرش حتى مجرد التفكير إن انا قلت لحد عشان يساعده.
أنا مش عارف فكر فيها إزاي دي!على رأي زياد صاحبي: مروان أخويا ده مش سهل.كويس إنه فكر فيها.
(وقعد على كرسي المكتب)
– أما أذاكر بقى.
ونظر على المكتب، وأخذ كتاب وفتحه، وبيذاكر.
في شقة نجمة:
في غرفة جمال:
وبيتقلب جمال على السرير، وفتح عينيه ونظر على المنبه، وبنعاس:
–ياهااا، أنا نمت ده كله!
(وقعد على السرير)
– أما أقوم أشوف نجمة لسه بتذاكر ولا نامت.
وقام وراح عند باب الغرفة، فتحه وخرج منه، رايح على غرفة نجمة.
لقى الباب مفتوح،ودخل… ملقاش حد.
وباستغراب:
– إيه ده! هي راحت فين؟ ما كانت قاعدة هنا بتذاكر قبل ما أنام.هيكون راحت فين دي؟
وخرج من الغرفة، وبينظر يمينه وشماله:
– نجمة! يا نجمة!ما بتردش ليه دي؟تلاقيها راحت عند عم شفيق… بس راحت عنده إزاي؟ده عنده ضيف، وأنا قايل لها إن الشاب اللي لحق عم شفيق قبل ما يقع، عنده.أما أروح أشوفها كده.
وراح عند باب الشقة، وفتح الباب وخرج، ونزل على السلم:
– ما قالتليش ليه إن انا رايحة عند عم شفيق؟تلاقيها ما رضيتش تصحيني وأنا نايم. بس إزاي تروح له بس وهي عارفة إن في حد عنده؟إيه اللي خلاها تروح دلوقتي؟
وخرج من البيت وراح على بيت عم شفيق، ودخل:
– يمكن مش عنده.
(ووقف)
أمال هيكون راحت فين؟أما اتصل بيها كده وأشوف.
وحط إيده في جيب الترنج:
– آه، يا أنا! نسيت تليفوني فوق في الشقة.أما أطلع أكلمها من عند عم شفيق وخلاص.
طلع على شقة عم شفيق، ووقف قدامها، ورن الجرس.
وسمع عم شفيق، وهو في المطبخ بينظفه، صوت الجرس:
– مين اللي بيرن الجرس ده؟
وخرج من المطبخ، وراح عند باب الشقة، وفتحه.
لقى جمال، وباستغراب:
– جمال!
ودخل جمال الشقة: “أيوه يا عم شفيق.”
وقفل عم شفيق الباب: “في إيه يا جمال؟”
جمال: “لا ما فيش يا عم شفيق، اديني كده تليفونك.”
عم شفيق: “تليفوني؟”
جمال: “أيوه، عايزه أكلم نجمة، صحيت من النوم مالقيتهاش في الشقة ونسيت تليفوني فوق، اديهوني أكلمها.”
عم شفيق: “واتكلمها ليه؟ ماهي قاعدة جوه في الانتريه”
جمال: عندك؟
عم شفيق: أيوه، عندي. قاعدة في الانتريه بتذاكر.
جمال: “هو الشاب اللي كان عندك مشى ولا إيه؟”
عم شفيق: “ها… آه، مشي، وكويس إنك صحيت وجيت، تعالى بقى لعبني طاولة، أنا خلصت تنظيف المطبخ اهو.”
جمال: “هو أنت كنت بتنظف المطبخ؟”
عم شفيق: “أيوه، قمت أغسل المواعين وأروق المطبخ ولسه مخلص دلوقتي، وانت بترن الجرس، يلا بقى تعالي لعبني الطاولة في الصالة اهي على الترابيزة.”
جمال: “طيب، أروح أغسل وشي عشان أفوق لك وأقدر أكسبك كويس.”
عم شفيق بابتسامة: “ده لو غسلته 100 مرة مش هتكسبني بردك.”
جمال بابتسامة: “ماشي يا عم شفيق، هنشوف مين اللي هيغلب المرة دي، أنا هروح أغسل وشي وأجيلك.”
عم شفيق: “طيب، أنا هروح أحضر الطاولة عقبال ما تيجي.”
جمال: “طيب، بس هو الشاب ده مشي من عندك إمتى؟”
عم شفيق: “ها… مشي من شوية، ليه بتسأل؟”
جمال: “لا، ما فيش، أصل قلت لنجمة إن عندك ضيف، بس مش عارف إيه اللي جابها هنا وانت عندك الشاب ده.”
عم شفيق: “ما فيش، ما عرفتش تذاكر في الشقة عندكم علشان قاعدة لوحدها، فقالت تيجي عندي، وبعدين فيها إيه يعني يا جمال لما يكون عندي ضيف ونجمة تجيلي يعني؟”
جمال: “لا يا عم شفيق، بردك ده ضيف، وانت قاعد معاه وبتتكلموا واخدين راحتكم، ما ينفعش نجمة تجيلك وهو موجود، مايصحش حتى.”
عم شفيق: “مايصحش إيه يا جمال؟ نجمة تيجي زي ما هي عايزة، ده بيتها، وبعدين أنا كنت قاعد معاهم يعني هم ما كانوش قاعدين لوحدهم عشان تقول مايصحش، وغير كده، مروان كان مستعجل ومشي.”
جمال: “إيه ده؟ هو اسمه مروان؟”
عم شفيق: “آه، اسمه مروان، والأغرب بقى يا جمال إن هو اللي عامل المسابقة اللي نجمة مقدمة فيها.”
جمال: “إيه؟ هو اللي عامل المسابقة؟”
عم شفيق: “أيوه يا جمال، شفت بقى؟”
جمال: “انت بتهزر يا عم شفيق! هو إيه؟ ده شركة الشناوي هي اللي عاملة المسابقة دي!”
عم شفيق: “ما هي الشركة دي بتاعة والده، ومروان هو اللي ماسكها.”
جمال: إيه! هو اللي ماسكها؟ يعني هو رئيس مجلس الإدارة اللي نجمة قابلته؟
عم شفيق: “أيوه، هو.”
جمال : ايه هو وانت عرفت ازاي يا عم شفيق؟
عم شفيق : ها هو اللي قال لي لما شاف نجمه.
جمال : اهااا يعني هو مروان الشناوي؟
عم شفيق بابتسامه : ايوه هو، تصدق؟
جمال : اصدق ايه يا عم شفيق؟ انا مش متخيل أساسا علشان أصدق!
عم شفيق : ما انا كنت زيك كده يا جمال لما عرفت، والله لما مروان قال لي إن هو اللي عامل المسابقه دي.
جمال : طيب، وقال لك ايه على الروايه بتاعه نجمه؟ عجبته؟
عم شفيق : لا يا جمال، هو ما اتكلمش عن الروايه بتاعه نجمه.
جمال : ليه طيب؟ مش انت بتقول إنه شاف نجمه؟ ما اتكلمش معها عن الروايه؟
عم شفيق : ها، لا مااتكلمش، هو سلم عليها واستأذن عشان كان مستعجل زي ما قلت لك.
جمال : اهاااا، بس ايه الصدفه دي! الشاب اللي انقذك لما كنت هتقع في الشارع هو يطلع نفسه اللي عامل المسابقه اللي نجمه مقدمه فيها! دي صدفه ما حدش يتخيلها أبدا.
عم شفيق : معك حق يا جمال، انا نفسي مش متخيل ان مروان يطلع هو اللي عامل المسابقه اللي نجمه مقدمه فيها لغاية دلوقتي، بس هي دي الحقيقه، والحقيقه دايما ما حدش يقدر يتوقعها. على العموم، مروان شاب طيب ومحترم جدايا جمال وأول ما تشوفه يخش القلب على طول وتحب تتكلم معاه، وأهله ناس طيبين. وغير كده كمان، ذكي وباين عليه شاطر في شغله، علشان كده قدر يمسك الشركه بعد ما والده اتوفى.
جمال : ايه! هو والده متوفي؟
عم شفيق : ايوه، متوفي.
جمال : وانت عرفت ازاي يا عم شفيق انه متوفي؟
عم شفيق : هو اللي قال لي يا جمال، هيكون عرفت ازاي يعني؟
جمال بابتسامة : اهاااا، انتم شكلكم اخذتم على بعض قوي لدرجة ان هو يكلمك عن حياته الخاصة.
عم شفيق : اه يا جمال، اخذنا على بعض، ما انا بقول لك ان هو يخش القلب على طول وتحب تتكلم معاه.
جمال : طيب يا سيدي، انا هروح اغسل وشي واجي، ونشوف بقى مين فينا اللي هيكسب.
عم شفيق : مش محتاج تشوف يا جمال، انا طبعا اللي هكسب، ما انا كنت هكسب مروان بردك، بس هو مشى قبل
ما الدور يكمل.
جمال : تكسب مروان! هو انت لعبته طاولة؟
عم شفيق : ايوه، لعبته طاولة، بس على فكرة هو مابيعرفش يلعبها.
جمال : أمال لعبت معاه ازاي يا عم شفيق؟
عم شفيق : ما انا فهمته بتتلعب ازاي ولعبنا.
جمال بابتسامة : اهااا، علشان كده بتقول انك كنت هتكسبه، ما هو مايعرفش يلعبها يا عم شفيق، ودي أول مرة يلعب طاولة فيها، طبيعي يعني انك تكسب.
عم شفيق : لا يا جمال، على فكرة، صحيح مروان مابيعرفش يلعب طاولة، ودي أول مرة بيلعبها، بس مع ذلك ماقدرتش اكسبه بسرعة، وكان بيلعب زي ما يكون دي مش أول مرة يلعب فيها طاولة.
جمال : ايه ده! معقول يا عم شفيق؟ يعني كان بيلعب حلو؟
عم شفيق: حلو جدًا كمان يا جمال، ولو ما كانش بيلعب حلو كنت انا كسبته بسهولة، ما انا بقول لك ذكي يا جمال.
جمال: طيب، انا اروح اغسل وشي.
عم شفيق : طيب، روح وانا هروح أحضر الطاولة اهو.
جمال: طيب ومشي.
وبينظر له عم شفيق وهو ماشي،والتفت وراه، ومشي.
دخل جمال الحمام
وراح عم شفيق على الترابيزة اللي عليها الطاولة، وقعد قصادها و لنفسه:
– أما أقفل ده بقى بما إننا هنلعب.
وفتح الطاولة و بيجهزها للعب.
وخرج جمال من الحمام رايح عنده.
وجهز عم شفيق الطاولة، وبينظر علي يمينه لقي جمال جه
وبصوت منخفض:
– يلا يا جمال، تعالى، أنا جهزت الطاولة.
ووقف جمال قدامه باستغراب: إنت مالك موطي صوتك كده ليه يا عم شفيق؟
عم شفيق: علشان نجمة ماتسمعناش، ما أنا قلت لك إن هي بتذاكر، خليها تركز في المذاكرة.
جمال بابتسامة وبصوت منخفض: اهااا، طيب إحنا نلعب ومانعملش صوت عشان مانزعجهاش.
عم شفيق: طيب اقعد يلا. وشاور له.
جمال: طيب.
وقعد على الكرسي اللي قصاده، وبص للطاولة.
عم شفيق: جاهز للخسارة؟
والتفت له جمال، وبصوت منخفض وبابتسامة: إنت اللي جهزت نفسك للخسارة يا عم شفيق، مش أنا.
عم شفيق: ماشي يا عم، يلا نلعب ونشوف مين اللي هيخسر فينا.
جمال: يلا. وبص للطاوله.
في فيلا الشناوي
“خرجت عايشة من المطبخ ومعها الشاي، وراحت على الانتريه، لقت وجدان هانم قاعدة وباصة في تليفونها فاراحت لعندها ووقفت جانبها:
الشاي يا هانم اللي حضرتك طلبتيه.
بطلت وجدان قراءة، والتفت لها: طيب يا عايشة، حطيه عندك على الترابيزة وأنا هشربه.”
عايشة: حاضر يا هانم.
وحطته على الترابيزة:
– تؤمري بحاجة تانية يا هانم
وجدان: لا يا عايشة، شكرًا، روحي انتي.
عايشة: حاضر. ومشت.
في غرفة مروان
وبيتقلب مروان على السرير، وفتح عينيه بضيق:
– وبعدين بقى؟ أنا مش عارف أنام ليه؟
وقعد على السرير:
– بالرغم إن انا حاسس إني تعبان ومحتاج أنام، بس مش عارف أنام ليه؟
وسِرج الأباجورة وبص قدامه:
– مش عارف أنام ليه بس…
وحط إيده على جبينه، وبيحرّكها، وشالها:
– أعمل إيه بس دلوقتي؟
وسند راسه على المخدة، واتذكر نجمة وهي واقفة قدام عربيته، وهز راسه:
– مجنونة… أكيد.
وتذكّر الرواية بتاعتها:
– أما أكمل الرواية بتاعتها، يمكن بعدها أعرف أنام.
وأخذ تليفونه، واتعدل على السرير، وفتحه، وجاب الرواية، وبيقرأ.
في الانتريه
وقاعدة وجدان وبتقرأ الرواية، وبطّلت القراءة باستغراب:
– إيه ده؟ دي خلصت! خلصت بسرعة كده ليه؟
(وبابتسامة)
– بس رواية حلوة.
أخذت فنجان الشاي، وشربت منه شوية، وحطته مكانه تاني.
– أما اتصل بنجمة بقى وأقول لها، علشان تلاقيها مستنيه أقول لها حلوة ولا لا.
وبتتصل بيها.
في شقة عم شفيق – في الانتريه
قاعدة نجمة بتذاكر، ورن تليفونها سمعته، بطلت قراءة،
والتفت لجنبها على التليفون، لقيت وجدان هي اللي بتتصل
وبابتسامة:
– إيه ده؟ طنط!
وأخذت تليفونها، وفتحت الخط.
– ألو!
وجدان: الو، ايوه يا نجمه.
نجمه: ايوه يا طنط، ايه قرأتي الرواية؟
وجدان: ايوه، قرأتها ولسه مخلصها اهو يا نجمه.
نجمه: وايه رأيك؟ عجبتك يا طنط؟
وجدان: عجبتني بس؟ دي تحفة يا نجمه!
نجمه: بجد يا طنط؟ عجبتك؟
وجدان: ايوه طبعاً، بقولك تحفة يانجمه يا أنا حتى زعلانة إنها خلصت بسرعة كده.
نجمه: لدرجتي يا طنط عجبتك؟
وجدان: ايوه، هو أنا صحيح مقراتش روايات قبل كده، بس الرواية حلوة فعلاً، وإن شاء الله هتكسب المسابقة.
نجمه: المسابقة؟
وجدان: ايوه.
نجمه: وحضرتك عرفتي منين يا طنط إن أنا قدمت في مسابقة؟
وجدان: كريم حكلي يا نجمه عن اللي حصل في مكتب مروان في الشركة.
نجمه: آه، صحيح، ده هو اللي ما وصلني.
وجدان: انتي ليه مقولتليش يا نجمه على اللي حصل معاكي في الشركة لما كلمتك؟
نجمه: ماكنتش عاوزه أشغلك يا طنط، وخصوصاً إن الموضوع خلص يعني.
وجدان: خلص إيه بس يا نجمه؟ كان لازم تقولي يا حبيبتي على اللي حصل، ده أنا لما عرفت من كريم اضيقت أوي، لما عرفت إنك تعبانه، انتي كويسة دلوقتي يانجمه؟
نجمه: آه يا طنط، الحمد لله كويسة.
وجدان: طيب الحمد لله يا حبيبتي إنك كويسة، بس كان لازم تقولي لي يا نجمه على اللي حصلك ده.
نجمه بضيق: معلش يا طنط، بس أنا ماكنتش عاوزه أفتكر اللي حصل ده.
وجدان: معاكي حق يا نجمه، مروان ماكانش ينفع يعمل معاكي كده، على فكرة أنا اضيقت منه وزعقت له.
نجمه باستغراب: زعقت له؟
وجدان: أيوه طبعاً، علشان هو عارف إنك تعبانه والدكتور قاله إنك لازم تهدي، يقوم هو يتصرف معاكي كده؟
نجمه: الدكتور قاله إني لازم أهدى؟
وجدان: أيوه يا نجمه، علشان ماتفقديش الوعي تاني.
وتذكرت نجمه مروان لما كان بيقولها “اهدي”، و لنفسها: آه، يعني كان بيقولي كده علشان الدكتور قاله كده… بس هو ليه ماقاليش إن الدكتور قال كده؟
وجدان: نجمه، إنتي معايا يانجمه؟
نجمة: ها، آه يا طنط معاكي.
وجدان: أمال مش بتتكلمي ليه؟ كلامي ضايقك وفكرك باللي عمله معاكي مروان، مش كده؟
نجمة: ها، لا يا طنط، مايضايقنيش ولا حاجة، أنا مش ممكن أضايق من حضرتك، بس ما كانش في داعي حضرتك تزعقي لمران يا طنط.
وجدان باستغراب: ما كانش في داعي؟
نجمة: أيوه، هو الموضوع خلص، وأنا مش عاوزة يحصل مشكلة بينك وبين مروان بسببي يا طنط، وتزعلوا من بعض.
علشان كده، ما كانش في داعي تزعقي له يا طنط.
وجدان: نزعل؟ مروان يزعل مني؟ لا يا نجمة، مروان عمره
ما يزعل مني، حتى لو ضربته برضه مش هيزعل.ولا أنا عمري أزعل منه.ومافيش مشكلة حصلت ولا حاجة علشان تكوني إنتي السبب فيها يا حبيبتي.مروان غلط معاكي وانتي في مكتبة، علشان كده كان لازم أزعق له.ماينفعش يعمل معاكي كده، حتى لو عملتي إيه،كان لازم يتعامل معاكي كويس، مش بالشكل ده.
نجمة: خلاص يا طنط، اللي حصل حصل، ومافيش داعي نتكلم فيه تاني أو تزعقي له تاني علشان اللي حصل، وخصوصا إنه مش ناقص.
وجدان باستغراب: مش ناقص؟ تقصدي إيه يا نجمة؟
نجمة بارتباك: ها.. ماقصدتش حاجة يا طنط، انا قصدي إنه مافيش داعي تحصل مشاكل تاني، وخصوصا إن الموضوع خلص يعني.
وجدان: مش هتحصل مشاكل ولا حاجة يا حبيبتي، وبعدين إنتي خايفة على مروان إنه يزعل ولا إيه؟
نجمة بضيق: لا طبعًا يا طنط، مايزعل ولا ما يزعلش هو ما يهمّنيش في حاجة.أنا بس مش عاوزة حضرتك تكوني مضايقة بسببي.
وجدان بابتسامة: لا، أنا مش مضايقة ولا حاجة، وبعدين حد يضايق منك برده يانجمه ؟ ده إنتي ذوق وأخلاقك عالية وطيبة، وكفاية دمك الخفيف ده.
نجمة: ربنا يخليكي يا طنط.
وجدان: ويخليكي يا حبيبتي.. على فكرة، مروان عمل معاكي كده علشان كان خايف عليكي.
وقطعت نجمة كلامها بضيق: خايف عليها؟
وجدان: أيوه، خايف تمشي لوحدك وإنتي تعبانة كده، لتتعبي أكتر وتفقدي الوعي ويحصلك حاجة، علشان كده مخلكيش تمشي يا نجمة، يعني ماكانش قصده يزعلك يا حبيبتي
تكمله البارت التاسع والعشرين من عرض جواز
نجمة:لا يا طنط، قاصد، ولو ما كانش قاصد، كان في
أسلوب أحسن من كده يتكلم معايا بيه.وعلى العموم اللي حصل حصل، ولو سمحتي بلاش نتكلم فيه… عشان أنا مش عايزة أفتكره.
وجدان: طيب يا حبيبتي خلاص مش هنتكلم فيه، المهم رجلك بقت كويسة؟
نجمة باستغراب:رجلي؟
وجدان:أيوه، بقت كويسة من خَبطة العربية؟
نجمة:وانتي عرفتي إزاي يا طنط إن رجلي اتخبطت في عربية؟
وجدان: مروان قال لي يا نجمة عن اللي حصل.
نجمة: مروان؟
وجدان: ايوه يا حبيبتي، على اللي حصل. إنتي ليه عملتِ كده يا نجمة؟ انتي ما كنتيش شايفة يعني العربية وهي بتتحرك؟
نجمة: ها… لا، كنت شايفاه يا طنط، بس أنا ما خدتش بالي بقي إنه مروان مش شايفني وهو بيتحرك. على العموم يا طنط، رجلي الحمد لله بقيت كويسة.
وجدان: طب الحمد لله يا حبيبتي، بس ما تعمليش كده تاني يا نجمه ، خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.
نجمة بابتسامة: حاضر يا طنط.
وجدان: ومش عايزاكي تزعلي من مروان علشان اتخانق معاكي وإنتي تعبانة كده. أنا مش عارفة بيعمل معاكي كده ليه، على فكرة ده مش طبعه خالص يا نجمة، والله زي ما قلت لك هو طيب، مش كده بس، أنا مش عارفة إيه اللي حصل.
نجمة بضيق: هو ما حصلوش حاجة يا طنط، هو أساسًا كده.
وجدان: كده إزاي يعني يانجمه؟
نجمة: كده يا طنط، ما بيراعيش حد، إذا كان تعبان أو مش تعبان.
وجدان: لا يا حبيبتي، هو مش كده، ما أنا قلت لك، هو ما بيفكرش في نفسه أكتر ما بيفكر في اللي حواليه يانجمه، واتخانق معاكي علشان خايف عليكِ يا حبيبتي ليحصل لك حاجة.
نجمة بابتسامة ساخرة: خايف عليا إيه يا طنط؟ هو ما بخافش غير على نفسه وبس. المهم يا طنط، الرواية عجبتك بجد؟
وجدان: اه، عجبتني يا حبيبتي قوي، انتِ ما كتبتيش حاجة تانية؟
نجمة: لا يا طنط، والله دي أول رواية أكتبها، وأنا مبسوطة قوي إنها عجبتك، وإن شاء الله لو كتبت حاجة تانية هبعتها لك.
وجدان: طيب يا حبيبتي، وأنا مستنية.
نجمة: طيب يا طنط، إن شاء الله أول ما أكتب حاجة جديدة هبعتها لك.
وجدان: طيب يا حبيبتي، وبالتوفيق، إن شاء الله تكسبي المسابقة.
نجمة: شكرا يا طنط.
وجدان: طيب يا حبيبتي، أسيبكِ بقى عشان تشوفي انتِ كنتِ بتعملي إيه.
نجمة: ما بعملش حاجة يا طنط، أنا بذاكر.
وجدان: طيب يا حبيبتي، أسيبكِ تذاكري بقى، مش عايزة حاجة؟
نجمة: لا يا طنط، شكرا.
وجدان: طيب، ربنا يوفقك ويوفق اللي بيذاكر عندي فوق
ده.
نجمة باستغراب: اللي بيذاكر عندك فوق؟ تقصدي مين يا طنط؟
وجدان: أقصد كريم يا حبيبتي، ماهو قاعد فوق في غرفته وبيذاكر.
نجمة: اهااااا، طيب يا طنط، ربنا يوفقه.
وجدان: يا رب، ويوفقك انتِ كمان وتخلصوا انتم الاتنين زي مروان كده.
نجمة بضيق: إن شاء الله يا طنط.
وجدان: طيب يا حبيبتي، أسيبكِ بقى لمذاكرتك، مع السلامة.
نجمة:مع السلامة يا طنط.
(وقفلت الخط)
أنا مش عارفة دي والدة المستفز ده إزاي؟المهم خليني أذاكر أحسن، ماأجيبش سيرته، علشان سيرته بتعصبني، وأنا أساسًا مش عايزة أفتكره.
(وبتذاكر)
في الصالة:
وقاعد عم شفيق بيلعب، وبابتسامة: خلاص يا جمال، أنا
اللي كسبت.
جمال بضيق: إيه يا عم شفيق، مش هتيجي اللي انت عملته ده! انت غشيت على فكرة.
عم شفيق: غشيت إيه يا ابني! أنا مابغشش، على فكرة أنا كسبت بمجهودي، وانت بتقول كده علشان انت خسران.
جمال بصوت مرتفع: لا يا عم شفيق، أنا اللي كنت هكسب، وانت اللي خسرتني على فكرة.
عم شفيق: لا يا جمال، أنا ماخسرتكش، اعترف إن انت خسرت بقى وخلاص.
جمال: لا يا عم شفيق، مش هعترف، انت اللي خسرتني.
وسمعت نجمة، وهي قاعدة في الانتريه وبتذاكر، صوت زعيق. فبطلت قراءة، وقالت باستغراب:
– إيه صوت الزعيق ده؟ عم شفيق بيزعق ولا إيه؟ أما أقوم أشوف في إيه.
شالت الكتاب من على رجلها، وحطّته على الترابيزة، وقامت راحت عند باب الغرفة، وفتحته وخرجت منه.
وماشية بتبص حواليها، لقت عم شفيق ووالدها بيتخانقوا.
وباستغراب:
– إيه ده! بابا!
وراحت لهم، ووقفت قدامهم :
– بابا
والتفتوا لها والدها وعم شفيق.
نجمة: انت جيت إمتى يا بابا؟
والدها: جيت من شوية يا نجمة.
عم شفيق: انتِ إيه اللي قومكِ يا نجمة؟ مش كنتِ بتذاكري؟ إيه اللي خلاكِ تسيبي الكتاب وتيجي؟
نجمة: أصل سمعت صوت زعيقكم يا عم شفيق، انتم كنتم بتتخانقوا ليه؟ في إيه؟
والتفتوا عم شفيق وجمال لبعض، وبعدين بصوا لها.
جمال: لا، ما فيش حاجة يا نجمة، روحي انتِ ذاكري، واحنا هنوطي صوتنا، ما تقلقيش.
نجمة: لا يا بابا، قل لي، انتم كنتوا بتتخانقوا ليه الأول؟ وبعدين، انتوا بتلعبوا ولا بتتخانقوا؟
عم شفيق: لا، احنا كنا بنلعب، بس جمال هو اللي اتخانق معايا.
جمال بضيق: لا يا عم شفيق، أنا ما اتخانقتش، انت اللي غشيت في الأول وخليتني أخسر، أنا كنت هكسب على فكرة.
عم شفيق: لا يا جمال، أنا ما غشيتش، أنا اللي كنت هكسب على فكرة، مش انت، عشان كده انت زعلان، مش علشان خسرت، انت زعلان عشان أنا كسبت.
(نجمة اندهشت).
جمال: وهزعل ليه بقى يا عم شفيق؟ هو أنا ما كسبتش قبل كده؟ أنا كسبت على فكرة، وكسبتك برده، انت اللي خسرتني عشان تكسب، عشان انت عارف ومتأكد إن أنا اللي هكسب.
عم شفيق: لا طبعاً، أنا مش عارف ومتأكد إن انت اللي هتكسب، على فكرة، أنا كنت متأكد إن أنا اللي هكسب، وكسبت.
جمال: لا يا عم شفيق، انت ماكنتش هتكسب على فكرة، لولا إنك غشيت.
عم شفيق: لا يا جمال، ما غشيتش، أنا بكسب بجهودي على فكرة، وانت خسرت، دي مش مشكلتي أنا.
جمال: مش مشكلة إزاي يا عم شفيق، وانت اللي خليتني أخسر؟
عم شفيق: وانا مالي! انت اللي مش بتعرف تلعب، ذنبي إيه أنا بقى؟
جمال: لا يا عم شفيق، أنا بعرف ألعب كويس، وأحسن منك كمان، وانت عارف كده، فاعترف إنك غشيت علشان تخسرني.
عم شفيق: أنا مغشيتش علشان أعترف يا جمال، وبعدين انت بتعرف تلعب أحسن مني؟ لا طبعاً، يا أنا بكسبك على طول، يبقى بتعرف تلعب أحسن مني إزاي بقى؟
جمال: إيه! بتكسبني على طول؟ ليه؟ انت بتلعب لوحدك يعني ولا إيه؟ يا أنا اللي بكسبك على طول.
عم شفيق: بتكسبني على إيه؟ على…
وقطعت نجمة كلامه وبصوت مرتفع: بس! كفاية خناق!
ونظروا لها والدها وعم شفيق.
نجمة: انتوا بتتخانقوا على إيه؟ على طاولة؟ هتخسروا بعض علشان دور طاولة يعني؟
والتفتوا والدها وعم شفيق لبعض، وبعدين بصوالها.
نجمة: وبعدين، انتوا الاتنين كسبانين، خلاص، بطلوا خناق بقى.
والدها: إزاي يعني يا نجمة؟ احنا الاتنين كسبانين؟ لازم واحد فينا هو اللي يكون كسبان.
عم شفيق: أيوه يا نجمة، ماينفعش نكون إحنا الاتنين اللي كسبانين، يا أنا اللي كسبت، يا جمال.
نجمة: خلاص، العبوا كمان دور، واللي هيكسب فيه هو اللي يكون كسبان الدور ده، إيه رأيكم؟
عم شفيق: أنا موافق.
جمال: وأنا كمان موافق.
نجمة: طيب كويس، العبوا بقى، وأنا هقعد معاكم اهو علشان اللي يخسر ما يقولش إن التاني غش.
والدها: لا، روحي انتي كملي مذاكرة يا نجمة، وإحنا هنلعب بصوت واطي.
عم شفيق: أيوه يا نجمة، روحي انتي ذاكري، واللي هيكسب فينا مش هيتخانق. مش كده يا جمال؟
جمال: أيوه يا عم شفيق، كده روحي انتي بقى ذاكري يا نجمة.
نجمة: لا يا بابا، أنا تعبت من المذاكرة، هقعد شوية معاكم.
(وقعدت قدامهم على الكرسي)
– وبعدين أقوم أذاكر… ويلا بقى، ابدأوا لعب.
عم شفيق: طيب يلا يا جمال، نلعب.
جمال: يلا.
في فيلا الشناوي – في الانتريه:
قاعدة وجدان وبتتصفح تليفونها، وأخذت فنجان الشاي وشربت منه، وحطته مكانه تاني:
أما أقوم أنام أحسن.
وقفلت تليفونها، وبصوت مرتفع:
– عايشة! عايشة!
جاءت عايشة: أيوه يا هانم؟
وجدان: شيلي الشاي ده، وقامت. وأنا رايحة أنام، وروحي انتي كمان نامي.
عايشة: حاضر يا هانم، تصبحي على خير.
وجدان: وانتي من أهله يا عايشة.
ومشت وطلعت على السلم، ورايحه على غرفتها، ولنفسها:
– لما أشوف كريم كده محتاج حاجة قبل ما أنام.
ورايحة على غرفة كريم، وبتتلفت على يمينها، لقيت نور غرفة مروان سارج.
ووقفت وباستغراب:
– إيه ده؟ مروان لسه مانامش ولا إيه؟ لا، تلاقيه نام ونسي النور سارج… بس هو مش متعود إنه يسيب نور الغرفة مسروج لما يجي ينام، أما أروح أشوف.
وراحت على غرفة مروان وخبطت على الباب.
مروان وهو قاعد على السرير، وناظر في تليفونه وبيقرأ الرواية، بطل قراءة والتفت للباب:
– ادخل.
ودخلت والدته، لقيته قاعد على السرير وفي إيده تليفونه،
وباستغراب:
– انت لسه صاحي يا مروان؟
(وراحت لعنده ووقفت جنب السرير)
مروان: آه يا ماما، لسه صاحي. ليه، في حاجة؟
وجدان: لا، مافيش، بس استغربت إنك صاحي، أصل انت قولت إنك هتنام.
مروان: آه يا ماما، ما أنا كنت نايم، بس ما عرفتش أنام، فقلت أقوم شوية أقعد على التليفون، يمكن أعرف أنام.
وجدان: ماعرفتش تنام؟
(وقعدت جنبه على السرير)
– ليه يا مروان، مالك؟ انت تعبان ولا إيه؟
مروان: ها؟ لا يا ماما، أنا كويس، ما تقلقيش. شوية كده وهنام. إنما انتي لسه صاحيه ليه؟ ولا أخدتي على السهر مع كريم؟
وجدان: لا، أنا كنت رايحة أنام، بس لما لقيت نور أوضتك مسروج، استغربت، قلت أما أجي أشوفك صاحي ولا نايم.
مروان: طيب يا ماما، روحي انتي نامي، وأنا شوية كده وهنام.
وجدان: طيب يا مروان، هروح أشوف كريم محتاج حاجة ولا لا قبل ما أنام، وبعدين هروح أنام.
مروان باستغراب: كريم؟ ليه، هو كريم لسه صاحي؟
وجدان: آه، لسه صاحي وبيذاكر.
مروان: آه، طيب يا ماما.
وجدان: طيب، مش عايز حاجة قبل ما أنام؟
مروان بابتسامة: لا يا ماما، شكرًا.
وجدان: طيب، تصبح على خير. (وقامت)
مروان: وانتي من أهله يا ماما.
وخرجت والدته من الغرفة، وقفلت الباب وراها.
والتفت مروان لتليفونه، وبيقرأ الرواية.
وراحت والدته على غرفة كريم، وخبطت على الباب، ما حدش رد.
خبطت مرة تانية، برضه ما حدش رد.
ولنفسها باستغراب:
– هو كريم مابيردش ليه؟ ليكون نام؟ أما أدخل كده أشوف.
وفتحت الباب ودخلت الغرفة، لقيت كريم نايم وهو قاعد على كرسي المكتب، وساند راسه على المكتب.
– إيه اللي نيمه كده؟
(وراحت لعنده، لقت كتاب قدام كريم)
– نام وهو بيذاكر ما هو تعبان طول النهار في الشغل… كريم، اصحى.
(وحطت إيدها على كتفه)
– كريم، اصحى يا حبيبي، نام على سريرك كريم.
(وهزّته)
فاق كريم، لقى والدته، وبنعاس: ماما؟
(واتعدل على الكرسي)
– في إيه يا ماما؟
وجدان: مافيش حاجة يا حبيبي، قوم يلا نام على السرير بدل ما تتعب من النوم على المكتب. قوم يلا.
كريم: حاضر يا ماما.
(وقام وبيتاوب، وحط إيده على فمه ورايح عند السرير)
وبتنظر له والدته وهو ماشي، وهزت راسها بابتسامة.
وقعد كريم على السرير ونام.
وراحت لعنده والدته، وحطت الغطاء عليه، وبابتسامة:
– تصبح على خير.
وطفت الأباجورة، وخرجت من الغرفة، وراحت على غرفتها.
في شقة عم شفيق – في الصالة
جمال بابتسامة: كده خلاص يا عم شفيق، أنا اللي كسبت.
(والتفت لنجمة)
نجمة ابتسمت.
عم شفيق بضيق: طيب يا سيدي.
جمال: شفت بقى إن أنا اللي كنت كاسب المرة اللي فاتت، وانت اللي غشيت؟
عم شفيق: لا، على فكرة، المرة اللي فاتت أنا ماغشيتش فيها، يا جمال، أنا كنت كسبان بمجهودي. يا نجمة، والله أنا ما غشيت فيها زي ما أبوكي بيقول، أنا كسبت بمجهودي فعلًا.
نجمة بابتسامة: صادق يا عم شفيق، من غير ما تحلف، انت تغش بردك؟ إيه يا بابا اللي انت بتقوله ده، عم شفيق مش ممكن يغش في اللعبة.
عم شفيق بابتسامة: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي. شفت بقى
يا جمال؟ عشان تبقى تصدق إن أنا ماغشيتش، واهي نجمة مصدقاني ان انا ما غشيتش.
جمال: ماغشيتش إزاي؟ وأنا اللي كسبان المرة دي، مش انت! ونجمة قالت اللي يكسب الدور ده هو اللي يبقى كسبان الدور اللي فات.
نجمة: أيوه يا بابا، أنا قلت كده، بس مش معني كده إن عم شفيق غش في المرة اللي فاتت علشان تقول كده، يمكن هو ماحالفوش الحظ الدور ده عشان يكسب، عادي يعني يا بابا.
والدها: هو انتي بنتي ولا بنته؟ أنا عايز أفهم، المفروض تقفي جنبي أنا، مش أنا أبوكي؟
نجمة: أيوه يا بابا، انت بابايا، وعم شفيق كمان بابايا، وأنا واقفة جنبكم أنتم الاتنين، مش واقفة جنب حد فيكم يعني وبعدين، أنتم الاتنين كده متعادلين، انت كسبت المرة دي، وعم شفيق كسب المرة اللي فاتت، يبقى أنتم كده متعادلين، ما حدش يزعل بقى فيكم.
عم شفيق بابتسامة: ربنا يكملك بعقلك يا بنتي يا حبيبتي.
نجمة بابتسامة: ويخليك ليا يا بابا يا حبيبي انت.
والدها: وأنا يا نجمة قفص جوافة قاعد؟ ما فيش لي “ربنا يخليك ليا يا بابا ومايحرمنيش منك”؟ ولا أنا إيه، مش قاعد؟
نجمة بابتسامة: ولا تزعل يا بابا، ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك انت وعم شفيق يا رب.
والدها وعم شفيق في نفس واحد بابتسامة: ويخليكي لينا
يا رب وضحكوا.
وضحكت نجمة، وبطلت ضحك:
– يلا يا بابا بقى نقوم، عشان الوقت اتأخر.
وبطل عم شفيق ضحك:
– ليه يا نجمة، ما انتوا قاعدين شوية؟
نجمة: لا، كفاية كده يا عم شفيق، الوقت اتأخر، وانت لازم تنام بردك، يلا يا بابا.
والدها: طيب يا نجمة، يلا.
(وقام.)
– تصبح على خير يا عم شفيق.
عم شفيق: وانت من أهله يا جمال.
وقامت نجمة من على الكرسي: تصبح على خير يا عم شفيق.
عم شفيق بابتسامة: وانتي من أهله يا حبيبتي.
نجمة: استناني يا بابا، هجيب الكتاب بتاعي وتليفوني وأجي.
والدها: طيب، يلا.
نجمة: طيب.
(وراحت على غرفة الانتريه، ودخلت مسرعة، أخذت الكتاب وتليفونها، وخرجت من الغرفة، وراحت عند والدها، ووقفت جنبه)
– يلا يا بابا.
والدها: يلا يا حبيبتي.
نجمة بابتسامة: باي يا عم شفيق.(وشاورت بإيدها)
عم شفيق بابتسامة: باي يا حبيبتي.(وشاور لها)
(ومشوا نجمة ووالدها باتجاه باب الشقة)
وفتح والدها الباب : يلا يا نجمة.
وخرجت نجمة من الشقة، ووالدها وراها،
والتفت لعم شفيق:
– سلام يا عم شفيق.
(وشاور بإيده)
عم شفيق: مع السلامة يا جمال.
(وخرج جمال من الشقة وقفل الباب وراه)
والتفت عم شفيق للطاولة وقفلها،ولنفسه:
– أما أقوم أنام أنا كمان.
(وأخذ الطاولة، وقام، وراح على غرفته.)
على السلم:
نازله نجمة ونظرت لوالدها: طبعاً انت مش هتعرف تنام يا بابا علشان انت نايم بدري.
ونازل والدها وراها: لا والله يا نجمة، أول ما هشوف السرير هتلاقيني رحت في سباع نومه آه صحيح، عم شفيق قال لي إن الشاب اللي أنقذه قبل ما يقع في الشارع اسمه مروان، وهو اللي عامل المسابقة اللي انتي قدمت فيها، وهو اللي ماسك الشركة.
وقفت نجمة والتفتت له بدهشة : إيه؟
ووقف والدها وباستغراب: هو إيه يا نجمة؟ بقول لك، عم شفيق قال لي إن الشاب اللي أنقذه في الشارع طلع هو اللي عامل المسابقة اللي انتي قدمت فيها، وشركة المنشاوي هو اللي ماسكها، ما هو والده الله يرحمه هو صاحب الشركة.
هو مش انتي شفتيه وسلمتِي عليه؟
نجمة بارتباك: ها… آه يا بابا.
والدها: طيب، أمال مالك؟ زي ما تكوني مستغربة كده ليه؟
نجمة: ها… لا يا بابا، مش مستغربة ولا حاجة.
والدها: طيب يلا انزلي، ولا هنبات هنا على السلم؟
نجمة: ها، طيب يا بابا، هنزل أهو.
(والتفتت قدامها ونزلت، ونازل ووالدها وراها.)
نجمة بقلق: هو عم شفيق قال لك حاجة تانية يا بابا عن مروان ده؟
والدها: لا، ماقاليش يا نجمة حاجه.
نجمة بارتياح وبصوت منخفض: الحمد لله.
والدها : ليه يا نجمة، في حاجة ولا إيه؟
نجمة: ها… لا يا بابا، مافيش حاجة، أنا بسأل بس.
(وخرجت من البيت وماشية.)
والدها: طيب.
(وخرج وراها من البيت، ونظر لها، ومشي جنبها.)
– بس تعرفي يا نجمة، أنا مش مصدق لغاية دلوقتي إن هو يطلع هو اللي عامل المسابقة.
والتفتت له نجمة بقلق: ليه يا بابا؟ يعني مش مصدق؟
والدها: مش عارف، بس مش قادر أصدق إنه يطلع نفس الشخص. هو صحيح شخص محترم وطيب، باين عليه زي
ما قال عم شفيق.
نجمة بضيق: طيب قوي يا بابا. (ودخلت بيتهم)
ودخل والدها وراها، وماشي: بس ما كنتش أتوقع أبدًا إن هو يطلع نفس الشخص.
(وطالع على السلم.)
وطلعت نجمة وراه: ولا أنا يا بابا كنت أتوقع إن هو نفس الشخص.
(وبصوت منخفض)
– لو كنت أعرف كده، ما كنتش قدمت في المسابقة.
والدها : ها؟ قولتي حاجة؟
نجمة بارتباك: ها… لا يا بابا، مقلتش حاجة.
والدها: طيب.
(وقفوا قدام الشقة.)
والدها: آه، يا أنا! نسيت آخد المفتاح قبل ما أخرج يا نجمة!
نجمة: مش مشكلة يا بابا، أنا معايا المفتاح، اخذته قبل ما أخرج.
والدها: طيب، كويس إنك عملتي كده، وإلا ما كناش هنعرف هنعمل إيه. افتحي بقى.
نجمة: حاضر يا بابا.
(وطلعت المفتاح وفتحت باب الشقة، ودخلت.)
ودخل والدها وراها، وقفل الباب: أنا هدخل بقى يا نجمة، أكمل نومي.
نجمة: طيب يا بابا، تصبح على خير.
والدها: وانتي من أهله يا حبيبتي. ما تسهريش، نامي علشان عينيك لسه حمرا.
نجمة: حاضر يا بابا، أنا هدخل أنام على طول، كابس عليه النوم.
والدها: طيب، تصبحي على خير.
نجمة بابتسامة: وانت من أهله يا بابا.
(ومشى والدها.)
وبتنظر له نجمة وهو ماشي بابتسامة، وراحت على غرفتها ودخلت، ولنفسها بارتياح:
– الحمد لله إن عم شفيق مانسيش الوعد اللي وعدهولي.
(وماشية ناحية المكتب.)
– وقال لبابا على اللي حصل بيني وبين الزفت اللي اسمه مروان ده… بس هو إيه اللي خلاه يقوله إن مروان هو اللي عامل المسابقة وإنه والده هو صاحب الشركة؟
(وحطت الكتاب والمفتاح والتليفون على المكتب.)
– تلاقيه ما كانش يقصد إنه يقوله، ولما جات سيرة مروان قاله مش أكتر… ممكن برده.
(والتفتت وراها، ورايحة ناحية الدولاب.)
– بس بابا مش مصدق إن مروان هو اللي عامل المسابقة وإنه ابن صاحب الشركة… والله معاه حق، وبضيق ما يصدق!
– هو شكله فعلاً مايقولش إن ده يقدر يعمل حاجة، مش يمسك شركة ويعمل مسابقة كمان!
(ووقفت قدام الدولاب، وقلعت العباية وفتحته، وحطتها فيه.)
– أكيد والده الله يرحمه ما كانش يعرف إنه هيبقى كده، محدش يطيقه! علشان لو كان يعرف، أنا متأكدة إنه عمره ما كان فكر يمسكه الشركة!
– ده مش طايق نفسه، دقيقة واحدة يمسك شركة زي دي؟! الله يكون في عون الموظفين، مستحملينه إزاي ده؟!
(هزت رأسها.)
– مستفز.
(وقفت الدولاب.)
– أما أروح أنام.
(وراحت وطفت النور، وقعدت علي السرير، وأخذت المخدة وحطتها على رأسها ونامت.)
في فيلا الشناوي – غرفة مروان
وقاعد مروان على السرير، وبينظر في تليفونه على الرواية وبيقرأها.
وبطل قراءة، و لنفسه:
– أهي خلصت… كويس إنها خلصت!
(ونظر قدامه)
– علشان مش عاوز جنان أكتر من كده! كفاية عليا قوي جنان المجنونة بتاعتها، وجنان أخويا كريم! هيبقى دول، وفوقهم اللي بتكتبه المجنونة دي كمان؟ ياحِتّي حرام! أنا مش فاهم إيه اللي خلاها تكتب؟ بس لا… وتكتب الكلام ده؟! طيب إزاي؟ دي البطلة اللي في روايتها – اللي أنا مش مستوعب لغاية دلوقتي إنها روايتها – أعقل منها!
– أنا مش عارف…
(وسكت، وبصدمة)
مروان: – إيه ده…؟!
………….نتبع
بقلم : Asmaa Salah
• تابع الفصل التالى ” رواية عرض جواز ” اضغط على اسم الرواية