رواية محامية قلبي الفصل العاشر 10 – بقلم أمل شعبان
في فيلا السويفي،
الهدوء له طعم خاص… زي صوت الساعة لما تعدّي في بيت كبير فاضي.
ياسين السويفي،
واقف قدام المراية الطويلة،
ساكت… كأنه بيقيس الزمن مش البدلة.
بدلته الكحليّة الداكنة كانت بتحتضن ملامحه الصلبة.
قماش ناعم، مفصّل على الجسم بدقة.
ياقة البدلة مستقيمة، بدون شوشرة.
وقميص أبيض ناصع، وكرافتة بنفس لون الليل.
ساعته القديمة – نفس الساعة اللي ما بيغيّرهاش –
جلدها بني، وميناءها نحاسي، فيها هدوء السنين مش بريقها.
عدّل جاكت البدلة بهدوء، وبص في المراية…
ما كانش بيتأمل شكله،
كان بيحاول يتأكد إن صورته زي ما هو عايزها… ثابتة، وراسية، ومفيش حاجة باينة زيادة.
خبط الباب خبطتين خفاف.
فتح… وكان أحمد واقف.
أحمد، أخوه الصغير اللي غاب عن البيت فترة…
لكن النهاردة، كان راجع بنسخته المحسّنة.
وشه فيه نور شباب، لكن ملامحه تشي بتعب مرّ عليه.
كان لابس بنطلون جينز أسود مفصّل،
وتيشيرت أبيض نضيف من غير أي طبعة،
وعليه بليزر أسود خامة نظيفة، مبطن من جوه بلون رمادي باهت.
شعره متسرح بنعومة، معمول له ستايل بسيط،
وفي إيده ساعة فضيّة لامعة بشكل راقٍ…
وكوتشي أبيض نضيف كأنّه لسه طالع من العلبة.
ياسين ابتسم ابتسامة صغيرة، من غير كلام،
ومدّ إيده له بزجاجة البرفان الغالي اللي دايمًا بيستخدمها في المناسبات الكبيرة.
> “تعالى… خد دي.”
رشّ له رشّتين على الرقبة، وحدة على القميص.
الريحة كانت تقيلة… زي الرجوع اللي بيحاول يثبت نفسه.
بصّ له ياسين وقال بنبرة هادية، فيها لمسة حنين:
> “كده… رجعت تشبه نفسك.”
أحمد بصّ لنفسه في المراية،
وشاف اللي ما شافهوش من سنين…
نَفَسه خرج كأنه بيتحرر من حاجة كانت شايله.
ضحك بهدوء، وقال:
> “أنا نسيت أنا كنت بشبه مين…”
ياسين حطّ إيده على كتفه، وضغط ضغطة خفيفة:
> “وإنت لسه في أول الطريق… خلّيك فاكر ده.”
نسيبي ياسين وناخد لفه عند زينب 😂😂
محاميه قلبي بقلم امل شعبان
في قلب الشقة اللي ريحتها كانت خليط ما بين كلور، ومية مسح، وأنفاس تعبانة…
كانت زينب واقفة في نص الصالة،
لابسة البيچامة القديمة اللي لونها بهت،
نفس البيچامة اللي كانت جدتها – الله يرحمها – بتحب تلبسها في الشتويات.
شعرها مرفوع بكحكة عشوائية،
وكأنها كانت بتجري في سباق مع الوقت،
وهدومها ملطّخة بنقط مية المسح،
وإيديها ناشفة من كتر العصر والمجهود.
كانت ماسكة الشرشوبة، بتزق بيها آخر شبر مبلول في الأرض…
والشقة بقت شبه العروسة،
كل حاجة مكانها،
حتى الهوا بقى ماشي بنظام.
من جوه، صوت أمها طالع:
> “يلا يا زينب، انجزي بقى بدل ما الشمس تغرب وإحنا لسه بنلم في مية!”
زينب ردت وهي بتضحك، بصوت فيه تهكم خفيف:
> “إنتي عمالة تقولي لي: انجزي، انجزي… طب جرّبي تعملي حاجة إنتي!”
ردت أمها من المطبخ، صوتها عالي بس ضحكتها بين السطور:
> “ما أنا بعمل أهو يا بت!”
زينب رجعت الشرشوبة في الجردل، ووقفت بإيد على وسطها:
> “أيوه شايفة…
إنتي ماشية ورايا كأنك المشرفة…
مافيش غير: يلا يا زينب، يلا يا زينب!
حاسّساني إني داخلة سباق أولمبياد!”
وفجأة…
خبط الباب.
زينب صاحت:
> “ايووووه!”
ورفعت صوتها لأمها:
> “مين اللي جانا دلوقتي؟”
أمها من المطبخ، وهي بتحط المعالق في الدُرج:
> “ما عرفش! افتحي وشوفي، يمكن ندى…
ما بتيجي غير بعد ما الشقا يخلص كالعادة.”
زينب راحت للباب، لسه ماسكة الشرشوبة، والمية بتنقط من طرفها…
فتحت الباب…
واتجمّدت.
عن اليمين: أحمد.
عن الشمال: ياسين.
الاتنين واقفين،
وشكلهم… من عالم تاني.
ياسين شد نَفَسه، وبص لها باستغراب بارد:
> “إيه اللي إنتي عاملاه ده؟
إنتي عاملة كده ليه؟”
زينب اتوترت، قلبها وقع في رجلها،
وعنيها سرحت في هدومها، وفي الشرشوبة اللي لسه بتنقط مية.
في أقل من ثانية…
بَام!
قَفلت الباب فوشهم،
بقوة وخضة،
وكأنها بتحاول تخبّي كل الحياة اللي وراها.
يتبع
—محاميه قلبي بقلم امل شعبان
✨📚 لو حسيتوا إن الفصل دخل قلبكم 💘،
متنسوش تسيبوا لايك 👍💬 وتقولوا رأيكم،
رأيكم بيفرق معانا كتير 🥺🌸
💥 واستنونا في الفصل الجاي…
لأن الحكاية لسه بتبدأ،
والقلوب لسه ما قالتش آخر الكلام 💌💔
مين خبط على باب زينب؟
وإيه اللي مخبيّاه الأيام؟ 😢🚪
• تابع الفصل التالى ” رواية محامية قلبي ” اضغط على اسم الرواية