رواية قبل أن أعرفك الفصل الخامس 5 - بقلم Theodore
الجزء_الخامس
قبل_أن_أعرفك
-رأيي إننا مينفعش... احنا ماينفعش نكون مع بعض يا حمزة...
=ليه؟ليه مينفعش نكون مع بعض يا تالين؟
سكتت، وبصيت له...
عنيا كانت مليانه كلام بس لساني رافض ينطق،
اتنفست ببطء كأن قلبي بيتخانق مع عقلي،
بصيت بعيد وانا ببلع ريقي بصعوبه وقولت:
-أنا لازم امشي
كنت ماشيه والدموع في عيني..قابلت ميار في طريقي واللي قالت بلهفه:
*تالين مالك ايه اللي حصل ؟
-مافيش يا ميار انا محتاجه اروح دلوقتي ،لو سمحت سيبيني....
~~~~~~~~~
في الوقت اللي تالين مشيت فيه والدموع في عنيها، ميار كانت واقفة تايهة بين تصرف تالين وبين حمزة اللي واقف بعيد بيحاول يفهم... إلي إنها استنتجت اللي دار بينهم وصِعب عليها حالهم كدا وقررت تتكلم مع حمزة..
*دكتور حمزة ،ممكن دقيقه؟
حمزة كان باصص علي طيف تالين بخذلان وقال لميار وهو بيستعد يمشي:
=ميار لو عندك سؤال اجليه للسكشن الجاي
*لا يا دكتور مش سؤال انا محتاجه اتكلم مع حضرتك ضروري...بخصوص تالين
التفت ليها بسرعه وقال بلهفه:
=في ايه يا ميار اتكلمي
*تالين حكتلي عن الموضوع اللي بينكم....وانا يعني كنت عاوزه أوضح لحضرتك حاجه...هي يعني مش رافضاك عشان مش عاوزاك هي بس...
سكتت ميار وهي متردده من اللي بتعمله،اندفع حمزة وقال برجاء:
=ميار اتكلمي بالله عليكي انا مش مستحمل
*تالين يا دكتور شايفه إنكم مش مناسبين لبعض اجتماعيا...هي من أسرة بسيطه جدا وظروفهم علي قدهم وكانت خايفه لما حضرتك تعرف ترفض تتجوزها...
سكتت ميار وهي منتظره ردة فعل حمزة اللي بان علي وجهه علامات الصدمه لكنه قال بتعجب:
=هي بجد كانت بتهرب مني عشان كدا؟ هي ازاي شايفاني بالصوره دي ؟ ازاي شايفه اني ممكن اسيبها عشان السبب دا؟
*كان غصب عنها...تالين شخصيتها قويه وناجحه ،لكن لما الموضوع اتعلق بيك وباهلها ضعفت وخافت ترفضها وكمان خافت من ردة فعل اهلك
=انا مستحيل ارفضها ايا كان السبب...انا بحبها بجد
ابتسمت ميار وقالت:
*انا قولتلها كدا برضو
=بجد شكرا يا ميار ،انتي صاحبه جدعه جدا ويا بخت تالين بيكي
*تالين دي اختي و فرحتها من فرحتي
=شكرا كمان مره ،يلا اتفضلي بقي عشان ماتتأخريش
مشيت ميار وحمزة كان مبسوط جدا عشان عرف سببب تالين للرفض وحس إنه سبب يتحل، اهم حاجه انها متكنش رافضاه لشخصه
~~~~~~~~~
*يا بنتي قوليلي مالك بس بتعيطي كدا ليه؟
-مافيش يا ماما انا كويسه انا بس متغوطه من الامتحانات
*امتحانات ايه بس اللي تعمل فيكي كدا ؟ يا بنتي احكيلي ومتوجعيش قلبي كدا
=يا ماما بجد مافيش حاجه انا بس خايفه من الامتحانات....هقوم اصلي ودلوقتي وابقي كويسه متقلقيش
*ماشي يا تالين هاسيبك علي راحتك ولما تعوزي تحكي انا موجوده يا بنتي
ماما خرجت وانا قومت اتوضي واصلي، لجأت لملجئي الوحيد دعيت كتير ربنا يريح قلبي ويوجهني للخير....
~~~~~~~~~
سأل حمزة عن أهل تالين ولقي إنهم ناس طيبين وعلي قدهم ،قرر إنه يكلم أهله عشان يتقدم لتالين لانه شايف فرق المستوي الاجتماعي مش عائق
=ها ايه رأيكم بقي ؟
اتكلم والده:
*والله يا بني لو انت فعلا بتحب البنت وزي ما بتقول أهلها ناس طيبين فأنا مش هقف في طريقك يا حبيبي
=ربنا يخليك ليا يارب يا حبيبي ،وحضرتك يا ماما؟
اتكلمت والدته وهي علي وجها علامات عدم الرضا:
*انا شايفه انها مش مناسبه ليك نهائي يا حمزة ، اشمعنا دي يعني اللي اخترتها؟مالها ساره بنت عمك؟ مننا وبتحبك من وانتم صغيرين
=ساره ايه ماما؟ما حضرتك عارفه اني مش بحبها ولا بطيق حركاتها من زمان
* طب يا سيدي بلاش ساره ،شوف اي واحده من مستوانا ملقتش غير دي يعني
ادخل والد حمزة وقال بنوع من العصبيه:
* الواد بيقولك بيحبها وعاوزها،مستوي ايه وزفت ايه؟
قالت بدون اهتمام لكلامه:
*انا من حقي اجوز ابني واحده تليق بيه
اتكلم حمزة برجاء:
= يا ماما انا بحبها! وبعدين البنت كويسه ومحترمه ومافيش حاجه تعيبها، ايه اللي فيها ميلقش بيا ؟
*مستواها مثلا ؟
وقف والد حمزة وقال بعصبية:
*انتي برضو هتكرري كلامك دا تاني؟ بص يا ابني انا مواقف ولو عاوز تتقدم لها حالا انا معاك وسيبك من كلام امك دا
قال جملته وسابهم ومشي ، والدة حمزة بصت ليه بعناد وقالت:
* حمزة انا مش هتقبل البنت دي باي طريقه حتي لو اتقدمتلها انت وابوك من غير موافقتي.....
~~~~~~~~~~
-انتي ازاي تعملي كدا يا ميار من غير ما ترجعيلي ؟
*غصب عني يا تالين، كنتم صعبانين عليا
-والله تقومي تروحي تحكي له حاجه زي كدا من ورايا ؟منظري ايه انا قدامه دلوقتي ؟
*مكنش فيه حل تاني انتي كنتي بتعاندي وهو كتر خيره تعب معاكي
-لا كتر خيره والله! يا بت انتي صحبتي انا ولا صاحبته هو
* صحبتك انت يا قمر وعشان كدا عاوزه مصلحتك ومش عاوزاكي تضيعي حبه ليكي كدا بسهوله
-طيب يا اختي لما نشوف...
-دكتور حمزة،ممكن ادخل؟
قال من غير ما يرفع عينه من الورق اللي قدامه:
=اتفضلي
-عندي اسئله بخصوص البحث
=قولي بسرعة لو سمحت، عشان عندي اجتماع بعد خمس دقايق.
استغربت من طريقته وتجاهله ليا إلي إني شرحتله اسئلتي بسرعه
قال وهو مازال باصص في الورق:
=تمام، اعملي المطلوب، ولما تجهزيه ابعتيلي النسخة النهائية وانا هبقي أراجعها وراكي
-تمام يا دكتور شكرا
قولت جملتي وخرجت من المكتب من غير اي رد منه، كنت مصدومه من طريقته... بس قلبي كان بيرفض يصدق اللي عنيه شافته، وقولت يمكن... يمكن كان مشغول بس
في يوم كان نازل من علي السلم وانا واقفه مع زميل ليا بحجز معاه المذكرات ، كان شايفني لكنه تجاهلني وعدي من جمبي من غير اي ردة فعل !
هنا اتأكدت اني خلاص مبقتش افرق معاه، حمزة لو كنت فارقه له كان هيبقي غيران عليا من الوقفه دي حتي لو مافيهاش حاجه....
-ها شوفتي بقي يا ميار إن رأيي كان صح من الاول؟
*يابنتي اكيد مكنش قصده...وبعدين هو قالي انه مستحيل يسيبك مهما كان السبب
-طب تقدري تفسري لي تصرفه دا ؟
*ممكن كان مشغول أو يعني...
-ميار متضحكيش عليا بالله عليكي وكفايه مبررات ،انا خلاص عرفت قيمتي عنده
بدأت اتجاهله واتصرف بنفس طريقته وكل كلامنا كان عن الأبحاث والدراسه وبس...
~~~~~~~~
-عريس ايه بس يا ماما دلوقتي ؟
*يا بنتي والله الولد كويس ومحترم ،وبعدين دا اول ما تتخرجي هياخدك ويسافر تشتغلوا مع بعض برا
-يعني هو عشان هيخدني ويسافر من غير ما يكلفكم حاجه يبقي تجوزوني ليه وخلاص
*ابدأ والله يا بنتي ،انا شايفه انه محترم وعريس مايترفضش وانتي لو قعدتي معاه ومرتحتيش والله مش هنغصبك علي حاجه
-انا مش فاضيه للمواضيع دي دلوقتي ،لو سمحت يا ماما متتغطيش عليا
*طيب خلاص انا هسيبك تفكري...والله يا بنتي انا مش هغصبك علي حاجه ،انا بس شايفه انه مناسب
-تمام يا ماما ربنا يسهل الامور
*ربنا يقدملك اللي فيه الخير يا بنتي
ماما خلصت كلامها وخرجت من الأوضه وانا دخلت في دوامة افكاري ،عريس ازاي بس....طب وحمزة ؟ هو خلاص كدا اتخلي عني ؟ ازاي هوافق علي حد غيره؟ ازاي هوافق اقعد مع حد غيره وقلبي لسه معاه ؟
كالعادة خرجت من افكاري بالصلاة....فضلت طول الليل ادعي ربنا يدُلني....
=كدا فاضل ايه متراجعش؟
-اخر جزء بس يا دكتور ويبقي خلصنا؟
كنا انا وحمزة بنراجع البحث قبل ما نسلمه لدكتور محمود
ماما كانت بترن كتير وانا مكنتش برد عليها ،لكن مكالماتها زادت ودا خلي حمزة يلاحظ
=ممكن تردي ونرجع نكمل عادي
-تمام يا دكتور عن إذنك
بعدت عنه شويه واتكلمت مع ماما بصوت شبه مسموع بالنسبه له
-ايوا يا ماما
*ايوا يا تالين كل دا مش بتردي
-كنت مع الدكتور يا ماما بنراجع البحث،في حاجه ؟
*اه يا بنتي كنت هقولك لو نخلي العريس يجي النهارده
-عريس ايه اللي يجي النهارده يا ماما، انا مقولتلكيش اني موافقه
*مش قولتي انك هتقعدي معاه وتقرري
- انا قولتلك اني مش جاهزه دلوقتي....خلاص يا ماما لما اجي نبقي نتكلم في الموضوع دا ،مع السلامه
رجعت اقعد، وكل نفس داخل خارج بصعوبه
قولت بتوتر نوعا ما:
-معلش يا دكتور عطلتك،ممكن نكمل دلوقتي ؟
=اه طبعا، بس انا يعني سمعتك وانتي بتتكلمي مع والدتك غصب عني ،لو مش هيكون تدخل يعني...
سكت لحظه وبعدين كمل:
=انا بنصحك توافقي علي العريس وترضي والدتك..
حسيت كإني اتجمدت مكاني وقولت بصدمه:
-نعم! ازاي حضرتك تقولي رأيك في حاجه شخصيه زي دي ؟
قال بكل برود:
=يعني انا بقولك من باب النصيحه..انتي طالبه عندي وعاوز مصلحتك،انتي خلاص بتتخرجي يعني معندكيش سبب للرفض
الكلام خرج من بُقه ببرود قاتل، وأنا حسيت إن كل حاجه جوايا بتتهد... هو بيقولي أوافق؟ كده ببساطه؟ طب اللي قالهولي قبل كدا كان إيه؟ ولا هو بيقولي كدا عشان انسي؟
أظهرت عكس اللي جوايا وقولت بقوه:
-يعني حضرتك شايف كدا
قال من غير ولا ذرة تردد:
=اه،شايف إن ده الأنسب ليكي.
سكتت ثواني...قلبي وجعني..لكني رفعت راسي وقولت بثبات:
-تمام يا دكتور شكرا علي النصيحه،شكلي كدا محتاجه اعيد حساباتي
استأذنته وقومت خرجت من المكان بسرعه من غير ما ابص ورايا ،لكن دموعي كانت بتسبق خطواتي.....
~~أمشي على ظلّي... كأنّي لم أكن، كأنّي كنتُ وهماً وانتهى.....
تفتكروا إيه السبب الحقيقي ورا كلامه لتالين؟ بيبعد؟ بيحميها؟ ولا بيخبي حاجة؟
تالين_حمزة
"هنا تنتهي الحروف، لكنّي ما زلت أراك بينها. – Theodora"🤍🪶
• تابع الفصل التالى" رواية قبل أن أعرفك " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق