رواية قبل أن أعرفك الفصل الثالث 3 - بقلم Theodore
الجزء الثالث
"قبل أن أعرفك"
=ايه اللي بيحصل هنا؟ واقفين كدا ليه؟
كريم زميلي اتكلم بسرعة:
*مافيش حاجه يا دكتور... تالين كانت بتشرحلي السؤال اللي جاوبته
=اعتقد اللي بيعوز سؤال هنا بيجي يسألني انا، مش تقفوا مع بعض بالمنظر دا
*اسف يا دكتور الموضوع مش هيتكرر تاني
كريم قالها ومشي، وانا كنت واقفه مصدومه من طريقته منطقتش ولا كلمة
وجه كلامه ليا وقال بنفس عصبيته:
=ايه اللي بتعمليه دا يا استاذه تالين ؟
-ايه اللي انا عملته يا دكتور؟ زميلي كان بيسألني علي حاجه وكنت بشرحها له ،اعتقد اي حد بيعمل كدا، وحضرتك مبتتكلمش مع حد بخصوص الموضوع دا ،اشمعنه انا؟
=اي حد يعمل كدا لكن انتي لا...
-انا لا ليه ؟
=عشان انتي غيرهم يا تالين...عشان انتي مش أي حد...ومينفعش تعملي اللي هما بيعملوه.
سكت لحظه وبعدين كمل وهو بيبعد نظره عيني بتوتر:
=وبعدين انتي مشوفتيش نظارته ليكي كانت عامله ازاي
-نظرات ايه !هو كان باصص في الورقه اصلا وانا بشرح...اكيد حضرتك بيتهيألك
=بيتهيألي! طب تمام...انا يا ستي بيتهيألي ،مشوفكيش واقفه مع اي طالب تاني في السكشن ،تمام؟
لسه هتكلم لقيته سابني ومشي!
اه هو هيرجع لحركاته دي تاني!!
خلصت السكشن وطلعت اقعد انا وميار
-مش فاهمه ايه اللي خلاه يتعصب كدا! كانت طريقته غريبه جدا بجد يا ميار
* مش معقول إضايق بس عشان شافك واقفه مع كريم ،اكيد في حاجه تانيه؟
– حاجه تانيه زي ايه؟
*قصدي هو اشمعنا دقق معاكي انتي بالذات؟ما نص البنات بتقف مع ولاد السكشن عادي هو سابهم كلهم واتخانق معاكي انتي!
-مش عارفه بقي يا ميار انا بجد مش فاهمه ردة فعله دي
سكتنا شويه وبعدين ميار قالتلي:
*خلاص حاولي تتجنبيه بقي وريحي دماغك
-هعمل كدا....
من وقت الموقف وهو رجع يتعامل معايا بطريقته الصارمة من تاني...لما بسأل علي حاجه بيجاوب بأه أو لا من غير ما يشرحلي السبب زي ما كان بيعمل...وانا بصراحه كنت بحاول اتجنبه
-ميار اخلصي متتأخريش...مش هتبقي انتي والامتحان عليا
قولتها وانا بعيط بسبب صعوبة الامتحان...كنت قاعده في ركن بعيد في الكلية مستنيه ميار وانا بعيط...
*تالين! مالك بتعيطي كدا ليه؟
-كريم!
قولتها وانا بمسح دموعي وتابعت:
-انا كويسه مافيش حاجه...بعد إذنك اتفضل مش عاوزه اتكلم مع حد
*لا انا اكيد مش هسيبك وانتي كدا ،قوليلي مالك
-وانت مالك ومالي اصلا...انتفضل لو سمحت؛ عشان مش عاوزه اقف معاك لوحدنا
*تالين انا...انا معجب بيكي علي فكره وعاوز نرتبط ،وكنت هعترفلك بدا بس الله يسامحه د.حمزة بقي
-معجب بيا ايه ،وعاوز نرتبط ايه انت اتجننت !
*اتجننت عشان معجب بيكي يا تالين
-انت برضو بتكررها تاني؟ كريم بعد اذنك امشي دلوقتي عشان مش عاوزه اعلي صوتي و حد ياخد باله
*تالين انا مش همشي من هنا غير لما توافقي نرتبط
-نرتبط ايه ما متخلف انت..انت فاكرني ايه...
=ايه اللي بيحصل دا ؟
كانت جملة حمزة اللي منعتني اكمل كلامي
رد كريم بتوتر:
* مافيش حاجه يا دكتور...
=كريم انا سمعت كل حاجه....احسنلك تمشي من هنا حالا عشان مش عاوز اتصرف تصرف ميلقش بالكلية...انا هبقي اتصرف معاك بعدين
كريم مشي علي طول ،وانا عياطي زاد
حمزة بصلي وهو بيغمض عيونه وقال:
=ممكن تهدي بعد إذنك...خلاص مافيش حاجه حصلت اهدي
قولت وانا دموعي مش راضيه تقف :
-سمعت المتخلف دا كان بيقول ايه؟
=تالين انا قولتلك قبل كدا نظراته مش مريحاني وانتي قولتيلي بيتهيألك!
-مكنتش اعرف إنه بيفكر كدا...
سكتت وبصيت في الأرض وانا لسه بعيط
اتنهد وقال:
=طب اهدي...اهدي يا تالين خلاص انا هتصرف معاه
قام مشي وبعد خمس دقائق لقيته جايبلي عصير وبسكوت
= اتفضلي اشربي...واهدي كدا وبطلي عياط
-شكرا
فتحت علبة العصير وبدأت اشرب وهو كان مركز معايا وبعد شويه قال:
=تالين انتي لازم تاخدي بالك من الناس اللي بتتعاملي معاهم بعد كدا..
-بس انا معملتش حاجه هو كان عاوز سؤال شرحته له وخلاص اعرف منين أنه بيفكر كدا
=لان دي مش طبيعتك وكل زمايلك عارفين كدا ،فمعني إنه جه سألك اصلا دا في حد ذاته يشكك فيه.....انا عارف انك طيبه وبتتعاملي بتلقائية...بس نقاءك دا مينفعش مع كل الناس..
فضل مركز في عيني حبه وبعدين بعد نظره بسرعه وقال بكل جدية:
= انا بنصحك عشان انتي طالبه عندي وعاوز مصلحتك....ربنا يوفقك
قالها ومشي من غير ما ينتظر مني رد....
بس انا اتعودت علي طريقته دي، خلاص مبقتش استغرب!
*مش ملاحظه إن كريم من وقت الموقف اللي عمله وهو مش بيرفع عينه فيكي خالص؟ شكل د.حمزة ظبّطه
-يستاهل عشان يتربّي
*بس د.حمزة طلع جامد برضو
قالتها وهي بتغمزلي
-ميار بقولك ايه انا مش فيقالك...بصي قدامك وخلينا نركز في السكشن
* خلاص يا اختي..سكتت اهو
في يوم كنت خارجه مع اهلي في كافيه بجنينه قريب مننا، وفجأة لقينا اختي الصغيرة اختفت ومش لاقيينها...طلعنا كلنا ندور عليها
-تمارا....
فجأة وقفت مكاني لما لقيتها بتجري وهي بتضحك وفي ايديها بلونه وحد بيجري وراها....حمزة! اه هو انا شايفه صح..
مشيت عليهم وقولت:
-تمارا..انتي بتعملي ايه هنا؟ وازاي تسيبينا وتمشي كدا؟
جريت عليا وهي بتضحك
*كنت بلعب مع عمو دا
وشاروت بايديها عليه...بصيت عليه لقيته واقف بيبصلي ومبتسم...حركت عيني عنه بتوتر ورجعت بصيت لتمارا الي قالت بفرحه وهي بتحرك البلونه:
*بصي جابلي ايه
-تمارا مكنش ينفع تروحي مع حد متعرفيهوش...ويلا عشان نمشي
جريت عليه استخبت ورا رجله وقالت :
*انا مش هرجع معاكي دلوقتي هلعب مع عمو العسول دا شويه
قولت باستنكار :
-عسول !
شالها وهو بيضحك وقالي:
=ايه عندك اعتراض؟
-ها! لا خالص
كمل وهو بيبص لتمارا:
=سبحان الله وانا اقول شوفت الروح الحلوه الملفته دي فين قبل كدا
قال جملته وبعدين بصلي بابتسامه جانبيه وكمل:
=ولا وكمان ايه... عنيده
ايه دا فرشات دي ولا ايه؟ اه والله شكلها فراشات!
ابتسمت غصب عني.. وبعدين قولت بتوتر:
- تمارا يلا عشان نمشي، ماما قالقانه عليكي
=خلاص يا تمارا روحي ما اختك ولما تيجي هنا تاني انا هبقي موجود و هاجيلك نلعب مع بعض...اتفقنا
قالت بتفكير:
* ماثي...اتفقنا
اخدتها ومشينا وهو كان واقف حاطط ايده في جيوبه مبتسم وباصص علي طيفنا....
من بعد اليوم دا بقيت أحس إنه بيظهرلي جوانب عمره ما كان بيورّيها لحد...
وانا كمان بقيت بشوفه بشكل تاني... يمكن بحسّه قريب أكتر.....
=ها جاهزه؟
-مش عارفه...
=لا ماينفعش مش عارفه ديه د.محمود اداكي فرصه كبيرة اوعي تضيعيها بخوفك دا...تالين انتي شاطره وعملتي اللي عليكي وانا موجود لو احتاجتي اي حاجه...
كان في مؤتمر في الجامعه ود.محمود رشحني أناقش بحث من الأبحاث اللي شغالين عليها وطبعا لازم اتوتر...بس دلوقتي وعلي غير العاده معايا حد يطمني....حمزة!
طلعت أناقش البحث وطول ما انا بتكلم كان مركز معايا جدا وابتسامته اللي بتطمني مفارقتش وجهه
خلصت وكان أول واحد يسقفلي....كان بيسقف من كل قلبه...
وانا...مكنتش مركزه مع حد غيره! مكنش فارق معايا كم الناس الموجوده،علي قد ما كان فارق معايا نظرته ليا
*برافو يا تالين يا بنتي...طلعتي قد الثقه اللي ادتهالك
-شكرا يا دكتور...كله من كرم ربنا ثم مجهود حضرتك معايا...وطبعا مجهود د.حمزه
*ااه طبعا حمزة بذل معانا مجهود الفتره اللي فاتت...بشكرك يا حمزة يابني انك مخذلتنيش
= لا يا دكتور تشكرني ايه بس...انا معملتش حاجه
تالين مكنتش محتاجه مساعده اصلا..هي ما شاء الله عليها شاطره وعملت كل دا من مجهودها
خلص جملته وبصلي بابتسامه وانا بادلته نفس الابتسامه من غير ما احس....لحد ما شخص نده عليه وخرجنا من شرودنا
خلصنا المؤتمر وكنت خلاص همشي لكن وقفني صوته:
=تالين استني...محتاج اتكلم معاكي في حاجه
-اتفضل يا دكتور ،سمعاك
كان متوتر نوعا ما كإنه مش عارف يبدأ ازاي وبعدين بصلي وقال:
=تالين انا بقالي فتره حاسس احساس غريب اتجاهك...بفكر فيكي كتير...بفرح لما بشوفك...بحب الكلام معاكي ،سوا في الدراسه او غير...المهم إني ابقي بتكلم معاكي وتكون عيني مستمتعة بالنظر ليكي!
سكت شويه وبعدين قال :
=تالين انا...بحبك..وو..محتاج رقم حد من أهلك عشان اتقدملك....
كنت واقفه ثابته مكاني... مش قادرة أرد، مش قادرة حتى أبصله...
هو قال بحبك؟!
في اللحظه دي الدنيا سكتت…
ماكنتش سامعة غير صوت قلبي
هو فعلاً قالها؟!
"لم أكن أدري بأنّ خلف البرود شِعراً...
وأنّ في سُكونك حُبًّا يُرعبني بلُطفه." ♡
أنا فرحت... فرحت بجد، كأن الدنيا كلها كانت مستنّية اللحظة دي.
بس
الفرحة لوحدها مش كفاية......احنا ماينفعش نكون مع بعض.....
يتبع...
"هنا تنتهي الحروف، لكنّي ما زلت أراك بينها. – Theodora" 🪶🤍
• تابع الفصل التالى" رواية قبل أن أعرفك " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق