رواية الصورة الاخيرة (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر كوكب الروايات بقلم اسماعيل موسى
رواية الصورة الاخيرة الفصل الاول 1 - بقلم اسماعيل موسى
كنت فى السابعه والثلاثين عندما فقدت زوجتي وطفلي بحادث آليم ، لقد جمعت اشلائهم بين يدي وانا اتسأل لماذا لم أمت معهم؟
لم تمضي حياتى البائسه بعد ذلك، توقفت عند ذلك الحد واصبحت طيف رجل هازى يقتل حزنه بالشرود والعزله، لكن العزله صديقة الذكريات الحزينه، عوضا عن الهرب غرقت فى بحر من الحزن المؤذى.
___كنت احب زوجتي، للدرجه التي دفعتني للأعتقاد ان لا أنثى تستطيع أن تأخذ مكانها داخل قلبى، بالطبع كانت خاطيء، فكل كائن حى من الوارد ان يستبدل فى أى لحظه بلا مبررات او مقدمات.
كنت اذهب لعملي كآله مبرمجه، اؤدي واجباتي وانصرف دون أن أتحدث لأى انسان.
__بطريق عودتي ابتاع الطعام، والقهوه، والتبغ ولا أخرج من منزلي مطلقا الا للذهاب للعمل، حتى انني كرهت عملي لاني اقابل فيه الناس فأخترت العمل من المنزل ، كنت شخص منطفاء غير راغب في الحياه وللسخريه أعجبتنى تلك الحياه التى لا أكاد أشعر فيها اننى حى.
___ان الوحده تعلمك اشياء لم تكن تتمني ان تتعلمها يوم ما !! كنت افعل ذلك حتى لا اجن
ان تقضي شهور دون أن تخرج من شقتك الا للتبضع ليس أمر سهل،، حاولت أن اشغل نفسي، من أجل ذلك وضعت برنامج لا يسمح لي بالتفكير، لكن لم تكن لدي حيله أمام النوم واحلامه المزعجه.
_______ذات مره قبضت على نفسى داخل الحلم والقيت بها من فوق سطح المنزل
_______-
جسنأ، تعلمت الطبخ كل انواعه، كل مطابخ العالم الشهيره
المطبخ الإيطالى حيث اتقنت
البيتزا بيتزا مارغريتا، بيتزا كواترو ستاجيوني، بيتزا ديابلو.
الباستا بأنواعها الكثيرة: سباغيتي، فيتوتشيني، لازانيا، بيني، ريغاتوني، صوص بولونيز، صوص ألفريدو ، صوص بيستو ، الريزوتو، الأرانشيني، البروشيتا، اللازانيا، التيـراميسو، كانولي، كارباشيو، مينستروني. وكانت طبخات المطبخ الفرنسى والمكسيكى الأقرب إلى قلب
Coq au Vin Boeuf Bourguignon ( Soupe à l’oignon، Crêpes )Quiche Lorraine
Madeleines (،Macarons، Tacos Enchiladas )Quesadillas (
Guacamole Churros، Pozole، Tamales
حتى أننى اخترعت اطباق جديده من الطعام.
تعلمت كل أنواع الرقص، قرأت كل الكتب والروايات التي وقعت تحت يدي حتى بت ابرطم مثل العدميين والفلاسفه في نقاش وجودي اصب خلاله معارفي البعيده العميقه منذ أثينا وحتى عصرنا هذا، ثم تعلمت الفنون القتاليه، الجودو والكارتيه والمصارعه الرومانيه، حاولت أن اكتب الشعر وقرأت آلاف الأبيات حتى استطعت ان أنظم قصيده رائعه في بحر دقائق، واصبحت الكلمات العاطفيه المنمنقه تخرج من فمي مثل العطاس!
درست تاريخ الرسم، مدارسه، أسراره، وعلقت اللوحات التي قمت برسمها وهي نسخ طبق الأصل من لوحات عالميه في ربوع شقتي الكئيبه!
كنت ارتب منزلي كل يوم بطريقه جديده واحرص على دهانها كل شهر مستعين بكتب الديكور حتى اتقتنتها، درست التحف القديمه وتملكت خبره لا بأس بها في معرفة تاريخها وجودتها!
كنت احفظ اسماء الكتاب، والساسه والرسامين والرياضين والعلماء والفنانين منذ عصور سحيقه الا ان كل ذلك لم يخرجني من عزلتي فأتجهت لقصات الشعر التي كنت امارسها عبي نفسي كل شهر تقريبا، لم أرغب بترك لحيتي ذات يوم ولا شاربي لأني زوجتي كانت لا تحب شاربى الا انني اعتدت ذلك بعد موتها فلم يكن احد يهتم، ولماذا أهتم اذا كنت اعيش وحيد بمفردى دون اى رغبه فى الحياه؟
___كان قد مضى عام كامل منذ عزلتي عندما قررت النزول للشارع وقصدت المزادات القديمه منها ابتعت اثاث فاخر قديم فرشت به الطابق الأرضي من منزلي، الرواق والردهه.
كان منزلي يقبع في مؤخرة شارع هاديء وكان أقرب منزل يبعد عني مائة متر تقريبا.
، ثم جاء اليوم الذي هاجمتني فيه الشرطه ولم أكن اعرف السبب حاولت أن اشرح لهم ان علاقتي بالبشر انتهت منذ ذمن بعيد لكنهم اتهموني بقتل كل سكان المنزل المجاور لي.
كنت متأكد اني بريء وقلت لهم انني لم اترك منزلي منذ عام الا مره واحده، قالو ان ذلك هو السبب!
قتل كل قاطني المنزل نفس اليوم الذي خرجت خلاله للحياه ولم ترصد كاميرات المراقبه الا مروري انا خلال الشارع ذلك اليوم والعمال الذين قامو بنقل للأثاث الذي ابتعته.
لم تهبط كائنات فضائيه لقتلهم هكذا قال المحقق !!
عينو للدفاع عني محاميه شابه جميله كانت مقتنعه انني مجنون وإنني قمت بقتل اهل ذلك المنزل!
لم يكن لدي مانع ان اذهب للسجن وان أقضي فيه بقية حياتي لكن ان يكون ذلك بقرار ظالم لم احبه ولم أطيقه !
قالت المحاميه الشابه اذا قمت بالاعتراف يمكنني أن احصل لك على تسويه عادله، عليك أن تساعدني، كانت أول قضيه لها وكانت تتمنى الا تخسرها وكنت أرغب بأسعادها لكن الحقيقه لم تكن من النوع الذى من الممكن اضع فى عنقى حبل المشنقه من أجله.
____عندما طلبت منها الأطلاع على أوراق القضيه لم تتمالك نفسها من السخريه، هل تظن نفسك محامي؟ او قاضي؟
لكن بعد خمسة عشر دقيقه من المناقشه اكتشفت انها تقف أمام شخص يحفظ كل كتب القانون عن ظهر قلب ويفندها ويعرف ثغراتها !
قالت وهى تبتسم انت مبهر وخرافى، لماذا لا تفكر في انشاء مكتب محاماه؟ قلت لها عندما ينتهي كل ذلك سوف أدعوك لكأس!
حكم على القاضي بخمسة عشر يوم في السجن حتى موعد القضيه، وكنت قد طلبت من داريا ان اقوم انا بالدفاع عن نفسي، لكن قبل أن يحدث ذلك ولسبب لا أجهله تم إخلاء سبيلي وتم غلق أوراق القضيه بعد أن قيدت ضد مجهول !
لم اقابل داريا بعدها ولم أجد ضروره لذلك، كانت تجربه مذهله دفعتني ان اغير مكان سكني، لم احتاج لوقت طويل للبحث عن مكان ملائم، ابتعت منزل كبير على أطراف الغابه بعيد عن الناس، منزل قديم ذو طراز فكتوري له حديقه كبيره مهمله تمتد أمامه مساحه شاسعه من العشب تصلك ببحيره كبيره.
كان على أن ابتاع سياره أيضا من أجل الذهاب للمدينه، سياره قد لا استخدمها الا يوم واحد كل شهر !
شذبت الحديقه وقصصت الأشجار على طريقتي حتى أصبحت فخمه ورائعه، زرعت خلالها كل أنواع الزهور التي احبها، خلف المنزل استصلحت اراضي أخرى كنت ازرع خلالها الخضروات التي أحتاجها وقن دجاج.
كنت اركض كل صباح من المنزل حتى البحيره عدة مرات بين الازهار والأشجار السامقه والطيور التي تشقشق على العشب الأخضر المبتل بندي الصبح الرائع.
كان هناك نهير يصب في البحيره وعند تلك النقطه كانت قد تجمعت الطيور المهاجره من الاوز والبط والبجع والعصافير الغريبه، الأسماك أيضا وجدتها بقعه وفيره بالغذاء فأستوطنتها أسماك الشبار والشاموش والسلامون والشفاق والعرابرب والخلال واللبس والفتيل، كنت اراها كل صباح تلعب بجواري !
هناك صنعت اريكه طويله مستغلا خبرتي بقوائم متعرجه وطليتها باللون الازرق والموف، صنعت طاولة قرائه ومقعد كل ذلك من خشب الأشجار !
ثم بعد ذلك صنعت كوبري من الخشب يمتد داخل مياه البحيره لعشرة أمتار وثبت قوائمه داخل البحيره بنفسي !
كنت افعل ذلك دون سبب الهم الا الهروب من الوحده التي رغبت فيها وكانت تقتلني كل ليله.
بعد أن انتهى من الركض كل صباح وحيث كان الطقس رائع وبارد كنت اتناول طعام افطاري ثم اذهب لصيد الأسماك طوال النهار بالسناره وكنت القى ما اصطاده مره اخرى داخل المياه.
كان قد مضى شهرين لم أرى خلالها انسان بمكان سكني وكنت جالس على الاريكه اقلب أوراق كتاب عندما رأيت فتاه تخرج بين أشجار الغابه وتنظر الي، وقفت ترمقني لدقيقه وعندما لوحت لها بيدي ركضت لداخل الغابه مره اخرى !
لم ابحث في الجوار عن احد غيري وسأني ان يكون هناك بشر غيري يقطنون ذلك المكان الهاديء، ورغم شعور الأستياء الذي لازمني بعدها الا ان مجرد رؤية الفتاه اجج بداخلي مشاعر كنت قد حرصت على دفنها، لو كان طفلي حي لكان بمثل عمرها الأن، ولكان يجلس بجواري يلعب او يتمرغ على العشب !
مره اخرى ظهرت تلك الفتاه بعد اسبوع الا ان تلك المره جذبتها امرأه بغاية الجمال والرقه من يدها لداخل الغابه وهي ترمقني بنظره ليست ذات معنى، كانت امرأه نحيله وجهها يشبه القلب عندما يتفتح، عيونها واسعه بزرقة ماء البحيره وكان شعرها الأصفر قصير على طريقة قصة شعر باكي، كانت قصيره لا يتعدى طولها مائة وستون سم وكانت ترتدي تنوره قصيره من القطيفه بلون الموف، وقميص ابيض زاهي من الحرير بأكمام قصيره، ارتسمت صورة تلك المرأه بذهني وقبل حلول المساء كنت قد نصبت لوحتي على حافة البحيره واحضرت فرشاه وشرعت برسمها كما طبعت في عقلي !
عندما شعرت بلفحة برد اشعلت الحطب بجواري وكانت المره الأولى التي اتأخر فيها حتى منتصف الليل على شاطيء البحيره، كنت على وشك ان الملم حقيبة ظهري عندما سمعت صوت رنين هاتفي!
منذ عامين لم ينطق ذلك الهاتف، كنت قد غيرت رقم هاتفي بعد موت عائلتي ولم امنحه لأي شخص، كنت أحاول تذكر صوتها عندما قالت، ان الوصول إليك أصعب من الذهاب للمريخ لقد كلفني نقود بحجم برتقاله !
داريا؟
أجل !
تذكرت ان الشرطه عندما قبضت على اجبرتني بترك رقم هاتفي وادركت انها توصلت الي عن طريق ذلك !
قالت هل انت مستعد؟ وقبل ان انطق اردفت لدي قضيه أرغب منك أن تساعدني لفك لغزها!!
قلت لها لست محامي، أو مخبر سري ولا أعتقد انني سأكون مفيد لك ! كان الجو ساكن ورائق وهسيس الليل يحيط بي من كل جانب!
أين أنت؟ سألتنى داريا
قلت بمنزلي على شاطيء البحيره!
قالت دعني اشرح لك القضيه على الأقل؟
قلت لها اسف يا داريا لن استطيع مساعدتك !
لكنك وعدتني بكأس!؟ هل تتذكر؟
بعد تردد قلت أجل؟
وصفت لداريا طريق منزلي وقالت سأكون عندك بالصباح !
• تابع الفصل التالى " رواية الصورة الاخيرة " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق