رواية نبضات عاشق الفصل الخامس عشر 15 – بقلم Lin Naya
15
قعدت في مكتبي بعدما عملت عملية مع الدكتورة سلمى عشان الدكتور عمر اليوم مجاش للمستشفى ، كنت حاطة رأسي فوق الطاولة و أنا بفكر في كل حاجة حصلت من يوم طلا’قي من عمر و مو’ت أخويا ياسين و رجوع ماما بعد المدة الطويلة دي و كمان الكلام لي قاله أحمد على إنه بابا هو السبب في م’وت أمه و قعدت خالي في السجن السنين دي كلها
أخذت نفس عميق و طلعت من مكتبي بعدما وصل وقت الغذاء ، نزلت الكافيتيريا و قعدت فيها و أنا بشرب النيسكافيه ، طلعت موبايلي من شنطتي و إتصلت ب.أحمد بس كان موبايله مشغول ، زفرت بضيق و بُصيت للباب لقيت الدكتور قيس داخل الكافيتيريا
– دكتورة مريم … ممكن نتكلم
” إتفضل يا دكتور “
سحب قيس الكرسي يلي كان مقابل ليا و قعد فوقه ، سكتنا و أنا بديت أحرك بالملعقة في كاس النيسكافيه بتاعي
” خير يا دكتور ”
قيس : أنا مش عارف إزاي عملت كده البارح ، قصدي …
قاطعته لما قُلت …. ” دكتور قيس إنت معملتش أي جري’مة عشان إنت متوتر بالشكل ده ، أكيد في حاجة هي يلي خلت دكتور زيك يش’رب “
قيس : أيوة … يعني كنت زعلان و مش طايق حد ، كنت خايف أخسر و إني موفيش بوعدي و أنا مو’فيتش بوعدي بجد يا دكتورة مريم
حطت إيديا فوق الطاولة و قُلتله …” لو في حاجة مزعلاك يا دكتور ، ممكن تحكيلي … هو صحيح أنا بشتغل عندك من أسبوع بس ، بس يمكن توثق فيا ”
معرفش إزاي إتكلمت مع الدكتور قيس بالشكل ده ، يعني هو ناق’صني شيل ه’م شخص تاني بس يمكن أقدر أساعده ، عيونه كانت على عيوني يلي نزلتهم بسرعة بإحر’اج ، حطيت إيديا فوق بعض و قُلت من غير ما أرفع وشي
” لو كنت مرتاح طبعا و …. ”
قيس بمقاطعة : أنا مرتحلك يا دكتورة مريم ، بس مش حتقدري تشيلي ه’مي كمان
” لأ … ممكن أقدر “
أخذ قيس نفس عميق : تمام يا دكتورة … إنت عارفة إني كنت متجوز من دكتورة إشتغلت هينا ، إتجوزنا عن حب أنا و هيا … ليال مكنتش عايشة في بيت أبوها هر’بت منه من ست سنين و عيلتها البارح كانوا في بيتي
” ليه ”
حط إيديه على بعض و كمل : أخذوا ولادي لتنين
” سبتهم يأخذوهم ”
قيس : أيوة . أنا يلي أخذتهم بإيديا لبيت جدهم ، عارفة ليه عشان هما لو رفعوا قض’ية حضانة الأولاد حيخذوهم مني و مش حيسبوني أشوفهم
” و دلوقتي … إنت حتعمل إيه “
قيس : ولادي في أمان مع عيلة ليال ، و حشوفهم كل شهر
” بس هشام حيوحشك و بنتك كمان ”
قيس : عارف… بس أنا بفكر في مصلحتهم يا دكتورة مريم
وقف و دخل إيديه في جيوب مريوله و قال : شكرا
” بتشكرني على إيه ”
قيس : لأنك سمعتني
كان حيمشي بس وقفه صوتي …” مفيش حل عشان يرجعلوا ولادك يا دكتور قيس”
قيس : في حل بس أنا مش عاوز ألجأ للحل ده
كمل طريقه و سابني وراه و أنا بفكر في كلامه ، هو في راجل بيستغنى عن أولاده بالشكل ده و مش عاوز يلجأ للحل الوحيد الموجود ، كملت شرب النيسكافيه بتاعي و قُمت من مكاني بعدما حطيت الحساب فوق الترابيزة ، و أنا في الطريق تيليفوني رن و كان المُتصل أحمد ، رديت عليه
” أحمد … إنت وصلت ”
أحمد : أيوة … وصلت قبل شوية ، مريم أنا حرجع مصر بكره و معايا عمي محمود
” تمام يا أحمد ”
أحمد : في إيه يا مريم … إنت كويسة
” أيوة … أحمد ، إنت لازم ترجع بسرعة عشان عندي كلام ليك ، و بتمنى متتأخرش ”
أحمد : عشانك حرجع بدري يا مريم ، أنا بحبك
إبتسمت بح’رج و قفلت التيليفون و رجعت حطيته في جيب المريول بتاعي من جديد ، كنت رايحة مكتبي بس لقيت الدكتور عمر واقف قدامه ، بُصيتله من رأسه لآخر رجليه و إفتكرت المسرحية يلي عملها البارحة
” صباح الخير ”
عمر : مريم … ممكن نتكلم
” نتكلم ليه يا دكتور عمر … الكلام يلي بينا خلص ”
عمر : أنا غلطت البارح و يلي قبله و قبل تسع شهور… أنا غلطت يا مريم و عاوز أصلح غلطي
” و تصلحه عن طريق إيه ”
عمر : كنت عاوز انت’قم من أبوك و لما إنت’قمت من أبوك عرفت إني كسر’تك بس الذنب ده مش ذن’بي يا مريم ، كله عشان كنت عاوز آخذ حق أبويا لقيت نفسي بنت’قم من البنت يلي حبيتها من كل قلبي … مريم أنا لسه بحبك و عاوز اتجوزك
سبته يكمل كلامه و حطيت إيدي فوق خاتم كنت لبساه …” دكتور عمر … انا مخطوبة من إبن خالي ”
عمر : بس يا م…
قاطعته ..” بس إيه يا دكتور عمر ، بلاش شغل العيال ده و فكر في مصلحة إبنك و مراتك و عيش حياتك معهم و بلاش تجري ورا بنت بتك’رهك بعدما كسرت’ها “
قُلت كلامي ده و فتحت باب مكتبي و دخلت جوه ، سبته ورايا و أنا بظن إنو كلامي حرك مشاعره شوية ناحية مراته و إبنه يلي هي حامل فيه ، سندت رأسي على الكرسي و غمضت عينيا
فضلت على حالي لمدة و بعد كده رن موبايلي برقم غريب ، كنت مُتردِدة عشان أرد بس في الآخر رديت
” مين معايا ”
– ياه يا دكتورة مريم … نسيت أنا مين بالسهولة دي
الصوت من مستحيل أنساه ، هو صوت آدم بس جاب رقمي منين و إزاي إتصل بيا وهو في الس’جن … إبتلعت ريقي بصعوبة و قُلت
” آ… آدم ”
آدم : أيوة آدم يا دكتورة مريم … متفتكريش إنك و الدكتور قيس خلصت مني ، لا يا حبيبتي أنا راجعلكم ، إستنيني بس يا مريم
حسيت إنو في حاجة غلط وهو راجع إزاي ، كنت حرد عليه بس سمعت صوت إنهاء المكالمة ، دقات قلب كانت تتسارع بشكل كبير و أنا حسيت بالخوف من الموضوع ده ، قُمت من مكاني بسرعة و فتحت الباب مكنش الدكتور عمر موجود قدامه فعرفت إنه راح ، من غير ما أتكلم مع الدكتورة سلمى جريت ناحية مكتب الدكتور قيس و من غير ما أخب’ط دخلت عنده
” دكتور قيس …. آدم … هو إتصل بيا ، و قال إنه مفيش حاجة خلصت ، هو راجع و مش حيسيب أي حد فينا ”
كنت بتكلم بسرعة و كلام مل’خبط لدرجة إنو الدكتور قيس بُصلي بطرف عينه ، قفل اللابتوب بتاعه و إتحرك بمجرد ما صار واقف قدامي قال
قيس : دكتورة مريم … في إيه
إبتلعت ريقي و نزلت رأسي …” دكتور قيس … آدم إتصل بيا و أنا خايفة قوي من إنه يعمل حاجة ليا ”
قيس : ممكن تهدي يا مريم
” أنا خايفة قوي … هو ممكن يأذيني و يق’تلني زي ما قت’ل ياسين … الكل فاكر إنو ياسين أخذ جر’عة كبيرة من المخد’رات بس هو يلي خلاه ي’شم “
حط إيديه على كتفي و قال : مريم … كل حاجة حتكون كويسة … متخفيش من واحد زيه
حطيت إيدي فوق إيده …” و النبي يا دكتور قيس ، ده مش حيرح’مني و حيعذ’بني ، ده مش إنسان طبيعي ، هو إغت’صب البنت يلي كان بيحبها و ق’تل صاحبه … يعني هو مش حيح’رمني و يق’تلني أنا كمان ”
إبتسم قيس بسخرية و رفع رأسي بإيده : دكتورة مريم … متفكريش كتير ، و أنا بكره حروح للس’جن و أشوفه
” ده ملزموش س’جن ده لازمه مستشفى المجا’نين “
مكنتش متوقعة إنو مجرد مكالمة يمكن تعمل فيا كده و تخليني متوترة و برتعش طول الوقت … مكنتش منبهة لأي حاجة من الإجتماع يلي عمله الدكتور قيس ، كنت طول الوقت شاردة و أنا بفكر في آدم و إزاي لقى رقم موبايلي
…………………………………………………
في شقة عمر
رجع عمر شقته و فتح الباب لقى سهر قاعدة في الصالون و هي بتتفرج في التلفزيون و فوق الترابيزة صحن مليان فواكه ، قلع جزمته و الجاكيت بتاعه و راح ناحيتها
عمر : إعمليلي قهوة
سهر : مش قادرة أقوم … أنا تعبانة يا عمر
عمر : إزاي يعني … جوزك رجع من الشغل و لما طلب من مراته تعمل أكل تد’لع عليه و تقول تعبانة
بُصتله سهر بغضب و قامت : إفتكرت دلوقتي إني مراتك يلي معندهاش كرا’مة بسببك … مش حعملك قهوة و اللي عايز تعمله إبقى إعمله يا دكتور عمر
كانت رايحة لأوضتها بس مسكها من شعرها بقوة و شد’ها ليه ، اتكلم بنرف’زة و صوت عالي
عمر : سهر… أنا إستحملتك كتير و إستحمت كل حاجة وح’شة فيك ، روحي المطبخ و إعملي القهوة من غير كلام
الدموع إتجمعوا في عينيها و عشان كده سابها و راح أوضته أخذ شاور و طلع و راح المطبخ لقى القهوة فوق الترابيزة و هي مش موجودة
عمر : سهر … إنت فين
دور عليها في الشقة كلها بس مكنتش موجود … إتعصب أكثر و رم’ى القهوة بغضب على الأرض ، لبس هدومه و نزل ركب عربيته و راح بيت أهلها
………………………………………………………….
– إبعد عني حر’ام عليك يا آدم … أنا بحب صاحبك
كانت تسنيم نايمة بس بتمتم بالكلمات دي و هي تفتكر آدم و لما إن’قض عليها تحت مقا’ومتها ليه ، دموعها نزلت من عينيها زي الشلال بالضبط و قامت و هي خايفة و مذعورة من السرير ، كانت بترت’جف لدرجة كبيرة و هي بتبُص للفراغ بصمت
– إهدي يا تسنيم … إنت لازم تنسي
من غير ما تغير هدومها و من غير ما يشوفوها الشغالين الموجودين في القصر ، طلعت و هي رايحة صيد’لة متكنش قريبة من بيتها ، الكل كان يبُصوا عليها و على هدوم النوم يلي كانت لابساه
وقفت قدام صيدلة في آخر الشارع ، أخذت نفس عميق و باعدت شعرها عن وشها و دخلت لجوه ، إستنت لحد ما خرجت ست كانت بتشتري الدواء و راحت ناحية البنت يلي بتشتغل هناك
تسنيم : أنا عاوزة دوا ينسيني حاجة عشتها
البنت بعدم فهم : قصدك إيه
تسنيم : في حاجات أنا مش عاوزة إفتكرها و عاوزة دوا ينسيني الحاجات دي
بُصتلها البنت من رأسها لآخر رجليها و دخلت عشان تجيب الدواء زي ما ظنت تسنيم
– تسنيم أخت الدكتور قيس هينا
قال عُدي الكلام ده وهو بيدخل للصيدلية ، شافها من قبل بس مكنش عارف إنو البنت دي تبقى أخت الدكتور قيس ، بمجرد ما سمعت البنت صوته طلعت
– عُدي بيه … البنت دي…
قاطعها عُدي : متعملش يلي قالتك عليه عشان شكلها مد’منة
بُصتله تسنيم بغضب و ش’ر و راحت ناحية الباب عشان تفتحه بس لقيت عُدي في وشها قفله
عُدي : حسألك سؤال لو جوبته عليك حسيبك تطلعي من هينا
– حسيبك تطلعي من هينا بصح بعدما تبقي م’ش ب’نت -….إفتكرت تسنيم كلام آدم و بقت بترتعش و رجليها و لا كأنهم شايلينها ، رجعت لورا بعدة خطوات و هي شايفة ملامح آدم في وش عُدي
قرب منها عُدي و قال : إنت كويسة
بلعت تسنيم ريقها بصعوبة و قالت : إبعدي عني متق’ربش … أبوس إيدك يا آدم
عُدي : آدم … آدم مين
غمضت عينيها و قبل ما تكمل كلامها أو يستوعب عُدر حاجة من يلي قالتها لقاها فقد’ت الوعي ، كمل طريقه ناحيتها و شالها بين إيديه
عُدي : متقوليش لأي حد على اللي حصل هينا … فاهمة
– أيوة يا عُدي بيه
حط عُدي تسنيم في عربيته و ركب هو من قدامه بعدما طلب من السواق إنه يروح ، الطريقة يلي كانت تتكلم فيها مش طبيعية خالص ، غير الطريق تماما و راح بيته الثاني بمجرد ما وصل نزل من العربية و شال تسنيم ووداها لشقته ، فتح الباب و دف’شه برجله
يتبع
نبضات عاشق
أقبل يا أدمن بليز
رأيكم في البارت و توقعاتكم للبارت الجاي
• تابع الفصل التالى ” رواية نبضات عاشق ” اضغط على اسم الرواية