رواية منقذى الفصل الحادى عشر 11 - بقلم الكاتبة المجهولة
روايه /منقذي
بقلمي /الكاتبة المجهوله
البارت الحادي عشر
في أحد أركان القصر الفسيح، جلس شريف الصياد يتابع الأخبار عبر شاشة هاتفه، وإذ برجل من رجاله يقتحم عليه الغرفة بأنفاس متقطعة وعينين مرتعشتين.
قال الرجل بلهجة مرتعشة:
ـ "باشا... البنت هربت تاني!"
ارتفع حاجباه، وتجمدت تعابير وجهه قبل أن ينفجر صارخًا:
ـ "إزاي يعني هربت؟!! مش كنت قايل محدش يسيبها لحظة؟! دي تاني مرة تفلت من إيدي!"
دفع الكرسي خلفه بقوة ووقف، عيناه تشعان غضبًا وقلقًا في آنٍ واحد.
ـ "هي أكيد رايحة له... لعادل ده... لازم أتصرف قبل ما تفتّح بقها وتقول اللي ما يتقالش!"
دخل مازن، ابنه، على إثر الأصوات المرتفعة، وقد بدا على وجهه بعض التردد.
سأله شريف بنظرة نارية:
ـ "مازن... لين هربت تاني، ودي المرة دي ممكن تفضحني... فاهم يعني إيه؟"
تبادل مازن النظرات مع والده، ثم قال ببرود ظاهري يخفي توترًا داخليًا:
ـ "ما تقلقش يا بابا... هنلاقيها، زي ما لقيناها قبل كده. وأنا معاك في اللي هتقرر تعمله."
---
في نفس اللحظة تقريبًا، كان الليل قد بدأ يُسدل ستاره، بينما توقفت سيارة أجرة أمام فيلا عادل الدهشوري. ترجلت منها فتاة منهكة، تمشي وقد تقرحت قدماها من السير حافية، تترنح كأن الأرض تميد بها.
طرقت الباب بيد مرتعشة، ثم لم تلبث أن انهارت أرضًا وهي تلفظ اسمًا واحدًا:
ـ "عادل..."
فتح البواب الباب مذعورًا، وصاح:
ـ "يا نهار أبيض! دي انسه فريدة!"
هرع عادل عندما سمع النداء، وما إن رأى فريدة (لين) ممددة على الأرض، حتى انقبض قلبه وسارع بحملها بذراعيه، هاتفًا في قلق:
ـ "فريدة!! فوقي... فريدة!!"
دخل بها مسرعًا، واوصلها الي الغرفه التي كانت تمكث بعا اثماء تواجدها معه قبل هروبها، ثم نادى بأعلى صوته:
ـ "داليا! داليا تعالي بسرعة!"
جاءت داليا مهرولة، وعيناها تتسعان من الصدمة:
ـ "يا نهار مش فايت... إيه اللي حصل؟ وجت ازاي
انحنى عادل ليفحص نبضها، ثم أمر داليا:
ـ "هاتيلي شاش بسرعه... وريني رجليها... دي ماشية حافية! ورجليها بتنزف
داليا بدأت في تنظيف الجروح، بينما عادل أخرج أدواته الطبية البسيطة.
تحدث عادل الي عاصم وحسام الواقفين في ذهول هاتلي العلاج دا يعاصم بسرعه
خرج عاصم وعاد بعد ربع ساعة، ومعه حسام، ودخلا الغرفة ليجدا داليا جالسة بجوار فريدة، تنظر لها بقلق.
عادل بدأ يركّب المحلول،وقلبه وعقله منشغلان بتلك الفتاه ماذا حصل لها وكيف هربت يشعر بقلبه يؤلمه لالمها وكانها أصبحت من مسئوليته وهو المقصر في حقها
انتهي عادل من تركيب المصل ل (فريده ) ثم طلب من داليا الاعتناء بها ونزل هو ومعه حسام وعاصم
جلس كلا من حسام وعادل وعاصم
وبدأ حسام في الحديث
: هي هربت ازاي وجت هنا ومين اللي كان خاطفها اصلا
عاصم : دي شكلها وراها حكايه يعادل انا قلقان والله
عادل: متقلقش كل حاجه هتبان اما تفوق لازم اعرف منها كل حاجه
عاصم: طب دلوقتي هتقول لابوها علي اللي حصل دا والا ايه لازم نعرفه انها جت
عادل بتعب : ماشي
في ظلمة الغرفة، تقلبت فريدة في سريرها، جسدها يتصبب عرقًا، عيناها تغوصان في كابوسٍ مرير. رأت فيه مشاهد اختطافها، قيودًا، صرخات، ورجالًا بوجوه غامضة يقتربون منها.
صرخت فجأة:
ـ "سيبوني... بلاش... متقربوش... أنا ما قلتش حاجة والله!!"
قفزت داليا من مكانها، لمست جبينها، ووجدته مشتعلًا. نزلت سريعًا إلى الطابق السفلي حيث كان عادل وعاصم وحسام يناقشون الوضع.
ـ "عادل! فريدة تعبانة أوي، وسخنة جدًا... وبتخرف!"
قفز عادل من مكانه، وصعد سريعًا، دخل الغرفة، ووجدها ترتجف وتهمهم بكلمات غير مفهومة، قرب منها، ووضع يده على جبينها.
ركّب لها محلولًا آخر، وأمر داليا:
ـ "اعملي لها كمادات... السخونية دي خطر عليها دلوقتي."
وهي نائمة، مدت يدها وأمسكت بمعصمه بشدة، وهمست:
ـ "بابا... لا... متقربش مني... مش هقول لحد... أرجوك... متسبنيش يا عادل..."
نظر لها عادل بذهول، وقلبه يعتصره وجع لا يُوصف وقال لداليا انا حطتلها ابره مخدرة في المحلول وحقنه تانيه تهدي السخونيه خليكي معاها الليله ولو حصل حاجه انا تحت
دمعت عيناي داليا ثم اومئت براسها، وضمت يد فريدة برقة
نزل عادل الي عاصم وحسام واخبرهم بما تمتمت به فريده اثناء نومها
حسام: مش فاهم قصدك ايه من الكلام دا
همس عاصم لعادل قائلا : معقول باباها ورا كل دا بس ازاي دي بنته
تحدث عادل بحزم : محدش يعرف حاجه احتمال يكون ورا اللي بيحصل واحتمال لا ولحد اما تفوق ممنوع الكلام مع شريف الصياد او غيره في اي حاجه لحد اما نعرف الحقيقه كامله
في بيت أسر، كانت تاليا، أخته، تدور في المنزل تحضّر ملابس الحفل بمساعدة الأهل.
سألته فجأة وهي تلاحق نظراته الساهمة:
ـ "مالك يا أسر؟ شكلك سرحان."
ردّ بابتسامة باهتة:
ـ "مفيش... بس مبسوط عشانك. إن شاء الله تبقي أحلى خريجة بكرا."
احتضنها برقة، فدخلت أخته الأخرى ضاحكة:
ـ "هو أنا يعني مش كنت أحلى خريجة من سنتين؟!"
ضحك أسر، واحتضنها هي الأخرى، لكن خلف ضحكته بقي التوتر ساكنًا في عينيه.
عند عادل
نظر لعاصم وهمس:
ـ "أنا مش مرتاح... البنت دي جواها حاجات كتير... وحاسس إن أبوها ورا كل ده."
نظر إليه حسام قائلاً:
ـ "لازم نعرف كل حاجة منها... بس مش دلوقتي، دلوقتي لازم نطمن عليها الأول."
أومأ عادل برأسه، وعيناه تتذكر وجهها الشاحب والرعب الذي كان يسكنها
في في منزل اسر
كانت تاليا قد تجهزت بالفعل وتجهز باقي افراد العائله للذهاب الى حفل التخرج
نظرت تاليا الى نفسها في المراه ثم قالت :والله العظيم اني قمر دا انا هبقي احلى واحده النهارده
نظرت لها اختها قائله: ده حقيقي يا روحي
بعد ذلك تذهب تاليا الى غرفه اخيها اسر وتساله
تاليا :اسر انت خلصت يلا عشان منتاخرش
اسر : انا خلصت بس ياسين باشا لسه
ينظر له ياسين بغضب طفولي ثم يقول:انتوا عايزين تكروتوني عشان تطلعوا احسن مني والا ايه اصبروا شويه
تضحك تاليا ثم تقول :طب يلا يا لمض انا هستناكم تحت
ثم يتصل اسر بعادل بعد ثواني من الانتطار يرد عادل قائلا : ايوا يا اسر
اسر : ايه يعم مكلمتنيش من امبارح وصلت لحاجه والا ايه
عادل :ايوا فريده جت
اسر بصدمه : جت ازاي وجت لوحدها والا انت جبتها
عادل بتعب : جت لوحدها يا اسر المهم مش وقته لما تيجي هحكيلك اللي حصل اهم حاجه دلوقتى شريف الصياد مينفعش يعرف انها عندي
اسر بتعجب : ليه مش فاهم
عادل : قولتلك اما تيجي هحكيلك كل حاجه يا اسر
اسر : تمام هجيلك بالليل لاني رايح حفلة تخرج تاليا دلوقتي
عادل : الف مبروك يصاحبي هشوفلك بالليل
ثم اغلقا الخط
في منزل جنا
تجلس علي الاريكه حزينه وشارده
والدتها بتساؤل : مالك يبت قاعده مسهمه كدا ليه ايه اللي مزعلك
چنا: حسام ما كلمنيش بقاله كم يوم يا ماما
والدتها:وايه المشكله اكيد مشغول
چنا :ايوا بس علي الاقل يرد عليا يطمني
والدتها بمواساه:طيب رني عليه دلوقت يمكن يرد
چنا :طيب
تقرر چنا محادثة داليا اولا والاطمئنان عليها لانها لم تاتي للجامعه منذ يومين
چنا :الو يا ندله انتي فين
داليا بصوت متعب :ايوا يچنا معلش كنت تعبانه شويه انتي عامله ايه
چنا بقلق :مالك يحبيبتي فيه ايه
تقص عليها چنا ما حدث معها يوم اختطاف فريده فتسال چنا : مين فريده دي
فلم تكن داليا أخبرت چنا عن قصه فريده وموكوثها معهم في المنزل بناءا علي رغبة عادل الا تخبر داليا احدا
داليا : هحكيلك بعدين يچنا انا تعبانه حقيقي ومنمتش طول الليل
چنا : ماشي يحبيبتي انا هجيلك النهارده اطمن عليكي وابقي فهميني فيه ايه
بعد فتره تذهب جنا الى داليا وعندما تصل تجد عادل وعاصم وحسام يجلسون في غرفه الصالون لتلقي عليهم التحيه وتنظر الى حسام بزعل ثم تذهب الى داليا
فيساله عاصم بغمزة: هو انت زعلان مع جنا ولا ايه
حسام :لا يخفيف دا بعينك انا بس مشغول عنها من يومين ومكلمتهاش
عادل:متتلم يلا انت مالك
عاصم :مش بطمن علي صاحبي ثم اكمل وهو يعدل من ياقة قميصه بتمثيل :عامة لو احتاجت اي مساعده معاك الأحسن من اسامه منير
فنغزة حسام في كتفه قائلا : لا متشكرين يخويا احنا زي الفل كدا
في غرفة فريده قد قصت داليا ما حدث معها ومع فريده الفتره الاخيره
چنا :ينهااري كل دا يا داليا وازاي متكلمنيش وتقوليلي
چنا :والله ملحقت يچنا كل حاجه جت ورا بعضها ومن يومها واحنا مسحولين مع فريده
ثم نظروا الي فريده فوجدوها تحاول فتح عينيها
جلست بجانبها داليا باهتمام ومسكت بيديها قائله :فريده حبيبتي انتي صحيتي
فريده بصوت متعب: انا فين
داليا :انا هنا في بيتك
تقوم فريده بخضه :بيتي انتوا رجعتوني
داليا بعدم فهم:رجعناكي فين يحبيبتي انتي هنا عندي ثم تكمل انتي كويسه
تلاحظ فريده تواجدها في الغرفه الكامنه في بيت عادل وتطمئن الي حد ما ثم تبدا في البكاء ما ان تتذكر ما حدث معها
داليا : اهدي يحبيبتي انتي هنا في امان والله خلاص ثم تربط علي ظهرها وهي تعانقها
تنظر فريده الي چنا الجالسه بهدوء فتتكلم چنا بابتسام:حمدا لله على سلامتك يا فريده
فريده بهدوء :الله يسلمك
داليا بابتسامه : دي چنا صاحبتي واقرب صاحبه ليا كمان
فريده بهدوء :اتشرفت بيكي
چنا : انا اكتر
داليا :انا هنزل اعرف عادل انك فوقتي دا منامش من امبارح عشانك
تذهب داليا وتخبر أخيها ان فريده قد فاقت فيذهب ومعه عاصم وحسام ليمطئنوا عليها
دخل عادل الغرفة بخطوات مترددة، وعيناه تتفحصان ملامحها القلقة. كانت فريدة جالسة على السرير، ظهرها مستند على الوسادة، وعندما رأته تغيرت ملامحها... ارتبكت، انزلت عينيها فورًا، وضمت الغطاء على نفسها كأنها تحاول ان تخبئ ضعفها.
اقترب منها عاصم وحسام بخطى هادئة.
قال عاصم بابتسامة دافئة: ـ "ألف سلامة عليكِ يا فريده ... قلقتينا جدًا والله."
وحسام أضاف : ـ "الحمد لله إنك بخير الف سلامه عليكي
نظرت لهم بخجل، ثم قالت : الله يسلمكم شكرا جدا
ثم حركت عينيها ببطء نحو عادل، وقالت بصوت مبحوح ومتردد: ـ "عايزة أقولك على حاجة يا عادل..."
نظر لها عادل، شعر بخوفها، علم مقصدها وفهم انه تريد ان تقول لع الحقيقه اقترب منها وقال بلطف: ـ "تمام... بس مش دلوقتي، ارتاحي الأول وبعدين نتكلم براحتنا."
هزت رأسها بالنفي، ومدّت يدها تمسك بإيده: ـ "لأ... دلوقتي."
لمح عاصم الموقف، وغمز لحسام بابتسامة خفيفة وهو يهمس: ـ "واضح إن الحكاية كبيرة..."
عادل جلس بجانبها وقال بهدوء: ـ "الاول داليا هتجيبلك حاجه تاكليها وتغيرلك علي الجروح اللي فرجلك وتعالي تحت نتكلم
قالت بتوتر وتعب بادين علي ملامحها" تمام "
قبل خروجهم من الغرفه وجه حسام حديثه الي چنا قائلا : چنا لو سمحتي عايزك برا
چنا بضيق :حاضر
ثم نزل عادل وعاصم الي الاسفل وجلسوا يتحدثون
بعد ما خرج عادل وعاصم وحسام، دخلت داليا وهي تحمل طبق شوربة وابتسامة دافية على وجهها
قالت بدعابة: ـ "يبختك يستي عادل باشا بنفسه مهتم بيكي المهم عايزاكي تاكلي كل الطبق دا عشام اغيرلك علي الجروح اللي عندك دي ثم أضافت :هي بتوجعك
بصّت لها فريدة والدموع بتلمع في عينيها وقالت: ـ "أنا تعبانة أوي يا داليا... مش بس من رجلي."
داليا اقتربت منها وقالت بحنان: ـ "طب احكيلي... وجربي تاكلي شوية. يمكن يهون عليكي شوية التعب اللي جواكي."
ثم جلست جنبها، ومسحت دموعها بيدها، وقالت بصوت دافئ: ـ "هنا بيتك، ومحدش هيأذيكي تاني متقلقيش عادل مش هيسيبك"
ابتسمت فور سماع اسمه فهو كان احن عليها من ابيها واخيها تمنت لو كانت من عائلته حقا لتحظي دائما بهذا الاهتمام لكنه مجرد وقت فقط وستذهب ولا تعرف مصيرها
ستووووووب🔥
استنوا البارت الجاي وفريده (لين) بتحكي كل حاجه لعادل يا تري عادل هيكون رد فعله ايه 🔥
ومتنسوش التفاعل يحبايبي👀😚
• تابع الفصل التالى " رواية منقذى " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق