رواية الاميرة و المغترب الفصل الخامس عشر 15 – بقلم الاء اسماعيل

 رواية الاميرة و المغترب الفصل الخامس عشر 15 – بقلم الاء اسماعيل 

بارت 15 🔥🔥

ألو …أيوة يا ز’فت ؟؟ ايه الاخبار ؟؟

– للأسف مش لاقيين لحد دلوقت ملف المناقصة …قلتلك ليليان مش هتعرف توقع ثعلب زي ياسين …للأسف انت استخفيت بذكاؤه و ادي النتيجة 

– لابالعكس …ليليان هي الوحيدة اللي هتقدر تتمم المهمة دي … انت بس مطلوب منك تساعدها و بس …

ابتسم بشر و قال : و ان كان على ياسين فأنا محضرله مفاجأة هتعجبه اوي 😁

– مفاجأة ايه ياباشا ؟

– انت خليك في مهمتك و بس …و اي جديد هتبلغني فورا 

كان ياسين يجلس في مكتبه بشرود حين دخلت نانسي 

– يوجد رجل هنا بالخارج يقول انه صديق لك و لديه موعد معك 

ياسين : ما اسمه ؟

– إدوارد سيدي 

– دعيه يدخل 

دخل الرجل يحمل ظرفا بين يديه

الرجل : لقد اتممت المهمة التي طلبتها مني 

ناول ياسين الظرف 

ياسين : شكرا لك حضرة الضابط لن أنسى معروفك 

التفت يمينا و يسارا و هو يبتسم قائلا : لا أحد يعرف اني ضابط مخابر’ات هل تنوي فضحي يا هذا ؟ أهذا جزائي أن اسديتُ اليك معروفا ؟؟ 

ضحك ياسين و هو يقف : إدوارد …مكتبي بمثابة غرفة محصنة لا يمكن لأحد معرفة ما يحدث داخله .

إدوارد : اعلم و ليس لدي ادنى شك بك …امزح فقط 

توجه اليه و حضنه بحرارة: أهلا بك في تورنتو يا صديقي اشتقت اليك كثيرا 

إدوارد : و انا ايضا.. كانت حقا فرصة رائعة أن أراك ..كما انه لا يمكنني أن أأتمن أي أحد آخر على ما اكتشفت لهذا فضلت أن اوصل الملف يدا بيد..

ياسين : تفضل إذن …سنذهب لتناول الغداء معا و نتكلم في الامر بعدها 

خرجا سويا بعد ان طلب من نانسي إلغاء كافة المواعيد 

اقتربت نانسي من ياسين و همست حتى لا يسمع إدوارد 

– و ماذا افعل ان عادت ليليان ثانية سيدي ؟

فكر ياسين ثم قال : اسمحي لها بالدخول هذه المرة و قولي لها يمكنك الإنتظار الى أن أعود من الغداء 

في منزل خالة أميرة 

سحر بذهول : بتقولي ايه يا ماما ؟؟

فاتن: بقولك ابوكي اخذ اختك و سافر !و هيجوزها بكرة لإبن عمك بدر !! انا خايفة عالبنت تموت نفسها يا سحر 😓

سحر بحزن: للأسف هي اللي وصلت نفسها للحالة دي يا ماما …كان لازم ترجع عن السكة اللي هي ماشية فيها دي ان مكانش النهاردة يبقى بكرة …يمكن ده احسن ليها

– احسن ازاي انتي كمان !! انا بنتي تتجوز بالطريقة دي ؟؟ و كمان على ضرتين ؟؟

– يا ماما حنان داخلة على 28 سنة انتي يعني كنتي هتفضلي مقعداها جنبك لحد امتى …اديكي شفتي اخرة حريتها وصلتها فين

فاتن بقلق : ربنا يستر بقى … مش عارفة ليه جهز اوراق ليهم هوما الإثنين بس ! ماكان اخذني معاه قلبي واكلني عالبنت و مش متطمنة .. خايفة تعمل في نفسها حاجة 

سحر : انتي ناسية ان امتحاناتي بعد اسبوع ؟؟ ولا كل اللي شاغل فكرك حنان و مشاكلها ؟

فاتن بتذكر: ايوة صح ..و ابوكي كمان قال كدة …😣

تنهدت بحزن و أكملت : انا دلوقت بس حسيت بخالتك فاطمة …احساس صعب اوي يا سحر…دي مهما كان ضناي

سحر : ربنا يهديها بقى … على فكرة يا ماما انا رحت المركز و سحبت البلاغ اللي قدمتيه ضد أميرة …اهو على الأقل ما تفضلش هربانة .

فاتن بتفكير : طب مفيش اي مجال انك تتواصلي معاها و تعرفي منها هي فين ؟؟ 

سحر: للأسف لا …طول ما هي قافلة تلفونها و شايلة الشريحة محدش هيقدر يوصلها ..و انا متأكدة انها اتخلصت منها من زمان 

فاتن بندم : انا عارفة انها مش هترضى ترجع عندنا تاني حتى لو طلبت منها تسامحني بس اهو على الأقل اعرف اراضيها فين و اطمن والدتها المحروق قلبها دي 😓😭

سحر : أميرة بنت حلال و طيبة أكيد ربنا معاها و مش هيسيبها .

في شركة ياسين :

وصلت ليليان الى الشركة و دخلت بغرورها المعتاد

– ها يا نانسي هل هو موجود اليوم ؟؟

نانسي: لا سيدتي لكنه سيعود بعد قليل و طلب ان تنتظريه بالداخل

تهلل وجه ليليان : هو قال ذلك ؟؟

– أجل سيدتي ..تفضلي ..

دخلت ليليان و قالت بتكبر: شاي ثقيل نانسي و لا أريد ازعاجا 

نانسي : في الحال سيدتي

ما إن اقفلت نانسي الباب حتى هرعت ليليان الى المكتب تفتش الأدراج و تفرز تلك الاوراق الموجودة بها ورقة ورقة 

بحثا عما تريد .. ثم عادت و جلست مسرعة حين سمعت صوت كعب عال

دخلت نانسي المكتب و وضعت الكوب امامها: تفضلي سيدتي تأمرين بشيء آخر 

ليليان بتعالي: لا شيء انصرفي 

في احد المطاعم كان يجلس ياسين مع صديقه إدوارد 

إدوارد : نفذت بالضبط ما طلبت مني …و الظرف الذي بيدك يحتوي على ملفين الازرق يخص قضيتنا الاولى و كل ما توصلت اليه بخصوصها و الأحمر يخص القضية الجديدة 

حاول أن تتمالك أعصابك فما توصلت اليه يحتاج منك الى هدوء تام و اعصاب من ثلج 

ياسين : اشكرك صديقي كنت اعلم أنه لن يساعدني في هذا غيرك كما انك تعلم مدى ثقتي بك 

إدوارد : اعلم …و يمكنك الاعتماد علي في أي وقت 

وصل ياسين اشعار على الهاتف ففتحه و هو بيتسم و قال لإدوارد دون ان يبعد عيناه عن الهاتف : حسنا يمكنك الإنصراف سنبقى على اتصال يا صديقي .

غادر إدوارد و بقي ياسين ينظر بتسلية ثم قام و هو يهمس 

– لا كدة شكلها احلوت اوي يا ياسين ..

خرجت نانسي من المكتب و اقفلت الباب خلفها فعادت ليليان مسرعة إلى كرسي ياسين و هي تحاول فتح احد الأدراج الذي يبدو أنه مقفل بمفتاح خاص

امسكت سكين المكتب فاتح الاظرفة و عبثت في القفل ففتح الدرج 

فرحت كثيرا و تفقدته بعناية فوجدت ملفا كان موضوعا بداخله مكتوب عليه “سري” 

اخرجته و هي تكاد تطير من الفرحة  

ليليان : أخيرا لقيتك …أسعار مناقصة فايف اورايزن 

صورت كل ورقة على حدة ثم اعادت الملف الى مكانه و اعادت اغلاق الدرج بإستعمال نفس السكينة و عادت الى مكانها و هي تشرب شايها بسعادة 

في تلك اللحظة دخل ياسين 

قامت مسرعة و التفت يداها على عنقه 

– حبيبي اخيييييرااا قابلتك 🥰

ياسين بهدوء و هو يبعد يداها و ينظر تجاه الباب : مفيش فايدة معاكي …كام مرة اقولك ان ده مكان شغل يا ليليان

ليليان بدلع مبتذل: غصب عني …ما بصدق اتألم عليك ما يهمنيش فين ان شاء الله حتى في الشارع .

ياسين : شربتي حاجة ولا اطلبلك ؟

ليليان : لا مفيش داعي أنا شربت شاي

ياسين : طب اتفضلي اقعدي 

جلس على الاريكة المريحة في الجهة الاخرى من المكتب و جلست بجانبه تعانقه بجرأة و تهمس برغبة : طب بقولك ايه ؟؟مادمت بتخاف حد يشوفنا هنا ما تجي نروح البيت عندك احسن ؟؟ اهو نبقى براحتنا و مش هتخاف حد يطب علينا فجأة.. قلت ايه ؟!

ياسين و هو ينظر الى ساعته : لااا بيت ايه دلوقت الساعة ثلاثة و نص و انا عندي شغل لفوق دماغي بعد يومين يعلنوا عن نتيجة مناقصة مهمة و انا لسة ما خلصتش شغل عليها 

ليليان بتصنع الزعل: يعني الشغل ٱهم مني يا حبيبي 😣

– معلش يا ليلي …هاعوضك بعد المناقصة دي …اتحمليني شوية كمان 

ليليان بفرحة: يااااااه !!! ليلي !!! بقالي كثير اوي ما سمعتهاش منك ! و حياتي عندك تقولها لي مرة تانية 

رن هاتف المكتب فقام ياسين و رد بعملية: طيب نانسي دعيه يدخل.

ياسين بإبتسامة جذابة: ليلي انا عندي موعد مع عميل شركة مهم يالا بقى على مجلتك خليني اشوف شغلي ..يالا 

– مش قبل ما تديني وعد اننا نتقابل في بيتك الليلة 😌

ياسين بتفكير : في بيتك انتي ..الساعة 7 ..هنتعشى سوا

ليليان : طيب يا بيبي هاستناك 😍 

كانت تقترب منه كي تقبله حين فتح الباب و دخل العميل 

نظر ياسين إليها بتحذير ففهمت نظراته و رمت له قبلة في الهواء و انصرفت

ياسين بترحيب : سيد تشارلز تفضل كنت أنتظر قدومك .

في منزل ياسين 

كانت جاين تساعد أميرة على إرتداء ملابسها فخطر على بال أميرة ذلك السؤال الذي أرقها سابقا

أميرة : آنسة جاين هل قلتِ ان الجميع هنا يتكلم الإنجليزية ؟؟ 

جاين: اجل …لماذا تعحبت ِ ؟؟

أميرة :أنا مقيمة هنا منذ شهرين و اعلم أن اللغة الشائعة هي الفرنسية و قد عانيت من هذا المشكل منذ وصولي !! لهذا لم أصدق حين وجدتك تتحدثين الإنجليزية !!

جاين بتعجب: ماذا تقولين ؟؟ 95 بالمئة من سكان تورنتو يتكلمون الإنجليزية و الخمسة الباقون يتكلمون بلغات مختلفة ! لا وجود للفرنسية هنا !! 

شهقت أميرة : تقولين تورنتو !! 

جاين بتأكيد : أجل !! ثم نظرت إلى اميرة و قالت بشك 

ألا تعلمين أين أنتِ ؟؟ 

حاولت أميرة ألا تثير شكوكها فتصنعت الهدوء و قالت : لا بالتأكيد أعلم ..احم …لكن صاحب العمل أين كنت أعمل سابقا كان فرنسي الأصل و لم أكن افهم من لغته شيء 

جاين بتساؤل : حقا !! 

أميرة : نعم …

جاين : هذا غريب !! 

انهت جاين عملها و صففت لها شعرها بعناية ثم وضعت لها طرحتها و ابتعدت قليلا عنها و هي تنظر إليها بإعجاب 

جاين : تبدين أميرة حقا !!

ابتسمت أميرة و قالت بإمتنان : شكرا على صبرك معي 

جاين : لا عليكِ هذا واجبي ..عن إذنك 🥰

خرجت الممرضة من الغرفة بعد أن إنتهت من مساعدة أميرة فوجدت باب غرفة المكتب مفتوحا قليلا و رائحة السجائر تنبعث منه 

توجهت نحو المكتب فوجدته يجلس بهدوء يشرب سيجارة و هو يقلب في تلك الملفات .

طرقت الباب فأجابها : ادخلي

دخلت جاين بإحترام 

جاين : قد فعلت كل ما امرت به سيدي 

ياسين : شكرا لك 

– العفو عن إذنك 

ياسين : آنسة جاين انتظري .. 

توقفت جاين و قالت بتساؤل : تفضل سيدي !

اخرج ياسين من الدرج ظرفا : هذه لكِ …لقد استيقظت الفتاة و انتهى دوركِ إلى الآن …يمكنك المغادرة 

جاين بتساؤل : لكنها لا تزال بحاجة للإهتمام !!

ياسين بهدوء : سأهتم بها أنا من بعد الآن 

فتحت جاين الظرف و شهقت من الصدمة : لكن… سيدي …هذا كثير جدا !! 

ياسين بهدوء : قد اهتممتِ بها طيلة الأسبوع و قد افاقت في صحة جيدة بفضلك ..تستحقين المبلغ …

– هذا كرم بالغ منك سيدي 😍

اومأت بفرحة و حماس و كانت تهم بالإنصراف حين استوقفها صوت ياسين ثانية لكن هذه المرة كان أعلى 

– لكن بشرط واحد يا آنسة جاين !!

توقفت و التفتت ثانية تنظر بإستفهام فأكمل : لن يعرف أي أحد أنك كنتِ هنا و لن تنطقي بأي كلمة حول كل ما رأيتِ منذ أن وطأت قدمك ذلك الباب الى غادرتِ .. مفهوم !!!

نظرت إلى ذلك الواقف بثقة ثم الى الظرف و المبلغ الموجود بداخله و الذي بإمكانه ان ينقلها الى مستوى معيشي آخر تماما و قالت بتأكيد 

– أمرك سيدي…إعتبرني فقدت الذاكرة فور ان اخطو خارج المنزل .

ياسين : حسنا يمكنك الذهاب.

انصرفت الممرضة و بقي ياسين ينظر إلى الملف و هو يهمس: كدة احسن صدقيني .

أجرى أتصالا هاتفيا ثم وضع الملفات داخل خزنة سرية في المكتبة الخاصة به و توجه نحو غرفة أميرة بهدوء و طرق الباب 

كانت تعلم أن الممرضة لا تطرق الباب لذا فقد علمت فورا أنه هو …عدلت من جلستها و قد علت وجهها حمرة خجل 

-إتفضل 

سمع صوتها الدافيء من الداخل فدخل بثبات

– مساء الخير

– مساء النور 

– اتمنى تكوني مرتاحة هنا معانا أميرة 

-.الحمد لله .. بس بصراحة …

شعر بتوترها فقال : بصراحة ايه ؟؟

أميرة بإحراج : أنا مش عايزة اثقل عليك أكثر من كدة …من فضلك عايزة امشي من هنا ..

– مش قبل ما اعرف حكايتك ايه !

قالها ببرود و هو يجلس بجانبها 

توترت أميرة و لم تعرف ماذا تقول .. حاولت أن تستجمع شجاعتها و قالت :استاذ ياسين انت صحيح عملت معاي معروف ما اقدرش انساه و كثر خيرك لحد دلوقت .. بس انا حرة اني اروح مطرح ما انا عايزة و مش من حقك تمنعني !!

ياسين بهدوء و هو يضع رجلا فوق الاخرى 

– أكيد انا مش هأمنعك …اول ما تقدري تمشي على رجلك تقدري تروحي مطرح ما انتي عايزة .

أميرة بإندفاع : ايوة يعني امتى ؟؟

ياسين : الدكتور بيقول هتشيلي الجبس بعد شهرين 

أميرة بتوتر : شهرين ؟؟ 

ياسين : ده كسر رجل مش لعبة .

ترددت أميرة قليلا ثم قالت :طب أنا جيت تورنتو ازاي ؟؟؟

ياسين ببرود : عادي …بالعربية ..

بقي الإثنان صامتان لفترة من الزمن و قد احس ياسين بحيرتها و كم التساؤلات بداخلها فحاول ان يخفف عنها

– بصي انا معتبر نفسي مسؤول عن الوضع اللي انتي فيه عشان كدة مش هأقدر اسيبك قبل ما اتطمن انك في أمان 

همست أميرة لنفسها بذهول : أماااان ؟؟ ياااه ده انا قربت انسى معنى الكلمة دي !!

رأى ياسين شرودها فحاول انتشالها منه: هااا …لسة مش عايزة تحكيلي اللي حصل معاكي ؟؟ 

اطرقت أميرة برأسها : قلتلك .. مفيش لا حكاية ولا حاجة 

قالها ثم امسكت قارورة المياه الموضوعة بجانبها لتشرب لكنها شهقت بشدة و بعثرت كل المياه حين سمعت جملته 😳

– اومال البوليس الكندي بيدور عليكي ليه !!! 🤔

 يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

الاميرة و المغترب

  •تابع الفصل التالي “رواية الاميرة و المغترب” اضغط على اسم الرواية

أضف تعليق