رواية أحفاد الصياد الفصل الرابع عشر 14 – بقلم سلمى السيد

     رواية أحفاد الصياد كاملة  بقلم سلمى السيد    عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية أحفاد الصياد الفصل الرابع عشر 14

مالك حضن أحمد و هو بيعيط جامد و بطريقة متوصفش قهرته و حزنه و وجع قلبه و روحه ، كان حاطط وشه في صدر أحمد و هو حاضنه و صوت عياطه قوي و يهز أركان المكان و هو بيقول : ليه كده ، ليه سبتني ليه ، روحت مني بدري يا أحمد ، عمري ما تخيلت اللحظة دي أبدآ .

فضل علي وضعه و رفع وشه من صدر أحمد لكن ما زال حاضنه و قال و هو بيوجه نظرته ل محمد و يوسف و قال بدون وعي : أنتو السبب ، كله بسببكوا ، أخويا مات بسببكوا ، أنتو الي دخلتوه القذارة دي .

محمد و يوسف كانوا ساكتين و بيعيطوا بس ، إياد في وسط عياطه كان مصدوم من كلام مالك ، قرب من مالك و هو بيقوله بعياط : لازم نمشي من هنا .

لكن مالك كان في عالم تاني ، حاضن أحمد و بيعيط و الدم غرق إيده و هدومه و قال : هدخل بيه ازاي يا إياد ، هدخل بيه في البيت ازاي ، هدخل بيه ازاي ، يارب فوقني لو بحلم ، (حط وشه في كتف مالك و هو بيقول بصدمة ) رد عليا يا أحمد بقا ، فتح عيونك و كلمني يا حبيبي .

إياد قام وقف و طلع تليفونه و بلغ البوليس و قال بقهرة : عاوز أبلغ عن جريمة ق*تل في مكان ****** .

فضلوا مكانهم و علي وضعهم لحد ما البوليس و الإسعاف جم ، خدوا أحمد من مالك و هو بيسلمه ليهم بصدمة و ذهول ، دموعه نازلة بغزارة علي خده و دم أخوه مغرقه و باصص ليه بعدم تصديق و هو شايف الدكتور بيغطي وشه و بيرفعوه يدخلوه عربية الإسعاف .

الظابط كان باصص بحزن للموقف الي قدامه ، وجه نظرته ل مالك و إياد و محمد و يوسف و قال : مين فيكوا الي ق*تل نجم ؟؟ .

مالك بص للظابط بنظرات حزن و ألم و قال : أنا .

الظابط أتنهد و قال : أتفضل معانا .

مالك بنفس النظرة و نبرة حاده : أنا ظابط في القوات الخاصة ، و الي أنا قت*لته دا ق*تل أخويا قدامي ، أظن الرسالة وصلت .

ظابط الشرطة سكت و بعدها بلحظات قال بهدوء : مقر قيادتك فين ؟؟ .

مالك : في ال ******* .

عربية الإسعاف مشيت ب أحمد لأنه لازم يروح المستشفى و مالك و إياد و يوسف و محمد روحوا البيت عشان أهلهم ، حالتهم كانت صعبة أوي ، دخلوا البيت و الكل كان قاعد و قاموا برعب لما شافوا الدم علي مالك و أحمد مش معاهم ، عفاف أمه راحت عليه بسرعة و مسكته و بتحط إيديها علي هدوم مالك و هي بتقوله : فين أخوك يا مالك ، أخوك فين رد عليا ؟؟؟.

دموعه نزلت و هو بيبص في عيون أبوه الي شاف في نظرته نظرة كسرة و ألم ، و سها الي كانت واقفة مرعوبة و رجليها مش شيلاها و خايفة من اللحظة الي مالك هينطق فيها ، بص لأمه تاني و قال برعشة في صوته : أحمد أتق*تل يا ماما .

الكل صرخ في اللحظة دي و عيط بإنهيار بلا إستثناء حد منهم ، سها جالها إنهيار عصبي من الصويت و العياط ، مكنتش عارفة تستوعب الي أتقال ، الجملة دخلت في قلبها زي السك*ينة ، لحظة إنهيار و ضعف محدش حس بيها قبل كده ، وجع قلب أبوه و أمه و حسرتهم علي ابنهم أتق*تل و الموت خطفه في عز شبابه ، و سها الي مكنش ليها حد غير أحمد كان كل حاجة ليها ، هو الوحيد الي عوضها عن غياب أبوها و أخوها ، و هو كمان راح منها !!!!! ، كانت بتحبه جدآ و حياتها كلها مربوطة بيه ، إحساس إن أعز و أغلي و أحب شخص ليك فجأة يروح منك و ميبقاش موجود في الوجود دا إحساس ضياع ، إنهيار ، ضعف ، قهرة ، القلب بالفعل بيتقطع و مبيرجعش زي الأول حتي لو عدي علي ضياعه سنيين ، و ديما أخته من الصدمة و العياط كانت بتاخد نفسها بصعوبة ، أخوها كان لسه معاها من كام ساعة و فجأة خدت خبر موته !!! .

راحوا كلهم علي المستشفى و البوليس كان ملي المكان ، و محمد و يوسف مكنش فارق معاهم ينكشفوا و لا لاء لما التحقيق يشتغل ، كانوا واقفين بضياع و صدمة ، و كأن كل واحد فيهم شايل ذنب موت أحمد فوق كتافه ، و لحد ما الصبح طلع محدش كان شاف أحمد خالص ، الكل في حالة صدمة كبيرة و إنهيار ، ابنهم فجأة مبقاش وسطهم و للأبد !!! .

مالك راح و هو تعبان و مش قادر يقف علي رجله و قال للدكتور : مراته عاوزة تشوفه .

الدكتور بحزن : ماشي .

سها دخلت المكان الي أحمد كان فيه و كانت بتترعش و مصدومة و مش بترد علي حد ، وقفت قدام أحمد و بمجرد ما رفعت الغطا من علي وشه و شافت ملامحه الباهته عيطت جامد و هي بتحضنه بألم و قهره ، مالك كان واقف ساكت و بيعيط في صمت ، سها كانت علي وضعها و هي بتقول : أنت قولتلي متخافيش مش هيحصل حاجه ، قولتلي إنك هتبعد عنهم و مش هيحصلك حاجة ، عشان خاطري قوم يا أحمد و متسبنيش لوحدي في الدنيا دي ، (كملت بعياط جنوني و هي بتقول بقهرة ) يا أحمد رد عليا متموتش و تسبني ، أنا لسه عاوزة أقولك حاجات كتير ، أنا لسه معشتش معاك ، أنا هضيع من غيرك رد عليا أرجوك متفضلش كده ، مالك بُص يا مالك ، بص جسمه ساقع ازاي ، و الله هتلاقيه بردان و نايم ، هو هيقوم صح ؟؟؟؟ ، هيرد عليا أمتي ؟؟؟ ، خلي يوسف يجي يعالجه ، يوسف دكتور شاطر و أكيد هيلاقي حل لتعبه .

مالك مقدرش يستحمل الموقف و عيط و حاول يخرّج سها و هي بتعيط جامد و رافضة تخرج و حاضنه أحمد ، و مالك خرجها بصعوبة ، و كذلك مامته و باباه و أخته دخلوا ليه واحد ورا التاني وكانوا في حالة صدمة و إنهيار متتوصفش ، و بعد فترة كبيرة من اليوم تصريح الدفن طلع ، و البوليس معملش أي تحقيق نظرآ لظروفهم و أجلوا التحقيق ، وقت الجنازة كان الكل موجود بقرايبهم الي من البلد بصحابهم بجيرانهم ، حتي عيلة النجار كانت موجودة .

مالك كان بينزل ب أحمد القبر و ولاد عمه معاه ، و الدموع مكنتش مفارقة خدهم ، و قبل ما يخرجوا مالك عيط و باس راس أحمد و بعدها خرجوا كلهم ، و التراب بدأوا يقفلوا بيه القبر ، و بعد ما خلصوا الدفنه كانت نظرات الشماتة في عيون أسر ، راح ناحية مالك و ولاد عمه الي كانوا واقفين فعلاً مكسورين و دي كانوا أول مرة يحسوا فيها بالضعف ، و قال ببرود : البقاء لله يا مالك ، كان طيب و ابن حلال ، يا حرام ملحقش يتهني بجوازه .

زين بص ل أسر بحده و بمعني أسكت .

مالك فضل باصص في عيون أسر بتركيز و مردش .

أسر بتنهد : للأسف أحمد هو الي راح ضحية مؤامرات ال…………… .

قاطعه محمد و هو بيه*جم عليه و بيخنقه بإيده و بيقوله بجنون : أقسم بالله لو ممشتش من هنا دلوقتي هتكون مدفون جانبه .

مالك كان واقف ساكت حتي متحركش من مكانه و باصص ل أسر و بس .

بعدوا محمد عن أسر و أسر عدل هدومه ببرود و قال : أنا قولت أعمل الواجب بردو ، ربنا يرحمه .

أسر مشي هو و أسامه و زين وقف مع مالك و الباقي ، فضلوا واقفين شوية قدام القبر ، مالك قال و عيونه علي اسم أخوه الي مكتوب علي القبر : بلغ أخوك يا زين ، إن لو ليه علاقة بلي حصل لأخويا دا ، أنا هخلي موته عبره لكل الناس ، و قوله مسيري هكشف هويته ، و دم أخويا مش هيروح .

زين مردش و مكنش لاقي كلام يقوله ، مالك قرب من القبر و باس اسم احمد و مشي و هو حتي مبصش ل يوسف و محمد .

و هو خارج قابله ظابط و قاله : لازم تيجوا معانا التحقيق يا حضرة الظابط .

مالك بدموع و حده : أخويا كان ليه أعداء في شغله و هما الي قت*لوه ، شغل أخويا إدارة أعمال في شركة الصياد ، مين بقا أعدائه و مين الي حرض نجم علي ق*تله أنا معرفش ، و معنديش كلام تاني أقوله .

و سابه و مشي و ركب عربيته و روح علي البيت ، طلع شقته فوق و سما لما شافته حضنته جامد و هو فضل يعيط و قال بقهرة : مات قدام عيني يا سما ، روحه طلعت بين إيديا ، أنا فقدت أخويا ، أحمد مات .

سما طبطبت علي ضهره و هي بتعيط و مكنتش عارفة تقول اي ، أصلآ مفيش كلمة تقدر إنها تريح حد في الموقف دا ، كل الي قالته و هي بتعيط بحزن علي أحمد و حاضنه مالك : ربنا يرحمه .

محمد وصل البيت و دخل شقته و بمجرد ما قفل الباب سلمي راحت عليه بسرعة و لحقته قبل ما يقع على الأرض و هو مش حاسس برجله .

قعد علي الأرض و سلمي حضناه و بتعيط و هو قال بعياط شديد و قهرة : معملتش حساب حاجة زي كده ، متخيلتش إن حد مننا هيجي في يوم و يموت ، كنت بحبه أوي يا سلمي ، مش قادر أصدق إنه مات .

سلمي متكلمتش و فضلت تعيط و بس .

و سها كان قاعد معاها أمها و خالتها و سلسبيل و هي كانت تعبانة جدآ و تايهه و كأنها مش عايشة معاهم ، الليلة عدت عليهم و كأنها سنة ، البيت في حالة حزن و صمت تام ، كلهم موجودين و ناقصهم واحد !!!! ، مش موجود منه حاجة غير ريحته و ذكرياته في البيت .

العزا بدأ و بعد مدة أول يوم خلص ، و تاني يوم كانوا علي نفس الوضع و يمكن أسوء ، كل ما الوقت بيعدي كل ما حزنهم بيزيد و بيستوعبوا إنه مبقاش موجود .

تاني يوم مالك كان طول اليوم برا البيت حتي محضرش تاني يوم العزا ، و في نهاية اليوم بليل مالك وصل البيت و يوسف سأله : أنت كنت فين كل دا ؟؟ .

مالك بجمود : بعدين ، المهم ، أنا عاوز أقابل أكبر واحد في الماڤيا .

يوسف بصله بدموع و قلق و قاله : ليه ؟؟؟ .

مالك بجمود : عاوز أدخل المنظمة .

يوسف بذهول : أنت بتقول اي !! ، و عاوز تعمل كده ليه ؟! .

مالك بدموع و جمود : هما خدوا مني روحي ، و أنا هدفعهم التمن .

يوسف فضل ساكت بعدها أتكلم و دموعه بتنزل و قال : مالك أسمعني كويس ، بلاش تدخل المنظمة ، أحمد مات بسببهم ، و مصيري أنا و محمد مش بعيد يكون زي أحمد ، علي الأقل خليك أنت برا .

مالك بجدية : هتقولي عنوانه فين و لا أعرفه بطريقتي .

يوسف سكت لحظات و بعدها قال بحزن : طب و شغلك ؟؟ .

مالك بدموع : أنا قدمت إستقالتي ، يعني مبقتش ظابط ، بقيت مالك الصياد و بس .

عدي يومين علي هذا الوضع و الحزن مسيطر عليهم و الفرحة أختفت و مبقاش فيه حاجة ليها معني بالنسبة لهم .

سما بصدمة و دموع : قدمت إستقالتك ليه ؟؟؟ .

مالك بهدوء : عادي ، تعبت من الوظيفة .

سما أبتسمت بصدمة و قالت : تعبت من الوظيفة !!! ، يعني اي تعبت مش فاهمه ، مالك الي أنت بتقوله دا ميدخلش العقل أصلآ ، دا أنت لما كنت بتاخد أجازة كان بيبقي هيجرالك حاجة عشان قاعد في البيت .

مالك قام من علي الكنبه من غير ما يرد عليها و دخل أوضته ، دخل الحمام الي في الأوضة خد دُش و حاول يفوق و خرج ، فتح دولابه و طلع منه بنطلون أسود و هاي كول أسود و الچاكت الأسود ، و بدأ يلبسهم و بعد ما خلص وقف قدام المراية و مسح دموعه الي هربت من عيونه و هو بيفكر في أحمد ، مسح دموعه بقوة و هو بياخد نفسه بعمق و نظرته فجأة أتقلبت من الحزن و الطيبة للشر و الحده ، مسك برفانه و حط منه ، و هو بيلبس ساعة إيده دخلت سما و هي بتقوله بإستغراب : أنت رايح فين ؟؟؟ .

مالك لبس ساعته و فتح درج الكومود طلع منه سلاحه و قال و هو بيحط السلاح في جانبه : خارج .

مشي من قدامها و قبل ما يخرج سما مسكت دراعه بخوف و قالت : مالك استني أنت رايح فين ؟؟؟ ، عشان خاطري قولي هتعمل اي ؟؟؟ ، و طالما أستقلت ليه واخد سلاحك و نازل !!! .

مالك أتنهد بضيق و قال : سما روحي نامي و لا شوفي هتعملي اي ، سلام .

سما بدموع و خوف : يا مالك استني ، متوديش نفسك في داهية ، فكر طيب في أهلك ، فكر في باباك و مامتك الي لسه فاقدين ابنهم من يومين ، فكر فيا أنا و الي في بطني .

بصلها بعقد حاجبيه و بذهول و قال : الي في بطنك !! .

سما أتنهدت بهدوء و قالت بدموع : أيوه ، أنا حامل يا مالك ، و عرفت بعد إمبارح ، بس معرفتش أقولك ساعتها و لا أنت و لا أي حد لأن محدش كان فايق .

مالك مكنش قادر يفرح ، بمعني أصح مكنش عارف يفرح خالص ، دمع و حضن سما و باسها من راسها و دموعه بتنزل ، و بعدها سبها و قال : أنا نازل .

يتبع….

أضف تعليق