Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فداء الروح الفصل الأول بقلم أمينة يونس

 رواية فداء الروح الفصل الأول بقلم أمينة  يونس

رواية فداء الروح

رواية فداء الروح الفصل الأول بقلم أمينة  يونس

الفصل الأول

انت جالسة في إحدى مواصلات النقل العام مستندة برأسها إلي زجاج النافذة شاردة بأفكارها في حياتها التي انقلبت رأساً علي عقب رغماً عنها تسآلت ماذا فعلت لتستحق ما حدث لها ؟ فطوال حياتها لم تتمني الأذى للغير لطالما تمنت الخير للجميع غمغمت بالاستغفار مذكرة نفسها بأن تلك إرادة الله كانت منغمسة في أفكارها فلم تسمع نداء السائق وهو يخبرها بالوصول إلي وجهتها كرر السائق نداءه حتي انتبهت له أخيراً

فداء بانتباه: هل تتحدث معي ؟

السائق بنفاذ صبر : يا آنسه أنا أحدثك منذ مدة لقد وصلنا

نظرت حولها لتجد أنه لم يتبقى سواها لتتنحنح بحرج مردفه باعتذار: أنا أسفة لم انتبه يبدو أنني كنت شاردة

أشاح السائق بيده بلا مبالاة دون رد هبطت من السيارة لتجد نفسها أمام ذلك الصرح العلمي الضخم جامعة القاهرة ملأت رئتيها بالهواء وهي تبتسم بسعادة فهي رغم ما حدث لها إلا أنها تمسكت بحلمها الذي لم تتخلي عنه يوماً رغم ما واجهها من صعوبات هاهي اليوم تدخل إلي الجامعة رافعة رأسها بإباء تتذكر ذلك اليوم الذي أصبحت فيه معيدة بنفس القسم الذي تخرجت منه في كلية التجارة في العام التالي مباشرة لتدرس لزملائها من الطلبة الذين رسبوا في عامهم الأخير بالجامعة ممن كانوا يرمقونها بنظرات ازدراء بعد ما حدث لها

عادت من شرودها لتذكر نفسها بأنها لم تعد تلك الطفلة التي تبكي بمجرد النظر لها نظرة تضايقها بل هي الدكتورة فداء أصغر دكتورة بجامعة القاهرة بعد أن ناقشت رسالة الدكتوراه منذ عدة أيام في حين أن عمرها لا يزيد عن منتصف العشرينات إلا بالقليل تابعت السير نحو الداخل وهي تتلقي المباركات من الجميع بمناسبة حصولها علي الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف

وصلت أخيراً إلي مكتبها بالجامعة والذي تتشاركه مع بعض الزملاء

كان المكتب فارغاً إلا من شخص واحد ألا وهي زميلتها عبير

كانت نظرات عبير الحاقدة المغلفة بالقسوة مصوبة نحوها وكأنها تود قتلها

لمحت فداء تلك النظرات ممن كانت تعتبرها يوماً أعز صديقاتها ليظهر وجهها الحقيقي الذي كان مخبأً تحت قناع الصداقة المزيف

لطالما أظهرت المواقف معادن الناس وتلك المحنة التي ألمت بها كشفت الغشاوة عن عينيها لتعرف حقيقة من ارتدوا قناع البراءة لتأتي المحنة لتزيل ذلك القناع المزيف ويظهر الوجه الحقيقي

نظرت لعبير باستهزاء واضح دون أن تتحدث لتشعرها بعدم أهميتها ازدادت نظرات عبير قتامة واقتربت منها هامسة في أذنها ببضع كلمات أرادت أن تعكر بها صفو حياتها

بادلتها فداء النظرات بأخري باردة وكأنه لا يعنيها ما تفوهت به منذ قليل ساد الصمت بينهما للحظات حتي تحدثت فداء أخيراً بنبرة باردة وهي تضغط علي كل حرف : لا تهمني حياتكِ الخاصة بأي شكل من الأشكال ولا تتفاخري كثيراً فلا أحد يعلم ما قد يحدث غداً

جمدتها الكلمات في محلها لا تعلم لمَ أشعرتها تلك الكلمات بالخوف من المجهول رغم بساطتها

لاحظت فداء ذلك التغير الذي طرأ عليها بمجرد بضع كلمات لطالما اتسمت عبير بالتذبذب وعدم الثقة لذلك فإن أقل الكلمات تشعرها بعدم الثقة وتؤثر بها

أشعرتها حالة عبير بالسعادة فرمقتها باستهزاء وهي ترحل بخيلاء

كانت عبير تتابع رحيلها بنظرات ازدراء وحقدها عليها يزداد يوماً بعد يوم رغم كل ما حدث لها إلا أنها لا تزال تقف بشموخ وإباء وكأن شيئاً لم يكن لطالما تمنت رؤيتها منكسرة لكن تلك الأمنية لم تتحقق أبداً

قررت الاتصال بزوجها لعل الحديث معه يهدأ من ثورة الغضب التي تجتاحها بمجرد رؤية فداء لمست شاشة هاتفها حتي وصلت إلي الاسم المنشود حبيبي وضغطت علي علامة الاتصال ليأتيها الرد من الجانب الآخر بعد عدة لحظات

باسم : مرحباً حبيبتي

عبير بحب : مرحباً حبيبي لقد اشتقت إليك كثيراً

باسم: وأنا أيضاً اشتقت إليكِ يومي ناقص بدونك

كم أشعرتها تلك الكلمات بالرضا والغرور

فتابع باسم : لكنه العمل

عبير : حبيبي أنا أقدر ذلك

باسم : ومع ذلك لدي مفاجأة لكِ

عبير بحماس وفضول: ما هي ؟ أخبرني بسرعة لقد شوقتني

باسم بابتسامة : أهدئ قليلاً سأخبرك

عبير بعبوس : هيا لا أطيق الانتظار

باسم باستسلام : سأعود غداً مساءً

هبت عبير من مقعدها بسعادة بادية علي ملامح وجهها : حقاً ؟

باسم : بالطبع

عبير بسعادة : هذا أسعد خبر سمعته بحياتي

باسم بحب : وأنا موجود لأجل سعادتك

وقفت فداء علي المنصة في مدرج يمتلأ بآلاف الطلاب في سابقة هي الأولي من نوعها بالنسبة لها بعد أن نالت درجة الدكتوراه كانت تشعر ببعض التوتر الطبيعي في ذلك الموقف بقيت صامتة للحظات تمد نفسها ببعض القوة حتي تحدثت أخيراً بصوت جهوري: معكم الدكتورة فداء الصالح وسأقوم بتدريسكم مادة المحاسبة بدأت الشرح بروية وسلاسة مما جذب انتباه الطلاب وأثر بالإيجاب علي فهمهم

بعد محاضرة استمرت لساعتين متواصلتين لملمت حاجيتها وهي تزفر بتعب لقد بذلت قصاري جهدها حتي تترك انطباع جيد لدي الطلاب منذ أول محاضرة فالانطباعات الأولي تدوم قابلت في طريق خروجها صديقتها رهف والتي كانت ونعم الصديقة لها بشخصيتها المرحة الهادئة اقتربت منها معانقة إياها بحب

فداء : اشتقت إليكِ رهف

رهف بابتسامة: وأنا كذلك اشتقت إليكِ لدي بعض الأخبار السعيدة

فداء بفضول: ما هي ؟

ابتسمت رهف علي فضولها: هيا لنتناول شيئاً في المطعم الذي علي الناصية وهناك سأخبرك

وضعت فداء يدها في يد صديقتها ثم تحدثت بحماس طفولي : هيا بنا

سارت الصديقتان في اتجاه المطعم حتي لمحت فداء عربة تبيع غزل البنات

نظرت إلي صديقتها بسعادة ارتسمت علي ملامح وجهها وكأنها طفلة رأت حلواها المفضلة : سأشتري غزل البنات هل اشتري لكِ ؟

رهف بتقرير : لا مشكلة

ركضت من أمامها وهي تطالع العربة بلهفة وحماس كانت رهف تتابعها بعينيها وهي تتمني من كل قلبها أن تستمر سعادتها وتجد قلباً يستحق نقاء قلبها لطالما عانت في حياتها ومجرد صمودها إلي الآن يعد معجزة في حد ذاتها

انتبهت إلي عودة صديقتها ممسكة بغزل البنات تمد يدها إليها بواحدة أخذتها منها شاكرة إياها

سارت الفتاتان علي مهل حتي وصلتا إلي المطعم المنشود جلستا علي طاولة في منتصف المطعم مما أتاح لهم رؤية كل مرتادي المطعم بسهولة

فداء : هيا أخبرني

رفرفت رهف بأهدابها وهي تبتسم بخجل وتنظر إلي الأسفل

فداء باستغراب: لمَ كل ذلك الخجل هل الموضوع مخجل ؟

لكزتها رهف في كتفها: من أمامك مثال للبراءة لا تتحدث إلا في حدود الأدب

تعالت ضحكات فداء فطالعتها رهف بغيظ وضعت يدها علي فمها كاتمة تلك الضحكة التي تجاهد للخروج : حسناً تابعي كلي آذان مصغية

رهف بسعادة : لقد تم تحديد خطبتي أنا و عمر

انتقلت سعادتها تلقائياً إلي فداء فنظرت لها بسعادة حقيقة : حقاً وأخيراً

فداء بابتسامة: هل تعلمين؟

لم تنتظر منها إجابة فتابعت سعادتي بكِ لا توصف لطالما حلمت بذلك اليوم طالعتها لثواني ثم هبت من مقعدها جاذبة إياها لأحضانها مما جعلهما محط الأنظار

جلست الفتاتان بحرج عند ملاحظة تلك الأنظار المصوبة تجاههما

رهف بابتسامة ممتنة : كنت أعلم أنكِ أكثر شخص سيسعد لسعادتي لذا أخبرتك قبل أي شخص

فداء : كنت أعلم مقدار حبكم وطالما تمنيت سماع ذلك الخبر

رهف دون شعور : العقبي لكِ

ابتسمت فداء ابتسامة باهتة ولم تجيب

تداركت رهف نفسها فاقتربت تجلس علي المقعد المجاور لها : فداء أنا آسفة حقاً لم أقصد

ربتت فداء علي كتفها : لا تعتذري لم يحدث شيء

زاغت بنظرها بعيداً حتي لا تلمح تلك الدموع المتحجرة بعينيها

رهف : فداء أنا حقاً

قاطعتها فداء : هيا رهف لا تجعليها دراما فاليوم هو يومك والآن هيا حتي نتناول شيئاً فأنا أتضور جوعاً

أمسكت بقائمة المأكولات: سأطلب مشاوي هل أطلب لكِ أيضاً

هزت رهف رأسها بالموافقة

عاد الحديث المرح يسود الأجواء أثناء تناول الطعام ولكن لاحظت رهف انطفاء عيني فداء بعد تلك الكلمات التي تمنت عدم قولها من الأساس ولكن بعد فوات الأوان

أثناء اندماجها في التفكير رأت شخصاً يبدو مألوفاً لها يجلس علي الطاولة المقابلة لهم استغرق الأمر بضعة ثواني حتي تذكرت كيونية ذلك الشخص لمحت أنثي فائقة الجمال تجلس أمامه ترتدي ملابس لا تستر

أشارت بعينيها إلي مكان جلوسهم وهي تتسآل: أليس ذلك

نظرت فداء إلي محل إشارتها لتتجمد عيناها وتتحول نظارتها إلي القساوة والكره الشديد : لا يعنينا وجوده بالمرة

رهف بفضول : ومن معه ليست

قاطعتها فداء بصرامة: ليس من شأننا أي شيء يخصه والآن هيا بنا

قالت تلك الكلمات وهي تغادر مسرعة كأن هناك شياطين تلاحقها كانت رهف تركض لتجاري خطوات صديقتها المسرعة حتي لحقتها أخيراً فأمسكت بيدها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة : فداء توقفي أنا لا أستطيع التنفس

توقفت فداء أخيراً وهي تطالعها بخوف وملامح القلق مرسومة بوضوح علي صفحة وجهها فهي تعلم مشكلة صديقتها مع التنفس فهي تعاني من الربو

أمسكت بيدها وأجلستها علي أحد الأرصفة وجلست بجوارها : هل أنتِ بخير؟

رهف بأنفاس مقطوعة : أنا بخير احتاج فقط للبخاخ

أمسكت فداء حقيبة صديقتها وأخرجت منها البخاخ فهي تعلم أنها لا تخرجه منها أبداً وناولتها إياه لتلتقطه منها وتبدأ في استنشاقه حتي هدأت أنفاسها تدريجياً

فداء بأسف : رهف أنا آسفة لم أتوقع أن يحدث ذلك بسببي ولكن لا أعلم ماذا حدث لي ؟

رهف : لم يحدث شيء بسببك فداء لقد حدث ذلك نتيجة استنشاقي بعض الدخان الناتج عن المشاوي

كانت فداء تطالعها بحزن فالسبب في رفض أسرة عمر المستمر زواجه من رهف هو مرضها المزمن والذي ليس لها أي ذنب به

فداء بقلق : هل أنتِ علي ما يرام ؟

رهف : أنا بأفضل حال لا تقلقي

فداء : إذن هيا لنعود للمنزل

رهف : هيا ولكن أريد أن أخبركِ بشيء أولاً

جعدت فداء ما بين حاجبيها وهي تتسآل باستغراب : وما هو ؟

رهف : فداء لا تعطي الفرصة لأي شيء أو شخص أن ينغص عليكِ حياتكِ أنسِ الماضي بكل ما فيه وأبداي من جديد فداء لم يهزمها شيء يوماً ولن يهزمها اليوم كذلك لقد واجهتي كل ما حدث معكِ أنتِ في نظري محاربة فداء ويجب أن تكوني كذلك بالنسبة لنفسك أجل تعثرتِ عدة مرات حتي وصلتِ إلي هنا لكن من منا لم يتعثر لينهض أقوي من ذي قبل

ودعت الصديقتان بعضهما علي وعدٍ بلقاءٍ آخر قريب

ترجلت فداء من سيارة الأجرة أمام العمارة السكنية التي تقطن بها في ذلك الحي الشعبي صعدت درجات السلم علي مهل حتي وصلت إلي وجهتها شقة بالدور الرابع

ولجت إلي الشقة لتجد السكون يعم الأجواء فدلفت إلي غرفتها مباشرة و صدي كلمات رهف يتردد داخل أذنيها تحاول أن تستمد منه بعض القوة التي فقدتها بمجرد رؤية جزء من الماضي كانت تؤكد لنفسها أنها تجاوزت الماضي بكل ما فيه لكن ما حدث اليوم أشعرها أنها لم تتحرك قيد أنملة منذ ذلك اليوم أكد لها أن قوتها الواهية لم تكن سوي قشرة تختبأ خلفها

قاطعها طرقات علي باب غرفتها تبعها دلوف مربيتها إلي الغرفة من وقفت بجانبها حين تخلي الجميع عنها لذا لم تبخل عليها بكلمة أمي التي كانت تراها كلمة لا تستحقها سوي الأم التي أنجبت ولكن ما فعلته دلال معها لا تفعله سوي الأم لابنتها

اقتربت دلال بابتسامتها الحنونة مقبلة أعلي رأسها : حمداً علي سلامتك حبيبتي عذراً لم أكن في استقبالك ولكن أخذت قيلولة قصيرة

قبلت فداء يدها وأجلستها بجانبها علي الفراش : لا تعتذري مطلقاً أمي

ترقرقت الدموع بعينيها وهي تهتف: لطالما تمنيت أن أصبح أم حتي أسمع تلك الكلمة ولكن عوضني الله بكِ

احتضنتها فداء : بل عوضني الله بكِ عن كل شخص فقدته في حياتي

ابتعدت عنها دلال وهي تمسح دموعها العالقة بين أهدابها : لا تبكي أنا لا أتحمل رؤية دموعك

ابتسمت فداء تلك الابتسامة التي تنسيها كل همومها كأن لم تكن

تسطحت فداء وجذبت دلال لتستقر جوارها واندفعت تقص عليها تفاصيل يومها ودلال تستمع لها بإنصات وتمسح علي خصلات شعرها الناعمة

من قال إن الأم هي التي تنجب بل الأم التي تربي

كلمات بسيطة ولكن تحمل في طياتها الكثير من المعاني فكم سمعنا عن أمٍ تخلت عن أطفالها وكم سمعنا عن أمٍ أهملت أطفالها بل كم سمعنا عن أمٍ قتلت أطفالها في حين قد تربي أمرأه أطفال لا تربطها بهم أي صلة وتكون لهم بمثابة الأم الحنون إن عاطفة الأمومة فطرة تولد بها الأنثى لكن تلك الفطرة قد تتغير حسب تربية المرأة وثقافتها وتعليمها مما يؤثر على تربيتها لأبنائها

هذا ما كانت تفكر به فداء فدلال لم تكن أماً أبداً بل لم تتزوج من الأساس ومن يراها وهي تغدق عليها من حنانها يكاد يجزم أنها أمها التي أنجبتها

بعد أن انتهت فداء من الحديث أمعنت دلال النظر إليها لتجد بعض العبرات التي اتخذت مجراها لتتساقط علي وجنتيها

مسحت تلك الدموع وهي تتحدث بحكمة اكتسبتها من سنوات عمرها : حبيبتي رهف معها كل الحق لقد من الله علينا بنعمة النسيان فلولاه لمات الإنسان كمداً لمَ نشق علي أنفسنا ونحملها فوق طاقتها إذا كان بإمكاننا النسيان فلنستغل ذلك هناك حكمة ضعيها نصب عينيكِ دوماً

"انس ما قد فات ولا تفكر فيما هو آت وأحيا يومك كأنه يوم الممات"

فداء : ولكن كلما أري شخصاً من الماضي أري ذلك الماضي يتجسد أمام عيني من جديد

مسحت دلال علي رأسها : حبيبتي الماضي جزء من حياتنا ونسيانه لا يعني محوه بل هو واقع لا يمكن إنكاره ولكن يمكن تجاوزه وهذا ما أنا متأكدة أنكِ قادرة علي فعله

ارتمت فداء في أحضانها و دموعها تتساقط كالشلالات فتحدثت دلال بحذر : فداء ما رأيكِ أن تذهبي لطبيبة نفسية ؟

تجمدت فداء للحظات دون أن ترد أو تتحرك قيد أنملة ولم ترد دلال الضغط عليها لذا لم تكرر دلال عرضها مرة أخرى

ظلوا علي ذلك الوضع لبضع دقائق أو أكثر حتي قاطعهم طرقات عنيفة علي باب الشقة انتفضت فداء علي أثرها

يتبع الفصل الثاني اضغط هنا

لفهري يحتوي على جمبع فصول الرواية  (رواية فداء الروح ) اضغط على اسم الرواية


reaction:

تعليقات