رواية ست الحسن الفصل التاسع بقلم نعمة حسن

 رواية ست الحسن الفصل التاسع بقلم نعمة حسن 

 

رواية ست الحسن الفصل التاسع بقلم نعمة حسن 

هوي قلبه أرضاً عندمادخل إلي غرفتها و لم يجدها.. ظل يتلفت حوله بخوف قاتل منادياَ: ست النااس.. ست النااااس. دخل إلي الشرفه فإذ بها تخرج منها فاصطدما ببعضهما البعض: سلام قولٌ من رب رحيم إنت بتنزل من السقف يبني إنت؟! 

_ابنك؟! يشيخه خرعتيني عليكي فكرتك اتخطفتي ولا جرالك حاجه. 

=اتخطفت؟! 

مازحته قائله: بطل تشوف هندي كتير ألا مش هلحقك المره الجايه. 

قال ضاحكا: ي راااجل؟! ماشي ي أم لسان و نص.. تعالي عشان تاكلي. 

=حضرتك. ليه تاعب نفسك مش كفايه معطلاك جمبي. 

=تعبك راحه يست الناس.. هو انتي كنتي بتعملي إيه ف البلكونة؟! 

_بشوفك روحت فين.. أصلك قفلت الخط مرة واحده.. خوفت تكون سيبتني و مشيت. 

كانت تتكلم بعفوية شديده.. لا تعلم ماذا تفعل به تلك الكلمات.. أما هو ينظر له كالمشدوه.. كالمغيب تماما.. لوحت بأيديها أما عينيه لجذب انتباهه: هيييييي… روحت فين ي حضرة العمده. ثم انتباتها حاله من الضحك الهيستيري استغرقت دقائق ثم نظرت إليه قائله: معلش بس أصل حضرة العمده دي ضحكتني هو انت طول النهار ي عمده ي عمده كده؟! 

_اعتياد بجا.. مراتي مبتجولش غير ي عمده.. أمي كمان بتجوللي ي عمده من صغري.. من جبل حتي ما امسك العموديه.. و الباجيين بردو بيجولوا ي عمده لما نسيت إسمي.

=أيوة صح.. إنت لما كنا ف أسوان قولتلي إن اسمك محمد و اللي كان معاك ده قال إن إسمك داود.. إنت آسمك إيه بالظبط.؟! 

_بصي ي ستي. 

اعتدلت في جلستها ثم وضعت يدها أسفل وجنتها و قالت: بصيت. 

ابتسم هو ثم قال: أنا إسمي الحقيقي ف شهادة الميلاد و كده “محمد” علي إسم أبويا إنما جدي الكبير إسمه “داود”، فكان أول حد يمسك العموديه ف عيلتنا، فكانوا طبعا يجولوا العمده داود راح.. العمده داود جه. ف لما مات،، عمي “داود” مسك العموديه مكانه، لأنه ابنه الكبير، فكان نفس الكلام.. العمده داود راح العمده داود جه.. و بعدها مات أبويا، ولما مسكت العموديه بعد عمي عشان انا الراجل اللي من بعده كلهم كانوا بيجولولي العمده بردو فكلهم نسيوا إسم محمد و بجوا ينادوني داود بردو.

_و طبعا العمده داود راح العمده داود جه. 

=ضحك ملء فمه ثم قال: بالظبط كده. 

_إنما إنت أصلا محمد. 

=نبيهه ماشاء الله عليكي. 

بادلته الضحك ثم قالت: لا أعجبك. 

فباغتها قائلا دون وعي منه: انتي عجباني من جبل مااشوفك. 

اخترقت الكلمه حواسها لا أذنيها.. دقات قلبها تتصارع الآن.. شعر هو بما تفوه به فحمحم قائلا: لا مؤاخذه ي ست الناس انا لازم أمشي.. هفضل بره متخافيش و لو عوزتي حاجه كلميني.. بالاذن. 

خرج من الغرفه دون ان ينظر خلفه ثم ركب سيارته و اخرج زفير قوي طرد معه جميع انفعالاته. 

أخذ يتمتم في نفسه: أنا إيه اللي هببته ده.. انا مش لازم أشوفها تاني.. أستغفر الله العظيم يرب. 

               ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡  

ظلت هي في غرفتها شارده تتذكر كلمته تلك و ترددها علي لسانها و كأنها تتذوقها ثم امسكت بهاتفها و أرسلت له علي “واتساب” مقطع صوتي فتحه فوجد أغنية “وصفولي الصبر” و ارسلت له رساله اخري “اسمع اسمع هي الست دايما بتجيب م الآخر” 

صدحت الست مبدعه: وصفووووولي الصبر لقيته خيال و كلام في الحب، كلام في الحب يدوب يتقاال. 

أغمض عينيه و دندن معها: أهرب من قلبي و اروح علي فين، ليالينا الحلوة في كل مكان، مليناها حب احنا الاتنين و ملينا الدنياا أمل، أمل و حنان….. 

كانت تهز رأسها انتشاءاً و هي تستمع لأم كلثوم و تردد معها: عيييييني عيني ع العاشقين.. حيااري، مظلومين، ع الصبر مش قادريييييييين، ع الصبر مش قادرين. 

         ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

انقضي الليل سريعاً و أعلنت الجوناء عن حلول يوم جديد.. خرجت “حسناء” من المشفي و اتجهت إلي بيت أهلها ثم قامت بالاتصال ب “العمده”..سرعان ما أتاها رده :حمدالله على السلامة ي ست الناس.

_الله يسلمك ياارب..ايه انت مشيت ولا لسه.

=أاااه..اتحركت من شويه.

_توصل بالسلامةان شاء الله.

=تسلمي من كل شر ي ست الناس.اي الاخبار عندك..في جديد؟!

_جايلنا ناس النهارده علي أساس صلح و كده.

انقبض قلبه و قال:هااا..و انتي هتعملي ايه؟!

_هعمل ايه؟!دنا هعمل و هعمل و هعمل..و هفضحه قدامهم كلهم و هقوللهم علي بلاويه و هصمم علي الطلاق.

=ربنا يجدملك اللي فيه الخير و يرضيكي بيه ي ست الناس.

_اللهم آمين ياارب..متحرمش منك ابدا يارب..تعبتك معايا اليومين دول 

=منا جولتلك ي ست الناس تعبك راحه..و لو احتاجتي اي حاجه..اي حاجه..أؤمريني تكون عندك..

_ميؤمرش عليك ظالم يرب..يلا خلي بالك من الطريق..مع السلامه

        ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

بعد ست ساعات و مع غروب الشمس كان يصف سيارته أمام منزله بأسوان..دخل المنزل فقابلته زوجته بشديد الترحاب قائله:حمدالله بالسلامه ي عمده..البيت نور.

_الله يسلمك ي رشيده..ازي حالك و امي عامله اي؟!

=انا بخير يخويا تسلم..مرات عمي كل شويه تسألني”الاسمر جه ولا لسه”.

تبسم قائلا:سألت عليها العافيه..هتحمم بس و ادخل لها.

          ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

في منزل والدها يجتمع حشد كبير من كبار الرجال و أعتاهم..كل منهم يدلي برأيه و ينصح بالأخذ به..

_ي جماعه احنا قعدنا معاه و فهمناه و هو ندمان و بيحلف مش هيمد إيده عليها تاني.

ليقول والدها:يريتها بتيجي علي مد الإيد ي حج”حكم” 

ده اتسبب ف إنها سقطت.

عند هذه النقطه و انتبهت حسناء جيداً لتسمع رد “فادي”الذي تعلمه مسبقاًو لكنه صدمها حين قال:يعني ي عمي محمد انا قاصد أموت ابني؟!ده ابني ي نااس!!

أقسم بالله أنا مكنتش أقصد اضربها بس هي حسناء اللي استفزتني كالعاده و هي بنتك و انت عارف لسانها المتبري منها.

هز والدها رأسه في اقتناع منه بكلام”فادي”فقال:أنا عارف إن حسناء صعبه و دماغها ناشفه بس انت بردو ملكش حق تضربها و بقيت قايلك الكلام ده 100مرة.

لتفاجئهم حسناء عندما خرجت من غرفتها و قالت:بقيت قايله 100مره؟؟!!و مستني ايه لسه ي بابا؟!لما يموتني؟!

=ادخلي جوة انتي دلوقتيي حسناء.

قالت ببكاء:لااا مش داخله..و مش هرجعله..و علي جثتي المره دي.

ثم وجهت حديثها للجالسين أمامها قائله:انتو ترضو ان بناتكو يتعمل معاها كده؟!تضرب و تتهان و جوزها يشك فيها و يتهمها ف شرفها؟؟

انتفض”فادي”واقفا يرسم علي وجهه علامات الدهشه و الانكسار:انا ي حسناء؟!أنا عمري اتهمتك ف شرفك؟!انتي ازاي تقولي الكلام ده؟!ده انتي لحمي و دمي و ام بنتي..أنا أعمل معاكي كده؟!إنتي أعصابك تعبانه غشان موضوع الحمل اللي نزل..بس معلش كل حاجه هتتصلح و هتبقا تمام إن شاءلله.

_انت بني ادم حقييير..و انا مبقتش عيزاك ولا طيقاك.. طلقني..ارمي عليا اليمين و اعتقني لوجه الله بقا ي أخي.

ليصيح مستنكراً:أهوووو..شايفين..شايف ي عمي..اهو ده أسلوب بنتك معايا..عايزني لما مراتي تقولي ي حقير أعمل إيه؟!أنت ي عمي لو حماتي قالتلك كده هتعمل إيه؟! 

ليقول والدها بخزي:معلش ي فادي امسحها فيا يبني هيا حسناء زي منتا قولت أعصابها تعبانه بسبب اللي حصل..سيبها يومين ترتاح و تقعد مع أختها هنا تغير جو و وعد مني يسيدي قدام الرجاله اللي قاعده دي أنا اللي هجيبهالك و أجي لحد البيت.

راق له ما آلت إليه الأمور كثيرا ًفتصنع الوداعه و هو يقول:اللي تؤمر بيه ي عم محمد..يلا ي رجاله..سلام عليكم.

              ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

لا شئ يؤلم كدموع القهر.

ماذا عساها أن تفعل؟!..ثارت بلا فائده..تحدت بلا فائده..بكت بلا فائده..توسلت بلا فائده..فماذا عساها أنت تفعل؟!

قامت ثم توضت و صلت ثم دخلت إلي فراشها و احتضنت إبنتها ثم أغمضت عيناها تترجي النوم أن يرحمها من دوامة التفكير تلك التي أهلكتها ثم فتحت عيناها فجأه عندما واتتها فكرة و عملت علي تنفيذها..

قامت و أحضرت حقيبه كبيره ثم وضعت بها ملابسها و ملابس ابنتها و أبدلت ثيابها و ثياب ابنتها ثم تأكدت من كون الجميع يحتضروا الأن فحملت ابنتها و حملت حقيبتها وخرجت من المنزل بهدوء حذر.

         ••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان يستعد للخروج من منزله عندما أتاه إتصالها فشعر بأن هناك امر ما فأجاب قائلا:السلام عليكم

أتاه صوتها باكيا:و عليكم السلام..معلش أزعجتك عالصبح..بس أنا مقدرتش ألجأ لحد غيرك.

_لا ي ست الناس ولا ازعاج ولا حاجه..بس خير..فيكي حاجه؟!

=أنا ف أسوان.

_نعم؟!ازااااي؟!و جيتي امتا؟!

=لسه نازله من العربيه حالا..هفهمك لما اشوفك..

_طيب أنا جايلك حالا متتحركيش من مكانك..انتي ف المحطه صح؟!

=أيوة.

_طيب انا جاي حالا..

في غضون نصف ساعه كان يقف أمامها بسيارته فأشار لها فتقدمت منه و ادخلت ابنتها إلي المقعد الخلفي ووضعت حقيبتها ثم ركبت بجانبه و قالت:معلش اناعارفه اني مشيلاك همي بس معرفتش اتصرف.

_يستي متجوليش كده..عيب عليكي..بس طمنيني ايه في؟!

حكت له حسناءما حدث خلال “جلسة الصلح”و قرار والدها برجوعها إلي”فادي”.

قال بغضب و حزن:ايه الظلم ده؟!ليه كده هو في حد يرضي لبنته المهانه دي؟!

أمسكت يده بغتةً تتوسل إليه:عشان خاطري تساعدني أنا مليش غيرك دلوقتي..أنا لو رجعت ليه هيموتني.

نظر إلي يدها الممسكه بيده ثم نظر إلي عيناها الباكيه ثم زفر بقلة حيله قائلا:أنا عنيا ليكيي ست الناس و انتي عارفه..بس أنا آسف..مش هجدر أخبيكي هنا و أهلك يفتشوا عليكي هناك..مينفعش.

_بالله عليك..أنا مش طالبه منك غير مكان بس اقعد فيه انا و بنتي لحد ما اطلق منه و بعدها همشي و مش هتسمع عني تاني والله.

=يستي عشان خاطر ربنا متصعبيهاش علياا..أنا لو عملت كده يبجا بخالف الشرع و الأصول..ده كلام ميرضيش ربنا.

تركت يده و هي تنظر له في خذلان أودي بحياته و قالت:و اللي بيحصل معايا ده يرضي ربناا؟!الضرب و الإهانه و اتهامي ف شرفي..ده يرضي ربنا؟! 

عالعموم كتر خيرك..يلا ي صبا..همت بالنزول فاوقفها قائلا:عشان خاطر ربنا افهميني..أنا لو عليا مش عايز أفرط فيكي..مش عايزك تمشي..بس مينفعش..ولا هينفع تجعدي لوحدك ولا هينفع تجعدي معايا و لا هينفع تجعدي بعيد عن أهلك و هما ميعرفوش ليكي طريج اصلا!!! ارجعي بلدك و روحي اجعدي عند عمك او خالك او اي حد يجدر يساعدك إنما انا مش هينفع..و كمان متصغريش أبوكي جدام النااس..هو عطاهم كلمه.

_خليك في حالك..يلا ي صبا.

=لا انا هوصلكم عند المحطه اللي جبل الفيوم و ابجوا كملوا انتو.

_كتر خيرك..يلا ي صبااااا.

=طب خدي الفلوس دي دسيها معاكي عشان لو احتاجتي حاجه.

نظرت آلي النقود بيده ثم رمقته باستهزاء ثم اخذت ابنتها وحملت حقيبتها و رحلت. 

أضف تعليق