Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الوسيم واللصة الفصل الثامن عشر والأخير

رواية الوسيم واللصة البارت الثامن عشر والأخير للكاتبة أم عائشة

رواية الوسيم واللصة كاملة بقلم أم عائشة

رواية الوسيم واللصة الفصل الثامن عشر

بخطوات سريعه تعرف طريقها نحو الهاويه كانت تسير السيارة التى يوجد بها فهمى ،حاول بكل جهده أن يُوقف السيارة او على الاقل يبطىء عملها لكن دون فائده يعرف انه هالك لا محالة لكن مازال يقاوم لاخر نفس فيه
هكذا اى انسان قد يكون خائر القوى غير قادر على الحراك لكن اذا هاجمه وحش الموت اوتى قوة من العدم ليواجه ذلك الوحش واما ان ينتصر او يموت وقد بذل ما بوسعه ليموت بعدها بسلام ،

بذل قصارى جهده حتى انهكه التعب ولا فائدة لا تتوقف تسير وتسير وتزاد سرعاتها كلما زادت المسافه نظر امامه وجد جبلا كبيرا يعوق طريق السيارة المستقيم عرف انه سيصطدم به لا محالة ،فاغمض عينيه فى زعر يعلم انه على بعد لحظات من الموت الحتمى ردد فى نفسه الشهادتين واتستسلم لمصيره المحتوم

____
علما بان السيارة ستصطدم بذلك الجبل قريبا ففكرا سريعا فى حل فترجل ادهم من السيارة سريعا وقفز من السور فى اتجاه الماء

أما مروان فتقدم باقصى سرعته تجاه السيارة ودفشها بسيارته لتحيد عن الجبل وتسقط فى الماء

انتبه فهمى أن السيارة سقطت به فى الماء بدل من الاصطدام بالجبل وما هى الا ثوانى حتى وجد يدا تنتشله من السيارة وتخرجه من الماء وتحاول افاقته ،كان فى حالة صدمة ،احقا نجى كان قاب قوسين او ادنى من الموت فتح اعينه ليجدهم أمامه فابتسم بمرارة ،يعلم جيدا هويتهم وقدرتهم على انقاذ الموقف لكنه كان شديد الاسف على نفسه وما آلت اليه الامور

مروان بهدوء_أنت بخير؟

فهمى _أجل شكرا لكما ،لن انسى لكما صنيعكما ما حييت

أدهم وهو يلتقط انفاسه_لماذا فعل بك هذا

تنهد فهمى وقال _اتقصد محاولة قتلى والتخلص منى ،للاسف هو ظن انى اصبحت اهدد مصالحه واعرف الكثير لذا وبلا مقدمات وجدت نفسى اواجه الموت بالسيارة

مروان بدهاء _لا داعى للانكار ،اخبرنا من أنت

فهمى بارتباك _أانا المساعد الشخصى لصدقى

ادهم_ممم اظنك بدأت تعرف من نحن لذا لنكشف اوراقنا جميعا هنا ،ربما نستطيع مساعدة بعضنا

اخفض فهمى رأسه للاسفل فى خزى من نفسه وقال بصوت مكلوم_لقد فشلت فى مهمتى بعد عناء سنه كامله ابحث خلف هذا المجرم ،تنكرت على هيئة مساعده ،تركت عائلتى وبيتى وكنت معه لحظة بلحظة حتى كدت اُوقع به لكن للاسف كل تعبى ضاع فى لحظة واحدة ،انا لا استحق لقب شرطى ابدا

ادهم_ومن قال لك انك كُشفت

فهمى باستغراب_ماذا تقصد

مروان_فكر جيدا ،لو كان الامر كذلك لكان عذبك شر تعذيب قبل ان يقتلك إما رميا بالرصاص او بفصل عنقك عن جسدك بسبب خداعك له
لكنه اكتفى بموتك كحادثه مرور عابرة ،اى انك لا تشكل فاقرا معه فانت مجرد مساعد قد انهى فترة خدمته واراد دفن اسراره معه حتى لا يتجرأ يوما ويوشى به

نظر له فهمى باندهاش ،فرتب ادهم على كتفه_أنت بطل حقيقى فلتفخر بصنيعك هذا ،يسرنا العمل معك

فهمى بامتنان_بل شرف لى العمل مع عميلين داهيتين مثلكما
ابتسم مروان _متى عرفت ذلك

فهمى _لم اعلم سوى الان ولكنى كنت اشك بامركما منذ البدايه فكيف لرجلان قويين مثلكما أن يكونا كالابلهين علمت انكما تدعِان ذلك فقمت بمساعدتكما على ذلك واوهمت صدقى انكما فعلا مستهتران

مروان _حسنا اخبرنا ماذا يحدث فى القصر اللعين هذا وما حكايه ندى التى بالقبو

قص لهم فهمى كل شىء

علم مروان ان ندى صادقه فكور قبضته فى غضب شديد وتمنى لو كان صدقى اللعين هذا بين يديه فيعتصره عصرا ليريح العالم من شروره

ادهم_انت تعلم كل هذا ماذا تنتظر اذا
فهمى_لم يأتى لى أمر بالتحرك بعد ،ثم انه ليس وحده وكان علىّ معرفه من خلفه الموضوع ليس كما تظنون

ادهم_اجل نعلم ذلك نعلم ان هناك قوة كبيرة تحركه وتُملى عليه الاوامر ،لكن اعتقد نهايتهم باتت وشيكه

فهمى_كيف هذا وقد انهوا مهمتى معهم

مروان_هم انهوا مهمة فهمى لكن مهمه الشرطى لم تبدأ بعض ،وغمز له

ابتسم فهمى بحماس_اجل معك حق

ادهم_نعتمد عليك يا بطل استخدم كل معلوماتك عنهم ضدهم
واترك صدقى لنا فعلى مايبدو هو مهمتنا الحقيقه

وقف فهمى وقال بجديه_شكرا لكما وسعيد بالتعرف عليكما ،معكم حسن من مباحث شرطه ...

مروان معرفا عن نفسه هو وابن عمه_مروان وادهم حارسان لحفل التتويج
ضحك حسن من دهاءهم وفطنتهم فى العمل لذ اردف قائلا_الان عرفت لم ارسلاكما انتما وليس أحد غيركم ،الى اللقاء والتوفيق لكلينا

مروان _انتظر ،قل لى "وسيم" هل يعرف شيئا ؟

حسن بمكر وتحدى فهو يريد اغاظتهما _ممم اظن انى تأخرت ، ،اكتشفا هذا بنفسيكما وداعا
رمقه ادهم بقوة بمعنى انه قبل تحديه وسيكتشفا ذاك قريبا .

عادا الى حيث الباحة الخلفيه بالقصر وحمدا الله ان احدا لم يلحظ غيابهما فعلى ما يبدو ان الضيوف بالداخل مهمون جدا وما هى الا لحظات حتى احسوا بصوت انصراف السيارات واحدة تلو الاخرى

زفر ادهم براحه وذهب سريعا ليبدل ملابسه المبتلة دون ان يلحظه احد ومن ثم جلس فى الكرسى المقابل لمروان على الجهه الاخرى من البوابة الخلفيه للقصر
جاء صدقى اليهما بعد ان انتهى من توديع ضيوفه فوجدهم مكانهما وكل منه يضع الهاتف على اذنه ويبدوان انهما فى عالم خاص مع من يتحدثون على الجهه الاخرى فعلم انهما يتحدثان مع زوجاتهما

تنحنح صدقى فقال كل منهما بارتباك واغلقا الهاتف سريعا ،رمقهم صدقى بضجر واستياء وتوجه للداخل لتبديل ملابسه واكمال اعماله فوجد وسيم امامه ،وسيم _عمى اريد ان اذهب للتجوال هل آخذ حراسى معى ام انك سترسل معى غيرهما

صدقى فهو يحب ابعاد هذين الجديدين _حسنا خذهما لكن لا تتأخر عن موعد العشاء اريد ان نتناوله سويا بنى

وسيم بابتسامة _اجل عمى

___
ذهب وسيم بصحبه ادهم ومروان الى المقر بعدما اشترا لهم ما ظن ان الاطفال فى حاجه اليه من ملبس وطعام

وقف وسيم عند باب المقر وقال لادهم ومروان اللذان ترجلا من السيارة _انتظرا هنا حالما اعود
مروان_ حسنا كما تريد
انصرف وسيم للداخل
ادهم _هذا المكان الذى كانت تعيش فيه ندى ،يالك من وغد ياصدقى انه مكان لا يصلح للعيش فكيف يعيش فيه كل هؤلاء الاطفال
مروان بحزن واشفاق على الصغار بالداخل_مساكين ،نحن مقصرون كثيرا يا ادهم تجاه هؤلاء ،عندما نعود اشياء كثيرة ستتغير باذن الله

وافقه ادهم الرأى _أجل وانا معك لن ندع امثال هؤلاء اليتامى يعانون اكثر بعون الله
___
خط وسيم للداخل فوجد مكان ما لم يكن يعلمه مدمر تماما فتذكر ندى وهى تقول ان هناك غرفه كانت تبيت بها ولا يعرف مكانها احد ،ولكن هذه الغرفه باتت اطلالا الان
كاد يخطو بقدمه للداخل حتى سمع صوت بكاء لصوت يعرفه جيدا يأتى من ناحية الغرفه المحطمة ،تتبع الصوت بترقب كان كلما خطى للامام ازداد الصوت وضوحا حتى وجد نفسه يقف أمام صاحبة الصوت
فقال بقلق جَلى بدا على قسمات وجهه _بيسان لمَ تبكين ،ماذا حدث؟
عندما وجدته يقف امامها هبت واقفه وتغيرت تعابير وجهها الى التوجم والغضب وقالت بنرفزة واضحة على نبرة صوتها غير عابئة بدموعها التى لم تجف عن عينيها بعد _ما الذى جاء بك ايها الخائن الى هنا ،أخذتم ما تريدون ارحل عن هنا هيا

رفع وسيم احد حاجبيه وضيق عينيه فى عدم فهم _بيسان لم افهم شيئا ،انا لست خائناً

علت بيسان من نبرة صوتها وبدت أكثر حده _بل انت خائن ومخادع ايضا ،هل تستطيع ان تقول لى اين الزعيمة ،اين هى ندى التى أشفقت عليك وآوت وأخرجت من الشارع من حالة التشرد التى كنت بها وجاءت بك الى هنا وجعلتك فردا من جماعتها ،اهكذا يكون رد الجميل

اخفض وسيم راسه لاسفل بأسف_بيسان ،اعدك ان اعيد اليكم الزعيمة بعد حفل التتويج

بيسان بوجه غاضب_ ستعيدونها بعدما تستولون على إرثها وشعار عائلتها يالكم من مجرمون،واين هو سفيان اخى ،لمَ لم تعيدوه الم تأخذوا الشعار اعيدوا الىّ أخى

تفآجأ وسيم بما تقول هو لا يعلم شيئا بامر إختفاء سفيان _ماذا تقولين ،من الذى اخذ سفيان ومتى حدث ذلك

بيسان بضجر_يكفى تمثيلا ارجوك ،لقد كُشفت وانتهى الامر ،جئت بالامس تمثل علينا انك تحب الجميع وتخاف عليهم ومن ثم يأتى رجالكم الى هنا ويأخذون سفيان عنوة من بيننا وعندما حاول التملص منكم ابرحتموه ضربا الى ان خضع لكم وسار معكم وبعدها جاء اخرون وقاموا بأخذ الشعار وهدموا الغرفه باكملها

شهق وسيم بفزغ_يا إلهى لم اكن على علم بهذا

رمقته بيسان بسخريه ممزوجه باحتقار_أرحل من هنا ،لا نريد ان نراك مرة أخرى ،اما عن سفيان والزعيمة فالله معهم ولن يضيعهم

وسيم بدفاع عن نفسه_أقسم انى لا اعلم شيئا يا بيسان ،سابحث عن اخيكِ واعيده اليكم هو وندى لا تقلقى

جلست بيسان مكانها مرة أخرى وقالت دون ان تنظر اليه_لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ،اذهب الى حال سبيلك لم يعد لدينا شيئا لتأخذوه منا أم انكم تريدون هدم المكان فوق رؤسنا ،ان كنت ستفعل ،فقط اخبرنا قبلها لنرحل قبل ان تهدموه فوق رؤسنا

وسيم بغصه فى قلبه _لا تقولى هذا لا احد سوف ياذيكم لا تقلقى

بيسان وقد ضاقت ذرعا به_قلت لك غادر المكان هيا ، ااه نسيت حاجتك التى احضرتها بالامس لم يمسها احد منا ،خذها وعد ادراجك حيث كنت ،نحن لا نأكل مالا حراما يخص غيرنا

وقف وسيم محله مزهولا من هول ما سمع ،هى تظنه مثل صدقى ورجاله ،يريد ان يتحدث اليها يخبرها انه لا دخل له باى شىء لكنه لم يستطع فنظراتها الناقمه تجاهه تقتله تمزق قلبه الذى أحس أنه ينبض فقط عندما يراها هى دون غيرها

تنهد بأسى وضم شفتيه فى غضب شديد ورحل سريعا مغادرا المكان أما هى فبمجرد ان غادر حتى عادت لنوبه بكاءها مرة اخرى فهى اصبحت وحيدة بلا درع حمايه وخاصه بعد الزعيمة واخيها سفيان

كان وسيم يفتح الباب حتى وجد امامه صفاء تدخل وما ان راته حتى رمقته بضيق ومرت متجاهلة اياه
وسيم_صفاء انتظرى كيف حالك صغيرتى
صفاء بغضب_انا اكرهك وسيم اكرهك كثيرا ،انت لا تحبنا

وسيم بالم _لم تقولين هذا

صفاء ببكاء_اعد الينا الزعيمة وسفيان ارجوك ،نحن لا نستطيع العيش دونهم ،ظننا ان حياتنا ستتحسن ،لكن جئت انت ودمرت كل شىء فوق رؤسنا

وسيم_صفاء ثقى بى اعدك ان اعيدهم اليكم وان اجعل حياتكم افضل من زى قبل ،ارجوكى اعطى لى فرصه لاثبت صحة كلامى

صفاء _ساسامحك اذا ما اعدت سفيان والزعيمة

وسيم_حسنا اتفقنا

____
عاد وسيم الى السيارة حزينا فوجد مروان وادهم يستندان على السيارة من الامام ويشبكان ذراعيهما امام صدرهما الرياضى الضخم ويرمقانه بضيق
ادهم وهو ما زال على وضعه_ارايت نتيجة سذاجتك وعدم تبينك لادعاءات الاخرين

وسيم_ماذا تعنى
امسكه مروان من ملابسه بحده_الم تفهم بعد ايها الغبى ،الم تفهم ان ندى هى ضحية ذلك المجرم الذى يُدعى صدقى ،ام انك شريكا له

وسيم بخوف_لا لا اقسم انى لست شريكا لاحد ،اتركنى ،سأخبرك بكل شىء

ادهم وهو يزيح يد مروان_دعنا نسمع ما لديه
____
عاد وسيم الى القصر وسال على عمه فلم يجده فقرر الذهاب الى ندى والتحدث معها فكل شىء بات مكشوفا الان

عندما راته ندى يدخل صرخت به _وسيم لا اريد ان اراك امامى فلتغرب عن وجههى

وسيم بهدوء_ندى اسمعينى اولا

ندى بغضب جم _لا اريد سماع شيئا

وسيم_ارجوكِ اسمعى ما لدى وبعدها سارحل

ندى_ قل ما لديك وغادر سريعا

تنهد وسيم قائلا بعتاب_ندى لمَ ،اخبرتهم عن مكان الشعار ،ما كان يجب عليكِ فعل ذلك

رمقته ندى بمرارة _وبماذا يفيد الان ،اخذوه مثلما اخذوه منى من قبل تحت مرئى ومسمع منك

وسيم_الامر يختلف فى المرة الثانيه ،انا من ارسلت اليك مالك واوصيته باخذ الشعار الى سفيان كى يخبأءه فى الغرفه السريه ،لكنكِ جعلتِ خطتى انا وسفيان تفشل باخبارهم مكان الشعار

تفآجئت ندى _ماذا ،انت ياوسيم ،انت تصدقنى ،متى حدث ذلك

وسيم بابتسامة _منذ الوهلة الاولى وانا اصدقك يا ابنه عمى ،لكن كان علىّ ان ادعى انى اكذبك حتى اعلم نوايا صدقى ،كنت اريد ان يأتى الحفل وليس بحذوته الشعار حتى تذهب كل الاموال الى الجميعات الخيريه والمتاحف ويموت هو بحسرته على انتظارها طوال هذه المدة ولم يطل شىء لانى كنت متاكدا أنه سيحاول اجبارى على اعطاءه تلك الاموال واخذها لنفسه ،لذا كنت اتمنى ان اراه حينها يموت بحسرته على تتبع السراب

ضحك بشدة وهو يقول بخيلاء _وها هى خطتك تفشل وخطتى انا هى التى ستنجح والارث كله لى وحدى

صعق كل من وسيم وندى واجفلا مكانهما دون حراك
وسيم وقد اصابه الاحباط قائلا فى نفسه وعلامات الصدمة ما زالت على وجهه _ يا إلهى ما الذى جاء به الان ولما هذا التوقيت بالذات لقد كُشف أمرى نحن هالكون لا ريب

ندى فى نفسها_ياربى لقد ضاع كل شىء كلما يشع خيط أمل فى الافق يطفأه ذلك المجرم ،يارب انت المستعان

اخرجهم صدقى من شرودهم قائلا بنبرة مخيفه كشفت عن حقيقته امام وسيم الذى كان يشك به من البداية _ستكون الامور كما هى ولو انى كنت اريد الزج بك الى جوارها ،لكن ما باليد حيلة سأنتظر الى ما بعد الحفل
اسمع ستصعد الى غرفتك وستمكث فيها بقية الاسبوع الى ان ياتى يوم الحفل وتتسلم الارث ومن ثم تحوله لى كاملا والا فاقرا الفاتحه على روح ابنه عمه ورفيقها

ضحك وسيم بحسرة_كنت اعرف انك ستفعل هذا بنا فى نهاية المطاف لكن لمَ كل هذا اولسنا أبناء اخوتك

صدقى _ايها الساذج انا لست عمك ،امين لم يكن له سوى اخ واحد وهو حليم والد ندى اما اخيهم الثالث قد مات فى صغره

ندى باستغراب_ماذا حليم والدى ،ما اعرفه ان والدى هو امين

صدقى بغل_ذلك المعتوه امين والد وسيم قد اكتشف حيلتى وعلم انى من قتلك والداكِ وكنت انوى قتلك ايضا لكنه اخذكِ واخذ الشعار وهرب هو وزوجته زينب بعيدا كى يحمياكى منى ،لم يعرفا ان وسيم على قيد الحياه فأنا اوهمتهم انه مات مع اخوه وزوجته ،لذا ارادا الحفاظ على حياة ندى فاودعاها الى زوجين فى القريه يربيانها واختبئا هما فى المقر الذى تسكنين فيه
ارسلت رجالى لتتبعهم فى كل مكان بحثت عنهم طويلا حتى وجدتهم وامرت بقتلهم كما أمرت بقتل الزوجين الذين ربياكى بعدما رفضا اخبارى اين مكان الشعار ،كنت اعرف انهم سيقولون لكِ عن مكانه حتى ييتسنى لكِ تسلم الارث عندما تكبرين لذا تركتك تعيشين بمحض ارادتى ليأتى هذا اليوم واخذه منك ويكون كل شىء لى

وسيم بغضب شديد_يا لك من مجرم قاتل لن تفلت من عملتك تلك

ضحك صدقى _وسيم ذلك الساذج اخيرا كشر عن انيابه ،كنت اظنك حَملا وديعا

وسيم بغيظ _فلتخاف ياصدقى منى فغضبى لن يعجبك

صدقى باستهزاء_وبماذا ستخيفنى وروح صديقيك فى قبضتى

ندى_الاعمار بيد الله لا تنسى هذا يا صدقى ،كذب من سماك هذا الاسم ،لسنا خائفين منك اذا اردت فلتتخلص منا الان هيا ماذا تنتظر

اقترب منها صدقى وقال وهو ينظر لاعينها بشر _اولست خائفة منى

وقفت ندى صادمة كالرواسى الشامخه_لا ،لن تخيفنى ،لقد رايت الموت بعينى ووالدى يموتان ،تشردت طوال حياتى وممرت بالكثير من الصعوبات والمحن والالام وكله بسببك رايت سفيان يعذب أمام عينى وقد كنت اتمزق من الحزن عليه وكله بسببك ،لا اظن انى ساخاف من تهديك لى بالقتل ،كنت فى كل مرة توجه السهام الى قلبى فتضعفه تمزقه اشلاء صغيرة واعيش انا على بقايا هذه الاشلاء الممزقه ،لا اظن السهم الاخير الذى سيودى بحياتى سيؤلم ،بل ربما سيريح نفسى المعذبه للابد،عسى عندما اموت القى والدى
فى الجنان فيعوضنا الله عما قاسيناه فى الدنيا أما أنت فمصيرك ستموت يوما ما لا احد خالدا وعندما ستموت لن تجد سوى النار وبأس المصير

كان وسيم يبكى وهو يستمع لكلمات ندى كم هى مؤلمة ،كم عانت الكثير والكثير ،لا لا يريد لها ان تموت الان هى لم ترى يوما واحدا جيدا فى حياتها ،كان يتمنى ان يعوضها ارثها عن سنين الفقد والحرمان التى عاشتها

لذا عندما وجد صدقى يقترب من ندى محاولا وضع الخنجر على عنقها وهى تغمض عينيها فى استسلام تام راضيه بمصيرها رافعه راسها لتموت بشموخ وليست خائفه منكسه الراس
صرخ فيه وسيم ووقف امامها يمنعه _لااا ،اقتلنى انا بدلا عنها

صدقى_ابتعد فاانا اريدك انت

وسيم_لا بل يمكنك ان تترك ندى لتتسلم الارث لك وتقتلنى انا بدلا عنها
فى هذه الاثناء جاء الحارس ليخبره ان هناك اتصال هام له وعليه ان يجيب فى الحال
فترك صدقى الخنجر من يده وامر الحراس _خذوا وسيم الى غرفته ولا يخرج منها ابدا الا باذن منى
اما هذه فتظل كما هى سأفكر لاحقا فى كيفيه التخلص منها

صرخ به وسيم عاليا ومحذرا _انا احذرك ياصدقى ان مسستها بسوء فسأقتل نفسى وعندها لن تحصل على شىء ابدا

جحظت عينى صدقى _ماذا اجننت اياك ان تفعل
وسيم_لن افعل اذا ما لم تؤذى ندى وتطلق سراحها فى الحال

صدقى _لا استطيع ان اطلق سراحها فى الوقت الحالى هى خطر علىّ ،وانت لن تهددنى ،اعرف ما سأفعله معك ،حاول فقط ان تفتح فمك بكلمة واحدة وسترى كل مجموعتكم فى المقر غارقون فى دمائهم امام عينيك
شهقت ندى ووضعت يدها على فمها من الصدمة وبكت بصوت مكتوم بقلب مكلوم لم يذق يوما طعم السعادة

اما وسيم فصرخ باعلى صوته _ايها الوغد الحقير اياك وهؤلاء الابرياء
اقترب منه صدقى وامسكه من فكه اذا فلتنفذ ما آمرك به ولا تختبر صبرى مرة اخرى 

الفصل الأخير النهاية

مشى مع الحراس الى غرفته مطأطا الرأس قليل الحيلة ،ليس بيده شىء يفعله سوى تنفيذ اوامر ذلك المجرم حتى لا يقتل الصغار الابرياء ،هو يعلم تمام العلم انه قادر على فعلها فهو رجل لا قلب له شيطان متجسد فى صورة انسان يقتل كل من يقف فى طريقه يمحوه من الحياة فقط من اجل مصالحه ورغباته

تم حبسه فى غرفته لا يخرج منها ابدا ،هو كان معتاد على البقاء وحيدا فلقد تربى على ذلك طوال حياته لكن هذه المره كان البقاء وحيدا هنا ينهش فى عظامه فينخرها نخرا كان سابقا يتحمل المكوث فلا احد بالخارج يقلق من اجله ،اما الان فهو يود الخروج والاطمئنان على الجميع بالمقر ،يريد أن يطمئن على ابنة عمه ،يريد أن يعرف اين هو سفيان ،لذا كان بقاؤه فى هذه الغرفه يجعله سينفجر، يتآكل من القلق على الجميع

لم يكن الامر بمختلف عند ندى فقد كانت فى قمة قلقها وخوفها على عائلتها التى جمعتها بنفسها وعملت على زيادة عددها يوما بعد يوم ،حتى احست انها هى امهم هى مسئولة عن كل فرد منهم ،لذا مجرد تفكيرها فى أن احد منها قد اصابه صدقى بأذى كانت تقتلها
كانت تقضى ايامها فى الانتحاب تارة وفى التوسل الى ربها تارة ،احيانا تصبر وتتجه إلى سجادتها الى قبلتها تناجى ربها واحيانا تجزع ولم تتحمل فتجلس تنتحب طوال الليل يساعدها ظُلمته على البكاء اكثر واكثر

فى ليلة ما قبل حفل التتويج كانت تنتحب ببكاء مرير يمزق قلب من يسمعه جاعله وجهها للحائط حتى وجدت من يقف خلفها ويقول بحزن لاجلها _هونى عليكِ يا آنسه لا داعى لكل هذا ،وعدتك انى ساخرجك من هنا عندما اتأك من صدق حديثك وها انا هنا آتى لابشرك بان فرج الله قريب

التفتت اليه غير مصدقه ، قالت بفرحه_يالا رحمه الله،كلما اظن أن الابواب أُغلقت اجد باباً يُفتح امامى لم احسب له حساب ،اجل انه على كل شىء قدير

ابتسم عندما شاهد تبدل حالها من البكاء الى الفرح _لا اريد ان اراك ِ تبكين بعد الان ،ما عرفته عنكِ اثبت لى انك قويه جدا ،لا وقت للضعف الان فآن الاوان لتستردى ما سُلب منكِ ونحن معك ولن نتركك

ندى بتنهيده طويلة لتخرج ما بها من هم لا يقوى على حمله أعتى الرجال_لم اعد تلك القويه ،بل لم اكن يوما قويه كما تقول ،انا من عصفت بى الايام لتصفعنى ريحها على وجههى بكل ما اوتيت من قوة حتى كُسِرتُ ولم أعُد اقوى على الحَراك ،فكل إنش فى جسدى يئن الماً يختلف عن الاخر ،ألم الفقد ،الحرمان ،التشرد ،التكذيب ،السخريه،الحبس،التعذيب كل انواع الآلام جربتها ،نعم جربتها جميعا ،لا اظن أن قلبى بات قادرا على تحمل المزيد ،انا ضعيفه ضعيفه جدا

مروان _بل انتِ قوية وقويه جدا ،فأنت رغم ما مررت به كنت ِ تقفين على ارجلك مرة بعد مرة تواصلين المسير فى كل مرة أملك بالله لم ينقطع يوما ،تصفعك رياح الايام بكل قوتها فتقاومين وتعطيها ظهرك وتتحملين ،تمضين فى طريقك دون توقف نعم تتعثرين لكنك تقفين من جديد ،انت بطلة حقيقة يا آنسة فخور بالتعرف على مثال للمثابرة والتحمل مثلك ،لذا يشرفى وبكل فخر أن تكون مهمتى هى مساعدتك

لتبتسم هى على كلماته المشجعه لها_بارك الله لك ،لكن كيف ستساعدنى صدقى معه كل شىء لم يترك انا مجال حتى للتنفس

مروان_دائما ما يكون هنالك ثغرة نعبر منها ،هذه الثغرة تتكون من حسن الظن بالله ،ابتهجى فالله لن يضيعكم

ندى_كلماتك جميلة اخى الفاضل

مروان_يسعدنى انكِ تعديننى كذلك ،هيا استعدى ففى الغد ستخرجين من هنا ،كونى على اتم الاستعداد فى اى لحظة اسف على تاخرى فى المجىء اليك كل هذا الوقت ،لكنى لم ارد أن يشك صدقى بنا

اومات اليها باعينها_لابأس أتفهم ذلك ،وممنونه جدا لكم
مروان بتفكير _ هل لى أن أسألك سؤالا،الا يوجد هنالك شىء لم تخبرينى اياه ،تذكرى اى شىء ولو كان بسيطا سيشكل فارقا كبيرا معنا

عصرت ندى ذاكرتها ومن ثم قالت_يالا غبائى نسيت امرها تماما

مروان_ماذا هناك

ندى بحماس_الشعار كان بداخله ورقه مكتوبه باللغه النوبيه على ما اظن ،لم استطع ترجمتها ولم اطُلع احد عليها ابدا ،اظنها قد تفيد

مروان _واين اجد تلك الورقه

ندى_مع عم جليل ،اعطيتها اياه وطلبت منه اخفاؤها لحين اطلب منه بنفسى اخراجها

مروان _حسنا اخبرينى اين مكان العم وسأذهب لاحضارها بنفسى لتنظر ما كتب بها

ندى_لن يخرجها لك مهما فعلت الا اذا قلت له

مروان _قلت ماذا

ندى _قل له "ابنتك اللصة التى صدقتها حين كذبها الاخرون،تقرئك السلام وتقول لك اعد اليها ماستها التى اهديتها اياها "

مروان باستغراب _اى ماسه هذه

ابتسمت ندى وتذكرت
##
عندما كانت صغيرة
وكان الجميع ينعتها باللصه ويعاملونها بقسوة ،اقتربت من احدهم تطلب منه مساعدتها فدفشها بقسوة بعيدا عن داره ،فسقطت على الارض بالم وبكاء ،لتجد يد هذا الرجل الحانى تمتد لها وترفعها من الارض بحنان بالغ لينفض عنها الغبار الذى علق بملابسها ويقول بابتسامة وهو يمسح دمعاتها الامعه فى عينيها _لا تبكِ ياصغيرة ،واخذها معه الى مكان عمله فتح صندوق يحتفظ به واخرج ماسة صغيرة وهو يقول_اترين هذه المساة الجميلة ،هى مثل قلبكِ تماما هى تعكس الضوء الساقط عليها وانتِ قلبكِ يعكس النور الذى بداخله ،استطيع أن أراه بوضوح يشع من وجهك
لتقول وهى تنظر للماسه بمرارة _ولكن انت وحدك من يرى هذا يا عم ،الناس لا يرون هذا بى

جليل_هم حجدوا انعم الله فاعمى الله بصيرتهم وابصارهم ،الصالح منهم هو من سيرى النور بداخلك ،ابقى هذه الماسة معك،وكلما اهتزت صورتك بنفسك ،انظرى اليها واستمدى القوة من صلابتها والامل من بريقها الذى لا يختفى ،كونى قوية بنيتى وتلى قوله تعالى "وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربُك نسيا "
تذكرى أن الله معكِ ولن ينساكى ابدا

##
مروان_جميل جدا هذا الرجل الطيب ،متشوق للتعرف عليه

ندى_اجل ستحبه كثيرا ،ارسله الله رحمة لى فله الحمد وله الشكر على جميل فضله ،واعوذ بالله أن اكون قد جحدت نعمه غفلة منى

__
فى الصباح
اتى صدقى الى غرفه وسيم الذى لم يذق طعم النوم فى تلك الليلة يتقلب فى فراشه يفكر ماذا سيفعل صدقى بابنه عمه "ندى"بعدما يحصل على ما يريد ،حاول أن يفكر فى اى طريقه لانقاذها لكن كيف وهو محبوس بين اربع جدارن هنا

صدقى وهو يمسك فى يده بعض الاوراق ويناولها لوسيم_امسك هذه الاوراق ووقع هنا بهذا القلم هيا
وسيم _على اى شىء اوقع

صدقى_ستوقع على جعلى المسئول الفعلى عن اموالك ولى حرية التصرف فيها كيفما أشاء فيما يخدم مصالح العائلة

ابتسم وسيم بسخريه_ولكنى لم اتسلم شيئا بعد،صبرت طوال هذه السنوات الا تستطيع الصبر ساعات قليلة اخرى

صدقى بشر_انا لن انتظر حتى تنطلى علىّ حيلة اخرى لكم ،لذا لابد وان اؤمن نفسى من الان

وسيم _فلتذهب للجحيم أنت وهذه الاموال ،اتظن انك حين تموت ستأخذها معك ،بل أنت ستعفن فى قبرك وحدك ولن تجد ما يؤنسك سوى اعمالك القذرة التى ستظل تلاحقك الى أن يشاء الله ومن ثم تُلقى فى جهنم وبئس المصير

لينفجر صدقى غيظا من وسيم ويمسكه من رقبته ضاغطا عليها بقوة وهو يقول_كلمة اخرى سأقتلك محلك ايها البائس سأقتلكم جميعا أن استدعى الان ،هيا امضى الان

سعل وسيم عدة مرات بعدما تركه صدقى فى أخر لحظة ،فتح فمه يستنشق الهواء الذى سُحب منه فكاد يختنق وهو ينهج بسرعه كبيرة وقال بصوت مختنق_انت شيطان

زجره صدقى بحدة_اسرع ،هيا والا ساريك الوجه الحقيقي للشيطان الماثل امامك واول من سينال غضبه هو رفاقك بالمقر

ابتلع وسيم ريقه وامسك القلم بيد مرتعشه ووقع باسمه حيث أشار له

__

كانت الاستعدادات فى القصر قائمة على قدم وساق وبوابات القصر تفتح اذرعها استقبالا لضيوفها الذين أتوا من كل مكان لحضور الحفل المميز الذى لا يحدث الا كل سنوات عديدة
تجمع الحضور وامتلا القصر بالزوار وكبار رجال الاعمال والصحفيون لتغطيه خبر هذا التتويج ومعرفه وريث العائلة المنتظر

تأنق صدقى فى ملابسه بسعادة غامرة وكذلك وسيم ارتدى ملابسه على مضض وتحت سطوة صدقى وحضر الحفل بجسد حاضر وقلب غائب روحه تطوف باحبته تود لو استطاع الاطمئنان عليهم

وقف صدقى يحى الجميع ويعلن امام الزوار أن وسيم هو وريث العائلة الوحيد ،فيصفقون بحرارة

ويتقدمون نحوه يهنئونه ،كان مقضب الجبين بملامح متجهمه فلكزه صدقى وهو يبتسم للحضور ومن ثم انحى تجاهه _ابتسم الناس ينظرون إلينا
وسيم بحسرة_ندى ماذا ستفعل بها بعد الحفل
صدقى بتجهم_ليس وقته الان ،انهى الحفل على خير والا لن يحدث خير لابنة عمك
صمت وسيم على مضض وفى داخله يناجى ربه أن تحدث معجزة فيتخلص من هذا المجرم
تقدم المحامى من وسيم واعلن للجميع أن وسيم هو الوريث الشرعي واعطى له الاوراق الخاصه التى تثبت ملكيته للارث ليمضى عليها
امسك وسيم القلم بقلب مرتعش يتلفت حوله ينتظر اى اشارة من الحارسين ،لما لم يظهرا حتى الان اين اختفيا
كان صدقى فى قمة سعادته امضة واحدة من وسيم وسيكون كل شىء ملكه
المحامى_سيد وسيم ،تفضل بالامضاء للتسلم إرث عائلتك
صدقى بتحذير _هيا امضى
رفع وسيم وجهه يبحث عن مروان وادهم_اين انتما؟

الجميع ينظر له ينتظرون امضته حتى يعلو التصفيق ويشتعل الحفل ،لم يجد بُد من الامضاء فقرب القلم من الاوراق وكاد أن يمضى حتى ،دخلت ندى بصحبه ادهم وهى تقول وتنظر لصدقى بتحدى_
انتظروا ,انا هى وريثه العائله وليس ابن عمى وسيم
حَوَل الجميع بصره اليها مستفهمين ،ما الذى تقوله
صاح صدقى بحدة _ما الذى اتى باللصه الى هنا ،ياحراس خذوا هذه الكاذبه من هنا
تحرك الحراس لاخذ ندى واخراجها بعيدا ،فوقف ادهم أمامها يحميها وينظر للحراس بحدة محذرا اياهم بنظرات من جحيم فلم يجرُأ احدا على الاقتراب
صرخ فيهم صدقى _ماذا تنتظروا ،تحركوا هيا
بدأ الضيوف بالهمهمه وعلىَ صوت استنكار الجميع لما يحدث
المحامى _سيد صدقى ماذا يحدث هنا
صدقى_لا تهتم انها مجرد لصه تريد الاستيلاء على الارث
وسيم _لا انها ابنه عمى وهى الاحق بالإرث لانها ابنه عمى الاكبر حليم
المحامى_ماذا اهى على قيد الحياه ونظر لصدقى باستفهام
تنحنح صدقى واخفض صوته قائلا للمحامى_دعنا نتكلم سويا للداخل ،ساشرح لك كل شىء
ندى _ماذا ستقول له،هل ستقول انك استوليت على شعارى وزججت بى فى زنانة فى القبو حتى تُسلم وسيم الارث وتجعله يمضى لك على تنازل بكل شىء

نظر الجميع اليه بدهشه وفى وجوههم علامات استفهام كثيرة

ابتسم صدقى بسخافه وقال_ماذا هل ستصدقون هذه اللصه وتكذبوننى انا

وسيم _انا اصدق على كلام ابنه عمى هو هددنى بقتلى وقتل ندى مقابل أن امضى له على التنازل وبالفعل تحت ابتزازه مضيت مكرها

المحامى _نريد تبريرا يا سيد صدقى

صدقى بصوت عال_سوف يتم تأجيل الحفل من فضلكم غادروا بهدوء حتى ننظر فى امر هذه المدعية
نظر اليه الحضور بضيق وغادر الواحد تلو الاخر
ومع خروج اخر ضيف حتى اخرج صدقى مسدسه من جيبه وصوبه تجاه وسيم والمحامى_هيا اعطى له الاوراق كى يوقع اسرعا
ابتلع المحامى ريقه وناول وسيم الاوراق
وقف وسيم امامه _اقتلنى هيا ،لست خائفا منك لكنك لن تنال اى شىء
صدقى بشر _احضروا سفيان الى هنا ،ثم نظر الى وسيم_ ستشهد مقتله امام عينيك ،ارتجف وسيم من الخوف على سفيان ونظر الى ادهم الذى اشار له بعينيه ان يهدأ ،ففهم انه بخير فهدأت نفسه وما هى الا لحظات حتى عاد الحراس خاليين الوفاض
صدقى كاد ان يشتعل_اين هو لم لم تحضروه
ليقول سفيان الذى يدخل ولجواره مروان
ويقول سفيان بسخريه من صدقى_انا هنا ياصدقى ،اظنك تبحث عنى
جن جنون صدقى ونظر الى مروان وادهم بغيظ وصاح بهما_انتما من افسدتما علىّ خطتى ،لكننى اسبقكما بخطوة ،
ارسلت رجالى الى المقر هم منتشرون هناك منتظرون اشارتى اذا لم يمضى وسيم سيقضون عليهم
شبك مروان ذراعيه وقال بقوة _اذا فلتفعل ،نحن ننتظر ،ففهم صدقى انهم استطاعوا تخليصهم
ادهم بسخرية_ماذا اءكلت القطة لسانك ،من منا الذى يسبق بخطوة
ضحك صدقى عاليا وقال بشر_أنا طبعا واشار للحراس بيده فالتفوا حولهم شاهرين اسلحتهم مصوبينها تجاههم وقف وسيم وسفيان جوار ندى لحمايتها بينما استعد مروان وادهم باسلحتهم للقضاء على الحراس
صدقى بغرور_رجالى يفوقونكم عددا ،وفروا جهودكم
صاح ادهم فى الجميع انبطحوا جميعا لاسفل ففعلوا دون تردد وفى اقل من دقيقه كان رجال صدقى متكومون ارضا بسبب تصويبان ادهم ومروان الخاطفه والدقيقه ايضا

ابتلع صدقى ريقه فى رعب حقيقي وقال فى نفسه _من هؤلاء ،انهم بارعون حقا ،علىّ ان اتصرف قبل ان يقضيا علىّ

مروان_استسلم يا صدقى ،قبل ان تنالك رصاصه انت ايضا

صدقى وهو يحاول ان يبدو ثابتا_انت تعلم انك لا تسطيع فعلها ،اخفض سلاحك هذا هيا واطرحه انت وصديقك ارضا

ففعل مروان وسط اندهاش الجميع
سفيان_ماذا ،هل انت خائف منه ،نظر ادهم الى مروان فأوما اليه مروان فالقى ادهم سلاحه هو الاخر
كاد وسيم وسفيان ان يصيبهم الجنون فالحاميان الوحيدان اللذان معهما ،القيا اسلحتهما واستعدا للاستسلام للتو

ضحك صدقى بشراهه _تعجباننى ،هيا احضرا وسيم والاوراق الى هنا كى يمضى عليها
فتقدم مروان من وسيم وامسك بالاوراق فصرخ وسيم_لا لن افعلها ،ندى هى من ستمضى على الاوراق خاصتها اذا كنتم تخافونه فانا لست خائفا منه
مروان بهدوء_سيفعل ياصدقى ،لكن اخرجها الان

نظر الجميع الى بعضهم البعض بعدم فهم
لكن ندى فهمت فصرخت عاليا_لااا بيسان ،اهى حقا معه

صعق كل من وسيم وسفيان_ماذا بيسان!!!
مروان بضيق_للاسف عندما ذهبنا للمقر كى ننفذ الاطفال لم تكن بيسان موجوده معهم واخبرنى الاطفال ان رجالا مخيفين اخذوها معهم

ادهم بحده_قل اين هى وسنفعل ما تريده ،نحن ليس معنا اسلحتنا كما ترى
ضغط صدقى زر ما بالحائط فالتف الجدار الذى كان على هيئة صورة كبيرة لشعار العائلة لتظهر منه بيسان وهى جالسه على كرسى ومكممه الغم مقيدة يديها وارجلها

وضع الجميع يدهم على افواههم خوفا على بيسان التى كانت تنظر للجميع برعب ظاهر فى اعينها

ازداددت ضربات قلب وسيم خوفا على الفتاة الذى دق قلبه طربا من اجلها هى فقط فقال بجديه_أسف ندى ،لكى لن اتحمل ان تصاب بيسان بمكروه
ثم وجهه كلامه لصدقى_سأمضى ياصدقى على الاوراق اقسم بذلك ولكن فك قيودها ودعها وشانها

صدقى وهو يقترب من بيسان ويصوب فوهه مسدسه تجاهها _بل ستمضى الان والا سأفجر رأسها

ضاع بمروان وادهم ذرعا وحملا اسلحتهما ،هما فقط اخفضاها ليعلما مكان بيسان والان عرفا اذا لا داعى لترك هذا المجرم يلعب بهم اكثر

بمجرد ان امسكا اسلحتهما ،حتى ضغط صدقى على زر باللون الاحمر موضوع على المكتب الى جوار بيسان

فقال ادهم_لا داعى لانتظار الحراس بالخارج لمساعدتك،فهم نائمون مثل اخوتهم هنا ككومة خردة باليه
صدقى بغيظ من هذين الحارسين _ماذا ،لابد وانى استهنت بكما لكن الورقه الرابحه معى الان وساقتلها امام الجميع حتى تتجرؤا على الوقوف امامى ،اغمضت بيسان اعينها بقوة فى رعب فراسها ستفجر على يد ذلك المجرم
جرت ندى بدون تفكير تجاه بيسان وقالت ببكاء_لا ارجوك ،لا تفعل اقتلى انا بدلا عنها
وسيم _لا بل أنا
سفيان وهو يعتصر الما على اخته_لا بل انا ارجوك لا تؤذى اختى

ضحك صدقى بشر _يا لكم من حمقى هل ستضحون بحياتكم هكذا بسهولة ،هل حياتكم لا تسوى شىء فى نظركم
وسيم_لا طبعا فحياتنا اثمن شىء نملكه ، ومع ذلك يمكننا التخلى عنها بسهولة مقابل انقاذ حياة أناس يمثلون كل حياتنا
فتحت بيسان اعينها ونظرت الى وسيم باستغراب هى ظنته خانئا ولكن ما الذى تفوهه به للتو ،بادلها وسيم نظرات غريبه تختلط بها الخوف والقلق عليها مع نظرات الحب
ابتسمت ندى لفهمها تلك النظرات وفهمت انه بدات اقصوصه حب فى قلب وسيم تجاه بيسان ،لكن مهلا هذا ليس وقته فحياة بيسان فى خطر لابد لها بالتدخل
فقالت بثبات_أنا الوحيدة التى فى مصلحتك ان تموت هنا ،انا هنا امامك اقتلنى انا ودع بيسان لتكون جوار اخيها
ليقول مروان بضيق_صدقى انت من اضطررتنى الى هذا ،صبرت عليك بما يكفى هل ستسلم نفسك ام افجر هذا الشىء فى راسك

صدقى رغم الخوف الذى يعتريه الا انه جاهد ان يكون شجاعا_الا تخشى ان اقتل تلك الفتاة
مروان _لا ،وبلحظة خاطفه صوب مروان مسدسه تجاه يد صدقى فاصابتها فصرخ بشدة ووقع منه مسدسه
جرى ادهم بسرعه تجاه بيسان لاكما صدقى فى وجهه فاسقطته ارضا مغشيا عليه
وجرى الجميع تجاه بيسان فرحين بنجاتها
____
تم تسليم صدقى للعداله وقدم مروان الورقه التى تثبت احقيه ندى بالارث ،تلك الورقه المكتوبه النوبيه التى وجدتها بداخل الشعار والتى كتب فيها امين بخط يده كل شىء وحقيقه مقتل اخيه حلمى وزوجته "والدا ندى" على يد صدقى ورجاله وقص ما حدث معهم ومطاردة صدقى له وزوجته لسنوات وقال انه ينوى قتلهم وايضا قتل ندى والزوجان اللذان يربيانها
تاكدت الشرطه من خط امين والد وسيم ،وشهدت ندى ووسيم ضده وكذلك المحامى الذى راى كل شىء امام عينيه فكاد صدقى الوحيد الذى له مصلحه فى ذلك
كذب صدقى ذلك وقال انه ادعاءات لا اساس لها من الصحه فظهر فهمى وبيده الاوراق التى مضى عليها وسيم والتى تنص بتنازل وسيم لصدقى عن الارث

زُهل صدقى ،كيف لفهمى ان يكون على قيد الحياة وكيف علم مكان تلك الاوراق فلقد خبئها فى مكان لا يعرفه احد

فهمى بابتسامى عريضه_متفاجىء اليس كذلك
دعنى اخبرك ،انت حاولت قلتلى فانقذنى هذين الحارسين الداهيتين
اما الاوراق_فانا كنت حارسك الامين اعلم عنك كل شىء ،اعلم جيدا كيف تفكر ،لذا لم يكن من الصعب ايجاد تلك الاوراق التى اجربت وسيم على امضاءها قبل حتى ان يتسلم وسيم ارثه ،انت من اثبت على نفسك التهم الان

صعق صدقى وبلع ريقه فى ارتباك
فقال فهمى اواخبرك بمفآجاة لك_انا شرطى وليس فهمى خادمك الامين ،ما رايك مفاجأة جيدة اليس كذلك

فتح صدقى فمه لاسفل قدمه من هول المفاجأة فاردف فهمى مكملا_معى ايضا كل ما سثبت تورطك مع شبكة التنظيم الدوليه لغسيل اللاموال ،لذا انت هالك لا محالة

___
تم اعدام صدقى على جرائمه فى حق عائلة سلوتير والجرائم الفظيعه الاخرى
استطاعت ندى اخيرا ان تهدا روحها بالانتقام لمقتل اهلها
ذهب الجميع الى المقر بعدما اعاد مروان وادهم الاطفال اليه فقد كانا يخبئا الاطفال فى مكان اخر حتى لا تطلهم ايدى صدقى
دخل عليهم الجميع فانطلقوا جميعا يرتمون فى اخضان كل من ندى وبيسان وسفيان ووسيم
اقترب وسيم من صفاء_اعدتهم كما وعدتك ،هل تسامحيننى الان
صفاء _اجل اسامحك واحبك ايضا
وسيم وهو يشير الى خده _اذا اين قبلتى
شعرت صفاء بالاحراج فالجميع ينظر اليها ،لاحظ وسيم ذلك فقال _اذا سأُقبل بنفسى مدللتى الصغيرة وضمها اليه فى حنان ابوى كبير

شعر الجميع بسعادة اخيرا فانتهز وسيم الفرصه
وسيم_بيسان ،هل لى بطلب يد اختك بيسان
تفآجأ سفيان _ماذا!!!
نظر وسيم الى بيسان الذى تخضب وجهها بلون الدم قائلا_اعلم انى لا امتلك مالا ،ولا مكان تقيم اختك فيه ولكنى اعدك انى سأعمل جاهدا ولن ادخر اى جهد
سفيان _لا ليس هذا ما فآجئى ،تفآجئت من طلبك نفسه

وسيم_اذا ما هو ردك

سفيان_ليس عندى اى مانع طبعا ،انت اثبت لى انك رجلا حقا ،هنيئا لك اختى
ندى بمزاح_ماذا ياسفيان الن تسال اختك عن رايها
فقال سفيان وهو ينظر الى اخته التى تضع راسها ارضا_اظننى اعرف ردها جيدا ،موافقة اليس كذلك اختى
ودت بيسان لو تنشق الارض وتبتلعها فهى خجلة للغايه
فذهبت اليها ندى واحاطتها بيدها بسعادة_اسعدكما الله حبيبتى ،وسيم شاب طيب سيهتم بكِ جيدا

___
تم اقامة حفل جميل لندى لتسلم ارثها وسط اجواء كلها فرح وسعادة من اجلها فهى تستحق
قامت ندى باعطاء وسيم نصف ما حصلت عليه من ارث الامر الذى رفضه وسيم لكنها اصرت على هذا ،كما قامت باعطاء الشعار للمتحف ليكون تذكارا للعائلة تتوارثه الاجيال وقامت بتغيير شروط الارث ليتمكن ابناءهم فيما بعد بتسلم ارثهم بشكل طبيعى دون الحاجه لوجود ذلك الشعار الذى تسبب بمقبل عائلتها واحدا تلو الاخر
___
كما ايضا تم عمل حفل زفاف بسيط لكل من وسيم وبيسان انضم له العم جليل وبقيه اطفال المقر ،كما حضره ايضا مروان وادهم اللذان اجلا سفرهما الى بلدهما رغم انتهاء مهمتهما بنجاح كى يكونان جوار وسيم فى هذه المناسبه

وسيم بحبور _شكرا لكما ايها الحارسان ،انا ممتن لكما جدا
مروان بابتسامه _ لا داعى للشكر ابدا ،هذه مهمتنا ،مبارك عليكما الزفاف

ادهم _كانت هذه المهمه من افضل المهام التى وُكِلت الينا ،سعيد بالتعرف على اناس بمثل اخلاقكم وطيبتكم هذه
ندى_ونحن سعداء بمقابلة شخصين نبيلين مثلكما ،سررنا بمشاركتكم لنا الحفل
___
جعلت ندى القصر مأوى لمن لا مأوى له ،وعملت على البحث عن الاطفال الذين لا مأوى لهم فاتسعت اسرتها وبدأت تكبر يوما بعد يوم ،كما انها سخرت نفسها لخدمة الاطفال اليتامى ورعايتهم وساعدها فى ذلك سفيان الذى عاهد نفسه ليكون ملازما لها اينما كانت كحارسها ومساعدها الشخصى
__
مازالت ندى تحب الاختلاء بنفسها لكن هذه المرة كانت فى حديقه القصر الشاسعه الخلابه المنظر
وكعادته يتابعها من بعيد لكنها اشارت له فجلس على مقعد مجاور لها
فقالت وهى تقلب بصرها تجوب الحديقه بالكامل _من كان يتخيل ان يكون كل هذا النعيم ملكى

سفيان_هذا ثمرة صبرك يا ندى ،صبرتى كثيرا وهذه هى النهايه ،فربك ابدا ما كان ليضيعك ،حتى ولو لم تحصلى على شىء فى الدنيا فينتظرك جنات النعيم فى الاخرة

ندى برضا تام_اللهم لك الحمد ولك الشكر

سفيان بمزاح _ارى ان عائلتك اصبحت كبيرة للغايه ،هل ستقدرين على هذا وحدك؟
ندى باصرار_اجل بل وساظل ابحث عن المزيد حتى لا يبقى طفلا مشردا نهائيا

ابتسم سفيان_وانا معك ولن اترككِ ابدا

ندى_سفيان ،انا اعفيك من وعدك الذى قطعته فى البقاء الى جوارى ،كن حرا افعل ما تبحه
سفيان _وان قلت لك ،ان مساعدتى لكِ هل اكتر شىء احبه اختى الصغيرة
ندى وهى تنظر له نظرة جانيه_ماذا ،الصغيرة انسيت انى الاكبر هنا؟

سفيان_اعلم هذا ،لكن انا اعدكِ اختى الصغرى ،ماذا اهناك مانع
ضحكت ندى وقالت _لا ابدا اخى الكبير ،لا حرمنى الله منك
____
مهما عصفت بك الحياة مهما طال بك البلاء ،فنصر الله قادم لا محالة لا تجزع بل اصبر وكن على ثقه ان الله لن ينساك ابدا وسيجازيك على صبرك هذا حتى تدمع عيناك من الفرحة
"وما كان ربُك نسيا"
تمت
reaction:

تعليقات