رواية رحماك الفصل الثاني والعشرون 22 – بقلم أسما السيد

رواية رحماك – الفصل الثاني والعشرون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الماضـــي)
بمنتصف الليل،
واقفه بقلق، تنظر للطريق ، تنتظره أخبرها انه ذاهبا لاخيها، ولم يرسل لها شيئا منذ ساعات، قلقه بشده عليه..
ماجده من ورائها، يابنتي دلوقتي يجي، متقلقيش،
نفخت خديها بقلق، قلقانه عليه اتأخر اوي
ابتسمت وسحبتها للداخل، تعالي بس الغايب حجته معاه، دلوقتي يجي..
رجعت بظهرها لاخر الاريكه، وسألتها،سؤال لطالما أرادت سؤاله لها،عيناها الحزينه دائما،تخبرها أن هناك شيئا مستترا بها
الا قوليلي ياخاله، هو انا ليه حاسه انك مخبيه عني حاجه..
ماجده بارتباك، هخبي ايه ياهبله انتي مانتي عارفه اللي فيها..
أمل، بمكر، أنا كل اللي اعرفه ان الراجل طالع نازل عينه هتتقلع عليكي، بس شكلك انتي اللي سايقه فيها..
ضربتها علي كتفها بغيظ، اسكتي ياامل، ايه اللي بتقوليه دا.
أمل، أقول انك بتضيعي عمرك عالفاضي، الراجل هيعملك ايه اكتر من كدا، اتقدملك كام مره،انسي اللي فات،وعيشي اليومين اللي فاضلينلك في حضنه،
فلتت دموعها منها غصبا عنها، والماضي يعود لذاكرتها وبقوه، وهل نسته اساسا، مش قادره انسي يا أمل،انه باعني
عشانها،أنا لايمكن اسامحه ابدا،انا اه كنت بعشقه،بس عمري ماهسامحه،أمل انتي مش عارفه حاجه
مش عارفه حاجه خالص..
أمل بدهشه، مش عارفه ايه.؟
أنا حاسه انك شايله هم كبير جواكي،احكيلي ياخاله..
ردت بوجع، أحكيلك ايه بس ياامل
أحكيلك، اني كنت متهوره ذيك كدا وأنا صغيره،أنا ياأمل عشقت رضوان ابو قاسم عشق مجنون لدرجه محدش يتخيلها
كنا جيران واكتر من إخوات،متربين سوا، كان هو راجل في الثلاتين،الناس كانت كلها بتقولي،انه شاب فاسد وبيضحك عليكي،بس انا مكنتش شايفه غيره،لو كنت ركزت شويه،في افعاله وحركاته معايا،كنت عرفت،انه فعلا بيضحك عليا
انا كنت ١٨سنه اياميها،كنت لسه عيله واخده الدنيا عافيه،وبتغني بالحب والمحبين
،وبدموع ازدادت،وخرجت كشهقات.
وقتها عرض عليا،نتجوز عرفي، وعملي البحر طحينه زي مابيقولو،وافقت
وافقت علي ضياعي وكسره نفسي وياريتني ماوافقت..
كل خطوه كنت بخطيها، كان ليا صاحبه اسمها ناهد بعتبرها كل حاجه ليا، مانا وحيده وملقتش غيرها سند ليا، كانت ناهد صحبتي،تعرف كل حاجه،لا واللي يضحك،كانت بتشجعني
مطولش عليكي،المهم مرت الايام،وفي كل مره اقوله هتيجي تتقدملي امتي،كنت الاقيه بيتوه،مره علي ماتخلصي جامعه،ومره علي مااكون نفسي..
لحد ما وقعت في شر اعمالي،وفجأه لقتني حامل،
امي وابويا كانو ناس علي قد حالهم،أبويا كان راجل طيب،بس امي كانت ست قاسيه.
ارتجيته،بوست رجله،انه يتجوزني ويستر عليا،تعرفي كان رده ايه،اللي تفرط في نفسها مره،تفرط في نفسها الف مره،انتي مش امينه علي بيتي،وشرفي..
اسودت الدنيا في وشي،وكلامه سكاكين بتنخر في قلبي،بعد دا كله،بعد ماابويا كان بيعتبره، أبنه اللي مخلفوش،كنا جيران واهل،كانو بيقولو ماجده لرضوان،ورضوان لماجده..
فجأه،لقيتهم نازلين، زغاريط في العماره،وال ايه فرح رضوان وناهد،وقتها عرفت اني استاهل اللي جرالي،لا عرفت اختار صاحب ولا راجل أتسند عليه،في اقل من اسبوعين كان متجوز ناهد،بقيت ابص للي بيحصل كأني في دوامه،وهفوق منها الاقيه مستنيني..
بيمدلي ايده،عشان يقولي زي العاده تعالي متخافيش كنت بهزر معاكي..
اتغدر بيا في ثانيه،وقتها مستحملتش،انتحرت وابويا لما عرف من الدكتور إني حامل، طب ساكت راح فيها
أمي كانت ست قويه،دفنت ابويا،وطلعتني من المستشفي من غير ولا كلمه،وبعد مااتعافيت خدتني لدكتور من بتوع بير السلم،ونزلتلي اللي في بطني،أجهضت اللي في بطني،وزهدت الدنيا.
هو كل يوم مشاكله كانت بتزيد مع ناهد،وحاول يرجعلي وأنا ظي الهبله قلبي حن ليه،وقولت هآخد طاري من ناهد،برجوعه ليا ندمان،مكسور،فوجأت بيه بيقولي،تبقي زوجه في السر،وقتها صعبت عليا نفسي،ولقيت نفسي بصرخ في وشه،وبقوله ليه،هو انا ناقصه إيه عشان ينكتب عليا أعيش عمري كله في السر.
ضحك وقالي،جمله عمري ماهنساها،هو دا اللي عندي،وانتي مقامك انك تبقي زوجه في السر،أهو أمتعك وأتمتع بيكي بدل ماانتي قاعده زي البيت الوقف،ولانه كان عارف ان مليش ضهر أتسند عليه،اتجبر عليا،لقيت نفسي بدعي في وشه بحرقه،ربنا يحرق قلبك زي ماحرقتو قلبي،وينقم منك واشوفك واقف عاجز،وسبته ومشيت.
، امي كل يوم عن يوم كانت بتزيد في جبروتها،تصوري عيشتني زي الآله اشتغل واجيب فلوس بس،اترجيتها نبعد عن العماره وننقل،مهو انا مش حجر،أنا دم ولحم،بردو،رفضت وجبرتني أشوف نظره السخريه والشماته من صحبه عمري في الطالعه والنازله
كانت ست قاسيه،كانت تقولي،لا هنعيش وتشوفيهم عايشين مبسوطين وانتي تعيشي مذلوله مكسوره،ماهو دا مقامك،يوم محب يختار زوجه صالحه،اختارها هي.
وكان عندها حب، ماانا فرطت في نفسي..
مرت الايام،وخلفو قاسم،عارفه هتقولي ازاي واحد زي قاسم،يبقي ابن رضوان الفاسق
ـ هقولك..
قاسم اتربي مع جده،كان راجل تقي وبتاع ربنا وشيخ جامع،كان زي مابيقولو،يخلق من ظهر العالم فاسد اهو دا بالظبط اللي ينطبق علي حالهم،قاسم عاش عمره كله مع جده،دا،حفظه القرآن،وعلمه تعاليم الدين الصحيح..كان شايف ان ابنه ومراته،ميعرفوش يربو اطفال،عشان كدا قاسم كان دايما عايش مع جده في الدور اللي تحتينا ده..
لحد ماجه اليوم اللي حصل فيه الحادثه،وانقلبت بيهم العربيه..
ناهد النار كلتها وخرجت متفحمه،وهو كالعاده استندل ونط من العربيه،قبل ماتنفجر..
واصبح عاجز بيمشي بعكاز.
مرت الايام وزي مابيقولو،او زي مابيدعي هو،عرف غلطو،وحكي لابوه الحكايه.
ابوه حب يصلح غلطته ويجوزنا،بس انا رفضت،قولتلهم انا هعيش طول عمري راهبه من غير جواز،ولا اني،اتجوزه ولا دقيقه،امي حبت تضغط عليا،ساعتها ثورت،لاول مره،وسبتلها البيت،وهي رضخت بعدها، مانا رزقها الوحيد..
ومرت الايام وقاسم كبر،رعيته،كأنه ابني،ماهو لو كان عاش ابني كان هيبقي قده،وهو كل شويةأيام زي كدا،يجي يغني ويقولي سامحيني وتعالي نتجوز،أنا فهمه هو عاوز ايه،ماهو عاجز مين هترضي بيه غيري،ماأنا الهبله اللي كنت بحبه بجنون.
اللي زي رضوان،عمره ماهيتغير،ابنه بنفسه،قالي متتجوزيش رضوان يا خاله، ماجده،ميستهلكيش..
أمل بصدمه،قاسم عارف؟
ابتسمت ماجده بتهكم،مش قلتلك قاسم دا. تربيه جده الطيب،طول عمره ذكي ولماح،لما شد عوده،وكبر،جده حكاله..،لما عرفت انه عرف كنت خايفه يبعد،او يفهم حبي ليه غلط..
بس فأجاني،بدموعه وحزنه علي حالي،قالي ياريتك كنت امي..
انا فخور بيكي،ساعتها بس حسيت ان الدنيا لسه بخير،وان ربنا قبل توبتي..،وانه عوضني إبني اللي راح بقاسم..
وانتي تقوليلي،اتجوز رضوان
ياشيخه دا الموت اهون من قربه،دانا مبكرهش حد قده..
اقتربت امل واحتضنتها بحزن،عشان كدا كنتي دايما تقولي عمري ماهخليكي نسخه مني..
ماجده،انتي مش زي ياامل،انتي ربنا رزقك براجل حنين زي قاسم احتوي ضعفك وحزنك واخوات ماشاءالله عليهم،ربنا يحميهم
ــ قبلت رأسها بحزن، ورزقني بيكي احلي ام في الدنيا،ياريتك كنتي امي.
ضربتها علي راسها بخفه،مانا امك،وامه..
عاوزاكو تملو عليا البيت ولاد وبنات،وتسيبهوملي ياامل،فاهمه،لاإما هخطفهم وانتو حرين بقي..
امل،بابتسامه، فاهمه ياعيون امل،ربنا يخليكي ليا ياماما..
علت شهقاتها،وهي تقبلها، بحزن، وفرحه، امتزجا معا، آه لو تعرفي عشت عمري كله أتمني الكلمه دي ازاي..؟
أمل بدموع،خلاص من انهاردا هناديلك ماما،يأحلي ماما..
أنتبهت لخبط الباب وانتفضت مسرعه من احضانها،دا اكيد قاسم،هروح اشوفه..
ضربت كفا علي كف ومحت دموعها،اه ياهبله البسي النقاب يابت..
أمل،حاضر،حاضر..
فتحت الباب وشهقت بصدمه، احمد..
ا احمد،بابتسامه،ايه مش هتسلمي عليا يااموله..
أفاقت من صدمتها واقتربت منه وتعلقت بأحضانه..
أحمد بفرحه،وحشتيني يا قلب اخوكي،بس ايه يابت ده،خسيتي اهو،كنتي زي البقره..
ضربته علي ظهره بسعاده ممزوجه بدموعها،اخرس أنت اللي بقره..
لمحته واقفا ينظر لها ببسمه ممزوجه بغيره واضحه..
ولكنها اشاحت نظرها عنه..خجلا..
ــــــــــــــــــ
بعد ساعه،كانت تعد حقيبتها لترافق اخيها صباحا،بعدما صعد ليبيت مع قاسم..
ماجده،مع اني كنت عاوزه اكون معاكي بس معلش ملحوقه،
امل باستنكار،دا اللي هو ازاي بقي،هو انتي مش هتيجي مع قاسم..
ماجده،مهو رضوان هيكون موجود وانتي عارفه اللي فيها..
أمل بحنان،ودي فرصتك تثبتيله انه ولا حاجه،مش دا كلامك،وبعدين انتي رافضه تيجي معايا،هتسيبني كدا لوحدي..
ماجده بحنان،عشان عيونك هاجي ياأمل،ربنا يخليكو ليا..
وآه هو ولا حاجه
أمل، ربنا مايحرمني منك أبدا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
استغرب رن الجرس بمنتصف الليل هكذا،من سيأتيه الان
استقام من الفراش،بحزن،.
ومنظر الدماء مازالت بمخيلته،الا ان اقترب من الباب وفتحه بسرعه، ورجعت هي للخلف معها.
صدم..
تسمرت قدماها،وهو يهمس باسمها،سمر،انتي.
محمد من خلفهم دفعها بحده بيده،سقطت بأحضانه،غامزا لراضي،خد مراتك اهي،زهقتني طول الطريق، عماله تغني
ـ ودوني علي بيت حبيبي..
خد ياشيخ،دي قرفتنا.. ال حبيبي ال،راضي جبل الجليد،بقي دلوقتي حبيبي.
تركهم وهرول للخارج
وتبقي هو وهي..
ابتلعت ريقها وهي تهز راسها يمينا ويسارا، وببراءه قالت..
ماتصدقوش،ياجبل التلج انت..
كداب..
جحظت عيناه،ودفع الباب الذي مازال يمسكه باحدي يديه ويسندها هي بيده الاخري..
وهمس،لها، مصدقش ايه ياسمر..؟
عضت شفتيها بغل من محمد،وهمست،هااا
أصل..
راضي بهدوء،أصل ايه،قولي.
رمشت بعيناها،ورفعت عيناها وثبتتها علي عينينه التي اشتاقتها،وعبست بطفوله، أصلك بصراحه،وحشتني اوي ياراضي.
بص هو، أنا مش طيقاك،بس بردو وحشتني اوي..
نظرت له بسخط واستنكار،وهو ينظر لها، بعينين جاحظتين..
وبحده سألته،ايه مش هتقول حاجه يابارد انت..
مش هتقولي،وحشتيني،والكلام دا..
ابتعدت عنه وازاحته بيدها،طب اوعي بقي،يابارد انت،اف..
فلتت منه قهقات رجوليه عاليه..جعلتها تنظر له وتضيق عينيها
وبغيظ.
ضربت الارض بقدمها،واستدارت لترحل،متمتمه،بحزن،انا غلطانه اني جيت
انتشلها من علي الارض بذراعيه كالريشه،قائلا بضحكه متقطعه من بين كلامته،تروحي فين ياحلوه،هو دخول الحمام زي خروجه..
همست بخجل،راضي.. إوعي.
رد همسها وهو يصعد الدرج بها عدوا،كالبرق،عيون وقلب راضي،أنتي كمان وحشتيني اوي،اوي ياقلب راضي..
ردت همسه بطريقه أخري ملتاعه،مشتاقه،بشفاها التي حطت علي عنقه،تنتشي من رائحه عطره التي اشتاقتها وبشده،لاتدري ماذا بها،ولكنها كانت لها ترياقا،شافيا،وعلمت انه هو من بين جموع البشر بين يديه وجدت تلك التي يسموها،الراحه..
همسها باسمه وشفاها التي حطت علي عنقه انسته ما رآه،لوعته،وليالي الفراق.
اخذته معها علي سطح سفينه وكانت هي احدي سكناها،انتشت روحه وسكنت لوعه ما رآه
أغمض عينيه راحلا معها،صارخا بها،ياإمرأه،رحمــــاكي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ثلاثه اياام،
يقف ينظر لها،بحب،وابتسامه مكبوته،لما تفعله
نظرت له بحده،بتضحك علي ايه.؟
رفع يده،باستسلام،مبضحكش،بتفرج عليكي..
نفخت خدها وتركت مابيدها، بحزن، شكلها باظت..
أنا كل مااعمل حاجه أبوظها،أنا فاشله..
اقترب منها،وهمس لها،وريني كدا..
كانت تعد الارز بجانب طاجن من البطاطس بالفرن،وضعت اصبعها بفمها،كمن ينتظر نتيجه امتحانه
أخذ ملعقه من البطاطس،وابتلعها..
وابتسم،فتح اناء الارز وتذوقه،وحبس ضحكاته
وهمس،تسلم ايدك ياقلبي،جميل،كل اللي ياسمينه بتعمله جميل.
نظرت له بحزن،اضحك يابودي متكتمهاش
انفلتت،ضحكاته عليها
عبست،بحزن،اف،انا زهقت،انا فاشله..فاشله..
أخذها بحنان من يدها واجلسها علي قدمه،يده.امتدت.كعادته لتحاوط خصرها ويده الاخري تمسد بطنها،موضع طفليه..
نظرت له بحزن وهي تعلم مايود ان يحادثها به،منذ ايام وهي تتهرب منه،تمكث هنا..
لا تريد أن تلقاها منذ أتت،هي لن ولم تسامحها أبدا،
أغمضت عيونها وصدي اعترافات عصام لها بعدما انتهي من ذبحه لها،ترن بأذنيها اعترافاته،لها
مازالت تذلذل أعماقها.
انتبهت لهمسه،ياسمينه..
ـ أجابته بهدوء، نعم.
ـ نظر لها قليلا بصمت،فنكست رأسها للاسفل
وهمست،أنا أسفه،مش قادره.. أرجوك متزعلش..
ـ تنهد، وقال..
الموضوع مش كدا ياياسمين،حاسس انك مخبيه حاجه عني،أنا عمري ماهجبرك تسامحي امل،علي اللي عملته في فريده،انتي فهماني غلط ياقلب عابد..
مش عاوزه تكلميها،مش هجبرك.
أنا عتبي عليكي انك حابسه نفسك هنا،من ساعه ماجت،حتي ديما ودينا معنتيش بتنزليلهم.
ياسمين،انتي حاجه كبيره اوي عندي
أنا عارف ان امل غلطت كتير،بس انتي بنفسك طلبتي أسامح وأتفاهم..فليه ياقلب عابد،في ايه فهميني.. مخبيه عني إيه..
مد يده واشار لقلبها،في إيه هنا بيوجعك،ومخبياه عني..
مش اتوعدنا،تشاركيني وجعك،ومتخبيش عن عابد حاجه..،ومتقوليش مفيش..
لان في،أنا قلبي حاسس بكدا..
ابتسمت ابتسامه باهته،كتمت بها غصتها،مفيش يابوده،أنا بس..
غصت بحلقها ولم تستطع أكتر،
لم تستطع، شهقت وبكت بحرقه واحاطت عنقه،تبكي وتبكي.
جن جنونه،ياسمين في ايه،قوليلي في ايه،أقسم بالله ماهقدر أستحمل دموعك دي..
لو مش عاوزه تكلمي امل،متكلميهاش
بس في ايه؟قوليلي،متبكيش..ياياسمين..
صدح صوتها المتوتر امامهم مباشره.
أنا هقولك..
تفاجئ وهو ينظر لها،أمل
ـ رفعت نقابها، ومسحت دمعاتها،التي تسيل بخزي..
أنا اسفه اني دخلت كدا بس الباب كان موارب ندهت محدش رد،سمعت صوتكو فدخلت..
نظرت لياسمين الجالسه باأحضان أخيها،يحتويها كطفله صغيره.
وأغمضت عيناها بحزن..وتذكرته هو
وياليته معها الان، ابتلعت ريقها.
وانتبهت لسؤال أخيها،المصدوم ..
عابد،في ايه ياأمل،هتقوليلي ايه؟
ـ نطقت بحزن، هقولك ليه ياسمين،مش عاوزه تشوفني ولا تقابلني..
نقل نظره منها لتلك التي بأحضانه، باستفسار،تقصدي ايه،حد يفهمني..؟
التفت لها بضعف،بحزن ودموعها تنهمر، كالسيول وذكري مامضي يمر أمام عينيها،كلماته واعترافاته ترن بأذنيها،
صرخت بها،اسكتي،اسكتي،اقفلي علي اللي فات،اقفلي بقي كفايه حرام عليكي..
ضربات قلبه علت كالطبول،ارتعش قلبه لمرآي أحب اثنين لقلبه ينتحبون معا،كانت مازالت تتشبث پأحضانه كطفله تتمسح بأبيها،ويديها تمسك بقميصه بقوه وكأنها تتألم..
دموع عيناها،أغرقت قميصه،همس لها، في ايه،ياسمين.. خايفه منه أوي كدا..
ردت همسه،قولها تمشي أنا مش قادره ابص في وشها،ياعابد،حرام عليكو،أنا كان ايه ذنبي
ابتلع ريقه، وهم ان يجلسها بجانبه،فأبت ان تفارق صدره وتمسكت به،هامسه بضعف،خبيني،أرجوك
حاسه اني عريانه..
أحاط بيديه جسدها الذي هزل،وضعف منذ تلك الليله،كطفله صغيره همس بأذنها،ششش اهدي،أنا جنبك..جنبك أهو،مش هسيبك أبدا
رفع نظره لأخته التي تنتحب بصمت..
بنظره فهمتها،أن تحدثي،وبدأت،وياليتها مابدأت..
ـ عابد،أنا عارفه اني غلطت كتير،وانت سامحتني،أنا عارفه اني مستحقش العفو،بس والله ماكان بايدي،أنا كنت عامله زي المغيبه،روان كانت بتهددني..
أنا،أنا
صرخ بها،انتي ايه انطقي..
رد هو من خلفه بعدما تركته امل، بالاسفل،لتعترف لاخيها،وتطلب السماح من ياسمين،
لقد نصحها بألا تفعل،ولكن حدث ماحدث..
نظر لاخته،بحزن وتنهد قائلا..
انا هقولك انا ياعابد.
نقل نظره بينهم بضياع،بخوف من القادم،وتلك تأبي ان تترك احضانه..
ـ عابد،انت عارف طبعا ان اللي نزل صور امل كان عصام..
جز علي اسنانه وهو يستمع لاسمه،وقال بغل
كمل..
نطقت هي،أمك وروان كانو عاوزين ينتقمو من فريده وامها بأي طريقه،وطبعا انت عارف عملو ايه في فريده.
، في نظرهم مقدروش علي فريده.
ومقدروش يوجعو امها عليها.
فخططو يوقعو ياسمين، ومكنشي في طريقه غير انهم يأذو ياسمين..غير عن طريق عصام..
لتفقوا وخططوا لكل حاجه..
وساعتها أنا كنت علي علاقه بعصام وروان كانت بتهددني،دايما،وكمان بدأت احس من عصام بالغدر،فروان بخت في وداني اني يعني..
هطلت دموعها..وسكتت.
وأكمل هو،انك ايه،انطقي..
اني أقوله علي ياسمين.. كلام محصلش.كانت مفكراها سهله،بس اللي مكناش عاملين حسابه،ان عصام يقع في حب ياسمين من اول نظره، ولما صدته مره واتنين، حبها بجنون،ورفض يأذيها،لحد ما،ماجه اليوم اللي سمعته هو وروان،بيخططوا انهم يفضحوني،ساعتها عرفت اني خلاص انتهيت،كان عشقه ليها معدي الحدود،وقررت انتقم منه..
أنا والله ما كنت عارفه بعمل كده ازاي،أنا كنت يأست وكدا كدا ضايعه،بعدها رحت ليه وكان زي المجنون وبيخطرف باسمك واسمها،انا محستش بنفسي غير وانا بقوله انك ماشي مع ياسمين و…
وهو زي مايكون كان بيدور علي اي مبرر يعمل بيه اللي هيعمله
وحصل اللي حصل..

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية رحماك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق