رواية احفاد المحمدى الفصل الثالث 3 – بقلم ساره ياسر
رواية احفاد المحمدي
الفصل الأول3
دخل ياسين ومراد قاعة الاجتماعات، قاعة ضخمة جدرانها من زجاج عاكس، أرضيتها رخام أسود، وطاولة اجتماعات بيضاوية من خشب الجوز محفور عليها شعار المحمدي، محاطة بكراسي جلدية سوداء.
وراهما كان زين المحمدي داخل، لابس بدلة كحلي غامقة، من غير رابطة عنق، مفتوحة الزرار، عينه السوداء بترصد كل حاجة بصمت مريب.
وجاسر دخل بعده، بدلة سودا بالكامل، من غير ولا لمعة، كأنه جاي من ساحة حرب، عينه بتمسح المكان بحذر وجدية، ملامحه قاسية أكتر من العادة.
على الطاولة كان فيه شاشات بتعرض بيانات شركات أجنبية، وأطراف الاجتماع من جهة تانية كانوا رجال أعمال أجانب، فيهم شوية إنجليز وألمان، ومعاهم مترجم قاعد على جنب، متوتر شوية من هالة المحمدي.
ياسين قعد على رأس الطاولة، مراد عن يمينه، زين وجاسر عن شماله، وبدأ الاجتماع.
قال رئيس الشركة الأجنبية بإنجليزية واضحة:
“We appreciate this opportunity, Mr. Mohamedy. We’re looking for a strong partnership with your empire.”
نحن نُقدّر هذه الفرصة، سيد المحمدي. نحن نسعى لشراكة قوية مع إمبراطوريتكم.
ياسين كان ساكت، بيبص له بنظرة باردة، قبل ما يرد بالإنجليزي:
“We don’t seek partnerships. We build them on our terms.”
إحنا ما بندورش على شراكة… إحنا بنبنيها بشروطنا.
المترجم نقل الكلام بخوف، والرجل الأجنبي ابتسم ابتسامة متوترة.
اتكلم مراد بنبرة محسوبة:
“Let’s talk numbers.”
خلونا نتكلم في الأرقام.
زين بص على الشاشة، وقال بنبرة هادية لكنها حاسمة:
“Your technology security is vulnerable. We’re not investing in weaknesses.”
الأمن التكنولوجي عندكم ضعيف. وإحنا مش بنستثمر في الضعف.
جاسر دخل في الكلام لأول مرة، صوته هادي لكن فيه تهديد خفي:
“If you want our protection, you play by our rules.”
لو عايزين حمايتنا… تلعبوا على قوانينا.
رجال الأعمال الأجانب اتبادلوا نظرات مرتبكة، واضح إنهم فهموا إنهم مش في مفاوضات عادية… دول قدام ملوك اللعبة.
ياسين ختم:
“We’ll give you our offer. One time. Take it or leave it.”
هنقدم عرضنا مرة وحدة. تقبلوه أو ترفضوه.
ساد صمت تقيل في القاعة بعد كلام ياسين… صمت كان بيكتم أنفاس اللي قاعدين كأن الهواء نفسه بقى تقيل.
• تابع الفصل التالى ” رواية احفاد المحمدى ” اضغط على اسم الرواية