رواية ولادة من جديد الفصل 105 و 106 – فايزة وحسام

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل المائة و خمسة 105

ألا تحبها مطلقاً؟

في تلك الليلة قامت فايزة و حسام بنقل كلمات مروان

إلى فضيلة.

كانت فضيلة تتمتع بحالة نفسية جيدة خلال هذه الفترة التي قضتها في المنزل. وكانت بشرتها تبدو أكثر اشراقاً مما كانت عليه عندما كانت في مركز الرعاية، وكانت

أيضا أكثر حيوية.

عندما رأت الاثنين يأتيان ليتحدثا معها عن هذا الموضوع معاً، أومات بسعادة دون خوف.

فحص غداً؟ بالتأكيد لا مشكلة”

كانت فضيلة في مزاج مرتفع الآن. وكانت بالتأكيد تتمتع بالأجواء الصاخبة في الخارج، ولهذا السبب أرادت أن تنتهي من إجراء العملية الجراحية في أقرب وقت

ممكن والتعافي بسرعة.

شعرت فايزة بالارتياح عند سماعها ذلك.

تبدين سعيدة يا جدتي ”

انا حقاً سعيدة” امسكت فضيلة بيدها وتنهدت وهي تتحدث كنت اعتقد أنني سأظل في مركز الرعاية إلى الأبد. ولكن ليس لدي أي ندم حتى لو مت على طاولة العمليات إن تمكنت من رؤية العالم الخارجي مرة أخرى قبل العملية ”

كانت فايزة في البدء سعيدة لكلمات فضيلة، لكنها شحبت فوراً عند سماعها تلك الجملة الأخيرة.

“ماذا تقولين يا جدتي …

إلا أنه لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر الحزن في عيون فضيلة. نظرت إلى حسام وأشارت له بالتقدم ناحيتها.

تقدم حسام نحوها بتعبير جدي.

لا تقولي مثل هذا القول الشؤم يا جدتي ستكون العملية ناجحة، ستتمكنين من رؤية المزيد من العالم الخارجي في المستقبل ”

أنا لا أنحس نفسي بالطبع، اتمنى أن تكون العملية ناجحة، ولكن الحوادث تقع ”

تحول تعبير حسام التجهم، وأصر قائلا: “لن يحدث أي شيء سيء.”

حسنا، حسناً ” ابتسمت فضيلة وعلقت: “على أي حال. إن حدث لي أي شيء يجب عليكما أن تعيشا حياة جيدة. لا تحزنا بسببي، ولا تتشاجرا مع بعضكما. حسام أنت الرجل في هذه العلاقة. يجب أن تكون أكثر تفهماً لفايزة. الفتيات يعانين أكثر. هل تفهمي؟”

بق بق !

تدفقت الدموع فجأة على وجه فايزة. حيث أنها كانت تستند إلى جانب فضيلة، سقط شلال الدموع الدار مباشرة على يد السيدة المسنة.

“… فايزة” .

تسمرت فضيلة وهي تحدق في صف الدموع الشبيهة

باللؤلؤ.

“جدتي ..”

وضعت فايزة وجهها على يد فضيلة بينما احتضنت ذراعها بقوة. كانت عيناها اغروقت بالدموع وهي تنتحب قائلة: “من فضلك لا تقولي مثل هذه الكلمات المثبطة. ستكون العملية بالتأكيد ناجحة، ويمكنك أن تستمري في خوض جمال العالم الخارجي. كما أن حسام وأنا نتشاجر كثيراً. نحتاج لك لتتوسطي بيننا، لذا من فضلك لا

تسمحي لأي شيء أن يحدث لك، حسنا؟”

كانت فضيلة تفكر في البدء فقط في الاحتمالات في الواقع، كانت حالتها النفسية صحية مؤخراً. كانت نادمة على بعض الأشياء، لكنها الآن أدركت أنه ليس هناك

الكثير الذي يستحق الندم.

كانت هادئة عندما قالت ما قالته.

لا أحد يرغب في الموت قبل الأوان، ولكن إن كان الموت لا مقر منه، ستقبل فضيلة ذلك بقلب مسالم. في النهاية الموت ليس مخيفاً جداً.

إلا أنها لم تتوقع أبداً أن كلماتها ستجعل فايزة تبكي بحرقة بهذا الشكل.

لطالما عرفت فضيلة أن مشاعر فايزة تجاهها ليست مجرد حنان عادي يكنه المرء لجدته. كانت فايزة قد نشات وهي مرتبطة بفضيلة، وكانت دائما يثق بالسيدة المسنة.

تدريجياً، أدركت فضيلة أن مشاعر فايزة تجاهها مختلفة.

لم تكتشف إلا بعد أن استفسرت حول الأمر، أن فايزة نشات بلا أم. وعندئذ أدركت فصيلة احتمال – احتمال أن فايزة قد تعتبرها امرأة أكبر سناً يمكنها الوثوق بها فيما يتعلق بمشاعرها.

واليوم أدركت فضيلة عمق مشاعر فايزة تجاهها.

“.. جدتي”

بدأت فايزة النحيب عندما لم ترد فضيلة عليها.

“حسنا” لاطفت فضيلة فايزة بسرعة، فقد كان قلبها قد ذاب وهي تهمهم قائلة: “لن أقول هذه الأشياء مرة أخرى. توقفي عن البكاء، حسنا؟”

وهكذا، انتهت فضيلة إلى أن تكون هي من يواسي فايزة. استغرق منها جهداً كبيراً حتى تمكنت أخيراً من تهدئة الشابة. ثم عادت بقناعة إلى غرفتها للنوم بعد أن أخبرت الزوجين الشابين أنها ستكون هناك مرة أخرى في الصباح التالي.

“حسنا، الآن ربتت فضيلة على رأس فايزة. “تصبحين على خير يا عزيزتي حان الوقت لتحصلي على قسط من الراحة ”

بعد أن غادرت فايزة ألقت فضيلة نظرة حادة في اتجاه حسام.

هل كنت تتشاجر معها كثيراً في الآونة الأخير ”

توقف حسام للحظة قبل أن يشرح. كانت تمازحك

فقط هل صدقتيها ؟”

هل تعتقد أن عيناي اللذان اصابتهما الشيخوخة قد غائمة لدرجة انني لا استطيع رؤية المشكلة بينكما؟”

سالها حسام بدوره بصوت هادئ: “ما المشكلة التي تتحدث عنها ؟”

“مممم! أنت أفضل من يعلم

عندما لم تلق كلماتها سوى الصمت، سألت مرة أخرى. هل هو بسبب رهف ؟”

اندهش حسام ، فقد أصابت كلمات جدته الهدف، مما تسبب في تغير واضح في تعبيره.

تحتل رهف مكانة خاصة في قلبك لأنها أنقذت حياتك ” عندما رأت فضيلة شفتيه ترتجفان كأنه يريد أن ينفي ذلك استمرت قائلة: “لا تتسرع في الرد بالنفي لدي عيون حادة. لقد كانت علاقتك بفايزة دائماً علاقة جيدة. ولكنك مؤخراً تواجه مشكلة تلو الأخرى، اليس كذلك؟ لا بد أن هناك سبب لذلك. كنت في البداية اعتقد أنه مجرد خلاف عادي بينكما، ولكنني غيرت رأيي عندما رأیت رهف في ذلك اليوم”

توقفت فضيلة عن الكلام بشكل متعمد عند هذه النقطة، وأخذت وقتها قبل أن تتحدث مرة أخرى ” : انت رهف هنا لرؤيتك أنت في ذاك المساء عندما عدنا من دار المسنين اليس كذلك؟”

لم يرد حسام . فعلى كل، فإن النساء اللاتي تتزوجن من

عائلة منصور لسن ساذجات.

تنهدت فضيلة عندما لاحظت صمت حفيدها.

كما توقعت تماماً. هل تتوقع أن تحصل منك على ما هو أكثر لمجرد أنها أنقذت حياتك؟ لا بد أنها تهلوس”

عبس حسام ودافع غريزياً عن رهف.

ليست كذلك يا جدتي

عند سماعها لهذا، لم تملك فضيلة التي كانت قد حافظت على تعبير هادئ نسبي حتى الآن، أن مع التغير في تعبيرها مع تبدل نبرتها إلى صرامة متزايدة.

“إذا. هل أنت من يتمنى؟”

لم يق لحسام شيئاً.

هل تدرك حتى وضعك الحالي ؟ أنت رجل متزوج، ومع ذلك أنت متورط مع امرأة أخرى. ماذا تعتقد سيكون

شعور فايزة؟”

كان حسام قد ضغط شفتيه في خط مستقيم، والتزم

الصمت التام.

أصبحت نظرة فضيلة أكثر شراسة كلما أطالت التحديق

لم تكن هذه الهالة والنظر لائقة بشخص كبير في السن. وخاصة بشخص على وشك الخضوع لعملية جراحية.

سألته: “قل لي بصراحة يا حسام . ألا تحب فايزة مطلقا ؟”

تجمد حسام في مكانه عند سماع هذا.

احبها ؟

كان هناك لمحة من الارتباك في عينيه الداكنتين.

بعد قول هذا. كيف يمكن للمرأة الذكية الا تدرك المشاعر في عينيه؟ ولكن في اللحظة التي فهمت فيها ما يشعر به، كانت غاضبة لدرجة أنها لم تتمكن بالكاد من التحدث.

ولكن بعد ذلك مباشرة، فكرت في شيء جعل غضبها بهدا.

كانت فضيلة عملياً قد شاهدت حسام وهو يكبر.

وكان السبب الرئيسي الذي جعلها تحب وجود فايزة زوجة لحفيدها كان في نهاية المطاف هو حسام نفسه.

ما كانت لتفكر في زواج فايزة و حسام لو لم تر حسن معاملة حسام الفايزة أو كم كان يهتم بها.

ففي كل الأحوال، كانت فايزة شابة استثنائية. إن كانت ستتزوج كان ينبغي أن تتزوج شخصاً تحبه بحق ويبادلها ذات المشاعر.

تنهدت فضيلة مرة أخرى عند تفكيرها في ذلك. “لقد مرت سنوات عديدة يا حسام . لا تخبرني أنك لا تزال لا

تعرف ما تريد”

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل المائة وستة 106

لست مأخوذا بها، اليس

كذلك ؟

في هذه الليلة الباردة، تحرك وائل بين الحشود في الحانة

وتوجه إلى البار.

وكان شادي يتبعه عن كتب.

كان الوقت متأخراً في الليل، ولكن حسام كان قد

استدعاهما.

توقعا أن يجداه مخموراً أشعث الشعر عند وصولهما. لدهشتهما، كان مهندماً، وهو يجلس إلى البار، ونظرته يقظة.

لم يكن قد لمس كأس الخمر التي كانت أمامه.

“ماذا يحدث؟ ألم تستدعنا هنا لنشرب؟” سأل وائل بدهشة

وهو يتجه نحو حسام ويحييه

هل أنت بخير يا حسام؟ لم تشرب قطرة من الخمر حتى

الآن.”

عندما سمع حسام الصوت المألوف، تمالك نفسه ورفع رأسه. عندما رأى أن وائل قد جاء مع شادي، ألقى نظرة سريعة على الأخير وبدا وكأنه يسأله لماذا أحضر وائل معه.

توقف شادي لحظة، وفهم بسرعة ما يحدث عندما رأى النظرة في عيون حسام .

كان حسام قد طلب شادي وحده، ولكن شادي دعا وائل أيضاً؛ لأنه لم يدرك أن حسام لم يطلب من وائل الحضور.

ولكن حيث أنهما كانا هنا بالفعل، لم يكن هناك ما يمكن فعله. اتفق الرجلان ضمناً أن لا يقولا المزيد عن الأمر.

أما وائل، والذي كان ذات الشخص المبتهج، جلس وبدأ فوراً في الطلب غمغم لحسام قائلاً: ” في رأيي، أنت حقاً غريب الأطوار جنت المرة الماضية إلى الحانة لتغرق همومك بسبب فايزة، أليس كذلك؟ ماذا عن هذه المرة؟ هل هي أيضاً بسببها ؟”

شعر حسام بخنقة في صدره عندما سمع اسم فايزة

و اختار عدم الرد على ريست.

كنت قبلاً أظن أنكما بخير. كيف تحولت الأمور بهذه الطريقة ؟ منذ عودة رهف، ألا يجب أن تستعيد مكانها بجانبك ؟ سمعت أن فايزة دفعت رهف في حفلة خالد بل أن رهف أصيبت ولديها ندبة يا حسام، لا ينبغي أن تسمح الفايزة بهذا. حتى لو كنتما أحبة منذ الطفولة، لا ينبغي أن

تسمح لها أن تؤذي رهف بهذا الشكل ”

كانت رهف هي إلهة الإلهام لدى وائل.

وكان قد استاء من فايزة في اللحظة التي سمع فيها عما حدث في الحفلة، ولهذا السبب كان الآن يشتكي منها

بغضب.

لم يكن راضياً عن كل ما قاله، حيث أضاف بعد قليل: “إن جرؤ أحدهم على ايذاء رهف أمامي، أقسم أنني لأفعل بهم ما فعلوه برهف عشرة أضعاف. سيحصلون على أكثر مما توقعوه.”

ضاقت عينا حسام وتحول صوته إلى برودة عندما تكلم

في غضب قائلاً: “ماذا تقول؟”

على الرغم من أن وائل جفل خوفاً، إلا أنه استجمع شجاعته وتحدى حسام : هل أنا مخطئ؟ إن لم يتمكن الرجل حتى من حماية المرأة التي يحبها، فلا ينبغي على الأقل أن ينتقم لها عندما يؤذيها أحدهم؟ يا رجل، لقد أصابتها ندبة ! الا تعلم مدى المأساة التي تمثلها الندوب لدى النساء؟”

اكتفى حسام بالتحديق في برود في صديقه، ثم سأله: ” من أخبرك بهذا ؟”

اتسعت عينا وائل: يا حسام هل سحرتك فايزة حقاً خلال السنتين الماضيتين أم ماذا؟ لقد أصابت ظ بندية عندما دفعتها. لقد رأى جميع الحاضرين وهي تفعل ذلك.”

“لم تكن هي.”

نفى حسام الاتهام عنها لا اردياً، عندما تذكر عدم اهتمامها

بتوضيح ما حدث أثناء الحفلة.

من الواضح أن وائل لم يصدقه. كيف يمكن أن يكون هذا

ممكنا ؟ قال كل من عاد بعد حضور الحفلة إن فايزة هي من

كانت الأقرب إلى رهف في ذلك الوقت. لم يكن سواها قريباً

بالقدر الكاف لدفع رهف من غيرها يمكنه أن يفعل ذلك، إن

لم تكن هي؟”

ثم سخر بصوت كله ازدراء: “لا تقل أن رهف هي التي تعثرت!”

كان تعبير حسام لا يزال متجهماً والتزم الصمت.

توقف وائل عندما شعر بيقظة بشيء ما. ثم أدار رأسه التبادل نظرة مع شادي الذي أعاد النظرة بلا اكتراث.

“ماذا تعني ؟ ” لم يستطع وائل أن يصدق. “اتعتقد أيضاً أن رهف أوقعت نفسها؟”

تفكر شادي للحظة ودون توكيد على ما إذا كانت رهف قد أوقعت نفسها أم لا، سأل ببساطة: “سأطرح عليك سؤال – ما الذي جعلك تعتقد أن فايزة هي من دفعت رهف ؟ لمجرد أنها كانت الأقرب إليها؟”

أصر وائل: “قربها من رهف نقطة واحدة، ولكن الجميع يقولون ذات الشيء.”

وهل أن الجميع يقولون هذا يجعل منه الحقيقة؟”

حسناً، إن كان الجميع يقولون أنها الحقيقة، على الرغم من أنها ليست كذلك، فما هي الحقيقة الفعلية إذا؟”

نظر وائل إلى شادي ووجهه خال من التعبير.

لا أفهم، يا شادي لماذا تنحاز دائماً لصف فايزة في كل مرة يحدث فيها شيء ما.”

هل أنحاز لصفها، أم أنك أنت متحيز جداً لصف رهف ؟”

جاء النادل بمشروباتهم في تلك اللحظة، وأخذ شادي أحد الأكواب وحركه بلطف، ذاك الكوكتيل المحضر خصيصاً الذي يتلألأ تحت أضواء الحانة.

إن كان الوعي الذاتي للمرء يخضع باستمرار الأيديولوجية واحدة، فإنه من السهل أن يتجاهل الاحتمالات الأخرى.

انقبضت عينا حسام عندما سمع تلك الكلمات بعد أن ظل صامتاً طيلة الوقت.

في هذه الأثناء، نظر وائل إلى شادي وعلى وجهه تعبير

غريب.

ما الموضوع هنا؟ لماذا أصبحت فجأة بهذا التعمق، وتتحدث عن الوعي الذاتي ؟”

احنى شادي رأسه جانباً وابتسم ابتسامة خفيفة.

إنك ترى في رهف إلهة إلهامك، أليس كذلك؟ هل تتقبل أن تقدم هي على أمر لايذاء الآخرين؟”

عندما سمع وائل هذا هتف غير مصدقاً وقد اتسعت عيناه على مصراعيهما: “هذا مستحيل ! إن رهف إنسانة طيبة القلب، كيف يمكنها أن تفعل أي شيء لا يذاء الآخرين ؟”

“هذا ما يقوله وعيك الذاتي. وبسبب تحيزك نحو رهف فإنك تؤمن إيماناً راسخاً أنها نبيلة وغير قادرة على ارتكاب أي خطأ. إنك لست قادراً حتى على الاعتقاد أنها يمكنها أن ترتكب الأخطاء. في كل مرة يكون هناك أبسط الأخبار السلبية، تحول تلقائياً اللوم على الآخرين. ولهذا ترى الشخص الأقرب إليها باعتبار كبش الفداء.”

سأله وائل: “متى حدث أن كان تفكيري هكذا؟”

نظر شادي إليه في هدوء : “ولكن هل أنا مخطئ؟”

بالطبع، أنت مخطئ نفى وائل بشكل متحمس. “يا شادي.

ما نوع الشخص الذي تصنفني إليه؟”

إن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا افترضت تلقائياً أن فايزة هي من دفعت رهف على الرغم من عدم وجود أي أدلة على ذلك؟ لماذا لم تتحقق قبل أن تطلب من حسام الانتقام من

أجل رهف ؟ كانت نظرة شادي حادة وكلماته صريحة

ومباشرة وهو يدخل في الموضوع مباشرة .

“أنا … لم يجد وائل ما يقوله بسبب كلمات شادي. لم يجد

ما يقوله على الإطلاق للحظة.

وما أفزعه أكثر من ذلك هو أنه أدرك أن منطق شادي كان

صحيحاً في الواقع.

تم دحض كل ما قاله بسهولة.

كان صحيحاً أن وائل لم يشهد الواقع بنفسه. لم يذهب إلى الحفلة؛ لأنه كان لديه التزام آخر. وجاء ندمه على عدم ذهابه تلك الليلة فقط بعد حدوث هذا الحادث الكبير.

ما كان مثل هذه الأمر لوقع لرهف لو كان هو موجوداً.

كان يعتقد أنه يمكنه أن يجعل كل شيء يدور حول رهف عندما يكون قريب منها كانت هي مركز كونه حتى لو أراد أحدهم ايذائها، فسوف يحميها وينقذها من الأذى.

كانت رهف التي يعشقها، كانت بلا شك شك أجمل وألطف إنسان في العالم. كيف يمكنها أن تفعل شيئاً يؤذي الآخرين؟

دارت هذه الأفكار في خلده، فنهض وائل فجأة واقفاً، وعلى وجهه تعبير حزم. أنت تقول هذا لمجرد أنني لم أبحث عن أدلة، أليس كذلك؟ يا شادي، أنت تعتقد أنني منحاز لرهف لكن في الواقع أنت المتحيز ضدها. أتريد أدلة؟ حسناً.

ساتيك بالأدلة !”

أضف تعليق