رواية ولادة من جديد الفصل 99 و 100 – فايزة وحسام

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل التاسع والتسعون 99

ابتعد عني

“لا شيء” ابتسمت فايزة للرجل، واكتفت بهز كتفيها. “كل ما فعلته هو أن انظر إلى الأمر من منظورك. لذا، يمكنني الآن أن أتفهم لماذا تلوم علي. كل ذلك بسبب الحب

والتعاطف اللذان تكنهما لها.”

ظل حسام يحدق في فايزة أثناء حديثها. “ثم؟” أنقبض فكه، وتحولت عنياه إلى شر.

أقصد، أنني أفهم أنها تأتي قبل كل شيء آخر في قلبك” توقفت فايزة لثانية، وأضافت: “لذلك، اعتقد أنني لو كنت مكانك، لكنت فعلت ذات الشيء الذي فعلته لم تكن فايزة قد مرت بموقف أليم، تطلب أن يتم انقاذها منه. وبالتالي لم تعاني اليأس والاحباط بدلاً من ذلك، كان كل ما يمكنها فعله هو وضع نفسها في مكان حسام عن طريق تخيل نفسها في وضعه على الرغم من أنها لم تتمكن من أن تشعر بالمشاعر التي يشعر هو بها. فعلى كل الأحوال، كانت تفهم أنه من اليسير على حسام أن يقع في حب من أنقذت حياته من الموت.

ظل حسام يحدق في فايزة في تعاسة: “ما الذي كنت التفعليه؟ لقد كنت مقتنعة أنني سوف ألقي باللوم عليك أليس كذلك ؟”

أبقت فايزة رأسها منخفضاً، وقد ارتعشت عيناها لسبب ما. “لم يعد هذا يهم. ” لأن ما يهم هو أن بالأمس كل شيء تكشف لي . كان ينبغي أن أتوقع حدوث هذا من قبل ، لو كانت لا يزال لدي أي مشاعر تجاه هذا الرجل، فلن أشعر بأي شيء بعد ما حدث أمس . شعرت فايزة بالهدوء بشكل مدهش عندما ذهبت إلى أماكن شتى، وتجولت ليوم كامل. كان الشيء الوحيد الذي كانت تريده في أعماقها هو أن تترك حسام فور انتهاء جدته من العملية الجراحية.

“حقاً؟” ذم حسام شفتيه، ولمح الملابس الجديدة التي كانت فايزة قد اشترتها لتوها، بينما تلاشى اللمعان المضطرب الذي كان في عينيه ببطء. “حسناً، لننسى الأمر طالما أنه لا يهم. وهل هناك شيء آخر يمكن لي أن أفعله بخلاف النسيان والمضي قدما ؟

ظلت فايزة واقفة للحظة، لكن عندما رفعت نظرها مرة أخرى، كان حسام قد اختفى رمشت عيناها، وأخذت سلة الملابس القذرة معها أثناء سيرها للخارج.

منذ ذلك اليوم، وجد حسام وفايزة يتفاهمان بطريقة غير مسبوقة، في حين أن حسام كان يتصرف بلا مبالاة، دون أن يذكر كلمة واحدة عما حدث في ذلك اليوم، عادت فايزة إلى التعامل معه كما كانت تفعل قبل عودة رهف من

الخارج. عندما استيقظ حسام من السرير في الصباح كانت تساعده على ربط ربطة عنقه، وعند تناول الطعام كانت تضع الطعام بعناية على طبقه. عندما يحين وقت الاستحمام، تعبيء له البانيو بالماء الدافيء. قامت فايزة بكل واجبات الزوجة الصالحة، بدا وكأنهما زوجين مثاليين جميلين أمام الجميع، بما في ذلك كبير الخدم، الذي اعتقد

أنهما قد تصالحا.

ومع ذلك، كان حسام وحده من يعلم أن فايزة إنما تتظاهر بذلك. فعلى كل الأحوال، كانت تتظاهر بشكل جيد، لدرجة أنها بدت مثل ممثلة تلعب دورها. لولا خيبة الأمل التي

كانت تملأ عينيها، لكان حسام ظن أنها تصالحت معه، كما ظن الجميع. في وقت سابق من اليوم، ارتدى حسام سترة بلا اكترات، ووضع ربطة عنقه ولكن قبل أن يتمكن من ربطها، سمع صوت فايزة تقول: “يا حسام ، إن لون ربطة

عنقك لا تتناسب مع قميصك ”

توقف حسام عند سماع صوت السيدة، والتفت إليها في حين لم يكن هناك أحد آخر حوله، نظر حسام إلى فايزة بنظرة قاسية وكأنها غريبة، إلا أن فايزة لم يبد عليها الاهتمام بذلك على الاطلاق، حيث تقدمت إليه واختارت ربطة عنق أخرى من الصندوق. “يبدو أن هذه الربطة تتناسب بشكل أفضل مع قميصك.”

عندما أخذ حسام ربطة العنق منها، كان على وجهه نظرة باردة كالثلج، وأمسكت فايزة نهاية ربطة العنق وتطوعت لمساعدته على ربطها. “دعني أربطها.”

ثبت حسام نظره على فايزة وابتسم ساخراً: “حسناً.” في تلك اللحظة، تقدمت فايزة إليه ووقفت على أصابع قدميها بينما ساعدته في ربط ربطة عنقه.

عندما اقترب الاثنان من بعضهما، لاحظ حسام شعر الوجه على بشرة فايزة البيضاء وشفتيها الممتلئتين، بنظرة واحدة سريعة. في الوقت نفسه، انبعث منها طيف أريج، ذكر حسام بذكرياتهما. كان يعلم أن فايزة لا تستخدم العطور أبداً، لذا أدرك أن الرائحة كانت تأتي من صابون الجسد والشامبو الذي تستخدمه فايزة.

سرعان ما شعر حسام برغبة قوية لجذب فايزة بين ذراعيه بينما استمر الأريج يفوح نحوه، فعلى كل الأحوال فعلى كل الأحوال، كان دائماً يفعل ذلك مع فايزة، ولكن في اللحظة التي كان فيها على وشك رفع ذراعه، سحبت فايزة ذراعها، ونظرت إليه. “تم” أمست اللامبالاة في عينيها سكيناً انغرس في قل بحسام . في تلك اللحظة، اختفى كل الحب والمشاعر التي كان يحملها لفايزة بلا أثر.

أقل بحسام شفتيه وابتسم بلا اكتراث: “لا بد أن ذلك كان صعباً عليك أن تقومي بهذه التمثيلية طيلة هذا الوقت.”

جاء رد فعل فايزة بابتسامة عابرة: “على الإطلاق. إنه ما

يجب علي أن أفعله.”

بينما بدا رد فعل فايزة غير مبالية كضربة تصيب إسفنجة أبعد حسام عينيه عنها، ثم ابتعد وخرج من الباب ومظهره بلا عواطف.

نادت فايزة على حسام : “لحظة.” فتوقف في مكانه دون أن يتلفت إليها؛ لأنه أراد أن يسمع ما ستقوله. وبعد التفكير لبضع ثوان، نظمت فايزة أفكارها، وسألت بفضول بخصوص حالة جدتي، هل اتصل الطبيب بك وأخبرك بأي شيء عنها ؟”

في البداية، اعتقد حسام أن فايزة تظهر اهتماماً بجدته ولكن عندما سمع الكلمات القليلة في نهاية جملتها، بدأ يفهم تدريجياً معنى سؤالها وهكذا، قلب شفتيه وسأل بسخرية: هل أنت مستعجلة أم ماذا؟”

على الرغم من نبرة حسام العدوانية، لم تبد فايزة غاضبة على الإطلاق. بدلاً من ذلك، جاء ردها بارداً، وهي تقول: حسناً. لست متعجلة. أنا فقط قلقة بشأن صحة جدتي إن

استغرق علاجها وقتاً طويلاً.”

استدار حسام ونظر إلى فايزة، وهو يتساءل بنبرة عدم اكتراث: “هل أنت فعلاً قلقة بشأن صحتها؟ أم أنك خائفة أن هذا يتعارض مع مصلحتك يا فايزة؟ هل تريدين حقاً الابتعاد عني بهذه الشدة؟” بينما لم تجد فايزة ما تقوله استمر حسام في استفزازها: “كان” فوزي المرة الفائتة، فمن سيكون هذه المرة؟ خالد ؟

ماذا؟ لم تصدق فايزة أن حسام سيأتي على ذكر خالد. فعلى كل الأحوال، كان فوزي الرجل الذي حاول والدها باستماتة أن يجعلها تواعده، وكان سهلاً عليها أن تفهم لماذا قد يشك حسام في فوزي. إلا أنها لم تتمكن من فهم السبب وراء اقحام حسام لخالد في الحوار. هل كان السبب العناق الذي وقع في تلك الليلة في الحانة؟ ولكن خالد شرح له الأمر برمته في أنه أليس كذلك ؟ يا له من أناني حسناً. ليس هذا من شأني بعد الآن لأنني سأتركه قريباً على أي حال، ليس هناك ضرورة لأن اتوقف عند هذه المسائل بعد الآن.

عند التفكير في هذا ابتسمت فايزة وقالت: “لا يوجد أحد. ولكن إن كنت مصر على التفكير بهذه الطريقة، فلن يكون امامي أي خيار.”

صمت حسام ، مما كان اشارة لفايزة أنها قد سلكت الطريق الصحيح للتعامل مع نفسية الرجل. دون أن يدري ما يجب أن يقوله، لم يفعل شيئاً سوى أن حدق في فايزة بتعاسة. في هذه الأثناء، ظلت فايزة واقفة في مكانها، وواجهت نظرته وكأنها لا تهتم بما قاله.

بعد لحظات قليلة، قال حسام في برود: “لا يهمني ما يدور في رأسك يا فايزة، ولكنك لا تزداليا زوجتي، فيما يبدو. لذا من الأفضل لك أن تبتعدي عن الرجال الآخرين، لتجنب أي فضائح غير سارة.

فضائح غير سارة؟ أليست الفضائح بالمكتب كلها تتعلق

بك؟ إليك تذكير بسيط – إن كنت تريد ألا تصل هذه

الفضائح المسامع جدتك، فمن المرجح أنه يجب عليك أيضاً

الابتعاد عن النساء الأخريات”

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل المائة 100

من باب الفضول فقط

دون الحاجة إلى نوبة غضب، نجحت فايزة في اغضاب حسام ، حتى أنه غادر منفعلاً. عندما غادر، وقد تجهم وجهه، ضرب الباب بعنف، مما أحدث صوتاً عالياً.

إلا أن فايزة هزت كتفيها وربتت برفق على بطنها، وتحدثت بصوت هادئ لا تقلق يا صغيري. لننسى أمره، حسناً؟ عندما تكبر لن تكون مثله على الإطلاق. إنه سريع الانفعال ” بينما كانت تهمتم مع الطفل الذي لم يولد بعد، جمعت

حاجاتها، واستعدت للذهاب إلى الشركة.

في هذه الأثناء، سمع حسام هاتفه يرن فور دخوله المرآب. كان لا يزال غاضباً من فايزة، فمد يده ليخرج هاتفه وعلى وجهه نظرة وجوم. إلا انه عندما رأى المكالمة الواردة، بدأ تعبير الوجود يتلاشى عن وجهه، ثم رد على المكالمة قائلا: “دكتور مؤنس.”

كان المتحدث الذي اتصل بحسام هو مروان مؤنس طبيب فضيلة “مرحباً، يا سيد منصور” كان صوت مروان حنوناً كما مظهره. “أنا طبيب السيدة منصور الكبيرة، مروان مؤنس اعتذر عن الاتصال بك في هذه الساعة، ولكنني أود أن أسمع المزيد منك عن حالتها مؤخراً. إذا كان بالإمكان هل يكون مناسباً لك أن تحضرها إلي؟”

عند سماع ذلك، قطب حسام بين حاجبيه بشدة: “اليوم؟”

نعم سيد منصور

“حسناً.” أنها حسام المكالمة، وجلس في مقعد السائق، وقد ذم شفتيه. كان يعتقد في البداية أن فضيلة ستحتاج إلى وقت أطول للراحة، ولم يتوقع أن يتصل به مروان بهذه السرعة.

هل هذا هو القدر أم ماذا؟ كانت فايزة للتو تسأل عن جدتي، والآن اتلقى مكالمة من الدكتور مؤنس. هل من المفترض أن تتوالى الأحداث بهذه الطريقة؟ بينما كان حسام يتتبع

خيط أفكاره، نظر إلى المرأة الخلفية، ورأى فايزة تمشي في اتجاهه.

بسبب برودة الطقس، كانت فايزة ترتدي جاكيت أزرق فضفاض طويل الأكمام مع سترة بيضاء غير رسمية بالاضافة إلى بنطال فاتح اللون ولاستكمال المظهر كانت ترتدي حذاء بلا كعب لونه بيج.

متى تبدل زيها هكذا؟ عندما مرت فايزة بجوار سيارة حسام ، فتح الرجل النافذة، ونادى عليها. توقفت فايزة في مكانها، ونظرت إليه سائلة: “ماذا هناك؟”

عندما رأى حسام نظرة فايزة الخالية من المشاعر، شعر مرة أخرى بألم في قلبه. ثم أغلق عينيه وقال: “اتصل د. مؤنسي للتو”

بدا أن فايزة، التي بدت هادئة طوال هذا الوقت، وقد ذهلت قليلاً عند سماع كلام حسام / هل هو طبيب جدتي؟”

“نعم” كانت عيون حسام ثابتة على فايزة: “يريد منا أن

نحضر جدتي إليه.”

لم تكن فايزة تتوقع أنها ستتلقى أخباراً عن فضيلة بهذه السرعة، وكانت لا تزال تتساءل لماذا لم يتصل مروان من قبل. “بالتأكيد. يبدو أن جدتي تتعافى بشكل جيد، لذا اعتقد أنه لا بد أنها قد أمست بحالة نفسية جيدة. على أي حال هل ستخبرها أنت، أم أخبرها أنا؟”

ظل حسام يحدق بها البعض الوقت، لذا أضافت فايزة: “حسناً، إن كنت مشغولاً، فلا مانع عندي أن أخبر جدتي بالأمر”

ابتسم حسام في سخرية وسأل: “أنت يائسة، أليس كذلك ؟”

ردت فايزة: “لا، لست كذلك وبعد ذلك وجد الاثنان أنفسهما في صمت محرج مرة أخرى. ثم أطلقت تنهيدة وسألت: “إذاً، هل نخبر جدتي معا؟” عندما لم يق لحسام شيئاً، غمزت وسألت: “أم تريد أن تخبر جدتي وحدك؟”

ومع ذلك، التزم حسام الصمت، واكتفى بالتحديق في السيدة نظرة وجوم بعد بضع لحظات من التردد ذمت فايزة شفتيها وقالت: “ربما” تحتاج إلى بعض الوقت للتفكير في الأمر. دعنا نذهب إلى العمل أولاً، الآن.” ثم التفتت بعد الانتهاء من كلماتها.

نادي فايزة وقال ببرود: تعالي عنا سنخبرها معاً. اركبي السيارة الآن.”

هل تطلب مني أن اركب السيارة؟ ألقت فايزة نظرة سريعة على المقعد الأمامي، وفكرت صراحة، لا أشعر بالرغبة في الجلوس في المقعد الأمامي. ألا يمكنني القيادة بنفسي؟

بينما استمرت فايزة في الوقوف بلا حراك، قطب حسام ما بين حاجبيه، وسأل: “ما الخطب؟ ألا ترغبين في التعايش معي بسلام؟ كيف ستنفذين ذلك إذا لم تقبلي ركوب السيارة عندما يتم أعرض عليك ذلك؟”

سرعان ما تمالكت فايزة نفسها وابتسمت : “أوه. لا مشكلة. كنت فقط اتساءل متى سنخبر جدتي بالأمر” ثم فتحت باب السيارة. بمجرد أن جلست دفع حسام دواسة البنزين

وانطلق بسرعة هائلة قبل أن تتمكن حتى من ربط حزام الأمان.

استدارت فايزة وقد ذهلت من رد فع لحسام غير المتوقع والقت نظرة بغيضة على الرجل اهدأي يا فايزة . لن تضطري لتحمله كثيراً، فبمجرد انتهاء العملية الجراحية لجدتي، ستتركيه . من فضلك سيطري على نفسك، وتجنبي أي صراعات محتملة معه .

في أعقاب المونولوج الداخلي الذي طبطبت به على نفسها، تمكنت فايزة من تهدئة نفسها، وربطت حزام الأمان عندما انتهت من ربطه، سمعت صوت حسام : “لماذا ترتدين هذه الملابس اليوم ؟”

بينما كانت فايزة عادة ما تكون أكثر هدوءاً إذا ما طلب منها الاجابة عن أي سؤال آخر، إلا أنها شعرت بالتوتر بل والقليل من العصبية عند سماع ذلك. ألقت نظرة خاطفة على حسام لتراقب رد فعله، وشعرت أن الكلمات لا تسعفها من سهولة انتباهه لتغيرها على الرغم من أنها لم تغير أسلوبها في اللبس حتى ذلك اليوم. ثم سألت، وهي تتظاهر  با الهدوء: “ما الخطب بملبسي ؟”

علق حسام قائلاً: “تبدين … مختلفة.”

 

 

شعرت فايزة بشيء من الاختناق حين حاولت الرد. “لماذا تقول ذلك ؟ هل يجب أن ألتزم بأسلوب واحد فقط؟”

“لم أرك ترتدين هكذا من قبل. في الواقع، كان حسام أكثر قلقاً بشأن تغير أسلوب ملابس فايزة دون أن تعلمه بذلك. بينما لم يكن يهم ما نوع الملابس التي ترتديها، لم يتمكن من قبول حقيقة أنه لم يكن لديه أي فكرة متى غيرت من طريقة لبسها.

ردت فايزة بلا مشاعر: حسناً، هذا لا يعني أنني لا يمكنني تجربة أساليب جديدة من الملبس، أليس كذلك ؟”

لم يرد حسام ، وقد بدا وكأنه مشغول اما بمشاكله الخاصة.

أو متعب من التسامر معها. ظل حسام صامتاً بعض الوقت

و تنفست فايزة الصعداء.

لقد تجاوز الأمر على الأرجح، أليس كذلك؟ على الرغم من

هذه الفكرة، بدت لغة جسد حسام اللاحقة تشير إلى خلاف ذلك، مما جعل فايزة تعتقد أنه من الأفضل أن ترد بدلاً من

التزام الصمت لمنعه من الشك فيها.

ومن ثم، قررت فايزة سراً أن تفعل شيئاً إزاء ذلك عند وصولها إلى المكتب، حتى لا يستمر حسام في التفكير في تغير ملبسها. قبل أن تخرج من السيارة، سألته: “كيف حال

وجه رهف ؟”

اجاب حسام بعد برهة: “لا جديد.”

فهمت. ولكنك قلت أنه سيترك ندبة.”

“نعم.

“إذا، ماذا بعد؟”

في تلك اللحظة، دخلت السيارة على موقف سيارات ضعيف الاضاءة. لذلك، لم تستطع فايزة رؤية تعبير وجه حسام ، وإنما سمعت صوته التعس فقط عندما توقفت السيارة

ماذا تقصدين ؟”

في الحقيقة، كانت فايزة تعتزم سوا لحسام متى وكيف يمكنهما تسوية الأمور بينهما، نظراً لأن وجه رهف قد تأثر بفعل الندبة. إلا أنها وقبل أن تبدي ما في بالها، ابتلعت لسانها، معتقدة أن على الأرجح سينشب بينهما مشاجرة إن فعلت ذلك.

ربما كان من الأفضل أن انتظر حتى تنتهي عملية جدتي الجراحية . ثم ذمت فايزة شفتيها، وقالت: “لا شيء. كان مجرد من باب فضول.

أضف تعليق