رواية ولادة من جديد الفصل 79 و 80 – فايزة وحسام

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل التاسع والسبعون 79

تجذر الاستياء في قلبها

على الرغم من أن خالد كان قد استعد نفسياً، إلا أنه لم يتوقع أبداً أن يتعرض لضربة مباشرة من حسام ، لم ير

حسام من تكون ضحيته وهو يسحب فايزة إلى ظهره. وبينما خفض رأسه، اسكتها بنظرة تحذيرية باردة.

كان كأنه يتساءل: “هل فقدت عقلك ؟ لماذا لم تدفعيه بعيداً؟”

طقطق خالد لسانه ومسح خيطاً من الدم قبل أن ينظر إلى حسام بابتسامة: هل هذه هدية الترحيب بي؟ واو. لا اظن أن هذا لائق، يا حسام .”

صدم الصوت المألوف حسام . لم ينقل نظره من فايزة إلى خالد إلى حينها، والتقت عيناه بنظرة خالد، امتلأ الجو

بالحرج.

استغرق حسام لحظة حتى استعاد تماسكه. ثم حدق في خالد وقال بعدم اكثرات: “لقد عدت”

الخرج خالد منديله ليمسح الدم بأناقة عن يده. “يبدو أن

هناك من ليس سعيداً لرؤيتي ”

دم حسام شفتيه وبدا أن نظرته كانت نظرة ادانة. “ما الذي تفعله الآن؟”

نظر خالد في لا مبالاة إلى فايزة قبل أن يعيد نظره إلى حسام وهو يبتسم، كنت أسأل فايزة إن كانت تريد أن

تعرف رد فعلك عندما ترانا نتعانق ”

صمت حسام ، وتلاشت هالة البرود التي كانت تحيط به. الغاية إذا معرفة رد فعلي ظننت أن خالد يكن المشاعر ….

رفع خالد حاجبه: “لا، لا، لم أتوقع منك المبالغة في رد

فعالم ”

سخر حسام ولم يعلق على ذلك. أمسك بيد فايزة وهو يتحدث إلى خالد: “متى عدت؟ لماذا لم تخبرني ؟”

نظر خالد إلى يديهما وابتسم: “أخذت طائرة الصباح

ووصلت حوالي عند الظهر.”

عند سماعها ذلك، تذكرت فايزة لسبب ما السيارة السوداء

عند الشركة، وتلك النظرة الحادة التي كادت تخترقها اليوم. وبعد تفكير، نظرت إلى خالد الذي كان يحدق بها أيضاً.

لم ينتبه حسام : لأن انتباهه كان مركزاً حصرياً على يدها الصغيرة، كان يعتقد أنه يمسك بقطعة طرية من المارشما للو

بسبب الاحساس بالنعومة والرقة.

كانا نادراً ما يقضيان وقتاً معاً هذه الأيام، لذلك لم يكن لديه الفرصة ليمسك بيدها. أما الآن، وقد اتيحت له الفرصة، فقد

أدرك كم أنه يفتقدها.

تم شبك اصابعه مع اصابع فايزة في حزم، مما جعلها تنظر إليه بتعجب. وقال: “لقد تأخر الوقت. ليس هذا الوقت

المناسب لاقامة حفل ترحيب ماذا عن الغد؟”

أوماً خالد وقال: “بالتأكيد. لتلتقي غداً. تذكر أن تدعو الأصدقاء ”

أوما حسام : “نعم. سوف تغادر الآن.”

“مع السلامة.”

لنذهب” أمسك بيد فايزة، وقاد الطريق إلى خارج الغرفة.

بمجرد أن غادرا اختفت الابتسامة عن شفاه خالد أخذ ينظف الجرح في شفتيه بمنديل في برود قبل أن يلقيه في

سلة قريه

بعد أن غادر الثنائي الحانة طرأ أمر إلى ذهن فايزة: “أين يارا؟”

لقد جئنا معاً، لكنها ذهبت لتطلب النجدة بينما كنت أنا التقي خالد، قالت أنها سوف تنتظر يا ترى أين هي الآن.

قال بتعجرف: “لقد غادرت.”

هل غادرت بمحض إرادتها ؟”

الفجر حسام قائلاً: “ماذا غير ذلك؟ هل تعتقدين أنها

تنتظرك هنا؟ هل تعرفين أين نحن الآن؟”

لم تجد فايزة ما تقوله، ها هو يبدأ من جديد، هذا التوبيخ الأشبه بتوبيخ الوالدين، إنه دائماً هكذا !

تحررت من يد حسام في سخط: “أعلم ذلك جيداً، ولكن ماذا بعد؟ إن غبت أنا، فإن يارا هي الوحيدة التي يمكنها

تولي مكاني، لذا بالطبع يجب أن أرافقها إلى أي عشاء

العملية

غطت اللا مبالاة وجهه: وهل كان من الضروري أن يكون هنا؟”

“نعم”

قطب حاجبيه: “ماذا قلت؟”

لم يتلاشى الحنق الذي نجم عن اللقاء مع ياسر بعد، فقد تعامل ياسر مع فايزة بعدم احترام؛ لأن حسام كان يأتي يرهف إلى العمل مؤخرا. لقد تأثر بالشائعات التي يتداولها

الموظفون، والتي تقول أنها الطرف المهجور.

كانت تعلم أنه لا يجب أن تتحمل الاستياء؛ لأنها ليس لديها الحق في ذلك. في الواقع، كانت مدينة له بالامتنان.

لم يكتف حسام بتلقين المتنمرين درساً، بل ساعد أيضاً والدها دون علمها، بل أنه اعطاها حتى فرصة للتعلم والنمو من خلال توظيفها في الشركة.

كان يفترض أن تكون ممتنة، ولكن لسبب ما، كان الاستياء يتجذر في قلبها، كانت . الغيرة : تنمو بسرعة في الظلام.

كانت فايزة على علم بأنها لا يجب أن تشعر هذا الشعور لذا كانت تكبح نفسها وتمارس ضبط النفس، حاولت أن ترى حسام ورهف بشكل ايجابي لأنهما كانا قد ساعداها.

إلا أنها كلما استيقظت من أحلامها في تلك الليالي الهادئة… كانت تسترجع تلك النظرات المريبة التي كانت تتلقاها في العمل. عندئذ كانت الأفكار تدير رحاها في عقلها.

لماذا؟ يا إلهي لماذا؟ إنه مجرد حتى تنتهي جراحة جدتي. لن يستغرق ذلك طويلاً، ولكن لماذا وجب عليه أن يأتي برهف الآن ويجعل كل الألسن تلوك سيرتي؟

لماذا كان علي أن أقع في حبه هو دوناً عن الجميع؟ كانت. الأمور ستكون أفضل لو لم أقع في حبه ..

كان من الواضح أن حسام لم يكن لديه أدنى فكرة بأن هذه الأفكار تدور في رأسها، كان كل ما يعرفه أنها كانت تقف هناك في حالة ذهول وقد احمرت عيناها. وفي ذلك الوقت أدرك مدى شراسته في هذه اللحظة.

لو كان و ولكن إن لم اوبخها، فلن تعرف مدى شر العالم. ماذا لو ؟ الشخص الذي التقت به الليلة ليس خالد، وإنما شخص

غريب ؟ ماذا لو لم أرد على اتصال يارا؟ كانت الأمور في هذه الحالة ستنتهي نهاية نعمة ..

لطف من صوته وهو يقول: “ألم أقل لك أن تختاري مكاناً أفضل لتناول عشاء العمل؟ إذا لم يوافق الطرف الآخر فلا داعي للقائهم، أنت السيدة منصور، لا أحد يستطيع أن

يجبرك ”

ضحكت فايزة لهذا، وقالت: “السيدة منصور؟ لا أحد يستطيع أن يجبرني؟ ماذا سيحدث عندما أفقد هذا اللقب؟”

تسمر في مكانه، ونظرت إليه قبل أن تقول في رفق: “كيف

سيرونني عندما يكتشفون أن هذا الزواج صوري ؟”

كانت عائلة صديق قد أفلست منذ مدة طويلة، مما جعلها لا شيء، خلال العامين الماضيين، وضعت كل طاقتها في العمل في محاول لاثبات أنها لم تكسب احترام الآخرين.

بفضل لقب السيدة منصور.

حتى بعد كل مجهودها، تبين أنها ستظل لا شيء دون ذلك اللقب

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل الثمانون 80

ارحل قريباً

التزم حسام وفايزة الصمت في الطريق إلى المنزل. كان وجه حسام واجما. وأمسك بعجلة القيادة بقوة، حتى أن المرء كان ليخشى أنه قد يخلعها عن طريق الخطأ.

كان مضطرباً لما قالته فايزة له سابقاً. لم يخطر بباله أبداً أنها سترحل يوماً ما، لكنه شعر بأن هناك شيئاً يختمر عندما

عمدت إلى ذكر الموضوع.

خطف حسام نظرة إلى فايزة بعد أن ركبت السيارة أغلقت عينيها، وتكورت في مقعدها كأنها تريد أن تنغلق عن

العالم أجمعه.

بعد كل هذه السنوات التي عاشاها معاً، كان شاهداً على عملها الشاق وطموحها في إثبات نفسها، أما اليوم فقد دخلت حارة سد.

في الطريق إلى فايزة، سمع عن حادثة اليوم من يارا. في النهاية، كانت يارا تتلعثم ومترددة. عندما رأى ذلك أجبرها بسرعة على أن تخبره بالتفاصيل، باعتبارها اليد اليمنى

لفايزة، فقد اقتنصت يارا الفرصة لتساعد فايزة على التنفيس عن شكواها. يا سيد منصور، أمل أن لا تلومني على قول الحقيقة، وأن لا تخبر الأنسة فايزة أن أنا من أخبرتك ”

عبس حسام وقال: “كفاك سخافات.”

حسناً. هيا بنا ” أخذت نفساً عميقاً وقالت بصوت واضح عبر الهاتف: قال السيد فيصل أنه لا داعي للآنسة فايزة أن تعمل بكد؛ لأن السيد منصور قد أتى بعشيقته إلى الشركة. قال السيد فيصل أيضاً للآنسة فايزة، أنه سيتم التخلي عنها عما قريب، وبما أن عائلة صديق قد أفلست، فسوف تتعرض للتنمر على يد الآخرين، وأن السيد منصور لن يساعدها أبداً في كل الأحوال.”

كانت أوردة حسام تنبض في جسده: “ماذا قلت؟”

أكدت يارا قائلة: “يا سيد منصور، أنا لم أقل ذلك كان هذا مجرد تلخيص !”

فرك صدغيه وأنفه. عندما استعاد تماسكه، شعر بالصداع يتسلل إليه.

1

محامي زوجة سفاح التجمع الخامس يخرج عن

لایف عاجل.. محامي زوجة سفاح المالي بحر

بعد نصف الساعة، كان يركن السيارة في المرآب السفلي المنزل منصور، كانت فايزة لا تزال متكورة في مقعدها عندما فتحت أخيراً عينيها، وصادف أن التقت بعيني حسام

أشار لها بذقنه أن تخرج من السيارة. “ينبغي أن تذهبي أولاً. ربما تكون جدتي لا تزال مستيقظة في انتظارك” فهمت ما يعنيه، وأومأت له. “بالتأكيد سوف أدخل لتحيتها.” ثم فكت

حزام الأمان لتخرج من السيارة.

“لحظة.”

استدارت فايزة بنظرة حائرة، لترى حسام يميل نحوها وقد أحاط بها عطر جبال الألب الخلابة. كان وجهه وسيماً لا يبعد سوى بضع بوصات عنها، وكانت تستطيع رؤية التشققات التي في شفتيه اتسعت عيناها وتراجعت إلى الوراء في ذهول.

توقف للحظة، وتحولت عيناه إلى البرود عندما أدرك ما

فعلته. “لماذا؟ هل تكرهينني إلى هذا الحد؟ هل ظننت أنني

سأقبلك ؟”

وجدت نفسها تحدق في وجهه الغاضب، وأدركت أنها ولا

شك قد أساءت فهم نيته ذمت شفتيها، وأبعدت وجهها عنه، كانت تريد أن تشرح نفسها، لكن أي تفسير بدى غير ضروري عندئذ. تخلت عن الفكرة، وسألت: “لماذا اقتربت مني فجأة؟”

سخر لكنه لم يجب بدلاً من ذلك، عاد إلى مقعده وقد تجهم وجهه. يفضل أن تذهبي. لا تنسي أن تتخلصي من رائحة الخمر قبل أن تلتقي بجدتي.”

أخيراً فهمت تصرفه. كان يتحقق مما إذا كان بها رائحة خمر. أرادت أن تقول شيئاً لتشتت الحرج، لكن في النهاية قررت أن تخرج دون كلمة.

عاد الهدوء إلى السيارة بعد خروج فايزة سحب مفتاح السيارة وخرج منها أيضاً. استند إلى السيارة وهو يستخدم هاتفه. قال ببرود لشخص ما: ابحث لي عن أحدث المقتنيات.”

نظراً لأن فايزة لم تحتسي الشراب، فلم تكن بحاجة سوى

إلى تغيير ملابسها التي تنبعث منها رائحة الخمر من الحانة.

بعد ذلك غسلت وجهها، وسلمت على فضيلة لم تذهب

السيدة العجوز إلى الفراش – وإنما تنهدت بارتياح عندما رأت فايزة بخير وسلامة.

“أنت بخير وسلامة، كل شيء إذا على ما يرام” ربتت فضيلة على يد فايزة ونصحتها بجدية: “لا أعرف حتى إن .. كنت سأنجو من الجراحة. قد لا يكون لدي فرصة لرؤيتك مرة أخرى إذا فشلت الجراحة. لا أتمنى الكثير، سوى الصحة والسلامة لأبنائي وأحفادي في هذا العمر.”

تبدل تعبير وجه فايزة. يا جدتي، ماذا تقولين؟ ستكون جراحة ناجحة، وستكونين معنا لفترة طويلة قادمة لا تقولي هذا مرة أخرى، وإلا سأغضب”

شعرت فضيلة بتغير تعبيرات فايزة ونبرتها، فقهقهت: “أعلم أنك تهتمين بي. حسناً حسناً. سوف أبذل قصارى جهدي للبقاء على قيد الحياة. ثم نكزت خدي فايزة المنتفخين

وهمهمت قائلة: “سأخبرك بسر يا فتاتي.”

“سر؟ أي سر؟” نظرت فايزة إليها بفضول.

“عندما سمع حسام أن شيئاً ما قد اصابك، هرع وخرج دون أن يغير حتى ملابسه. إنه حتى لم يضع سترته في هذا الطقس البارد”

ذهلت فايزة عندما وجدت فضيلة تزكي حفيدها لديها. ربما لاحظت أن هناك خطب ما بينهما.

كانت فايزة على حق؛ لأنها قبل أن تتمكن من الرد، سألتها فضيلة: “ألم تتجاوزي الشجار الأخير بعد؟”

لم ترغب فايزة في الاساءة إلى حسام ، لذا ذمت شفتيها وقالت بصوت هامس: “لا. هذه مشاجرة جديدة

“أرى؟

عضت شفتها السفلى وقالت في استسلام: “كانت مشاجرة حول العمل. لدينا آراء مختلفة، لذا …. كان هذا أفضل عذر أمكنها تقديمه لاقناع فضيلة..

إلا أن فضيلة لم تصدق فايزة: “هل المشاجرة فقط بخصوص العمل ؟”

نظرت فايزة إليها في شك، بينما قهقهت فضيلة: “إن رهف

شابة لطيفة. إنها جميلة وذات شخصية محترمة. بل أنها

حتى أنقذت حياة حسام ، ولذلك فنحن مدينين لها. من

الطبيعي أن تقلقي من وجودها، ولكن يا فايزة لا يوجد

تاريخ الزواج ثان في عائلتنا. لقد رحل جدك عن دنيانا، ولكن أوعدك أن الرجال في هذه العائلة أوفياء، إنهم يبقون مع

شركاء حياتهم المختارين مدى الحياة.

تعمدت فضيلة أن تشرح مطولاً لتهدئ من روع فايزة بشأن وجود رهف في هذه الأثناء، كانت فايزة مندهشة من قوة

ملاحظة فضيلة، والتزمت الصمت.

بالفعل، كان رجال عائلة منصور أوفياء، ومخلصين لحبهم لما تبقى لهم من عمر، ولكن هذه القاعدة كانت مبنية على

افتراض فضيلة بأن حسام يحب فايزة.

من المؤسف أن لا علم لهم بأن رهف هي حبه الحقيقي. بعد سماعها لكلمات فضيلة، أصبحت أكثر قناعة بقرارها بالمغادرة قريباً.

أضف تعليق