رواية محامية قلبي الفصل الاول 1 – بقلم أمل شعبان

 رواية محامية قلبي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر كوكب الروايات بقلم أمل شعبان

رواية محامية قلبي الفصل الاول 1 – بقلم أمل شعبان 

بقلم امل شعبان محاميه قلبي. الفصل الاول

الصبح دخل من شباك أوضتي كعادته…

بس بدل ما يقول لي “صباح الخير”،

دخل ومعاه ريحة طعمية طالعة من الشارع،

وصوت ماما بتكلم نفسها وهي بتقلب في الزيت:

ــ “يا ربي يا كريم… البت دي هتشتغل امتى؟!”

كنت لسه متكومة تحت البطانية،

مش عارفة أنا نايمة ولا مدارية من الواقع.

بس صوت المعلقة وهي تخبط في الحلة،

كمل عليه الصوت اللي بيصحيني كل يوم زي المنبّه اللي مفهوش زرار سكوت:

ــ “زينب! قومي يا بت… عم حسين تحت!”

فتحت عيني بسرعة، قلبي نط مكانه.

مش من شوقي لعم حسين،

بس من كتر الوعود اللي قطعها ومفاش ولا واحدة اتحققت!

بقاله سنة بيقول “هكلم الأستاذ ياسين… أكبر محامي في البلد”،

وأنا أقول “يمكن المرة الجاية”.

بس المرة دي… قلبي كان بيقول فيه حاجة.

قومت وقلبي بيقول: “يا رب… يا رب المرة دي تكون بجد،

أنا نفسي أشتغل! نفسي أحس إني إنسانة!”

**

عديت على المطبخ،

لقيت مريم أختي قاعدة على الكرسي،

لابسة ترينج أصفر باهت،

وعاملة بوز وهي بتتفرج على فيديو اسمه:

“3 علامات تؤكد إن الطاقة السلبية مأثرة على الرزق.”

قلت لها: ــ “انتي مش هتشتغلي الفيديو دا عندنا؟

ولا هو متأثر من طاقتك إنتي؟”

قالت وهي بتغمس العيش في الجبنة: ــ “انزلي إنتي شوفي الأستاذ،

وقولي له إن الطاقة عندنا بتتجدد يوم الخميس بس.”

**

دخلت على ماما… لاقيتها لابسة طرحة من أيام الفرح،

وبتسكب الشاي في كوباية دوا الكحة،

اللي طقمنا الرسمي في المناسبات.

عم حسين قاعد، وشه فيه ريحة طيبة،

ولما شافني، ابتسم وقال:

ــ “المرة دي بجد يا زينب…

الأستاذ ياسين وافق يشوفك.”

الجملة وقعت على قلبي كأنها موسيقى تصويرية في فيلم حماسي.

قلت له وأنا بحاول ما أبانش فرحتي: ــ “يعني… شغل؟ بجد؟ مش تجربة أداء وهمية؟”

ضحك وقال: ــ “مش وعد… دا معاد.”

وهو بيقوم، بص لي وقال: ــ “بس خلي بالك… عايزك تقفي قدامه ست محامية، مش بنت شارع.

البسي بعقل، واتكلمي بأدب، وما تتوتريش.”

بصيت له، وعدّلت الطرحة اللي ما كانتش لايقة على أي حاجة، وقلت له: ــ “يعني أنا صغيرة؟

إنت بس وديني… والباقي على الله.”

**بقلم امل شعبان محاميه قلبي

أول ما الباب اتقفل، جريت على أوضتي كأني داخلة مباراة نهائي كأس العالم.

فتحت الدولاب، وأنا عارفة اللي جاي:

أربع قمصان، خمس كوارث، وفستان شبه ستارة الشباك.

مسكت أول طقم:

ــ “ده؟ شبه الكفن… لو رحت بيه، هيفتحوا لي العزا مش باب المكتب!”

التاني:

ــ “بلوزة نبيتي؟ دي خالتي فاطمة كانت لابساها وهي بتزور جارتها في مستشفى الأمراض العصبية.”

وقفت قدام الدولاب، وعيني فيها دموع وشعرى واقف،

وقلت بصوت مكسور:

ــ “يا رب… هو أنا بنتك ولا بنت الجيران؟

يعني معقول… معقول مفيش لبسة تشرفني في يوم زي ده؟!”

**

وفجأة…

اللمبة نورت في دماغي،

وطلع الحل من فوق: ندى!

ندى جارتي…

اللي لما تبقى فاضية، تبقى بتعمل ماسكات…

ولما تبقى مشغولة، تبقى قاعدة بتتفرج على صورها وهي بتعمل ماسكات.

**

طلعت أجري على شقتها،

والشبشب طار من رجلي في أول سلمة،

بس ما وقفتش… كملت وأنا حافية،

والبرد بيقرصني، بس قلبي أسخن من المقلاة.

خبطت على الباب كأن في حريقة:

ــ “ندىاااا! افتحي… افتحي يا رمز الأناقة!”

فتحت لي الباب،

لابسة روب حرير، وشها عليه ماسك أخضر،

وشعرها ملفوف بفوطة،

والروج الأحمر مرسوم كأنها داخلة برنامج مواهب.

بصّت لي من فوق لتحت وقالت:

ــ “مالك؟ شكلك زي إعلان تبرعات!”

قلت لها وأنا بألهث:

ــ “ندى، والله لو ما ساعدتيني،

هاروح المقابلة وهما يفتكروني جاية أبيع فوط مطبخ!”

**

ندى شدّتني من إيدي، وقالت:

ــ “تعالي على أوضتي… أنا مش هسيبك تروحي تقابلي محامي، وإنتي شكلك كأنك جايبة الملف من فرن عيش.”

دخلنا أوضتها…

لون وردي على الحيطة، لمبات ليد،

ودولاب مليان هدوم كأنها بتجهّز لمسلسل تركي.

**

طلعتلي طقم رمادي غامق،

بنطلون عالي وجاكيت مفصّل،

وقالت:

ــ “ده كنت جايباه لخطيبي الأول،

بس هو طلع سُكرة زيادة عن اللزوم… فالطقم أحسن منه!”

**

لبست الطقم…

ندى اشتغلت في وشي ميكب خفيف،

كحل مرسوم، وروج ناعم،

رفعت شعري كحكة، سايبة منه خصلة على الجنب.

**

وقالت لي وهي بتلفني للمراية:

ــ “بصي… مين دي؟

ملكة جمال الجنوب، ولا بنت الجيران؟”

بصيت للمراية،

ولقيت واحدة تانية واقفة…

حلوة، ووشها فيه أمل،

ويمكن… لأول مرة، حسيت إني شبه الحلم اللي نفسي أحققه.

قلت لها: ــ “يالهوي… دي أنا؟

ده أنا اتفاجئت من نفسي!”

**

ندى بصّت تحت، وقالت:

ــ “بس على فكرة… الطقم حلو،

بس الكوتشي بتاعك لأ.”

ــ “ليه؟ ده حبيبي!”

ــ “حبيبك ده ينفع تمشي بيه في سوبر ماركت،

مش تقابلي بيه أكبر محامي في البلد.”

**

دخلت وطلعت جزمة نبيتي بكعب عريض:

ــ “الترند يا أستاذة…

دي بتنزل على التيك توك أكتر من فيديوهات محمد رمضان!”

لبستها وأنا بصرّخ:

ــ “ندى! أنا مش ماشية، أنا بتعذّب!

صوابعي بتتخانق!”

**

وقبل ما أعمل استئناف ضد الجزمة…

سمعنا صوت ماما:

ــ “يا زينب! عمّك حسين واقفلك بالعربية!”

**

قمت وأنا حاسة إن كل حاجة فيا بتترنّح،

بس قلبي طاير من الفرحة…

بصيت لندى، وقلت:

ــ “لو صوابعي ما رجعتش فيّي،

هطلبك في المحكمة يا شيخة!”

ضحكت وقالت: ــ “بس لما تتوظفي… هاتيلي نسبتي من المرتب!”

**

بقلم امل شعبان محاميه قلبي 

*****أول ما زينب نزلت من البيت، كانت حاسة إن رجلها مش رجليها.

الجزمة جديدة، وباين إنها قررت تعلّم رجليها الأدب من أول دقيقة.

وقفت عند أول ناصية، لسه بتتأكد إنها ماشية صح،

لقيت عم حسين واقف جنب عربيته، ماسك الباب ليها كأنه سايق عربية فارهة، مش عربية صوتها بيزعّق للشارع كله.

ابتسم وقال لها:

– “ركبي يا مدام، رايحين عند الكبار دلوقتي.”

ضحكت وهي بتدخل العربية:

– “يا عم حسين، ده أنا خايفة يدخلوني من باب ويمشّوني من التاني.”

**

الطريق كان هادي،

بس هي مش ساكتة طبعًا.

بصت لنفسها في مراية العربية،

شعرها كانت لزقاه بجيل قديم كانت شارية منه أيام المدرسة،

وندى صاحبتها كانت مصممة إن اللوك ده “ترند” و”ستايل جديد”.

بس الحقيقة إنها لما بصّت لنفسها، حسّت كأنها النسخة المصرية من مسلسل تركي،

بس اللي اتقطع منه التمويل في النص.

**

– “يا ترى شكلنا هيعجبهم؟ ولا أقول إني جاية أوصل طلب؟”

ضحك عم حسين، وقال:

– “بس دخلي بثقة، الباقي على الله.”

**

وصلوا قدام المبنى.

المدخل واسع، الزجاج بيلمع، والناس اللي داخله طالعة كلها لابسة كأنها ماشية في إعلان عطر مش رايحة شغل.

دخلت ورا عم حسين وهي بتحاول تتحكم في خطواتها رغم أن الجزمة بتزنق كل صباع في حتة.

**

الاستقبال كان راقي… سكرتيرة قاعدة ورا مكتب شكله أغلى من جهاز عروسة.

شعرها نازل ناعم ولامع كأنها لسه طالعة من إعلان شامبو،

وهدومها كلها بيضة وسادة، بس فيها شياكة تغمّي.

بصّت زينب على نفسها،

هدومها نضيفة وأشيك طقم عندها، اللي ندى قالت عليه “ده قلب الموضة”،

بس وسط الناس دي، حست نفسها جاية تسأل على شغل مش تشتغل فيه!

**

السكرتيرة قالت بأدب:

– “الأستاذ ياسين في اجتماع، ممكن تنتظري هنا شوية.”

عم حسين قال بسرعة:

– “أنا هدخل الحمام، خمس دقايق وراجع.”

وسابها وراح.

**

قعدت زينب على الكرسي،

رجليها واجعاها، وظهرها متني، بس بتحاول تبان عادية.

بصّت حواليها…

البنات اللي بيعدّوا لابسين بدل شيك، كعبهم ماشي بهدوء على الأرض الرخام،

أما هي… فكل خطوة من جزمتها كانت بتقول: “أنا هنا”.

**

ضحكت بينها وبين نفسها،

وقالت في سرّها:

– “لو دخلت أقابل الأستاذ ياسين كده، ممكن يفتكرني جاية أنضف مش أشتغل.”

بس بسرعة كتمت الضحكة، وعدّلت قعدتها،

وقالت في بالها:

“مش مهم شكلي وسطهم، المهم أنا جايه أبدأ… والبدايات عمرها ما كانت أنيقة.”

يتبع 

❤️❤️❤️❤️❤️

يا ترى زينب هتقابل الأستاذ ياسين؟

وهتبدأ أول خطوة في حلمها؟

ولا الدنيا ناوية تقلبها ضحك وبهدلة تاني؟ 😂

استنونا في الفصل التاني،

ومتنسوش تقولوا رأيكم اللي بيضحّك القلب ❤️💬

رواية_محامية_قلبي

بقلم أمل شعبان

• تابع الفصل التالى ” رواية محامية قلبي  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق