رواية نقطة أختراق الفصل الحادى عشر 11 – بقلم زينب رشدى

 رواية نقطة أختراق الفصل الحادى عشر 11 – بقلم زينب رشدى 

نقطة_اختراق

البارت_١١

أسر: “مين اللي عمل فيكي كده؟”

ريهان (تتنفس بصعوبة): “هقولك… بس نادي نادر.”

دخل نادر بسرعة.

نادر: “حمد الله على السلامة… إيه اللي حصل؟”

ريهان: “الريس كلّمني…”(قالت اللى حصل) 

أسر (ينظر لها): “يعني إيه؟ عايزني أشتغل معاهم؟”

ريهان: “يا كده… يا هت”تقتل.”

أسر: “وضربك بالنار بس عشان خبيتي عليه؟”

نادر: “دي أقل حاجة عنده. فكر وردّ عليا… أنا هبعتلهم المعلومات، وأسيبك، شكلك تعبان.”

أسر (ينظر إلى ريهان بندم): “أنا آسف… إني شكيت فيكي.”

ريهان: “ليه شكيت فيا؟”

أسر: “وأنا ماسك اللاب بتاعك، شوفتك منزلة ‘نظره’، مع إنك قولتي منزلتهوش. وبعدها جالك عليه رسالة، بيقولك مستنيكي الساعة ٢. شكيت. راقبتك، مخرجتيش… بس شوفت واحدة داخلة شبهك. بعدين طلبت مساعدتك تخترقي البرنامج، كنتي بتتعمدي متوصليش. ولما اخترقته، لقيت إن ‘الملكة’ عندها كل البيانات، وبعدها البرنامج اتقفل. شوفت على لابك نفس خلفية الملكة… قلت، خلاص. وراقبتك تاني، وكنتي طالعة بالليل. قلت أراقبك… واللي يحصل يحصل.”

ريهان (بتعب): “ومخوفتش يحصلّك حاجة؟”

أسر: “تصدقيني؟ كنت عايز أثبت لقلبى إنك كويسة.”

ريهان تغمض عينيها فجأة.

أسر (بقلق): “ريهان؟ إنتي كويسة؟… أدهم! أدهم!”

أدهم يدخل مسرعًا.

أدهم: “في إيه؟”

أسر: “اغمي عليها وهي بتكلمني!”

أدهم: “متقلقش، ده من التعب.”

أسر: “بس دي سخنة جدًا.”

أدهم: “اعملها كمادات… أنا لازم أنزل القسم، لو حصل أي جديد، تلفوني برا. كلمني. باي.”

جلس أسر إلى جوارها، يضع الكمادات، مش قادر يصدق كمية الألم اللي شافته… واللي خبّته. افتكر الر”صاصة، صوتها وهي بتص”رخ، كلامها عن أختها… كل ده قلبه بيت”قطع عليه.

بعد وقت، دخل نادر إلى الغرفة، وهو يحمل علبة دواء في يده.

نادر: “بقت كويسة؟”

أسر (بقلق): “السخونية زي ما هي… وبدأت تخرف.”

نادر جلس بهدوء، عيونه فيها حزن عميق.

نادر: “ده مش من السخونية. هي كده لما تفشل في عملية، بتدخل في حالة… بتغيب عن العالم، وتتعب جدًا، وتبدأ تفتكر اللي حصل لريهام.”

أسر (بصوت واطي): “لسه متأثرة بمو”تها؟”

نادر (بدموع في عينيه): “ومين مش متأثر؟… ريهام دي ماكانش فيه منها. كانت طيبة، بتحب الناس، الضحكة عمرها ما فارقت وشها. كنا بنحب بعض جدًا، متفقين على حاجات كتير نحققها سوا… كنا هنِتجوز، ونسافر الدنيا كلها.

ما”تت قبل ما نحقق حاجة. ما”تت بسببي… بسبب شغلي. ما”تت، ولسه لحد النهاردة معرفتش أجيب حقها.

أما ريهان… من يومها وهي اتغيّرت. كرهت الناس… والبشر… والرجالة. كانت بتأنّب نفسها لو ضحكت. ولما تسمع صوت عالي في الشارع، كانت تترعب. تخاف تركب عربية، تحس هيخطفوها. حاولت أخرجها من اللي هي فيه، علّمتها تدافع عن نفسها… على الأقل أقدر أحمي ريهان، طالما معرفتش أحمي ريهام.”

نظر إليه أسر بحزن 

وقال:”ده انت بتحبها أوي.”

تنهد نادر وقال:

“الله يرحمها… أنا جبت أكل، اطلع كُل، وأنا هديها الحقنة دي وأقعد جنبها شوية.”

شعر أسر بالضيق وتكلم بإصرار:

“لا معلش… أنا هديها الحقنة وهقعد جنبها.”

رفع نادر حاجبه ساخرًا وقال:

“تكونش خطيبها ولا جوزها وأنا معرفش؟”

رد أسر بهدوء فيه حدة:

“لا مش كده… بس انت كمان مش جوزها.”

قال نادر بثقة:

“أنا خطيب أختها.”

أسر، وقد بدا عليه الضيق أكثر:

“أولًا كنت، وثانيًا دي أختها التوأم، إيه اللي يضمنلي إنك مش شايفها ريهام؟”

ابتسم نادر بسخرية حزينة:

“هما توأم آه، بس عمري ما شفت ريهام إنها ريهان… ريهام في عيني واحدة بس.”

أسر (بهدوء): “أنا متأسف.”

نادر: “اهي الحقنة، أنا بديهالك بس عشان كنت زيك في الأول.”

أسر: “تقصد إيه؟”

نادر: “هتفهم… بس يا ريت تفهم بدري. يلا تصبح على خير.”

أعطاه الحقنة، وظل إلى جوارها لساعتين، حتى بدأت الحرارة في الانخفاض، ونام على الكرسي بجوارها. بعد وقت، فتحت ريهان عينيها، ورأته نائمًا إلى جانبها.

ريهان (بهمس): “ماكنتش عايزاك تقرب، عشان ميحصلكش حاجة… بس خلاص، انت كده دخلت اللعبة. بس صدقني، مش هسمح يحصلّك حاجة… كفاية اللي ما”ت بسببي.”

اعتدلت بهدوء، ثم حرّكته حتى استيقظ.

أسر: “إنتي كويسة؟”

ريهان: “انت هنا من امبارح؟”

أسر (بيفرك راسه): “آه، كنت قلقان عليكي عشان السخونية.”

ريهان: “تعبتك معايا، معلش… تقدر تروح ترتاح، أنا بقيت كويسة.”

أسر: “لا… مش هعرف أنام تاني.”

ريهان (وهي تقف): “اللي تحبه.”

أسر: “رايحة فين؟”

ريهان: “هجيب اللاب… أكيد حاولوا يكلموني.”

أسر: “هجيبهولك… ثانية.”

فتحته ريهان، وما إن اتصلت حتى ظهر “العنكبوت” على الشاشة.

العنكبوت: “حمد الله على السلامة… المرة دي عدت سليمة، خلي بالك، المرة الجاية.”

ريهان (بحدة): “بتهددني يا عنكبوت؟ غلطة تقوموا تقتل”وني؟ نسيتوا كل شغلي معاكم؟”

العنكبوت: “ما عشان غالية علينا ما قت”لنكيش.”

ريهان: “وعايز إيه دلوقتي؟”

العنكبوت: “الريس موافق إن أسر يشتغل معانا، بس هنعمله امتحان في الأول. شوفي… لو وافق، تمام. لو رفض… اقت”ليه.”

نظرت ريهان إلى أسر بتوتر وأغلقت الجهاز.

ريهان: “بص… انت مش مجبر. أنا ممكن أقولهم إنك بعد الشر قتل”تك، وأبعدك عنهم لحد ما نخلّص منهم.”

أسر (مقاطعًا): “أنا موافق.”

ريهان: “شغلهم صعب… وهيعملولك كذا امتحان ضد مبادئك.”

مد يده وأمسك يدها.

أسر: “هنشتغل سوا… أنا هبقى معاكي، وموافق على كل حاجة. مقدرش أشوف الغلط وأتفرّج عليه.”

دخل نادر، فابتعدت ريهان عن أسر بتوتر.

نادر: “عاملة إيه دلوقتي؟”

ريهان: “الحمد لله… أسر وافق يشتغل معانا.”

نادر: “يبقى هاخده النهارده يتكلم مع اللواء ويفهمه كل حاجة.”

ريهان (بحزم): “مينفعش يخرج من هنا… إحنا بقينا مترقَبين. أنا هبعتله إيميل… أسر، أنا هقولهم إنك موافق، وهيطلبوا منك حاجات كتير، يختبروك بيها… وافق عليها مهما كانت. وكلم هشام، قوله إنك مسافر يومين.”

أسر: “حاضر.”

ريهان: “وتجيب لاب… تؤمّنه كويس أوي، وتعمل إيميل جديد، باسم جديد… ولا أخ ولا أم ولا حد من قرايبك يعرف.”

أسر: “حاضر.”

ريهان: “وأي حاجة تخص الشغل، تعملها برا بيتك، علشان ما يوصلوش لأهلك… وحاول تفهمهم إن في مشاكل بينك وبينهم.”

أسر: “ماشي.”

ريهان: “ولما نكون في الشركة، متكلمنيش في حاجة. ولو عايز تبعتلي حاجة، تبعتها من إيميلك المزيف لإيميل الملكة.”

أسر: “ليه كل ده؟ إحنا مين هيمشي ورانا؟ الحكومة والمافيا شغالين معانا.”

ريهان: “شغل الحكومة مينفعش حد يعرف عنه حاجة. لأن العنكبوت مش منضم ليهم… وممكن يعمل أي حاجة علشان يعرف توصله. فاهم؟”

أسر (بتنهيدة): “فاهم.”

نادر: “تعال أفهمك شغلنا إزاي… وهيمشي إزاي.”

ريهان (بصرامة): “نادر… أسر يتأمَّن هو وأهله كويس… وإلا هقلبها على الكل. وصلها بقى.”

أسر (بابتسامة خفيفة): “متقلقيش يا ريهان… أنا هخلّي بالي مني ومنك.”

خرج أسر ونادر، وبقيت ريهان وحدها، تسند رأسها على السرير، وأفكارها مشوشة… تفكر:

كيف يمكنها حماية أسر؟ كيف تسرّع بكشف العنكبوت قبل أن يصاب أحد آخر؟

تحسنت حالة “ريهان” بعد مرور يومين، وكان “أسر” بجانبها طوال الوقت حتى بدأت تنسى ما حدث. وعندما استعادت قدرتها على التركيز، تواصلت مع “الريس” وأبلغته بموافقة “أسر”، فطلب منها الترتيب للمكالمة.

ريهان: أسر، زي ما اتفقنا، متتوترش مهما قال. اتكلم بجمود وصرامة، وخليه يحس إنك مستعد تعمل أي حاجة.

أسر (بملل): خلاص يا ريهان، من امبارح وانتي مش بتتكلمي غير في الموضوع ده.

ريهان: عشان مش قادرة أتخيل دماغه، ومش عارفة ممكن يطلب منك إيه. بس خليك عارف، مهما قال وافق، وإحنا هنتصرف… وأنا معاك.

أسر: تمام.

فتحت “ريهان” اللابتوب، وبدأت المكالمة مع “الريس” الذي كان يظهر بصوت متغير وملامح غير واضحة.

ريهان: أسر، يا ريس.

الريس: أهلاً يا أسر، ريهان كلمتني عنك، وبصراحة شجاعتك ووصولك لينا عجبني.

أسر: كويس إنه عجبك، وإن قدرت أوصل لدرجة إنكم توافقوا تشغلوني معاكم.

الريس: لا، مش كده على طول، لازم يكون في اختبار. ولا انتي مفهمتيهوش يا ملكة؟

ريهان: فهمته يا ريس، وهو مستعد يعمل أي حاجة.

الريس (بغموض): أي حاجة؟ حتى لو يقتلك؟

في تلك اللحظة، نظر “أسر” إلى “ريهان” برعب، وأمسك يدها، فهزّت رأسها إشارة إلى الموافقة.

الريس: ههههه… إيه يا ملكة، خوّفتي؟ لأ ده أنا بهزر، وإحنا نقدر نستغنى عنك؟

ريهان: ده في لحظة حسيت إنه هيخرج السلاح ويخلص.

الريس: أسر، شغلنا مفهوش هزار. لو حسيت بس إنك بتخون، مش هتكون إنت بس الميت… ده أولهم أهلك، واسأل الملكة حصل فيها إيه.

أسر: وأنا عارف ده كويس، ولو على أهلي ميهمونيش في حاجة. فلو عايز تضغط عليا، شوف لعبة تانية.

الريس: تمام يا أسر. أولًا: اعمل اسم حركي ليك، وفك برنامج “نظرة” عشان شغلنا واقف. وبعتلك مهمة، لازم تنجزها.

ثم أغلق المكالمة، وتنفس “أسر” و”ريهان” الصعداء.

أسر: ده اتجنن… عايزني اقتلك!

ريهان: هو قاصد يقول كده عشان يشوف هتخاف ولا لأ، وكمان عشان يشوف في بينا حاجة ولا لأ، لأني خبّيتك عنه في الأول.

أسر: تفتكري إيه المهمة؟

ريهان: تعالى نعمل الأول حساب واسم حركي للشغل، وبعد كده نكلم بعض بأسمائنا المزيفة وبشكل آمن… واتصرف في برنامج “نظرة”.

أسر: طيب، تعالى ساعديني.

ريهان: أسر، الحاجة دي مسئولية، يعني أقرب الناس ليك متعرفش عنها.

أسر: بس أنا واثق فيكي.

ريهان: ولو؟ يمكن يجبروني على الكلام. يوم ما عذبوني أنا وأختي اتكلمنا. عشان كده بقولك ما تقولش لحد، عشان ميتعرضش للخطر. لو حبيبتك متعرفش؟

أسر: مليش حبيبة.

ريهان: أسر، ما تمسكش في الهايف وتسيب المهم.

أسر: طيب حاضر.

بعد المكالمة مع الريس

ريهان: أنا رايحة مشوار، وعايزاك تكون خلصت المهمة قبل ما أرجع. لو احتجت حاجة، ابعتلي على إيميل “الملكة”.

أسر: رايحة فين؟

رفعت “ريهان” حاجبها: حاجة خاصة بالشغل.

أسر: يعني إيه؟ أنتي لسه تعبانة.

ريهان: مقدرش أقولك فين. أنا كويسة.

أسر: يعني أنا أقولك “واثق فيكي”، وإنتي تقوليلي “مقدرش أقولك”؟

ريهان: وقلتلك قبل كده، الأقرب مايعرفش بأي حاجة.

دخلت لتبديل ملابسها، ارتدت سويت أسود وكاب يُخفي وجهها ونظارة شمسية.

ريهان: نادر، مفاتيح الموتوسيكل فين؟

نادر: اهي.

أسر (بصدمة): يعني دي ريهان؟ وليه عاملة كده؟

نادر: بتروح مكان ماينفعش حد يشوفها، فبتتخفى.

أسر: أيوه، يعني لو حد شافك نازلة من هنا مش هيعرف يراقبك؟

ريهان: أولاً، محدش يقدر يلحقني حتى. ثانياً، يوم ما شفتني إنت، ما عرفتش إني أنا غير لما دخلت البيت. وأنا، أول ما بنزل، بعرف كويس إن فيه حد نازل ورَاي. عشان كده بتأمن.

نزلت من البيت، وما إن وصلت إلى الطريق العمومي، حتى شاركت في سباق دراجات نارية كان موجوداً، كي تُبعد الشكوك عن نفسها، وتمنع أي مراقبة. وصلت أخيراً إلى وجهتها: مقر أم”ن الدو”لة.

دخلت مكتب الرائد “علي”.

علي: حمد الله على السلامة.

ريهان: الله يسلمك، أنا بعتلك كل المعلومات، شوفتها؟

علي: عرفتي توصلي للأشخاص دي إزاي؟

ريهان: بقالّي فترة بحاول أُخترق جهاز “العنكبوت” من غير ما يعرف. وصلتله فعلاً، بس وقت المحادثات بيني وبينه بيكون قصير، وده اللي بيسمحلي آخد معلومات على السريع.

ثم ناولته أوراقًا، كانت تحتوي على آخر ما توصّلت إليه.

علي: كويس جدًا. عايزين “أسر” ييجي هنا، ندربه ونجربه على جهاز كشف الكذب.

ريهان: تحت أمرك، في الوقت اللي تقول عليه.

علي: أنتي واثقة فيه؟

ريهان: أنا معرفهوش غير في الشغل. شفت اللي عمله عشان يقفل البرنامج، وكان حزين على البلد.

علي: ما يمكن بيكدب؟

ريهان: هيخصّ مين؟ لو تبع “الريس” مكنتش بقيت عايشة دلوقتي. وبعدين، إنتوا جمعتوا عنه معلومات قبل كده.

علي: على العموم، هنعرف. اعطينا يومين وهاتيه.

ريهان (بتردد): في حاجة حصلت يا فندم.

علي (بارتياب): خير؟

ريهان: واحدة اسمها “الثعلب” اتواصلت معايا من فترة عشان شغل “العنكبوت”. وبعد ما خلصنا، فضلت تكلمني، وتسأل عليا كل يوم، وتسأل عن أهلي، ولما بدأت تسألني ليه بشتغل مع “الريس”؟ وليه مش بحب بلدي؟ مش عارفة أتصرف إزاي معاها.

علي (باستغراب): غريبة، بتسألك شغالة ليه وشايفة إن الشغل غلط؟ وهي نفسها بتشتغل زيه؟ مش خايفة تقول لـ”العنكبوت”؟

العبه كبرت وفى طرف تاني دخل في اللعبه والروايه سخنت وبالنسبة لتأخيرى أسفه جدا الفتره دي كنت مشغولة وكمان لسه راجعه من السفر بكره أن شاء الله هحاول ابعت بارت كبير وبدرى عرفوني رايكم🤩

زينب_رشدى

• تابع الفصل التالى” رواية نقطة أختراق  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق