رواية نقطة أختراق الفصل الثانى عشر 12 – بقلم زينب رشدى

 رواية نقطة أختراق الفصل الثانى عشر 12 – بقلم زينب رشدى 

نقطة_اختراق

البات_12

أقبل ي أدمن

علي (باستغراب): غريبة، بتسألك شغالة ليه وشايفة إن الشغل غلط؟ وهي نفسها بتشتغل زيه؟ مش خايفة تقول لـ”العنكبوت”؟

ريهان: ده حتى بتقولي “خايفة يحصل لك زي أختك”. يعني المفروض هما ميعرفوش إني عارفة إنهم اللي قتل”وها. إزاي مش خايفة أقول لـ”الريس”؟

علي: محاولتيش تخترقي جهازها؟

ريهان: حاولت، والغريبة إن جهازها حمايته قوية جدًا. وواضح إنها لاحظت، وكلمتني وقالتلي: “اللي عايزة تعرفيه عني اسأليني مش تخترقي جهازي… ده مش شغل جواسيس”. يعني لو كانت قالت لـ”العنكبوت”، كانت هتبقى مصيبة.

علي: لا، حاولي تعرفي حكايتها، وخفّي الكلام معاها.

ريهان (بحزن): بحاول أعمل كده، بس هي فكرتني بـ”ريهام”، نفس طريقة كلامها وهزارها.

علي: ريهان، أختك ما”تت… وهما السبب. افهمي ده. ومتسبهاش تسيطر على عقلك

ريهان (تلبس نظارتها وتقوم): فاهمة… عن إذنك.

عودة ريهان للمنزل

نزلت “ريهان” من عند الرائد “علي”، وعادت إلى البيت. دخلت لتجد “أسر” جالسًا أمام اللابتوب.

ريهان: فين الباقي؟

أسر: نزلوا كلهم… هشام راح شغله، ونادر أعتقد إن أهله كلموه، في حد تعبان عايزينه.

ريهان: وإنت وصلت لحد فين؟

أسر: تعالى كده…

جلست “ريهان” بجواره، وخلعت الكاب، وبدأت تفك شعرها. شعرها انساب أمامه بسحر خاص، ولمع عبير رائحته في الجو، جذب انتباهه تمامًا.

ريهان: أسر، بكلمك.

أسر (بانتباه مرتبك): أحم… آسف، كنتِ بتقولي إيه؟

ريهان: بقولك، خلصت في وقت قياسي.

أسر: لسه حالًا مخلص البرنامج. اتواصلي معاهم، قولي لهم.

ريهان (وهي تربط شعرها): هيعرفوا لوحدهم.

ثم نظرت إليه، فوجدته يحدّق فيها بتركيز.

ريهان: انت مالك النهاردة؟

أسر: أبدًا… تعبت من اللابتوب وعايز أنام.

ريهان: طيب، ادخل نام، ولو عايز تروح البيت بكرة روح.

أسر: وإنتِ هتمشي إمتى؟

ريهان: لسه معايا يومين.

أسر: تمام… هنمشي سوا، مش انتي مفهّماهم إننا مسافرين شغل؟

ريهان: وإنت تقعد ليه؟ روح لأهلك، أنا لسه معايا شغل.

أسر: وإنتي تقعدي هنا ليه مع هشام ونادر لوحدك؟

ريهان (بضيق): إيه الطريقة دي؟ أنا مش قاعدة مع حد. الشقة دي للشغل، وبنيجي نخلص شغلنا ونمشي. وحتى لو ميه راجل معايا، أنا بعرف أحافظ على نفسي كويس.

أسر (بحرج): أنا آسف… مش قصدي اللي فهمتيه. بس عشان عارف إنك مش بتحبي تقعدي مع راجل، وكمان مش واثق فيهم.

ريهان: أنا واثقة… عن إذنك.

دخلت غرفتها، وفتحت اللابتوب. فوجئت أن “العنكبوت” علم بعودة البرنامج. ثم وجدت رسائل جديدة من “الثعلب”.

ريهان (بضيق): إيه حكايتك إنتي كمان؟

قرأت رسائلها:

> “يا ملكة، مش بتردي ليه؟”

“انتي قلقتيني، بقالك فترة مختفية.”

“حد أذاكي؟”

“ياريت لما تشوفي الرسائل تردي.”

ريهان (بنَفَس ضيّق): إنتي إيه حكايتك بالظبط؟ عايزة توصلي لإيه؟

الثعلب: مش عايزة أوصل لحاجة، أنا عايزة نبقى صحاب.

ريهان: ليه؟ وبمناسبة إيه؟ والريس عارف بتواصلك معايا؟

الثعلب: لأ، ميعرفش. أنا عايزة أعرفك، عشان ماليش حد… وحبيتك، خصوصًا إن ظروفي زي ظروفك.

ريهان: وأنا مش عايزة أعرف حد. بينا شغل وبس، غير كده، شكرًا.

الثعلب: ليه متعتبرنيش أختك؟ ربنا باعتني ليكي أعوّضك عنها.

ريهان (بعصبية): أنا محدش زي أختي، ومحدش يقدر يعوّضني عنها. وابعدي عني أحسن، وأقسم بالله أذيكي… وأنا أذيتي وحشة، فاهمة؟

الثعلب: لو هترتاحي في أذيتي، أنا موافقة… بس مش هقدر مبقاش بسأل عليكي.

أغلقت “ريهان” اللابتوب بعصبية، وكسرت كوبًا كان بجوارها. دخل “أسر” مذعورًا.

أسر: إنتي كويسة؟

ريهان: كويسة… بس لما بتعصب، مبعرفش أتحكم في أعصابي.

أسر: إيه اللي ضايقك؟

ريهان (بعد لحظة تفكير): بتعرف تلعب حاجة للدفاع عن النفس؟

أسر: كنت بلعب ملاكمة.

ريهان: مش بطال… تعالى أوضة الأجهزة، أفرّغ شحنة غضبي، وبالمرة أدربك.

أسر: لأ… مش بحب أدرب مع ستات أنا.

ريهان (بابتسامة خفيفة وهي تدخله الأوضة): طيب… تعالى كده.داخل غرفة الأجهزة

دخل “أسر” الأوضة، واتفاجئ إنها أكبر من الشقة كلها. كانت مجهزة بالكامل: جزء للملاكمة، وآخر للتدريب البدني، إضافةً إلى أجهزة متطورة موزعة بعناية.

أسر (بصدمة): ده أحسن من الجيم!

ريهان: سخّن بقى لحد ما أغيّر وأجيلك.

دخلت “ريهان” غرفتها، وبدلت ملابسها، وارتدت بنطالاً رياضيًا، وتيشيرت كت، ورفعت شعرها لأعلى. دخلت الغرفة وهي بكامل تركيزها.

أسر (بانبهار): إنتي حلوة كده بأي حاجة.

ريهان (بجدية وهي تقترب): أنا بقول نتلم، عشان اللي هيحصل مش في صالحك.

أسر (بتهكم): ده أنا خايف أكس”رك في إيدي.

ريهان: طيب… نشوف مين اللي هيت”كسر.

بدأوا التدريب، و”أسر” كان أداؤه جيدًا نوعًا ما، لكن لم يكن بقوة “ريهان” التي خضعت لتدريبات على يد ضباط أمن الدولة. حاول مرارًا التغلب عليها، لكنها تمكّنت في النهاية من إسقاطه أرضًا.

ريهان (وهي تتمثل إنها بتنظف هدومها): ما يقع إلا الشاطر.

مد “أسر” يده لتقوم، لكنها أمسكته وسحبته، فوقعت فوقه.

أسر (بمزاح وهو يحتضنها): كنت بأكد على مثلِك، يا “رهون”… شكلي هتعب معاكي.

ريهان (تنهض بضيق): أسر، إحنا مش بنلعب. أقل غلطة رقبتنا فيها.

غادرت الأوضة وهي متضايقة من طريقته، ومن إحساس داخلي غريب مش فاهمة له.

بعد وقت، نامت “ريهان”، واستيقظت على صوت خبط على الباب. نهضت بعصبية، وفتحت وهي لا تزال بملابس النوم، وشعرها غير مرتب.

ريهان (بغضب): إيه؟ إيه في إيه؟

أسر (مذهول): …

ريهان: إنت مخبط عليا بالطريقة دي عشان تتنح؟

أسر (بانبهار): ما أنا مشوفتش واحدة تصحى من النوم تبقى بالجمال ده!

ريهان (بضيق): أسر، أنا لسه صاحية ومش فايقة.

أسر: آه، صح… نسيت. نادر برّا عايزك على التليفون.

خرجت “ريهان” بسرعة وهي متضايقة، وأجابت على المكالمة.

ريهان (بحدة): أيوه يا نادر، خير؟

نادر: ريهان، تعالي إنتِ وأسر دلوقتي ضروري.

ريهان: طيب…

أغلقت الهاتف.

ريهان (بنبرة أمر): اجهز، إحنا نازلين.

أسر: رايحين فين؟

ريهان (بنَفَس ضيق): أجهز يا أسر.

جهزوا أنفسهم ونزلوا، وكان في سيارة في انتظارهم. ركبوا، ووصلوا إلى مكتب الرائد “علي”، وهناك، وجدوا “هشام” و”نادر” والكل متجمع.

ريهان (بتوتر): آخر مرة التجمع ده كان وراه مصيبة…

علي: تعالي يا ريهان، اقعد يا أسر.

جلست “ريهان” بجوار “علي”، بينما جلس “أسر” أمامه، محاطًا بنظرات القلق والريبة من الجميع.

علي (بصوت حازم): يا أسر، أنت هنا النهارده علشان نعرف نكمّل ولا نوقف.

أسر (بتوتر بسيط): مفهوم.

علي: هتدخل دلوقتي على جهاز كشف الكذب… وهتجاوب على أسئلة محددة، بكل وضوح.

أسر: موافق.

نقلوه إلى غرفة جانبية، ووصلوا عليه الجهاز. دخل “علي” ومعه ضابط مختص.

علي: اسمك الحقيقي؟

أسر: أسر العوضي.

علي: علاقتك بريهان؟

أسر: شغل… بس حاسس إني بحترمها وبثق فيها.

علي (بتركيز): هل تواصلت في أي وقت مع شخص يُدعى العنكبوت؟

أسر: لأ.

علي: هل تلقيت تعليمات من أي طرف معادٍ؟

أسر: لأ.

علي: هل تخفي أي معلومة عنا؟

أسر (بثبات): لأ.

على: هل توافق انك تضحي بنفسك لأجل الوطن؟ 

اسر: ايوه

أنهى الضابط الاختبار، وأشار لـ”علي” بأن الإجابات سليمة.

خرج “أسر” من الغرفة، فوجد “ريهان” تقف في الممر، ووجهها لا يُظهر أي تعبير.

ريهان: عملت اللي عليك؟

أسر: عملت… وطلعت نظيف.

ريهان (بارتياح خفيف): تمام… نرجع بقى.

لكن “علي” استوقفهم.

علي: ريهان، اقفي.

ريهان (توقفت): نعم؟

علي: المهمة الجاية هتكون أخطر، وهي اللي هتثبت فعلاً إحنا ماشيين صح ولا لأ.

ريهان: تحت أمرك يا فندم.

علي: أنتي وأسر هتروحوا تقابلوا شخص من شبكة “الريس”، هيدِّيكم بيانات حساسة جدًا، ولو قدرتوا تنفذوا اللي عليه… يبقى هنبدأ نشتغل على خطة الإيقاع بالعنكبوت نفسه.

ريهان (بقلق): الشخص ده موثوق؟

علي: مش بنثق، بنختبر… ودي شغلتكم.

أومأت “ريهان” بالموافقة، ثم خرجت مع “أسر” من المكتب.

في السيارة، كان الصمت يسيطر، حتى قطعه “أسر” بنظرة جانبية.

أسر: خايفة؟

ريهان: لأ… بس مرهقة.

أسر: على فكرة، أنا مش عارف أنتي بتشتغلي ولا بتحاربي؟

ريهان (بصوت هادئ): بعمل الاتنين… علشان آخد حق أختي، وحق بلدي.

وصلا إلى المنزل، وكل منهما غارق في أفكاره.

دخلت “ريهان” غرفتها وبدأت تحمّل ملف المهمة الجديدة، بينما جلس “أسر” في الصالة يتابع أخبارًا عن مجموعة إلكترونية ظهرت مؤخرًا، تهاجم المؤسسات الوطنية باسم الدين.

أسر (بتفكير): يا ترى مين وراهم؟ ولو فعلاً ليهم علاقة بالريس… يبقى إحنا داخلين على ن”ار.

في تلك اللحظة، دخلت “ريهان”، وأعطته فلاشة.

ريهان: خد… عليها كل تفاصيل المهمة. افتحها واحفظها في دماغك، مش على الجهاز.

أسر: حاضر.

جلست بجانبه فجأة، ووضعت يدها على جبينها.

أسر (بقلق): تعبانة؟

ريهان: لا… بس قلبي مش مطمن.

في صباح اليوم التالي، استيقظت “ريهان” قبل الجميع، وكانت أول من راجع ملف المهمة. جلست في غرفة الأجهزة، تُحلل البيانات الموجودة على الفلاشة.

بعد قليل، دخل “أسر” وهو يتثاءب.

أسر: بسم الله ما شاء الله… من بدري كده؟

ريهان (من غير ما تبصله): ما بنمشيش وسط نا”ر وإحنا مغمّضين.

أسر: طب صباح الخير الأول.

ريهان (بتنهيدة): صباح الخير… افتح الفلاشة وراجع كل نقطة.

فتح “أسر” الملف وبدأ يقرأ.

أسر: الشخص اللي هنقابله ده اسمه “مرجان”…

ريهان: الاسم حركي، مش حقيقي.

أسر: وهندّعي إننا من طرف الريس… وده هيحصل في وسط زحمة في مول.

ريهان: آه، وأي كلمة غلط هتخلّي المكان يتقلب علينا.

أسر: طب ما نلبس لبس كاميرات؟

ريهان: الريس قال لأ. ده اختبار، لو شكوا فينا ولو بنسبة واحد في المية، هنضيع.

دخل “نادر” وقال إن العربية جاهزة.

ريهان (وهي تلبس كاب ونضارة): يلا يا أسر… خليك طبيعي.

في المول

كان الزحام شديدًا، والعيون كثيرة، لكن “ريهان” كانت تمشي بخفة وهدوء. لحقت بها “أسر” بهدوء ووقف بجانبها.

ريهان (بصوت واطي): الشخص اللي واقف عند محل الساعات… ده “مرجان”.

أسر: باين عليه مش بسيط.

ريهان: خليك جامد.

اقتربا منه، فنظر إليهم بنظرة اختبارية.

مرجان: مين فيكم الملكة؟

زينب_رشدي

• تابع الفصل التالى” رواية نقطة أختراق  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق