رواية مالكة قلب الزين الفصل الثانى 2 – بقلم ريشة ناعمة
💠 رواية “مالِكة قلب الزين” – الفصل الثاني
القاهرة – الليلة اللي قبل الرحيل
كانت ليان واقفة قدام المراية، وشها مش باين فيه تعبير واضح.
شعرها الغجري سايب على كتفها، وعيونها الخضرا بتلمع تحت نور الأباجورة،
كأنها بتفكر، بس التفكير هرب منها.
“هو أنا رايحة أزور، ولا رايحة أواجه؟”
قالتها لنفسها وهي بتربط طرحتها بنعومة، وحاجبها مرفوع باستغراب.
مازن دخل الأوضة تاني، ووقف عند الباب وقال:
“مالك يا بنتى ما تروقى كدا عاملهكدا ليه.”
ردت وهي بتعدّل إسورة كانت هدية من صاحبتها:
“وأنا مش رايحة أتفسّح يا مازن، رايحة عشان بابا… وبعدين يعني، هو أنا داخلة كهف!”
ابتسم بخبث، وقال:
“والكهف أهو… هيبتلعك.”
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
فى الصعيد
الليل كان هادي، لكن الهدوء في الصعيد دايمًا بيخبي وراه أصوات.
أصوات خيول بتنهج، مَيّة بتترش، وصوت خطوات تقيلة على أرض ترابية.
زين كان واقف قدام الإسطبل، لابس جلابية رمادية، سادة.
عيونه السودة بتلمع تحت ضوء القمر، وعضلات دراعه باينة وهو بيطبطب على رقبة الحصان.
الحصان ده… هو الأقرب لقلبه.
وكان كل ما حد يقوله “اتجوز”، يرد من غير تفكير:
“الوحيد اللي بيفهمني، واقف على أربع.”
آسر ابن عمه، جه من بعيد وقال بصوت خشن:
“الضيفة چاية بكرة.”
“عارف.”
“هتعمل إيه عاد؟”
زين لفّ وشه ليه، وابتسامته كانت شبه سخرية:
“هاعمل ايه يعنى.”
وفي قلبه:
“هشوف… إذا كانت لسه البت الصغيرة،
ولا بقت حاجة… ممكن تغيّر كل حاچة.”
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
الصباح – طريق السفر
العربية ماشية على الطريق الزراعي، والتراب بيطير وراها زي ستارة بتتقلب.
ليان كانت قاعدة جنب الشباك، وساكتة بقالها نص ساعة.
وعينيها معلّقة في الفراغ… مش في الأرض، ومش في السما.
“بابا؟”
“نعم يا ليان.”
“هو جدو فعلاً عايز يشوفنا؟ ولا في حاجة تانية؟”
رد والدها وهو بيحاول يتحاشى النظر ليها:
“جدو عايز يشوفك… بس ممكن كمان… يشوفك في بيت تاني.”
“بيت تاني؟”
“قصدي… يعني… البلد هناك لها طابع مختلف.”
ليان ما ردّتش، لكن عقلها اشتغل بسرعة.
فيه حاجة مش مفهومة…
ونظرة أبوها لما قال “بيت تاني” كانت مش بريئة.
لكنها قررت… تكمل وتشوف ايه اللى هيحصل .
—
الصعيد – بعد الغروب بشوية
زين كان واقف قدام السور، بيبص على الطريق.
الهوى كان بيهز الجلابية حوالين جسمه القوي، وريحة عطره الجذاب كانت فايحة.
فجأة…
حصانه رفع راسه، ونهق بصوت عالي، كأنه شاف حاجة.
زين اتلفت.
“جات؟”
—
يتبع…
• تابع الفصل التالى ” رواية مالكة قلب الزين ” اضغط على اسم الرواية