رواية قلب في المنفي الفصل التاسع و العشرون 29 – بقلم هدير محمد
” تفاااعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵🩷
البارت الـ 29 من روايةقلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
خرجت الطبيبة فقال آدم بلهفة
” أسيل مراتي كويسة ؟
* اه الحمد لله كويسة…
” طب هي مالها ؟ من امبارح بطنها بتو*جعها… و حالتها النفسية مُتقلبة… و النهاردة رجعَت و و اغمى عليها… ليه ده كله ؟
* متقلقش هي كويسة… بالنسبة للأعراض اللي قولتها دي ف ده أعراض طبيعية بتحصل لأي بنت…
” متأكدة ان مفيهاش حاجة ؟
* لا طبعا فيها… التحاليل اللي عملتها ليها أثبتت ان فيها حاجة…
” قلقتيني… أسيل فيها ايه ؟؟؟
* فيها جنين… مدام أسيل حامل !
تفاجئ آدم و لمعت عيناه بفرحة و قال
” انتي بتتكلمي بجد يا دكتورة ؟
* اه… الف مبروك… تقدر المدام تتابع معايا من اول الاسبوع الجاي لحد معاد الولادة… طبعا مش عايزة اوصيك… الراحة التامة و تنتبه لأكلها كويس و هكتبلها شوية ڤيتيمينات…
كانت الطبيبة تتحدث معه و هو في عالم آخر و سعيد للغاية… قاطع كلامها قائلا
” ينفع ادخلها ؟
* أكيد… اتفضل…
دخل آدم و وجد أسيل كانت ستنهض لكنه منعها قائلا
” اياكي تتحركي !!
اقترب منها و جلس على طرف السرير فقالت أسيل بتوجس
‘ الدكتورة قالت اني حامل…
” ايوة قالتلي انا كمان !
‘ انت مبسوط ؟
” هو مفروض ازعل ؟ طبعا مبسوط !
‘ فكرتك هتتضايق زي ساعتها…
” زمان حاجة و دلوقتي حاجة… انا نفسي ابقا أب منك… و دعواتي استُجيبت اخيرا !
‘ انت كنت بتدعي اننا نخلف ؟
” اه… كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة…
ابتسم أسيل بسعادة و سقطت دمعة من عينها ف مسحها آدم بيدها و قَبَل رأسها و اخذها في حِضنه…
في الليل…
كان آدم يُعطي الفيتامينات التي كتبتها لها الطبيبة بعد ان اكلت…
‘ هو انا كل يوم هفضل أكل كتير و اخد كل ده ؟
” اه…
‘ كده هتخن اوي…
” اتخني… بنتنا تستاهل برضو…
‘ ايه اللي عرفك انها بنت ؟
” انا عايزها بنت…
‘ اشمعنا ؟
” انا بحب البنات…
‘ نسوانجي يعني ؟
” اعتبريها زي ما تعتبريها… يارب تكون بنت…
‘ و لو كان ولد ؟
” هرضى بيه برضو… ده ابني حتة مني و منك…
ابتسمت و وضعت يدها على ذقنه و قَبَل باطن يدها بحُب…
” يلا نامي… كفاية سهر….
‘ سهر ايه ؟؟ ده الساعة 10 !!
” معلش… السهر هيتعب النونو…
‘ و انت بقا عرفت ده كله من فين ؟
” الدكتورة كلمتني و قالتلي كل حاجة… اللي لازم اعمله و اللي مش لازم و الممنوع… عشان عارف انك دماغك ناشفة و يمكن تطنشي حاجة و تعملي نفسك نسيتي…
‘ انت قفشتني…
” بُصي اشتريت ايه !
اخرج حذاء صغير لطفل لونه pinke من الكيس الذي بجانبه… فتحت أسيل فمها بتفاجئ و اخذته من يده و قالت
‘ الله تحفة اوي !!
” أول هدية لبنتي… مش عارف هيجي على مقاسها ولا لا… حتى لو كان اكبر من مقاسها كده كده هتكبر و تلبسه…
‘ آدم انت جميل اوي !!
” عارف… حلاوتي مفيش منها…
‘ انا غلطانة اصلا لاني بشكر فيك… قوم امشي… قفلتني…
” اهون عليكي ؟
‘ الصراحة لا… خليك… بس متفصلنيش !
ضحك و فتح هاتفه على الكاميرا ليسجل فيديو و قال فيه
” الفيديو ده لبنتي المستقبلية لما تيجي بإذن الله هتشوفه… النهاردة عرفت احلى خبر في حياتي… حبيبتي أسيل و اللي هي مامتك… حامل فيكي… انتي نايمة هنا ( أشار لبطنها ) و موجودة في قلبي هنا… حابب اقولك يا أميرتي متقلقيش… ربنا ابتلاكي بأب أمور زيي… هدلعك أخر دلع…
‘ اييييه و انا مفيش كلمة أقولها ؟؟
” لا طبعا فيه ( وجَّه الكاميرا على أسيل ) يلا قولي كلمة ترحيب لأميرتنا…
‘ ازيك انا ماما ( لوحت بيدها و اكملت ) انا انبسطت اوي لما عرفت اني حامل فيكي… بصي انا لسه معرفتش انتي بنت ولا ولد… بس بابا آدم المستقبلي قالي انك بنت… هو حاسس بكده ف انا هعتمد على احساسه لحد ما هعمل سونار بعد 4 شهور… على العموم سواء كنتي بنوتة او ولد… احنا مبسوطين اوي في انتظارك يا طفلي… هنشوف بعض بعد 9 شهور…
عانق آدم أسيل و اكمل
” احنا مستنينك… و هنعمل حاجات كتير سوا… هنلعب و نعمل مصايب و هشتريلك ألعاب كتيرة اوي و هفسحك… المهم انتي شدي حيلك و تعاليلنا بالسلامة… سلام يا أميرتي !
اغلق آدم الفيديو و وضع الهاتف على الطاولة… نظر لأسيل التي اندفعت عليه و حضنته بقوة…
” لا اهدي… بالراحة في روح معاكي…
‘ و انت بقا خايف عليها ولا عليا ؟
” خايف عليكم انتوا الاتنين…
‘ حبيبي… في حاجة كنت بفكر فيها من فترة و عايزة اقولك عليها…
” قولي…
‘ انا عايزة اتجحب…
نظر لها بغرابة فقالت
‘ انا قولت حاجة غلط ولا ايه؟
” لا طبعا… انا بس اتفاجئت… هتتحجبي بجد ؟
‘ ايوة… عايزة اقرب من ربنا… و عايزة بنتي لما تيجي تلاقي أم صالحة معاها… هااا ايه رأيك ؟
” انتي بتزودي انبساطي… هساعدك على الخطوة دي…
‘ عايزة اشتري طُرح كتيييير و ابدأ البس واسع…
” خلاص من بكره انزل اشتريلك…
‘ و انا جاية معاك…
” لا مش هتيجي… مش هتتحركي من مكانك…
‘ ده ليه ان شاء الله ؟؟
” مش عايزك تعملي اي مجهود…
‘ بس انا لسه في الشهر الاول…
” برضو انا خايف عليكي… لما تزهقي اخرجك عادي و انا معاكي…
‘ خلاص اللي تشوفه… عايزة اقولك حاجة كمان…
نظر لها بإهتمام فقالت
‘ بحبك…
ابتسم ف اخذت شفتاه في قُبلة حنونة و بادلها… ابتعد فقالت
‘ بعدت ليه ؟
” انتي بتضعفيني… اهدي… الدكتورة قالت لازم نفضل بعيد عن بعض كام اسبوع كده…
نظرت له بإنزعاج ف ضحك و قَبَل وجنتها…
*******************
– كنتي فين يا ماما ؟
* كنت في مشوار تبع شغلي يا يوسف…
– مقولتيش ليه ؟ كنت وصلتك…
* ملهوش لزوم…
جلست سحر على الاريكة و تنهدت بضيق
– شايفك مضايقة… مالك ؟
* انا كويسة… متقلقش…
نظر يوسف الى ما تمسكه بين يداها… تلك صورة آدم اخذتها من غرفته
– مش ده ابن طليقك اللي جه هنا ؟
* اه هو…
– و صورته بتعمل ايه معاكي ؟
لم ترد فقال
– متأكدة انك كنتي في مشوار تبع شغلك ولا روحتي عند بيت طليقك ؟
* اه روحت عنده…
– ازاي تروحي من غير ما تقوليلي ؟ و كمان روحتي لوحدك !
* كان لازم اروح…
– ليه ؟؟
* عشان آدم ده ابني انا كمان !!
– ده اللي هو ازاي ؟
حكت له سحر كل شيء… تفاجئ يوسف و قال
– هتعملي ايه يا ماما ؟
* ولا حاجة…
– يعني ايه ؟
* آدم سافر من اسبوع… و قال لصاحبه انه هيستقر بره مع مراته… هو اتخانق مع فريد و جالي لحد عندي بس انا انكرت… طردته… لقي مفيش فايدة من الناحيتين ف مشي… يا عالم هشوفه قبل ما امو*ت ولا لا !
– بعد الشر عليكي يا ماما… طب مفيش طريقة توصليله بيها ؟ او حتى تكلميه ؟
* كلمته في التليفون…
– طب كويس… قالك ايه ؟ هيرجع امتى ؟
* قالي ابعد عنه و انه مش محتاج حد… صوته المو*جوع قتـ,ـلني… ياريتني سمعته… ياريتني صدقته !
بكت و هي تنظر له في الصورة و اشارت عليها و قالت بحزن
* انا حاسة إني هفضل ابص لصورته كتير… مش هعرف اشوفه ولا احضنه !
حزن يوسف و عانقها لتهدأ…
******************
اغلقت جميلة الصيدلية و وضعت المفتاح في حقيبتها و كانت تمشي لتأخذ تاكسي او حافلة لتعود لمنزلها… رأت شابين ينظران لها نظرات لا تُبشر خيرًا… لم تهتم و اخذت تمشي لتُكمل طريقها لكن اقترب واحد منها و قال
• هو القمر ماشي لوحده ليه ؟
لم ترد و كانت ستقطع الجهة الأخرى من الشارع لكنه امسك يدها و قال
• ما تردي يا حلوة مش انا بكلمك ؟؟
* ابعد ايدك عني !!
• طب قوليلي رايحة فين ؟ هوصلك انا و صاحبي معانا عربية…
* بقولك سيب ايدي و ابعد عني !!
حاولت ان تفلت منه لكنه اقوى منها… قال صديقه
^ شكلها صعبة و مش هتيجي معانا بالساهل…
• انا بعشق النوع الصعب و الشَرس ده !
* لو سمحت انا مش عايزة مشاكل… ابعدوا عن طريقي انتوا الاتنين !
^ البنت جامدة اوي يا صاحبي… كل ده بالحجاب… ما بالك من غيره ؟
• أكيد مُزة… بقولك ايه فكك جو المحترمة ده و فُكي شوية… هتتبسطي معانا…
رفع يده ليكشف شعرها لكنها دفعته بقوته و صفعـ,ـته على وجهه… تفاجئ الشاب و غضب كثيرا… كانت يتركض لكنه امسك يدها مجددا و ضغط عليها
• انتي ازاي تتجرأى و تمدي ايدك عليا !!
* عشان انت حيو*ان و قذ*ر… ابعدوا عني بدل ما ابلغ البوليس !!
ضحكوا هم الاثنان و هي خافت منهما… قال احدهما
^ دي بتقولك هتبلغ البوليس !!
• شايف الضحك… معلش نعذرها لسه جديدة… تعالي الشقة معانا و هنظبطك…
– تظبط مين يا ******* انت و هو !!
إتاهم صوته من خلفهم… إلتفتوا أليه… تفاجئت جميلة… إنه مراد ! اقترب مراد منهم و وقف أمامهم و زاد غضبه عندما وجده مُمسك بيدها
– سيب البنت عشان ميحصلش مشاكل…
• و انت بقا هتعمل المشاكل دي ؟
– اه… لو مسيبتهاش هزعلك اوي…
• ليه بقا ؟ تخُصك في حاجة الأمورة ؟
– اه تُخصني !
قالها ثم لَكمه في وجهه ف ترنح للخلف و تحررت جميلة من يده… انقض الثاني عليه و سدد لمراد لكمات لكنه تدفاها و ضر*به في وجهه ثم بقدمه و وقع أرضًا… إلتفت مراد لجميلة التي كانت خائفة للغاية… نظر لها و هو يتفحصها و قال
– انتي كويسة ؟
اومأت له و يداها كانت ترتعش من الخوف…
مسح الشاب الد*م الذي على فمه و قال بتوعد
• اتراحم على روحك !!
اخرج المطـ,ـوة من بنطاله و ها*جم مراد
* حاسب يا مراد!!
إلتفت مراد و امسك يده على آخر لحظة لكن الشاب تهو*ر عليه و جر*حه في صدره !! شهقت جميلة بصدمة… تأ*لم مراد و وضع يده على صدره و تماسك… لكَمَ الشاب على وجهه و ضر*به بقدمه و اخرج مسد*سه من جيبه ف خافا الشابان و هربا في الحال… اقتربت جميلة منه و قالت
* انت كويس ؟؟
– اه كويس…
* كويس ازاي ؟ انت بتنز*ف… وريني جر*حك…
– متقلقيش ده جر*ح سطحي…
* انا مش عارفة اقولك ايه… انت انقذتني منهم… شكرا اوي…
– العفو… ده واجبي… بس متمشيش في الشوارع دي لوحدك و في الوقت ده…
* مش بمزاجي… انا لسه مخلصة شغلي و راجعة على البيت ف لقيتهم في وشي…
– طب خلي بالك على نفسك… عن اذنك…
* لا استني… جر*حك بينز*ف… تعالى الصيدلية اطهره و اربطهولك…
– مش لازم…
* لا لازم… تعالى…
وجدها مراد فرصة ف لم يرفض و ذهب معها… وفتحت باب الصيدلية و دخلا… فتحت جميلة الأنوار و اشالت للكرسي…
* اقعد ارتاح هنا…
اومأ لها و ذهبت جلبت بعض الأشياء و عادت إليه… جلست على كرسي بجانبه و قالت
* ممكن تقلـ,ـع الجاكت ؟
اومأ لها و بدأ خلعه لكنه تأوه بأ*لم فقالت
* لحظة خليني اساعدك…
ساعدته و وضعت الجاكت جانبًا…
* اقلـ,ـع البلوڤر كمان…
خلع سُترته و بقا أمامها عا*ري الصدر بجسده الملئ بالعضلات… خجلت جميلة جداً و نظرت للجهة الأخرى… عَرف مراد انها خجلت منه فقال
– ما انا قولتلك مش لازم…. خلاص تُشكري لحد هنا…
* لحظة استنى !
قالتها و نظرت له و حاولت ان تتلاشى خجلها منه لانه جُرِ*حَ بسببها أساسًا… امسكت جميلة القُطنة و بدأت بمسح الد*م الذي على جر*حه… رغم ألمه لكنه شرد في جمالها و تابعها بنظراته… و بعد الصمت الذي بينهم… قالت جميلة
* هو انت كنت جاي للصيدلية ولا معدي صدفة ف شوفت الشابين دول بيضايقوني ؟
– كنت جاي للصيدلية…
* عايز دوا باباك ؟
– اه… عرفتي ازاي ؟
* اصل دكتور محمد حكالي عن والدك و عنك…
– حكالك عني ايه ؟
* ولا حاجة… قالي بس ان اسمك مراد و زبونه و صاحبه في نفس الوقت…
– بس كده ؟
* اه… هو في حاجة تانية ؟
– مش حاجة واحدة بس… ده حاجات… ابدألك من فين ؟
* انت فهمتني غلط… انا مقصدش اتعرف عليك… انا بقولك اللي قاله دكتور محمد..
– مش عايزة تتعرفي عليا يعني ؟
* لا مش عايزة… انا مليش في الكلام ده… انت مجرد زبون عندي…
– ماشي… اللي يريحك…
وضعت جميلة المُطهر على القِطنة و وضعتها على جر*ح فتأوه بأ*لم…
* بيحر*ق شوية… معلش استحمل…
– مستحمل اهو…
اخذت الشريط الطِبي و بدأت بلَف جر*حه و قالت
* ممكن اسألك سؤال ؟
– اتفضلي…
* انت بتلعب في الأولمبياد ؟
– لا… بس ليه سألتي؟
* يعني ( نظرت جانبًا بخجل و اكملت ) جسمك رياضي ف سألت…
– هو انا رياضي فعلا و بلعب كورة بس لسه لاعب صغير…
* ربنا يوفقك… بشكرك اوي على الموقف الجدع اللي عملته معايا…
– العفو…
انتهت جميلة من لَف جر*حه… رفعت رأسها إليه وجدت عيناه عليها… نظرت في عيناه البُنية الحادة و شردت للحظة لا تعرف لماذا… ربنا لانه اعجبها ! فجأة دخل أحدٌ الى الصيدلية و قال
* يا دكتورة انا عايز…
لكنه توقف عندما رآهما قريبان من بعض… ابتعدت جميلة عن مراد في الحال و مراد حمحم بصوته الرجولي و قال الشاب
* انتوا بتعملوا ايه ؟
لم تعرف جميلة ان ترد من خجلها ولا تعرف لماذا شردت في مراد… قال مراد
– هو ايه اللي بتعملوا ايه ؟ دي مراتي…
تفاجئت جميلة من رده و كانت ستتكلم لكن قاطعها مراد قائلا
– وحدة بتعالج جوزها… ايه الغريب في كده ؟
* انا مكنتش اعرف انها مراتك يا باشا… آسف مقصدش…
– خلاص مسامحك… شوف نفسك بقا كنت عايز ايه…
اومأ له و اعطى جميلة ورقة مكتوب بها الدواء
* عايز الدوا ده…
قرأت الاسم و احضرت له الدواء و دفع ثمنه ثم ذهب… نظرت جميلة لمراد بضيق و قالت
* ليه كذبت و قولتله اني مراتك ؟
– اومال يعني اسيب دماغه تروح و تيجي مع نفسه و يطلع عليكي كلام مش لطيف بره ؟
* على اساس ده هيفرق معاك ؟
– اه هيفرق ! انتي بنت و انا مسمحش لحد يجيب سيرتك بطريقة مش كويسة…
نظرت له مما قاله… نهض مراد و ارتدى سُترته و امسك جاكته في يده و قال
– آسف لو وجودي ضايقك… عن اذنك…
خرج و ذهب… نظرت جميلة لطيفه و كلامه يتردد في رأسها… ما هذا الشاب ؟ و من اين آتى ؟ و لماذا يخاف عليها ؟ لم تعرف جميلة اجابة تلك الاسئلة… لانها لم تقع في الحُب من قبل !
****************
بعد اسبوعين… كان آدم يعمل على اللاب توب الخاص به… و أسيل كانت في الغرفة تُمشط شعرها… رن هاتفها و كانت رنا… ردت عليها و قالت
‘ رنا ازيك عاملة ايه ؟
* انا تمام…
‘ مال صوتك ؟
* زعلانة على بابا…
‘ ماله عمو فريد ؟
* حالته بتسوء و بياكل بالعافية و حتى علاجه بياخده بالعافية… الدكتور قال حالته النفسية مش كويسة… لازم نخليه ينبسط او يفرح… بنحاول بس مفيش فايدة… و على طول بيقول انه عايز آدم… أسيل و النبي خلي آدم يرجع…
‘ يا رنا انا كل ما افتح معاه الحوار ده بيقفله و يقولي متتكلميش فيه و خلاص خلصنا… مش سايبلي اي مجال للكلام و منشف دماغه…
* انا و مراد كلمناه و مرضيش… اوووف… طب اعمل ايه ؟ افضل اتفرج على بابا و هو صحته بتروح يوم ورا يوم ؟!
‘ بصي انا هحاول تاني… هو بيشتغل دلوقتي… يخلص و اكلمه…
* ماشي… شكرا جدا…
‘ العفو…
اغلقت أسيل الهاتف و تفكر في طريقة تُقنع بها آدم ان يرجع لأبيه…
في الليل كان آدم جالس ڪعادته في الشرفة… يشرب مشروبه الساخن و شارد… دخلت أسيل و وجدته و قالت
‘ آدم…
نظر لها و قال
” انا قولتلك متقوميش… قومتي ليه ؟
‘ عايزة اقعد معاك…
” كنتي ناديتي عليا… مش عايزك تتعبي…
‘ انا كويسة…
” طب تعالي…
اخذ بيدها و دخلا للغرفة… اغلق آدم باب الشُرفة و شغل المدفأة و جعل أسيل تستلقي على السرير و جلس بجانبها… مَسَد على رأسها برفق و قال
” بقيتي احسن ؟
‘ اه انا كويسة… تعب امبارح مشي… بس الدكتورة قالتلي عادي لو ده تكرر… عشان ده أول حَمل و هعيش أعراضه كاملة… عشان بس متتخضش و كل شوية توديني للمستشفى…
” انا خايف عليكي…
‘ متخافش… الحمد لله لحد دلوقتي الحَمل ماشي في مَساره الطبيعي و مفيش خطورة عليا ولا على بنتنا…
” الحمد لله… هااا كنتي عيزاني في ايه ؟
‘ عايزة اكلمك في حوار كده…
” اتكلمي…
‘ بس متتعصبش عليا !
” لا متقلقيش… قولي…
‘ عايزة ارجع مصر…
” ليه ؟
‘ هو ايه اللي ليه ؟ عايزة اشوف مامتي و اخويا و صحابي… انا هنا معرفش حد…
” مش لازم تعرفي… انا معاكي…
‘ ماشي بس انا عايزة اكون وسط اهلي… مش في غُربة بالشكل ده…
” مش سويسرا دي كانت دولة احلامك ؟
‘ اه و ماازلت… بس مش عارفة اعيش هنا ولا اتأقلم مع حد… و مش عايزة بنتي تتولد بعيد كده… ميكونش ليها جِد و جِدة…
” اممم… أسيل هو انتي قولتي لحد انك حامل ؟
‘ لا والله… مقولتش زي ما انت عايز… مفيش غير ماما عارفة و انت عارف كده…
” اومال ليه عايزة ترجعي ؟
‘ هفضل اعيد في نفس الكلام تاني ؟
” افهميني… انا مش عايز ارجع… انا مرتاح هنا…
‘ مرتاح ازاي و انت بعيد عن عيلتك ؟
” متقوليش عيلتي…
‘ لا عيلتك و هيفضلوا عيلتك مهما حصل… انا مش فهماك بجد… باباك اتخاتقت معاه و بعدت عنه… طب و اخواتك ؟ و ناهد مرات عمك اللي بتعتبرك ابنها… هتبعد عنهم للأبد هم كمان ؟
نظر بعيدا و صمت ف حاوطت أسيل وجهه بكفوفها و قالت
‘ بُصيلي هنا يا آدم… اهلك هيفضلوا اهلك مهما أي مشاكل تحصل… و عمو فريد ندمان و حالته بتسوء بسبب انك بعيد عنه… و اخواتك يعتبروا لوحدهم بعد طلاق ابوك و نرمين… و اختك رنا لما تتخطب لروان لازم تكون معاها… مينفعش في لحظة غضب تاخد قرار انك تسيبهم لوحدهم…
” هي رنا لسه متخطبتش لمروان ؟؟
‘ لسه… هتتخطبله ازاي و اخوها الكبير مش قاعد ؟؟ لازم تكون موجود وسطهم… دول اخواتك و عيلتك… انسى كل اللي حصل ده…
” بتقوليلي انسى كأن النسيان ده سهل رغم انك عارفة كويس انا عيشت ايه و ازاي… انسى ازاي ؟؟
‘ انا عارفة انك مضايق من ابوك… و هو غِلِط فعلا بس ندم و محتاجك جمبه… سيبك من اللي فات و ركز في دلوقتي… انت خلاص كلها كام شهر و هتكون أب… و انا متأكدة انك هتكون احسن أب… و انا هنا معاك و بنتنا هتتربى معانا… و بنتنا من حقها تعيش وسط عيلة ابوها و امها… هنكون كلنا حواليها… و ده مش هيحصل طالما احنا قاعدين بعيد كده… و اخواتك ايه ذنبهم انك تبعد عنهم للأبد ؟ أرجوك فكر كويس… و اللي بقوله ده عشانك و عشاني و عشان بنتنا…
” ماشي هنرجع…. عشانك و عشان بنتنا بس…
ابتسمت أسيل و عانقته…
*****************
مرت بِضعة أيام… في القصر… في غرفة فريد…
* يا رنا قولتلك مش عايز اكل ولا ز*فت دوا !
* مينفعش كده يا بابا… صحتك بتتد*هور…
* صحتي مش عايزها ولا عايز حياتي دي… يارب امو*ت و ارتاح ! معلش يا بنتي انا مش عايز اتعصب عليكي… خدي الاكل ده و اخرجي…
آتاه صوت آدم قائلا
” سيبي الأكل يا رنا… اصل فريد نصار عنيد مش بيجي غير بالأعنَد منه !
نظر فريد إليه و لم يصدق ما يراه… انه آدم ! تفاجئت رنا و عانقته في الحال
* اخيرا جيت… وحشتني اوي…
” و انتي كمان يا روح اخوكي…
ابتعد عنها و فريد ما زال في صدمته… ولا يصدق ما رآه… نظر له آدم و اقترب منه… جلس بجانبه على طرف السرير و قال
” سمعت انك مش راضي تاكل ولا تاخد ادويتك… ينفع كده يا بابا ؟
تفاجئ فريد عندما نداه بهذا اللقب… دمعت عيناه فرحًا و قال
* آدم ابني !!
” وحشتني يا بابا !!
ابتسم فريد وسط دموعه و آدم عانقه بقوة… فرحت رنا كثيرا… ربت فريد على ظهره ابنه برفق… ابتعد عنه آدم و قَبَل يده و قال
” الف سلامة عليك…
* متبعدش عني تاني !
” متقلقش… هلزق هنا… زي زمان…
* إلزق براحتك… انا عارف اني غلطت و ظلمتك و انت متستاهلش كده… بس الكُره عماني… سامحني يا ابني…
” مسامحك يا بابا !
ابتسم فريد و عانق آدم مجددا كأنه طفله الصغير…
في المطبخ… كانت ناهد مع أسيل ڪالعادة…
* والله وحشتيني يا بت يا أسيل… اول مرة اعرف انك عزيزة عليا كده…
‘ انتي اكتر والله… وحشني اوي الكلام معاكي…
* اوعوا تمشوا تاني !
‘ لا متقلقيش…
* هعمل كيكة بمناسبة رجوعكم… تعالي ساعديني…
‘ من عيوني…
في غرفة فريد….
” يعني بجد ماما جات هنا عشاني ؟
* اه جات… زعلت اوي لما عرفت انك مشيت… متحسبهاش على غلطي يا آدم… انا السبب في كل ده… روحلها… هي نفسها تشوفك…
” حاضر هروح…
جاء مراد و قال
– بابا انت كويس و….
تفاجئ مراد عندما وجد آدم…
– انت هنا ولا انا بتخيل ؟
نهض آدم و قال
” تعالى في أخوك…
ابتسم مراد و عانقه في الحال… ربت آدم على ظهره و فريد سعيد بتجمع ابناءه حوله… ابتعد مراد و قال
– جيت امتى ؟
” لسه جاي مش ساعة… عندك مانع ولا ايه ؟
– لا طبعا…
” انت بقا جاي من فين ؟ شكلك متبهدل…
– كنت في التمرين… قولت اعدي على بابا اطمن عليه… اخد فترة منشف دماغه معانا في علاجه… دلوقتي وشه نَوَر… انت طلعت علاجه…
” أكيد… ما انا مش أي حد برضو…
– نورت بيتك يا اخويا…
” منور بصحابه يا أولاد نصار…
دخلت ناهد و أسيل… قالت ناهد
* عملتكم كيكة انا و البت أسيل بمناسبة اللمة الحلوة دي…
” انتي و أسيل ؟
* ايوة… اتفضلوا كلوا…
وضعت ناهد الاطباق و بدأت بتوزيع قِطع الكيك عليهم… و آدم كان ينظر لأسيل بغضب… اقترب منها و همس في اذنها
” مش قولتلك متعمليش حاجة ؟
‘ دي كيكة… و طنط ناهد ساعدتني فيها كمان…
” بس انا كام مرة نبهت عليكي متعمليش أي مجهود ؟
‘ بس انا كويسة اهو… متعبتش…
” حسابك بعدين !!
توترت أسيل من داخلها و من الخارج جامدة تُريه انها قوية لا يفرق معها كلامه… جاء مصطفى و معه سلمى و والدتها مرڤت… ألقيا التحية على الجميع و اطمئنا على فريد… قال مصطفى
* والله وحشتني ياض…
” و انت كمان يا صاحبي…
* من بكره اشوفك في الشركة…
” ده أكيد…
* محبتش اجي فاضي… جبتلك حاجة هتبسطك…
” ايه هي ؟
دخلت سحر مع ابنها و زوجته و ابنته الصغيرة… تفاجئ آدم و مصطفى قال
* اصريت اجيبهم كلهم عشان اللَمَة الحلوة دي تِكمل…
نظر آدم الى سحر التي نزلت دموعها على وجنتها عندما رأته… لا تصدق انه أمامها الآن ! اقترب آدم منها و وقف أمامها… نظر لها بإشتياق و قال
” ينفع احضنك ؟
اومأت له بإبتسامة وسط دموعها و في الحال عانقته بقوة… ربتت على ظهره و قالت
* وحشتني اوي… خوفت اخسرك تاني…
” انا هنا اهو… كنت هجيلك…
* اول ما صاحبك قالي انك جيت… مستحملتش و جيت على طول عشان اشوفك و احضنك يا ابني !!
فرح آدم من ذاك اللقب… دموعه غلبته و قال
” وحشتيني اوي يا ماما !!
ضحكت سحر بسعادة وسط دموعها ولا تصدق انها تعانق ابنها… طفلها و أول فرحتها… سعد الجميع بذلك… ابتعد آدم عن سحر و امسك يدها و قَبَلها و هي ربتت على شعره بحنان… قال يوسف
• ما خلاص بقا… كده هغير…
ضحكوا كلهم… نظر آدم ليوسف و قال
” انا عارف انك مش مستلطفني من اول ما شوفتني… بس انا في مقام أخوك الكبير…
• اه ماما كمان قالتلي كده… على فكرة انا معنديش مشكلة معاك… بالعكس انا انبسطت لما عرفت انك ابن ماما…
” يعني احنا خلاص أهل ؟
• أكيد !
عانقه يوسف و ربت آدم على ظهره… ابتعد آدم و قال
” كده العيلة زادت 4 أفراد… ماما و يوسف و مراته و بنته… منورين كلكم…
قال مصطفى
* احم… معلش هقطع اللحظة الجميلة دي… انا عندي ليكم خبر حلو…
قال مروان
– اه انا عارفه الخبر ده… اقول ؟
* بس اسكت !!
– والله لأقول… الواد مصطفى بيحب سلمى…
تفاجئوا كلهم و نظر آدم بخبث لمصطفى و قال
” بقا هي دي اللي بتخليك فاتح الواتس لحد 3 بالليل ؟
* اه… بحبها… و قدامكم كلكم انا بطلب ايدها للجواز…
رحبُوا كلهم ذلك و سعدوا كثيرا… قال آدم
” انا كمان عندي خبر حلو…
قال مروان
– انت كمان بتحب واحدة ؟ بس انت متجوز يا آدم ولا انت بتحبها على مراتك…
” اخرس يا قليـ,ـل الادب… لولا رنا تزعل مني كنت هنزل فيك ضر*ب… و اسكت خليني اكمل كلامي…
– اتفضل…
قالها مروان و هو يضحك… تنهد آدم و اقترب من أسيل وقف بجانبها و وضع يده تلى بطنها و قال
” أسيل مراتي حامل… بعد كام شهر هيشرف أول حفيد في عيلة نصار !
صدموا جميعهم و فرحوا كثيرا… و باركوا لأسيل و آدم… اقتربت سحر من أسيل و عانقتها
* الف مبروك يا بنتي…
‘ الله يبارك فيكي يا طنط…
ابتعدت سحر و قالت
* يارب تقومي بالسلامة و ابنك يكبر و يجري وسطينا…
” بنت يا ماما…
* اشمعنا يا قلب امك ؟
” انا عايزها بنت… و بعدين العيلة دي كلها ولاد اصلا…
قالت رنا
* آدم كلامه صح… العيلة دي كل خِلفتها ولاد… مفيش غيري انا و سلمى… لازم تخلفوا بنات كتير…
قال مروان
– انا اؤيد رنا في كلامها…( نظر لرنا بحُب و غمز لها ) باذن الله اول مولود لينا تكون بنت…
خجلت رنا… قال مراد
– ان كمان عندي خبر حلو…
رد عليه مصطفى
* انت هتقلدنا ولا ايه يا مراد ؟
– اه يعني اشمعنا انتوا ؟
قال فريد
* فرحنا يا ابني…
– من عيوني يا بابا… في دكتورة صيدلانية كده بحاول اشقـ,ـطها…
ضحكوا كلهم عليه… قال آدم
” لا شقـ,ـط ايه ؟ خليك جَد كده… بس قولي الاول… هي بنت حلوة ؟
– مش حلوة بس… دي قمر بشكل يدوخ…
” يا بختك…
ضر*بته أسيل على كتفه و قال
” آآه يا أسيل بالراحة مش كده !
‘ كنت بتقوله ايه ؟!
” كنت بقوله يا بختها بيك… اديكي شيفاه اخوكي وسيم و راجع من التمرين كده تحسيه چنتل مان في نفسه كده و كل البنات تتمناه…
‘ اه ماشي… كنت مفكرة حاجة تانية…
” لا متفكريش…
قال خالد
• طب انا كمان عندي خبر حلو…
قال مصطفى
* حتى انت كمان ! العيلة دي فسـ,ـدت على فكرة…
رد عليه مروان
– و انت اول الفسـ,ـاد ياللي بتحب على الواتس…
* شايف يا آدم… اديك فضحـ,ـتني…
ضحك آدم و قال
” قول يا خالد…
• انا البطولة بتاعتي بعد بكره…
” حلو اوي… ربنا يوفقك… في حاجة نقصاك ؟
• لا… بس انا عايز العدد اللي هنا ده يتفرج على آدائي و يشجعني في بطولة السباحة…
” من عيونا… كلنا هنيجي طبعا و نشوف و انت واخد الميدالية الذهبية…
• شكرا ليكم يا احلى عيلة !!
***************
بعد 5 شهور… بعد ما تأكد آدم و أسيل ان الطفل القادم هو بنت… تفاجئت أسيل… كأن آدم ساحر أو مشعوذ و عرف هذا و كان مُصمم على كلامه حتى تأكدت انه بالفعل حامل في بنت !
بعد منتصف الليل…
كان آدم نائم و أسيل بجانبه… حاولت ان تنام لكن لم تستطيع بسبب ان ابنتها تتحرك بداخلها… اعتدلت أسيل قليلا و قالت بإنزعاج
‘ يعني يا بنتي سيبتي النهار بطوله و عرضه… جاية في الساعتين اللي بنامهم تمارسي رياضتك اليومية في بطني ؟ اوووف عليكي باين هتطلعي نطـ,ـعة زي ابوكي…
تأفأفت أسيل و نظرت لآدم النائم بكل راحة
‘ ليك حق تنام مرتاح كده… ما انت مش حامل ولا عدى عليك تناحة الحَمل… يا بختك… يا بختهم الرجالة… مرتاحين في كل حاجة…
رأت أسيل قدم ابنتها تتحرك في الداخل
‘ يا بنتي بس بقا نامي… انا عارفة ان حركتك دي بتدل انك كويسة و في مسار النمو الطبيعي… بس كفاية ارحميني… و النبي عايزة اتخمد… ينفع تأجلي الماتش بتاعك ده لبكره الصبح ؟ اشمعنا ابوكي ينام و انا لا !
تنهدت أسيل بضيق و مع ازدياد هرمونات الحَمل عليها… غلبتها دموعها و بكت… استيقظ آدم على صوت بكائها… اعتدل و شغَل الضوء… تفاجئ عندما وجد وجهها ملئ بالدموع… قال آدم بقلق
” بتعيطي ليه ؟ مالك ؟ ايه اللي وا*جعك ؟؟
لم ترد عليه و زاد بكائها و قلقه زاد أيضا
” مينفعش كده… انا هتصل على الاسعاف…
امسك الهاتف و كان سيرن لكنها امسكت يده و منعته و قالت وسط دموعها
‘ مترنش… انا كويسة…
” كويسة ازاي ؟ و ايه الدموع دي ؟
‘ بنتك الكـ,ـلبة مش سيباني انام…
” ازاي ؟ هي لسه جوه بطنك… مش سيباكي تنامي ازاي ؟ مش فاهم…
‘ زي يا ناس يا آدم ! متخلنيش اتعصب عليك…
” طب فهميني !
نزعت الغطاء من عليها و قالت
‘ شوف تناحتها لايڤ بنفسك…
نظر آدم لبطن أسيل و وجد ابنته تتحرك حركات طفيفة بداخلها… ابتسم آدم و قال
” دي بتتحرك !!
‘ جبت التايهة كده ؟ بعدين بنتك دي سابت النهار كله و افتكرت تتحرك دلوقتي و الساعة 3 بالليل و صحيت بسببها !!
” معلش بس دي علامة كويسة… كل ما الجنين اتحرك ده يدل انه ماشي في المسار الطبيعي لنموه…
‘ و انت ايه عَرفك كده ؟
” عيب عليكي انا مذاكر كويس… انتي اكلتي حاجة مسكرة قبل ما تنامي ؟
‘ اه اكلت صنيَّة الكُنافة اللي طنط ناهد عملتها…
” اكلتي الصنيَّة كلها ؟!
‘ اه اكلت الصنيَّة كلها… كنت جعانة… و بنتك مش راحمة و بتاكل نص اكلي ف بجوع بسرعة بسببها…
” يبقى عشان كده… الحاجات المسَكرة بتزيد من نشاط الجنين… مش عايز ازعلك… بس كل ما انتي حركتك تقِل… نشاطها بيزيد جوه بطنك ف بتتحرك…
‘ يعني مش هنام ؟
” للأسف اه…
‘ منك لله انت و بنتك..
” طب انا مالي ؟
‘ ما انت السبب… خليتني حامل…
” ده لسه اول بنوتة… انا ناوي اجيب دستة زي مسلسل كامل العدد…
‘ بلا دستة بلا بتاع… اهدى… بنتك دي تعبتني تعب… مش هخلف تاني…
” طب و كامل العدد ؟؟
‘ يا عم غو*ر !
ضحك آدم و هي حاولت النهوض و قال
” رايحة فين ؟
‘ هغو*ر الحمام…
” تعالي اسندك…
نهض و اسندها حتى الحمام…
‘ قاعد ليه؟ ما تخرج !
” مش عايزة مساعدة ؟
‘ حد قالك اني اتشليت ؟ يلا امشي…
” ماشي… اهدي بس…
خرج و اغلقت الباب بغضب… ضحك آدم و قال
” بنتي شكلها عصبت أسيل جامد… لسه باقي 4 شهور… يارب يعدوا من غير ما أسيل تقـ,ـتلني !
بعد دقائق… خرجت أسيل من الحمام و لم تجد آدم بالغرفة…
‘ شوف الغلس مستحملش صياحي و مشي… خليه ينام عند ابوه…
مشت أسيل بحَذر حتى وصلت للسرير و استلقت عليه و سحبت الغطاء عليها و قالت و هي تنظر لبطنها
‘ بنوتي العثولة… أرجوكي نامي… همو*ت و انام… كفاية عليا ابوكي… متبقيش تنحة زيه و نامي خليني اتخمد !!
فُتح باب الغرفة و دخل آدم… اغلق الباب و اقترب من السرير جلس عليه و كان معه طبق فواكه… فراولة و رُمان و برتقال و موز…
” جبتلك شوية فواكه…
‘ دول كلهم مِسكرين… بنتك مش ناقصة نشاط اديك شايف بتخبط فيا ازاي كأن بطني ملعب كورة…
ضحك آدم و مَرر لها موزة مُقشرة
” معلش… هانت… كلها 4 شهور و تخلصي من حوارات الحمل دي…
‘ على اساس لما اولد و اخلص من حوارات الحمل دي… هدخل في حوارات التربية و العناية ببنتنا…
” انا معاكي و هساعدك… يلا كُلي…
اخذت منه الموزة و اكلتها… مَرر لها قطعة فراولة و اكلتها… ظل يُأكلها بيده حتى انتهت الطبق… قالت أسيل بضيق
‘ ياربي !!
” مالك ؟
‘ اكلت الطبق الكبير ده كله… بقيت باكل كميات كبيرة عمري ما تخيلت اني هقدر اكلها بس قدرت اهو و نفسي مفتوحة 24 ساعة طول اليوم باكل و طبعا مامتك سحر و طنط ناهد متوصيين بيا اوي في الأكل… انا تخنت اوي…
” و ماله… كُلي براحتك و اتخني… برضو هتفضلي قمر !
قالها ثم قَبَل وجنتها… ابتسمت أسيل و اسندت رأسها على صدره و قالت
‘ هو انا قولتلك كام مرة اني بحبك؟
” بتقوليهالي دايما!
‘ طب انا بحبك…
ابتسم آدم و قال
” و انا بعشقك…
مَسدَ على بطنها برفق و اكمل
” و بعشق بنوتي الشقية…
‘ على فكرة بنتنا هتطلع شقية اوي…
” براحتها… تشرفنا بس بحضورها وسطنا و تشقى علينا زي ما هي عايزة…
‘ هتستحمل ؟
” ما انا مستحملك اهو… مش هستحملها هي ليه ؟
‘ والله ؟!
” اه… انا قولت حاجة غلط ؟
امسكت أسيل الوسادة و ضر*بته بها و قالت بغضب
‘ ياللي ما عندك صنف الد*م… بقا انا مستحملة بنتك جوه بطني مش مخلياني انام + و*جع الحمل بحواراته كلها… و لسه الولادة جاية… و لسه في رضاعة و تربية و رعاية… دلوقتي هتعمل عليا انت مظلوم و مستحملني ؟
ضحك آدم ف ضر*بته مجددا
‘ جربت تحمل قبل كده ؟ جربت تولد ؟
” طب انا هجرب اولد ليه و انا مكتوب في بطاقتي اني راجل ؟ اتحول لشا*ذ يعني عشان ارضيكي ؟
‘ غو*ر اتخمد !!
ضر*بته بالوسادة للمرة الثالثة ثم وضعتها جانبًا… و ثم استلقت لتنام… استلقى آدم جانبها و عانقها من الخلف و يده على بطنها… قَبَل رأسها بحنان و قال
” انا بحبك و مقدر كل اللي بتمري بيه… بس انا بحب انكشك… هو انا عندي كام أسيل ؟ ربنا يحفظك ليا و لبنتنا !
ابتسمت أسيل و وضعت يدها على يده التي على بطنها و نامت…
****************
بعد مرور 5 سنوات….
كان آدم في مكتبه و يعمل… طُرق الباب و قال آدم
” ادخل…
فُتح الباب و دخلت طفلة تُدعى ” رغد ” تلك ابنته الصغيرة التي ورثت عيناها من أسيل والدتها و ورثت شعرها الكثيف من آدم… و ملامحها الجميلة الطفولية و ترتدي فستان أزرق مثل عيناها الجميلة… تقدمت رغد و وقفت أمام أبيها… رفع آدم عيناه إليها… ابتسم و اغلق اللاب توب و قال
” تعالي يا روح بابا !
ركضت رغد إليه و حملها آدم على قدمه… قَبَل وجنتها و قال و هو يُمسد على شعرها الناعم
” نعم يا أميرتي ؟
* ممكن اطلب منك طلب يا بابا ؟
” طبعا… ده انتي تؤمري… قولي…
* عايزة اروح دريم بارك…
” ما انا فسحتك فيها من يومين… عايزة تروحي تاني ليه ؟ لو عايزة تتفسحي… ممكن افسحك في مكان مختلف… في اماكن كتير لسه مجربنهاش…
* لا انا بحب دريم بارك و انا بحب الألعاب هناك اوي…
لاحظ آدم ظِل أسيل عند الباب ف فهم ما يحدث الآن و قال لإبنته
” حاضر هوديكي… روحي على اوضتك دلوقتي… و متجريش عشان متوقعيش… انتهبي على نفسك…
* حاضر يا بابا…
نزلت رغد من على قدمه و خرجت لأسيل التي كانت تنتظرها و قالت
‘ هااا قالك ايه ؟
* وافق يودينا الدريم بارك تاني !
‘ الله عليكي يا عفريتة !
ضر*بت كفها في كف رغد…
* ماما تعالي حِلي معايا واجب الرياضيات…
‘ من عيوني… اسبقيني على اوضتك…
اومأت لها و ذهبت… قالت أسيل بسعادة و حماس
‘ الله هروح العب هناك تاني !
فجأة آدم شدها من يدها للداخل و اغلق الباب… حاوطها خلف الباب… تفاجئت أسيل و قالت بقلق
‘ في ايه ؟
” انا مفروض اسألك السؤال ده… في ايه ؟
‘ مفيش حاجة…
” والله ؟
‘ اه…
” أسيل… اخلعي الوش البرئ دي و اظهري على حقيقتك…
‘ انا عملت ايه ؟
” بعتالي رغد تتحايل عليا اوديكم الدريم بارك…
‘ لا مش انا… هي عايزة تروح…
” يعني مش انتي عايزة تروحي و لعبتي في دماغ بنتي و جات قالت عايزة تروح تاني ؟
‘ و فيها ايه لو روحنا تاني ؟
” ملناش يومين كنا هناك قضينا اليوم كله… عايزة ايه تاني ؟
‘ مش عايزة… رغد اللي عايزة…
” والله ؟؟
لَفت عيناها يمينًا و يسارًا و قالت بنبرة بريئة
‘ مش هيحصل حاجة لو روحنا مرة كمان…
زال غضبه عندما تحدث بتلك النبرة التي يُحبها… ابتسم و ازاح خُصلات شعرها للخلف… اقترب اكثر فقالت
‘ آدم ابعد… افرض رغد جات…
” خليها تيجي…
قَبَل آدم رأسها ف ابتسمت و قالت
‘ و لو رنا دخلت علينا ؟
قَبَل وجنتها اليُمنى و قال
” خليها تيجي…
‘ افرض مامتك جات ؟
قَبَل وجنتها اليُسرى و قال
” خليها تيجي…
‘ افرض ريم مرات يوسف جات ؟
” خليها تيجي…
اقترب من شفتاها و كان على وشك أن يُقبلها لكنه توقف في آخر لحظة و قال بتساؤل
” و هي ريم هتيجي مكتبي ليه ؟
‘ معرفش… انا مليش كلام كتير معاها…
” و لا انا… يبقى تيجي ليه ؟
‘ قولت أي اسم جه في بالي عشان تبعد بدل ما حد يجي يقفشنا…
” انتي استاذة في تضييع اللحظات الرومانسية… منك لله فصلتيني…
ضحكت أسيل و آدم أيضًا… وضع آدم يدها على بطنها و قال
” ابننا المستقبلي عامل ايه ؟
‘ الحمد لله كويس… بعدين ايه عرفك انه ولد ؟
” انا بقولك انه ولد…
‘ زي ما عملت في رغد كده و طلعت بنت فعلا… انت مخاوي عفاريت ؟
” لا بتيجي بالأحساس… انا حاسس ان ده ولد…
‘ ولد أو بنت… في الحالتين هيتعبني زي الهانم رغد…
” بس رغد طلعالك… عنيدة زيك…
‘ والله ؟
” هو انا قولت عنيدة ؟ يقطعني…( قَبَل انفها الصغير ) اقصد انها امورة زيك… واخدة منك كتير…
ابتسمت أسيل و قالت
‘ ليه كمان ناقص متاخدش مني بعد المرار اللي شوفته في حَملها و ولادتها و راعيتها…
” ما انا بساعدك اهو… حتى بقيت اشتغل من البيت عشان اكون جمبك…
‘ اه ده بقا بأمارة مستخسر فيا يوم تاني في الدريم بارك !
” يادي الدريم بارك اللي لحست دماغك دي ! ياريتني ما وديتك هناك أساسًا…
‘ لا هتوديني…
” افهمي… انتي حامل… خطر عليكي…
‘ لاااا… انا لسه في الشهر الاول… مفيش أي خطورة…
” بس ده مش معناه انك تستهتري بنفسك… انا خايف عليكي…
‘ آخر مرة و النبي !!
” اوووف طيب حاضر !
سقفت أسيل بحماس و عانقته بقوة
‘ بحبك اوي !!
ابتسم آدم و ابتعد عنها قليلا وضع يده على وجنتها الناعمة و نظر لملامحها الساحرة التي وقع في حُبها و مازال يقع في حُبها في كل لحظة و مع كل نظرة…
” و انا بعشقك !
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبُلة يملأؤها العِشق و هي حاوطت عنقه بيداها بتَمَلُك…
” يا مَن سكنتِ القلبَ دونَ تردّدِ… كيفَ السبيلُ لنبضِ قلبِي يَهْدَأُ ؟.. قد صارَ حبُّكِ في الوريدِ كأنّهُ… نَهرٌ يسيرُ بِدَاخِلي لا يُطفَأُ… ” ✨🩷
تَمَت….
لقراءة الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل “رواية قلب في المنفي كوكب الروايات” لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي “رواية قلب في المنفي” اضغط على اسم الرواية