رواية صغيرة فى قفص الطحاوي الفصل الرابع والاخير 4 – بقلم شيماء طارق
جوليا (بابتسامة خبيثة):
مين القمر دي؟ حاجه جديدة في حياتك يا اسوري أنت شقي ؟ اوعى تكون مجرد نزوة
زي العادة لأني اتعودت منك على كده؟
آسر (بنبره حادة وهو بيلمح لحاجه معينه هي فهمتها قال): الأشكال التانيه اللي انتي عارفاهم كويس هم دول اللي نقدر نقول عليهم مجرد نزوات بس ملك هي مراتي وحبيبتي وكل حياتي هي اللي امتلكت قلب آسر؟!
جوليا (بضحكة مصطنعة مليانه غل قالتله):
ما كناش عارفين إن آسر بيقع في الحب او بيعرف يحب اصلا مش كنت بتقول على نفسك ان انت من غير قلب جالك القلب ده امتى علشان تحب بيه؟!
آسر (بص لها بنظرة باردة): القلب ده كان موجود بس ما دقيش غير لي هي وما كانش فارق معايا اي حد قبلها قلبي كان مستني ست الحسن والجمال وأول ما وصلت دخلت وعششت على طول هي ست ما فيش منها اثنين وكل اللي قبليها كانوا مجرد تسالي او زي ما انتي قلتي نزوات؟!
(ملك كانت سامعة الكلام كله، وقلبها بيترج، مش مصدقة إنه بيعلن قدام الناس كلها إنها مراته وحبيبته ومش فارق معاه كلام اي حد خالص وبالعكس بيقف قدامك كله علشانها )
جوليا (تقرب من آسر وبتمسكه من دراعه بنعومه وبتقول له ):
بس باين إنك لسه زي ما أنت… محدش قادر يملكك يا قصور حتى لو البنت اللي انت بتقول عليها دي انا عارف اللي بكره هتلف تلف وترجعلي!
(ملك بتقرب، وبصوت هادي لكن فيه غيرة )
ملك بغيرة عاميه قالتلها:
“معلش شيلي ايدك دي من على جوزي لو سمحتي هو دلوقتي بقى متجوز ما ينفعش اي حد يمسك ايده غير مراته حبيبته؟!
(جوليا اتفاجئت… وآسر بصلها بضحكة جانبية، أول مرة يشوف غيرتها عليه وكان مبسوط جداً)
آسر (قرب من ملك وضمها لحضنه وقال):
محدش يلمسني غيرك…ما تخافيش هي بس كانت بتهزر واكيد مش هتعيدها تاني يا قلبي؟!
ملك (وشها بيحمر، ومش عارفة ترد، لكنه فجأة شدها من وسطها قدّامه… وحضنها قدام الكل)
آسر (بهمس في ودنها):
“بلاش تزعلي… غيرتك حلوة، بس أوعي تنسي ان انتي مراتي وده حقك انك تغيري عليا يعني اللي أنتي عملتيه عادي؟!
ملك بإحراج: آسر أنا مش عايزة اكمل الحفله عايزة أطلع اوضتي ممكن لو سمحت؟!
اسر بهدوء : تمام اتفضلي انا هفضل مع المعازيم لحد ما الكل يمشي وبعد كده هاجي وراكي خلي بالك من نفسك ؟
ملك هزة راسها بالموافقه وراحت اوضتها آسر فضل موجود في الحفله لحد ما خلصت وبعد كده طلع لملك الاوضه بتاعتها علشان يقعد معاها لانه كان متحمس جداً يقعد معاها ويكلمها بعد اللي حصل في الحفله.
آسر دخل عليها وهي قاعدة على السرير وكانت هاديه جداً قعد جنبها وقالها بهدوء: مالك يا حبيبتي في حاجه مزعلاكي؟!
ملك (بصوت ناعم قالت):.
خفت إنك تحبها او تقرب منها هي شكلها حلو ممكن تحبها وتسيبني صح او اكون نزوة زي ما هي ما كانت بتقولك ؟!
آسر (مسك إيدها وبص في عينيها):
“أنا قبلِك كنت عايش زي حجر… ما كانش عندي قلب علشان يدق لاي واحده غيرك بوجودك بقى في قلب وبينبط كمان
دلوقتي لو شوفت الدنيا كلها… مش هشوف غيرك لانك حبيبتي اللي حبيتها من النظره الأولى ؟!
“ملك… إنتي ليا وانا ملكك انتي وبس
، وغيرتي عليكي دي الحاجه طبيعية…
بس أوعدك، عمري ما هسيبك،
ولو يوم قولتيلي انك مش عايزاني ومش عايزه تكملي معايا هسيبك ومش هجبرك على حاجه بس لو انتي عايزاني احارب الدنيا كلها علشان تكوني ملكي انا وبس ؟!
(ملك دمعت، وحضنته بضعف وحب… وهنا بدأت لحظة القلب ملك يتعلق باسر والقدر كان ليه راي تاني )
ملك كانت قاعده في جنينه القصر وفي عربيه سوداء فخمه ظهرت قدامها كانت داخله القصر بينزل منها شاب وسيم، لبسه شيك
عمرو:
“مش معقول… ملك؟! عامله ايه يا بنتي؟!
ملك (بتتوتر وهي ترجع خطوة ورا):
مين حضرتك يا فندم ودخلت هنا ازاي؟!
عمرو (يبتسم بثقة):
عمرو… اخو جومانا صاحبتك وانت بتيجي عندنا ايام الاعدادي والثانوي تذاكري معاها؟
ملك (تضايقت):
آه… بس إنت بتعمل إيه هنا؟
عمرو (يمشي ناحيتها): كنت جايه علشان اسلم اوراق لصاحب القصر ده واتصدمت لما شفتك من بعيد كنت مستغرب جدا ان انا شايفك في القصر هنا ايه اللبس اللي انت لابساه ده وازاي انت موجوده هنا؟!
ملك (صوتها يترعش):
“إبعد عني… أنا مراته… مراته آسر الطحاوي؟!
عمرو (ضحك باستهزاء):
“آسر؟ يا سلام…
وهو لو عرف إنك كنتي بتحبي واحد قبله هيعمل إيه فاكرة لما كنت بتيجي عندنا وكنت بتبصي لي من تحت لتحت وانا كنت بعمل نفسي عبيط؟
(قبل ما يكمل كلمته… بيجي اسر وبيتفاجئ بعمرو وهو واقف مع ملك عيونه بتطق شرار وبيبقى متعصب جداً وهو نازل من العربيه )
آسر (بصوت عالي وباين عليه العصبيه قال):
“إنتَ مين؟! وايه اللي جابك هنا ازاي تدخل القصر من غير اذني انت مين يا متخلف؟!
عمرو (يحاول يتماسك): انا كنت جايه اوصل لحضرتك طرد واتفاجئت لما شفت ملك لاني انا صاحبها القديم وكنت بسلم عليها!
آسر (قرب منه خطوة خطوة، وصوته تقيل زي الرعد): تسلم على مين يا حاله امك! لو حاولت تقرب منها تاني أقسم بالله ما هتعرف تمشي على رجليك مره ثانيه ؟!
(عمرو حاول يتكلم، بس آسر زقّه بعيد عنه بعنف)
آسر (بص لملك بنظرة نار، وقالها بصوت واطي):
“من النهارده… ما تخرجيش من القصر لوحدك حتى الجنينه مش هتقعدي فيها مره ثانيه فاههههمه ؟؟؟
(ملك عينيها دمعت وبعد كده طلعت جاريه على اوضتها مرت الأيام و آسر منع ملك تطلع من القصر… بس قلبه كان مش مرتاح، حاسس إنه كان قاسي عليها، وإنها اتظلمت من غيرته عليها لانه كمان منعها تخرج من باب القصر حتى في الجنينه علشان تشم شويه هواء ده كمان بقى ممنوع)
(في الليل… ملك قاعدة في البلكونه بتبص للنجوم، بتحاول تهرب من مشاعرها اللي بقت متلخبطة، وفجأة تسمع صوت خطوات جايه اتجاه اوضتها والباب بيتفتح)
آسر (بهدوء):
لسه صاحيه؟ الدنيا برد وانتِ قاعدة لوحدك هنا ليا ملك ادخلي جوه لو سمحتي!
ملك (من غير ما تبصله قالت): هي كمان البلكونه بقت ممنوع يا آسر أنا متعودة على البرد ما تقلقش عليا ما لقيتش مكان اروح وغيرها على الأقل مكان الوحيد اللي بعرف افك فيه عن نفسي؟!
(آسر قرب منها، قعد جنبها… لأول مرة من غير ما يفرض نفسه، بس حضوره تقيل وله رهبة)
آسر:
“ملك… إنتِ خايفة مني بجد وبقيتي بتضايقي من وجودي؟
ملك (سكتت، وبعدين بصت له):
“إنت متخيل إني مش هخاف من واحد خطفني؟ وجوّزني في ظرف ساعات وبقى محدد المكان اللي انا نايم فيه واصحى فيه الحاجه اللي اكلها حتى النفس اللي بتنفسه عايز تسمي ده كله إيه؟
(آسر بص في الأرض، وبعدين قال بهدوء ):
“أنا آسف.”
(ملك بصت له باستغراب، أول مرة تشوفه بيعتذر)
آسر (بص في عينيها مباشرة):
“آسف إني اقتحمت حياتك بالشكل ده.
بس… أنا من النوع اللي لما قلبه يدق، بيكسر الدنيا عشان يوصل.
وأنا… قلبي دق من أول مرة شوفتك فيها!
ملك (صوتها واطي):
“بس أنا مش لعبة… ولا جايالك من شارع.
أنا بنت ناس… محترمة اي نعم يتيمه وما ليش حد بس كان في يوم من الأيام ليا أهل أنا مش سايبه؟!
آسر (ابتسم بهدوء):
“عارف…
وعشان كده اخترتك.
أنا شفت فيك حاجة ما شوفتهاش في أي ست قبل كده عينك دي بعشقها وقلبي وقع فيها؟!
(ملك حسّت بكهربا في جسمها… مش قادرة ترد، ولا تنكر إنها بدأت تحس بالحب اتجاهه)
(سكتوا شوية… كان في صمت، بس فيه كلام كتير متخبّي)
آسر (بص لها وهم قاعدين):
“أنا مش بطلب منك تحبيني دلوقتي…
بس اديني فرصة.
فرصة اثبتلك ان انا الراجل اللي انتي بتحلمي بيه… مش الراجل اللي خدك غصب عنك ؟!
(ملك دمعت، قامت تقف، وهو قام معاها)
ملك (بصوت مهزوز):
“أنا مش هقدر أكرهك…
بس مش سهل أحبك… مش بعد كل اللي حصل؟!
(آسر قرب منها، مسك إيدها بكل رقة)
آسر:
“أنا هستنى…
لحد ما تحس ان انت بتحبيني من غير ما تخافي مني ومن غير ما اجبرك على اي حاجه…اوعدك ايامك اللي جايه هيكون كلها سعاده ما فيهاش دموع فيها آسر وبس؟!
(الصبح… ملك كانت ماشية في جنينة القصر، بتحاول تهدى أعصابها، بس في لحظة واحدة سمعت صوت عنيف، زي خناقة جاية من بعيد. قلبها دق بسرعة وراحت ناحية الصوت، ولقته جاي من بره القصر، من البوابة وكان في خناقه كبيره جدا وهي فضلت واقفه بره القصر وبتتفرج لحد ما في واحد من الناس اللي بيتخانقوا قرب من ملك وشدها بعنف )
ملك (شهقت):
“إنت بتعمل إيه هنا؟! حرااااس!!”
(وقبل ما تكمل، الراجل هجم عليها و… في اللحظة دي، صوت طلقة في الهوا، وصوت آسر بيزعق بكل غضب الدنيا)
آسر (بصوته العالي المرعب):
“إيدك لو لمستها… هقطّعك حتت!
(آسر جه جاري، ومسَك الراجل من رقابته، ووقّعه على الأرض، وداس على صدره برجله)
آسر (بصوت منخفض لكنه مميت): انت ازاي يا حقير تقرب من ملك الطحاوي مرات اسر الطحاوي انت اتجننت انتي كتبت نهايتك دلوقتي مش هتخرج منها حي؟!
(الحراس خدوا الراجل، وملك كانت واقفة بتترعش، دموعها نازلة من الخضة، بس كمان من الصدمة… إنها حست إن آسر فعلاً بيخاف عليها… بجد وان في ظهر تقدر تستند عليه وقت الحاجه)
(آسر قرب منها، وبص في وشها اللي كان باين عليه الرعب)
آسر (بهدوء واخدها في حضني وقالها): ما تخافيش يا حبيبتي انا هنا ما حدش هيقدر يقرب لك طول ما انا عايش؟
ملك (بصوت مبحوح):
“أنا… أنا كنت هموت يا اسر انا ما اعرفوش هو ليه عمل كده انا عملت إيه ؟!
آسر (وهو بيهمس في ودنها):
“متخافيش…
طول ما أنا عايش…
محدش هيقربلك…
ولو الدنيا كلها وقفت قدامي، هقلبها نار عشانك يا حبيبتي انا عارف انك انتي متضايقه بس انتي غلطت لما طلعت بره القصر لان انا ليا اعداء كثير وهم ممكن يضروني فيكي؟؛
(ملك كانت جوه حضنه، لأول مرة من غير مقاومة… حست إنها امانها وحمايتها … وقلبها بدأ يدق له بجد )
ملك (بهمس): انا خايفه قوي يا اسر ليه انا طب ليه ليه بيحصل لي ده كله ليه قربت مني ليه اتجوزتني اصلا؟
آسر (وهو بيبص في عينيها):
“عشان قلبي… حبك انت وبس يا روحي ؟!
(عدّى شهور على جوازهم… آسر اتغير، بقى راجل تاني، بقى بيعامل ماله بمنتهى الحنيه والحب بقى مختلف خالص عن الاول ملك رغم خوفها من اسر ومن الحياه الجديده اللي بقت فيها الا كل يوم بتحسي ان قلبها بينجذب اكثر لاسر كل يوم عن اللي قبله)
(ملك كانت قاعده في اوضه المكتب مع اسر بتراجع اوراق الشغل الجديد لانها بقيت بتساعد آسر في الشركة)
آسر (بابتسامة هاديه): مالكِ؟ مش مبسوطة؟”
ملك (بهدوء):
“أنا… مش فاهمة أنا وصلت هنا إزاي.
من بنت كانت ماشية في الشارع…ورايحه الجريده اللي بتشتغل فيها لبنت دلوقتي متجوزه وقاعده في قصر ومتجوزه اكثر راجل الناس كلها وهي نفسها كانت بتخاف من اسمه؟!
(آسر قرب منها وماسك ايديها بين ايديه وضمها ليه وقالها ):
“فاكرة أول مرة شوفتك؟
ملك (بصوت واطي): فاكرة يا آسر اما اتجوزتني وخدتني غصب عني وجبتني هنا القصر؟!
آسر (بص في عينيها بكل صدق):
“فعلاً… خدتِك بالغصب.
بس عمري ما أجبرت قلبك ؟!
(ملك دمعت، وحطت إيديها على وشه)
ملك:
“عارف…
أنا كنت بقول إني مش هسامحك أبدًا…
بس لما لقيتك بتدافع عني كأنك بتدافع عن روحك،
ولما شفتك بتبكي وأنا تعبانة،
ولما كل يوم كنت بتسيب اللي وراك وتهتم بيا،
قلبي… بقى بيعشقك ؟!
(آسر ضحك ودمع في نفس الوقت، حضنها بكل قوته)
آسر:يبقى متقوليليش كنت غصب عنك…
قوليلي بقيت اختيارك.”
ملك (بهمس وهي في حضنه):
“آه… بقيت اختياري…
وأول وآخر حب في حياتي؟!
(آسر طلع من جيبه خاتم ألماس، وركع قدامها)
آسر: تقبلي تتجوزيني من تاني بس المره دي من غير ما اجبرك على اي حاجه؟
ملك (ضحكت وهي بتبكي): موافق أول مره دي أنا اللي هاجيب رجلي؟!
“أسر وملك… حكايتهم بدأت صدفة، وكانت بالإجبار، بس مع الوقت عرفوا يعني إيه حب… قربوا من بعض، فهموا بعض، ولما القلوب اتكلمت… اختاروا بعض بإرادتهم. بقوا لبعض عن اقتناع، مش بالغصب لكن بالحب
الكاتبه_شيماءطارق
الفصل_الاخير
صغيرة_في_قصرالطحاوي
“تمت بحمد الله”
• تابع الفصل التالى” رواية صغيرة فى قفص الطحاوي ” اضغط على اسم الرواية