رواية محامية قلبي الفصل التاسع 9 – بقلم أمل شعبان

 رواية محامية قلبي الفصل التاسع 9 – بقلم أمل شعبان 

الفصل.9.بقلم آمل شعبان 

📞 بعد المكالمة مع سارة

ياسين ضغط رقم عم حسين، سواقه القديم اللي بقى بيشتغل دلوقتي في التوصيلات بين المكتب والفيلا.

> “أيوه يا أستاذ ياسين؟”

رد عليه بصوته الهادئ اللي متعود يسمعه آخر الليل.

قال ياسين بنبرة حاول يخليها عادية:

> “محتاج منك خدمة صغيرة يا عم حسين… ممكن تجيبلي عنوان الآنسة زينب؟”

سكت الطرف التاني شوية، وبعدين جه الصوت فيه ريبة:

> “خير يا أستاذ ياسين؟ في حاجة حصلت؟”

ياسين عدّل رابطة عنقه، وقال بنفس النبرة اللي فيها تمويه:

> “لا… مفيش حاجة، بس في شغل محتاج أوصّله ليها شخصيًا.”

> “تمام يا بيه… أوصلّك العنوان أول ما أوصّل البياع.”

أنهى ياسين المكالمة، لكنه ما أقفلش التليفون فورًا، فضّل يفضل ماسكه في إيده، عينه على الشاشة، بس دماغه بعيد.

“هي تقبل؟

الشغل اللي في دماغي…

هي تعتبره فرصة؟

ولا تعتبره استغلال؟”

سؤال ورا التاني بيتراكموا جواه، بس أهمهم كان واحد:

“هل ده تعويض؟

ولا محاولة لغسل إيد فيها ذنب قديم؟

ولا هو… قلب؟”

وقف قدام المراية لحظة، وشاف انعكاسه كأنه بيشوف شخص تاني.

شد نفسه، وخرج من المكتب.

في طريقه لغرفة أحمد، قابل الشغالة عند السلم.

بصّ لها بنبرة فيها جدية:

> “حضّري طقم نضيف وحلو لأحمد… إحنا خارجين بعد شوية.”

الشغالة ما سألتش كتير، راحت تنفّذ.

دخل غرفة أحمد، اللي كان قاعد على طرف السرير، رجليه بتتهز بعصبية، ووشه بيبص ناحية الباب كأنه مستني صوت معين.

أول ما شاف ياسين…

جري عليه:

> “زينب جت؟! هي فين؟!”

لكن ياسين مدّ إيده، مسك كف أخوه، وبص له بابتسامة أخ كبيرة:

> “هنروح لها، بس قبل ما نخرج… لازم تتفق معايا على حاجة.”

أحمد كان نفسه يتكلم، بس الارتباك خنقه، وعينيه بدأت تلمع.

ياسين شد على إيده أكتر، وقال له بنبرة فيها حزم ناعم:

> “أنا عارف إنك بتحبها ومرتاحلها، بس عشان تفضل تيجي وتساعدك، لازم تبقى عاقل. بلاش العصبية اللي بتخوفها. لو خفت، مش هتيجي تاني.”

أحمد بص له، لحظة صمت سادت، وبعدين بدأت إيده ترتعش، ووشه يتغير.

ياسين شاف الرعشة في صباعه الصغير… علامة أولى لنوبة صرع.

قرب منه فورًا، مسك وشه بين إيديه، وصوته بقى هادي كأنه بيرقيه:

> “بصلي… ممكن تهدى؟ أنا معاك، وأنا وعدت، وزينب هتشوفك. بس لو فضلت كده… مش هنخرج خالص.”

أحمد عضّ شفايفه، عينيه دمعت، وبدأ ياخد نفس ببطء.

رجع يقعد على السرير، وياسين ما سابش إيده، قاعد جنبه، وإيده على ضهره.

قلبه بيقول حاجة، وضميره بيقول حاجة تانية…

لكن اللي اتنين اتفقوا على حاجة واحدة:

بقلم امل شعبان محاميه قلبي 

نسيب ياسين وناخد لفه عندي زينب 

وفي الجهة الأخرى من المدينة…

حيث الحياة لا تهدأ، لكنها لا تهتم،

كانت زينب غرقانة في نوم 

في الشقة الصغيرة اللي دايمًا ريحتها خليط بين كلور وصراخ،

كانت زينب لسه متلقّحة على الكنبة، نايمة بنفس الهدوم اللي رجعت بيها امبارح…

البنطلون الإسود اللي عليه تراب من الشارع، والجاكيت اللي اتحضن في عياط أحمد.

صوت أمها شقّ الحيطان:

> “قووومي يا فاشلة! اللي لا نفعتي في شغل، ولا نفعتي في بيت، ولا حتى في نومتك!”

زينب حاولت تفتح عين من التانية،

صوت الزنّ لازق في ودانها أكتر من المخدة:

> “آهواااا… اصطبحنا بأمّ الاسطوانة بتاعة كل يوم…”

قالتها بصوت ناعس، خشن من النوم وقهر الأيام.

أمها واقفة في نص الصالة، مكنسة في إيد، والتانية في وسطها:

> “قومي يالا! قومي نضّفي معايا!

البيت ده ما بينضفش من نفسه يا فاشلة!

بكره عمتك جاية، ولازم الشقة تبرق!”

زينب فتحت عينيها مرة واحدة.

كأن الاسم دا بالذات… جاب لها سخونية!

> “إيه؟!!

الولية دي جاية تاني؟!

هو مفيش راحة بقى؟

بكره يبقى إنتي وهي عليّا من تاني؟”

قعدت على الكنبة وهي بتحاول تجمع روحها، وشها مكشر كأنها شافت كابوس عايش.

> “وبعدين مريم اهي! صاحيّة، ما تخليها تنظّف معاكي!”

مريم كانت قاعدة على الكرسي جنب الشباك،

لابسة بيجامة فيها قلوب طايرة،

وماسكه موبايلها ووشها عامل زي اللي بيكتب رسالة حب مشوّقة.

بصّت لهم، وقالت بنبرة صوت مستفزة وعين ما فارقتش الشاشة:

> “أنا بذاكر.”

االأم وقفت قدّامها، والمكنسة بإيد، وعينها على زينب كأنها بتعدّ لها ذنوبها:

> “يعني رجعتي تعندي في أختك الصغيرة؟!

ما إنتي الكبيرة، المفروض تكوني قدوتها!”

زينب رفعت حاجبها، وبصّت لمريم، وبعدين لِـ أمها،

شاورت على أختها اللي غرقانة في تليفونها وقالت بتهكم:

> “الشحّطة دي؟ صغيرة؟

وبعدين كل شوية تقولي الكبيرة… الكبيرة!

هو أنا تولّدت خطيّة؟ ولا انتِ بتعايريني بالمجّان؟”

مريم ضحكت ضحكة شريرة خفيفة،

رجعت تبص لتليفونها كأنها مستنية جواب من روميوها.

أمهم قربت خطوة، وقالت بنظرة فيها قهر سنين:

> “قومي بس.

لو كنتي شاطرة في حياتك قد ما انتي شاطرة في الرد،

كان زمانك فِـ السما، مش نايمة فـ هدومك اللي ريحتها دموع وشارع.”

زينب قامت، وهي بتتمطّى كأن الوجع مركون بين ضلوعها:

> “والله أنا شاكّة فيكي!

أكيد إنتِ مش أمي…

إنتِ مرات أبويا اللي جتلي في كابوس!

ده إنتي بتعامليني زي الكُفار!”

الأم وقفت مكانها، وسابت ضحكة طالعة من ضهر قلبها:

> “انجزي بس يا شيخة…

خلينا نخلص…

المسيح يتفرش، والسجادة تتغسل،

عشان عمتك تيجي تفتّش على البلاط زي العادة!”

نسيب زينب وناخد لفه عند ياسين 

بقلم امل شعبان محاميه قلبي 

• تابع الفصل التالى ” رواية محامية قلبي  ” اضغط على اسم الرواية

أضف تعليق