رواية سجينه الشيطان الفصل العاشر 10 – بقلم هالة محمد

 رواية سجينه الشيطان الفصل العاشر 10 – بقلم هالة محمد 

سناء : ليه يا إبني

علي سريعا: لما تيجي هتعرفي 

سناء؛ حاضر جاية أهو 

وقف علي ينظر للملقي ارضا بغضب ، وهو يقسم بداخله أن يجعله يدفع الثمن غاليا 

حانت منه التفاته خاطفة ناحية تلك المذعورة فوجدها تنظر لهذا الحيوان برعب وتزيد من احتضان يديها لجسدها 

خرجت سناء من المستشفى ، فذهب لها علي واخذها الي مكان إيمان

لطمت سناء بيدها على صدرها عندما رأت منظر إيمان

سناء : يا مصيبتي ايه الي عمل فيكي كدة يا بنتي 

علي : مش وقته يا أمي ، الحمد لله مالحقش يعملها حاجة ، لبسيها العباية ، علي ما أروح اشوف البيه مدير المستشفى 

ذهب علي ناحية سيد وجذبه من تلابيب ملابسه وظل يجره الي أن وصل به مكتب المدير فالقاه ارضا 

مختار بصدمة : ايه دا يا علي بيه 

علي غاضبا: أمن المستشفى فين 

مختار بخوف : علي البوابات الي برة 

علي غاضبا: يبقي أنت معين شوية طرش ، ما بيسمعوش الصريخ الي جوة المستشفى

المدير : يا افندم الأمن مسؤول عن حراسة المستشفى من برة بس ، مالوش دعوة باي حاجة بتحصل جوة دي أوامر جاسر باشا

علي غاضبا: يا سلام ، يعني يسيبوه كلب زي دا يحاول يعتدي على ممرضة من المستشفى ويقولوا مالناش دعوة

المدير بهدوء مستفز : الممرضة هي الي غلطانة معظم الدكاترة والممرضين مشيوا ، الساعة عدت 12 ، كل الموجودين في نبطشية بليل رجالة هي بقي بتعمل ايه 

علي: صح عندك حق ، هو دا المجتمع الي احنا عايشين ، هي الغلطانة ، مش الحيوان الي حاول يعتدي عليها لاء خالص هي الغلطانة ، بس قسما بربي ما هسيب حقها حتي لو قتلته 

المدير: المطلوب يا علي بيه 

علي بحدة: الكلب دا يترمي في اي داهية لحد ما اشوف البيه صاحب المستشفى هيعمل ايه

المدير ؛ حاضر 

خرج علي من المكتب غاضبا وذهب الي غرفته دق الباب ودخل فوجد والدته تجلس بجانب تلك الفتاة تهدئ من روعها 

علي بضيق: انتي كنتي بتعملي ايه لحد دلوقتي في المستشفى 

ايمان بصوت مرتجف : كااان في حادثة وحالات صعبة كتير 

علي بضيق: انتي عارفة انك في نظر الكل دلوقتي انتي الي غلطانة 

عمرو : اختي مش غلطانة

التفت علي خلفه فوجد شاب يبدو في منتصف العشرينات نحيف متوسط الطول 

هرع عمرو الي اخته التي اتصلت به من هاتف سناء 

عمرو بقلق: ايمان ، حبيبتي انتي كويسة 

دفنت رأسها في صدر اخيها تحتمي به ، هزت رأسها إيجابا 

عمرو بقلق: عملك حاجة 

هزت رأسها نفيا: لاء الحمد لله ربنا بعتلي الي انقذني 

نظر عمرو ناحية علي بامتنان : متشكر 

علي: أنا ماعملتش غير الواجب ، بس انت لازم تعمل محضر بالي حصل 

هز عمرو رأسه نفيا : لاء مش هعمل مش هنستفاد حاجة غير الفضيحة ، والحمد لله انك لحقتها وما عملهاش حاجة 

علي بضيق: أنت كدة بتضيع حق اختك 

عمرو : لو كنا في مجتمع تاني كنت اكيد هعمل غير كدة ، في الاول وفي الآخر هيجيبوا الغلط عليها 

اخذ عمرو اخته وخرج بها من غرفة علي 

عمرو بحنان : خلاص يا حبيبتي ، الحمد لله عدت ، بس ما فيش شغل تاني كفاية لحد كدة 

هزت إيمان رأسها إيجابا فاخذها عمرو وعادا للمنزل 

في غرفة علي 

علي بضيق: بس أنا بقي مش هسيب حقها 

امسك علي هاتفه وحاول الاتصال بجاسر عدة مرات ولكن دون فائدة 

علي بضيق: ما بيردش 

سناء : يمكن مش سامع الموبايل 

علي بضيق: أنا مش فاهم ايه السلبية دي ازاي يتنازل عن حق اخته بالسهولة دي 

سناء : دي مش سلبية يا إبني دا الواقع الي احنا عايشين فيه ، انت بنفسك جيت زعقت وقولتلها ايه الي مخليكي في المستشفى لحد دلوقتي ، كل الناس هيلوموا عليها ، أنت عملت ايه مع الحيوان دا 

علي: أهو مرمي في أوضة ومقفول عليه لحد ما اشوف جاسر هيتصرف ازاي 

سناء: وتفتكر جاسر هيجبلها حقها 

علي بثقة : أنا واثق أن جاسر هيجبلها حقها 

في منزل جاسر 

في غرفة رؤي بعد عدة ساعات ، بدأت تأن بصوت منخفض وهي تحاول فتح عينيها ألم شديد ينخر في جسدها كله ، فتحت عينيها تنظر حولها بدهشة 

رؤي بألم: اااه ، جسمي واجعني أوي ، أنا فين صحيح دا انا في بيته 

نظرت بامعان الي غرفتها ، كانت غرفة كبيرة ، سرير عريض ومرآه كبيرة للزينة ، ودولاب متوسط الحجم ونافذة كبيرة ، وباب عرفت بعد ذلك أنه حمام ملحق بالغرفة وجدت ساعة حائط سوداء عرفت منها أن الساعة الثالثة وقد اقترب أذان الفجر 

تحاملت علي نفسها وذهبت إلى حمام الغرفة وتوضاءت وأدت قيام الليل الي أن رفع لاذان الفجر ، فقامت تؤدي صلاتها بخشوع ، بعد الصلاة جلست تفكر ، ستلقب باحمق امراءة في العالم أن ظلت هذا الشهر دون أن تفعل شيئا 

جلست علي سجادة الصلاة تفكر ، كيف يمكنهت التغلب على شيطان جاسر ، وهل هي في الأساس تملك الشجاعة لذلك ، هي ترتعد منه وبشدة 

نظرت ناحية الساعة فوجدتها السادسة ، قررت استكشاف المنزل فهو بالتأكيد ما زال نائما ، خرجت من غرفتها تتلفت حولها ، نظرت ناحية باب غرفته فوجدته مغلق 

رؤي في نفسها : أكيد لسه نايم ، أحسن نوم الظالم عبادة ، ربنا يهديك يا جاسر 

مشت بهدوء حتي لا يستيقظ ، تستكشف تلك الشقة الكبيرة ، وجدت غرفتين للنوم بجانب غرفتها وغرفة جاسر وصالة واسعة تكاد تقسم انها أكبر من شقتها باكمالها وممر طويل يؤدي الي عدة غرف منهم المطبخ وحمام كبير ، وصالة العاب رياضية ، كانت الشقة واسعة جدا وفخمة بطريقة رائعة ولكنها متسخة جدا فكل الغرف تقريبا مليئة بالملابس وبقايا الطعام وبعض الزجاجات التي لا تعرف هويتها 

رؤي: استعنا علي الشقي بالله دي مش شقة دي خرابة 

ارتدت جلباب قديم رفعته عند خصرها وربطته بأحد مشابك الغسيل ، وربط شعرها بطرحة صغيرة ( قمطة ) 

وذهبت ناحية المرحاض واحضرت أدوات التنظيف وبدأت تجمع الملابس وتكنس النفايات وتمسح الارض وتعطر الغرف ، فقد وجدت

وسط محتويات المطبخ أعواد بخور ، فكانت تنتهي من تنظيف الغرفة وقبل أن تخرج تشعل بها عود أو اثنين من البخور ليعطرها 

ظلت علي هذا الوضع الي أن انهت الشقة بأكملها 

في غرفة جاسر 

تتململ بضيق بسبب صوت رنين هاتفه المتكرر 

فتح عينيه بضيق ينظر لاسم المتصل ، فهب بقلق عندما وجد اسم علي ينير الشاشة 

جاسر بقلق : في ايه يا علي أنت كويس

علي ساخرا: معلش يا جاسر بيه ازعجتك بس في موضوع مهم ولازم تيجي حالا

جاسر : مسافة السكة وابقي عندك 

اغلق جاسر الخط وذهب ناحية مرحاضه واغتسل وبدل ملابسه وخرج من الغرفة فوجدها تتهاوي علي احد الكراسي يبدو عليها اقترب منها فسمعها تقول 

رؤي بتعب : : آه يا اني وأنا الي كنت فاكرة شغل شقتنا متعب ، مش قادرة دا عايش في هايبر دا ولا ايه 

بتقري عليا يا شيخة رؤي 

اتسعت عينيها بذعر عندما سمعت صوته ، التفت برأسها ببطئ فوجدته واقف خلف الكرسي عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر لها بسخريته المعتادة 

ازدرقت ريقها بتوتر حاولت ايجاد صوتها ولكن يبدو أنه فر من الخوف 

جاسر ساخرا: ما تنطقي ولا القطة كلت لسانك

رؤي بخوف: أنا مممم…..ممممم

جاسر ساخرا: انتي بتمأمأي ، ايه الي انتي عملاه في نفسك دا ، شبه الخدامين بالظبط ، وايه الغريب ما ابوكي خدام عندي

غلت الدماء في عروقها يمكنها تحمل اي شئ الا إهانة عائلتها

رؤي بحدة: ما اسمحلكش تهين والدي ، أنا رضيت بالوضع المقرف دا عشان خاطرهم ، عشان تبعدهم عن اذاك 

اتقدت عيني جاسر من الغضب : وضع يا مقرف يا بنت ال…….

رفع يده عاليا وصفعها علي وجهها 

رؤي غاضبة وهي تبكي: ما اسمحكلش تهين عيلتي دول انضف وأشرف منك مليون منك 

جاسر غاضبا وهو يصفعها : اخرسي 

ظل يصفعها بغضب وحقد 

رؤي بحدة: اضرب ، اضرب كمان خلي شيطانك يجيب آخره 

جاسر ضاحكا: عايزة تشوفي شيطاني بجد 

رؤي بحدة: أنت شيطان نفسك ، أنت الي هترمي نفسك بايدك في النار 

جاسر غاضبا: اخرسي 

رؤي غاضبة: لاء مش هخرص ، أنت خايف ، خايف من الحقيقة عشان كدة مش عايز تسمع 

جاسر بتوعد : أنا هوريكي جرائتك دي هتوديكي لحد فين

الفصل العاشر 

جاسر بتوعد : أنا هوريكي جرائتك دي هتوديكي لحد فين 

سحبها من يدها متجها الي غرفتها ، بدأت تحاول تثبيت قدميها في الارض ان تفلت من قبضة يده التي تعصر يدها

رؤي باكية: لاء يا جاسر ، ابعد عني ، سبني سبني حرام عليك 

دخل الي غرفتها واغلق الباب بالمفتاح وبدأ يخلع ملابسه

رؤي بفزع: أنت هتعمل ايه ، أنت وعدتني

جاسر ضاحكا بشر: أنا شيطان يا حلوة ، في شيطان بيوفي بوعده

رؤي بخوف : أنا آسفة مش هقول حاجة تاني ، بس أبوس إيدك سبني 

جاسر بشر : عيزاني اسامحك

هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول الابتعاد عن مرمي يديه 

جاسر: بوسي رجلي 

اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت تلقائيا هزت رأسها نفيا : مستحيل 

جاسر ساخرا: أنا عارف أنك نفسك فيا بس مكسوفة تقولي ، عشان كدة بتستفزيني عشان أكسر وعدي صح

هزت رأسها نفيا سريعا ودموعها تتساقط بقوة من عينيها: لاء والله ، أنا آسفة مش هقول كدة تاني والله آسفة ، آسفة

اقترب منها وبريق الشر يلمع في عينيها وتلك الابتسامة الشيطانية تعزف انغامها علي شفتيه فاعطته منظر مرعب 

انقذها في تلك اللحظة صوت رنين هاتفه ، التقطه من جيب سترته وفتح الخط 

جاسر: ايوة يا فتوح 

فتوح : يا باشا العروسة قربت تزهق 

جاسر: طب أنا هتصرف

اغلق الخط ونظر ناحية تلك المذعورة بحدة 

جاسر بفحيح كالثعابين : المرة دي هسيبك ، لكن لو فكرتي مجرد تفكير انك ترجعي تقولي الكلام دا تاني 

هخليكي تتمني الموت تشتهيه من الي هعمله فيكي ، مفهوم يا حلوة 

هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفها 

جاسر: خمس دقايق والاقي الأكل علي السفرة 

رمقها بسخريته المعتادة ثم تركها وخرج من الغرفة 

رؤي باكية: الحمد لله ، الحمد لله ، دا ما ينفعش معاه العند خالص لازم اشوف طريقة تانية

خرجت سريعا من غرفتها واتجهت ناحية المطبخ وبدأ تخرج كل ما تجده في الثلاجة يصلح لأن يقدم للفطور 

ومن ثم وضعته في اطباق ونقلته سريعا الي طاولة الطعام الكبيرة 

كانت تهرول حتي تستطيع ان تضع الطعام سريعا 

رؤي بتذمر : وبعدين في سباق الجري دا ، كل دي مسافة من المطبخ للسفرة ما ياكل في المطبخ وخلاص ، يا اختي اسكتي يا رؤي ليسمعك دا مجنون 

وضعت الاطباق علي طاولة الطعام ، نظرت الي ساعة الحائط لقد مر اكثر من ربع ساعة ولم يخرج من غرفته

رؤي : هو ما خرجش ليه دا قالي خمس دقايق ، عنه ما خرج ، يا نهار أبيض ليكون مستنيني أروح أنادي عليه دا هيطين ، يا رب ارحمني من الرعب دا 

ذهبت ناحية عرين الأسد بخطوات مرتجفة تقدم قدم وتؤخر الاخري الي أن وقفت أمام باب غرفته فرفعت يدها ودقت الباب عدة مرات 

رؤي في نفسها: هو ما بيردش ليه ، يكون خرج ، مات ، ولع وخلصت منه ، طب ادخل ، لالالا ، طب أعمل ايه ، أنا هدخل وخلاص 

فتحت باب الغرفة بهدوء تقدمت بداخلها خطوة واحدة ، وجدت تلك اليد تقبض على عنقها لتدفع جسدها ليرتطم بالحائط 

جاسر غاضبا: هو انا مش قولتلك ما تدخليش الاوضة دي ابدا 

رؤي بخوف: هو ، يعني ، مش ، انت انا ،انا انا ، الاكل 

جاسر بهمس يشبه فحيح الأفاعي وهو يشير الي فراشه الكبير : شايفة السرير دا ، هنفذ عليه حكم اعدامك ، هخليكي تتمني عليه الموت ومش هتلقيه ، هدبح عليه روحه ببطي ، هستمتع اوي بكل صرخة بتطلع منك يا شيخة رؤي 

ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها ونزلت الدموع تتسابق علي وجنتيها 

جاسر : تؤتؤتؤ ، وفري دموعك عشان هتحتاجيها قريب ، نضفي الاوضة كويس 

ثم نظر اليها بسخرية وخرج من الغرفة ، لتتهاوي علي الارض تبكي بخوف 

رؤي في نفسها : يا رب يا رب انا ماليش غيرك يا رب احميني منه يا رب

قامت تنظف غرفته عندما صوته الغاضب يناديها 

جاسر غاضبا: رؤي 

ذهبت اليه مسرعة ووقفت بعيدة عنه بمسافة كافية لتحمي نفسها من براثة 

اشار بيده امامه مباشرة

جاسر غاضبا: تعالي هنا 

اقتربت بعض الخطوات مترددة 

رؤي بصوت مرتعش وخائف : نعم 

جاسر بغرور: امسحي جزمتي 

جحظت عينيها بصدمة : نعم !!!!!!

جاسر غاضبا : انزلي تحت رجلي وامسحي جزمتي ، يلا والاااا

رؤي سريعا بخوف: حاضر حاضر 

شعرت بالذل وهي تهبط تحت قدميه لتمسح حذائه شعرت بضائلتها امام هذا الصرح الشامخ ، تذكرت ايامها الجميلة في منزل والدها 

رؤي : الجذمة اهي يا بابا ، انا لمعتها وخلتها ايه ، احلي من وش عاصم

عاصم غاضبا : اه يا جزمة طب تعالي بقي 

جري عاصم خلف رؤي وعندما امسك بها ظل يدغدغها وهي تضحك بسعادة 

فاقت من ذكراها السعيدة علي صوته الغاضب 

جاسر غاضبا : اخلصي 

مسحت حذائه سريعا وقامت وقفت امامه منكسة الرأس بذل 

قبض على خصلات شعرها بعنف 

جاسر : بصي بقي يا حلوة ، اي حركة كدة ولا كدة هتعمليها وانا برة ، هوريكي جهنم علي الارض ، لو حاولتي تستنجدي بجد او تكلمي حد ، هخليكي تتمني الموت ، فاهمة 

ترك شعرها بعنف لتسقط على الأرض تبكي وتتعالي شهقاتها ، نظر اليها بسخرية ثم خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بالمفتاح 

ركب سيارته وقادها منطلقا الي المستشفى التي بها علي دق الباب ودخل الغرفة 

جاسر : صباح الخير يا علي 

نظرت له والدة علي بغضب وتركهتم وخرجت من الغرفة 

بينما نظر اليه علي بضيق واشاح بوجهه بعيدا 

جاسر : انا عارف يا علي ان انت زعلان مني بس انت الي غلطت الاول 

علي غاضبا : غلطت ، عشان عايز انقذ واحدة مالهاش اي ذنب من واحد مريض زيك ابقي غلطان ، فعلا ما احنا في زمن العجايب ، قولي بقي يا جاسر باشا دبحتها ولا لسه 

هز جاسر رأسه نفيا 

علي ساخرا : معقولة يا راجل ، ومستني ايه 

كاد جاسر ان يرد 

علي : لاء لاء استني انا عرفت اكيد عايز تذلها الاول صح 

جاسر : سيبك من كل دا ، ايه الموضوع المهم الي كنت عايزني فيه 

علي: أنا مش عايزك بصفتك جاسر صاحبي لأن صحوبيتنا خلاص انتهت أنا عايزك بصفتك جاسر باشا صاحب المستشفى 

عقد جاسر حاجبيه باستفهام : مش فاهم منك حاجة يا علي في ايه

علي: هفهمك يا باشا ، ثم بدأ يقص له ما حاول حارسه فعله مع تلك الممرضة المسكينة 

علي ساخرا: بس عارف أنا مش متفاجئ ما هم حرس جاسر باشا مهران يعني اكيد لازم يكونوا زيه 

جاسر بجمود : هو فين 

علي: مرمي في الأوضة ……

قام جاسر من مكانه دون أن ينطق كلمة اخري وذهب ناحية تلك الغرفة بخطوات جامدة 

يتردد في عقله صوت تلك الصرخات 

( خلاص ضيعني أنا ضعت ، لييييه أنا عملت ايه ، ليه جاسر ، أنا عملت ايه عشان يحصلي كدة ) 

هز رأسه نفيا بعنف ليبعد تلك الذكريات عن رأسه ، وصل الي الغرفة المطلوبة فوجد احد حراسه يقف أمامها 

جاسر بجمود : افتح الباب 

فتح الحارس الباب سريعا وتنحي سريعا بخوف 

تقدم جاسر بهدوء الي أن دخل الي تلك الغرفة فوجد ذلك الرجل متكوم في احد أركان الغرفة 

نهض سيد سريعا عندما وجده امامه في الغرفة 

نظر سيد له بفزع وازدرق ريقه عدة مرات من شدة خوفه 

سيد بفزع : ججج..جاسر باشا 

اشار جاسر بيده للحارس الآخر فاغلق الباب علي جاسر وسيد معا 

وقف جاسر يرمق سيد ببرود نظراته كسهام من السقيع حاد البرودة 

جاسر بجمود : ليه 

سيد سريعا: كدب يا باشا أنا ما عملتش حاجة صدقني 

حك جاسر ذقنه باطراف اصابعه

جاسر ببرود : كدب ، بس الي قالي مستحيل يكدب ، ليه واحسنلك تقول الحقيقة

سيد بخوف : كنت عايز اشفي غليلي منها جيت أجر معاها ناعم راحت ضرباني بالقلم 

تردد في عقله تلك المرة ( ليه عمل فيا كدة ، كل دا عشان صديته عشان قولتله إن مستحيل أعمل كدة ، حرررررام ، ليييه ، ليييه ) 

فجاءة تحول هذا الجليد البارد أن بركان منصهر تدافعت حممه بدأ المرضي في المستشفي يستمعون الي صرخات واستغاثات 

قادمة من تلك الغرفة المغلقة 

في داخل الغرفة ، وقف جاسر يعدل من سترة بدلته الفخمة ، وهو يرمق الملقي ارضا غارقا بدمائه بغضب كفيل بإحراقه 

ذهب ناحية باب الغرفة وخرج من الغرفة ، وقف أمام الحارس الاخر الذي كان يرتجف خوفا من سماعه لصرخات زميله ، وضع جاسر يده في جيبه واخرج بعض الاموال واعطاها لهذا الحارس 

جاسر : ترموه قدام اعفن مستشفي وتسيبوا معاه الفلوس دي يتعالج بيها 

الحارس سريعا : حاضر يا باشا ، حاضر 

خرج جاسر من المستشفى باكملها وركب سيارته

وذهب الي شركته ومنها الي مكتبه ، دقائق ودخلت السكرتيرة الخاصة به

سهي : جاسر بيه ، الاستاذ حسين عبد الوهاب من الحسابات عايز يقابل حضرتك ضروري 

ابتسم بسخرية : دخليه 

خرجت السكرتيره من الغرفة ودخل حسين 

جاسر ساخرا : عايز ايه يا حمايا العزيز 

حسين غاضبا : عايز بنتي يا جاسر 

دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة 

جاسر ساخرا : بقي عايز تاخد مني العروسة يوم الصباحية يا عمي ، دا انا حتي لسه ما شبعتش منها 

حسين غاضبا : رجعلي بنتي يا جاسر ، لإما هبلغ عنك واقول انك خاطفها 

جاسر ضاحكا : هو في حد بيخطف مراته بردوا يا عمي 

حسين برجاء: ابوس ايدك يا ابني رجعلي بنتي 

مد جاسر يده له : بوس 

تقدم حسين منه وهو يشعر بالذل والمهانة 

وقبل يد جاسر 

نزع جاسر يده واخرج دفتر الشيكات من جيبه وكتب عليه مبلغ مليون جنية 

ومد يده به الي حسين 

حسين : ايه دا 

جاسر ساخرا : بنتك ، قصدي تمن بنتك 

حسين غاضبا : انا مش عايز فلوسك انا عايز بنتي 

جاسر: بنتك ماتت ، قصدي اعتبرها ماتت 

حسين غاضبا: حرام عليك يا اخي انت شيطان مش بني آدم 

جاسر: امممم ، انا سمعت الجملة دي فين قبل كدة ، اه اه افتكرت ، كانت بتقولها بنتك المصونة رؤي قبل ما اكسر عينيها واذلها واخليها تنزل تحت رجلي 

حسين غاضبا: هقتلك يا جاسر 

دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة : وترمل بنتك يا حمايا العزيز 

عاد وجهه الي الجمود مرة أخرى: علي مكتبك ، واياك تيجي هنا تاني ، عشان ما اخليش الدور الجاي علي طمطم ماشي يا حمايا العزيز 

خرج حسين من المكتب فرفع جاسر قدميه ووضعهما علي مكتبه واسند جهاز اللاب توب علي قدميه وشعله 

جاسر: اما نشوف يا شيخة رؤي بتعملي ايه 

ظل يبحث عنها ، بكميرات المراقبة الي ان وجدها متكورة علي نفسها امام باب المنزل من الداخل تبكي بصمت 

جاسر بشر : ولسه يا رؤي ، هتشوفي العذاب ألوان عشان حظك الأسود وقعك في طريقي 

ثم امسك هاتفه واتصل بفتوح 

جاسر : عملت الي قولتلك عليه 

فتوح : ايوة يا باشا 

جاسر : والنتيجة 

فتوح : زي ما حضرتك توقعت بالظبط 

جاسر : طب ابقي عدي الحسابات هتلاقيني سيبلك مبلغ كويس 

فتوح : متشكرين اوي يا باشا ، احنا خدامينك في اي وقت 

اغلق جاسر الخط وابتسم بشر 

جاسر: اخيرا ، هنتقم منك يا صبري 

في مكان اخر تحديدا في احدي المستشفيات النفسية الشهيرة 

في احدي الغرف سيدة في منتصف الثلاثنيات(جميلة ذات شعر بني طويل وعيون رمادية وجسد ممشوق ولكن ملامح الحزن والخوف مرسومة بدقة علي وجهها ) تجلس علي فراش كبير في غرفة فاخرة جدا تضم ركبتيها لصدرها وتحاوطهما بذراعيها وتتظر امامها بشرود 

يجلس علي الكرسي المجاور لسريرها طبيب في أوائل الأربعينات ولكنه يبدو في الثلاثينات لانه يتمتع بجسد رياضي منتاسق وطول فارهه وملامح رجولة اصيلة من حيث البشرة البرونزية والشعر الاسود الكثيف الذي اختلط فيه بعض الشعيرات البيضاء فزادته وسامه ولحيه خفيفه وعيون بلون غابات الزيتون تبعث الدفئ لكل من ينظر اليهما ) 

ياسر: نرمين ، نرمين ، طب اديني اي اشارة انك سمعاني وحاسة بيا ، نرمين ردي عليا 

امسك رسغ يدها ليقيس نبضها ، فارتجف جسدها بشده وارتسم الذعر علي وجهها بدقة 

راقب ردة فعلها بأعين طبيب خبير ، ظل قابضا علي رسغ يدها ، نظرت له بذعر ثم ارتخي جسدها وفقدت الوعي 

قام من مكانه واخذ حقنه مهدئه وحقنها في وريد يدها ودثرها جيدا بالغطاء

ياسر : وبعدين معاكي يا نرمين ، يا تري ايه الي وصلك للحالة دي حتي اخوكي مش راضي يقولي حاجة ، علي العموم راجعلك تاني 

ثم خرج من الغرفة وذهب الي مكتبه وفتح ملفها للمرة العاشرة منذ استلم الوظيفة في هذه المستشفي منذ اسبوعين وقد سلمه الاطباء هذه الحالة الميئوس منها 

في منزل جاسر 

ظلت متكورة مكانها تبكي بصمت وشعور الذل والخوف استحوذا عليها ، الي ان رفع اذان العصر في الجوامع القريبة من البيت قامت وذهبت الي الحمام وتوضاءت ، ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو اليه ، يفيض لسانها بالدعاء عند كل سجده والدموع تتسابق في الهطول من عينيها 

انتهت من صلاتها وقامت لتعد طعام الغداء 

في احد النوادي 

سوزي : come down شاهندا ، انتي ليه متعصبه كده 

شاهندا : انا شاهندا الدمنهوري ، حته بتاع زي دا يقولي you are note my type 

سوزي: so what طظ فيه يا شاهندا ايه بقي الي معصبك 

شاهند غاضبة : سوزي بليز shut up انتي مش فاهمة حاجة

في شركة جاسر ، التقط جاسر مفاتيحه وهاتفه وركب سيارته وانطلق الي النادي 

دخله بخطي واثقة مغترة بحث عنها بعينيه فوجدها تجلس مع صديقتها 

جلس علي الطاولة القريبة منهم 

سوزي: اهو يا شاهندا 

نظرت له شاهندا بغيظ ثم لمعت في رأسها فكرة 

قامت شاهندا واتجهت الي المسبح ووضعت يدها علي رأسها ومثلت انها اختلت توازنها وسقطت في المسبح 

نظر لها جاسر بسخرية 

( كم انتي حمقاء يا حواء تقعين فريسة شباك آدم حتي دون ان ينصب شباكه ) 

قام جاسر سريعا وخلع چاكت بدلته وقفز الي المسبح واخرج شاهندا منه ووضعها جانبا 

بدأ يحاول ايفاقتها ، فتحت عينيها ببطي وابتسمت

شاهندا : ميرسي 

جاسر بابتسامة خبيثة : العفو 

ساعدها علي النهوض مدت يدها لتصافحه

شاهندا : شاهندا الدمنهوري

جاسر : شادي سليمان

• تابع الفصل التالى ” رواية سجينه الشيطان  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق