رواية سجينه الشيطان الفصل السادس عشر 16 – بقلم هالة محمد
احمرت وجنتيها خجلا فاشاحت بوجهه وركزت نظرها علي الطعام امامها ، كانت تأكل بيدها اليمني ويدها اليسري موضوعه علي الطاولة ، ركز جاسر مع اصبعها الذي يوجد فيه الدبلة فلاحظ العلامات الزرقاء الموجودة في اخره بسبب ضيق الدبلة ، امسك كف يدها فانتفض جسدها برعب ، نظرت له فوجدته يحاول برفق غير معهود منه ان يخلع الدبلة من اصبعها ، الي ان اخرجها بالفعل ، رأت الحزن في عينيه وهو ينظر إلى العلامات الحمراء والزرقاء التي احدثتها علي اصبعها
رؤي في نفسها: هو مالوا ، اليومين دول متغير، معقول يكون سمعني وانا في المطبخ ، يا رب أهديه يا رب وما يرجعش زي الاول تاني
جاسر: سرحانة في ايه
رؤي: لا ولا حاجة ، الحمد لله انا شبعت
جاسر: وانا كمان شبعت
رؤي: طب قول الحمد لله
جاسر: الحمد لله
رؤي: تشرب شاي
جاسر مبتسما: ااه يا ريت بالنعناع
شردت في ابتسامته الصافيه ليست تلك الابتسامة الخبيثة التي تراها دائما ، ولكن ابتسامة نقية مشرقة زادته وسامة
فاقت من شرودها علي صوته وقد تبدلت ابتسامته باخري مشاكسة : أمور مش كدة
رؤي بخجل: ها ،، لا ابدا عن اذنك هعمل الشاي
تركته واتجهت إلى المطبخ واعدت الشاي ووضعت له قطعة من الكيك وذهبت اليه فوجدته دخل الي غرفته
فذهبت ناحية باب الغرفة ودقت الباب
جاسر: ادخلي يا رؤي
دخلت ووضعت الصينية علي طاولة صغيرة في الغرفة ، كادت ان تخرج
جاسر: رؤي استني عايزك ، تعالي
اشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه ، ففعلت كما طلب
جاسر: بصي يا رؤي انتي طبعا لاحظتي ان معاملتي ليكي بدأت تتغير ، بس اوعدك انها ممكن ترجع أسوء من الاول لو غلطتي ولو غلطة واحدة في المشوار بتاع بكرة
هزت رأسها إيجابا: طب ممكن اعرف احنا رايحين فين
جاسر: رايحين نزور اختي
رؤي مبتسمة: حماتي يعني ، ولا يكون عندك فكرة
جاسر: اختي في مستشفي نفسية بس دا مش معناه انها مجنونة لو فكرتي تزعليها بنص كلمة حتي…….
رؤي مقاطعة : ومين قال لحضرتك ان الي بيدخلوا المستشفي النفسية بيكونوا مجنانين ، بالعكس دول اعقل من الناس الي برة
هز رأسه إيجابا برضا
رؤي: عن اذنك
خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ وبدأت تعد كيكة أخري لتأخذها هدية معها لأخته، خبطت جبينها براحة يدها
رؤي: نسيت اسأله اسمها ايه
نرمين اسمها نرمين
التفت فوجدته يقف علي باب المطبخ
جاسر: بتعملي ايه عندك
رؤي: بعمل كيكة عشان ناخدها معانا لأختك
وضع جاسر علبة كريم صغيرة علي الطاولة في المطبخ
جاسر: ادهني من دا علي صباعك والوجع هيروح
رؤي: صحيح هو انت خريج ايه
جاسر ساخرا: هندسة حلوان
ثم تركها ودخل الي غرفته مرة اخري واغلق الباب ، اخذ قطعة الكيكة
جاسر : اكيد مش هتبقي زيها
آكل قطعة صغيرة منها لتتسع عينيه في دهشة
فكان طعم الكيكة مطابق تماما للكيكة التي كانت تعدها له نرمين ، امسك الطبق وبدأ يأكل باستمتاع شديد
في منزل ياسر
دلف ياسر الي المنزل لتجري عليه ابنته الصغيرة سما وتحتضنه
سما بسعادة: بااابي
حملها ياسر بين ذراعيه: حبيبة بابي وحشتيني
سما: وانت كمان وحشتني اوي يا بابي ، انا زعلانة منك
ياسر: ليه يا حبيبتي
سما : عشان بتسيب سما طول النهاي لوحدها
ياسر: اومال فين دادة سناء
سما: بتعملي جيلي بالموز
ياسر مبتسما: دلوقتي يا مفترية ، تخليها تعملك جيلي الساعة 10 بليل
سما: ايوة هي بتحب سما وبتعمل لسما الي هي عيزاه
في هذه الاثناء خرجت من المطبخ سيدة في اواخر العقد الرابع من عمرها بشوشة ، هادئة الطباع والملامح
سناء: حمد لله على السلامة يا دكتور
ياسر مبتسما: الله يسلمك يا دادة
سناء: احضر لحضرتك العشا
ياسر: لا شكرا ماليش نفس
سما : دادي هو انا مش هيوح عند مامي بقي اصلها واحشتني اوي
ضمها ياسر الي صدره بشدة: بعد الشر عليكي يا حبيبتي
سما: بابي هي مامي لسه مسافية
ياسر: اااه يا حبيبتي
سما: هتيجي امتي بقي دي وحشتني اوي
ياسر مغيرا مجري الحديث : ايه رايك اخدك معايابكرة شغلي تتفرجي عليه
سما : بجد ، هيه هيه هيه هيوح شعل بابي
ياسر ضاحكا: انا لازم اشوف حل في موضع اللدغة دا قبل ما تدخل المدرسة ، لحسن هتقول اسمها سما ياسي شييف ياضي( سما ياسر شريف راضي )
ضحكت سناء على مزاح ياسر
في شقة جاسر ، انتظر جاسر حتي دخلت رؤي الي غرفتها وخرج بهدوء ودخل الي المطبخ يبحث عن الكيكة الي ان وجدها في الثلاجة
في غرفة رؤي
رؤي: يوووه نسيت اجيب ماية
خرجت رؤي من غرفتها وذهبت لتحضر الماء فوجدت جاسر يقف في المطبخ ياكل من الكيكة كالطفل الصغير ، فابتسمت وذهبت الي غرفتها بهدوء حتي لا يراها
في صباح اليوم التالي
ارتدت رؤي نقابها وارتدي جاسر ملابسه واخذت رؤي الكيكة وركبا سيارة جاسر وانطلقت السيارة والحرس يحاوطونها
رؤي بخبث: صحيح يا جاسر،، ما تعرفش باقي الكيكة الي في التلاجة راحت فين ، اصل دورت عليها الصبح وما لقتهاش
جاسر بحرج : احم ، وانا هعرف منين اصلا ما كنتش حلوة
رؤي بحزن مصطنع:، ايه دا بجد ، خلاص مش هعملها تاني خالص
جاسر : احم، لا عادي اعمليها كانت كويسة
اتسعت ابتسامتها الخبيثة من تحت نقابها
دقائق ووصلت السيارات الي المستشفى
دخل جاسر بصحبة رؤي الي غرفة ياسر اولا الذي كان يداعب ابنته
جاسر: احم ، السلام عليكم
قام ياسر وصافحه
ياسر: وعليكم السلام يا جاسر باشا اتفضل
دخل جاسر ومن بعده رؤي ، فمد ياسر يده ليصافحها فبادر جاسر وصافحه مرة اخري
جاسر: معلش اصلها ما بتسلمش
ياسر: لا ابدا يا افندم ولا يهمك اتفضلوا
جلس جاسر وعلي الكرسي المقابل له رؤي ، فبدأ جاسر يتناقش مع ياسر حالة نرمين
اما رؤي فكان بصرها معلق بتلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل السوداء ، تذكرت طمطم اختها الصغيرة فادمعت عينيها اشتياقا لها
قاطع حديثهم
سما: بابي الضفيية فكت
ياسر: حبيبي انا بتكلم مع عمو مش قولت ما ينفعش نقاطع الكبار وهما بيتكلموا
سما : اسفة
رؤي: ايه رأيك اعملهالك أنا
سما: ماشي
ثم ذهبت ناحية رؤي ووقفت امامها فبدأت رؤي تجدل شعرها برفق حتي لا تؤلمها
رؤي: اسمك ايه
سما: سما
رؤي: الله اسمك جميل اوي ، تسمحيلي بقي اقولك يا سمسم ولا يا سوسو
سما: سمسم
رؤي مبتسمة: ماشي يا سمسم
سما : انتي اسمك ايه
رؤي: رؤي
سما: يؤي
ياسر مبتسما: معلش اصلها لدغة في حرف الراء
رؤي: لا ابدا ولا يهمك ربنا يخليهالك
شعر بالنيران تضرم في جسده عندما وجدها تتكلم مع ياسر يري ابتسامتها الواسعة المختفية خلف بيشة نقابها
جاسر في نفسه: ماشي يا رؤي لما نروح صبرك عليا
جاسر: مش يلا بقي ولا ايه
ياسر: آه طبعا يا افندم اتفضل
سما: بابي انا هاجي معاكوا
ياسر: ما ينفعش يا سما ، خليكي هنا وانا جاي علي طول
سما : بليز يا بابي بليز بليز هسمع الكلام وهفضل ساكتة بليز بقي
رؤي: خلاص خليها تيجي معانا عشان ما تزعلش
سما: هيه هيه حبيبتي يا يؤي ، عايفة انتي طيبة زي مامي ، بس مامي سابتني وسافيت
عند يبنا
نظرت لها رؤي بحزن ، لم تشعر بنفسها والا وهي تضمها بقوة
اغمضت الصغيرة عينيها تستمع بهذا الحضن الدافئ الذي بشبه حضن والدتها
اما ياسر فقد ادمعت عينيه علي حال ابنته
ربت جاسر علي كتفه
جاسر: شد حيلك
هز ياسر رأسه إيجابا
جاسر: يلا يا رؤي ، هاتي سما وتعالي
قامت رؤي وامسكت يد سما وذهبا الي غرفة نرمين
ياسر: يلا يا سما
تشبثت سما بيد رؤي : لا انا هفضل مع يؤي
جاسر: خلاص سيبها
هز ياسر رأسه إيجابا
دخل جاسر الغرفة وخلفه رؤي ممسكة بيد سما
جاسر: صباح الخير يا نرمين ، انا جبتلك رؤي زي ما طلبتي مني امبارح
حركت نرمين عينيها ناحية رؤي وعقدت حاجبيها باستغراب عندما رأت تلك الطفلة الصغيرة في يدها
رؤي مبتسمة: خلاص يا عم عرفتنا علي بعض اتفضل يلا من هنا
رفع جاسر حاجبيه مندهشا : انتي بتطرديني
ضحكة خافتة خرجت من نرمين ، جعلت ابتسامة جاسر تتسع بشدة : خلاص خلاص خارج ، عالم غريبة
خرج جاسر فاغلقت رؤي الباب ، وخلعت النقاب عن وجهها المبتسم
وذهبت واحتضنت نرمين
وجلست امامها هي وسما
رؤي مبتسمة: ازيك يا نرمين ، انتي متأكدة بجد انك اخت جاسر
نظرت لها نرمين مستفهمة
رؤي مبتسمة: اصلك احلي منه بكتير ، انتوا اكيد اخوات بس مش من نفس الاب والام
ضحكت نرمين بخفوت
رؤي مبتسمة: ايوة كدة خلي الشمس تطلع يا شيخة ، لما القمر دا يكشر ويزعل احنا نعمل ايه
نرمين بصوت منخفض: دي بنتكوا
نظرت رؤي لسما ثم قالت مازحة : بنتنا ازاي دا انا واخوكي متجوزين بقالنا اسبوع واحد، دي يا ستي سمسم صاحبتي ، سلمي علي طنط نرمين يا سمسم
سما مبتسمة: ازيك يا طنط نييمين
رؤي ضاحكة: معلش اصلها لادغة في الراء
نرمين مبتسمة: عارفة جاسر وهو صغير كان الدغ في السين بيقولها كاف
رؤي ضاحكة: احلفي
نرمين مبتسمة: آه والله في المدرسة ما كنش بيعرف يقول يا مستر ولا يا استاذ ، كان عنده مدرس رياضيات فكان بيسأله اسمك ايه فقاله جاكر ، فصحابه فهموا الاستاذ انه الدغ في السين ، انتي مش متخيلة رد فعل المدرس قاله يعني انت دلوقتي مش هتعرف تقولي يا مستر ولا يا استاذ خلاص ناديلي باسمي والمشكلة أن المدرس اسمه اسلام ، فجاسر كان بيقوله يا اكلام ، لحد ما المدرس قاله انت الوحيد الي تقولي يالا
انفجرت رؤي ضاحكة من كلام نرمين حتي ادمعت عينيها من الضحك
رؤي ضاحكة: اااااه مش قادرة ابطل ضحك
كان جاسر مستندا على الباب من الخارج يعض علي شفتيه بغيظ: فضحتيني يا نرمين يعني يوم ما ربنا يكرمك وتتكلمي تفضحي اخوكي
في الداخل
رؤي: بصي انا جبتلك معايا ايه
ثم فتحت الحقيبة واخرجت الكيكة التي صنعتها لها
نرمين مبتسمة: تعرفي ان جاسر بيحب الكيكة بالشكولاتة اوي ، كان بيتسحب بليل بعد ما نام ويدخل المطبخ ويفضل يدور عليها لحد ما يلاقيها وياكلها ويسبلنا الطبق فاضي ، ولما تسأليه يقولك ما اعرفش هي اصلا ما كنتش حلوة
رؤي ضاحكة: تصدقي لسه قايلي الجملة دي الصبح
بدأ الثلاثة يأكلون ورؤي ونرمين يطعمون سما ويمزحون معها
الي ان دق جاسر الباب ودخل
جاسر مبتسما: حمد لله على سلامتك يا نرمين
انزلت رؤي النقاب علي وجهها : طب انا هروح اجيب عصير انا وسما ، حد عايز حاجة ، لاء طب سلام
خرجت رؤي من الغرفة مع سما وأغلقت الباب
فتحت نرمين ذراعيها فالقي جاسر بنفسه داخل حضنها يضمها بقوة ودموعه تهرب من عينيه
جاسر باكيا: وحشتيني اوي يا نرمين، اخيرا يا نرمين اخيرا رجعتيلي تاني
ثم رفع كف يدها وظل يقبله
نرمين : وحشتني اوي يا حبيبي ، انت عارف انه غضب عني الي شوفته…….
وضع جاسر إصبعه على فمها
جاسر: انسي يا نرمين انسي كل حاجة فاتت ، انا خلاص خدتلك حقك منه وكلها كام يوم وهيشرف في القناطر للأبد
نرمين: عملت ايه يا جاسر
جاسر مبتسما: مش مهم ، مش مهم اي حاجة المهم انك رجعتيلي يا نرمين
نرمين مبتسمة: رؤي مراتك دي لطيفة اوي ربنا يخليها لك ، عارف ايه اكتر حاجة هتفرحني بجد
جاسر مبتسما: قولي يا حبيبتي وانا مستعد اعملها مهما كانت
نرمين مبتسمة: اشوف ولادك واشيلهم علي ايدي
اختفت ابتسامته تدريجيا : إن شاء الله يا حبيبتي
نرمين مبتسمة: يارب يا جاسر نفسي تخلف تؤام ولد وبنت هسمي الولد رعد والبنت جوري وانتوا مالكوش دعوة خالص بيهم انا الي هربيهم حبيبي دول والله ، ولو فكرت تزعلهم يا جاسر هشدك من ودانك
رواية سجينه الشيطان الفصل السادس عشر 16 – بقلم هالة محمد
جاسر مبتسما: لاء خلاص خلاص مش هزعلهم
نرمين ضاحكة: ايوة كدة عايز تزعل ولادي حبايبي هي رؤي اتأخرت ليه
جاسر: هروح اشوفها أهو
قام جاسر يبحث عنها عندما وجدها تتكلم مع ياسر ، اظلمت عينيه بغضب ذهب ناحيتها يطوي الارض يكاد يحترق من الغضب
جاسر بغيظ: رؤي ، نرمين عايزاكي
هزت رأسها إيجابا: عن اذن حضرتك يا دكتور ياسر
ياسر مبتسما: اتفضلي
عادت رؤي الي غرفة نرمين وقضت بعض ساعات معها ثم قامت وسلمت عليها وذهبت سما الي والدها ، اما رؤي ركبت بجانب جاسر في سيارته
ما ان دخلت البيت ، حتي وجدت جاسر يقبض على رسغ يدها
رؤي بألم: ااااااه ، ايدي يا جاسر
جاسر غاضبا: كنتي بتعملي ايه مع الي اسمه ياسر دا
رؤي: ياسر مين ، ااااه قصدك الدكتور ، ابدا والله كان بيسألني عن حالة نرمين
جاسر غاضبا: والبيه ما جاش سألني انا ليه ولا هو ما بيتكلمش غير مع الستات
رؤي بألم: ما اعرفش يا جاسر ابقي اسأله سيب ايدي بقي بتوجعني
ترك جاسر يدها : ماشي يا رؤي بصي بقي نرمين نفسها تشوف ولادي
رؤي مستفهمة: ولادك ، ازاي يعني هو انت مخلف
جاسر : لاء يا حلوة انا لسه هخلف
رؤي: يعني ايه
جاسر مبتسما بخبث: يعني جهزي نفسك واستعدي كويس دخلتنا اخر الاسبوع
• تابع الفصل التالى ” رواية سجينه الشيطان ” اضغط على اسم الرواية