رواية أحفاد الصياد الفصل السادس عشر 16 – بقلم سلمى السيد

      رواية أحفاد الصياد كاملة  بقلم سلمى السيد    عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية أحفاد الصياد الفصل السادس عشر 16

مالك روح علي البيت و دخل ملقاش حد ، ف طلع سجل المكالمات يرن علي سما و لاقي اسم أحمد أخوه تحت أسمها ب ٣ مكالمات ، رفع إيده يمسح دموعه الي هربت من عيونه و رن علي سما و سما ردت .

مالك بقلق : سما أنتو فين محدش في البيت ليه ؟؟؟ .

كان صوتها مرهق جدآ و تعبان ف ردت و هي بتعيط و مقدرتش تمسك نفسها من العياط و هي بتكلمه و قالت : أحنا في المستشفي يا مالك ، عمي تعب فجأة و ودناه علي المستشفي .

مالك بخضة : بابا ؟؟؟ .

سما بعياط : أيوه ، أحنا في مستشفى يوسف .

مالك قال و هو بيخرج من البيت بسرعة : طب سلام أنا جاي .

أما محمد ف كان راح علي بيته السري الي محدش يعرفه غير أفراد معينه بس ، و كان معاه سلمي و يوسف ، سلمي أول ما دخلت البيت أفتكرت أول مرة دخلت البيت دا كانت عاملة ازاي و كانت خايفة محمد و بتكرهه ازاي ، و إنها مكنتش تتخيل أبدآ إن حياتها هتتغير ١٨٠ درجة بالطريقة دي بمجرد دخولها البيت دا ، سلمي هي الي كانت نامت لما وصلوا إمبارح ، أما محمد و يوسف كانوا صاحيين من إمبارح ، قام يوسف و هو بيتنهد بهدوء و بيقول بجمود : أذونا يا محمد ، و أذونا جامد ، و هيبقي فيه تمن .

محمد قال و دموعه بتنزل في صمت : أحمد مبيروحش من بالي يا يوسف ، طول الوقت شايف صورته قدامي ، مفتقده ، حاسس إن حياتي فيها نقص كبير بغيابه الأبدي ، لما يكون دا إحساسي أومال إحساس عمي و مراته اي !!! ، إحساس أخواته !!! ، و مراته الي فرحهم كان من أسبوعين !!! ، مالك لما كان حاضن أحمد و هو ميت قال جملة طول الوقت بتتردد في وداني ، قال أنتو السبب ، كله بسببكوا ، و عمي إمبارح قالي أنت السبب ، أنت الي جريت رجلهم في الطريق دا ، حاسس إني أتكسرت فعلاً بموته ، كان أقربلي من أي حد في الدنيا ، كان أقربلي حتي من نفسي ، رغم إن شخصيتنا كانت مختلفة تماماً و مفيش أي تشابه بينا لكن كنا أقرب أتنين لبعض .

يوسف قال و هو باصص في الفراغ : كانوا دايمآ بيقولوا علينا في الماڤيا الذئاب ، و فيه جملة بتقول إن البني آدم لازم يخاف من الذئب المجروح أكتر من الذئب السليم ، و أحنا أتجرحنا ، أحمد مات برصاصتين ، و حقه هيجي بألف .

محمد مسح دموعه و قام وقف و قال بهدوء و هو بيمشي بتعب : النهاية معروفة يا يوسف ، يا الموت في الطريق دا ، يا السجن .

يوسف قال بغموض : أوعدك إن لا دا هيحصل و لا دا هيحصل .

محمد أبتسم بسخرية بهدوء تام و وقف و هو طالع علي السلم و قال هو بيلف وشه ل يوسف : أحمد كان قال كده بردو ، و شوف دلوقتي هو فين .

يوسف بصله و قال : بس أحمد أتغدر بيه ، أما أنا مش هسمح بالغدر .

محمد دمع وقال بيأس : مش هتفرق .

طلع السلم و مشي في الطرقة و دخل أوضته و كانت سلمي لسه صاحية ، قرب من السرير بتعب و نام عليه حتي مغيرش هدومه ، كان نايم علي جانبه و سرحان و عيونه مليانه دموع ، جت سلمي وراه و ميلت باسته من راسه و هي بتمسك إيده ، ف اللحظة دي غمض عيونه و دموعه نزلت ، و سلمي قالت بدموع : معرفش أمتي و ازاي بس كل حاجة هتيجي في يوم و تبقي كويسة ، أنا واثقة في دا .

محمد مكنش قادر يرد حتي و فضل مغمض عيونه لحد ما نام .

في المستشفي .

مالك كان داخل مخضوض و بيمد جامد من خطواته لحد ما وصل ليهم و قال : ماله بابا ؟؟ .

إياد : أهدي يا مالك متخافش هو كويس دلوقتي ، تعب بس شوية و دلوقتي هو كويس و الله أهدي .

مالك دمع و هو بيبص للأوضة و بعدها لاحظ غياب محمد و يوسف و قال بعقد حاجبيه : فين محمد و يوسف ؟؟ .

إياد سكت لحظات و بعدها قال : عمي طردهم من البيت و ……………. .

حكي ليه كل الي حصل .

مالك بجمود : يعني طردهم عشان وجودهم في الماڤيا !! ، يعني أجهز نفسي أنا كمان .

إياد قال و هو بيحاول يكدب فهمه لكلام مالك : يعني اي مش فاهم ؟؟ ، أنت قصدك اي ؟؟؟ ، أكيد مش قصدك إنك م………… .

قاطعه مالك و هو بيقول : أيوه الي فهمته ، أنا هوصل لقا*تل أخويا و أنا عارف و متأكد إنه أسر ، و الله ما هسيب دمه ، حرقة قلبي و أنا حاضن أخويا بين إيديا و غرقان في دمه بسببهم دي أنا مش هنساها ، هحرقهم كلهم و هرميهم في السجون يعفنوا زي الكلاب ، يا أما سلاحي الي هيتكلم .

إياد بصدمة : أنت أتجننت شكلك !! ، يا مالك أحمد مات بسبب كده ، و محمد و يوسف حياتهم حالياً كده ، عاوز أنت كمان تدخل في الدوامة دي !!!! ، أنتو بتعملوا اي بجد أنتو هتجننوني ، مش كفاية واحد مننا مات !!!! ، دخولك الماڤيا هو دا الي هيحل يعني يا حضرة الظابط !!! .

مالك بجدية : أنا مبقتش ظابط ، أنا قدمت إستقالتي من ٣ أيام ، وقراري خدته و مش هرجع فيه .

إياد دمع و قال بشدة : قرارك دا متهور و هيوديك في ستين داهيه ، قرارك دا هيبقي بداية لنهايتك ، يا مالك أنا مش مستعد أدفن واحد كمان منكوا ، لو مش خايف علي نفسك خاف علي مراتك ، خاف علي أختك الي مبقاش ليها حد غيرك ، خاف علي أبوك و أمك ، يا أخي خافوا من ربنا .

مالك دموعه نزلت و قال بقهرة : و هما مخافوش من ربنا لما قت*لوا أخويا !!!!! ، مخافوش من ربنا لما خططوا لموته غدر بكل وحشية !!!! ، مخافوش من ربنا علي دموع أمي وقهرتنا كلنا !!!! .

إياد بدموع : حقه هيرجع بس بالقانون .

مالك : لاء هو حقه هيرجع بس بإيدي .

سابه و دخل للأوضة الي كان فيها أبوه .

و إياد نزل ل ديما الي كانت قاعدة لوحدها تحت في جنينة المستشفى و فاتحه علي تليفونها ڤيديو كانوا كلهم فيه بيضحكوا و بيهزروا و كانت مركزة مع كل حركات و كلام أحمد في الڤيديو ، قرب إياد منها و هو بياخد التليفون من إيديها و بيقفله و قال بدموع : مينفعش كده .

ديما بعياط : مش قادرة يا إياد ، حاسة إني هموت علي فراقه ، مش قادرة أتخيل إن أحمد أخويا مات ، مش قادرة أصدق ، قلبي واجعني أوي مش قادرة أقاوم .

حبس دموعه و حاول يصطنع التماسك قدامها و قال و الدموع في عيونه : عارف إنه صعب ، و الوجع مش صغير ، و إن مفيش كلام هيداوي جرحك دلوقتي ، بس دا قضاء و قدر ربنا ، و دا يا حبيبتي عمره ، أدعيله بالرحمه والمغفره و إن شاء الله هو في الجنة و ربنا هيصبرنا علي فراقه .

ديما بعياط : لو مكنوش ق*تلوه كان فضل عايش يا إياد ، كل شوية بتخيل لحظة دخول الرصاص جسمه ، بتخيل اللحظة الي كان عارف خلاص إنه هيموت و مش هيشوفنا تاني ، بتخيل الألم الي حس بيه قبل ما يموت ، مكنتش أعرف إن وجع فراق الأخوات كده ، أنا كنت بحبه أوي .

إياد أبتسم و دموعه بتنزل و مسك إيديها و قال : كلنا كنا بنحبه ، بس أوعدك إن دموعك دي هتنزل من الفرحة لما حقه يجي .

ديما بعياط : و محمد و يوسف كمان ، هما في نفس الطريق ، و النهاية معروفة .

إياد : لاء مش معروفة ، مش شرط و الله تبقي نفس النهاية ، مش كلنا أقدارنا زي بعض ، ممكن أبقي أنا و أنتي في نفس الطريق بكل خطوة فيه بس يبقي نهايته معايا غير نهايتك ، مش هقولك متعيطيش و كل الكلام دا ، بس هقولك حاولي تبقي متماسكه ، علي الأقل عشان خاطره هو ، و عشان ربنا يدينا الصبر أكتر .

ديما هزت راسها بالإيجاب في صمت لكن ما زالت بتعيط ، و إياد فضل جانبها لحد ما سكتت و بعد كده طلعوا .

بعد ٦ ساعات .

في بيت بدر .

بدر بإنفعال : قولتلك يا أسر التحريض علي موت أحمد مكنش حل نهائيآ ، بلي أنت عملته دا خسرنا نجم و هو راجل مهم في الماڤيا و هنخسر روحنا أحنا كمان من الي مالك هيعمله ، أنت مشوفتهوش كان عامل ازاي لما جه ، مالك مش هيسيبك تتهني بنصرك المؤقت دا ، مالك هيحرقك أنت و عيلتك كلها .

أسر نزل فنجان القهوة من علي بوقه و قال بغرور : موت أخوه كسره ، و مالك عنده ضمير مش هيقدر يأذي حد ، أما أنا معرفش يعني اي ضمير .

بدر ضحك جامد بسخرية و سكت و هو بيقول بسخرية : أديك قولتها بلسانك ، موت أخوه كسره ، يعني ربنا يكفيك شر مالك أو أي بني آدم و هو مكسور ، المكسور جامد دا أحيانآ بيبقي أعمي ، بيحرق الأخضر و اليابس ، مبيسميش علي حد و دا أولآ ، ثانياً الي أنت بتقول عليه عنده ضمير دا شاف بعيونه أخوه و هو بيت*قتل و كان في حضنه بدمه ، يعني متتوقعش إنه ضميره يبقي صاحي من بعد اللحظة دي .

أسر أبتسم ببرود و قال بغرور : مش هو عاوز يوصلي !!! ، وصله ليا ، هستقبله حلو أوي .

و خرج من قبل ما بدر يرد عليه ، و هو ماشي في جنينة الڤيلا شاف شهد بنت بدر ، كانت قاعدة و مندمجة في قراءة الكتاب الي كانت مسكاه ، و قامت بخضة بعد ما أسر همس جنب ودنها من ورا و قال : وحشتيني .

شهد بإنفعال : بقولك اي بقا و الله العظيم أي تجاوز منك هيحصل من بعد الحركة دي أنا مش هسكتلك و هقول لبابا يشوف شغله معاك .

أسر أبتسم ببرود و قال : ياريت تقوليله ، ساعتها بكام كلمة مني هتلاقي نفسك مراتي تاني يوم و هو مش هيعترض .

شهد بغيظ : يا بجاحتك دا أنت إنسان مقرف .

جت تمشي من قدامه مسكها من دراعها و قال : بس أنا مخلصتش كلامي عشان تمشي .

شهد علت صوتها و قالت : سيب دراعي أنت واحد زب………….. .

قاطعها دخول مالك المفاجأ و نظرته الي مش مفهومة ل أسر ، قرب منه في اللحظة الي شهد بتشد دراعها جامد من أسر .

أسر أبتسم ببرود و قال : جيت في وقتك يا مالك ، كنا لسه في سيرتك جوا .

شهد رغم إن الكلام ميخصهاش و متعرفش مالك و مشافتهوش غير مرة واحدة بس لكن وقفت عن قصد و ممشيتش .

رد مالك بهدوء و قال : طب كويس .

أسر قال بإستفزاز : شكلك تعبان و مرهق من اي دا ليكون عندك مرض لا سمح الله ، اه صح أكيد عشان وفاة أخوك ، متزعلش يا مالك دا أرتاح من الدنيا .

مالك أبتسم بهدوء و قال : متقلقش ، هريحك زيه بالظبط .

أسر قرب خطوة من مالك و قال : مش يمكن ترتاح أنت قبلي .

مالك : تؤ ، معتقدش .

أسر أبتسم و قال بإستفزاز : مستنيك ، إستقبالك هيكون خاص .

مالك هز راسه بالإيجاب و هو بيقول بتوعد : قريب يا أسر ، قريب أوي .

أسر أبتسم و مردش و مشي من قدامهم و خرج من الڤيلا .

مالك فضل باصص عليه لحد ما ركب عربيته و مشي و كان ماسك أعصابه بالعافية ، فاق علي صوت شهد و هي بتقوله بتساؤل : أنت تعرف بابا من زمان ؟؟؟ .

مالك بصلها و قال : مش أوي .

شهد بلطافة : اه ، البقاء لله ، أنا فهمت من كلام أسر إن أخوك توفي ، ربنا يرحمه يارب .

مالك بجدية : يارب .

سابها واقفة و دخل الڤيلا يقابل بدر ، وشهد قعدت و هي بتتنهد و بتقول : ياربي يعني مكنش ينفع إن دا الي يحبني مش الحيوان الي اسمه أسر دا ، دا اي الحظ دا .

محمد صحي من النوم و ملقاش يوسف في البيت ، خرج من أوضته و نزل ل سلمي و قال بجدية : سلمي قومي .

سلمي : في اي ؟؟ .

محمد : هعملك ازاي تضر*بي بالسلاح .

سلمي برقت عيونها و قالت بخوف : اي دا ليه ؟؟؟ .

محمد بقلق : عشان أنا هبقي برا البيت كتير ، و الله أعلم الايام الجاية فيها اي ، و هسبلك سلاح في البيت هنا ، وقت ما يحصل حاجة تدافعي بيه عن نفسك .

سلمي بخوف : محمد متقلقنيش اي الي هيحصل يعني .

محمد : معرفش بس زي ما قولتلك قومي .

خدها و خرج بيها في جنينة البيت و جهز كل حاجة و بدأ يعلمها ازاي تمسك السلاح و تضر”ب بيه .

مالك بعد خلص كلام مع بدر خرج و هو في نص الطريق عمرو صاحبه رن عليه و قاله بحده : مالك وقف العربية علي جنب أنا وراك .

مالك بص في المرايا و فعلاً لقي عربية عمرو ، ف هدي من سرعة العربية و وقف بيها علي جنب و نزل منها ، و عمرو نزل من عربيته بعصبية و قال : أنت اي الي وداك عند بدر ؟؟؟ .

مالك : أنت بتراقبني ؟؟؟ .

عمرو بإنفعال : و الله العظيم أنا كنت حاسس و شاكك من الأول في إستقالتك دي ، اي علاقتك بالماڤيا دلوقتي فهمني .

مالك طبطب علي كتف عمرو و قال ببرود : روح لمراتك و ابنك يا عمرو .

عمرو نزل إيد مالك بنرفزة و قال : مالك أنا مش هسمحلك تضيع نفسك ، أنت لسه في حزنك و تعبك ف مش واعي للي بتعمله ، لو مبعدتش عنهم أنا هبلغ العميد ب دا .

مالك بلا مبالاه : لو تقدر تثبت عليا حاجة أثبت .

عمرو حاول يتكلم بهدوء و قال : يا مالك أفهمني ، أنت لو فضلت كده هتأذي نفسك ، و مش نفسك و بس لاء ، هتأذي أهلك كلهم ، فوق عشان خاطري متخليش شيطانك يتغلب عليك .

مالك أكتفي ب إنه يبص لعمرو بس و بعدها سابه واقف و ركب العربية و مشي بيها ، عمرو وقف لحظات و بعدها مترددش لحظة و خد قراره و ركب عربية و مشي بيها و راح علي المقر ، دخل المقر و طلع مكتب العميد و خبط علي الباب و العميد سمح بالدخول و لما شاف عمرو بملامحه الي تقلق قام وقف و هو بيقول : مالك يا عمرو ؟؟؟ .

عمرو بلهفة : سيادة العميد ، مالك هيودي نفسه في داهيه ، تقريباً و بنسبة كبيرة جداً قدم إستقالته عشان يقدر يدخل منظمة الماڤيا و ينتقم لأخوه .

العميد بصدمة : أنت بتقول اي !!! ، لاء طبعاً مستحيل الكلام دا ، مالك إستحالة يكون كده .

عمرو بقلق : و الله شوفته بعيني خارج من بيت بدر و دي المرة التانية ، و أسر النجار كمان كان موجود هناك ، لو فضل كده مالك هيضيع .

العميد قعد و هو بيتنهد و قال : اي الي هو بيعمله دا بس ، ماشي يا عمرو أهدي ، أنا هصدر أمر بمراقبة مالك علطول ، لحد ما نشوف الموضوع دا اي نظامه .

مالك وصل البيت متأخر و طلع شقته ، فتح الباب بالمفتاح و دخل و لاقي سما قاعدة ، قفل الباب و راح قعد و قال و هو بيقلع الچاكت : صاحية ليه لحد دلوقتي ؟؟ .

سما بجدية : هو أنت كنت فين ؟؟ .

مالك : كنت في مشوار .

سما بجدية : مشوار اي دا ؟؟؟ .

مالك صدرت منه الحده في كلامه بإنفعال و قال : في اي يا سما هو تحقيق ؟؟؟ .

سما بصوت عالي : اه تحقيق ، لما كل يوم تخرج و مترجعش غير علي وش الفجر و أنت مش في شغلك لإنك إستقلت يبقي من حقي أسأل و أعرف أنت كنت فين ، و مشوار اي دا الي مهم في الي أحنا فيه دا ، أبوك تعبان و ربنا نجاه من الموت و محمد و يوسف مطرودين من البيت و كل واحد فينا في دوامة و أنت محدش بيشوفك أصلآ يبقي عاوزني مسألش !!! .

مالك فجأة أتعصب و قال : هو أنتي ليه مش مقدرة الي أنا فيه .

سما بعياط و صوت عالي : و أنت ليه مش مقدر إني خايفة من تصرفاتك دي !!! ، و اي مش مقدرة الي أنا فيه دي هو أنت شايفني بغني قدامك !! ، أحمد دا أخويا زي ما هو أخوك ، و قلبي واجعني عليه زيك بالظبط ، أعمل الي أنت عاوزه بس متنساش إن ليك حد تخاف عليه .

سابته و دخلت الأوضة و قفلت الباب وراها و نامت علي السرير و شدت البطانية عليها و فضلت تعيط ، مالك كان برا وقاعد و شكل أحمد و هو بيموت قدام عيونه مبيروحش ، حاول يمنع دموعه تنزل و بيحاول يلهي نفسه و ميفتكرش الي حصل لكن مقدرش و فجأة خبط الفازة الي كانت قدامه علي الترابيزة بإيده و وقعها كسرها و هو بيقول بعصبية شديدة : كفاية بقا كفاية .

بدأ يعيط بتعب شديد و مالك فعلآ حالته النفسية مدمرة ، يمكن في بعض الأوقات يظهر بروده في التعامل ، غضبه و شره الي بيحاول يظهرهم ، لكن الي هو مر بيه مش سهل ، سما قامت من سريرها و هي بتعيط لما سمعت صوته و خرجت برا الأوضة و راحت ليه و خدته في حضنها و هي بتقعد جنبه ، و هو كان حاطط وشه في كتفها و بيعيط بوجع و شهقات زيه زي الطفل .

في اللحظة دي سها كانت في شقتها و نايمة على السرير و وشها في وش صورتها هي و أحمد يوم فرحهم الي كانت متعلقة قدامها علي الحيطة ، دموعها نزلت في صمت و هي بتتقلب علي جنبها و عينيها علي المكان الي أحمد كان بينام فيه ، حطت إيديها علي المخده الي أحمد كان بيحط راسه عليها و مسكت فيها جامد و هي بتعيط بكل أنواع الحزن و تفاصيله الي الواحد ممكن يتخيلها .

تاني يوم الصبح بدري مالك صحي و جهز نفسه و لبس و نزل ، و بردو سما تسأله رايح فين ميقولش و يقول مشوار ، في نفس الوقت يوسف و محمد كانوا هما كمان بيجهزوا لإجتماع مهم الماڤيا هتعمله ، و بعد ٣ ساعات كان الكل أتجمع في الإجتماع دا و الكل قاعد ، محمد و يوسف و أسر و بدر و كذا واحد تاني من كبار الماڤيا ، الجو كان متوتر جدآ بين محمد و يوسف و أسر ، نظراتهم لبعض زي الرصاص الي بيخترق الجسم ، و لما بدأوا إنهم يتكلموا أتفاجئوا بفتح الباب و دخول مالك بكل ثبات ، الصدمة أحتلت ريأكشنات محمد و يوسف ، لكن في لحظات أتحولت للهدوء ، دخل مالك بكل ثقة و سحب كرسي و قعد و قال : أتمني ميكونش فاتني كلام مهم .

بدر بصله بتوعد و قال : أنت عرفت المكان دا ازاي ؟! .

مالك ببرود : الي يسأل ميتوهش و لا اي .

كان كل واحد فيهم قدامه أكل ، الأكل كان عبارة عن شوربه و فيها بعض قطع اللحوم الصغيرة و كوباية عصير ، محمد و يوسف كانوا ساكتين و متابعيين كل الي بيحصل في صمت علي عكس مالك الي كان بيستغل كل لحظة في الكلام ، و مالك كان بيبص علي طبق كل واحد فيهم بجمود ، و بمجرد ما بدر سمح بالأكل و قال و هو بيشاور علي الأكل : طب أتفضلوا الأول .

الكل مسك معلقته و حطها في طبقه و مالك كان باصصلهم بجمود ، واحد منهم و هو بيقلب في الطبق ظهر في الطبق رصاصة ، ف طلعها بالمعلقة و مسكها بإيده و قال بعقد حاجبيه : اي دا ؟؟؟؟ .

مالك أبتسم بهدوء و عيونه علي كل واحد فيهم و هو بيقلب كمان في طبقه و بيشوفه ، و كل الي قاعدين ظهروا في أطباقهم رصاص ، أسر بص ل مالك بغيظ و منطقش ، و بدر قال بإنفعال : اي دا حد يفهمني !!! .

مالك ببرود : أفهمك أنا ، السبب في موت أخويا هو أنتو ، أو بعضكوا بالأصح ، (كمل كلامه بجدية و نبرة حاده و نظرات كلها شر ) دي مجرد علامة و إنذار ليكوا ، كل واحد بقا يحتفظ بالرصاصة الي لاقاها في طبقه لإنه هيحتاجها قريب لما يواجهني ، أحمد مات برصاصتين و أنا هاخد حقه بعدد كل واحد حط إيده في موته ، (هدي ملامح وشه و هو بيتنهد ببرود و بيقول و هو بيقوم ) و خدوا بالكوا المرة الجاية جايز يكون فيه سم في الأكل بدل الرصاص .

مالك قال كلامه و خرج و وصل رسالته ليهم كلهم ، محمد رجع بالكرسي بتاعه لورا و قام و سحب الچاكت بتاعه و كذلك يوسف قام ، و يوسف قال بحده : يارب تكون الرسالة وصلت .

يوسف خرج لكن محمد كان لسه واقف و قال بهدوء و حزن من جواه : غلطتوا لما فكرتوا تأذوا حد مننا ، أنتو لسه مشوفتوش الوش الحقيقي لأحفاد الصياد ، قسمآ بالله الي عمري ما حلفت بيه غير لما نفذت قسمي ، كلكوا هتبقوا يا مق*تولين يا مسجونيين .

أسر قام بعصبية و قال : أنت بتهددنا علنآ ؟! ، دا علي أساس إنكوا هتفلتوا من إيدينا !!! .

محمد أبتسم بثقة و قال : التهديد دا بيبقي فيه إحتمالين ، و أول إحتمال هو إحتمال تنفيذ التهديد ، تاني إحتمال هو عدم تنفيذ التهديد ، أما أنا مبهددش يا أسر ، (كمل كلامه بشر و قال ) أنا بقولكوا الي هيحصل بالحرف قريب مش إحتمال .

قال كلامه و بصلهم بتوعد و خرج ، و بمجرد ما خرج بدر داس على زرار ليه معني و قال لنفسه : مش هتلحقوا .

أضف تعليق