رواية نقطة أختراق الفصل السادس 6 – بقلم زينب رشدى
ركبت المصعد، ودخل “أسر” معها، لكن المصعد تعطل فجأة.
ريهان (بخوف): في إيه؟
أسر: أبدًا… ده الاسانسير عطل.
ريهان: يعني ايه يعطل؟ إنت بتقول إيه؟
أسر: اهدي… أنا معاكي.
ريهان (بخوف ودموع): أوعى… ابعد عني… متقربش… أنا معملتش حاجة… سبوني… لأاااااا.
أسر بصدمه: ريهان… اهدي… إنتي بتقولي إيه؟
ريهان (بصرخة): لا… متقتلوهاش! هي ملهاش ذنب! أنا اللي عملت كل حاجة!
أسر (يمسك يدها): ريهان فوقي… إنتي بتقولي إيه؟
ريهان (بصراخ): متقربش! سبني! سبني!
ضغط “أسر” على جرس الطوارئ حتى عاد المصعد للعمل، لكنها أغمي عليها. حملها سريعًا واصطحبها إلى المستشفى.
وصل “أسر” إلى المستشفى وهو يحمل “ريهان” بين ذراعيه، وطلب من الطبيب التدخل فورًا. بعد الكشف، خرج الطبيب لمقابلته.
الطبيب: حضرتك قريبها؟
أسر: زميلها في الشغل،
الطبيب: هي كويسة،جالها انهيار عصبى بس واضح إنها تحت ضغط نفسي شديد، ومحتاجة ترتاح وتفصل شوية.
أسر: ممكن أدخل أشوفها؟
الطبيب: أيوه، بس بهدوء.
دخل أسر الغرفة، فسمعها وهي نائمة تهمس بكلمات حزينة: “أنا السبب في مو” تك يا ريهام، قت”لوكي بسببي، مقدرتش أعملك حاجة…”
أسر: “إيه حكايتك بس؟ ومين ريهام دي كمان؟”
دخل هشام: “أومال إيه الحكاية؟ كل يوم هزور حد منكم؟”
أسر: “معرفش إيه اللي حصل لها، أول لما الأسانسير وقف، فضلت تصرخ وتبكي واغمي عليها. أنا كنت واخد بالي إنها بتخاف، بس مش للدرجة دي.”
هشام مستغربًا: “يعني إيه كنت عارف؟ وإنت إيه دخلك؟”
أسر: “يعني كنت باخد بالي إنها كل ما تركب أسانسير بتخاف.”
ثم سأل: “صحيح مين ريهام دي؟ عشان بتتكلم عنها من الصبح؟”
هشام: “مش عارف.”
فتحت ريهان عينيها ببطء.
أسر: “إنتي كويسة؟”
ريهان أومأت برأسها بالإيجاب.
هشام: “ألف سلامة عليكي، قلقتيني عليكِ يا ريهان.”
ريهان: “الله يسلمك.”
أسر: “ريهان، حاسة بحاجة؟ أكلم لك الدكتور؟”
ريهان: “عايزة أمشي.”
هشام: “طيب لما تبقي كويسة.”
ريهان بدموع: “لا، معلش، عايزة أمشي… مش قادرة أقعد أكتر من كده.”
أسر: “خلاص، أنا همشيكي… بس اهدي.”
أوصلها أسر حتى باب البيت، وقبل أن تنزل،
أسر: “إنتي ساكتة ليه؟”
ريهان: “عايزني أقول إيه؟”
أسر: “أي حاجة.”
ريهان: “تمام،انا عارفة إنك إنت اللي عملت كده عشان تاخد حقك، حلو كده؟”
أسر بزهول: “طيب ليه مزعقتيش؟ ما تخنقتيش معايا؟ عملتي زي ما أنا عملت معاكي… سكوتك ده معذبني.”
ريهان: “عشان أنا غلطت في حقك، وإنت بترد… ده حتى لو ده كان هيمو” تني.”
أسر: “أنا مكنتش أعرف إنك بتخافي، أنا كنت عايز أضايقك بس.”
ريهان: “على العموم اللي حصل ده فكرني بحاجات كتير.”
أسر: “أنا آسف.”
ريهان: “اعتذارك مش مقبول. عارف؟ لو كنت قتل” تني كان هيبقى أحسن من اللي عشته بسببك.”
ثم نزلت وتركته، ودخلت الفيلا. رأتها والدتها، فقلقت عليها وأخذتها لغرفتها وبقيت معها حتى نامت.
أما أسر، فعاد إلى منزله وبدأ يبحث عن ريهان وحياتها. اكتشف أن لها أختًا توأم تدعى ريهام، وتعرضتا لمحاولة اغتيال، فقُت”لت ريهام بسبب عمل ريهان.
أسر مصدومًا: “يعني أختها ما” تت بدالها؟ بس إيه علاقة الأسانسير؟”
بدأ يقرأ أكثر، لكنه لم يفهم ما العلاقة بين عمل ريهان ومو”ت أختها، وما علاقة خوفها من الأسانسير.
في منزل ريهان، كانت لا تزال تعاني من الحمى، فأحضرت والدتها الطبيب، الذي أخبرهم أنها تعرضت لشيء أعاد لها ذكرى الماضي.
عبدالله: “لسه برضو؟”
أمل: “الحرارة يدوبك نزلت شوية، بس برضو تعبانة.”
عبدالله: “أنا كلمت هشام، وقال لي إن الأسانسير وقف بيها واغمي عليها.”
أمل: “وإيه اللي يخوف في كده؟”
عبدالله: “إنها كانت محبوسة مع أسر.”
أمل: “فطبعًا خافت منه.”
عبدالله: “بالظبط.”
أمل: “يا رب نخلص من أمّ الموضوع ده بقى.”
في اليوم التالي، تحسنت حال ريهان لكنها لم تذهب إلى العمل. وعلم أسر من هشام بما حدث، فقرر زيارتها. نزلت ريهان للقائه.
أسر: “حمد الله على السلامة.”
ريهان: “الله يسلمك، تعبت نفسك، مكنش ليه لزوم.”
أسر: “إنتِ لو كنتي اتعصبتي وزعقتي، كان يمكن ضميري هيرتاح شوية.”
ريهان: “اللي حصل ملكش علاقة بيه.”
أسر: “أنا كنت قاصد أوقفه.”
ريهان: “وأنا متعبتش من وقوفه.”
أسر: “أومال إيه السبب؟”
أمل: “أهلاً وسهلاً، أهلاً يا ابني.”
أسر: “أهلاً بحضرتك، أنا أسر، زميل ريهان في الشغل.”
أمل: “أيوه يا حبيبي، ريهان كلمتني عنك.”
ريهان: “والله ما حصل.”
أمل: “بنت!”
عبدالله: “السلام عليكم.”
أسر: “إزي حضرتك يا أونكل؟ أنا زميل ريهان في الشغل.”
عبدالله: “آه، أهلاً وسهلاً.”
أمل: “تعالَ يا عبدالله، عيزاك.”
أسر: “هو في إيه؟”
ريهان: “بقالهم سنين مشفوش ولا زميل، ولا صديق، ولا أي حاجة من الحاجات دي.”
أسر: “يعني ملكيش أصدقاء خالص؟ ولا أصحاب؟”
ريهان: “كان ليا، وفي لحظة كل ده اختفى.”
أسر: “إنتي غريبة أوي.”
ريهان: “عارفة.”
أسر: “سامحيني يا ريهان، وخلينا نبدأ جديد.”
ريهان: “أنا مش زعلانة منك أصلًا يا أسر، تعبي مش من اللي عملته.”
أسر: “أومال إيه السبب؟ إنتي تعبتي خالص.”
ريهان بحزن: “خوفي منك.”
أسر مستغربًا: “إزاي يعني؟ إنتي خوفك مش الأماكن المغلقة، ولكن إن أذيكي؟”
ريهان: “خوفي مش إنت، خوفي في العموم… إن يبقى مقفول عليا مع راجل غريب.”
أسر: “أنا بجد مش فاهمك.”
ريهان: “مش مهم… بس خليك عارف إني مش زعلانة، وناوية فعلاً أبدأ من جديد.”
أسر: “أتمنى كده. وعن إذنك… وألف سلامة مرة تانية.”
ريهان: “اتفضل.”
أوصلته ريهان، ثم صعدت لغرفتها، فوجدت رسائل من “العنكبوت” يخبروها بأن البرنامج قد نجح، ويطلبون منها نقل كل المعلومات.
دخلت إلى البرنامج، وفوجئت بعدد المستخدمين الذين بدأوا في استعماله، وهم يتحدثون بحرية تامة.
ريهان مصدومة: “معقول ينجح للدرجة دي؟”
بدأت تقرأ بعض المحادثات، ولاحظت أن أغلبهم يعاني من نقص: إهمال، غياب اهتمام، حب، شغل، فلوس… كل شخص غير راضٍ عن حاله.
رأت بعض الأشخاص الذين يكرهون البلد ويرغبون في الهجرة، فأرسلت معلوماتهم، ثم أغلقت.
وفي اليوم التالي، ذهبت إلى العمل، ودخلت المكتب، فوجدت أسر قد وضع على مكتبها “كاب كيك”.
ريهان مستغربة: “صباح الخير.”
أسر: “صباح النور. إيه رأيك؟”
ريهان: “ما أنا مش فاهمة… إيه ده؟”
أسر: “أصل إمبارح فضلت أفكر أتصالح معاكي إزاي، وبالصدفة لقيتني في صفحتك، وعرفت إنك بتحبي الحلويات، وخصوصًا اللي فيها شوكولاتة كتير.”
ريهان بابتسامة: “صدفة؟ أمم… وبعدين، أنا قولت إني مسمحاك.”
أسر: “زيادة الخير خيرين يا ستي، اقبليها بقى.”
ريهان: “مقبولة منك.”
أسر: “أحم، لو حابة أكل منها قبلك؟”
ريهان مقاطعة: “أسر، أنا مش بحب أفضل شايلة من حد كتير، وإن يبقى بينا خناق وعداوة… فأنا من ناحيتي نسيت كل حاجة.”
أسر: “وأنا كمان، كلي بقى.”
ريهان باستمتاع: “بتنزل قلبي دي! هو أنا لازم أعزم عليك؟”
أسر: “أنا بفرهد من السكر.”
ريهان: “أممم… أحسن، هو مضر، ما تكلش أحسن.”
أسر ضاحكًا: “كل ده عشان ما آكلش معاكي؟”
ريهان: “الحق؟ أنا خايفة على صحتك.”
أكملت ريهان أكلها، فاستغرب أسر أنها أكلت الكمية كلها، رغم أنه يعلم أن شهيتها ضعيفة، ولم يسبق أن أكلت هكذا.
أسر (يفكر): “معقولة بتحب الحلويات للدرجة دي؟”
ريهان: جدا “أنا هروح لهشام بقي.”
أسر: “تمام.”
ذهبت ريهان إلى هشام.
هشام: “حمد الله على السلامة.”
ريهان: “الله يسلمك. بعتلك على الواتس وقلت لك إن البرنامج جاهز.”
هشام: “أيوه، وهنعمل اجتماع معاهم، تعرفيهم نظامه وتظبطي لهم السيستم وكل حاجة.”
ريهان: “مفيش مشكلة.”
هشام: “خلاص، هظبط المعاد وهقولك.”
ريهان: “تمام، عن إذنك.”
دخلت ريهان مكتبها.
أسر: “تليفونك مبطلش رن.”
ريهان مستغربة: “هيكون مين؟”
فتحت الهاتف، واتفاجأت، إذ كانت مكالمة من شخص غير معتاد أن يتصل بها، بل عادة ما يرسل لها رسالة لتذهب إليه. فقلقت، ربما أسر قد رأى شيئًا.
أسر: “إنتي كويسة؟ مال وشك قلب فجأة ليه؟”
ريهان: “أحم، لا أبدًا، عن إذنك، هرد وهرجع.”
…: “إنتي فين كل ده؟”
ريهان: “كنت في مكتب هشام، في إيه؟”
…: “تصرفي وتعالي.”
ريهان: “قصدك دلوقتي ولا بالليل؟”
…: “دلوقتي يا ريهان، دلوقتي.”
ريهان: “طيب.”
دخلت ريهان المكتب، فوجدت أسر مندمجًا في العمل على الحاسوب.
ريهان: “إنت شغال في فكرة جديدة ولا إيه؟”
أسر: “لا، بس في حتة برنامج نازل خطير.”
ريهان: “إزاي يعني؟”
أسر: “كنت سهران مع صاحبي إمبارح، فبيقولي في برنامج جديد نزل من كام يوم، بس اشتهر أوي، اسمه نظرة.”
ريهان بتوتر: “وبتاع إيه ده؟”
أسر: “متفهملهوش، زي التيك توك أو واتساب، يعني دردشة مع لعب، مع صحابك أو حد غريب، ومش بس كده، ده كمان ممكن تتعرفي على أي حد، أجنبي أو مصري.”
ريهان: “ده شكله برنامج حلو.”
أسر: “مش عارف، أنا هنزله وأشوف.”
ريهان: “وتنزله ليه؟”
أسر: “عايز أعرف إيه المميز اللي خلاه يشتهر للدرجة دي.”
ريهان: “شوقتني أشوفه، بحب الأفكار الجديدة دي.”
أسر: “الغريب إن اللي منفذه مش معروف! ليه حد يعمل حاجة ناجحة زي دي ومينتعرفش؟”
ريهان: “أكيد هيتعرف. أنا همشي عشان حاسة بشوية تعب.”
أسر: “تمام، باي.
نزلت ريهان من السيارة وتوجهت إلى شخص ما.
ريهان: في إيه متعصب ليه؟
…: شوفتي؟ برنامجك مفيش شاب في مصر منزلهوش.
ريهان: متوقعتش ينجح بالسرعة دي، أصل إيه؟ يختلف عن سناب أو إنستا.
… (بعصبية): ما هو لازم ينجح، بكميّة الق” رف اللي عليه!
ي تري البرنامج عليه اي؟ وريهان بتشتغل اي بالظبط؟ ومين الشخص المجهول ده؟ واي علاقته برهان؟ وهل ريهان واسر علاقتهم هتصلح
هنعرف ده قريب لحد ما نعرف عايزه اعرف توقعاتكم
نقطه_اختراق
زينب_رشدي
بقلمي_زينب_رشدى
• تابع الفصل التالى” رواية نقطة أختراق ” اضغط على اسم الرواية