رواية نقطة أختراق الفصل السابع 7 – بقلم زينب رشدى

 رواية نقطة أختراق الفصل السابع 7 – بقلم زينب رشدى 

البارت_السابع

نقطة_اختراق

… (بعصبية): ما هو لازم ينجح، بكميّة الق”رف اللي عليه!

شعرت ريهان بالضيق وقالت: في إيه يا نادر؟ بتكلّمني كده ليه؟ أومال لو مكنتش عارف إنّي اللي صمّمته؟

نادر: مكنتش أعرف إنه هيبقى مسموح إن يبقى فيه شاتات مُ”خلة بيتكلموا فيها فيديو.

ريهان (باستغراب): مش فاهمة، ما طبيعي أعمل يكون فيه مكالمات فيديو زي أي برنامج دردشة… بس مُخ”لة إيه؟ مش فاهمة!

نادر: يا مهندسة، في بنات بتبعت لأي شاب منزل البرنامج وبتكلمه فيديو.

ريهان: أيوه… فين المشكلة؟ وأنا كمان هتحكم في ده!

نادر: ريهان، افتحي دماغك… فيديوهات وبنت وولد، هيبقوا ليه؟

ريهان (بصدمة): يا نهار أسود! أنا ما شوفتش الكلام ده… إزاي؟ ده أنا شوفته الصبح!

نادر: الكلام ده من أول ما نزل.

ريهان: أيوه… مين البنات دي؟ يعني دول بيتسلوا ولا بيشتغلوا ولا إيه؟

نادر: كنا فاكرين كده، لحد ما شوفت إن فيه ولاد برضو على الموقع، وعلني، مسمّيين أسامي تق”رف، وبيبعتوا للبنات، ولو حابة تبقى علا”قة مش نت بس… عادي.

ريهان (بصدمة): دع”ارة… في برنامجي؟!

نادر: “العنكبوت” هو اللي عامل الحملة دي، كده هيأثر على الشباب أكتر. اللي يتأثر بالج”نس عمله، واللي يتأثر بالدين “الإخ”وان” عملهم، واللي عايز يسافر عمله.

ريهان: هو قالّي إنّه هيخلي ناس تبعه يشتغلوا فيه ويكلموا الشباب… بس ما كنتش أعتقد كده.

نادر: وهاهو عمل.

ريهان: وهنعمل إيه دلوقتي؟

نادر: ولا حاجة. هتتكلمي مع إنك ما اتفقتيش على كده، وإن كده نسبتك هتزيد.

ريهان (باستغراب): بس…

نادر: ما تنسيش، إنتي بتشتغلي إيه؟ إنتي بتعملي كل ده عشان البلد ت”قع، وهمّك الفلوس… وآخرك تسيطري على البرنامج من عندك.

ريهان: أيوه، بس البرنامج شوية وهيوقف، بسبب اللي بيحصل عليه…

نادر: وإنتي مش هتسمحي إنه يتقفل، ده شغلك وشغلي.

ريهان: ده لسه النهارده الصبح، أسر بيقولّي إنه هينزله.

نادر (ضاحكًا): الله! أحد المهندسين المحترمين هينزلوا؟ ده شغلك عاجب الكل بقى!

ريهان: المهندسين اللي بتتكلم عنهم، اللي هو أنا… اللي نفذته.

نادر: طيب، روحي اتكلمي مع العنكبوت.

ريهان: هو كان عايز حد معايا يتابع البرنامج.

نادر: وطبعًا، من غير ما توافقي، هو بقى ماسك البرنامج.

ريهان: سخنّي عليه زيادة.

عادت ريهان إلى منزلها، ولم تنتظر، واتصلت بـ”العنكبوت”.

ريهان: إيه الق”رف اللي عملتوه من غير إذني؟!

العنكبوت: إذن مين؟ فوقي واعرفي إنتي شغالة مع مين.

ريهان: لا، فوق إنت! أنا مش شغالة مع حد.

العنكبوت: شكلك نسيتي نفسك… ونسيتي حصل إيه لأختك.

ريهان بغضب: يُستحسن من مصلحتكم أن انسي اللي حصل لأختي ومفتكرهوش . 

العنكبوت: يبقى ما تفكريش نفسك ملاك… إنتي معايا في كل حاجة.

ريهان: لا، أنا مش ملاك… أنا أكتر واحدة عايزة تو”لّع في الدنيا وما فيها! بس إنت مفهمتنيش إن ده هيحصل. وغير كده، البرنامج ممكن يتقفل!

العنكبوت: لو كنت قلتلك، ما كانش هيفرق… هتوافقي. إنتي كل همّك الفلوس، وخلاص بقيتي على حسابك. ولو على قفل البرنامج، شغلك ما يتقفلش.

ريهان: تمام… بس أنا مش هدخل أجيب معلومات من الد”عارة.

العنكبوت (مبتسمًا): مش محتاجين تدخلي أصلاً، ادخلي على الباقي… وهبعتلك حد يكلمك يساعدك.

ريهان: تمام.

العنكبوت: البرنامج اللي نزلتيه إنتي وأسر… آخر حاجة.

ريهان: مالُه؟

العنكبوت: يتقفل.

ريهان: مينفعش… ده شغلي!

العنكبوت: وده كمان شغلك، والبرنامج ده مأثر على شغلنا.

ريهان: ما أنا قلتلك قبل ما ينزل، قلت خليه ينزل، مش هيأثر علينا.

العنكبوت (بحسم): والريس قال يتقفل. خلص الكلام.

أغلقت ريهان اللاب توب وهي مخنوقة من تصرفاته معاها، ثم جلست على جهاز الكمبيوتر لمتابعة عمل هشام. وبعد ساعات من التركيز، تمكنت من اختراق البرنامج وإغلاقه، ثم انتقلت إلى الجهاز الآخر، ونزلت تطبيق “نظرة”، وأنشأت بريدًا إلكترونيًا وهميًا. دخلت على التطبيق، وبدأت الرسائل تتوالى من الحسابات المهتمة بالمجال، وشاهدت الجميع يتحدثون ويتفاعلون. ولاحظت أن العنكبوت ينفذ خطته بكفاءة.

وفي صباح اليوم التالي، ذهبت إلى الشركة ولم تجد أسر في المكتب، فطلبها هشام، فوجدت أسر معه.

ريهان: في إيه؟

هشام: برنامجك إنتِ وأسر اخترق واتقفل.

ريهان (مُظهرة الصدمة): إزاي ده حصل؟

أسر: الصبح اكتشفت.

ريهان: قلتلك أعمله أنا الحماية… عاجبك كده؟

أسر: أنا مش أقل منك في حاجة، واللي دخل امبارح ما كانش سهل… ده كان عارف كويس أوي عن البرنامج.

ريهان: والعمل؟ هتعملوا تاني؟

هشام: لما نعرف مين وراه، أصل لو عملناه هيقفله تاني.

أسر: ريهان، أوعي تكوني ليكي يد في الموضوع ده… عشان مخلّتكِش تعملي نظام الحماية.

ريهان (بعصبية): أسر، مسمحلكش! قلتلك إن مفيش أي حاجة من ناحيتي، وحتى لو فيه، ده شغلي زي ما هو شغلك… وتعبت فيه، وأكيد مش هضر شغلنا. عن إذنك.

هشام: إيه اللي نيلته ده؟ غور شوفها.

خرج أسر، ثم عاد لاحقًا وتحدث مع ريهان.

أسر: أنا ماقصدش على فكرة…

ريهان: إنت ملاحظ إنك بتتعمد تهني؟

أسر: أنا آسف بجد، ماقصدش، بس اعذريني… إنتِ شفتي كنت متحمس للبرنامج إزاي، وكنت مبسوط إنه اتعرف، وماعداش أسبوعين واتقفل، فحقي أضايق.

ريهان: حصل خير.

أسر: لا، باين عليكي زعلانة…

ريهان: لا، خلاص… بس لو اتكررت…

أسر: مش هتتكرر. تسمحيلي بقي أعزمك على الغدا… أصلح اللي هببته.

ريهان: مش هقدر، معلش.

أسر: أنا مصمم بقى، ولا إنتي زعلانة؟

ريهان: طيب، أسر، موافقة.

في اليوم التالي، استأنفت ريهان عملها، نزلت العمل، فرأت أسر جالسًا على المكتب ومكشر الوجه.

ريهان: صباح الخير.

أسر: ……

ريهان: أسر، أسر!

أسر (بانتباه): بتكلّمني؟

ريهان: لا، إنت مش معايا خالص… إي في؟

أسر: برنامج “نظرة” ده شاغل بالي.

ريهان: أشمعنى إنت بتستعمله؟

أسر: لا، طبعًا دخلت عليه من فترة، بعد ما سمعت أصحابى بيتكلّموا عنه، لقيته برنامج معمول بس عشان يض”ر البلد.

ريهان (مبتسمة): إي الكلام الكبير ده… ده “حتت برنامج”.

أسر: لا يا ريهان، ده مش “حتت برنامج”. البرنامج ده معمول لغرض معيّن، وبمجرد ما نزلته، لقيت محتوى ديني، بس مش محتوى عادي؛ ده بيحرض على الت”طرف والإخ”وان، ومحتوى سياسي، غير المحتوى الجن”سي.

أي ده معقول أسر اكتشف البرنامج باسرعه دي وهيوقف على كده ولا هيستمر في الكشف أكتر و ريهان هتسمح أن يكتشفها كل ده هنعرفه بعدين

زينب_رشدى ص

• تابع الفصل التالى” رواية نقطة أختراق  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق