رواية شخص اخر الفصل الثالث عشر 13 – بقلم هدير محمد

  

رواية شخص اخر الفصل الثالث عشر 13

* يحيى… مش هتتجوزها… مش هسمحلك تتجوزها… و مش هعمل زي زمان ساعة ريم لما عارضتك و انت اخدتها و مشيت… لا انت هتقعد هنا غصب عنك و مش هتتجوزها… عايز تتجوز انا معاك… اتجوز اي بنت تعجبك حتى لو را*قصة انا هوافق عليها لكن رهف لا و ألف و مليون لا !! 

” براحتك… انا جيت ابلغك بس عشان متعرفش خبر جوازي منها زيك زي الغريب… عن اذنك… 

إلتفت يحيى ليذهب و والده في حالة ذهول انه يكسـ,ـر كلامه للمرة الثانية بنفس الطريقة

* يحيى استنى… 

نظر له يحيى فقال ياسر 

* لو رجلك عدت بره الباب… اعتبر مفيش حاجة اسمها شركة… هسحبك من رئاستها و مش كده و بس… مش هيبقى ليك اي جنيه في ثروتي… هخليك على الحديدة لو متراجعتش عن قرارك ده !! 

” و انا موافق… مبيهمنيش الفلوس… انا عايزها هي وبس… ف متعتقدش ان بكلامك اني خاف و هرجع لورا… هتجوز رهف يعني هتجوزها !! 

مجرد ما ياسر سمع رده ذاك… شعر ان الارض تدور به و وقع على الارض فاقد الوعي تمامًا… ركض إليه يحيى صارخًا

” بابا !! 

في المستشفى…….. 

” ايه الاخبار يا دكتور ؟ 

* متقلقوش… السكر بتاعه وطي… اديته حقـ,ـنة الانسولين… شوية و هيرجع لوعيه… الف سلامة… 

” الله يسلمك يا ابني… عن اذنك… 

نهض الطبيب و خرج و تبعه عاصم لكي يوصله لبوابة القصر…

جلس يحيى بجانب والده و قَبَل يده… أشارت له ناهد أن يأتي خلفها… اومأ لها و خرج من غرفته… دخلا غرفة اخرى و اغلقت ناهد الباب… 

– هتعمل ايه يا يحيى ؟ 

” مش عارف… بجد مش عارف… 

– يحيى ارجوك متسبش البيت… خليك وسطنا… متكررش اللي حصل زمان… 

” اكيد انا مش عايز يتكرر اللي حصل زمان… بس هو بيجبرني اكـ,ـسر كلامه… 

– معلش ده ابوك… و خايف عليك… مش عايزك تمُر باللي حصل زمان ده… 

” بس مش بالطريقة دي… ده بيقولي غلطت معاها !! لو يدي نفسه فرصة يعرف فيها رهف مكنش هيقول كده عليها… ليه معملش زيك و شافها و اتكلم معاها و اتعرف عليها… لكن هو مش عايز يعمل كده… عايز يمشي اللي في دماغه و خلاص… انا زهقت و عايز كله يعرف انها مراتي… عايز اعيش معاها زي اي راجل عايش مع البنت اللي بيحبها… و هو واقف في طريقي و رافض تمامًا و انا مش عيل صغير عشان يتخاف عليا بالشكل ده… ماما… ارجوكي كلميه… اقنعيه بأي طريقة…  

– حاضر يا ابني هحاول اخليه يوافق… بس انت متسبش البيت ولا الشركة… 

” مش هسيب حاجة… بس جوازنا بالسِر مش لازم يستمر اكتر من كده… 

– عندك حق… خلاص انا هكلمه… ان شاء الله يوافق… 

طُرق الباب و دخل عاصم 

* بابا صحي و عايزك يا يحيى… 

اومأ له و ناهد كانت ستذهب معه لكن عاصم قال 

* هو قال عايز يحيى لوحده… 

– ليه ؟ 

* مش عارف… هو قال كده… 

” خلاص يا ماما خليكي هنا و انا هروح اشوفه… 

– و النبي يا يحيى ما تتخانق معاه… مهما قال معلش استحمل… 

” حاضر… متقلقيش… 

خرج يحيى و توجه لغرفةابيه… طرق باب غرفة والده 

* ادخل… 

دخل يحيى و اغلق الباب 

” بقيت كويس صح ؟ 

* اه كويس… 

قالها و هو ينظر له بحِدة و أشار له ياسر بالجلوس جانبه… جلس يحيى بجانبه و قال 

* انت بتعمل ليه كده يا يحيى ؟ 

” بعمل ايه ؟ 

* ليه بتعا*قبني ؟ انا عارف ان انا غلطت لما اهملتك في طفولتك و اهتميت بالفلوس اكتر… اي نعم ناهد اهتمت بيك بس برضو اهتمامي انا بيك كان هيفرق معاك اوي… لو اهتميت بيك مكنتش هتدخل في علاقة حُب سا*مة مع ريم انا حاولت و لسه بحاول اصلح دوري اللي اختفى و مكنش موجود زمان… بس برضو انت بتعاندني كأني عدوك و مش عايز تسمع كلامي في اي حاجة و مُصر تعمل اللي في دماغك برضو… انت ليه بتعا*قبني لحد دلوقتي ؟ 

“ايه اللي انت بتقوله ده يا بابا ؟ انا مش بعا*قبك ولا بعمل حاجة من اللي قولتها دي… 

* يبقى ليه كنت هتكرر اللي عملته زمان ؟ عايز تسيب البيت و الشركة كمان ؟! 

”  مكنتش هسيب البيت… انا كنت خارج عادي لاني لقيتك اتعصبت مني بعدها انت جيت قولتلي انك هتشيلني من رئاسة الشركة… و انا يا بابا والله لا الفلوس ولا الشركة تهمني… مش الفلوس هي اللي هتبني سعادتي… 

* عايز تفهمني ان هي اللي هتبنيلك سعادتك ؟!  

” ايوة يا بابا… رهف مش وحشة زي ما انت مفكر كده… رهف لو فيها بس 1% من ريم مكنتش هاخد قرار اني اتجوزها ولا كنت هحبها… 

* يحيى انا خايف عليك افهم بقا ! 

” و انا والله مقدر خوفك عليا… بس انا عايزها… 

* برضو يا يحيى ؟! 

” ارجوك يا بابا افهمني… رهف قلبي اختارها… مرتاحلها و هكون سعيد معاها… عايز اعيش معاها و اكون اُسرتي معاها هي…

* يحيى لو اتجوزتها عمر مش هيسيبك… هتدخل معاه في مشاكل أكتر… ارجوك سبهاله… 

” لا يا بابا مش هسيبها… لانها تخُصني انا… انا اللي بحبها و انا اللي استحقها… بابا… أرجوك مترفضش… فكر الاول.. عشان خاطري فكر… مش هتخسر حاجة لو فكرت… 

* و لو رفضت ؟ 

” و ترفض ليه ؟ 

* لاني عارف و متأكد انك جوازك منها هيتسبب في مشاكل فوق دماغك انت… 

” بابا… متقوفش في طريق سعادتي… انا عايز اكمل مع حياتي… 

* نفس اللي قولته لما عارضتك على ريم… 

” بس الإحساس مختلف… انا اتجوزت ريم لان زي ما انت قولت اني كنت ناقص حنان ف دورت عليه بره… كان جوازي منها عبارة عن احتياج لحنية و اهتمام بس مكنش حُب… اول مرة احس بالحُب… حسيته مع رهف و عايزها بجد… مش هكون سعيد الإ بوجودها معايا… 

نظر له والده و لاحظ لمعة عيونه و هو يتكلم عنها… تنهد بضيق و قال 

* ماشي يا يحيى… هفكر… 

ابتسم يحيى و قَبَل يده 

” اشكرك اوي… 

* بس على شرط… 

” اشرط براحتك… 

* إياك تسيب البيت ولا تسيب عيلتك بأي شكل… انا محتاجك و اخواتك كمان محتاجينك… 

” مش هسيب البيت والله بس ياريت توافق عليها… موافقتك بالنسبالي مهمة اوي… 

* تمام… هفكر في اللي قولته… 

ابتسم له و عانقه… بادله ياسر العناق و قلبه ليس مرتاحًا لكن لا يريد أن يخسره… 

تاني يوم……. 

رن غريب على هاتف حبيبة… نظرت للرقم و تسائلت من يكون هذا ؟ تذكرت شيئًا ف غضبت و امسكت الهاتف ردت بإنفعال 

* تعرف يا ز*فت انت انا زهقت منك يا حيو*ان… لو رنيت على رقمي تاني والله لرفع عليك محضر إزعاج و هلبسك قضية تاني و تترمي في السجن يا معـ,ـفن !! 

كانت ستغلق لكنها سمعت صوت شخص يضحك… هذا الصوت يبدو مألوفًا عليها… 

– آنسة حبيبة… مالك في ايه ؟ 

* استاذ خالد ؟! 

– ايوة انا… 

احست حبيبة ان لسانها عجز عن الكلام… كيف فعلت ذلك ؟

– آنسة حبيبة… سكتي ليه ؟  

* هقول ايه يعني بعد اللي هببته ده… 

– كنتي مفكرة اني واحد بيعـ,ـاكسك ؟! 

* اه… اصل في رقم كده من اربع ايام بيضايقني… كل ما اعمله بلوك… يرجع يتصل برقم تاني… ف لما رنيت و لقيت الرقم مش متسجل فكرتك هو… أنا آسفة… 

– ولا يهمك… بس شكلك نسيتي اني اخدت رقمك ؟ 

* لا منستش… بس متوقعتش ترن دلوقتي… قولت هترد عليا بعدها بأسبوع و كده… 

– مقدرش اطنشك انتي بالذات… 

* ليه ؟ 

احس خالد انه سيخلبط الوسط لو تكلم اكثر… حمحم و قال 

– كنت متصل عليكي اقولك ان انا وافقت على كلامك… تجيبي سهيلة على الصيدلية بكره… كده كده الصيدلانية كانت عايزة حد يشتغل معاها… 

* والله فرحتني… شكرا اوي يا استاذ خالد… 

– العفو… تؤمري بحاجة تاني ؟ 

* لا… تسلم… 

– سلام… 

* سلام… 

اغلقت حبيبة الهاتف و سجلت رقمه في الحال… ذهبت عند سهيلة في الغرفة 

– ايه الدخلة دي ؟ مش تخبطي ؟ 

* الشقة شقتي لو تاخدي بالك… على العموم انا مش جيالك عشان نتخانق… 

– يبقى جاية ليه ؟ 

* مش بقالك كذا يوم بتصيحي زي الديك و هشتغل و هعمل و… و… 

– اه هشتغل… بدور على شغل اونلاين اهو… 

* و لقيتي ؟ 

– لا… لسه بدور… 

* خلاص فكك من شغل الاونلاين ده نصهم نصا*بين اصلا… انا لقيتك شغل… 

– شغل ايه و فين ؟ 

* شغل في صيدلية… 

– نعم ؟! 

* نعمين عليكي يا روحي… مش انتي بتدرسي طب بشري ؟ 

– ايوة… 

* خلاص هتقفي على قسم المنتجات التجميلية… 

– و بكام في الشهر ؟ 

* لسه معرفتش… 

– معرفتيش ازاي ؟ 

* هتيجي معايا الصيدلية بتاعت استاذ خالد… هيعرفك تعملي ايه و اكيد هيقولك على المرتب… 

– ماشي… 

* تعرفي لو عملتي اي تصرف ضايقتي بيه استاذ خالد او البت الصيدلانية… في اللحظة دي لا رهف ولا غيرها هيقدروا هيمنعوني عنك… لولايا انا مكنتيش هتتشغلي في وظيفة زي دي… و خلي بالك العالم بره مش بيرحم الشخصيات المتكبرة و المغرورة زيك… مش كل الناس زي حبيبة و هيقدروا يستحملوكي… 

– خلاص عرفت ياللي فضلك مغرقني… 

* شطورة… يلا نامي ارتاحي… 

– لسه الوقت بدري… 

* عندك حق… اسهري لأخر مرة في حياتك لان بعد ما تشتغلي هتبقي زيي انا و رهف…نصحى بدري اوي و لما نرجع من بره ننام على طول… ودعي حياة العاطلين دي… سلاموز بالموز يا مُزة… 

غمزت لها حبيبة و خرجت… تأفأفت سهيلة و قالت 

– اهو ده احسن اني استنى مرتب رهف… هيبقى معايا مرتب في ايدي و ليا انا بس… يعني انا هرجع لأيام ابتدائي اصحى بدري عشان الشغل ؟ اوووف… يارتني كنت وقعت مع واحد مستريح و غني زي زوج رهف… 

* يحيى… 

” نعم يا بابا ؟ 

* انا موافق تتجوز رهف… 

اتسعت عينا يحيى بتفاجئ و ناهد كذلك… 

” بجد يا بابا ؟ 

* اه بجد… 

” انت بسطتني اوي… 

* بس بشرط… 

” اتفضل… 

* لما تتجوزها… تجيبها و تعيش هنا… 

” هو انا معنديش مشكلة في كده… بس رهف ممكن متوافقش… 

* ده اللي عندي يا يحيى… لو هي موافقتش يبقى المشكلة فيها مش فيا… انت طلبت مني افكر و انا فكرت و اخدت قرار… و وافقت على جوازك منها زي ما انت عايز… 

” خلاص متقلقش… انا هتصرف…( عانقه ) شكرا يا بابا… 

* العفو يا ابني… الف مبروك… 

” الله يبارك فيك… 

فرحت ناهد و كذلك اخويه… و انضموا لذلك العناق… 

وضع الجرسون مشوربهما على الطاولة و قال 

* اتفضل الآيس كوفي يا فندم… 

” شكرا… 

* منورين… لو احتاجتوا اي حاجة تانية انا في الخدمة… 

” تسلم… 

ذهب الجرسون… 

‘ هااا يا يحيى… طلبت تقابلني… 

” وحشتيني… 

‘ و انت كمان وحشتني… بس احنا ازاي قاعدين في الكافيه كده عادي… مش انت قولت قبل كده مينفعش حد يشوفنا سوا بره الشغل ؟ 

” اه قولت… بس ده زمان… دلوقتي يختلف… 

‘ يختلف في ايه ؟ 

” فتحت مع بابا حوار جوازنا… اتخانقنا كام خناقة كده بس بالنهاية وافق… 

‘ احلف ! 

” والله وافق !! 

‘ يلهوي… فرحتني اوي… اخيرا 

” مش هضطر اخبيكي من حد تاني…( امسك يدها و قَبلها ) كلها كام يوم و نعلن خبر ارتباطنا و الكل يعرف انك مراتي… هعملك فرح خطير… مش هخليكي تنسيه ابدا… 

‘ انا بحبك… 

” انا اكتر… 

ظلوا مبتسمين لبعضهما… شربوا الآيس كوفي 

” قبل ما انسى… بابا شَرط عليا اني لما اتجوزك… هتيجي تعيشي معايا في القصر… 

‘ ده اللي عايش فيه باباك و مامتك و اخواتك ؟ 

” اه… بصي هتبقى مدة مؤقتة… يعني لحد ما تلين دماغه… بعدها هشتري بيت لينا احنا الاتنين بس… 

‘ بس انا معنديش مشكلة اعيش مع عيلتك حتى لو العُمر كله… 

” بجد ؟ 

‘ اه بجد يا يحيى… انا مش عايزة ابعدك عنهم… بعدين يعني انت عارف ان بابا اتوفى و انا صغيرة و لما كبرت شوية ماما اتوفت… يعني انا مفتقدة شوية ان يكون ليا عِيلة و وحشني اني اعيش جوه أجواء عائلية دافية وسط لَمة… باباك و مامتك هم بابا و ماما بالنسبالي و اخواتك هم اخواتي… مش هضايق لو عيشت معاك… بالعكس هنبسط… 

” رهف… انتي كل مرة بتثبتيلي اني اختارت صح… قلبك طيب و ابيض… تحبي امتى يكون الفرح ؟ 

‘ اي معاد يناسبك… 

” متأكدة ؟ 

‘ اه… متأكدة… 

” خلاص بعد شهر… 

‘ مش سريع شوية ؟ 

” سريع ايه ؟ انا بقالي شهرين متجوزك مش عارف اقعد معاكي زي اي اتنين متجوزين… عايزك في اوضتي لوحدنا… 

‘ خلاص يا يحيى اتلم… تمام يا عم… يلا اطير انا بقا اروح ابلغ حبيبة… 

” طب هتمشي كده من غير ما تجيبي بو*سة لجوزك ؟ 

‘ ياربي !! اتلهي يا يحيى… اتلهي !! 

اخذت حقيبتها و ذهبت… ضحك يحيى و تنهد بإرتياح 

” اخيرا هتبقي معايا… الايام الوردية على ابواب… اخلف منها 5 ولا 7 ؟ انا اقول 10 و يا سلام لو كانوا كلهم توائم ! 

– زي ما فهمتك يا دكتورة سهيلة… انتي هتقفي على قسم المنتجات التجميلية… هتبقي مسؤولة عنه في كل حاجة… ترتيب اللمنتجات و استلامها و ترتيبها و بيعها و تقدمي الاستشارة الطبية للزباين و هكذا… و كل حاجة تبعيها او تستلميها تسجليها في الدفتر ده… و نُها زميتلك هتفهمك اكتر… لو حصلت اي مشكلة بلغي نُها… 

– تمام يا دكتور خالد… 

– نورتي… بالتوفيق… 

* تعرفي يا بت يا سهيلة لو عملتي مشاكل… هاكلك عَدس !! 

– لا متقلقيش مش هعمل مشاكل… 

* جدعة… امسكي سندويتشاتك… 

– سندويتشات ايه يا حبيبة ؟ هو انا في حضانة !! 

* دي سندويتشات فراخ بانيه… مش عايزة ؟ احسن… انا غلطانة لاني بهتم بيكي… 

– بانيه ؟ لا هاتي طبعا… 

* مش كانت من كام ثانية السندويتشات دي لبتوع حضانة ؟  خلاص يا ستي انا هاكلهم… 

– لا هاتيهم يا حبيبة… 

* ما كان من الاول يا ختي… 

اخذتهم منها و خالد يقف من بعيد يضحك من تصرافاتها التلقائية تلك و سعيد برؤيتها… ودعت سهيلة و خرجت… 

* انا مش عارفة اشكرك ازاي يا استاذ خالد… 

– لا شُكر ولا حاجة… انا في الخدمة في اي وقت… بس انا زعلان منك… 

* ليه ؟ 

– كده اسأل نُها و تقولي انك مبتجيش تشتري من عندي… يعني انا ولا الغريب ؟ 

* اخص عليا طلعت وا*طية… بس ان جيت للحق اسعارك غالية حبتين… 

– ما انا اديتك الكارت… طب لو عايزة اي خصم يريحك قولي و انا هعملهولك على اي منتج عيزاه… 

* والله انت لطيف اوي و بتحرجني بذوقك ده… خلاص اطمن هاجي اشتري… كده كده سهيلة بقت هنا ف هاجي اغتت عليها كل شوية… 

– تيجي تنوري في اي وقت… 

* شكرا اوي… تشرب قصب ؟ 

– قصب ؟! ماشي مفيش مشكلة… 

* هعزمك على حسابي… تعالى عند عصارة عمو محمد… 

– مين عمو محمد ؟ 

* صاحب العصارة اللي بشتري من عنده قصب دايما… عليه عصير قصب انما ايه خطير اوي يُظبط الدماغ… و عنده كمان تمر و سوبيا و آيس كريم بجميع النكهات… 

– كويس اوي… بس مش ملاحظة اننا في الشتاء ؟ 

* اه ملاحظة… بس تعرف الحاجات الساقعة في الشتاء حلوة اوي… تدي مزاج كده للواحد… 

– بس خلي بالك انا لسه خارج من دور برد مُقر*ف… صدقت ما مشي اخيرا… 

* هتشرب قصب برضو… متقلقش… تشرب بعده سحلب يدفيك… تعالى يلا ! 

من حماسها امسكت بيده… تفاجئ خالد و نظر ليدها المُمسكة بيده… لاحظت حبيبة انها امسكت بيده بدون أن تلحظ ذلك… فتركت يده على الحال 

* انا آسفة اوي… ما اخدتش بالي… 

– ولا يهمك… 

نظرت للأرض و هو مُحرجة جدا منه و ظلت صامتة بضع دقائق… لاحظ خالد انها خجلت… ابتسم و مَدَ يده لها… 

– هاتي ايدك… 

نظرت حبيبة ليده ثم نظرت إليه فقال خالد

– متخافيش… هاتي ايدك…

قربت حبيبة يدها من يده حتى امسكتها… امسك خالد يدها إحكام و قال مبتسمًا 

– يلا نروح لعمو محمد ؟ 

* يلا… 

قالتها و هي مبتسمة له… ابتسم هو أيضًا و مشيا سويًا… 

طُرق باب مكتب رهف… 

‘ ادخل… 

دخل ياسر… رفعت رهف رأسها و تفاجئت حين رأته… 

‘ استاذ ياسر ؟! اتفضل… 

اغلق ياسر الباب و جلس على الكرسي… 

‘ تحب حضرتك تشرب ايه ؟ 

* مش عايز… شكرا… 

‘ بس لازم تشرب… انت مش غريب هنا و… 

* قولتلك مش عايز… 

قالها و هو يقاطع كلامها بزعم… صمتت رهف و تركت سماعة الهاتف… 

* انا جاي اتكلم معاكي مش جاي اشرب… تعالي اقعدي هنا… 

أشار لها بيده على الكرسي الذي بجانبه… اومأت له و جلست عليه… نظرت للأرض و هي محرجة منه… اي نعم هو وافق على زواج يحيى منها لكن هذا لا يعني انه سيتقبلها… 

* رهف… 

‘ نعم يا استاذ ياسر ؟ 

* قولتلك قبل كده ابعدي عن ابني…

‘ و انا سمعت كلام حضرتك و بعدت… 

* يبقى رجعتي ليه ؟ 

‘ يحيى هو اللي جالي هناك… قالي انه بيحبني… 

* أول ما قالك انه بيحبك روحتي رجعتي حالًا… لا والله ؟ كأني مقولتش حاجة ولا كأني اتكلمت معاكي قبل كده !! 

‘ انا قولت لحضرتك قبل ما امشي اني بحب يحيى… بس مكنتش اعرف انه بيبادلني نفس الشعور… ف سيبته بالرغم اني بحبه… بس لما جالي و قالي انه بيحبني و عايز يتجوزني… لقيت ان مفيش مشكلة في علاقتنا طالما مشاعرنا متبادلة… 

* كلام جميل والله… بس انا هستفيد ايه منك لما يحيى يتأ*ذى بسببك ؟ 

‘ حضرتك انا مقدرة انك أب و خايف على ابنك… متقلقش… اول ما هنتجوز عمر ميقدرش يقرب مني بأي شكل…

* انا مش خايف عليكي انتي… انا خايف على ابني.. طالما انتي عارفة ان انا خايف عليه… رجعتي ليه ؟ 

‘ عشان بحبه… 

* يادي ام الكلمة دي… بصي يا رهف… انا كده كده وافقت على جوازكم… جيت احذرك تحذير صريح و واضح… لو ابني حصله اي حاجة حتى لو اتخدش خَدش صغير من ورا عمر الصاوي او غيره… مش هلوم غيرك انتي… و في الحالة دي هخليكي تبعدي عنه غصب عنك حتى لو كَلفني الامر اني ارحلك من البلد دي… 

نهض فهي نهضت أيضا 

* و خليكي فاكرة تحذيري ده… لو شعرة وحدة اتأ*ذت من ابني… استحملي اللي هيجرالك مني… عمري ما كنت هقبل بيكي ڪ زوجة ل يحيى… وافقت بس عشان شوفت حُبه ليكي في عيونه و طريقة كلامه و تصرفاته… يعني وافقت بس لأجل سعادته مش عشانك انتي… وصلت يا رهف ؟ 

اومأت له ف نظر لها من تحت و فوق بغضب مكتوم و خرج… جلست رهف على الكرسي و نهارت في البكاء ولا تعرف ماذا تفعل… هل اخطأت عندما أحبته و تزوجته ؟! 

طُرق الباب و دخل يحيى… مسحت رهف دموعها في الحال… 

” رهف… 

‘ نعم يا مستر يحيى ؟ 

” خلصتي شغلك عشان نروح نشتري الفستان ؟ 

‘ لا مخلصتش… بلاش النهاردة… خليها آخر الاسبوع… 

” بس احنا اتفقنا نخرج نشتريه النهاردة… 

‘ مينفعش النهاردة… 

” ليه ؟ 

‘ مش عايزة اخرج… 

” ايوة برضو ليه ؟ غيرتي رأيك ليه ؟ 

‘ مفيش بس مليش نفس… 

” شكلك معيطة… مالك ؟ 

‘ لا مفيش… 

” لا فيه… رهف… فيه ايه ؟ 

‘ قولتلك مفيش حاجة يا يحيى ! 

” يبقى بتعيطي ليه ؟ 

‘ مش بعيط… 

” لا بتعيطي… و واضح اوي انك بتعيطي… متقلقنيش يا رهف… قولي في ايه ؟ 

‘ مفيش… كل الحوار ان انا افتكرت ماما ف عيطت… كان نفسي تبقي معايا في الايام دي… 

اقترب منها يحيى و مسح دموعها بيده… 

” و انا كمان نفسي اشوفها… كان ننفسي اتعرف على أم مراتي الجامدة دي… 

‘ مش وقت هزارك ده… 

” خلاص متزعليش… بس هي موجودة على فكرة… 

‘ موجودة ازاي ؟ 

” في السماء…( أشار لقلبها ) و موجودة هنا… هي شايفة و عارفة كل اللي بيحصل ده و اكيد مبسوطة اوي بيكي… ف انتي بدل ما تعيطي و تزعليها معاكي… افرحي يا رهوف عشان تفرح كمان… أكيد مامتك مش هتبقى مبسوطة لو شافتك بتعيطي كده… 

‘ خلاص مش هعيط تاني… 

” شطورة… هي دي رهوفتي… 

قالها ثم عانقها… بادلته رهف العناق و تشبثت به بقوة فهي تحتاج لعناقه الدافئ و الحنون… و لكن مع ذلك كلام والده لم يخرج من عقلها للحظة و كانت تخاف كثيرا مما سيواجها في المستقبل…

بعد أيام… أنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي موعد زواجهم… و الجميع عرِف من هي الحبيبة و الزوجة المستقبلية لرجل الاعمال الشهر يحيى ياسر الكيلاني… انتشرت صورة لهمها سويًا… الجميع فرح لأجلهما… لكن بالطبع لم يفرح الجميع… ف عُمر عندما قرأ ذلك الخبر جَن جنونه… و ظل يبحث عنها بإستمرار… لكن يحيى سبقه و كان يعرف انه سيبحث عنها عندما يعرف انه سيتزوجها… وضع حراسة على شقة حبيبة و رهف لا تذهب لأي بدون حراسة كما أمر يحيى… ولا ننسى رغد التي الغضب اجتاحها منذ ان عرفت ذلك و تأكدت من كلام يحيى السابق عندما قال انه سيتزوج قريبًا… كان يقصد رهف… 

• عمر باشا… ضيفتك وصلت… 

* دخلها… 

• أوامرك… 

أشار لها رفعت بالدخول… جاءت رغد و جلست أمامه… امسك عمر كأس الخمـ,ـرة و أخذ منه رشفة ثم نظر لها و لملابسها و ابتسم بخُبث

* اتأخرتي يعني… 

– وقفت في كمين و كان حوار… كويس ان خرجت منه… 

* نورتي… 

– بنورك يا عمر الصاوي… عمري ما تخيلت اني هيبقى ليا تعامل معاك… 

* ليه ؟ مش اد المقام ولا ايه ؟ 

– لا اده… بس اللي بيتقال عنك مش لطيف… 

* ايه اللي بيتقال عني ؟ 

– انك لاموخذة شما*ل و بتاع حريم و كا*بريهات… 

* الشقاوة و كده… اصلي راجل مزازنجي و بمو*ت في الانبساط و الفرفشة… 

– واضح عليك من الكأس… بس للأمانة انت وسيم اوي… 

* قوليلها… قوليلها اني وسيم و متسابش… 

– ماخدتش بالها منك لانها طموحها عِلي حبتين و حطت عيونها على حبيبي لحد ما وقعته… 

* مسمحلكيش تقولي عنها كده… رهف محترمة و مش بتاعت الكلام ده… 

– قال يعني انا بتاعت الكلام ده ؟ 

* لا طبعا يا حلوة… حتى انتي كمان مُزة و جسمـ,ـك جامد… ازاي ابن الكيلاني ده سابك كده ؟ 

– معندهوش نظر… المهم… نتكلم ف اللي جينا عشانه… 

* نتكلم و ماله… 

– انت عايز رهف ؟ 

* اه… عايزها اوي فوق ما تتخيلي… 

– و انا عايزة يحيى يجيلي زاحف حد عندي… هدفنا واحد يا عمر الصاوي… كل واحد فينا عايز اللي يخُصه… و انا معاك في اي حاجة تعملها و هساعدك بما اني عِيلة الكيلاني… يعني هكون وسطهم الايام الجاية…( مدت يده إليه و اكملت ) هااا قولت ايه ؟ 

صافحها و قال بشَر 

* اتفقنا !! 

يتبع…… 

أضف تعليق